Ads by Google X

رواية عشق تحت القيود الفصل الخامس 5 - بقلم هاجر عبدالحليم

الصفحة الرئيسية
الحجم

  

 رواية عشق تحت القيود الفصل الخامس 5 - بقلم هاجر عبدالحليم

غرفة مظلمة.
عادل يدخل أولًا بخطوات مضطربة، يمرر يده على وجهه كأنه يحاول إخفاء ثقل المواجهة التي مرت. وسام تتبعه بهدوء، تقف على مسافة، تتردد قبل أن تتحدث.
عادل:
(يتكئ على الطاولة، بصوت متعب)
“فاكرة لما كنت بقول إنّي أتحكم في كل حاجة؟ دلوقتي… مش قادر حتى أتحكم في نفسي.”
وسام:
(تقف بثبات، نبرتها هادئة لكنها عميقة)
“التحكم وهم يا عادل. إحنا بس بنتظاهر إننا نقدر. بس في الآخر… اللي بيبقى هو اختياراتنا.”
عادل:
(ينظر إليها، صوته يرتفع قليلًا مع شعوره بالعجز)
“اختياراتي؟! كل حاجة عملتها كانت غلط. كل خطوة خدتني لمكان أسوأ.”
وسام:
(تقترب منه بخطوة، عيناها مليئة بالحزم)
“يمكن علشان كنت بتسمع كل الناس… إلا نفسك. إمتى آخر مرة سألت نفسك إنت عايز إيه؟ مش هم، مش أنا… إنت؟”
عادل:
(يهز رأسه، يضحك بسخرية)
“إنتِ مش فاهمة. في حاجات أكبر منّي. في ناس لو واجهتها… أنا اللي هضيع.”
وسام:
(تنظر له بحدة، تقاطع سخريته بهدوء)
“مش يمكن تكون ضايع أصلًا؟ مش يمكن الخوف هو اللي بيحبسك؟”
عادل:
(ينظر إليها، وكأنه يحاول الرد لكن لا يجد الكلمات. يصمت لثوانٍ قبل أن يهمس)
“وأنا لو واجهت؟ إيه اللي هيبقى؟”
وسام:

(تقترب أكثر، نبرتها أكثر لطفًا)
“لو واجهت… هتبقى إنت. مش النسخة اللي عايزينها الناس، ولا اللي حاولت تصنعها لنفسك. هتبقى حقيقي.”
عادل:
(يغمض عينيه، يأخذ نفسًا عميقًا)
“بس الحقيقية دي… مخيفة.”
وسام:
(تبتسم ابتسامة خفيفة، مليئة بالألم)
“كلنا بنخاف منها. بس لو مشيت ورا خوفك… عمرك ما هتلاقي نفسك.”
عادل:
(يفتح عينيه وينظر إليها، عينيه تحملان صراعًا داخليًا)
“وأنا لو خسرت؟ لو اللي هلاقيه مش كفاية؟”
وسام:
(تضع يدها على كتفه، نبرتها مليئة بالإصرار)
“الخسارة الحقيقية إنك ما تحاولش. بس طالما بتواجه… عمرك ما هتكون لوحدك.”
يظل عادل صامتًا، يحدق في الأرض. لكنها ترى في عينيه وميضًا خافتًا كأنه أخيرًا بدأ يرى الطريق وسط الظلام.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
في الكوافير
. وسام عادت بعد فترة غياب طويلة، ودخلت المكتب ببطء، وجهها مليء بالتوتر والقلق. كانت تعلم أنها ستواجه داليا التي لا تحب أن يتم مساس بجوهر عملها أو سمعتها. جالسة وراء المكتب، كانت داليا تتصفح بعض الأوراق ولم ترفع نظرها عندما دخلت وسام.

داليا (بنبرة باردة):
“أنتِ لسه هنا؟ يعني رجعتي بعد كل اللي حصل؟”
وسام خافت من كلمات داليا، وتوقفت مكانها، ثم أخيراً قالت بصوت منخفض.
وسام (بتردد):
“أنا آسفة، ما كانش قصدي… بس حصل موقف مع الزبونة… حاولت قد ما أقدر، لكن ما كنتش قادرة أسيطر على شعوري .. وحصل اللي حصل.”
داليا (بنظرة حادة):
“إنتِ مش فاهمة، لما تعملي حاجة زي دي، بتضيعينا سمعة المكان أهم من كل حاجة، وأنتِ خربتيها لما بوظتي شعر الزبونة.
وسام خافت، لكن كانت تحاول أن تُبرر لنفسها، علها تجد مخرجًا.
وسام (بقلق):
“كنت عايزة أصلح كل حاجة، والله… لكن ما فيش وقت. الزبونة كانت مستعجلة، وأنا حاولت… حاولت أظبط الوضع، لكن… الوقت ضاع.”
داليا (بغضب):
“إنتِ مش بتفهمي، ! في شغلنا ده ما فيش مكان للأخطاء. كل شيء لازم يكون على أكمل وجه. كنتِ غلطانة وخلّصت… وده يعني إنكِ مش مكانك هنا.”
وسام شعرت بالقهر، لكن قبل أن تتمكن من الرد، دخل كامل فجأة، وأغلق الباب خلفه، ووقف أمام المكتب. كانت نظراته جادة، وهو يوجه حديثه إلى داليا.
كامل (بنبرة حاسمة):
“داليا، بلاش تأخدي الأمور لحد النهايات بسرعة. وسام غلطت، بس زي ما قلت لكِ قبل كده… الكمال مش دايما مقياس للناس. إحنا مش هنا نكون مثاليين، إحنا هنا نشتغل مع بعض. واللي حصل مع الزبونة مش نهاية العالم.”
داليا رفعت رأسها بحدة، وتجاهلت كلمات كامل للحظة، ثم أجابت بصوت غاضب.
داليا (بتحدي):
“إنت بتقول كده علشان وسام؟ ده شغلنا، مش لعبة! لو مكانها لسه موجود هنا، هيبقى لازم تعرف إن الأخطاء مش هتتقبل!”

كامل (بهدوء):
“أنا مش هنا عشان أقول كدا. أنا هنا عشان أقول لكِ إنه لازم ندي فرصة للناس علشان يتعلموا. ووسام اتعلمت من غلطها
داليا كانت مشوشة لحظة، تنظر إلى كامل باستياء واضح، لكنها عرفت في النهاية أن قرار كامل كان نهائيًا.
داليا (بتنهد):
“طيب، بس المرة الجاية لو حصل أي خطأ زي ده… مش هكون متسامحة.”
كامل (بابتسامة حادة):
“وأنا واثق إنكِ هتكوني. لكن دلوقتي، وسام هترجع شغلها زي ما كانت. لو فيه أي مشاكل تانية، هنتعامل معاها.”
وسام التي كانت في البداية متوترة، بدأت تهدأ تدريجيًا، وكان قرار كامل بمثابة طوق نجاة لها. ابتسمت قليلًا، ثم ردت على داليا.
وسام (بتواضع):
“شكرًا لحضرتك. وأنا وعدت نفسي إني هبذل قصارى جهدي عشان ما يحصلش زي كده تاني.”
داليا نظرت إلى وسام، ثم أخيرًا أومأت برأسها، لكنها لم تُظهر أي تعبير من المشاعر. كانت تعلم أن الوضع الآن قد أصبح معقدًا أكثر، ولكن كان عليها أن تواكب المتغيرات.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
في مكتب كامل
في الشركة. هو جالس على مكتبه، يراجع بعض الأوراق، وهو مشغول في عمله. تتراكم الأوراق على المكتب بينما هو يستعرض تقارير عن سير الأعمال. الحجرة هادئة، والضوء ينعكس على السطح الزجاجي للمكتب. يدخل سامي، يعبر بهدوء عن الأمور اليومية ويطرح بعض الأفكار المتعلقة بالتوسع في مشاريع جديدة. كامل يوافق ويكمل حديثه باقتراحات تخص بعض الأفراد في الشركة.
كامل (بثقة):
“الناس هنا في الشركة مهمين جدًا، وكل واحد فيهم عنده دور مهم لازم يكون واضح… لازم نكون صريحين مع بعض، ونوزع المسؤوليات بشكل عادل. مش هينفع نرجع لوراء.”

صوت الباب يفتح فجأة، وداليا تدخل بحذر، ولكن مع ابتسامة مشوبة بنوع من التوتر. يرفع كامل رأسه عن الأوراق وينظر إليها، مستعدًا للحديث.
كامل (بنظرة مباشرة):
“في حاجة؟”
داليا تتجه نحوه، وتستعرض الموقف بصوت واثق، لكنها تحمل نبرة فيها شيء من التلميح.
داليا (بتروٍ، وبصوت هادئ):
“حقيقة، أنا جايه علشان أتكلم في موضوع خاص… الموضوع ده بخصوص وسام.”
كامل يستمع بنظرة متفحصة، ويشير لها بالجلوس، فتعبر عن استجابة واضحة وتجلس أمامه، وبينما كانت تنظم كلماتها، كانت عيونها تراقب ردود أفعاله.
داليا (بتكتيك):
“إنت عارف، وسام دي شخصية… مُعقدة شوية، فيه نوع من التهور في تصرفاتها، وده بيأثر على شغلنا هنا في الكوافير. أنا عندي فكرة، فكرت فيها، وأعتقد إنها هتكون مفيدة لك ولينا.”
كامل (بتفكير):
“فكرة؟”
داليا (بابتسامة هادئة):
“أنا ممكن أستعين بيها في مكان تاني، يعني لو هي مش قادرة تتعامل مع مسئوليات شغلنا بالشكل الصح، ليه م نساعدها في شغل تاني؟ زي… في البيت، يعني. هتكون خدامة عندي، تحت إشرافي، لكن في الوقت ذاته، هتقدر تركز في حاجات تانية بعيدًا عن الشغل ممكن نخليها مشرفة الخدم يعني ليها احترامها ومرتبها كمان هيكون اعلي.”
كامل يتوقف للحظة، ينظر إليها بصمت. داليا تتابع كلامها بنبرة أكثر تملقًا.
داليا (بحذر):
“أنا فاهمة إن مش كل الناس قادرين يتحملوا ضغط الشغل هنا. لازم نكون صارمين وواقعيين. لو مش قادرة تناسب المكان، يبقى ضروري نعيد التفكير في المكان الأنسب ليها

كامل يتنهد، يضع يديه على المكتب، ثم يرفع نظره إليها بحذر، ويأخذ وقتًا قبل أن يرد.
كامل (بصوت هادئ ولكنه حاسم):
“أنتِ مش فاهمة يا داليا، كل واحد هنا في المكان ده عنده قيمة. مش كل حاجة هتتحدد بالمكان أو بمنصب محدد. في حاجة أكبر من كده، الفكرة مش في إزاحة الناس، بل في وضعهم في المكان اللي يقدروا يبرزوا فيه. لو وسام غلطت، فده مش يعني إنها مش قادرة تشتغل، بس ممكن يعني إنها لسه بتتعلم.”
داليا تتنفس بصعوبة، لا تظهر أي تعبير على وجهها، لكن نبرة كلماتها تصبح أكثر غموضًا.
داليا (بتحدي):
“لكن في شغلنا ده… إزاحة الأخطاء مش حاجة ممكن نتجاهلها. كل خطأ مش بس بيمس سمعتنا، بيهز الثقة اللي بينا. وأنا شايفة إنه لو مش هنقدر نصحح الأخطاء، لازم نعيد التفكير.”
كامل (بثبات):
“أنا مش موافق على الحلول السريعة زي دي، . أعتقد إننا لو عاوزين نطور الناس، لازم نديهم فرص للتعلم والنمو. وإذا في حد مش قادر يناسب الدور، يبقى لازم نساعده مش نتخلى عنه.”
داليا تتنهد قليلًا، ثم تغير أسلوبها لتبدو أكثر هدوءًا في محاولتها لإقناع كامل.
داليا (بتوجيه ناعم):
“أنا بس بحاول أساعدك… أساعد المكان ده في الحفاظ على كفاءته. ووسام مش شخص سهل، وفي لحظة زي دي، الكل محتاج يعرف مكانه.”
كامل يبتسم بشكل خفيف، ثم يجيب بنبرة هادئة، حاسمة.
كامل (بابتسامة ذات مغزى):
“أنتِ عارفه، أهم شيء في شغلنا مش بس التقييم الفوري، لكن إزاي نعرف نوظف الناس في الأماكن اللي يقدروا يتطوروا فيها. لو كان فيها مشكلة، هنتعامل معاها بحكمة. ولكن مش هنكون عادلين لو اخترنا الحلول السهلة.”
داليا كانت قد أدركت تمامًا أن كامل قد اتخذ قراره، لكنها لم تستطع إلا أن تبتسم، عرفت أن موقفها هنا لم يكن سيفيد.

داليا (بتردد):
“طيب، زي ما إنت شايف… بس لو اتكرر الموضوع ده تاني، هبقى مضطرة أتدخل.”
كامل ينظر إليها بعينين ثابتتين، ثم ينهض من مكانه.
كامل (بصوت حاسم):
“أنا هنا علشان أتعامل مع الأمور زي ما لازم، مش على أساس مواقف لحظية. وسام هترجع تشتغل، ولو حصل أي حاجة تانية، هنعيد تقييم الوضع. ده اللي أنا شايفه.”
داليا تنهض، تبتسم بابتسامة قسرية، ثم تخرج من المكتب، بينما يبقى كامل ينظر إليها للحظة أخرى، يفكر في قرارته.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
مكتب داليا الهادئ
، حيث الضوء يتسلل من خلال النوافذ الكبيرة. المكتب مرتب بعناية، والخلفية تحمل لمسات من الفخامة والترف. داليا جالسة خلف مكتبها، ترسل نظرات نافذة عبر نافذة الزجاج الكبيرة. وسام تدخل ببطء، وتبدو متوترة بعض الشيء، لكن هناك شعور بأنها تستعد لمواجهة تحدٍ ما. داليا ترفع رأسها وتبتسم ابتسامة ذكية، ثم تشير لوسام أن تجلس.
داليا (بصوت هادئ ولكن حاد):
“وسام… ليه إحنا دايمًا بنقف في مكان واحد؟ زي الحجارة اللي بتتراكم على بعضها، مفيش حركة، مفيش تغيير. في حاجة لازم تتحرك.”
وسام تنظر إليها بصمت، تتسائل عن النية الحقيقية وراء كلماتها.
داليا (تستمر):
“أنتِ هنا، وفي الكوافير، عندك مكان، لكن مش كل مكان يناسب كل واحد. وعلشان تكوني في المكان الصح، لازم تتأقلمي… تحطي نفسك في المكان اللي يشدك للأمام، مش تفضلي تقعدي في مكانك، تتحسسي على الحافة.”
وسام تجلس وتستمع بحذر، وهي تدرك أن داليا تتلاعب بالكلمات، لكنها لا تستطيع تجاهل مغزاها.
داليا (ببعض التفكير):

“أنتِ فكرتي في الحلول التي ممكن تخرجي بيها من الدور؟ أعتقد إنه مش عيب إنك تعترفي إنك محتاجة تغيير. الكوافير مش كل شيء، فيه أشياء تانية لو عرفت تسيطري عليها، هتكوني في وضع أقوى. أنا بقولك، ده مش كلام عابر، ده تفكير مدروس.”
وسام تنظر إليها بحذر، بدأت تفهم ما تدور حوله داليا، لكن لم تقرر بعد ما إذا كانت ستقبل هذا الحوار أم ستتمسك بموقفها.
وسام (بصوت منخفض):
“إزاي يعني؟”
داليا تبتسم ابتسامة خفيفة، ثم تنظر إليها بعيون مليئة بالحكمة والتوجيه.
داليا (بتسلط):
“إزاي؟… ببساطة. لو أنتِ فاكرة إن كل حاجة بتتحدد بالعمل، فأنتِ غلطانة. لما تكوني في مكان زي ده، ليكي تأثير أكبر مما تتخيلي. لو فكرنا في دورك بشكل أوسع، هتلاقينا نقدر نكون أقوى. لو فكرتي في خدمة جديدة، يعني في حاجة زي… خدامة، يكون ليكي سيطرة أكبر على الوضع. هتخلي الناس يحترموك أكثر. هتقدري تديري الوضع بنفسك. كل شيء هنا يعتمد على السيطرة، ولما تكونين في مكانك الصح، هتحققي أكبر استفادة.”
وسام ترفع حاجبها، تحاول أن تفهم إذا كان هذا اقتراحًا جادًا أم أنه مجرد تمهيد لشيء أكبر.
داليا (بثقة عالية):
“أنا مش بقولك تكوني في مكان أقل، أنا بقولك إنه المكان ده مش مناسب ليكي. الخدمة هتكون تحت إشرافك، بس برضه هتضمنلك وجودك تحت الضوء. كل واحد هنا عنده قيمة بس الطريقة اللي تقدر تبرز بيها هي دي الأهم. هتقدر تنظمي حياتك بطريقة مختلفة، وهي دي الفرصة الحقيقية.”
وسام تفكر قليلاً، محاولة فهم الصورة بالكامل. لكن كلمات داليا تخترق تفكيرها، وعقليتها تركز في الفكرة.
وسام (بتردد):
“وازاي الصورة دي هتتغير؟
داليا تبتسم، وهذا ابتسامة لا تخلو من الحيلة، ثم تستند إلى المكتب وتنظر لوسام بعيون شديدة التركيز.
داليا (بهدوء):

“ما تظنيش إنك لو خليتي الوضع تحت سيطرتك هتخسري حاجة. ده عكس الواقع. الخدمة مش عيب… الخدمة هتخليكي تقوي علاقتك مع كل الناس، وتتعلمي منهم، تبني مكانك الخاص وتضمني تأثيرك. لو عرفتي تتحكمي في حاجة زي دي، هتقدري تديري مكانك بشكل مختلف. في البداية ممكن يكون مش مريح، لكن لما تحسسي الكل إنك متحكمة، كل شيء هيبقى ليه طعم تاني.”
وسام تتنهد قليلًا، تحاول الهضم الجيد لفكرة داليا، لكن بداخله تملأها مشاعر مختلطة. على الرغم من أنها تعرف أن داليا تسعى وراء مصلحتها، إلا أن كلامها يظل يحمل منطقًا عقلانيًا يفتح أمامها أبوابًا لم تفكر فيها من قبل.
وسام (بإصرار):
“بس الناس كلها هتفتكر اني ف مكان اقل
داليا (بتحدي ناعم):
“العكس. الناس بيحترموك لما يعرفوا إنك قادرة تديري. الخادم هو اللي بيحدد قيمة ما يقدمه. أما إذا كنتِ في مكان بيسمحلك تعيشي في أجواء فيها سيطرة ووجود، هتفرق في كل شيء. أنتِ هنا عايزة تكوني قوية، وده ممكن يحصل فقط لو غيرتي المعادلة.”
وسام تقف وتبدأ تتجول في المكتب، تفكر فيما قالته داليا. تطلق نظرة فاحصة على الأشياء حولها، محاولات للتمسك بموقفها.
وسام (بصوت هادئ):
“وأنتِ… مش خايفة تتعرضي للهجوم لما الناس يكتشفوا الحقيقة دي؟”
داليا تلتفت إليها بحذر، تبتسم بخفة.
داليا (بالفلسفة):
“الخوف مش في الحقيقة، الخوف في ازاي تقدر تتعامل مع الحقيقة. الحقيقة هي إنك لو نجحت في كسب المعركة الداخلية، العالم الخارجي هيتبعك. مش هتفشلي لو عرفتي تشغلي الأمور لصالحك.”
وسام تبتسم ببطء، وتبدأ تفهم المغزى وراء كلمات داليا، لكن لا تظهر قرارًا بعد، فقط تشعر بأنها تقع في فخ غير مرئي، لكنها لم تقرر بعد كيف ستفعل.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️ مكتب عادل

الغرفة مظلمة إلا من ضوء خافت يتسلل من النافذة. عادل يجلس خلف مكتبه، كتفه منحنيان وكأنه يحمل العالم فوقهما، أمامه أوراق مبعثرة، لكن عينيه تائهتان في مكان بعيد. فجأة، تفتح وسام الباب، تدخل بخطوات واثقة رغم اضطراب ملامحها. عادل يرفع رأسه ببطء، عيناه تشتعلان بشيء بين الغضب والقلق.
عادل
(صوته منخفض لكنه مشحون بالتحكم)
“كنت عارف إنك هتيجي. إيه القرار المجنون اللي سمعته عنك دا ياوسام؟”
وسام تتقدم نحوه، عيناها تتحديان نظراته، لكنها تخفي توترًا داخليًا. تقف أمامه، ذراعاها متشابكتان وكأنها تُحصّن نفسها.
وسام
(بهدوء حذر)
“مش قرار مجنون. ده قراري أنا. داليا عرضت عليّا الشغل… ووافقت.”
عادل ينهض فجأة، يدفع الكرسي خلفه بقوة، يتقدم نحوها بخطوات واثقة لكن عينيه تفضحان عاصفة من الغضب.
عادل
(بصوت يفيض بالغليان)
“واقتي؟! وافقتي تشتغلي خدامة في بيتها؟! وسام، إنتِ فاهمة أصلاً إنتِ بتعملي إيه؟” دي اهانة كبيرة لكرامتك ولنفسك كنتي شغالة ف مكان في مليون غيرك شغالين فيه دلوقت عايزة تروحي برجليكي ليها وواثقة كويس اني هكون متكتف وانتي هناك اقنعتك ازاي اتكلمي؟
وسام تتراجع خطوة، لكن فقط لتأخذ نفسًا عميقًا. تُقابل نظراته بصلابة رغم نبض قلبها المتسارع.
وسام
(بصوت ثابت)
“. أنا بقرر طريقي. إنت مش فاهم أنا مضطرة أعمل ده ليه.”
عادل

(يمسك بذراعها فجأة، نبرته تصبح أكثر حدة)
“مضطرة؟! أنا مش هسمح لحد يحطك تحت سيطرته، خصوصًا داليا. لو عندك مشاكل، أنا اللي أحلها، مش هي!”
وسام تحرر ذراعها من قبضته بحركة حازمة، نظرتها تشتعل بروح التحدي.
وسام
(بحدة لكنها تُظهر حزنًا دفينًا)
“وأنا مش محتاجة حل من حد، لا منك ولا منها. حياتي أنا، وأنا اللي أقررها. لو كنت شايفني ضعيفة، يبقى محتاج تفكر فيا شوية وتدي لنفسك الفرصة انط تعرفني كويس ياعادل بيه.”
عادل يحدق فيها، عيناه تمتلئان بمزيج من الغضب والعجز، يمرر يده في شعره بتوتر.
عادل
(بصوت متهدج)
“إنتِ عنيدة لدرجة بتخليني أتجنن وسام، كدا بتدمري نفسك؟ إنك بتخليني أشوفك بتبعدي عني كل يوم أكتر؟”
وسام تبتسم ابتسامة صغيرة مليئة بالألم، وتقترب منه خطوة، تصغر المسافة بينهما بشكل يُشعل التوتر.
وسام
(بهدوء يشوبه الحزم)
“أنا مببعدش. يمكن إنت اللي مش بتحاول تقرب. كل حاجة عندك لازم تكون ف حكمك، حتى أنا.”
عادل يمد يده، يضعها على كتفها، صوته ينخفض لكنه يظل مشحونًا.
عادل
(بصوت أشبه بالهمس)
“وسام… أنا مش بحاول أتحكم، أنا بس خايف عليكِ. خايف تروحي في طريق نهايته هدم ليكي… ولينا.”

وسام تنظر إليه بتمعن، وكأنها تحاول قراءة كل ما يخفيه خلف تلك الكلمات. ثم تبتعد خطوة، نظرتها مليئة بالألم.
وسام
(بصوت مكسور لكنه قوي)
“اللي أنا بخاف منه… هو إننا نفضل نحارب بعض بدل ما نحارب اللي بيحاولوا يفرقونا.”
عادل يتراجع للخلف، وكأنه تلقى ضربة غير متوقعة. عيناه تتوه في عينيها، ثم فجأة يمسك بكتفيها بكل قوته، يقربها إليه، وكأنه يخشى أن تختفي.
عادل
(بصوت منخفض لكنه يحمل قوة امتلاك)
“وسام… إنتِ ليّا. ومهما عملتِ، مش هسيبك تاخدي الطريق ده لوحدك. لو هتحاربي، أنا اللي هكون معاكِ… قدام الكل.”
وسام تحدق فيه بدهشة، لكن قلبها ينبض بقوة، لا تعرف إن كانت تلك الكلمات قيدًا جديدًا أم حماية لطالما احتاجتها.
وسام
(بصوت مرتجف لكنها تحاول أن تكون حازمة)
“عادل… لو هتكون معايا، بلاش تمنعني. خليني أقرر… وخليني أكون قوية زي ما بتشوفني.”
لحظة صمت بينهما، تُثقلها المشاعر التي لا تُقال. عادل يُخفّض قبضته على كتفيها، لكن نظراته لا تفارقها.
عادل
(بهدوء يشوبه استسلام)
“بس اوعديني… لو حسيتِ بأي ألم، لو احتجتيني.. تعالي عندي .”
وسام تبتسم بخفة، ترفع يدها وتضعها على يده التي ما زالت على كتفها.
وسام
(بصوت ناعم لكن قوي)

“وعد… بس بشرط. تكون معايا، مش ضدي.”
عادل يبتسم ابتسامة خفيفة لأول مرة، وكأنه أخيرًا وجد شيئًا يمسك به. وسام تُحرر نفسها بلطف، ثم تتحرك نحو الباب، لكن قبل أن تغادر، تلتفت إليه.
وسام
“الطريق صعب، . بس لو مشينا فيه سوا، يمكن نقدر نوصل.”
تخرج وسام، تاركة خلفها عادل في مكتب يعمه الصمت، لكنه هذه المرة صمت يحمل أملًا جديدًا.


 

google-playkhamsatmostaqltradent