Ads by Google X

رواية حارة تايسون الفصل الخامس 5 - بقلم زينب سمير

الصفحة الرئيسية

 رواية حارة تايسون الفصل الخامس 5 - بقلم زينب سمير 

' حارة_تـايسـون' حارة تـايسـون '

الفصل الخامس ..

دخل لغرفتها فوجدها متسطحة ارضا فاردة جسدها علي ارضية الغرفة مغمضة العينين ، ومن معصم يدها تتقاطر نقط الدماء ، رغم ان المنظر يُفزع الا انه كان باردا ! توجه نحوها وحمل جسدها فأصابتها قشعريرة اعتادت عليها بوجوده وشعر هو بذلك فأبتسم بخبث عالما بأنها تمثل عليه ، نطق آمرا ام السعد:-
_خلي جعفر يجيب الدكتور بسرعة 
قالت بـ عجلة وهي تستعد لتغادر الغرفة:-
_حاضر ياتايسون بية

انها من المفترض غائبة عن الوعي ، اذن ليعبث معها قليلا مستغلا ذلك عارفا بأنها لن تعترض ، سطحها علي الفراش اخيرا وجلس بجوارها ، رفع يده واضعا ايها علي جبهتها واخذ يحرك يده ببطء من اعلي جبهتها حتي وصل لانفها ، كان يتحرك ببطء مثير عاملا علي انفاذ صبرها تعالت انفاسها تدريجيا غضبا وخجلا من فعلته ولكن لم تستطيع ان تفعل شيئا !

وصل اخيرا بيديه لشفتيها ، ابتسم وهو يـمرر اصبعه الابهام علي شفتيها العلوية ببطء ، انزعجت ملامحها بأصطناع كأنها تضايقت من حركته لعله يبتعد !

لكنه لم يفعل بل ترك الشفاه العلوية وتوجه لـ الاخري ..
واقترب بوجهه من وجهها جاعلا انفاسه تضرب وجهها بقوة حتي انها احمرت خجلا ، لكن لم تحاول ان تبتعد كي لا يكتشف خدعتها ، كاد يلصق شفتيه بخاصتها لكن طرق الباب اوقفه ابتعد وهو يهمس بنزق:-
_مكنتش بوسة دي اللي كل ما اجي اديهالها حد يدخل

سمح لـ الطارق بالدخول فدخل الطبيب ومعه ام السعد ، اقترب الطبيب منها ، نظر لـ تايسون سائلا:-
_بتعاني من تعب معين ؟
نطق تايسون ببرود:-
_لا .. دي محاولة انتحار
ظهرت الدهشة علي وجهه الطبيب من الخبر وكذلك من الناطق لـ الخبر الذي قاله بكل برود وكأنه يعلن عن طقس اليوم !
الطبيب بهدوء:-
_طيب تقدروا تتفضلوا برة وانا....
قاطعه تايسون بجمود:-
_اكشف عليها وانا موجود مش هتحرك من هنا
الطبيب:-
_بس يافندم....

_انا جوزها ..

قالها هكذا وفقط ، وامام نظراته التي تحذر الطبيب بإلا يغضبه صمت الطبيب فعلا وبدأ بالكشف عليها وعلي يدها المصابة ، كان جرحا سطحيا جدا ، مَن فعله يعلم جيدا انه لن يضره ، فقط سيحدث جلبة لمن يراه لكنها لم تؤذي اي شريان من شرايينها بعد .. اخرج الطبيب لاصق طبي وقام بلفه حول معصمها بعناية ، انتهي اخيرا فقام بـ لّـم حاجيته وهو يردد:-
_الجرح مش خطير خالص ، متقلقش عليها
ونظر لـ تايسون نظرة فيما معناها أن يتبعه وبالفعل خرج تايسـون معه
. . .
وقفا امام باب غرفتها من الخارج ، منتظر تايسون ان يتحدث الطبيب ليقول ما لديه والذي توقعه بطبيعه الحال ، لحظات وخرج صوت الطبيب رادفا:-
_انا كشفت عليها مفيش اي اثار لصدمة عصبية او غير تدفعها للانتحار ، من طريقة الجرح باين اوي انها عارفة هي بتعمل اية كويس
تسأل تايسون بهدوء:-
_بمعني ؟
الطبيب:-
_هي عاملة جرح زي اي جرح اي حد بيتجرحه من سكينة مثلا بس اختارت انه يكون في المكان الصح واعتقد عملت كدا كـ تهديد او هّـرب من حاجة

اؤما بتفهم واشار لجعفر الواقف بعيدا عنهم قليلا بأن يقله لـ الاسفل ، عندما اختفيا الاثنان ظهرت بسمة شياطنية مرحة علي شفتيه ، قطته الشرسة تتلاعب به اذنا ..
حسنا وهو بالحقيقة رجلا يعشق اللعب واللهو لكن بشرطا واحدا .. ان يكون هو سيد اللعبة والوحيد المتحكم بـ خيوطها
. . .
 قال لـ ام السعد بعدما دخل الغرفة:-
_قولي لجعفر يلغي كتب الكتاب

قال تلك الكلمات وعيونه متعلقة عليها فلمحها تكاد تصرخ من فرط ساعدتها لكنها تماسكت بأخر لحظة حتي لا تنكشف امامه .. غادرت ام السعد وبقيت القطة في مواجهة الاسـد 

اقترب بخطواته فجأة منها ، امسكها من معصمها المجروح وجعلها تعتدل في جلستها غصبا ، انتفضت بين يديه بذهول من ما حدث خلال ثوانٍ وتعلقت عيونها به بدهشة واضحة
خرج صوته المنذر بالشـر لها:-
_حركات العيال الهبلة دي مش عليا ، انتي لو معدية عليكي عربية اربع مرات وفرماكي وعايز اكتب عليكي كنت هعملها ومش هيهمني ولو هتموتي بعد ما اكتب ، لكن بما انك رافضة الحلال قوي كدا يبقي شكلك ليكي في الحرام

ودون سبق اصرار قيـد يديها الاثنين خلف ظهرها بيدا واحدة والاخري بدأت تعبث بخصلاتها وهو يكمل:-
_مكنش لية لازمة تعوري نفسك علي الفاضي ياوعـدي ، كنتي قولتيلي اللي نفسك فيه وانا كنت هنفذه علطول
صرخت به:-
_انت بتقول اية ؟ ابعد عني ..

حاولت ان تبعده لكن لم تستطيع .. حاولت ان تفلت يديها من بين يديه لكنها ايضا لم تستطيع ، مستمتع هو بذلك الدور ، ان يجعلها تظن انها تنجح بمخطوطاتها ثم بلحظة يجعلها تقف كـ عصفور مبلل من الخوف كـ الان مثلا 
حيث كانت ترجف بين يديه رجفا من الرعب منه ، ظنت انه استسلم وسيغادر بعد ذهاب الطبيب فتستطيع ان تهرب مرة اخري لكن محاولاتها فشلت .. !

_انتي عايزة اية ؟

قالها وهو يبتعد عنها فجأة ، بكل هدوء نطقها ، نظرت له فوجدته شخصا اخر غير الذي كان يتكلم ، كأنه تحول او تبدل ! لا تعلم هل هو فعلا شخصان ، ام انه يتلاعب باعصابها ليصيبها بالجنون ، كان هادئا .. صار وحشا .. ثم عاد الي انسانا في غاية الرقي يسئلها " ماذا تريدين ؟ "

استغلت هدوئه وهي ترد بلهفة:-
_اخرج من هنا ، انا واحدة مخطوبة وبحب خطيبي وفرحنا قرب والله ، مش هينفع انفذ اللي بتقوله دا ، مينفعش اتجوز واحد معرفوش ولو حصل مقدرش اجيبلك طفل واسيبه وامشي ، مقدرش استحمل فكرة ان راجل غريب يلمسني ، ارجوك افهمني ، عايز طفل دور علي واحدة غيري تنفعك 

سمع حديثها لـ حتي الاخر ، لم يعلق وبهذا ظنت انه ربما تأثر ، ربما سأم منها ومن محاولاتها في الهرب فقرر تركها والبحث عن اخري ، بداخلها انفتحت نافذة آمل لكنها سرعان ما انغلقت وهي تسمعه يردد:-
_فهمتي سؤالي غلط ياوعـدي ، انا قصدي عايزة اية علشان توافقي علي جوازنا من غير شوشرة ، اصل بعيد عنك انا مفاصلي وجعاني ومش في حمل اني اشيلك كل شوية وانتي برضوا تخينة مش رفيعة 

تركت كل حديثه وهي تردد بذهول بينما تنظر لجسدها:-
_انا تخينة !

توسعت عيونه ذهولا هو تلك المرة وهو يراها تترك كل ما قاله وتمسك بعبارته الاخيرة .. !

لكنه تذكر انه يقف امام فتاة فـ تبدد ذهوله فورا ..

تايسون:-
_سيبنا من حوار التخن والرفع دلوقتي وهقولك علي حاجة تمشي عليها طول عمرك
هتفت بانتباة:-
_اية هي ؟
اجاب ضاحكا:-
_رجلك 

رغما عنها تعالت ضحكاتها ايضا ، تناست ما تعاني منه وما يحدث حولها وضحكت علي مزحته السخيفة تلك ، ضحكت حتي برزت غمزتين كانتين مغمورتين في وجنتيها ولم يظهرا لـه من قبل ، تعلقت عيونه بضحكتها فأزدادت ضربات قلبه دون شعور منه ، ورفرفت فراشات الحب اجنحتها في معدته فتأوه بخفوت من لـذة الشعور الذي يغمره بتلك الثوانٍ تحديدا ..

واستطاع ان يجزم ان ضحكاتها تستطيع ان تدفعه لفعل اي شئ ليستطع ان يسمعها مرة اخري ..

توقفت عن الضحك اخيرا فتعلقت عيونها بـ عيونه الناظرة لها بنظرات مختلفة عن كل مرة ، فـ صمتت وهي ترمق النظرات تلك بتعجب .. نظرات ليست مخيفة او كريهة بل نظرات لطيفة اربكت قلبها بدون شعور منها ..

فاق اخيرا من حالته فتنحنح بخشونة وقد عاد لتايسون بجبروته وهو ينطق بجمود:-
_متبقيش سذاجة وتفكري كل الناس زيك ، اما آجلت كتب الكتاب انهاردة مش اثبات علي نجاح فكرتك ؛ دا برهان ليكي انك هتندمي لو مكتبناش الكتاب وقربت منك وحملتي .. لان وقتها الولد هيكون يلزمني وبس وميخصكيش ووقتها هتندمي علشان هتخسريه وهتندمي علشان وصمة العار اللي هتلزق فيكي طول العمر ، متفكريش كلمة انك مخطوبة وبتاع هيأثر فيا .. ولا الهوا ، اخر فرصة هدهالك دلوقتي انك تفكري انتي عايزة اية مقابل انك توافقي تتجوزيني من غير شوشرة ؟ شوفي عايزه اية وقدامك الليل بطوله وبكرة الساعة سبعة ونص بالدقيقة هكون مستني قرارك الاخير في مكتبي ياوعـدي !

وكـاد يغادر الا انه توقف وعاد لها مكملا:-
_علي فكرة عندي استعداد نكمل لعبة القط والفار دي وتهربي واجيبك كل مرة بس ... بعد ما اضمن انك حامل ياوعـدي علشان العب ساعتها بنفس 

 كلامه متناقض ! افعاله متناقضة ! شخصيته ليست مفهومة وقرارته متبدلة ، يفكر في شئ ولا ينفذه ، ينفذ اشياء لم يفكر فيها اساسا ، يقول يريد اللعب وفجأة يتغير قراراه ويبقي فقط راغبا شيئا واحدا .... ان يكون ابا لطفلها .. !

هــذا هــو تـايســون !!!
. . .
بعض القوات اتـت ومنذ الساعة الثامنة ليلا لحتي الحادية عشر ليلا ونصف وهي تبحث هنا وهناك عن آثـرا خاصا لـوعـد بـ قلب تلك المنطقة .. لكن لم يصلوا لشيئا ، مـر والدها من جوار المكان الذي حدث فيه الاختطاف ولم يشعر بشيئا !

وكاد يجّـن ، لكن من جّـن بالفعل هو رامز ، الذي شعر باقتراب فقدانه التماسك باعصابه وبكل لحظة تأتي بمخيلته كثيرا من الافكار السيئة حول الذي من الممكن ان يكون جري لـ وعـد

خطيبته وحبيبته .. 

هتف سائلا إحدي سكان المنطقة:-
_كل الاماكن اللي حوالين المنطقة امان صح ؟ مفيش غير الشارع دا اللي لبش ؟
اجابه الرجل بأستنكار:-
_ياباشا الشارع دا فاتح علي ناصيتين الاولي تطلعك لـ الشارع الرئيسي والتانية توصلك لـ قلب اللبش اصلا ، هناك توصل لـ الحارات وجوه الحارات هتشوف العجب يابية هناك مفيش كبير يحكمهم
نطق سائلا:-
_ممكن يخطفوا ؟
هتف معدا علي اصابعه:-
_ويقتلوا ويسرقوا وينهبوا ويغتصبوا وكل اللي قلبك يكرهه ياباشا

اشار لعسكري ان يتقدم منه ، وعندما اتي امره بحدة هاتفا:-
_عايزك تفتشلي كل الحارات اللي هنا حتة حتة واللي يمنعك تفتش بيته تخربهوله فوق دماغه .. خد معاك قوة وابدأوا شوفوا شغلكم
اجابه بخضوع:-
_حاضر يابية
. . .
دخل جعفر لمنزله مساءا بارهاق فوجد شقيقته عـلا تنتظره بملامح متضايقة وعندما لمحته قالت بتساءل:-
_كتبوا الكتاب ياجعفر ؟
كان تسأول ملئ بالقلق والخوف بأن تكون الاجابة هي الايماء بنعم ، لكنه عندما نفي الخبر توسع مبسمها براحة كبيرة وهي تهمس بداخلها

" الحمدلله "

فهي لا تريد ان يدخل احدهم جهنم تايسون الواعرة ، لا تريد ان يقع احدا بشباكه ، ستفعل المستحيل كي لا يحدث هذا ويملك تايسون اي فتاة ويجعلها ملكه ..

وبصباح جديد كانت هناك حكاوي تُنتظر لـ تُحكي .. 
. . .
البت عـلا دي انا مش متطمنالها 😑

  •تابع الفصل التالي "رواية حارة تايسون" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent