رواية الحلم و السراب الفصل السادس 6 - بقلم إيمان عطية
بابا رجع من الشغل وانا بكلم سامية… قفلت معاها وطلعت عشان أحضر الغدا مع ماما… اتغدينا وقمت عملت الشاي وروقت المطبخ… واحنا بنشرب الشاي لقيت بابا بيبصلي ويبتسم وبعدين بص لماما وابتدا يتكلم.
_ أناااا كنت مكلف كام واحد كدة معايا في الشغل يسألوا عن العريس اللي عاوز يتقدم ده….
ماما بلهفة: خير ياحاج… قالولك عنه أيه؟
بابا: كل خير الحمد لله…. سألت عنه في شغله وجنب بيته وسألت عن أهله كمان… بصراحة ناس محترمة والكل بيشهدلهم بكدة.. وأحمد كمان الكل شكر فيه وف أخلاقه…. بسسسسسس…
ماما: بس أيه بقا ياحاج؟ مالواد زي الفل اهو.
بابا: في حاجة واحدة مخوفاني… السرعة ياوداد… مينفعش نستعجل كدة…. وكمااان….
ماما : وكمان أيه اتكلم ياراجل قلقتني.
بابا: يعني مانتيش عارفة ياوداد… هو الجواز ده مش لازمه فلوس… وفلوس كتير كمان؟ كان نفسي أكون خلصت ديون جوازة سامية وبعدين اجيب لاختها كل اللي يلزمها ويشرفها قدام عريسها وأهله…. لكن ماباليد حيلة..
وهنا قمت من مكاني وجريت على بابا وبوست أديه وغمرت وشه بكفوفي وبوست جبهته وانا بهديه واقوله (ماتقولش كدة يابابا… حضرتك طول عمرك مكفينا ومشرفنا ورافع راسنا… كفاية إنك ربيتنا وعلمتنا وعمرك مااتأخرت عننا بحاجة… وان كان عالجهاز الحمد لله مش هحتاج غير شوية لبس بس.. ده لو حصل نصيب يعني… عشان يعني أحمد مستعجل عالسفر… يعني مش هيلحق حتى يجهز شقة ولا يفرشها… والحمد لله إن دي ظروفه… ربنا عالم بحالنا..
_ إنتي بتقولي أيه يابنتي…. هو مش هيجهزلك شقة هنا…؟
_تقريبا كدة يابابا… أنا معرفش تفاصيل بس متهيألي إنه معندوش شقة…. ومعتمد على سفره هيكون منه نفسه ويجيب كل حاجة بعد الجواز إن شاء الله
_ لأ يابنتي مينفعش الكروتة دي… لازم يكون عنده شقة… وان كان عالجهاز أنا هتصرف إن شالله أسوي معاشي واجيبلك جهازك زي أختك وأحسن كمان.
_ لا يابابا ياحبيبي أنا ميرضينيش اللي حضرتك بتقوله ده… وعموما لما احمد ييجي وتقعد معاه وتشوف هو ناوي على ايه… بعدها يحلها الحلال.
_ طيب يابنتي… هو إدالكم رقم تليفون والا حاجة؟ هتعرفوه ازاي إننا مرحبين بيه مبدئيا.
_ لا يابابا أنا معرفش رقم تليفونه… التواصل عن طريق ماهر جوز سامية.
_ خلاص يابنتي عرفي سامية باللي حصل وأهلا بيه يتقدم في أي وقت.
قمت دخلت الأوضة واتصلت بسامية حكيتلها اللي حصل وفرحت جدا… قفلت معاها وبعدها بساعة كلمتني وقالتلي إن أحمد جاي بكرة ان شاء عالساعة 6 المغرب.
قلبي فضل يدق وحسيت بقلق وخوف وتوتر كالعادة.. فضلت احايل في نفسي عشان اهدا وقمت أصلي وادعي ربنا كتييير لحد ماغلبني النوم.
تاني يوم قمت من بدري… صليت الفجر وقريت الورد اليومي من القرآن، وقمت فتحت الشبابيك والبلكونة… نشرت السجاد وروقت الشقة ومسحتها ودخلت المطبخ اجهز الفطار… فطرنا وبابا نزل على شغله ودخلت المطبخ انا وماما نشوف هنعمل ايه للغدا…. فكرت اعمل حاجة حلوة بس كنت مرهقة وكسلت وقولت اتصل ببابا يجيب معاه حاجة جاهزة وخلاص مع شوية فاكهة… بس افتكرت أحمد قد أيه كان عاجبه الحلويات اللي عملتها يوم العزومة… لقيت كنافة ومانجة في الفريزر… طلعتهم وعملته كنافة كاسات بالمانجة وحطيتها في التلاجة…
عملنا الغدا واتغدينا وانتظرنا وصول أحمد….. قبل معاده بتلت دقايق لقيناه بيرن جرس الباب…. جريت دخلت أوضتي وبابا قام يفتح….. بابا رحب بيه ودخله الصالون… سمعته بيسلم على ماما وقالوله يتفضل…. قعدوا حوالي عشر دقايق يتكلموا وبعدها ماما جات تنادي عليا… خرجت من الاوضة وروحت عالصالون قلت السلام عليكم وقعدت وانا ببص لاحمد بابتسامة بسيطة للترحيب بيه…. بابا وجهلي الكلام بشكل مباشر..
_ دلوقتي يانجوى الباشمهندس أحمد عاوز يتمم الجواز في ظرف أسبوعين لأن معاد السفر أول الشهر الجاي… أيه رأيك يابنتي.؟
_ قلبي فضل يدق من الرهبة لدرجة اني حسيت إنه هينط من مكانه وإنهم سامعين صوت دقاته… حطيت إيدي على صدري وحاولت اتماسك واستجمع قوايا…. وقولتله اللي تشوفه حضرتك يابابا… حسيت للحظة إني بتساهل لأقصى درجة بس غصب عني… مكنتش عاوزة أخسره ولا ازعله ولا حتى أضيع عليه أي فرصة هو بيدور عليها بخصوص شغله… كملنا قعدتنا وأحمد استأذن وقام يمشي…. وهو بيسلم على بابا وعده إنه المرة الجاية هيجيب والده ووالدته ويقروا الفاتحة ويتفقوا على كل التفاصيل.
كنت طايرة من السعادة وفرحانة بحلمي اللي بيتحقق بكل سهولة والأمور كلها متيسرة بفضل الله.
بعد يومين أحمد اتصل ببابا وقاله إنه جاي المغرب هو ووالده ووالدته… بابا اتصل بماهر وعزمه هو وسامية ونزل جاب جاتوه وعصاير وشيكولاتة وانا قمت رتبت الشقة ونزلت اشتريت فستان وطرحة عشان البسهم، الفستان كان بسيط وهادي… المغرب كنا في استقبال أحمد وأهله… كنا مجهزين خلفية بسيطة في الصالة وقعدنا فيها انا واحمد….
بابا كان قاعد مع أبو العريس وماهر جوز اختي وبيتفقوا عالتفاصيل وقروا الفاتحة واحنا قريناها معاهم…
اتفاجئت بعدها بأحمد بياخد من مامته طقم دهب شيك جدا… كان عقد وأنسيال وخاتم ومعاهم دبلة مش عارفة طلعت مقاسي ازاي…الطقم كان شكله غالي جدا ومش ده المهم…. بصيتله وانا مستغربة ومحتارة أقول أيه… أحمد بصلي وقاللي أيه رأيك … أتمني ذوقي يكون عجبك.. رديت عليه بخجل وقولتله ذوقك ممتاز طبعا بس ازاي عرفت مقاسي؟ ضحك وقاللي والله مااخبيش عليكي أنا خمنت إن ده مقاسك واتفقت مع الجواهرجي إن الحاجة لو مطلعتش مقاسك او حبيتي تبدلي أي حاجة ممكن تغيريها عادي. قولتله لا لالا أغير أيه ده ذوقهم جميل جدا.. وكفاية إن انت اللي اختارتهم.
_ ميرسي لذوقك يانجوى.. بصراحة أنا ليا نظرة في كل حاجة حلوة عنيا بتشوفها.. ومن أول مرة شفتك حسيت إنك إنسانة جميلة واتمنيت تكوني من نصيبي.
_ بجد ياأحمد…. بص يااحمد… إنت مش مجبر تقولي اي حاجة إنت مش حاسس بيها.. أنا عارفة إننا لسة في الأول وانا مش مستعجلة.. ومقتنعة تماما إن الحب الحقيقي بيتولد مع العشرة الطيبة ومن دلوقتي لحد مايحصل ده.. أرجوك بلاش تقول أي حاجة إنت مش حاسس بيها بجد ولا طالعة من قلبك بجد.
_ بس أنا كلامي ده من قلبي والله صدقيني… إنتي إنسانة رقيقة ومريحة وتدخلي القلب بسرعة.. وانا حاسس إننا هنبتدي مع بعض حياة زوجية سعيدة إن شاء الله.
حسيت بقلبي بيرقص من الفرحة وابتسمت وبصيت في الأرض معرفتش أرد عليه.
_ ودي ميزة جديدة كمان اكتشفتها فيكي… إبنتسامة الخجل دي… هو لسة في بنات كدة… بصراحة أنا ربنا بيحبني إنه رزقني بيكي.
إبتسمت تاني وبردوا معرفتش أرد عليه.. قاللي، لااااه مش هينفع الخجل ده.. هاتي تليفونك كدة وسجلي رقمي.. يمكن لو اتكلمنا صوت… الخجل ده يروح، طلعتله تليفوني وسجلت رقمه… كملنا كلامنا وكان ذوق جدا وكلامه كله حنية… وهو وعدني إني هكون أسعد إنسانة معاه بس أصبر معاه شوية في الأول لحد مايكون نفسه، لأنه عنده طموح ملوش حدود ومش هيتنازل عن تحقيق كل اللي بيتمناه… وعدته أنا كمان إني هكون معاه عالحلوة والمرة وأدعمه بكل قوتي لحد مايحقق كل أحلامه… مكنتش فاهمة سر إصراره إنه يكون حاجة كبيرة في اقرب وقت… ومكنتش طالبة منه أكتر من الحب والتفاهم وحياة مستقرة وسعيدة حتى لو بإمكانيات بسيطة جدا… الفلوس والجاه مكانوش من أولوياتي ولا عمري ربطت بينهم وبين السعادة الحقيقية… ومع ذلك مفكرتش أحبطه ولا أستهتر بطموحاته… وافقته على تحقيق حلمه اللي هو أصلا مش من ضمن طموحاتي خالص..
خلصت السهرة وأحمد مشي هو وأهله… وهو بيسلم عليا قاللي هكلمك أول مااوصل البيت… والا تعبانة…. قولتله لا أبدا مش هنام… اول مامشيو دخلت غيرت هدومي وخرجت لقيت ماما بتقولي.
_ هتعملي ايه يانجوى… إوعي تمسكي حاجة في الشقة… الصباح رباح… أنا داخلة أنام… وانتي كمان ادخلي نامي وبكرة ان شاء الله يحلها ربنا… طبعا أنا ماصدقت وقولتلها إني فعلا هنام واقوم من بدري أروق الشقة.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية الحلم و السراب) اسم الرواية