Ads by Google X

رواية حارة تايسون الفصل السادس 6 - بقلم زينب سمير

الصفحة الرئيسية

 رواية حارة تايسون الفصل السادس 6 - بقلم زينب سمير 

' حارة_تـايسـون' حارة تـايســون '

الفصل السادس ..

الساعة السابعة ونصف صباحا بحارة تايسون ..

كانت وعـد تقف امام باب غرفة مكتب تايسون ، ملامحها تسيطر عليها تعابير الجمود ، لا حياة بعيونها ، بريق الامل الذي ما كان يفارقها اختفي الان من بؤبؤ عينيها ، تنهدت وهي تطرق علي بابه ، كأنه كان ينتظرها ! حيث وجدته يفتح الباب لها وبسمة واثقة مرتسمة علي شفتيه
دخلت وسارت امامه بخطوات هادئة وهو خلفها يسير بخطوات اقل من البطيئة ، يتابعها من الخلف بنظرات معجبة
لم يستطيع ان يكبح اعجابه فأطلق صفيرا عاليا ، نظرت بفزع خلفها فلم يستحي حتي ويبعد ابصاره عنها ، بل ظل مركزا بصره عليها وعلي وجهه ابتسامة عابثة ، رددت بصوت مسموع قليلا:-
_وقح
وصلت همستها له فزادت بسمته وكأنها تمدحه بنعتها له بذلك اللفظ !

جلست علي اقرب مقعد قابلها فجلس هو ايضا علي المقعد المقابل لها ، وضع قدما علي الاخري بعنجهية واضحة ، تنهدت بضيق من الحال برمته لكنها تماسكت وهي تنطق بصوت جامد:-
_انا موافقة

نطق بعدم فهم مصطنع:-
_علي اية ؟
رمقته برفعة حاجب ساخر لكنه لم يهتم بل قال بتذكر مصطنع:-
_اها قصدك علي جوازنا ياوعدي .. صح ؟
سيطر الجمود عليها وهي تؤمي بنعم ، فتغيرت ملامحه هو ايضا لـ الجدية و:-
_كلمة موافقة بعديها مفيش رجوع ، لو رجعتي لبطن امك هجيبك .. بعد الموافقة مفيش هرب مني 
وعـد:-
_وانا مش هرجع في قراري 
نهض عن مجلسه وارتسمت علي وجهه بسمة منتصرة:-
_يبقي نجهز بقي لفرحنا ياوعـدي
_هو انهاردة ؟
علق بجدية:-
_لا .. انهاردة مش فاضي ، بكرة كتب الكتاب والدخلة ياعروسة

وبكل فظاظة ارسل لها قبلة في الهواء !
. . .
وجدت الباب يطرق وتدخل منه ام السعد معها حامل به طعام ، تذكرت الان انها لم تأكل منذ زمن وشعرت بجوع قوي يغمرها ، معدتها ايضا اصدرت اصوات سائمة من كل هذا التأخير ، لذا لم تعترض بل ما ان وضعت الطعام امامها حتي بدأت بألتهامه بشهية كبري !

جلست ام السعد معها تنتظرها حتي تنهي طعامها ، لاحظت نظراتها المبتسمة التي تناظرها بها فرمقتها بتعجب مستفهم و:-
_بتبتسمي لية ؟
ام السعد بصدق:-
_فرحانة ان تايسون بية هيتجوز
وعـد بضحك:-
_ما صدقتي هتخلصي منه وتلاقي غيرك تستحمل غضبه
ضحكت ام السعد بقوة واؤمات بالنفي عدة مرات:-
_لا متخفيش لو جت الف واحدة هيدي كل واحدة حقها من عصبيته وغضبه
وعـد بسخرية وهي تتناول رشفة من الحساء الساخن:-
_لا وهو الحقيقة حكيم اوي
ام السعد بعيون صادقة محبة:-
_لما تعرفي تايسون بية هتعرفي انه مفيش في طيبته وكرمه وحكمته
علقت بدهشة مذكرة اياها بإحدي المواقف التي تعاياشتها بحارته:-
_دا بأمارة الالف اللي كان عايز ياخده من الراجل خمسة !
تنهدت ام السعد وهي تفهمها ما حدث:-
_ابو محمد اب لاربع عيال غير الخامس اللي مراته حامل فيه عايشين كلهم في اوضة وصالة .. مفروض يعمل اية ؟
علقت بتلقائية:-
_يحاول يوسع علي نفسه وعلي عياله
اكملت ام السعد:-
_هو بيتداين بقي ويضيعه علي القمار ، اتسلف من رجالة الحارة كلها ومكنش بيرجع غير بطلوع الروح لحد ما لجأ لـ تايسون فـ حّـب يعلم عليه يمكن يفوق ويتكسف علي دمه
_و فاق ؟
قالت ام السعد مبتسمة:-
_تايسون بية مبقاش فاضي يشوفه ويشوف غيره ، جيتي انتي شغلتيه عن كل حاجة
كلماتها من المفترض ان تخجلها لكنها لم تفعل ! بل ظهر الضيق عليها وقد ذكرتها تلك الكلمات بواقع سقوطها بين يديه .. وتملكه التدريجي لها 
. . .
بوقت العصرية تقريبا عَلي رنين الجرس بمنزل تايسون ، اسرعت ام السعد بأتجاه الباب لتفتحه بوقت نزول وعـد من الاسفل ، فتحته فوجدت ان الطارقة هي عـلا ، تغيرت ملامحها لـ الضيق وهي تسمح لها بالدخول:-
_اتفضلي ياعـلا
وصلت اخيرا وعـد لـهم فنظرت لـ عـلا بتعجب ثم لـ ام السعد بأستفهام فقالت ام السعد معرفة اياها بـ عـلا:-
_دي عـلا اخت جعفر دراع تايسون بية اليمين ..
صمتت ونطقت مرة اخري كلماتها بتعمد:-
_وهي خدامة هنا بس مبتجيش كتير بتيجي يومين بس في الاسبوع علشان تساعدني في التنضيف
قالت عـلا بغرور:-
_برغبة تـيسـون بية
صححت ام السعد عبارتها بأستفزاز:-
_بعد ما انا قولتله يجيبك علشان تساعدي اخوكي في المصاريف .. يعني علشان هو طيب .. عطف عليكم ياحبيبتي 
رمقتها بضيق فبادلتها ام السعد نظارتها ببسمة استفزاز وكانت وعـد تحرك عيونها بينهم بعد فهم بالحرب التكلمية التي تجمعهم 
كانت ام السعد اكثر واحدة تعلم بدواخل علا ونواياها ، لذلك هي اكثر واحدة تبغضها في الحارة ، اكملت ام السعد معرفة عـلا بـ وعـد:-
_ودي وعـد هانم ، بكرة هتبقي مرات البية وسيدة الحارة 
قالت اخر كلماتها بفخر كبير ، فأستشاطت نظرات عـلا المتضايقة واقتربت منها .. مـدت يدها لها و:-
_اهلا ياهانم
كادت وعـد تسلم لكن ام السعد سحبت علا بعيدا وهي تردف:-
_تعالي ياعلا ومتكسفيش وعد هانم يمكن مش عايزة تسلم علشان ايدك مش نضيفة بس مكسوفة تحرجك ، اصل الست وعـد زي ما انتي شايفة شكلها بنت اكابر وانتي فاهمة بقي

ازداد الغيظ بقلب عـلا اما وعـد فرمقت ام السعد بدهشة وكادت تتحدث لكن نظرات ام السعد المحذرة اصمتتها

ام السعد:-
_كنتي عايزة تايسون بية صح ؟
_ا .. ا
لم تكاد ترد حتي اكملت ام السعد:-
_البية شوية وجاي ، استنيه في المكتب عقبال ما يجي

بعدما كادت ترفض .. وافقت !

لمحت الغيظ والضيق بعيون عـلا فـ بـ مكر انثي احبت ان تزيد غيظها ، فتحركت بخطوات متدلعة نحو غرفة المكتب وهي تلعب بخصلات شعرها القصير بيدها بحركات بطيئة مستفزة ، وقد اعجبتها تلك الحرب الخفية التي تمارسها وان لم تفهم سببها من الاساس ..

فتحت الباب ودخلته ، تاركه خلفها عـلا تتميز من الغيظ والكيـد ..
. . .
جلست لمياء بجوارها وبيدها كوبا من الحليب الساخن ، مـدت لها الكوب وهي تردف بحزن عليها:-
_نشوي اشربي اللبن دا علشان خاطري
لم ترد ولم تلتف لها حتي .. فتابعت لمياء:-
_طيب لو مش علشان خاطري يبقي علشان خاطر وعـد بنتك يانشوي

وهنا فقط .. عند تلك السيرة

نظرت لها نشوي بعيون محمرة متجمعة فيها دموع غزيرة ، قالت بقلب متقطع من الحزن علي ابنتها المختفية:-
_وهي فين بس وعـد يالمياء ، فينها بس ؟
اخذت تكرر العبارة بصوت يتعالي تدريجيا بأنهيار ، اعصابها المتماسكة بدأت تنفلت بآلم ، تفكيرها يكاد يفقدها باقي فصوص تعقلها ، الافكار تكاد تعصف بها .. كلها اسوء من بعضها البعض 
هل اختطفت وان اختطفت ماذا يا تري فعلوا بها ؟
بأي حالا هي ؟!
اما زالت تتنفس ؟ 
اما زالت حية ترزق ؟
ام انها قد فقدت حياتها .. !! 

فلطمئنك واخيفك بذات الوقت ياسيدة نشوي واقول لكِ انها مازالت حية لكنها تعيش ك الميتة .. !!
. . .
دخلت الغرفة والبسمة علي وجهها تشعر وكأن القدر فتح لها طاقة من الامل الجديد ، توجهت سريعا لـ مكتب تايسون ، فتحت اول ادراجه فوجدت به اوراقا فارغة واقلام كثيرة ، لن تفيدها بشئ ، تركت الاول وفتحت الاخر وجدت فيه اوراقا خاصة بعمله هو ظلت تعبث بها قليلا لم تجدها مهمة بالدرجة التي قد تفيدها ، فتحت اخر درج وقد وضعت فيه جميع آملاها
ولم يخيب الله آملاها ، حيث وجدت فيه محتويات حقيبتها جميعها واول تلك الاشياء كان هاتفها العزيز.....
. . .
اسفة علي التأخير كنت قاعدة مع تيتا شوية 💙
ودا سبب انه قصير شوية انهاردة برضوا 😅
بكرة هحاول اعوضكم  ...

  •تابع الفصل التالي "رواية حارة تايسون" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent