رواية راما الفصل الخامس و الثلاثون 35 - بقلم اسماعيل موسى
—راما
٣٤
ألقت جين الهاتف على الطاوله، ثم بدر منها شبح ابتسامة
الم يكفيها ما فعلته حتى الآن؟
اعادت جين الهاتف ليدها وقامت بحذف رقمها ورقم ادم
بعدها شعرت بأرتياح فائق، يشبه دخول الحمام بعد ساعات من اللف فى الشوارع
كان بدر لازال يلح عليها وكانت تحتاج للتفكير بعمق وهدوء
وصلتها رساله أخرى من راما
لدى كلام عليك أن تسمعيه قبل أن تتخذى اى خطوة متهوره
ادم تعبان من الممكن أن يفعل شيء فى نفسه، هعمل كل إلى انتى عايزاه
تنهدت جين بغضب، كيف وصل الخبر إلى راما؟
راما تراقبنى؟
لا يموت الحب المنتحر يرعى على جنبات الطرق بين حشائش الحلفه والغبيرة واللبينه
كتبت جين رساله سريعه، غدا فى مقهى براما الجانبى....
وصلت جين متأخره عن موعدها وجدت راما فى المقهى تحتسى القهوة
جلست جين
خير ان شاء الله؟
صبرك؟ همست راما بعفويه تشربى ايه
معنديش وقت يا دكتوره راما لو عندك حاجه يا ريت تنجزى بسرعه
بصى يا ستى ادم بعد طلاقك منه حاله تبرجل مبقاش كويس خالص عصبى على طول وخس وحياته بقت صعبه
وانا مالى يا راما، دا جوزك حاولى تحتويه
جين؟ همست راما، ادم مش قادر يتخطاكى، علشان ادم
لازم ترجعى لادم تانى
نرجع نعيش مع بعض زى زمان
اسفة، رفعت جين ايدها، مش هينفع
ليه؟
لأنى هتجوز قريب يا راما
تتجوزى؟!؟ فتحت راما فمها
ببرود قالت جين ايوه وياريت من فضلك متحاوليش تتواصلى معايا تانى
انا عايزه انسى كل حياتى المقرفه الماضيه
يعنى مفيش آمل يا جين؟
لا
راما طيب فكرتى كويس فى قرارك ده؟
دى حاجه تخصنى ملكيش دعوه بيها
انا خايفه عليكى يا جين، مش كل الرجاله زى ادم هيقبلوكى على عيبك، محدش هيستحمل حالتك
الا لو اتجوزتى راجل مجوز ومعاه عيال، مش عايز خلفه يعنى
هو خطيبك دا يعرف الحقيقه؟
شكرا للنصيحه، ابتسمت جين وغادرت المقهى لكن صدرها كان يحترق
ماذا لو لم استطع ان امنحه ما يرغب به؟
ليه أظلم بدر معايا
نعم كان هناك آمل أن تحمل وتنجب لكنه يظل آمل ضعيف
ربما راما محقه، بدر لابد أن يعرف الحقيقه
أخبرت جين بدر بمخاوفها، قالت قبل أن تتورط ان لا يمكننى ان انجب
عليك أن تعرف ما انت مقبل عليه يا بدر
ابتسم بدر، انا اقبلك هكذا جين، من منا يضمن مستقبلة او حاضره؟
من فضلك حددى موعد للزواج واتركى كل تلك التخيلات بعيد عنك
لم تكن جين قد تخيلت يومًا أنها ستدخل في علاقة جديدة، ناهيك عن الزواج مرة أخرى. ومع ذلك، ها هي الآن تخطو نحو حياة جديدة مع بدر، رجل لم يكن مجرد فرصة أخرى، بل كان اختيارها الواعي بعد كل ما مرّت به.
كان بدر عمليًا في تعامله مع فكرة الزواج، لم يكن يريد احتفالات ضخمة ولا ضجة اجتماعية، لكنه كان يحرص على أن يكون كل شيء مريحًا لجين. أما هي، فقد أرادت زواجًا بسيطًا، بلا مظاهر زائدة ولا ضغوط عائلية.
عندما بدأت جين في البحث عن فستان زفاف، لم يكن الأمر كالسابق
. لم تكن تبحث عن الفستان المثالي لإبهار الجميع، بل كانت تبحث عن شيء يعكس بساطتها وراحتها. وجدت فستانًا ناعمًا بلون عاجي، بتصميم أنيق دون بهرجة زائدة، وحين جربته أمام المرآة، رأت نفسها مختلفة—امرأة اختارت حياتها بنفسها هذه المرة.
أما بدر، فلم يكن يكترث كثيرًا للتفاصيل. كل ما أراده هو أن يرى جين سعيدة.
كان الزفاف صغيرًا، مقتصرًا على العائلة والأصدقاء المقربين، في حديقة مفتوحة بأضواء ناعمة وديكورات بسيطة. لا ضجيج، لا حشود ضخمة، فقط دفء وراحة.
في يوم الزفاف، كانت جين واقفة أمام المرآة، تتأمل نفسها قبل أن تبدأ خطوة جديدة في حياتها. لم يكن هناك قلق هذه المرة، بل كان هناك شعور غريب بالطمأنينة.
عندما مشت نحو بدر، لم يكن هناك رهبة، بل شعرت بأنها تسير نحو مستقبل لم تعد تخاف منه.
أمسك بدر يدها بلطف وهمس لها وهو ينظر في عينيها:
— "هل أنتِ مستعدة؟"
ابتسمت جين، لم تتردد هذه المرة، وقالت بصوت ثابت:
— "نعم، أنا مستعدة."
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية راما) اسم الرواية