رواية الحلم و السراب الفصل الخامس 5 - بقلم إيمان عطية
بعد مقابلة التعارف بأحمد عند أختي، روحت البيت وانا طايرة من الفرحة وبدعي ربنا يكمل فرحتي على خير، وصلت بيتنا ولقيت ماما في المطبخ بتجهز الغدا…. دخلتلها حضنتها وبوستها من اديها وجبهتها… دقات قلبي كانت سريعة لدرجة إن ماما حست بيها وانا بحضنها… بصتلي بابتسامة حنونة وعنيها بتسألني فيكي أيه.
_ خير ياقلب امك… أختك عندها أيه.. والا الأخبار عنك انتي، طمنيني في أييييه؟
_ حبيبة قلبي ياماما… هاروح أغير هدومي واجي أساعدك واحكيلك… وعاوزاكي تفضلي تدعيلي في كل دقيقة وكل ثانية إن ربنا يعديها على خير…
_ داعيالك والله يابنتي من غير ماتقولي… هو انا عندي أغلى منكم انتي وأختك عشان ادعيله… ربنا يابنتي يريح قلبك ويراضيكي ويرزقك بابن الحلال اللي يسعدك ويفرح قلبك..
_ باااااااس ياست الحبايب… أنا مش عاوزة أكتر من كدة… ويخليكم ليا إنتي وبابا ويديكم الصحة والعافية يارب… هاروح أغير هدومي وارجعلك في ثواني.. وفعلا دخلت أوضتي وأول حاجة عملتها جبت ألبوم الصور بتاعي اللي محتفظة فيه بصور العيلة ومنهم صورة لسامية أختي وماهر جوزها كانوا متصورينها في رحلة طلعوها سوا تبع الشغل وبالصدفة كان أحمد وشه ظاهر فيها… فضلت أبصله وافتكر كلامه معايا واقول.. يااااااه… أخيرا قربت من حلم حياتي.. وفضلت أدعي وأدعي إن ربنا يتمم بخير…. وسمعت صوت ماما بتستعجلني… قمت جري وشيلت الألبوم وغيرت هدومي وخرجت لماما حبيبتي….
_ أيوة ياست الكل بتعملي غدا أيه النهاردة؟
_ بت انتي.. إطلعي من دول واحكيلي بسرعة… في أيه… والفرحة اللي هتنط من عنيكي دي سببها أيه… أختك جايبالك شغل والا عريس؟
_ ع… ريس؟… عرفتي ازاي؟ هي سامية كلمتك؟
_ يعني فعلا في عريس… وانا آخر من يعلم؟ والله عال عال…
_ لا والله ياست الكل متزعليش أبدا… أنا لمحتلك أصلا قبل مااروح لسامية وكنت مستنية بس اتأكد من حاجة قبل مااقولك.
_ هاة… واتأكدتي والا لسة؟
_ أيوة ياحبيبة قلبي اتأكدت… ومش فاضل بس غير موافقتك انتي وبابا حبيبي.
_ طب احكي بسرعة هو مين واختك تعرفه منين…. مكنتش اعرف انها خاطبة.
_ لأ ياست الكل ولا خاطبة ولا حاجة… ده…ده أحمد صاحب ماهر جوزها… كلمه وهو كلم سامية وسامية كلمتني بس كدة..
_ وأيه كمان.. إحكي كل حاجة بالتفصيل.
_ من عنيا ياست الكل هحكيلك كل حاجة بالتفصيل طبعا.
وفضلت ساعة كاملة أحكي لماما اللي حصل بالظبط (بس طبعا مااتكلمتش عن حكايته مع سهيلة ماحبيتش أقلقها من حاجة خلاص راحت لحالها) وفضلت أمدح في أحمد وأخلاقه وطموحاته في الشغل… وماما بتسمع باهتمام لحد ماخلصت… وقالتلي.
_ اللي فهمته من كلامك إنك مااتكلمتيش معاه الا النهاردة… بس تحمسك ليه وطريقة كلامك عنه بتوحي بحاجة تانية خالص…. والا في حاجة تانية أنا معرفهاش؟
_ مش فاهمة ياماما قصدك أيه؟
_ أقصد إن الفرحة اللي شوفتها في عنيكي أول مادخلتي عليا… ونبرة صوتك وانتي بتحكي عنه.. تقول إنك عارفاه من زمان ومتعلقة بيه كمان.
_ فعلا ياماما عندك حق.. مش هخبي عليكي… أنا فعلا أعرفه من زمان واتعلقت بيه غصب عني.. بس مش اللي في دماغك ياأمي… أنأ أول مرة أكلمه فعلا كان يوم العزومة بتاعته عند سامية، مع إني كنت عارفاه من زمان.. مكانش عندي أي أمل إنه يكون من نصيبي… بس ربنا أراد يجبر بخاطري ويستجيب لدعايا… والبركة بردوا في رضاكي عني ودعواتك ليا ياست الكل.
_ طيب تفتكري يابنتي ده كفاية إنك ترتبطي بيه من غير ماتكوني عارفاه كويس؟ ياحبيبتي ده جواز مش لعبة.. ولازم تفكري مرة واتنين وعشرة… وتتكلمي معاه وتعرفي تفكيره وشخصيته.. وهو كمان يعرفك كويس…. دي جوازة العمر يانجوى… يعني لازم تبقي مالية إيدك منه كويس قوي قبل ماتقولي ياجواز.
_ إتطمني عليا ياست الكل وإن شاء الله خير… وبعدين ده الصديق المقرب لماهر وهو عارفه كويس… ده غير إن بابا حبيبي هيسأل عليه بردوا وعن أهله وشغله وكل حاجة… واللي تشوفوه ياحبيبتي أنا معاكم فيه…هههههههه وإن شاء الله هتوافقوا عليه أنا واثقة فيه جدااااا.
_ هيييييه… الأمر لله وحده… إن شاء الله لما ابوكي ييجي هتكلم معاه… واللي فيه الخير يقدمه ربنا.
_ ونعم بالله ياست الكل…. وآدي الأكل كمان خلص… هسيبك بقا وادخل أوضتي أريح شوية لحد بابا ماييجي ونتغدا سوا….
وبعد حوالي ساعة بابا جه واتغدينا… قمت أشيل الأكل واعمل الشاي… ماما قامت تشيل معايا قولتلها لأ ياست الكل عنك انتي خليكي مرتاحة… وبصيتلها بطرف عيني كدة (يعني كلمي بابا)… وبالفعل دخلت المطبخ وسمعت همس بين ماما وبابا فهمت منه انها بتحكيله.
غبت في المطبخ لحد ماخلصوا كلامهم وجبتلهم الشاي وقعدت اشربه معاهم…
_ أبو نعناع وصااااااال..
بابا: هاتي يابنتي هاتي اللي بيظبط الدماغ ده…. وتعالي اقعدي جنبي هنا…
عملت روحي مكسوفة وكدة… وقعدت جنب بابا وانا شايفة في عنيه طيبة الدنيا كلها..
_ ايوة يابابا.
_ قوليلي يابنتي إبه حكاية عريس الغفلة المستعجل ده….
اتلجلجت واتلبخت مش عارفة أقول أيه… إستجمعت شجاعتي وقولتله.
_ ولا حاجة يابابا… زي ماما ماقالتلك… هو مخطط إنه يسافر يشتغل في بلد عربي وعاوز يكمل نص دينه ويستقر يعني.
_ والله يابنتي أنا الود ودي أفرح بيكي النهاردة قبل بكرة.. واتطمن عليكي عشان احس إني أديت رسالتي معاكم… لكن كل حاجة بالأصول.. والجواز بالذات لازم كل خطوة فيه تاخد وقتها… مينفعش الاستعجال خالص.
_ عندك حق والله يابابا بس هو ظروفه كدة.. وعموما هو عاوز ييجي يقعد مع حضرتك ويتكلم معاك…. وده طبعا بعد ماتسأل عنه وتتطمن من ناحيته… ولما تقعد معاه أكيد هتتأكد أكتر إن كان شخص كويس والا لأ…
_ خلاص يابنتي أنا هسأل عليه وربنا يقدم اللي فيه الخير…
قمت قعدت في أوضتي وفضلت أشخبط كالعادة وارسم موديلات لفساتين وعبايات… كنت بحاول اشغل نفسي عشان ماافكرش كتير… كنت بحاول مااتعشمش قوي بأي حاجة رغم إني بتمنى الحاجة دي… قمت اتوضيت وصليت ومسكت مصحفي وفضلت اقرأ ماتيسر لي من تلاوة… وسمعت رنة موبايلي اللي خرجتني من جو الراحة والطمأنينة اللي كنت عايشة فيه… بصيت في الموبايل لقيتها سامية أختي… فضلنا نرغي في حاجات كتير لحد ماكبس عليا النوم….
مر تلت أيام ولقيت سامية بتتصل بيا بردوا وبتسألني بابا عمل أيه في موضوع أحمد وسأل عنه والا لأ… وقالتلي ان أحمد كلم ماهر وعاوز يعرف رأينا في موضوع الجواز.
قولتلها إن بابا لسة ماردش عليا ولا جاب سيرة الموضوع من يومها…. سامية استغربت وقلقت من سكوت بابا وقلقتني معاها.
قولتلها هتقلقيني ليه ياسامية هو سلق بيض يابنتي… بابا قال انه هيسأل عليهم وأكيد يعني لسة محدش رد عليه..
_ تلت ايام بيسأل يانجوى… دي المنصورة أوضة وصالة والناس كلها عارفة بعضها مش مستحقية الوقت ده كله…. وبعدين هو صاحب ماهر ويعرف عنه وعن أهله كل حاجة.. هو يعني لو يعرف عنهم حاجة كدة والا كدة كان هيقولنا على طول…
_ ماشي ياستي بس لازم بردوا بابا يعمل اللي عليه عشان يبقة متطمن أكتر… خلاص بقا بلاش توتريني أكتر منا متوترة… أنا مش ناقصة.
_ خلاص يابنتي إهدي… الواد اصله مستعجل هههههههه مانتي عارفة بقا…..بالله عليكي اول ما بابا يكلمك تعرفيني.
_حاضر ياستي… سلام بقا عشان انا سامعة صوت برة…. تقريبا بابا جه.. سلام.
_ طيب ياختي بس متزقيش… سلام.. وسلميلي على ماما وبابا.
_ الله يسلمك ياسمسمة.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية الحلم و السراب) اسم الرواية