رواية عشق تحت القيود الفصل الثالث 3 - بقلم هاجر عبدالحليم
داخل المقهى الهادئ، حيث تسكن ضوضاء المدينة خلف الجدران الزجاجية، بدت الطاولات ممتلئة بأشخاص ينغمسون في صمتهم. سامي وداليا يجلسان قبالة بعضهما، تتراقص التوترات غير المرئية بينهما مثل خيوط دقيقة لا تنفك تشدّها الكلمات المنتظرة.
سامي: (يُكسر الصمت بصوت هادئ، بينما ينظر إلى فنجانه بتأنٍّ)
“داليا… فكرتِ فعلاً إنك مش قادرة تكملي مع عادل؟ ولا ده مجرد لحظة تعب؟”
داليا: (تتنهد بعمق، تُلقي نظرة فارغة على الطاولة قبل أن ترفع عينيها ببطء نحوه)
“مش لحظة تعب يا سامي. ده شعور… شعور إننا بقينا غُربا. أنا بحاول، كل مرة بحاول أمد إيدي ليه، بحس إن المسافة بينا بتزيد. كأننا في عالمين مختلفين.”
سامي: (يضيق حاجبيه، يحاول أن يزن كلماتها دون أن يحكم)
“يمكن هو نفسه تايه… يمكن فيه حاجات ضاغطة عليه، مش قادر يعبّر عنها.”
داليا: (تشيح بنظرها بعيدًا، ثم تعود لتُحرك يديها بقلق، وكأنها تحاول الإمساك بخيوط أفكارها)
“مش ده اللي مزعلني أنا عارفة إن الضغوط جزء من الحياة. بس… هو مش عادل اللي عرفته. كل حاجة فيه اتغيرت. وأنا… أنا ما بقيتش قادرة أتعامل مع التغيير ده.”
سامي: (يميل بجسده نحوها قليلاً، صوته مليء بالصبر)
“داليا، التغيير مش بالضرورة يكون سيئ. أحيانًا الناس بيتغيروا لأنهم محتاجين يكبروا، يلاقوا نفسهم. ما فكرتيش إن التغيير ده ممكن يكون مرحلة مش نهاية؟”
داليا: (تبتسم بسخرية مُرهقة، تنظر إليه بعينين مثقلتين بالقلق)
“ولو المرحلة دي دمّرتنا كزوجين؟ سامي، أنا مش قادرة ألاقي أمان معاه. كل مرة بحاول أفهمه، بحس كأني بغرق أكتر. وفي الآخر… هفضل لوحدي.”
سامي: (يأخذ نفسًا عميقًا، ينظر إليها بنظرة ثاقبة لكنها لطيفة)
“أنتِ مش لوحدك، د العلاقة دي مش على كتف واحد. لازم التغيير يبقى فيه شوية مرونة من الطرفين. ما تقدريش تواجهيه لوحدك، لكن كمان ما ينفعش تقاومي كل حاجة. يمكن لو حاولتي تخففي من شد الحبل… تلاقوا نقطة تواصل.”
داليا: (بصوت أضعف، لكنه مشحون بالشعور)
“مرونة؟ وإيه اللي يضمن لي إن المرونة دي مش هتخليني أضيع أكتر؟ لو أنا فضلت أتكيّف مع كل حاجة من غير ما ألاقي رد… العلاقة دي هتفقد قيمتها، وأنا كمان.”
سامي: (بابتسامة خفيفة، لكنه يتحدث بجديّة)
“المرونة مش ضعف، يا داليا. المرونة هي إنك تلاقي مساحة للتفاهم من غير ما تخسري نفسك. وفي نفس الوقت… لازم عادل يشوف إنك شريكته، مش شخص بيحاول يتأقلم على حساب روحه. يمكن اللي ناقص بينكم مش التغيير، لكن حوار زي اللي بيننا دلوقتي.”
داليا: (تفكر بصمت للحظات، ثم ترفع رأسها بنبرة أكثر جدية)
“يمكن… يمكن أنت صح. يمكن المشكلة في إننا ما عرفناش نتكلم من الأول. بس ، أنا مش عايزة أضيع نفسي في دوامة من التخبط.”
سامي: (يميل بجسده للخلف قليلًا، يبتسم بهدوء يُخفف من وطأة الحديث)
“وأنا واثق إنك مش هتضيعي. لو قدرتِ تلاقي التوازن بين اللي بتحتاجيه واللي تستحقيه، العلاقة دي ممكن يكون لها أمل.”
داليا: (تبتسم ابتسامة خفيفة، تأخذ نفسًا عميقًا وكأنها تُزيح حملًا عن صدرها)
“شكرًا يا سامي… يمكن كنت محتاجة أسمع الكلام ده عشان أفكر في الأمور بشكل أوضح.”
سامي: (يضع يده على الطاولة بطمأنينة، ينظر إليها بثبات)
“وأنا هنا لو احتجتي أي حاجة. ما تنسيش… أحيانًا الحكايات الكبيرة بتبدأ بخطوة صغيرة.”
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
داخل مكتب كمال الفخم
الأثاث يُشعّ بالفخامة، والجدران تحمل لوحات تعكس قوة ونجاح صاحب المكان. المكتب الكبير يحتل منتصف الغرفة، وكمال يجلس خلفه، نظراته مليئة بالثقة والهيمنة. يدخل الموظف، متردداً، وكأن خطواته تثقلها الرهبة. يقف أمام كمال، محاولاً تمالك نفسه.
كمال: (بنبرة هادئة لكنها تحمل تهديداً مستتراً)
“الساعة دي المفروض تكون في مكتبك، مش هنا. إيه اللي جابك؟”
الموظف: (يحاول التحكم في ارتباكه، ينظر إلى الورقة بين يديه)
“سيدي… في مشكلة كبيرة في المشروع الأخير، وكان لازم أعرضها على حضرتك. القرار يتطلب تدخلك بشكل مباشر.”
كمال: (يتكئ إلى الخلف على كرسيه، يضم يديه أمامه، ثم ينظر للموظف بنظرة حادة)
“مشكلة؟” (يتوقف قليلاً، وكأن كلماته تُثقل الجو)
“المشاكل معمولة علشان تتحل. وإحنا هنا ما بنسمحش للتأخير ولا التردد يتحكموا في شغلنا. ليه لسه ما حلتهاش؟”
الموظف: (يحاول شرح موقفه بنبرة مرتبكة)
“الموضوع أكبر من كده، سيدي. قرارات معينة لازم تيجي من حضرتك شخصياً.”
كمال: (ينهض ببطء من كرسيه، يسير حول المكتب، عينيه لا تفارقان الموظف، وكأنه يدرسه)
“بص يا ابني… القائد ما بيقفش عند أي مشكلة. القائد بيفكر، وبيتحرك. إذا كنت واقف هنا دلوقتي علشان تقولي إنك محتاج مساعدتي، فأنا بقولك: الناس اللي بتحتاج مساعدة في كل خطوة مش مكانها هنا.”
الموظف: (يبلع ريقه، يحاول أن يُبدي استعداداً)
“تمام، سيدي. هتصرف وأحاول أحل الموضوع بنفسي.”
كمال: (يتوقف أمامه، يضع يده على كتف الموظف، لكن نبرته لا تزال قاسية)
“مش هتحاول، هتحله. فاهم؟! ولو المشكلة رجعتلي تاني، يبقى أنت المشكلة.”
الموظف: (بابتسامة خفيفة تخفي توتره)
“فهمت، سيدي. هتلاقيني عند توقعاتك.”
كمال: (يعود إلى مكتبه، يجلس بهدوء، ويرفع الأوراق أمامه)
“شوف يا ابني، النجاح مش إنك تيجي تقول عندي مشكلة. النجاح إنك ما تخليش حد يحس بوجودها أصلاً. وريني شطارتك.”
الموظف يخرج من المكتب بخطوات أسرع مما دخل، بينما كمال يعود إلى أوراقه دون أن تبدو عليه أي علامة انزعاج، وكأن هذا اللقاء كان مجرد تفصيلة يومية في عالمه المليء بالسلطة والقرارات الحاسمة. كمال: (يهمس لنفسه بصوت منخفض)
“اللي ما يعرفش يواجه مشاكله، ما يقدرش يواجه الحياة.”
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
المطبخ في منزل عادل، الجو ساكن إلا من صوت طهي الطعام، الضوء الخافت يخلق أجواءً دافئة. وسام تقف أمام الموقد، تحرك الطعام بهدوء، لكن عيناها شاردة وعقلها مثقل بالهموم. فجأة، يتطاير الزيت الساخن من المقلاة على يدها. تصرخ وسام بصوت عالٍ، يدها تحترق بشدة، ودموعها تفيض من الألم.
وسام: (تصرخ بألم شديد)
“آآآه!”
عادل يندفع من الغرفة المجاورة كأنه شعر بالخطر قبل أن تسمعه. عيناه مليئتان بالقلق، خطواته سريعة نحوها.
عادل: (بصوت مليء بالخوف والغضب على نفسه)
“وسام! إيه اللي حصل؟!” في اي وريني ايدك بسرعة بتنزفي حاسة ب الم؟
يرى يدها المحترقة، يمسكها برفق وكأنها شيء ثمين لا يحتمل أن يُؤذى. عينيه تبحث في وجهها عن علامات الراحة بينما الألم واضح عليها.
عادل: (بصوت هادئ لكنه مليء بالعاطفة)
“ليه مش واخدة بالك يا وسام؟! إنتِ كده بتوجعيني أكتر منك… متخيلة قلبي شكله إيه لما شفتك كده لي بتوجعي روحي عليكي؟”
وسام: (بصوت متقطع وهي تحاول كتمان ألمها)
“آسفة… كنت مشغولة… مش واخدة بالي. سرحت”
قبل أن تكمل، تشعر بقدميها ترتجفان وجسدها يميل بفعل الألم. عادل يمد ذراعيه فورًا، يمسكها وكأنه يخاف أن تقع. يحملها بين ذراعيه بحذر شديد وكأنها أثمن ما يملك.
عادل: (ينظر إليها بقلبه قبل كلماته، صوته خافت لكنه يحمل ثقل حبه)
“اهدي وبلاش عياط .. أنا معاكي، مش هسيبك أبداً. لو أي حاجة هتقرب منك وتأذيكي، هبعدها قبل ما تلمسك حتى لو روحت فيها بدالك .”
يحملها إلى الأريكة في غرفة المعيشة، يضعها برفق وكأنها قطعة زجاج يمكن أن تنكسر. يهرع لإحضار حقيبة الإسعافات الأولية، يعود وجسده يرتعش من الخوف عليها. يجلس بجانبها، يمسك يدها المحترقة بحذر، ويبدأ في علاجها بأقصى ما يملك من عناية.
عادل: (يتحدث بينما عينيه مثبتة على يدها)
“الألم ده… مش هيكون ليكي لوحدك. أي حاجة بتوجعك، هتوجعني أكتر. إنتِ عارفة أنا بحبك قد إيه، صح؟”
وسام: (تنظر إليه بعينين تملؤهما الدموع، لكن ليست فقط من الألم، بل من كلماته التي لامست قلبها)
“عادل… أنا مش فاهمة… ليه بتعمل كده؟”
عادل: (يرفع عينيه إليها، نظراته عميقة ومليئة بالإصرار)
“عشانك. عشان إنتِ كل حاجة ليا. أنا مش بس بحبك… أنا عايش عشانك. لو في حد في الدنيا يستحق اتوجع عشانه، فهو إنتِ. ومستحيل أسمح لأي حاجة في الدنيا توجعك، حتى لو كانت نفسك.”
وسام: (تضع يدها السليمة على يده، وتشعر بكلماته تخترق أعمق نقطة في قلبها)
“عادل… أنا مش عارفة أقول إيه.”
عادل: (بابتسامة خفيفة، يضع يده على وجهها برفق)
“ما تقوليش حاجة. كفاية إنك هنا معايا. أنا هخليكي دايمًا بخير، مهما حصل.”
تمر لحظة من الصمت، عيناها تغرورقان بالدموع من التأثر، بينما يحيطها عادل بحنان وحب نادر. اللحظة تحمل دفئًا يذيب كل الحواجز بينهما.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
غرفة الطعام في منزل عادل، الأضواء الخافتة تضفي على المكان دفئًا حميميًا. وسام تجلس أمام عادل، عيناها شاردة وكأنها تغرق في أفكارها، بينما عادل ينظر إليها بنظرة تحمل حبًا لا يخفيه وقلقًا لا يستطيع السيطرة عليه. الجو مشحون بمشاعر تتأجج بصمت، وكأن الكلمات تنتظر اللحظة المناسبة لتخرج.
عادل: (يميل نحوها قليلاً، صوته منخفض لكنه مليء بالعاطفة والعمق)
“وسام… أنا بحبك. مش حب عادي، مش حاجة ممكن تتقال بالكلام. إنتِ حاجة بتجري في دمي، كل مرة تبصي لي فيها بحس إن العالم كله وقف عندك.”
وسام: (تنظر إليه بارتباك، لكنها لا تستطيع مقاومة عينيه)
“عادل… أنا مش فاهمة… ليه بتحس كده؟”
عادل: (يضع يده على الطاولة بينهما، يتردد للحظة، ثم يمد يده ليمسك بيدها برفق، صوته يتسرب منه شغفه وضعفه أمامها)
“عشانك… عشانك إنتِ. أنا مش ضعيف قدام أي حاجة في حياتي، لكن إنتِ… إنتِ قوتي وضعفي. كل مرة تبعدي فيها، بحس إني بضيع. وكل مرة تكوني قدامي، بحس إن العالم كله ملكي.”
وسام: (تشعر بيديه الدافئتين تمسكان يدها، عيناها تلمع بشيء بين الحيرة والتأثر)
“بس ياحبيبي… الحب صعب، ومش دايمًا بيكون زي ما بنتمناه.”
عادل: (ينظر إليها بعمق وكأن عينيه تخاطب روحها، صوته يرتفع بحنان يمتزج بقوة غير قابلة للتفاوض)
“وأنا مستعد أعمل اللي ميتعملش عشانك. الحب مش لعبة، ياوسام… الحب هو إنك تكوني كل حاجة للي بتحبيه، وأنا مش شايف في الدنيا حد يستاهل أكون ليه بالشكل ده غيرك. إنتِ بتملكي روحي، ولو قلتِ أموت عشانك، هعملها من غير ما أفكر.”
وسام: (تنخفض عيناها وكأنها تحاول الهروب من قوة كلماته، لكن يده تضغط بلطف على يدها لتبقى معه)
“إزاي اضمن إن ده مش مجرد كلام؟ إنك فعلًا بتحبني بالشكل ده؟”
عادل: (ينهض من مكانه ببطء، يتحرك حول الطاولة حتى يقف أمامها. يجلس على ركبته أمامها، يرفع وجهها لتقابله، عينيه تفيضان بالحب)
“لأن الحب اللي عندي ليكي مش حاجة ممكن تتفسر. هو حاجة بتتحس. شوفي نفسك في عيني، هتعرفي قد إيه إنتِ كل حاجة بالنسبة لي. أنا مليش حياة من غيرك، وسام. إنتِ حياتي كلها.”
وسام: (تشعر بقلبها يخفق بشكل مختلف، نظرتها تختلط بين الحيرة والتأثر، تحاول التحدث لكنها لا تجد الكلمات)
“عادل…”
عادل: (يقاطعها بصوت ناعم لكنه مليء بالامتلاك)
“إنتِ ليا… فاهمة؟ مفيش حاجة في الدنيا دي هتخليني أسيبك، ولا هسمح لحد ياخدك مني. إنتِ مش مجرد حب، إنتِ قدري، وإنتِ روحي. ولو احتاجتي أي حاجة، حتى لو كانت روحي نفسها، هقدمهالك من غير ما أفكر.”
وسام: (تشعر بدموعها تنساب ببطء على خدها، تنظر إليه وكأنها تراه لأول مرة)
“عادل… أنا…”
عادل: (يمسك يدها ويقربها من قلبه، يتحدث بصوت عميق وحميمي)
“مش مهم تقولي حاجة دلوقتي. المهم إنك تعرفي إنك مش لوحدك، وإنك دايمًا هنا… في قلبي. وهفضل أحبك لحد آخر نفس في عمري.”
اللحظة تغمرها الصمت، لكن صمتًا مليئًا بكل ما لم يُقال. وسام تشعر وكأن العالم كله توقف، ولم يبقَ فيه سوى عادل وقلبه الذي ينبض لها فقط.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
غرفة داليا الفسيحة – مساءً
كانت الغرفة واسعة وأثاثها الفخم يحيط بها، ينعكس الضوء على كل قطعة من الأثاث الفاخر، ليكشف عن شخصية داليا المسيطرة والقوية. جلست أمام مرآة كبيرة، عيونها تتأمل نفسها بتركيز عميق. كانت لحظة تأمل، لكن خلف عينيها، كانت هناك حيلة تنتظر اللحظة المناسبة لتظهر. وجهها يعكس هدوءًا مصطنعًا، بينما قلبها كان ينبض بتسارع غير مرئي، يدفعها نحو اتخاذ قرار سيغير كل شيء.
“مفيش حاجة هتنجح غير لما تحطي كل ورقة في مكانها الصح. لو عايزة أشغله وأخليه يجي عندي، لازم أخلق سيناريو مقنع… لازم أثبت له إني في خطر.” قالت الكلمات بصوت منخفض، وكأنها تحدث نفسها.
توقفت لبرهة، ثم أمسكت بهاتفها المحمول. أصابعها بدأت تكتب بسرعة، شفتيها تتحركان بهدوء، وكأنها تهمس بالكلمات في الهواء. نظرت للرسالة التي كتبتها، ثم ضغطت زر الإرسال بكل تأكيد.
الرسالة التي أرسلتها:
“عادل، في حاجة مهمة لازم تعرفها. حصل حاجة مش مفهومة، وأنا مش قادرة أواجهها لوحدي. محتاجاك في أسرع وقت. ممكن تجي؟”
وضعت الهاتف بجانبها، ثم استدارت ببطء نحو نافذة الغرفة الكبيرة، عينيها تتابعان الظلام الذي بدأ يحيط بالعالم الخارجي. بداخلها، كانت تستعد لانتظار الرد.
لحظات قليلة مرت قبل أن يرن الهاتف، وكان الصوت كأنما يقطع الصمت الذي كان يملأ الغرفة. قلبها تسارع نبضه للحظة، لكنها حافظت على هدوئها، وجلست مرة أخرى بثبات. نظرت إلى شاشة الهاتف، ورأت اسم عادل يظهر في الرسالة.
الرد الذي جاءه:
“أنا جاي دلوقتي. خليكِ في مكان آمن، هكون عندك قريب.”
ابتسمت داليا ابتسامة خفيفة، ولكنها كانت ابتسامة انتصار. شعرت بحلاوة القوة وهي تقرأ الرد، وكأنها قد نجحت في اجتيازه بالفعل.
داليا (بصوت هادئ، تتحدث لنفسها):
“هو مش هيقدر يقاوم فكرة إني في خطر. هيجي على طول. لكن في النهاية، هيكون هو اللي في ايدي
لم يكن الأمر مجرد لعبة بالنسبة لها، بل خطة محكمة بدأت في التفعيل، خطوة بخطوة. كانت متأكدة الآن أن الأمور ستسير كما ترغب، وأن عادل سيصبح مجرد لعبة في يديها.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
غرفة المعيشة في منزل عادل – مساءً
الغرفة مضاءة بضوء خافت، والجو مشحون بالتوتر. عادل يدخل الغرفة بسرعة، نظرته مشدودة تجاه وسام التي كانت تجلس على الأريكة. عيونها تراقب كل حركة، وكأنها تحمل في قلبها ما لا تستطيع التعبير عنه بالكلمات. هناك حديث غير مكتمل بينهما، وهو ما يزيد الجو توترًا.
عادل (بصوت هادئ ولكن محمل بالتوتر):
“وسام، ليه كل مرة لما أكون مع داليا، بحس إنك لازم تفتعلي مشكلة؟” مش هتكبري عقلك بقا؟
وسام (بغضب مكبوت، وعينيها تلمع بالانفعال):
“وإنت بقى عايزني أعمل إيه؟ تسيبني لوحدي وتروح تدلع مراتك؟ تروح تحسسها بالأمان، وأنا هنا لوحدي زي ما أنا! مش كده؟”
عادل (يتنهد بعمق، ويقترب منها بحذر، يحاول السيطرة على الموقف):
“إنتِ عارفة كويس إن داليا مراتي، وأنا مسئول عنها. بس إنتِ برضه عارفة إن في بينا حاجة تانية مش ممكن أنكرها.”
وسام (بغضب شديد، وعينيها مليئة بالدموع):
“وأنا؟ إيه يعني؟ هكون مجرد لحظة تمر وتنسيها؟ هكون مجرد وقت ضايع بينك وبين مراتك؟ لو كنت مهتم بيّا زي ما بتقول، كنت بقيت جنبي مش بعيد عني ا!”
عادل (بصوت أقوى وأشد، يحاول أن يثبت مشاعره، ويقترب منها أكثر):
“إنتِ أكتر من كده بكتير، وسام! أنا عارف إني مش قادر أكون معاكي زي ما إنتِ عايزة، لكن ده مش معناه إني مش مهتم بيكي. فيه حاجات أكبر مننا، حاجات لازم نواجهها وانتي اخترتي طريقك معايا بلاش كل شوية تضغطي عليا انا زهقت اكتر منك بجد”
وسام (بغضب يشق قلبها، دموعها على وشك السقوط، وكأنها لا تستطيع تحمل الألم أكثر):
“مهتم؟ لو كنت مهتم، كنت بقت معايا من زمان! لو كنت فاهمني، كنت ضميتني في قلبك بدل ما تروح لمراتك وتعيش في الأمان اللي هي عايزاه منك! ولو كان اختياري موافقة ف انا حاليا بختار الرفض ياعادل”
عادل (بصوت حازم وبنبرة مرتفعة، يحاول أن يوضح لها مشاعره):
“أنا مش بلعب معاكي! لو كان في إيدي أكون معاكي على طول، ما كنتش هأخذ قرار زي ده. لكن في حاجات كبيرة في حياتنا لازم نعيشها، ولازم نواجهها حتى لو كانت ضد رغباتنا وقولتك الكلام دا مليون مرة بس الظاهر انك قفلة عقلك .”
وسام (تنهض فجأة، عيونها مليئة بالدموع والتمرد، تحاول أن تسيطر على مشاعرها لكنها لا تستطيع):
“وأنا مش هبقى في الضلمة وهفضل ازن عليك طول عمري! مش هبقى الخطة البديلة ليك، ولا هفضل أستنى في الخفا عشان تبقى معايا شوية وقت! أنا بستاهل أكتر من كده، مش هعيش في الضلمة علشانك ياعادل لو فضلت تعاند كتير ههرب منك ومش هتلاقيني تاني!”
عادل (يقف مكانه، يراقبها بعينين مليئتين بالندم والحيرة، لكنه لا يعرف كيف يتصرف):
” مش انا اللي اتهدد والظاهر دلعي فيكي بوظك
وسام (تبتعد عنه بسرعة، عينيها ملؤها الغضب والحزن، وتكمل مسيرتها بعيدًا عنه، تتركه في مكانه يشعر بضياع):
“ومش هستني منك لا دلع ولا غيره واتفضل روحلها واتفرج ع اللي هعمله!
مع اختفاء وسام من الغرفة، يبقى عادل واقفًا، يراقبها في صمت، يشعر بالثقل في قلبه، غير قادر على اتخاذ خطوة أخرى
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
عادل يقف في مكانه، غير قادر على قول أي شيء آخر. صوت قلبه في أذنه، لكنه مازال مش قادر يغير مشاعرها.
غرفة نوم عادل، الجو هادئ ولكن متوتر. الضوء خافت للغاية، مما يضفي جوًا من الحميمية المشحونة بالتوتر. داليا وعادل جالسين على السرير، عادل يبدو متعبًا، يحاول أن يبتعد عن داليا، لكن هناك شيء في تصرفاتها يعيده إليها، رغم مقاومته الواضحة.
داليا (بصوت ناعم، لكن مليء بالسلطة):
“إنت لسه مش قادر تقتنع إننا مش هنقدر نبعد عن بعض؟ كل مرة تحاول تبعد، تلاقي نفسك تاني في مكاني.”
عادل ينظر إليها، عينيه مليئة بالحيرة والصراع. يحاول أن يظهر قاسيًا، لكن الحقيقة أن قلبه يخفق بشدة.
عادل (بصوت متحشرج، يحاول التراجع بعيدًا):
“داليا، أنا مش عارف ليه دايمًا الموضوع بيوصل لكده. إنتِ مش فاهمة… في حاجة جوانا مش صح.”
داليا (بتحدي، تحاول أن تقترب منه أكثر):
“إنت مش فاهم، ولا عايز تفهم. إحنا مش زي باقي الناس، عادل. في بينا حاجة ما تقدرش تفرّقها. مهما حاولت، هترجع لي.”
عادل يحاول أن يقف، لكن داليا تمسكه من ذراعه، تجذبه إليها ببطء، لكن لا تتركه يتجاهلها. يدها على صدره، وكأنها تثبت مكانه في قلبها.
داليا (بصوت هادئ، وكأنها تأسر عقله):
“أنت مش هتقدر تبعد عني، مهما حاولت. هتفضل تفكر فيا طول الوقت. وده مش غصب عنك. هو كده ببساطة.”
عادل يحاول أن يبتعد مرة أخرى، لكن داليا تجذبه إلى السرير، تجلس أمامه، يديها على كتفيه، بينما هي تنظر في عينيه مباشرة. الجو مشحون بينهما، وهناك صمت ثقيل قبل أن يتكلم.
عادل (بصوت مرتفع، يضغط على نفسه للابتعاد عن مشاعر الجذب):
“أنا مش هقدر… مش هقدر أكمل في دا. كل مرة تحاولي فيها تقربي… حاسس إني بضعف.”
داليا تبتسم بابتسامة شبه قاسية، ثم تضع يدها على وجهه برفق، وتقترب منه. هذه المرة، ليست محاولة للهيمنة، بل للتهدئة، ولكن بطريقة تشعره بأنها لا تقاوم.
داليا (بهمسات، مغرية في طريقة حديثها):
“ما تظنش إنك لو بعدت عني، هتكون مرتاح. أنا هفضل في دماغك، هفضل تلاقيني في كل مكان.”
عادل يغمض عينيه للحظة، يبتعد قليلاً ولكنه في داخله يعلم أنها على حق. يبدأ في الاستسلام لنظراتها، رغم محاولة عقله مقاومة. تتصاعد الأجواء بينهما، بينما يكتشف أنه لا يستطيع الهروب من قبضة مشاعره
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
غرفة وسام. الوقت صباحاً، الغرفة هادئة، والضوء يدخل من خلال الستائر. وسام تستيقظ، وتحاول تحريك يديها. يلاحظ تعبير وجهها المتعب، وكأنها قد عاشت ليلة مليئة بالتفكير. تعود ذاكرتها إلى اللحظة التي أمضتها مع عادل. ثم تُصاب بصدمة صغيرة عندما تلاحظ الفراغ بجانبها على السرير.
وسام (بهمس، وهي تشعر بشيء غريب):
“هو راح فين؟”
تنظر حولها، وكل شيء في الغرفة يبدو طبيعيًا، لكنها لا تستطيع التخلص من القلق الذي يراودها. تفكر للحظة قبل أن تقف فجأة من السرير. تضع يديها على رأسها وكأنها تحاول تذكر آخر لحظة مع عادل قبل أن تغفو.
ببطء، تبدأ تسير حول الغرفة وكأنها في محاولة لاستيعاب الموقف. وجهها يظهر عليه مزيج من الحيرة والقلق، ولكن في الوقت نفسه تحاول أن تبقي مشاعرها تحت السيطرة.
وسام (تنظر إلى الباب ثم تتحدث لنفسها):
“مش معقول… هو يمكن بس نزل للشغل أو حاجة.”
لكن الشكوك تبدأ بالتسلل إلى عقلها، وكل فكرة عن غيابه تبدأ تثير قلقًا أكبر. تحاول أن تقنع نفسها بأنه فقط تأخر، ولكنها لا تستطيع نزع الشعور بالتوتر. هي تعرفه جيدًا، وعادةً لا يتأخر هكذا.
أخذت نفسًا عميقًا، ثم تقرر في النهاية البقاء في مكانها دون أن تُظهر أي رد فعل قوي. تنظر إلى الساعة مجددًا وكأنها تأمل أن يكون هناك تفسير آخر، لكن صوت قلبها كان يهمس لها أن غيابه ليس مجرد صدفة.
وسام (بصوت خافت):
“يمكن أكون غلطانة… هو مش هيتصرف كده.”
تجلس على حافة السرير، تفكر في كل شيء بتمعن، ولكن في النهاية تترك الموضوع دون أن تثير أي شكوك بشكل مباشر، وكأنها تختار أن تدير ظهرها للموقف، على الأقل في هذه اللحظة.
غرفة النوم الخاصة بوسام في الشقة. عادل يدخل بصمت بعد عودته من عند داليا، يشعر بعبء ثقيل يثقل قلبه. الغرفة مظلمة بشكل شبه كامل، إلا من الضوء الخافت الذي يتسلل عبر الشباك. وسام جالسة على السرير، عيونها تراقب عادل بنظرة حادة مليئة بالشك.
عادل (وهو يغلق الباب خلفه، بصوت خافت):
“وسام… خليني أشرحلك والله م حصل حاجة.”
وسام ترفع رأسها ببطء، وهي لا تلتفت إليه، لكنها تلاحظ بوضوح علامات التوتر على وجهه.
وسام (بصوت خفيض، غير مرتاح، لكنها تحاول إخفاء الألم):
“انت حر ميهمنيش اللي حصل بينكم دي مراتك وانا اللي دخيلة
عادل يحاول الاقتراب، لكنه يشعر بأنها تبتعد عن كل خطوة يخطوها نحوه. يتنهد، ويحاول جمع شتات نفسه، لأنه يعلم أن كل كلمة يلفظها قد تكون نقطة تحول في علاقتهما.
عادل (يحاول أن يكون صريحًا، لكن صوته يرتجف):
“أنا… مكنتش عايز أجرحك، بس الموضوع مع داليا كان مش زي ما فكرتي. كانت مجرد مشاعر من الماضي، وأنا… أنا غلطت بس اوعدك دا مش هيحصل تاني.”
وسام تلتفت إليه أخيرًا، عيونها مليئة بالغضب والحزن معًا. تبتسم بسخرية، وكأنها لا تصدق ما يسمع.
وسام (بتنهد ثقيل، وهي تدير وجهها بعيدًا عن عينيه):
“غلطت؟ لا، مش دي الكلمة اللي كان المفروض تتسمع انت كنت مشغول كفاية عشان متقدرش مشاعري كنت مشغول كفاية عشان تاكدلي إنك مش بتحبني؟ لا، أنا مش هقبل ده، مش كده… مش هعيش في خيبة انا بجد مش مصدقة كان فين عقلي لما طاوعتك .”
عادل يشعر بنيران تأنيب الضمير تشتعل داخله. يحاول أن يقترب أكثر، لكنه يشعر أن المسافة بينهما تكبر في كل لحظة.
عادل (بحزن وأسى، وهو يحاول التبرير):
“وسام، مفيش حاجة كنت في مكان صعب، وكل شيء كان مفقود في لحظة… لكن ده ملوش علاقة بحبّي ليكي. لو كنتي فاكرة إنك مش مهمة، فأنتِ أكيد مش عارفة قد إيه أنتي جزء مني انا بحبك
وسام تهز رأسها بخفة، كأنها لا تستطيع تصديق كلامه، ثم تلتفت إليه ببطء وتنظر في عينيه بشكل حاد.
وسام (بصوت مرتجف، وهي تحاول أن تسيطر على مشاعرها):
“وأنت، كنت فاكر إنك لو رجعت لي، الأمور هتكون زي الأول؟ فاكر إني هقدر أعيش معاك انت وعدتني انك مش هتقربلها بس والله ياعادل م هخضع ليك تاني طلقني ياعاااادل
عادل يشعر بكلماتها كأنها ضربة في قلبه، لكنه يحاول أن يهدئ من نفسه.
- يتبع الفصل التالي اضغط على (عشق تحت القيود) اسم الرواية