Ads by Google X

رواية سوء تفاهم الفصل الثالث 3 - بقلم بتول عبد الرحمن

الصفحة الرئيسية

 رواية سوء تفاهم الفصل الثالث 3 - بقلم بتول عبد الرحمن 

سوء_تفاهم

بدأت تقلعها هدومها ببرود، مش فارق معاها إن ليلي مغيبة ومش في وعيها، بالعكس، ده كان بيسهل عليها المهمة أكتر، بعد ما خلصت رفعت عينيها لسامر اللي كان واقف متردد
"يلا، اقلع" قالتها رحمة ببرود وهي بتقف قصاده، عينيها فيها تحدي واضح.
سامر بلع ريقه، بص للباب كأنه بيفكر يهرب، لكنه عارف إنه خلاص جوه اللعبة، ومش سهل يخرج منها
"رحمة… ده جنون." قالها بصوت واطي، لكن عينيه كانت مترددة أكتر من صوته.
رحمة ابتسمت بسخرية، قربت خطوة وقالت بهمس خبيث "جنون؟ لا يا حبيبي، ده ضمان… ضمان إنها مش هتقوم تاني من الليلة دي بنفس المكانة اللي كانت فيها، وضمان إنك تاخد اللي انت عايزه."
سامر اتنفس بعمق، كان لسه متردد، لكن رحمة رفعت حواجبها وقالت بتحذير "لو مش هتكمل، يبقى اعتبر نفسك انتهيت، مش هيكون ليك مكان في العيلة، وأنا هكون أول واحدة تفضح وجودك هنا"
بصلها بتردد، لكنه شاف التحدي في عيونها، كانت واقفة بثبات، وكأنها مش هتقلب حساباتها ولا تفكر تتراجع.
رحمة قربت منه وهمست "لو مش هتعملها، هخرج دلوقتي وأقول إنك هنا، ومش هضطر أقول أكتر من كده… الباقي هيتفهم لوحده."
سامر بلع ريقه، عارف إن كلامها مش تهديد فاضي، وإنه لو انسحب دلوقتي، رحمة ممكن تقلب الدنيا عليه هو كمان.
بخطوات تقيلة، قرب من السرير، قلبه بيدق بعنف، مد إيده وهو بيحاول ما يفكرش في اللي بيعمله، بس قبل ما يلمسها…فجأة ليلى اتحركت.
كان مجرد حركة بسيطة، نفس عميق أخدته وهي بتقلب وشها الناحية التانية، لكن سامر اتجمد، كأنها مسكته متلبس.
رحمة شهقت وهي بتراقب المشهد، وقبل ما تنطق، سامر تراجع خطوة لورا وقال بصوت مهزوز "مقدرش."
قربت ناحية الباب وقالت " مش بعيد كلامي تاني، حالا جدي هيعرف انك هنا"
قبل ما تمسك اوكرة  الباب وقفها بسرعه " استني استني، استني واستهدي بالله كده"
رحمة ابتسمت بانتصار، قربت من ليلى وهي بتمسك التليفون بتاعها، فتحت الكاميرا وقالت بصوت هادي "صور."
سامر بلع ريقه، قرب من السرير، وبإيد مهزوزة بدأ ينفذ اللي طلبته، رحمة وقفت بتراقب، عيونها بتلمع بخبث، وكل لقطة بتتوثق كانت بتأكد إن ليلى هتتحطم ومافيش مفر.
بعد ما خلص، رحمة أخدت التليفون، بصت للصور وهي بتضحك بخفوت وقالت "دلوقتي… محدش هيقدر ينقذك يا ليلى."
رحمة كانت بتتحرك بسرعة وثقة، رفعت التليفون وبدأت تصور سامر وهو نايم جنب ليلى، كانت بتتنقل بين الزوايا عشان تاخد الصور بأوضح شكل ممكن، كل لقطة كانت بالنسبة لها خطوة أقرب لتحقيق خطتها.
سامر وهو نايم جنبها كان متوتر، بص لرحمة وقال بصوت واطي "خلاص، كفاية كده، الصور دي هتبقى كابوس لو حد شافها."
رحمة ضحكت بسخرية وقالت "هو ده المطلوب… لو حد شافها، ليلى هتضيع، وانت الوحيد اللي ممكن تنقذها… بس بطريقتي."
وقفت لحظة تبصلها بتركيز وابتسامة مكر على وشها، بعدين رفعت عيونها لسامر وقالت بصوت هادي لكنه مليان خبث "دلوقتي ليلى قدامك، ملكك وبين إيديك… اعمل فيها اللي انت عايزه."
قلبه دق بسرعه، بس قبل ما يتكلم كانت رحمة أخدت خطوة لورا، فتحت الباب بهدوء، وخرجت من الأوضة بنظرة كلها انتصار، وهي بتستعد تنفذ خطتها التانية.
فضل سامر واقف متردد، يببص لليلى اللي نايمة قدامه، أفكاره متلخبطة بين إنه يكمل اللي بدأوه وبين إنه ينسحب…

رحمة نزلت تحت بخطوات هادية، لكن عيونها كانت بتلمع بخبث، وهي ماشية في الصاله، لمحت نور مكتب جدها منور، ابتسمت بخبث وكأنها لقت الفرصة الذهبية وقربت بخطوات واثقة، خبطت على الباب بخفة، ومن غير ما تستنى إذن، فتحته ودخلت
جوا، كان مراد قاعد مع جده، وكانوا بيتكلموا بجدية، صوتهم هادي لكنه مليان قوة، لحظة دخولها، الاتنين بصولها وجدها سألها بنبرة جامدة لكن فيها استغراب "في حاجة يا رحمة؟"
رحمة اتنهدت بخفة، وكأنها مترددة، ورسمت على وشها ملامح الطيبة والقلق، وبعد لحظة صمت قالت بصوت كله براءة مصطنعة "بصراحة، في حاجة، وأنا في أوضتي شفت سامر داخل هنا..."
الجد ضيق عيونه باستغراب وزهول وقال بحدة "وهييجي ليه؟! وإزاي محدش قالي؟"
رحمة رفعت عيونها له، ومالت راسها شوية كأنها مترددة تقول اللي في بالها "لأنه جاي لليلى."
مراد اللي كان ساكت ومستمع، ضيق عيونه وبصلها بريبة، لكن قبل ما يلحق يقول أي حاجة، رحمة كملت كلامها كأنها بترمي قنبلة تانية "أنا شوفته داخل عندها."
الصمت عم الأوضة للحظات، قبل ما جدها يضرب كفه على المكتب بقوة ويقوم يقف بسرعة، خرج من مكتبه بسرعه، ملامحه كانت مشدودة والغضب باين عليه، مراد اتوتر هو كمان، وخرج وراه من غير كلام، لكن عيونه كانت بتدور على رحمة اللي حس انها بتحور

سامر كان واقف مكانه، متجمد، مش عارف يعمل إيه، ليلى قدامه نايمة، والفرصة قدامه واضحة، لو استغلها صح، ممكن يجبرهم يجوزوه ليلى غصب، بس في نفس الوقت، كان عارف إن جدها مش هيسكت على حاجة زي دي، ولو اكتشف وجوده هنا، احتمال كبير يخلص عليه قبل ما يفكر حتى يدافع عن نفسه، شعور بالخوف ضربه، قلبه بدأ يدق بسرعة، عقله كان بيصرخ يحذره، لازم يتحرك بسرعة قبل ما حد يكتشفه، بدون تفكير، مد إيده بسرعة على قميصه اللي كان مرمي على طرف السرير، لبسه في ثواني، وهو بيحاول يهدِّي أنفاسه، بص لليلى العريانه قدامه وبلمحه سريعه لمح اسدالها، خده ولبسهولها ولم هدومها اللي على الأرض بسرعه خباها، بصلها واخد نفس طويل وقال " اسف يا ليلى، سامحيني"
بص حواليه يحاول يخرج من عندها، عينه وقعت على البلكونة، خرج وبص لتحت، المسافة مش قليلة، بس لو فضل واقف هنا أكيد نهايته هتكون أسوأ، أخد نفس عميق، حاول يسيطر على رعشة إيده، وبعدها مسك طرف السور، رفع جسمه، وقبل ما يلحق يفكر في العواقب، كان بينط…

الجد كان ماشي بسرعة، خطواته كانت تقيلة وحاسمة، وطلع على أوضة ليلى وهو بيغلي من الغضب، وراه رحمه اللي كانت مستعدة تتفرج على أكبر فضيحة، ومراد اللي كان مش فاهم إيه اللي بيحصل بس حاسس إن فيه حاجة غلط، بمجرد ما وصلوا، فتح باب الأوضة بعنف، الباب خبط في الحيطة بصوت عالي، ورحمه حابسة أنفاسها، مستعدة للقنبلة اللي هتفجر الدنيا، كانت متأكدة إنها خلاص كسبت، وإن كل حاجة هتنهار على راس ليلى دلوقتي
لكن…
كل آمالها اتدمرت في لحظة.
الباب اتفتح، والمفاجأة كانت إن الأوضة فاضية إلا من ليلى، نايمة ومتغطية كويس كأنها غرقانة في النوم العميق. مفيش سامر، مفيش فضيحة، مفيش حاجة تثبت كلامها.
الجد بص لليلى، وبعدين لف لرحمه، نظرته كانت حادة وباردة، مش قادر يصدق اللي بيحصل، مراد كان واقف على الباب، عيونه بتراقب كل تفصيلة، وبدأ يشك إن في حاجة مش مظبوطة.
رحمه حاولت تستوعب، دماغها مش قادرة تفهم… سامر كان هنا، راح فين، ومشي امتى، هيا مكملتش خمس دقايق حتى، وقفت في مكانها متلخبطة، قلبها بيدق بسرعة، متوقعتش أنه يعرف يهرب
جدها لف ناحيتها وسألها بصوت تقيل مليان ريبة "إنتي متأكدة من اللي بتقوليه يا رحمه؟"
اتلجلجت للحظة، لكنها بسرعة جمعت نفسها وقالت بثقة مصطنعة "أيوه يا جدو، أنا شوفته بعيني وهو داخل هنا، مش ممكن أكون غلطانة!"
مراد اللي كان ساكت طول الوقت، اتقدم خطوة وقال ببرود "طيب فين هو؟"
رحمه اتكتمت، عينيها دارت في الأوضة، كأنها بتدور على دليل، لكن مفيش أي أثر، ليلى نايمة ببراءة، مفيش أي حاجة تبين إنها مش لوحدها
الجد بص لمراد وقال بحسم "صحّيها."
مراد قرب من السرير، لمس كتف ليلى بخفة، وحاول يصحيها "ليلى... ليلى قومي."
لكنها مكنتش بتتحرك، نفسها كان منتظم، كأنها نايمة في سبات عميق، زود قوة لمسته، بس مفيش استجابة.
رحمه بدأت تحس بالقلق، إيه اللي بيحصل؟ ليلى نايمة بعمق غريب.
مد جدها إيده ولمس جبينها، بص بقلق وقال "البنت دي نايمة نوم مش طبيعي... لتكون تعبانه ولا حاجه"
عيون مراد لمعت بغضب، وبص لرحمه بريبة، حاسس انها السبب، مكانش مرتاحلها، بص لجده وقال " يمكن نومها تقيل، سيبها نايمه يا جدي والصبح تفوق" 
قال كلامه وهو بيبص لرحمه يدرس تعابيرها
جده وافقه وبص لرحمه وسأل " يعني هيا نايمه دلوقتي ولا مع سامر، وضحي كلامك يمكن سامر موجود قدامي وأنا مش شايفه"
رحمة بسرعة حاولت تبرر لجدها "يمكن أنا اتسرعت، بس أنا شوفت سامر داخل، ومتأكدة إنه كان هنا!"
الجد كان باصصلها بحدة، ملامحه مكنتش بتوحي إنه مصدقها، بالعكس، كان فيه ريبة وغضب واضحين، رحمة كانت عايزة تورّيه الصور، لكن عقلها كان أسرع منها، لو ورتهاله، هيبدأ يسألها جابتها منين، وهي مش مستعدة تلاقي إجابة تخرجها من الموقف ده، فقررت تسكت، لكن عقلها بدأ يشتغل بفكرة جديدة، نزلت راسها شوية، واخدت نفس عميق قبل ما تقول بصوت هادي "أنا آسفة لو كنت سببت توتر بدون سبب، بس أنا كنت خايفة... شوفت سامر وهو داخل وماعرفتش راح فين بعدها."
الجد فضل ساكت، عيونه كانت رايحة جاية بينها وبين ليلى اللي لسه نايمة، مراد كان واقف على جنب، بيبصلها بشك 
رحمة حاولت تظهر هدوء مزيف وهي بتقول "يمكن يكون خرج تاني، أو حد شافه..."
الجد مسح على دقنه ببطء، وبعدين قال بصوت تقيل "هنشوف."
خرج من الأوضه وهيا فضلت واقفه مكانها، مراد كان واقف ساكت، لكن عقله شغال بسرعة، نظراته لرحمة كانت مليانة شك، وبدأ يربط الأحداث ببعضها، ليه هي الوحيدة اللي شافت سامر؟ وليه كانت متحمسة بالشكل ده تثبت حاجة ممكن تخلّص على سمعة ليلى؟
عيونه ضاقت وهو بيراقب تعبيرات وشها، طريقة كلامها، حتى حركات إيديها اللي كانت بتحاول تبان هادية لكنها متوترة، حاجة فيها مش راكبة على بعضها.
بهدوء بس بنبرة تقيلة قال "إنتِ متأكدة من اللي قولتيه؟"
رحمة رفعت راسها بسرعة، وبصت له كأنها متفاجئة من سؤاله، لكنها حاولت تسيطر على تعابيرها وقالت بثقة مصطنعة "طبعًا متأكدة، أنا مش هقول حاجة من غير ما أكون شفتها بعيني."
مراد ساب نظراته ثابتة عليها لحظات، وبعدين ابتسم ابتسامة باردة وقال "غريب... لإن لو سامر كان هنا فعلًا، كان زماننا لقيناه."
اتوترت لكنها ما استسلمتش وقالت بسرعة "يمكن خرج بسرعة قبل ما نلحق نمسكه"
قال بسخريه " يمكن موجود في أحلامها ولا حاجه، متنسيش تشوفي أحلامها ليكون مستخبي هناك" 
قال كلامه وخرج بسرعه قبل ما تتكلم

ليلى حست بصداع رهيب وهي بتفتح عنيها ببطء، الدنيا كانت ضبابية وكأنها فقدت إحساسها بالوقت، قامت من السرير بتعب، دماغها تقيلة وجسمها كأنه مش ملكها، عينيها لفت في الأوضة بقلق، كل حاجة مكانها، مفيش حاجة غريبة… بس الشعور اللي جوّاها مش مريح، حست برجفة وهي بتبص على نفسها، وهنا شهقت "إسدال؟!"
إزاي؟! إزاي لابسة إسدال وهي فاكرة إنها نامت بلبسها العادي؟ لمست قماش الإسدال بايد مرتعشة، عقلها بيحاول يربط الأحداث، بس مفيش حاجة واضحة، آخر حاجة فاكرها إنها كانت في أوضتها، قاعدة لوحدها ومتضايقة، الخدامة جابتلها برشامه تهديها شويه وبعدها نامت، بس نامت بهدومها مش بالإسدال، مين اللي غير هدومها؟!
حست بخوف، بخوف كبير بيجري في عروقها، ايه اللي حصل، ليه هيا مش فاكره انها غيرت هدومها
باب أوضتها خبط بعنف، اتخضت من الخبطه بس فتحته بسرعه، لقت الخدامة واقفة قدامها بملامح جامدة وقالتلها "جدك تحت عايزك حالًا."
ليلى رفعت حاجبها باستغراب وسألتها بقلق "ليه؟ في حاجة حصلت؟"
الخدامة هزت كتفها بلا مبالاة "معرفش، بس شكله متضايق."
هزت راسها وقررت تنزل بسرعة، غيرت هدومها ونزلت السلالم بخطوات متوترة، لقت الكل متجمع في الصالة، العيون كلها عليها، وكل نظرة منهم كانت طعنة في قلبها، نظرات احتقار، غضب، استنكار... حتى أبوها، حتى جدها اللي كان قاعد مكانه ساكت، عنيه مش بتتحرك من الفراغ اللي قدامه.
حاولت تفهم، مفيش ولا صوت بيتكلم، كلهم ساكتين بس النظرات كانت كفاية تخلي قلبها ينقبض، نفس مشهد امبارح بيتكرر، قربت بخطوات حذرة وقالت بصوت مهزوز "نعم يا جدو، حضرتك نادتني؟"
جدها رفع عينه ليها ببرود، مدّ إيده ليها، في إيده صور، ملامحه كانت صلبة، قاسية، مخيفة.
خدت الصور من إيده وبدأت تشوفها، أول ما عينيها وقعت على أول صورة شهقت، إيديها اترعشت، عينيها وسعت بصدمة، الصور كانت ليها... كانت في أوضتها... وكانت مع سامر
اتجمدت، نفّسها بقى متقطع، عقلها مش مستوعب، إزاي؟ إزاي الصور دي موجودة؟ وإمتى حصل ده أصلاً؟
يتبع.........
بقلم بتول عبد الرحمن 
بارت 3

  •تابع الفصل التالي "رواية سوء تفاهم" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent