Ads by Google X

رواية حارة تايسون الفصل الثالث 3 - بقلم زينب سمير

الصفحة الرئيسية

 رواية حارة تايسون الفصل الثالث 3 - بقلم زينب سمير 

' حارة_تـايسـون '

الفصل الثالث ..

خرجت من المرحاض بعدما انتهت من الاستحمام ، انهت حمامها تقريبا بربع ساعة ، كانت تستحم وعيونها علي كل مكان خائفة من ان تكون مراقبة ! فلا شئ يبدو غريبا هنا ، عالم الخيالات يتحقق امامها ، خطف وطلب غريب فبالتالي كاميرات المراقبة لن تكون شيئا غريبا ، نظرت لبنطال منامتها وجدته طويل يصل لبعد مشط قدمها بكثير ، يسبب لها اعاقة في الحركة فلم تفكر كثيرا قبل ان تجلس علي الارض وتقوم بطيه عدة مرات حتي انه وصل لبعد ركبتيها بمسافة قصيرة !
هكذا صار افضل ، وقفت وتوجهت لـ المرآة لتصفف شعرها ، لا تعلم رغم كونها مختطفة الا انها تشعر بالراحة ورهبة الامس اختفت ! يبدو انها جنت !
امسكت فرشاه وجدتها علي تسريحة الغرفة ، وبدأت بتصفيف شعرها القصير ذو اللون البني .. لكن ما ان وضعت الفرشاه علي شعرها حتي ارتفع صوت صراخ نابع من الاسفل ، صرخات سيدة وبكاء اطفال ، وامتزج ذلك بهمهمات اناسٍ كثيرة ، بعدما كان يعم الهدوء علي المكان تحول الي ضجة .. هرج .. ومرج خلال لحظات لا تعد !

انتفضت تاركة فرشتها وتوجهت بخطواتها نحو الاسفل ، بخصلاتها المبللة وبنطالها القصير ، حافية القدمين ايضا !

وصلت لبداية الدرج فوجدت ام السعد تهرول من المطبخ لـ خارج المنزل لتري ما يحدث ، فأخذت السلم ركضا هي الاخري وتوجهت لخارج المنزل عن طريق الباب الذي تركته ام السعد مفتوح ، مقررة الهرب من براثنه شاكرة الفرصة التي ساعدتها علي فعل ذلك ، لكن وصلت لها توسلات سيدة باكية التي كانت موجهاها نحو تايسون 
" سامحه ياتايسون بية والله هنرجع الدّين اديني مهلة اسبوعين بس والنبي "
اشارت لاطفالها الصغار الصارخون بفزع مكملة:-
_ترضالهم يتيتموا ويعيشوا من غير اب ؟
لكن كأنها تحادث ثرابا ! بعدما كادت تغادر توقفت قدماها ونظرت من خلف الاشجار التي كانت تتسرب من خلفها لتهرب .. لتري مشهد كالتالي :
رجل بالثلاثين من عمره تقريبا يحاوطنه مجموعة من رجال تايسون اقوياء الجسد ، بعض اهالي الحارة يتابعون المشهد بعيون فاحصة شاهدة فقط !
سبدة تبكي وتنوح باحضانها اطفال صغار ، والرجل مكدس رأسه في الارض بخزي 

خرج صوته البارد ردا علي حديث المرأة:-
_اها يرضيني ، مادام ابوهم مش قد وعده ولا كلمته يبقي دي غلطته وانا معنديش استعداد اتحمل نتيجة غلطته
قالت ببكاء:-
_سيبلنا مهلة اسبوعين ووالله هنرجعلك الالف جنية
نطق مصححا:-
_خمسة ، خد الف وقال هيرجعهم خمسة ، بس لا الالف رجع ولا الخمسة 
وهكذا كان اساس الاتفاق بينهم ، يستلف منه الرجل الف جنية ويرجعه خمسة ! يرجع خمس اضعاف المبلغ وهذا قليل بالنسبة لـ تايسون
في قانونه لا شئ بلا مقابل ، خذ .. واجلب لي الفائدة
شددت المرأة من احتضانها لابناءها وكأنها تاخذ منهم الدعم وهي تنطق بضعف:-
_خلال اسبوعين هرجعهم خمسة
لم ياتي لها ردا فعلمت ان العرض لم يعجبه ، نظرت للارض لـ لحظات تفكر قبل ان ترفع عيونها متابعة بخزي:-
_هنرجعهم سبعة ونص
وهنا فقط .. اشار لرجاله الذي يحاوطون الرجل بتركه ونظر لها .. كاد يتحدث وينطق لكن استوقفه صوت " وعد " التي خرجت اخيرا من مخبئها:-
_حرام عليك عايز تاخد ضعف المبلغ سبع مرات ! انت معندكش دم
تعلق العيون بها وهو اولهم ، الجميع يناظروها بدهشة وتعجب منها ويتساءلون بداخلهم " من تلك " التي تجرأت ورفعت صوتها بحضرة السيد
وعيونه هو كانت تطلق شرارات خاصة وهو يمشط هيئتها بعينيه ، فطلتها لم تحوذ علي رضاءه اطلاقا !
حذرها بعينيه ان تختفي من امامه فورا ، لكنها لم تفهم مقصده بل تابعت:-
_الست هتموت قدامك من القهرة وانت مش بتحس ، مش من حقك تاخد دا كله هي مفروض تدفع الف
تعلقت عيون السيدة بها بنظرات امل ، وهي تكمل:-
_وانا هدفعهولك مكانها لحد ما تقدر ترجعه
بدون ان يحيد بصره عنها صرخ:-
_ام السعد
ردت برجفة ظهرت في صوتها جليا:-
_اؤمرني يابية
نطق بعبارة من كلمتين فقط:-
_دخليها جوه

ورغم ان ام السعد سيدة عجوز الا انها لديها قوة ليست عند احد ، حيث استطاعت ان تجرجرها جرا من مكانها الي الداخل رغم محاولات الاخري بالانفكاك منها والهرب !
نظر هو لـ العيون التي تطالع وعد بنظرات شرسة فأخفضوا عيونهم فورا ، نظر لـ السيدة و:-
_خودي جوزك 
_والدّين يابية ؟
تايسون:-
_لو مختفتوش من وشي دلوقتي لا هتشوفيه هو ولا عيالك

لم تمر دقيقتين وكان بالفعل المكان فارغا منهم ، نظر لباقي التجمع وصاح بجعفر دون النظر له:-
_شكل الوقفة عجبتهم ياجعفر !
وكما اختفت السيدة وزوجها اختفت باقي الاهالي !
. . .
صعدت بها ام السعد لغرفتها مرة اخري ، اوقفتها بقلب الغرفة وهي تردد بتوتر:-
_ربنا يستر ، البية مش هيعدي طلعتك دي علي خير ابدا
صاحت نازقة:-
_لية يعني ! دا كله علشان قولت كلمة الحق

جاءها صوته الشرس الذي ينبئ علي ما يوجد بداخله من عواصفة حارقة:-
_لا .. علشان اتجرأتي وطلعتي كدا قدام رجالتي
نظرت لطلتها وجدتها عادية ، نعم غريبة قليلا لكن ليست بسيئة ، فالمنامة ليست بيتية بشكل كبير ، بل ربما يستخدمها احدهم كملابس لـ الخروج والتنزة
ولذا نطقت بتعجب:-
_وماله لبسي ؟
كانت ام السعد انسحبت من بينهم بهدوء ، فبقيت هي وهو فقط ، قطة بمواجهة اسد ، فريسة بمواجهة صياد ، شمس وقمر ، ليل وظلام ، خير وشر
مسميات عديدة تصفهم بالاخير يجمعهم مرادف واحد .. هما مضاديين لبعضهم البعض .. !
اقترب منها بخطوات خطرة كل خطوة يقتربها تزيد من رعشتها خاصة وهي تري نظرات عينيه المخيفة التي يزداد سوادها تدريجيا ، وصل لمقرها اخيرا فأرتعش بدنها برعب وهي تطالعه بنظرات قطة خائفة 
تايسون بملامح باردة:-
_ملهش لبسك ، كل الحكاية ان....
ترك حديثه معلقا وهو يمرر يده علي ذراعها العارية حيث كانت رافعة اكمامها ايضا لما قبل العضـد ، يمررها ببطء مستفز ! نطق وعينيه بعيونها ويده مازالت تلامس ذراعها بطوله:-
_درعاتك الحلوة دي باينة
ترك ذراعيها وصعد بيده لخصلات شعرها المبللة ومرر يده بخصلاتها بخفة و:-
_شعرك الحلو المبلول دا شافه كل خلق الله
ابعد عيونه عنها وركزها علي قدميها نظرت لما ينظر له فتابع وهو يرفع بصره لها مرة اخري بخبث:-
_تحبي انزل المسهم
_هـا
قالتها بعيون ساهمة فأتسعت بسمته الماكرة وكاد بالفعل يهبط ليلمس اقدامها الا انها فاقت اخيرا فابتعدت عنه صائحة:-
_انت مش محترم وقليل الادب وانا لا يمكن اقعد هنا دقيقة واحدة
بعد كلماتها عزمت علي الرحيل فصارت بخطواتها نحو الباب ، لكن ما ان مرت بجواره حتي امسك ذراعيها واعادها لتقف امامه مرة اخري
وعـد بغضب عاصف وهي تحاول نزع ذراعيها من بين يديه:-
_سيب ايدي متلمسنيش 
لكن محولاتها بوئت بالفشل ، فهل ستستطيع عصفورة ان تتحدي الصقر ؟! جسد قطة سيماثل جسد اسـد ؟
بالطبع لا ..

ظلت تحاول وتحاول ان تنفلت من بين ذراعيه لكن بكل مرة كانت تفشل ، صاحت اخيرا بقهر:-
_انت معندكش دم
اجاب ساخرا وعيون ماكرة:-
_لا عايش بـ مية وسكر 
نظرت له شزرا و:-
_علي فكرة كل محاولاتك دي ملهاش فايدة لاني مستحيل اتجوزك لو اطربقت السما علي الارض ومستحيل اسمحلك تقرب مني 
بعدما خفت حدة نظراته عادت ابشع من ذي قبل ، بل هناك اشباح وعفاريت بدأت تتراقص ايضا بعيونه ، عصر ذراعها بيديه القويتين حتي انها اصدرت " آه " متالمة قوية وهو يصرح بـ:-
_مش معني اني قولت هتجوزك يبقي تتغري في نفسك وتفتكري انك حاجة ، انا هتجوزك علشان اضمن اني املكك لوقت اطول بس في الاخر برضوا همل وهسيبك ، لكن لو مصره قوي علي انك متتجوزنيش فعادي .. انا لسة عند قراري هاتيلي عيل وامشي ، وبلاها جواز وقرف

اتسعت عيونها ذهولا من حديثه ونبرة الجدية التي يتحدث بها ، كان واثقا من حروفه وكأنها كلمات طبيعية تخرج من شخص عاقل !
لم تشعر بنفسها وهي تردد بدهشة:-
_انت اكيد مجنون 
ورده كان سريعا وهو يدفعها نحو الفراش لتسقط عليه ، ثم يسقط هو بجسده كله عليها حتي كبلها كلها بكامل جسده وهو يهتف بكلمات تنذر بالخطر:-
_تحبي اوريكي جنوني دلوقتي ممكن يوصلك لفين ؟

والتي كانت تتحدث منذ قليل بقوة تحولك لعصفور مبلل الان ، تجمعت الدموع بعيونها من الخوف وهي تنظر له بنظرات مستعطفة تحاول ان تستعطفه بها ، لكن .. لم تهتز شعرة فيه حتي !
نطقت برعب:-
_ارجوك ابعـد
تايسون بملامح جامدة:-
_لما تعتذري الاول
آبت ان تفعل فزاد من ضغطه عليها ، شعرت بالقهر من ما يحدث فوجدت لسانها ينطق:-
_انا آسفة
تايسون وقد ارتسمت علي شفتيه التسلية:-
_ياتـايسـون
نظرت له بغل فبادلها نظراتها بأخري تحذيرية فتابعت بضيق:-
_انا آسفة ياتـايسـون

وكانت تلك اول مرة تنايبه بأسمه هذا وكم كان لطيفا وهو يخرج من بين شفتيها المكتنزة المغرية ! حتي انه اراد ان يسمعه الي ابـد الدهر ليصل لاعمق اذنيه وبالتالي لخلايا عقله تاركا اثره هناك ..

يبدو انه جـن ؟ 
هل هذا تايسون ؟

ذلك الذي ظن الجميع انه جاهل بمشاعر الحب والاعجاب وكل ما هو لطيف ، من يتسطح علي جسد وعـد الان يبدو كرجلا سيقارب علي الوقوع في العشق قريبا بلا شـك
حتما سيقع ، فتلك الفتاة تفعل به الكثير ، لا يعلم ما اصل ما جذبه لها لكنه اعلم بنفسه واعلم بما يعصف بداخله من مشاعر مجنونه نحوها .. والغريب انه لا يريد الهروب من تلك المشاعر بل يريد ان تجتاحه اكثر فـ اكثر !

ابتعد اخيرا عنها كما اقترب ، فهي اعتذرت وانتهي الامر

نطق قبل ان يغادر:-
_فكري كويس في عرض الصبح ، هتتجوزيني برضاكي ولا نمشيها غصب ، ومش عايز اقولك قد اية انا بحب اخد اللي عايزه بالغصب 
التف لها يغمز بمكر مكملا:-
_بيبقي ليه طعم تاني وطالعة منه ريحة الانتصار كدا 
. . .
فتح نصري باب منزله ودخل بوقت العصرية فوجد زوجته علي اريكة المنزل تبكي وبجوارها السيدة لمياء والدة رامز تحاول ان تهديها وبالقرب منهم سكن جسد رامز علي مقعده لكنه هو لم يسكن حيث منذ الصباح وهو يقوم باتصالاته في محاولة منه لايجاد خطيبته وحبيبته المفقودة .. نطقت نشوي بدمع وهي تنظر له:-
_نصري 
كانت نظراتها تحمل كثيرا من الرجاء ، منتظرة منه خبرا ليطمئنها لكنه نظر للارض بخزي محاولا الابتعاد عن عيونها المرتكزة عليه وهو يجيبها:-
_مش لاقينلها اي اثـر يابشري ، مش عارفين ندور فين ولا فين .. حتي تليفونها مغلق
نطق رامز عند تلك اللحظة:-
_التليفون كان مقفول وعلي الساعة تلاتة اعطاني جرس وبعدين قفل خالص ، معني كدا في حد قاصد انه يقفله

وبالحقيقة كلماته لم تفعل شيئا سوي انها زادت من رعب نشوي

حاول نصري ان يغير مجري الحوار كي لا يقلق نشوي بقصة ان هناك قاصدا قفل الهاتف وبالتالي من الممكن ان تكون وعـد بالفعل مختطفة ، فقال بتساءل جادي:-
_هي وعـد كانت جاية من تمرين التنـس ، صح يانشوي ؟

اؤمات بالنفي مصححة معلومته:-
_لا كانت قيلالي انها هي وراجعة من التمرين هتعدي علي صحبتها مـي

نظر نصري لرامز نظرات ذات معني ودون كلام وقف رامز وتجهزا الاثنان لـ المغادرة الي وجهة محددة والتي لم تكون سـوي منزل مي وجميع المنطقة التي تحيط بـ منزل مـي 
. . .
ملاحظين ان الفصول بتطول تدريجيا ولا لا ؟
عايزة لايكات كتشير ، تعليقات كتشير وانا هشهيصكم ..

مين متحمس يعرف اية اللي هيحصل في البارت الجاي ؟
هل هتقدر وعـد تهرب ولا لا ؟

  •تابع الفصل التالي "رواية حارة تايسون" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent