Ads by Google X

رواية سوء تفاهم الفصل الخامس 5 - بقلم بتول عبد الرحمن

الصفحة الرئيسية

 رواية سوء تفاهم الفصل الخامس 5 - بقلم بتول عبد الرحمن 

سوء_تفاهم

راح ناحية طبق الفواكه، مسك السكينه وبدون أي تردد جرّح كفه بيها
ليلى شهقت ، قربت خطوه ناحيته بس وقفت في آخر لحظة، عقلها كان مشلول من الصدمة، الدم نزل من إيده بسرعة، بس هو كان هادي، حطّ المنديل على الجرح وسابه يشرب الدم.
بصّلها أخيرًا، وقال بصوت ثابت 
"هو ده الدليل اللي هما عايزينه، صح؟"
فضلت واقفة مكانها عيونها مثبتة على المنديل اللي بقى أحمر، قلبها بيدق بسرعة وهي مش قادرة تصدق اللي بيحصل، رفعت عيونها له، لقت نظرته ثابتة، هاديه وكأنه مقتنع تمامًا باللي بيعمله
اتكلمت بصوت مهزوز 
"مراد...أنت… أنت بتعمل إيه؟!"
مسح عرقه بكفّه التاني وكأنه مش متأثر بالجرح وقال ببساطة
 "بديهم اللي مستنيينه"
هزّت راسها بعدم تصديق، صوتها طلع أضعف من قبل 
"أنت مجنون؟ ده مش حل!"
"بالنسبالهم ده الحل الوحيد، وأنتِ عارفة كده كويس، دلوقتي محدش هيقرب منك، محدش هيقدر يشكك فيك، ولا حتى يسأل تاني"
دموعها نزلت من غير ما تحس، مش قادرة تستوعب إن الحل الوحيد اللي قدامها كان كذبة… بس كذبة أنقذتها. بصت له نظرة طويلة، مزيج من الامتنان والخوف والضياع، وقالت بصوت مخنوق 
"ليه؟ ليه عملت كده؟"
قرب منها خطوة، وبصّ في عيونها مباشرة وقال بهدوء 
"لأنك تستحقي حد يصدقك."
وقفت في مكانها وهي مش قادرة تاخد نفس، عقلها لسه مش مستوعب اللي بيحصل بصتله، لقته بهدوء بدأ يفك أزرار قميصه بعد ما قلع الجاكيت، عيونها وسعت بخوف، خطوة رجعت بها لورا لا إرادياً، اتحرك ناحية البلكونة، فتح بابها، بإيد ثابتة، مسك المنديل المليان دم، وبنظرة سريعة ناحيتها، رفعه ورماه لتحت
لحظة صمت طويلة… بعدها، سمعوا صوت الهتافات والتهليل من تحت، أصوات فرح ورضا، كأن الحرب انتهت، كأن العار اللي كانوا بيستنوه ما جاش
رجع ببُطء، قفل باب البلكونة ووقف قدامها، بصّلها نظرة طويلة، وقال بصوت هادي
 "خلاص… الليلة انتهت."
فضلت واقفة مكانها، أنفاسها متلاحقة، عقلها مش قادر يلاحق اللي حصل، الهتافات اللي جاية من تحت كانت بتزيد، أصوات الفرح، الرضا، والانتصار الوهمي اللي هما مصدقينه.
رفعت عيونها له، لقت ملامحه جامدة، مش بتبين أي إحساس، وكأنه مجرد شاهد على مسرحية سخيفة اضطر يمثلها
بلعت ريقها بصعوبة، وقالت بصوت ضعيف
 "كده… خلاص؟"
 "آه، خلاص."
راح ناحية الدولاب واخد هدومه، فجأة، سألته بصوت مهزوز "برضو عايزه اعرف ليه؟ ليه عملت كده؟"
" لاني عمري ما هقرب من واحده مش عايزاني"
أخد باقي هدومه وهيا سألت
" وايه اللي هيحصل دلوقتي؟!"
قعل بهدوء من غير ما يبصلها
"ولا حاجة."
لفّت وشها ناحية البلكونة، حسّت بغصة وهي فاكرة إزاي المنديل وقع، إزاي صوتهم علي، وكأنهم كانوا مستنيين دليل مش مهم مصدره… المهم يكون موجود.
وهي مستغرقة في أفكارها، سمعت صوته بيكمل، هادي بس حاسم 
"إنتي هتنامي هنا، وأنا هنام على الكنبة. وبكرة… نتصرف."
رفعت عيونها له، لقته خلاص سحب المخدة ورماها على الكنبة، كأنه بيعلن إن الليلة دي انتهت
دخل الحمام وسابها مكانها، قعدت على السرير، حطت وشها بين إيديها وبدأت تعيط بصوت مكتوم، كأنها بتحاول تخبي وجعها حتى عن نفسها. كانت عارفة إن الليلة دي مش هتعدي من غير ما تسيب فيها أثر، حتى لو مفيش حد لمسها، الألم كان جوه… 
خرج من الحمام وراح ناحية الكنبه، قعد بيحاول يسترخي لحد ما لقاها بتقرب منه، ركعت على ركبها قدامه، مسكت إيده المجروحة برفق، صوابعها كانت بتترعش وهي بتمر عليها، وكأنها بتحاول تخفف وجعه… أو وجعها هي.
رفعت عيونها ليه، كانت مليانة دموع، وبصوت مخنوق قالت
"طب… لو أنا فعلاً طلعت زي ما هما بيقولوا؟ لو طلعت فعلاً ضيّعت شرف العيلة؟"
الحروف كانت تقيلة وهي بتخرج من بوقها، وكأنها نفسها مش قادرة تصدق إنها بتقول كده، بس كان لازم تعرف… لازم تفهم هو شايفها إزاي.
سكت، بصّلها، عيونه كانت غامضه
" انتي حالا انكرتي ده؟!"
" مش يمكن بكدب"
بصلها بصه طويله قبل ما يقول بنبره واثقه 
"لو كنتِ فعلاً زي ما هما بيقولوا… ما كنتيش سألتي السؤال ده أصلاً."
مكانتش متوقعة الإجابة دي، حاولت تتكلم بس لقت نفسها ساكتة، بتاخد كلامه جواها وتحاول تستوعبه
 كمل، نبرته فيها يقين غريب 
"المذنِب مش بيدوَّر على تبرير… ولا بيسأل حد لو كان غلط ولا لا، انتي دلوقتي بتسألي لأنك نفسك مش مصدقة اللي حصل، لأنك بريئة، حتى لو الدنيا كلها شكّت فيكي."
دموعها نزلت أكتر، لكنها المرة دي كانت مختلفة، مش دموع ضعف… كانت دموع حد نفسه يصدق الكلام اللي بيسمعه.
رفعت إيده المجروحة، بصّت فيها للحظة قبل ما تهمس
 "بس ده مش هيغيّر حاجة… هما خلاص حكموا عليّا."
اتنهد، شدّ إيده برفق، بس بدل ما يسحبها بعيد، مسح بيها دموعها وهو بيقول بهدوء 
"وأنا حكمي هو اللي يهمك دلوقتي."
سكت لحظة، وبعدين كمل بنبرة أخف 
"وقولتلك… أنا مصدقك."

رفعت عيونها ليه، لأول مرة من ساعة الليلة الطويلة دي، حسّت إن فيه حد شايفها… حد واخد صفها، حتى وهي نفسها مش عارفة تعمل كده، طلب منها تغير فستانها وتنام، لفتله أيده قبل ما تنفذ كلامه

رحمة كانت واقفة في بلكونة اوضتها سامعه الزغاريد والتهليلات، عينيها مليانة غل، إزاي كل ده يحصل قدامها وهي مش قادرة تعمل حاجة؟ كانت فاكرة إنها حسمت الموضوع وإن ليلى خلاص انتهت، لكن دلوقتي... دلوقتي كل حاجة اتغيرت، عضت شفايفها بقهر، إزاي ليلى تطلع منها سليمة؟ إزاي مراد يتجوزها وكأن مفيش حاجة حصلت؟ معقول اتجوزوا بجد؟ معقول الدم ده دم عذريتها ؟!! دي كانت فرصتها، الفرصة اللي كانت هتدمر بيها ليلى للأبد، وسامر بكل غبائه ضيعها عليها!
رفعت عينيها ناحية البيت اللي بقى فجأة كله فرح، حست بقهر رهيب، وبدون وعي، لقت نفسها بتضغط على إيدها بعصبية وهي بتهمس بحدة "مش هسيبك، حتى لو اتجوزتي، حتى لو الدنيا كلها صدقتك... أنا لسه هنا، ولسه ليا دور!"
وبخطوات سريعة، لفت ودخلت اوضتها، لكن جواها كان بركان، بركان مستعد ينفجر في أي لحظة!

أبو ليلى تحت كان ساكت طول الوقت، عينيه مليانة تفكير وألم، لكن أخيرًا رفع راسه وبص لابون بحدة، وقال بصوت ثابت رغم الحزن اللي فيه "قولتلك ليلى مستحيل أشك في أخلاقها، وبرغم كده، معارضتكش!"
كان قاعد بصمت، بيهز رجله ببطء، كأنه بيحاول يبلع الكلام اللي سمعه، لكن ملامحه كانت متوترة، مش مرتاح.
أبو ليلى كمل بصوت مبحوح لكنه مليان قوة "لإني عارفك، وعارف إنك مهما كان عندك شك، مش هتجبرها على حاجة إلا لو متأكد، بس دلوقتي؟ دلوقتي بقى حقي أسأل... إنت متأكد إنك ظلمتها؟"
عض شفايفه، بص بعيد كأنه مش عايز يواجه كلام ابنه، لكنه مردش.
"مفيش رد، صح؟ لإنك شايف اللي أنا شايفه، ليلى بريئة، وإحنا اتسرعنا، وإنت بالذات اتسرعت!"
رفع الجد عينيه أخيرًا، نبرته كانت هادية لكنها تقيلة "أنا عملت اللي كنت شايفه صح... وعملت اللي يحميها برضو."
ضحك أبو ليلى بسخرية مريرة وقال
"تحميها؟ تحميها من مين؟ من أهلها؟!" ضرب على صدره بايده بألم وكمل "من أبوها؟ من جدها اللي المفروض يكون سندها؟!"
سكت لحظة، خد نفس عميق وقال بهدوء قاتل "أنا وافقت على الجواز عشان ليلى، عشان مش عايز أشوفها محطمة، لكن عمري ما هنسى اللي حصل، وعمري ما هسامح نفسي على لحظة واحدة شكيت فيها فيها، بس الأهم..." بصله مباشرة وقال بجفاء "عمري ما هسامحك، لإنك كنت المفروض تحميها، مش تكون أول واحد يتخلى عنها."

مراد كان ممدد على الكنبة، عينيه مفتوحة وسقف الأوضة قدامه، بيحاول ينام لكن عقله مشغول بكل اللي حصل، مشاعره متداخلة، ما بين الغضب، الاستسلام، والإحساس إنه اتسحب لحياة مكنش مخطط لها
على الناحية التانية، ليلى كانت نايمة على السرير، لكنها زيه، النوم كان آخر حاجة ممكن تيجيلها، دموعها نزلت بهدوء، وكل ما حاولت تكتم شهقاتها، قلبها كان بيصرخ أكتر، مش مستوعبة إزاي حياتها اتقلبت بالشكل ده، إزاي من مجرد بنت عادية بقت زوجة لشخص هيا بالكاد تعرفه، وبالطريقة دي.
بعد لحظات، مقدرتش تتحمل أكتر، قامت من مكانها، لمست زرار الأباجورة، ونورها الدافي انتشر في الأوضة
مراد لاحظ حركتها، غمض عينيه كأنه نايم، لكنه كان سامع أنفاسها المضطربة. وبعد لحظة، سمع شهقة خفيفة.
فتح عينيه بهدوء، لف وشه ناحيتها، وشاف دموعها بتنزل بدون توقف، حست بوجوده فمسحت دموعها بسرعة، لكن صوت شهقتها فضحها
قام من الكنبة، قرب منها بخطوات بطيئة، وهو بيقول بصوت هادي لكنه مليان قلق "في إيه؟ إنتي كويسة؟"
ليلى رفعت عيونها وبصتله، هزت راسها بسرعة كأنها بتحاول تطمنه، لكنها مكنتش قادرة تخدع حد، حتى نفسها.
مراد قعد على طرف السرير، عيونه ماثبتة عليها باهتمام وهو بيقول بصوت هادي "منمتيش ليه لحد دلوقتي؟!"
ليلى بلعت ريقها، عينها هربت منه وهي بتمسح دموعها بسرعة، تحاول تسيطر على صوتها المرتجف وهي بترد "معرفش... مش عارفة أنام."
مراد زفر بهدوء، مسح بكفه على وشه وهو بيقول "متفكريش في اللي حصل، صفي عقلك واسترخي، انسي اخر يومين من حياتك دلوقتي"
بصتله بعدم تصديق، ضحكة قصيرة مليانة سخرية خرجت منها غصب عنها "إزاي؟ إزاي أبطل أفكر؟ حياتي اتقلبت في يوم وليلة، ولقيت نفسي في وضع عمري ما تخيلته... إزاي ببساطة أتناسى؟"
مراد مكنش عنده إجابة، هو نفسه مش قادر يتجاوز كل اللي حصل، لكن نظراته كانت مليانة هدوء غريب، كأنه عايز يطمنها بأي طريقة.
"أنا مش بقولك تنسي، بقولك افصلي دماغك شويه، ولينا قاعده مع بعض، كل حاجه هتكون كويسه"
ليلى عضت شفايفها بتوتر، كانت عايزة تقول حاجات كتير، تشتكي، تصرخ، تعترض، لكن كل ده خلاص ملوش فايدة.
"أنا... حاسة إني تايهة، مش عارفة حياتي رايحة لفين."
مراد قرب منها خطوة بسيطة، نبرته كانت جدية وهو بيقول "وأنا مش هسيبك تضيعي، ولا هسمح لحد يكسرك."
كلماته كانت غير متوقعة، ليلى بصتله باستغراب، مش قادرة تستوعب موقفه، لكنه قام وقف، سحب المخدة بتاعته من الكنبة وقال بهدوء "حاولي تنامي، بكره يوم جديد."
وبدون ما يستنى ردها، رجع للكنبة ونام عليها، سايبها لوحدها وسط دوامة أفكارها

تاني يوم، صحيو على صوت خبط جامد على الباب، ليلى كانت لسه نايمة، بس مراد فاق بسرعة، عدل قعدته وهو بيمسح وشه، شال المخده والغطا ورتب الكنبه وراح يفتح الباب، لقى الخدامة واقفة بصينية فطار كبيرة، بصوت هادي قالت "صباح الخير، الحاجة باعته الفطار."
مراد أخد منها الصينية من غير ما يرد، لكن قبل ما يقفل الباب، سمع صوت زغروطة حادة جاية من بعيد، رفع حاجبه باستغراب، وبص ناحية الممر، لقى مامته جاية بخطوات سريعة وهي بتزغرط، ووشها مليان فرحة
"صباح العسل على عريسنا وعروستنا!"
دخلت الأوضة من غير استئذان، وبدأت تبص حواليها بحماس، أول ما شافت ليلى لسه نايمة، بسطت ابتسامتها وقالت لمراد بصوت واطي بس فيه دلع "طب قوم صحيها"
مراد بص لمامته بملامح جامدة وقال بنبرة هادية "سيبيها ترتاح، امبارح كان يوم طويل عليها."
مامته لوت بُقها وقالت بمزاح "طويل عليها بس؟ مش عليك إنت كمان؟"
مراد مردش، بس لمعة عيونه كانت كافية تخلي أمه تضحك وتقول "ماشي يا سيدي، مش هضغط عليك، بس افطروا كويس، عايزه الاكل كله يخلص"
سابته ومشيت وهي لسه مبسوطة، مراد قفل الباب ولف لقى ليلى فتحت عينيها وبتبصله بشرود "إيه؟ إيه الجو الصاخب اللي صحيت عليه ده؟"
قالت بصوت مبحوح، حاطة إيدها على جبينها كأنها بتحاول تفوق، مراد حط الصينية على الترابيزه وقال بهدوء " دي ماما جايبه الفطار، بس شكلها جايبه للعيله كلها"
ليلى اتعدلت وهيا بتحاول تفوق، مراد قالها " يلا قومي افطري "
ليلى هزت راسها ببطء وقالت بصوت واطي "مش جعانة…"
مراد رفع عينه وبصلها " انا مش باخد رايك، انا بأمرك، مينفعش تقعدي من غير أكل"
ليلى بعدت عينيها عنه وقالت "قلتلك مش قادرة."
مراد مد أيده ليها بلقمه وقال بإصرار " هتقدري دلوقتي"
ليلى بصتله بجمود، لكن لما شافت إصراره ونظراته اللي بتقول إنه مش هيتراجع، سحبت نفس عميق وخدت اللقمة من إيده، أكلتها من غير كلام
مراد ابتسم بنصر وقال بهدوء "شطورة، كلي كمان."
ليلى لفّت وشها الناحية التانية وقالت وهي بتمسح بقايا الأكل من شفايفها "مش هينفع تفضل تفرض عليّا حاجات بالطريقة دي طول الوقت علفكره، مش هقبل"
مراد ضحك بخفة وقال "أنا مش بفرض حاجة، بس لو هتفضلي تتدلعي كده يبقى اه هفرض عليكي، ومجبره تسمعي كلامي لانك بقيتي مراتي، مش مهم ازاي وامتى بس انتي مراتي"
كلامه دخل قلبها بالرغم من حدته، بس مردتش، خدت نفس هادي وكملت فطارها من غير اعتراض، وهي حاسة بنظراته اللي متعلقة بيها طول الوقت

عدى الصمت بينهم للحظات، كان الجو متوتر، ومليان تساؤلات مالهاش إجابة مراد أخيرًا كسر الصمت وسألها بصوت هادي لكنه حاسم "قوليلي... إيه اللي حصل امبارح؟!"
ليلى رفعت عينيها له، ملامحها كانت مترددة، مش فاهمة هو عايز يعرف إيه بالضبط، فسألته بعدم فهم" عايز تعرف ايه بالظبط؟"
مراد ثبت نظره عليها، وقال بجدية " كل حاجة، من أول اليوم."
ليلى بلعت ريقها بصعوبة، كانت مشوشة، الأحداث كلها مختلطة في دماغها، لكنها حاولت تسترجع اللي حصل، وبعد تفكير بدأت تحكيله كل حاجه من اول ما رجعت من شغلها لحد الصور اللي اتصورتلها مع الشاب في الشارع، وأمر جدها انها تتجوز، سكتت فجأة، عيونها سرحت في الفراغ، كأنها بتعيش اللحظة تاني، مراد كان مستنيها تكمل، لكن لما لقاها وقفت فجأة، سألها بهدوء وهو مركز في ملامحها "وبعدين؟!"
مراد كان مستني تكمل، لكن لما شافها سكتت وملامحها بقت متوترة، قرب منها وقال بهدوء "وبعدين؟"
"دخلت أوضتي، كنت مضايقة من كلام جدو، حسيت إني مش قادرة أتنفس، فقعدت على السرير... وبعدها..."
اترددت، كانت حاسة إن في حاجة ناقصة، حاجة مش قادرة تفتكرها بوضوح، مراد لاحظ ارتباكها، قال بهدوء "بعدها إيه يا ليلى؟"
"مش عارفة... آخر حاجة فاكراها إني كنت لوحدي، بعدين صحيت لقيت نفسي... كنت لابسه إسدال مع اني نايمه بهدومي، معرفش ازاي، ولما نزلت لقيت صور ليا مع..."
مراد عقد حواجبه، حس إن في حاجة غلط، حاجة مش راكبة مع اللي حصل، قرب أكتر وسألها بتركيز "بتقولي إنك ما كنتيش في وعيك؟ طيب، شربتي حاجة؟ أكلتي حاجة قبل ما تنامي؟"
ليلى فكرت، كان صعب عليها تفتكر كل التفاصيل، بس هزت راسها ببطء وقالت " لاء، يادوب اخدت برشامه للصداع بس"
مراد ضيق عينيه وسألها بسرعة "برشامة إيه؟"
كملت بهدوء" شادية جابتهالي امبارح وقالتلي إنها هتهديني شويه، بعدها محستش بحاجه تانيه"
مراد عقد حواجبه وركز معاها أكتر، صوته بقى جدي وهو بيقول "نوع البرشام إيه؟"
ليلى حركت رأسها بعدم تأكد، حسّت إنها مش قادرة تفكر كويس، أو يمكن ما اهتمتش وقتها، فتمتمت "معرفش... أكيد مخدتش بالي يعني وأنا فى وضع زي ده، مكنتش مركزة وأكيد مش هركز في البرشام."
هز راسه ببطء وهو بيربط الخيوط ببعض
يتبع........
بارت5

  •تابع الفصل التالي "رواية سوء تفاهم" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent