Ads by Google X

رواية حارة تايسون الفصل الرابع 4 - بقلم زينب سمير

الصفحة الرئيسية

 رواية حارة تايسون الفصل الرابع 4 - بقلم زينب سمير 

' حارة_تـايسـون' حارة تـايسـون '

الفصل الرابع ..

مرت ساعات النهار عليها ك جلادا يجلدها بسوط من نار ، كادت تحترق من فرط الانتظار لـ الساعات بان تمر ، يظنها تفكر بعرضه وهي تستعد لتهرب ! بدأت ويلات الليل تظهر من خلف شرفتها المفتوحة وكم كانت تنتظر ان يحل هذا السواد علي العالم ، نهضت متجهة نحو خزانة الملابس ، اخرجت منها بنطال من القماش الحينز وجدته بالخزانة اسود اللون ويعلوه قميص فيروزي ، طالعت الملبس الذي بين يديها بأعجاب واضح ، لم تستطيع ان تنكر اعجابها بذقه الرفيع ، بدات برفع اجزاء منامتها عن جسدها وارتداء تلك الملابس ، للغرابة وجدت ان الحركة بتلك الملابس سهلة ! وهذا سيساعدها كثيرا ، خصلاتها شعرها لانها قصيرة لم تحيرها ولم تهتم لربطها ، فطولهم القصير المحبوب لقلبها لا يعد بالنسبة لها عائق ابدا
ارتدت حذاىها الرياضي الذي مازال موجودا ، وهكذا صارت جاهزة

توجهت لـ الشرفة نظرت من خلالها وجدت الحراس ليسوا موجودين من الاساس ، لو كان فيه وقتا لكانت اخبرت تايسون ان حراسه لا ينفعون لتلك المهمة .. !

عدم وجودهم منحها شعورا بالاطمئنان ، توجهت لـ الجزء الاخر من الشرفة المطل علي جانب المنزل ونظرت من خلاله للاسفل 
كانت المسافة ليست بالقصيرة لتقفذها مرة واحدة ، جالت ببصرها بارجاء المكان فلمحت شجرة بالقرب من الشرفة لم تفكر كثيرا بل اقتربت من مكانها وبلحظة كانت واقفة علي سور الشرفة ، تمسكت بطرف قوي من الشجرة والقت بجسدها كله عليه ، بدأت بـ الهبوط للاسفل ببطء وهي تشعر بروحها تكاد تنسحب

لاول مرة تجرء علي فعل اشياء ك تلك ولكن بـ حارة تايسون يبدو انها ستحرب كل ما هو غريب قبل ان تفارقها !

وصلت اخيرا لـ ارض المنزل بسلام ، لم تفكر كثيرا ، بل اسرعت بخطواتها نحو الجهة الخلفية المنزل
كان منزله عباره عن طابقين يتوسطون حديقة تلتف حوله من جميع الجهات وان كانت مساحة الحديقة من الامام اوسع من باقي الجهات ! 
وهناك باب خلفي وباب امامي وهي الان تقترب من الباب الخلفي 

وصلت له فناظرته بنظرات مطوله وكأنه طريق الخروج من الجحيم او ان خلفه تقبع جميع احلامها !
توجهت له وحاولت فتحه لكنه كان صعب الفتح .. حاولت ولم تستطيع فأبتعدت عنه ترمقه بضيق ونظرت لـ آسوار المنزل لعلها تكون قصيرة وتستطيع ان تتسلقها لكن آمالها تحطمت علي ارض الحقيقة حيث كانت اسوار شاهقة تحيط بالمنزل ..

لم تجد حلا سوي المحاولة بفتح الباب مرة اخري ، ظلت تحاول وتحاول حتي بدأت تتكون حول جبينها قطرات من العرق لكنها لم تستسلم .. اخيرا جاء صوتا من خلفها ساخرا:-
_تحبي اساعدك !

التفت بفزع لـ الخلف فوجدته واقفا خلفها تماما يفصل بينهم خطوتين فقط واضعا يديه بجيب بنطاله الاسود ، وقفته كانت عنجهية جدا وقد ارتسمت علي شفتيه بسمات سخرية وفي عينيه نظرات عابثة متسلية !

لم يطول الصمت قليلا حيث اردف وهو يقطع الخطوات الفاصلة بينهم:-
_طبيعي قطة شرسة زيك كدا تحاول تهرب 
وصل اخيرا لها ، مـد يده وامسم خصلة من خصلاتها قد سقطت علي عيونها ووضعها خلف اذنها متابعا:-
_والطبيعي كمان ان تايسون مبيسمحش لـ القطط تخرج برة حارته 
اقترب من اذنها فلفحت انفاسه الساخنة بشرتها مما جعل الرعشة تصيب عمودها الفقري و:-
_لانه بيخاف علي قططه اوي .. اوي ياقطتي 
نطقت بغل:-
_ههرب .. في يوم ههرب وهحقق المستحيل في حارتك وهتشوف
تلاعبت السخرية علي شفتيه ولم يجيب فتابعت:-
_ولو مهربتش فبرضوا مش هتجوزك حتي لو عملت اية

غابت السخرية والتسلية عن وجهه ، فـ هي وان كانت تعجبه وتؤثر فين الا انها هنا اساسا لسببا واحدا ، هي هنا لاجل انجاب طفلا وفقط  ..

_قولتلك انا بحب اخد الحاجة بالغصب وكمان قولتلك مفيش هرب من هنا وقولتلك انك عجبتيني ودلوقتي بقولك انك تخصيني وملكي ومعني كلمة تخصيني في قاموسي ان حتي نفسك محسوب عليكي لان روحك بقيت تهمني اكتر ما بتهمك ودلوقتي.....

اشار لغرفتها التي تقبع بالاعلي و:-
_تروحي زي الشاطرة لاوضتك هتلاقي فستان البسيه علشان نكتب الكتاب ياعروسة
جاءت لتتحدث فقاطعها بعيون منذرة بالشرر:-
_لو مش موافقة معنديش اعتراض انك تجيبيلي عيل بالحرام صدقيني ، بل بالعكس دا هيساعدني ان اخلي الولد معايا دايما ووريني هتعرفي تشمي ضفره كيف
قالت بسخرية:-
_دا بأعتبار اني هخليك تلمسني اصلا !
تايسون بجمود:-
_تخبي تخليني المسك وفي قلب الجنينة هنا واثبتلك ان كل كلمة بقولها هتتنفذ ؟ .. صدقيني معنديش اعتراض 
_انت .. انت 
رد بلامبالاة:-
_حقير ، وقح ، معندوش دم ، قليل الادب كلها مسميات لذيذة جدا بتوصفني وبتمثلني جدا 

لم تستطيع ان تتحدث فقال بنبرة صارت جدية اكثر:-
_اطلعي اجهزي ياعروسة
وتابع غامزا:-
_اقصد يامراتي المستقبلية

وكم تلذذ وهم ينطق حروف تلك العبارة ، زوجته ستصير زوجته عما قريب .. اي ملكه
بالله يسكونه شعور من النشوة الان ، شعور لذيذ لـ الغاية و.... منعش !
. . .
طرقات الباب العالية افزعت مي ووالدتها ، انتفضت مي واقفة من مقعدها الجالسة عليه بـ قلب صالة منزلهم متوجهة نحو باب المنزل الذي كاد ان ينكسر نتيجة لطرق رامز القوي عليه ، صاحت وهي تحاول ان تفتحه فقد كان بابا قديما صعب قليلا فـي الفتح:-
_دقيقة يااللي بتخبط ، دقيقة الدنيا مش هتطير

فتحته اخيرا فظهر امامها رامز والسيد نصري ، نطقت بتعجب وهي ترمقهم بعدم فهم:-
_رامز .. عمو نصري !
لمح نصري فزعها الذي كان سببه طرق رامز القوي علي الباب فقال ليظهر لها سبب فعلته الهوجاء تلك:-
_احنا اسفين يامي يابنتي بس وعـد مختفية من امبارح واللي عرفناه ان اخر مكان كانت فيه هو عندك فـ جينا نسألك لو تعرفي حاجة عنها ؟
صاحت بزعر:-
_اختفت ، اختفت ازاي يعني ؟
رامز بملامح جامدة:-
_شاكين انها اتخطفت 
صاحت برعب اكثر:-
_اية .. اتخطفت !!

يبدو ان صبر رامز بدا في النفاذ لذا صاح متضايقا:-
_مي دا مش وقت ذهول ، قوليلنا تعرفي عنها حاجة ولا لا ؟ وخرجت امتي من عندك ؟ 
ارتعشت بخوف من صريخه فيها لكن حاولت ان تتماسك و:-
_مشيت علي الساعة عشرة تقريبا ، لما طنط اتصلت بيها وقالتلها انها اتأخرت ، محاولتش اتصل بيها للاسف لاني نمت علطول بعد ما مشيت 
توجه نصري لشرفة منزلهم فتحها ونظر من خلالها علي كل جوانب الشارع ، نظر لها بعد ذلك مردفا:-
_مفيش غير الطريق دا اللي بتطلعوا منه لـ الشارع الرئيسي صح ؟

قالها مشيرا علي الفتحة الموجودة بـ بداية شارعهم والتي تسوقك لـ الشارع الرئيسي 
اؤمات بالنفي و اقتربت من الشرفة ايضا اشارت لشارع بين انزقة المنازل هاتفة:-
_في الشارع دا كمان طريقه مختصر ، ووعـد بتحب تعدي منه رغم اني حذرتها كذا مرة...
نطق رامز بنفاذ صبر ومشاعر منفلتة:-
_حذرتيها من اية ؟
_الشارع دا فاضي ومحدش بيرضي يعدي فيه علشان مشاكله كتيرة ومليان لبش بس انتوا عارفين وعـد عنادية 

نطق نصري بتأكيد:-
_اكيد عدت منه

ثم نظر لرامز قائلا وهو يستعد ليرحل:-
_يـلا يارامز 

ووجهتم كانت لذلك الشارع الذي بالفعل تم اختطاف وعـد منه ، لكن ما الدليل علي ذلك ؟
لا يوجد .. فالمختطفة ليست موجودة وكل ما يخصها ليس موجود ، ما بَقِي فقط مكان حدوث الجريمة بدون دليل علي وجود الجريمة .. !!
. . .
عودة لــ حارة تايسون ..

لم يكن يتمازح معها عندما اخبرها بأنهم سيقوما بكتب الكتاب ، فبالفعل وجدت فستانا يفترش فراشها وهناك جلبة بالاسفل تدل علي التجهيز المقام لاستقبال المأذون ، صرخت بكتوم بخنقة من الحال برمته ، ماذا تفعل بحق الله ؟ كيف تكون بين حياة رغدة هنيئة وبلحظة تصبح بأخري عبارة عن جحيم !

ذلك الرجل الذي قام باختطافها يظهر عليه ومضات الذكاء والنباهة ، لن تستطيع ان تتلاعب به بل يبدو انه هو من سيتلاعب بها كـ قطعة من الشطرنج 

لا هربا سيجدي نفعا ولا صراخا ... لكن .. ربما الموت يجدي !
ربما الموت ينقذها من بين براثنه المتوحشة ومن مستقبل بات وشيكا علي الحدوث ومن هنا تستطيع ان تجزم انه مستقبلا ناصعا في الســواد ..

بـ منزل جعفر ..

ارتدي جعفر ملابسه بـ عجلة شديدة وبينما يفعل ذلك كان يقوم بعدة اتصالات ، حالته المربكة تلك اربكت شقيقته والتي تعد الفتاة الوحيدة التي تقربه في تلك الحياة .. علا
مما دفعها لـ التساءل بدهشة:-
_في اية ياجعفر مالك متسربع كدا لية ومش علي بعضك
اجابها بـ عجلة:-
_البية عايزني 
علا بتعجب:-
_ما طول عمره البية بيعوزك ومبتكونش متسربع كدا
نطق وهو يقطع الخطوات الفاصلة بين وبين باب الخروج من المنزل:-
_انهاردة غير كل مرة 
_فيها اية المرة دي زيادة عن كل مرة ؟
اجابها قبل ان يختفي ويغلق الباب خلفه:-
_علشان انهاردة هيكتب كتابه ياعلا

وتركها تنظر لمكان اختفاءه بذهول واضح وعيون مجحظة ، من الذي سيكتب ؟ وماذا سيكتب بحق الله ؟
هل ما سمعته حقيقيا ؟ لا .. لن تسمح بحدوث هذا ابدا
لن تسمح بأن تُلقي فتاة ما بجهنم تايسـون الواعرة ..
. . .
كان يجلس بمكتبه بكل برود ، عالما بأن تلك التجهيزات لن تصيب هدفه تلك المرة ، متأكدا مئة بالمئة ان هناك ما سيجري ليوقف تلك المراسم ، فهو خير عليم بالنساء ومكرهم ، خير عليم بعندهم وقوتهم القابعة بـ قلب ضعفهم ، ومن خلال نظرته لـ تلك الفتاة التي بالطابق العلوي المسماه بـ وعـد
علم انها لن تستسلم بسهولة ابدا ، ستحرق اليابس قبل الاخضر .. ستفعل المستحيل لـ النجاه من براثنه وعندما تفشل بكل تلك المحاولات هنا فقط ربما تستسلم وترفع الراية البيضاء ..

وبالحقيقة بالاول كان يريد طفلا وفقط ، لكنه الان اعجبه الحال واعجبته لعبة القط والفأر الذي يلعبها وسيلعبها معها ، بالاضافة لـ مشاعره التي تثيرها نحوها ، مشاعر تجتاحه لاول مرة وتثير علي اعجابه .. لذا سيؤجل حكاية الطفل لاياما بعد .. اياما قليلة يستمتع فيهم بشراسة تلك القطة .. قطته وفقط ...

قطع تفكيره المستمع صراخ ام السعد العالي:-
_تايسون بية .. الحقنا ياتايسون بية العروسة واقعة علي الارض قاطعة النفس ..

ألم يقل لكم انها ستفعل المستحيل قبل ان تستسلم له ؟ 
. . .
هي مش سهلة وهو ماكر .. مين هيعرف يحقق مراده في النهاية ؟

  •تابع الفصل التالي "رواية حارة تايسون" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent