رواية الخائنة مرام الفصل الرابع 4 - بقلم Lehcen Tetouani
ذهبت مرام وغسلت وجهها من الدماء ووضعت ضمادا علي جبهتها مكان الجرح وجلست علي الأريكة وظللت تبكي
وتقول لنفسها: ماذا فعلت لن يشفق عليّ أحد بعدما فعلته فأنا لا استحق تعاطف أحد فقد فعلت ذلك بنفسي ولأول مرة تجري مرام مقارنة بين إسلام زوجها السابق ومحسن
وتقول: طالما رفعت صوتي أمام إسلام بسبب أمور لا تعجبني فكان يبتسم إبتسامة رقيقة ويربت علي كتفي ويخبرني أن الأمور بسيطة ولا تستحق أن نعطي لها بالاً، وأن كل شئ سوف يحل
ولم يرفع يده علي طوال تسع سنوات مهما كنت مخطئة وبدأت أرى الجمال الحقيقي لزوجي السابق وقبح زوجي الحالي الذي حاربت الدنيا كلها لأكون معه كل هذا من أجل أسبوع من الوهم والخداع ماالذي فعلته دمرت بيتي وتركت اطفالي بلا رعاية ياترى ماذا يحدث معهم وبماذا سيجيبهم أبوهم عندما يسألون عني
مر ثلاثة أيام علي ما حدث بيني وبين محسن ثم جاء وقد أحضر معه بعض الأغراض، ولكني هذه المرة لم أنظر لملامحه الجذابة وأنبهر به كالماضي ، بل وجدتني أراه بشكل أخر فلقد أصبحت أرى الوحش الذي بداخله فاقترب مني وضمني وأخذ يقبلني وأنا واقفة كالصنم أشعر أن قبلاته كالجمر الذي يحرقني حاولت أن أبعده عني فلم أستطع ومر الوقت معه ببطء كأنني في جهنم وأنا أتمني أن يغادر ولا أراه مجدداً
وأخيراً غادر ولم يفكر حتي أن يعتذر مني لأنه ضربني وجرح رأسي في آخر لقاء بيننا
ولم يسألني كيف قضيت الوقت بدونه وليس معي هاتف فقط تلفاز أفتحه عندما أشعر بضيق ذلك السجن الذي وضعني فيه وأغلق علي، بدأت أكره نفسي وبدأ شعور الإكتئاب يتسلل لقلبي وبقيت أعاني هكذا مدة عام كامل وأصبح الحب الذي سعيت له لعنة على وبدأت ازبل شئ فشيئا ولم أعد أهتم بنفسي وجمالي كالسابق وكنت كل مرة يأتي فيها محسن لزيارتي أستقبله بفتور وضيق
فبدأ محسن ينفر مني شيئاً فشيئاً ولم يعد يأتي إلا مرة واحدة في الأسبوع وأحياناً كل عشرة أيام كي يحضر بعض الأغراض لي ثم يقضي وقتا معي ويغلق علي الباب من الخارج ويغادر حتى مرضت ذات يوم وسقطت على الأرض وكنت وحدي وحضر بعدها ليراني
فوجدني ملقاة علي الأرض فوضع علبة البرفان أمام أنفي كي أستفيق وعندما استفقت قال لي بحدة هذا لأنك لا تأكلين كلي جيداً حتي لا يغمي عليك مرة أخرى خذي لقد أحضرت لكي طعاما ثم يلقي لي بعض أكياس الطعام ويغادر وتركني ولازلت أجلس على الأرض ولم يأتي بعدها لمدة عشرة أيام
جلست مرة أخري أقارن بينه وبين إسلام الذي كان أقل من محسن في المستوي المادي
ومع ذلك كان يأخذني للطبيب ليطمئن على صحتي عندما أكون متعبة ويصنع لي طعاماً ويحضره لي علي سريري
وعندها شعرت ببشاعة الجرم الذي أرتكبيته في حق إسلام وفي حق نفسي وبدأت أري الصورة بوضوح بدأت أرى زوجي السابق بقلبي بدلا من عيني فوجدت أنه الأجمل ليس في الشكل الخارجي بل في الأخلاق والطباع صحيح أنه لم يقل لي كلمة أحبك قط ولكن تصرفاته كلها كانت تدل على ذلك لقد كان حنونا علي
أما هذا الوسيم الذي انبهرت بشكله والذي أغرقني في كلمات الحب والغرام حتى أحببته وتزوجته فهو مجرد وحش بشع لا يرى سوي نفسه ورغباته لقد أغواني وجعلني أترك زوجي وألقيت بأطفالي الصغار دون رعاية وها أنا ذا حبيسة بين أربعة جدران منذ أكثر من عام لا أريحتي ضوء الشمس لأنه أغلق كل النوافذ والأبواب وشعرت بأني اختنق وقررت أن أهرب منه ولكن كيف؟
إنه يغلق علي الباب من الخارج وليس لدي هاتف والشقة معظمها تطل علي مناور داخلية للعمارة والشرفات التي تطل علي الشارع أغلقها بالمسامير كيف أخرج من هذا السجن؟
وكيف سأتصرف بعد خروجي وأين أذهب وقد أخذ ذهبي كله ولم يترك لي سوي القرط الذي في أذني وليس لدي مال أبدا فأنا أسيرة عنده ولكنني قررت أن اخرج من الشقة بأي شكل وأهرب من قبضته جائتني فكرة وأتمنى أن تنجح
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية الخائنة مرام) اسم الرواية