رواية عناد الحب الفصل الخامس 5 - بقلم اسماء الاباصيري
5. حنين
عاد الى مكتبه ليجيب هاتفه ..... فترتسم معالم الجدية و الاهتمام على محياه بعد فترة من الاستماع ليجيب بعدها قائلاً
آدم : كويس اوي .. استمر و بلغني بالجديد اول بأول
ثم اغلق هاتفه وظل فترة يفكر فيما وصل اليه من اخبار ثم نهض بعدها مغادراً المكتب بل الشركة بأكملها
وعلى الجهة الاخري عادت أسيل الى المنزل متجهمة الوجه وحمدت ربها انها لم تقابل اياً من والديها فهى ليست بحالة تسمح لها بالجدال المعتاد معهم
تناولت شطيرة خفيفة تسد بها جوعها وبمجرد دخولها غرفتها عادت الى أسيل الطفلة المدللة تنظر الى صورة اخيها وتحكي له احداث يومها كما اعتادت منذ وفاته .... تخبره بوجهها الطفولى الغاضب عن شريكها المتعجرف وتشكيه له
اسيل : لا والنهاردة صاحبك الرزل ده كان بيشكك فى اخلاقي .... حقيقي مش عارفة انت ازاى كنت مصاحبه و مستحمل افعاله دي ....... معقول فيه حد يعرف يتعامل معاه بهدوء وعقلانية ..... لا و الفقري التانى يا ساتر عليه ... عيل ملزق كده و فاكر نفسه دنجوان عصره ... مش حاطط اى اعتبار انى اخت صاحبه و بيحاول بأى طريقة يقرب مني ..... فاكر نفسه مين المتخلف ده ...........ثم اردفت بحنين و اعين دامعة ........ يااااه يا ايمن وحشتنى اوي ... مش حاسة بطعم اي حاجة فى غيابك ....... الايام كلها شبه بعضها مش بيميزها اى حاجة ..... اكملت بعصبية ..... غير رزالة اللى اسمه ادم ده ...... يا ساااتر
واستمرت فى حديثها هذا حتى غلبها النعاس ممسكة بصورة اخيها محتضنة اياها كعادة كل يوم
اما عند المتعجرف اقصد عند بطلنا فلقد كان يتناول عشاءه وحيداً فى قصره كعادته كل يوم .. يفكر فى العمل والمشاريع الخاصة بالشركة الى ان جاءت هي فى باله .... تلك المزعجة كادت تموت غيظاً من حديثه اليوم .... لترتسم ابتسامة صغيرة على ثغره عند تذكره تعابير وجهها .. واعداً نفسه بالاستمتاع فى اليومين القادمين بإثارتها واستفزازها ....و ها هو و لأول مرة يجد المتعة فى شئ بعد وفاه حبيبته
فى اليوم التالى لم تذهب للعمل واعتبرته اجازة لتستريح قبل السفر.... قضته فى تجهيز حقيبتها و انهاء بعض الاعمال بواسطة حاسوبها النقال .. مر اليوم عليها وحيدة لعدم وجود والديها حيث سافر والدها الى المانيا لحضور مؤتمر ما و قررت امها مرافقته .... وهذا تحديداُ ما شجع أسيل ان تأخذ يوم عطلة
لم يحدث شيء مميز خلال هذا اليوم سوى عدم إستطاعة معتز السفر معهم فى نفس اليوم لوجود بعض المشاكل فى مشروع كان هو المشرف عليه لذا قرروا انه سيوافيهم هناك بعد حل المشكلة
مر اليوم سريعاً ليأتي صباح جديد ويتقابل كلاً من آدم وأسيل فيبدأ الشجار لهذا اليوم بسبب اختلافهم ان كانا سيسافران بنفس السيارة ام كُلاً بسيارته و كالعادة نفذ آدم رأيه بأن يسافرا معاً فى سيارته لتجلس أسيل بجانبه طوال الرحلة ترتسم علي وجهها علامات السخط
آدم بسخرية : بصراحة مش فاهم ايه سبب اصرارك انك تسافري بعربيتك ده حتى الوضع ده اريحلك
أسيل بغيظ : راحتى متخصكش ... ثم اكملت مبررة ..... وبعدين انا متعتى فى سواقة عربيتي
آدم بنبرة انتصار : ما هو عشان كده اصريت اننا نسافر فى عربيتي
أسيل بدهشة : مش شايف ان طريقتك طفولية جداً ؟ ... انت بتتعمد تضايقنى و خلاص
آدم بغرور: اسف بس انتي مش بالاهمية عندى لدرجة انى اتعمد اضايقك .. كل الموضوع انى شايف ان السفر فى عربيتي عملي اكتر
لتهز راسها يميناً ويساراً بعدم رضا فترتسم ابتسامة جانبية على ثغره دليلاً على فوزه بتلك الجولة
اكملا باقى الطريق فى صمت كلاً منهما يتجنب الآخر حتى وصولهما الى الفندق
ذهبا بعد ذلك الى غُرفهم والتى حجزها لهم الفندق ليحصلا على قسطٍ من الراحة قبل مقابلة العميل
بعد فترة نزلا معاً وتوجها الى مطعم الفندق للمقابلة فيجدوه ينتظرهم على احدى الطاولات وقد رحب ترحيباً شديداً بكلاً منهم ولكن كان واضح اهتمامه الخاص بأسيل والتى كانت تحاول معاملته برسمية شديدة
و بعد حديث طويل و الاتفاق على شروط العمل وميعاد البدء
هتف العميل فجأة قائلاً بحماس
طارق ( العميل ) : ايه رأيكم تشرفونى فى حفلة الليلة ... انت عارف يا ادم ان الفرع ده لسة جديد و محتاج دعايا اكتر من اى فرع تاني .. يعنى عشان لسة جديد و مش معروف فبحاول ازود النشاطات و الحفلات فيه
أسيل معتذرة : اعذروني انا ... مظنش هقدر احضر.. حضرتك عارف اننا لسة واصلين النهاردة وملحقتش ارتاح من تعب السفر
طارق بتصميم ازعج كلا منهما : عندكم لسة كام ساعة ترتاحو فيهم .. ده غير انكم محتاجين تعاينو المكان بتاع الفندق الجديد فتقدرو تستغلو الحفلة دي خصوصاً ان تاريخ السلسلة كله هيتعرض فى حفلة النهاردة
آدم بانزعاج : تمام هنشوف .... يمكن نقدر نيجي
واكتفت أسيل بالابتسام بتكّلُف ثم و دعاه وذهبا لغرفهم للنوم
تستيقظ أسيل مساءاً على رنين هاتفها لتجيب دون النظر الى هوية المتصل فتجده صوت محبب الى قلبها لتهتف بسعادة
اسيل بحماس : كارول ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ حبيبتي ازيك؟؟؟ انتى بتتكلمي منين ؟ انتى جيتي مصر ؟ ده مش رقم دولي.... طب مقولتليش ليه قبلها .... انا قولت نسيتيني خلاص ياااااه فينك يا بنتى ده انا كنت بعاني من غيرك .........
كارول ضاحكة مقاطعة : متغيرتيش و مش هتتغيري لسة فيكي العادة دي .. مش بتدي فرصة للي قدامك انه يرد حتى ... و جواباً على اسئلتك كلها فأنا بخير الحمد لله و فعلاً جيت مصر و مبلغتكيش عشان كنت حابة اعملهالك مفاجأة بس انا اللى اتفاجئت لما ملقيتكيش فى القاهرة .... مسافرة من ورايا يا هانم ؟
أسيل : انا فى الغردقة عشان شغل و هفضل اسبوع هنا .... ما تيجي انتى كمان
كارول : مش هينفع
أسيل بحزن : ليييه الجو هنا تحفة و هتستمتعى جداً ده مفيش سائح بيجي مصر غير لما يعدى على الغردقة ولا شرم....... هتيجي هتلاقيها مليانة سُياح مزز زيك كده
كارول ضاحكة : هههههههههه شكراً ياستى على المجاملة دى و مينفعش اجي لانى فعلاً هنا فى الغردقة .... الشغالين عندكم فى البيت بلغونى بسفرك و جيت على اول طيارة ... ممكن تقولى بقى نازلة فى انهى اوتيل
هبت قافزة من فراشها تصرخ بمرح
أسيل بسعادة حقيقية : عاااااااااااااا ...... بجد يعنى انتى هنا ؟...... طب بصي انا فى اوتيل "........." هستناكي فى المطعم ..... سلاااام بقى
كارول ضاحكة : سلام يا مجنونة
اغلقت الهاتف و من ثم تحركت بسرعة لتتجهز لمقابلتها قبل الحفل
بعد فترة و عند خروجها من غرفتها قابلته بالصدفة امام الباب لينظر لها بإندهاش
آدم بدهشة : على فين ؟ ده انا افتكرتك نايمة
أسيل : كويس انى شوفتك انا كنت هاجى ابلغك انى نازلة اقابل صاحبتى قبل ما احضر نفسي للحفلة
اكفهر وجهه فور اتيانها بسيرة الحفل
آدم بسخرية : يعني هتحضري ؟ انا افتكرتك تعبانة و محتاجة ترتاحى و تنامي
أسيل بتأفف : ايوة فعلاً قولت كده بس هو عنده حق ... حضورنا مفيد عشان المعاينة و موضوع تاريخ الفندق ده هيساعدنا فى التصاميم وهيوفر علينا وقت و مجهود
آدم بغيظ : ايوة ايوة طبعاً ما هو كل اللى بيقوله استاذ طارق صح و عنده حق فيه
اسيل بدهشة و تأفف من تأخيره لها : مش فهماك ... ايه اللى يضايق فى كلامي .. انا شيفاه منطقي جداً و بعدين ايه دخل طارق فى الموضوع
آدم بغضب: هو بقى طارق كمان من غير ألقاب !!!
أسيل بغضب وصوت عالٍ : قصدك ايه ؟ انت ........... ثم اغمضت عينيها للحظة تتذكر موعدها مع صديقتها لتردف بهدوء .............. ولا اقولك انسي الموضوع .... مفيش فايدة من الكلام معاك .. ده غير انى لازم امشي دلوقتى و الا هتأخر .......... سلام
قالتها مغادرة المكان تاركةً اياه يستشيط غيظاً و غضباً منها ومن تلفظها بإسم هذا الطارق دون القاب
.................
يتبع ..............
سلااااااااااااام
•تابع الفصل التالي "رواية عناد الحب" اضغط على اسم الرواية