Ads by Google X

رواية دموع مؤجلة واحتضان أخير الفصل الثالث و الثلاثون 33 - بقلم شمس حسين

الصفحة الرئيسية

       

 رواية دموع مؤجلة واحتضان أخير الفصل الثالث و الثلاثون 33 - بقلم شمس حسين

حقيقة في العيون
«احمد نجم»
كنت قاعد على السفرة، التليفون في إيدي، وعيني على الأكل بس مش مركّز، اليوم امبارح كان طويل، متكلمتش مع شمس غير كلمتين علي بعض، وده بسبب إن خالتها عندهم، طول الوقت كنت حاسس إن في حاجة ناقصة… قررت أتصل بيها قبل ما أخرج، الفون رن كام جرس لحد ما ردت بصوت ناعس: “ألو”، قلت مستغرب: “صباح الخير… إنتي لسه نايمة؟ الوقت اتأخر… مش جاية ولا إيه؟”، قالت بنبرة غريبة فيها رسمية: “آه، مش هعرف أجي النهاردة، بعتذر”، حسيت وقتها إن في حاجة غلط، لكن قلت بهدوء: “طيب، هسيبك تفوقي وبعدين نتكلم”، قفلت المكالمة وبقيت قاعد مكاني، حاسس إن فيه حاجة مش مفهومة، دخلت أمي وهي بتبص لي: “مالك يا أحمد؟ وشّك مش طبيعي”، قلت بسرعة: “مفيش يا ماما”، قعدت قدامي وقالت وهي بتراقبني: “كنت بتكلم مع مين؟”، رديت: “شمس…”، قالت بهدوء: “طب ليه شكلك متغير؟”، قلت بسرعة: “مفيش حاجة ياماما ما أنا كويس اهو… هي جيهان فين صحيح منزلتش تفطر ليه؟”، قالت بابتسامة صغيرة: “جيهان خرجت من بدري… قالت وراها مشوار”، بصت لها باستغراب وقلت:” مشوار اي بدري كدا؟”، قالت بتوتر:” مش عارفة… هي قالت كدا”، بدأت فطار، وأنا في نص الاكل تقريباً قلت: “صحيح يا ماما انهاردة هاخد من شمس رقم مامتها علشان حضرتك تكلميها وتاخدي منها ميعاد نروح نطلب ايد شمس، مش عايز نتأخر اكتر من كدا”، لاحظت توترها، سابت الشوكة وشربت مية بسرعة، وبعدين قالت بهدوء غريب :” أحمد احنا لازم نتكلم في الموضوع ده”، بصيت لها باستغراب وقلت:” نتكلم في أي يا ماما مانا عرفتك كل حاجة”، قالت بملامح جامدة:” احمد انت لازم تنسي موضوع شمس ده نهائي، أنا مش موافقة علي العلاقة دي”، حسيت اني مصدوم من اللي بسمعه، قمت و قفت و قلت:” يعني أي يا ماما حضرتك مش موافقة علي العلاقة دي؟” قامت وقفت و تظاهرت بالقوة و قالت بثبات:” يعني زي ما سمعت أنا مش موافقة علي جوازك من شمس يا أحمد”، قلت وأنا بحاول أتماسك: “يعني إيه مش موافقة علي جوازي منها؟ شمس عملتلك إيه؟”، رفعت عينيها وقالت ببرود قتلني: “معملتش حاجة و بالعكس كمان شمس مفيهاش ولا غلطة… بس جيهان أهم”، اتعصبت وصوتي عليّ غصب عني: “ااااه…. جيهان! بقي هي الحكاية دلوقتي جيهان…. و أي اللي اتغير من يومين يا ماما، مانا حكيتلك كل حاجة و وريتك مشاعري، قلت لك أنا بحب شمس يا ماما… بحبها من أول ما عرفتها… شمس دي حياتي…ليه جاية انهاردة و تقولي لي جيهان اهم… أهم ازاي؟”، قالت وهي ثابتة مكانها: “جيهان محتاجة حد يقف جنبها، أنت عارف كويس حوار وصية بابها، جيهان مش هقدر تتجوز حد غيرك، هي بتحبك، غير كل ده اعمامها أعلنوا الحرب عليها، كلهم طمعانين فيها انت لازم تساعدها”، ضحكت بسخرية، مكنتش مصدق كلامها وقلت: “يعني انتي همك بس انها مش عايزة تتجوز حد تاني و مش همك أنا هبقي سعيد معاها ولا لاء، همك حياتها هي و حياتي انا مش مهمه بالنسبة لك؟ وبعدين انتو فاكريني أي، لعبة هتحرك زي مانتوا عايزين اتجوز دي و متتجوزش دي، لا يا ماما انسي”، قالت بصرامة شديدة: “وأنا بقولك يا أحمد أنا عايزاك تتجوز جيهان!”، قلت بصوت مهزوز من القهر: “عايزاني إزاي اسيب حب حياتي اللي عيشت عمري كله ادور عليه…. عشان ألحق ميراث جيهان؟!”، قالت وهي بتكتم غضبها: “جيهان بتحبك، وأنا شايفة إنها الأنسب ليك… ده اخر كلام عندي”، قلت بغضب: “اللي بيني وبين شمس مش هينتهي علشان أنتي قررتي فجأة….وده آخر كلام عندي”، قلت آخر جملة وسحبت مفاتيح العربية وخرجت، وانا حاسس إن كل حاجة حواليا بتنهار فجأة.
وصلت الشركة وأنا نار الغضب لسه جوايا، كنت داخل بخطوات غاضبة، لفتت نظر كل الموجودين، دخلت مكتبي ورميت المفاتيح بعصبية على المكتب، ندى كانت قاعدة على مكتبها برا، ناديت بصوت واضح: “ندى!”، دخلت بسرعة وهي متوترة: “أيوة يا بشمهندس أحمد؟”
،قلت وأنا بحاول أسيطر على أعصابي: “أول ما عمي أيمن يوصل بلغيني فورًا… فاهمة؟”، قالت بارتباك: “تمام، حاضر”، قعدت أحاول أشتغل، لكن عقلي مكانش معايا، كل كلمة أمي قالتها كانت بتتكرر في دماغي زي شريط مش راضي يقف، بعد حوالي ساعة، ندى دخلت وقالت: “بشمهندس أيمن وصل”، قمت بسرعة وخرجت متجه على مكتبه، دخلت عليه من غير استئذان، كان بيشرب قهوته وبيقلب في ورق، رفع عينه لي باستغراب: “أحمد؟ في إيه؟”، قعدت قدامه وحكيت له كل اللي حصل بيني وبين أمي، كنت بتكلم بسرعة وعصبية، وكأن الكلام لو فضل جوايا هيحرقني، عمي سمعني بهدوء لحد ما خلصت، وبعدها قال بنبرة هادية: “اسمعني يا أحمد… أمك بتحب جيهان ودي حاجة كلنا عارفنها، و عارفين كمان إن جيهان بتعرف تكسب تعاطفها، جيهان دلوقتي عرفت تخليها تحس إنها محتاجاك، لكن ده مش معناه إن أمك ضدك أو ضد سعادتك”، بصيت له بغضب مكبوت: “بس هي رفضت شمس يا عمي! و طريقة كلامها الصبح أنا عارفاها كويس، ماما مش هتوافق علي شمس و هتفضل مصممه علي رأيها و لو ده حصل شمس عمرها ما هتوافق تبقي معايا”، قاللي بحكمة: “أمك محتاجة حد يفهمها يا أحمد، محتاجة تشوف شمس بعين مختلفة، وأنا متأكد إنها لو شافتها واتعرفت عليها هتغير رأيها…. اهدي انت، متفكرش في أي حاجة دلوقتي، وسيب الموضوع عليا… أنا هتصرف وهحل كل حاجة”، كلامه هداني شوية، حسيت إني مش لوحدي في المعركة دي، هزيت راسي وقلت: “تمام يا عمي… هحاول أهدى”، خرجت من عنده، لكن قلبي كان لسه مش مطمن، حاولت أركز في الشغل اللي ورايا، لكن كل مرة عيني تيجي على التصاميم، بلاقي أفكاري بتسرح تاني في اللي حصل، وبعد ساعة من المحاولات الفاشلة، قررت أمشي، خرجت من المكتب وأنا حاسس إني محتاج وقت أرتب فيه كل حاجة في دماغي.
بعد ما خرجت من الشركة روحت علي بيت أشرف، مكنتش عايز ارجع البيت بعد المواجهة اللي حصلت الصبح مع امي، اول ما وصلت، فتح لي اشرف و بصلي باستغراب وقال:” خير يارب اي اللي جابك؟”، دخلت من غير ما اقول ولا كلمه، رميت المفاتيح و الموبايل علي التراييزة و قعدت علي الكنبة و غمضت عيني كنت بحاول اوقف دماغي من التفكير بس مكنتش عارف، اشرف كان لسه بيبصلي باستغراب و بعدها قال:” في أي يابني اي اللي حصل؟”، قلت له:” عايز قهوة سادة و شوفلي اي حاجه للصداع”، اشرف وقتها حس أن في حاجة، علشان مكانش متعود علي أنه يشوفني بالشكل ده، دخل و بعد لحظات رجع بالقهوة و برشام للصداع، اخدت الدواء و بعدها بدأت اشرب القهوة، اشرف كان قاعد قدامي و منتظريني اتكلم، مقالش ولا كلمة، كملت شرب في القهوة و بعدها قلت له بصوت مرهق:” امي رافضة جوازى من شمس”، اشرف قال بصدمة:” اي! ليه؟ اي اللي حصل؟ انت مش قلت يابني إنك حكيت لها كل حاجة و كانت موافقة”، قلت:”معرفش يا اشرف معرفش… كل حاجة كانت ماشية كويس، اتفاجئت بيها الصبح بتقولي لازم تنساها”، غمضت عيني في اللحظة دي و كأن الكلام وقف مش قادر اطلعة من كتر الضغط اللي حاسس بيه، و بعدها كملت و قلت:”مصدوم من كل اللي قالته، مكنتش متوقع أنها تفضل سعادة بنت اختها علي سعادتي أنا…”، رد اشرف وعلي ملامحه الدهشة:” قصدك جيهان مالها احكيلي كل حاجة بالظبط”، بدأت احكيله كل اللي حصل بينا الصبح حتي الكلام اللي حصل بيني و بين عمي ايمن، اشرف وقتها كان مصدوم نفس صدمتي، قال:” أنا مش عارف اقولك اي يا أحمد… إحنا مقدمناش غير نصبر و نشوف عمي ايمن هيعمل اي مع طنط نرمين، و بعدين جيهان دي طلعت مش سهلة دي نازلة مخصوص بقي علشان الموضوع ده”، قلت له:” قدرت تكسب تعاطف ماما، علشان عارفة كويس أنها مش هتقدر ترفض لها طلب”، اشرف قالي:” طيب انت ناوي تعمل اي دلوقتي”، قلت له :” هفضل هنا لحد اما اشوف عمي هيعمل معاها اي و لو مجابش نتيجة كلامه معاها و فضلت علي موقفها يبقي هي اللي اختارت”، أشرف قال:” طيب وانت فاكر أن شمس هتقبل باللي في دماغك ده؟”، ما هي دي المشكلة يا أشرف:” شمس هترفض وعمرها ما هتوافق تكون معايا لو امي مش راضية.. تعبت من التفكير و مش لاقي حل من الصبح”، شد اشرف علي كتفي و حاول يطمني وقال:” هتتحل يا صاحبي و هتعدي زي ما عدينا كل حاجة سوا”.

«شمس»
كنت قاعدة بليل مع ماما و خالتو نداء، التلفزيون شغال قدامنا وبنشرب حاجة دافية، هما كانوا بيتكلموا في حاجات عادية، بس أنا دماغي كانت في حتة تانية خالص… مكنتش بفكر غير في أحمد، “هعمل إيه؟ هبعد عنه إزاي؟ هجبها له إزاي من غير ما أوجعه؟”، فجأة قطع تفكيري صوت رسالة علي تليفوني، فتحتها فوراً لقيتها من احمد كان كاتب:” محتاج اشوفك ضروري.. وحشتيني… ممكن نتقابل دلوقتي”، عيوني اتعلقت بالكلام، قررت وقتها إن لازم أنهي الموضوع ده بسرعة، رديت عليه وقلت:” تمام”، اول ما شاف رسالتي كتب:” هستناكي في المكان بتاعنا”، حسيت اني مش هقدر أقول اي حاجه لو كنت في المكان ده علشان كدا طلبت منه نتقابل في كافية احسن علشان الجو برد، وقمت ودخلت اوضتي، وبدأت أبدل هدومي و لبست جاكيت تقيل، ماما دخلت الاوضة، و عرفتها انا هعمل اي، وبعدها اخدت نفس عميق وطلعت بره البيت، الجو كان برد جدا، بس قلبي كان أبرد، بعد وقت مش طويل وصلت الكافية، وقفت شوية من بعيد، بحاول أستجمع نفسي، بعدها خطيت ناحيته بخطوات هادية، وقلت بصوت ثابت: “مساء الخير”، أحمد قام وقف قدامي، كان باين علي ملامحه الإرهاق، وقبل ما يرد عليا، قلتله فوراً :”مالك!”، ابستم بخفه وقالي:” مفيش حاجة أنا كويس تعالي اقعدي”، قعدت قدامه، بحرك أيدي في بعض من كتر التوتر اللي كنت حاسه بيه، جيه الويتر وحط شاي بلبن قدامي زي ما احمد كان طالب منه، فضلت ساكتة منزلة نظراتي لتحت، مكنتش قادرة ارفع عيني فيه، فضلنا في لحظة صمت غريبة، وبعدها أحمد قال بصوت هادي:” شمس.. أنا مبقتش اقدر اقعد ثانية في الشركة و انتي مش موجوده…. مش قادر يعدي عليا يوم من غير ما اشوفك… انا بحس أن روحي بترجعلي اول ما بسمع صوتك…. انتي عملتي فيا اي بس”، عيوني لمعت بالدموع، مكنتش قادرة اقول اللي جاية علشانه، لفيت وشي الاتجاه التاني، هو حس إن في حاجة غريبة و سأل علطول:” مالك في حاجة مدايقاكي”، قلت بثبات مصطنع:” أحمد احنا نلازم نتكلم:” حسيته استغرب بصلي بتركيز وقالي:” تمام أنا سامعك”، فكيت أيدي من بعض و خرجت من جيب الجاكيت الخاتم اللي قدمهولي، وحطيته قدامه، بصلي وقتها باستغراب ضيق عينيه و مسك الخاتم، وقال بصدمه:” اي ده!”، قلت بصوت مهزوز:” احمد أنا اسفة… احنا مش هينفع نكون مع بعض… اللي حصل كان غلط… سوء تفاهم غير مقصود… مشاعري خانتني في اللحظة اللي كنا فيها سوا… و…واتكلمت وقتها من غير ما افكر… لما رجعت… و فكرت كويس في اللي حصل…. لقيت … لقيت أن مشاعري تجاهك مش حقيقة… لقيت أنه… أنه مينفعش نكون مع بعض.. تنفع تكون ليا كصديق… لكن كحبيب….. صعب”، قلت آخر كلمة و حسيت وقتها أن روحي بتطلع، لأول مرة عيني متخونيش و دموعي تنزل، لأول مرة احس اني جامدة بلا روح، أما هو، ف عينه لمعت بالدموع، فضل ساكت، ماسك في أيديه الخاتم، منغير ما يقول و لا كلمه، بعد لحظات بدأ يبتسم و يهز دماغه، و قال:” انفع كصديق… لكن كحبيب… لاء”، قلت له بصوت ضعيف:” أنا آسفة”، قالي ولسه علي وشه ملامح الصدمة:” شمس أنتي مصدقة اللي انتي بتقوليه؟… لو أنتي مصدقة أنا هصدق و هقوم امشي عادي جداً”، قلت له وانا بحاول أحافظ علي ثباتي:” احمد صدقني أنا فكرت و لقيت أن علاقتنا دي متنفعش احنا اصدقاء وبس”، قال بغضب:” انتي كدابة… احنا عمرنا ما كنا اصحاب… انا مشاعري ليكي واضحة من البداية.. وانتي كمان عيونك كانت بتقول كل حاجة”، قلت له بتوتر:” انت فاهم غلط”، قال بعصبية:” فهميني الصح.. فهميني أن كل اللي كان بينا ده كان كدب… فهميني أن كل اللحظات اللي عيشناها سوا دي كانت كدب …. بصي في عيني دلوقتي و قولي لي يا أحمد أنا مش عايزاك… وانا ساعتها هصدقك و هقوم امشي”، أيدي كانت بتترعش، وكل تفكيري تشتت، قلبي كان بيدق بسرعة، وقفت قدامه، وبصيت في عينيه بحيرة وقلت:” أنا مش عايزاك ارتاحت”، قال بثقة:” ايوا ارتاحت… ارتاحت علشان اتاكدت انك بتحبيني وان كل اللي بتقوليه ده كدب، عيونك بتقول الحقيقة يا شمس” قلت:” احمد ارجوك…” قطع كلامي وقال:” ارجوكي انتي يا شمس قولي لي في اي؟… اي اللي حصل خلاكي تيجي تقولي لي الكلام التافهة ده… طنط مش موافقة… عرفيني لو مش موافقة أنا هروح و اكلمها بنفسي… طيب انتي خايفة لسه …. احنا ممكن نستني لحد ما تكوني حاسة بأمان… بصي أنا مستعد” قطعت كلامه بنفاذ صبر و قلت له :” أنا معنديش كلام أقوله تاني… انا قلت كل حاجة… احنا مش هينفع نكون سوا”، قمت وقفت و اخدت شنطتي و خرجت بخطوات سريعة، مكنتش قادرة اقعد و اسمع منه اكتر من كدا، احمد مصدقش اي كلمة من اللي قلتها، كان فاهم أن في حاجة تانية بس مش عارف اي هي، كنت رايحة اقابله علشان أنهي كل شيء بينا، بس وانا راجعة كنت متأكدة أن مفيش حاجة انتهت…. وان الحرب اللي كنت خايفة ادخلها، هتحصل بس هتبقي من نوع تاني أنا حقيقي مش قده.

«احمد نجم»
رجعت على بيت أشرف بعد المقابلة مع شمس، أول ما دخلت البيت، رميت نفسي على الكنبة وقولت له: “هاتلي كل برشام الصداع اللي عندك وتعالي”، أشرف جالي بسرعة، قعد جنبي وبص ليا بقلق وقال: “في إيه؟ إيه اللي حصل؟ أنت مش كنت مع شمس؟”، قلت له وأنا ماسك دماغي: “حاسس بصداع رهيب من الصبح، في حاجة غلط بتحصل، في حاجة مش مفهومة، مش قادر أستوعبها”، أشرف كان باين عليه إنه مش فاهم، فقال لي: “ما تفهمني إيه اللي حصل؟”، قلت بصوت مرهق: “شمس طلبت مني نسيب بعض”، أشرف بصلي بصدمة وقال: “إيه؟! أنت حكيت لها عن طنط نرمين؟! يا أحمد، أنت غبي! مش قلت لك متقولش؟”، رديت عليه وأنا مش قادر أتحمل الضغط: “من غير ما أقول حاجة يا أشرف… أنا لقيتها جايه وبتقول كلام غريب خالص، معرفش جايباه منين…. بتقولي أنا صديق مش حبيب، كلام مش قادر أستوعبه ولا أصدقه… كلام مش داخلي دماغي نهائي”، أشرف سكت لحظة، بعدين قال: “طيب، وهي ليه قالت كده؟”، قلت له بنفاذ صبر: “مش عارف، مش عارف يا أشرف، دماغي هتتفرتك من كتر التفكير، مش قادر أفهم حاجة من بداية اليوم”، بعدها بصيت له بتدقيق، وسألته: “أنت شمس قالت لك حاجة مؤخراً؟ يعني حاسس إنها لسه خايفة تدخل في علاقة أو مش جاهزة دلوقتي؟”، أشرف فكر شوية، وبص لي وقال بتأكيد: “مقالتش اي حاجة….بالعكس كانت مستعدة جداً… عشان كده خليتك تاخد الخطوة دي….مش فاهم إيه اللي حصلها”، قلت له وأنا باحاول أترجم الموقف: “شمس أكيد في حاجة هي مخبيّاها عني… حاجة خلاها تبقي مجبرة علي اللي قالته ده”، أشرف فكر وقال: “بكره هسأل نور، يمكن تعرف حاجة”، قلت له: “تمام”، أشرف كمل وقال: “طيب، وانت ناوي تعمل إيه؟”، قلت له وأنا مفيش عندي غير عزم: “هثبت لها إن كل اللي قالته النهاردة مش حقيقي…. هخليها تعترف بنفسها عن اللي مخبياه….هبدأ معاها حرب باردة على نار هادية… أما أشوف لحد إمتى هتقدر تستحمل، وهنشوف اي اللي مخوفها اووي للدرجة دي؟”

google-playkhamsatmostaqltradent