رواية فراشة المقبرة الفصل الثالث 3 - بقلم اسماعيل موسى
فراشة_المقبرة
٣
اسمك ايه يا بنتى؟
طيب عمرك كام؟
هو انتى سامعانى؟
حاسه بوجع او آلم فى حته معينه من جسمك؟
_كان الطبيب يكرر اسألته والفتاه صامتة، طيب يا بنتى قوليلى لو كنتى حاسه بوجع عشان اديكى مسكنات؟
منذ وصولها المشفى ورغم حجم العلميات التى خضعت لها وحقن المخدر التى غرست فى جسدها لم تصدر الفتاه اى صوت
كان جسد الفتاه محترق بالكامل حتى ان الأطباء اندهشو من نجاتها، ربما نجحو فى إنقاذ وجهها لكن بقية جسدها كان عباره عن بقع وحل بعد المطر مشى فيها شخص بحذائة
جلست المرأه جنب الفتاه، متخفيش يا حبيبتى هتبقى كويسه، انا مش هسيبك ولا اتخلى عنك
وكانت المرأه اعتبرت الطفله هديه من عند الله بعد أن يأست من الحمل والخلفه تربت على كتفها وتطعمها بيدها وتنام جوراها
طوال أكثر من خمسة عشر يوم ظلت فى المشفى حتى خرجو معآ
وكان الرجل اقتنع برأى زوجته، ان كانت طفله يتيمه او مقطوعه من شجره ولم يسأل عنها احد حتى الآن
فأنه ستكون ابنتهم
فى البيت الكبير كان للطفله غرفه واسعه لها شرفه تطل على الحديقه
غرفة مزينه بلعب الأطفال والديكور الخفيف وكانت والدتها الجديده تظل معها حتى نومها ثم تغادر لغرفة زوجها بعد أن تطمأن عليها
الطبيب النفسي الذى عرضت عليه الطفله أكد انها تعرضت لصدمه نفسيه قويه جعلتها تفقد النطق
وأصبح للمرأه التى ظنت انها خرساء آمل أن تنطق الفتاه مره اخرى، مكنتش مستعجله، ان الايام التى قضتها وحيده خلال سفر زوجها فى رحلات عمل جعلتها ترضى بأقل القليل
والان لديها طفله تتحدث إليها حتى ان كانت لا ترد عليها
وما كان يؤذيها سوى بكاء البنت المر كلما خلت بنفسها
حتى ان بكائها كان يوقظ والدتها من نومها فتركض نحوها ملهوفه تسأل ان كان بها وجع او ألم، تعاين كل جسدها
ثم تحتضنها حتى النوم
اختارت لها المرأه اسم زهره لأنها كانت تشبه الزهره المشرقه فى برأتها
وكان يخيل للمرأه احيان انها عندما كانت تنادى على ابنتها بأسم زهره تنظر إليها كأنها تسمعها وتفهمها
وعندما تكرر الأمر أدركت المرأه ان الفتاه تسمعها
ومنذ تلك اللحظه أصبح بينهم اتفاق متبادل
كأن تقول المرأه زهرة تاكلى؟
تهز زهره رأسها
زهره هتنامى؟
توميء زهره برأسها
وجدت المرأه سعادتها تعود لها مره اخرى فتحكى لزهره بالساعات وزهرة تسمع وتهز رأسها
عندما رأت زهره هره تركض فى الحديقه شردت معها
تذكرت هرتها التى كانت تربيها فى بيت والدها
ودون ان تشعر نزلت دموعها، رأت والدتها كل ذلك، قبل نهاية اليوم احصرت لها قطه
لكن زهره رفضتها كانت تريد تلك الهرة بالذات التى تلعب فى الحديقه
جلست زهره ووالدتها نسرين يخططان كيف يقنعان الهره الغريبه ان تسكن معها
سنغريها باللبن لابد انها جائعه؟
ما رأيك فى السردين القطط تحب السمك؟
سنبنى لها بيت فى الحديقه وبيت فى غرفتك
لكن عندما قدمو اللبن للهره تعرضو لفشل زريع الهره لم تشرب اللبن ولم تأكل السمك
لقد اسبتت كل خططهم فشلها حتى جاء اليوم الذى كان زهره جالسه فيه فى الحديقه وجأت القطه من نفسها ودخلت بين قدميها وكانت على وشك الرحيل لكنها شمت رائحه مميزه. رائحة جسد زهرة المحروق
مأت الهره بشكل غريب ثم قفزت فى حضن زهره ومنذ تلك اللحظه لم تفارق الهره زهره ولا دقيقه
كانت المره الأولى التى ترى فيه نرجس زهره تضحك عندما دخلت تحمل الهرة فى حضنها
قالت المرأه السعيده
إذا وجدتى صديقه جديدة؟
احنت زهره رأسها
صديقه ستأحذ مكانى؟
ترددت زهره ثم نزلت دموعها ورمت نفسها فى حضن نرجس
•تابع الفصل التالي "رواية فراشة المقبرة" اضغط على اسم الرواية