رواية رهينة بين يدي منافق الفصل السادس 6 - بقلم مريم محمد
صلّى الإله عليك ياخير الورى ، من قد أتانا منذراً ومبشراً
يارب فاجمعنا به في جنّةِ ، لنذوق من يده الشريفة كوثراً
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
بقلم/مريم محمد عبد القادر
مرام في عربيتها سرحانه في يامن والوجع الغريب اللى في قلبها من شكله وهو بيزعق بقهر، فوقها من سرحانها صوت منى : مرام مالك !؟
مرام شالت عينيها من على يامن بصعوبة وبصت لمنى بابتسامة صغيرة : مافيش، راسي بس وجعانى شوية من الخبطه
منى بشفقه : تحبي أسوق مكانك !؟
مرام دورت العربية : لا يا حبيبتي أنتى زمانك تعبانه من السفر، خليكي أنتى ارتاحي وأنا كويسة ماتقلقيش
ساقت وعينيها فضلت متعلقه على يامن في مراية العربية، وهي بتسأل نفسها ايه الإحساس اللى أول مره تحسه في قلبها ده !؟ لا وتجاه واحد أول مرة تشوفه في حياتها كمان، ومنى قاعده جنبها عماله ترغي فى كلام كتير مالهوش أول من آخر ومش عاطية لنفسها فرصه تتنفس حتى، لحد ماوصلوا بيتهم، وهناء رحبت بمنى كأنها بنتها واخدتها تغديها وتطمن على أخبارها وأخبار مامتها، ومرام واقفه تبص عليهم بصدمه
مرام : ماما أنا اللى بنتك مش هي على فكرة
هناء هوشت بايدها : اسكتى اسكتى، ها يا منى يا حبيبتي كملي
منى وهي ماليه بوءها كله آكل وبتتكلم بصوت مكتوم : بس بقى يا خالتى، والعريس اخد جزمته في ايده وطلع يجري في الشارع زي الاهبل
هناء ضحكت : يخرب عقلك يا منى، في حد يعمل عمايلك السودا دي !؟
منى بلعت الأكل وشربت مياه بسرعة : اعمله ايه يعنى يا خالتى !؟ قال ايه عايز بنت فائقة الجمال ومش تخينة ولا رفعية ومش قصيرة ولا طويلة وبيضا وشعرها طويل جدا وناعم، كان فاضل بس يقول وبتنور في الضلمة وبتغنى لما تدوسي على بطنها، ايه الجنان ده !؟
هناء ضحكت بكل صوتها : هموت يابت يا دي النيلة
منى : بعد الشر عليكي، بقولك قربي طبق الكفته ده كده
مرام كانت دخلت غيرت هدومها وقعدت معاهم على السفرة واخدت طبق الكفته في حضنها : بطلي طفاسة بقى وسيبيلي حاجة اتغدى بيها
هناء ضربتها على راسها : يا قليلة الأدب، بقى ده كلام تقوليه !؟ ماتقومي اغرفي لنفسك
هناء كانت متوقعة مرام تتنطت وتصرخ زي عادتها، بس اتفاجأت بيها بتحط الطبق قدام منى وحطت ايدها مكان الضربة وميلت راسها على الترابيزة وسكتت، هناء بقلق : مالك يا مرام !؟
منى سابت الأكل وقامت قربت من مرام : مرام أنتى كويسة !؟
هناء رفعت راسها من على السفرة لقتها بتعيط، فشهقت بخوف وضمتها لحضنها : مالك يا حبيبتي فيكي ايه !؟
مرام بدموع : راسي بتوجعني أوي يا ماما
هناء باست راسها : حقك عليا يا حبيبتي والله مش قصدي اضربك جامد
منى : لا يا خالتى هي في المحطة واحد كان بيجري وخبطها وقعها جامد على الأرض وراسها اتخبطت
هناء بعدتها عنها وبصت على راسها اللى بدأت تحمر وتورم فشهقت : يا حبيبتي يا بنتى يتشك في ايده قادر يا كريم، انتى كويسه يا ضنايا !؟
مرام وهي بتمسح دموعها بظهر ايدها : لا يا ماما ماتدعيش عليه
هناء باستغراب : ليه ياختى مش ده اللى اذاكى كده !؟
مرام : اه بس أنا عاذراه، شكل كان عنده مشكله كبيرة، كان بيجري كأنها آخر الدنيا، وشوفته تانى وأنا بركب العربية كان قاعد بيعيط بقهر أوي وكان في بوليس واقفين جنبه بيحاولوا يواسوه
بصتلها في عيونها ودموعها بدأت تلمع في عينيها : أنا أول مرة في حياتى أشوف راجل بيعيط بالشكل ده وقدام كل الناس
هناء بحزن : لا حول ولا قوة إلا باللّٰه العلي العظيم، ربنا يفك كربه، أصعب حاجة في الدنيا يابنتى هي قهر الرجال، سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كان دايما يستعيذ منه ويقول ( اللهم أنى أعوذ بك من الهم والحزن واعوذ بك من العجز والكسل واعوذ بك من البخل والجبن واعوذ بك من وغلبة الدين وقهر الرجال )، ولما الراجل يعيط كده زي مانتى بتقولي فأكيد عنده ابتلاء مش قادر يتحمله، ربنا يهون عنه
خبطت بايدها على رجليها بحزن : لا إله إلا الله وجعتيلي قلبي والله، لا حول ولا قوة إلا باللّٰه
مرام سكتت وبصت في الأرض بوجع في قلبها هي كمان، ومنى فضلت ساكته شوية بس ماقدرتش تمسك لسانها اكتر من كده فاتكلمت بسخافه زي عادتها : ألا هو فين الحلو يا خالتى !؟
مرام في اللحظة دي قامت شدتها من شعرها ومنى كمان شدت شعرها، وقعدوا يضربوا في بعض هما الإتنين، لحد ما ناصر وصل البيت وفكهم من بعض، وبعد ما قعدوا شوية مع بعض مرام ومنى دخلوا يناموا في اوضة مرام
هناء بصت عليهم وهما نايمين في حضن بعض كأنهم اتنين اخوات لسه أطفال، وكأنهم ماكانوش لسه بيبهدلوا بعض من شوية، أبتسمت بلطف عليهم وقفلت باب الأوضة ودخلت تنام هي كمان مع جوزها
**********
جاسم أخد يامن معاه في عربيته وهو طول الطريق ساند راسه على ازاز العربية وحاطت ايده على قلبه المفطور من الحزن، ودموعه كل شوية تنزل وهو يمسحهم بسرعة
بعد وقت وصلوا عند الفيلا وجاسم بص ليامن : يامن حبيبي أنت كويس !؟ قول حاجة ماتقعدش ساكت كده
يامن ماردش عليه ونزل من العربية، لقى محمود ركن عربيته ونزل هو كمان، فكشر وقرب منه بشر : أنا مش عايز أشوف وشك تانى
زقه بكل قوته في كتافه وزعق : غور من هنا، غور في ستين داهية تاخدك بعيد عني، وأنا هدور على اختى لوحدي، مش عايز حاجة منكم
محمود كشر بضيق : أنا مراعي حالتك والظروف اللى أنت فيها دلوقتى، بس مش هسكتلك كتير على فكرة، فبطل لسانك الطويل ده
يامن شده من هدومه بعنف : وليك عين يا بجح !! ليك عين بعد اللى حصل بسببك
محمود ماقدرش يتمالك أعصابه أكتر من كده وضرب يامن في وشه، وهو كمان ردله الضربة، والاتنين مسكوا في بعض بس محمود كان اقوى بمراحل من يامن، ووقعه على الأرض وثبته بركبته وهو لاوي دراعه ورا ظهره
صباح سمعت صوت الزعيق فخرجت واتصدمت بالمنظر وراحت ناحية محمود وزقته في كتفه : سيبه أنت بتعمل ايه !؟
محمود مارضاش يعاند قصاد صباح لأنها مش هتستحمل، فساب يامن وقام وقف-بقلم/مريم عبدالقادر-ويامن قام هو كمان وبص لمحمود بغضب وماقالش ولا كلمه وسابهم كلهم ودخل البيت
صباح بصت لمحمود بضيق : في ايه يا حضرة الظابط !؟ ما براحه عليه، هى دي حركات يعملها ظابط برضه !؟ أنت معاه ولا عليه بالظبط !؟
محمود : هو أنا عشان معاه استحمل قلة أدبه عليا ولا ايه !!
صباح زعقت بضيق : ايوه تستحمله ده شغلك
جاسم اتدخل بسرعة : كفاية يا جماعة كده
بص لمحمود : معلش يا حضرة الظابط اعذره، هو فيه اللى مكفيه برضه
محمود اتنهد بضيق : ماشي يا أستاذ جاسم، إحنا يمكن ضيعنا فرصة النهاردة بس الاكيد إننا مش هنستسلم وهنستمر في البحث عن الآنسة مليكة، وأنا لو وصلت لحاجة هبلغكم على طول بإذن اللّٰه
جاسم : شكرا يا حضرة الظابط
محمود رد عليه وهو بيركب عربيته : ماتشكرنيش ده واجبي، عن اذنكم
مشي تحت نظراتهم وصباح بصت لجاسم : هو ايه اللى حصل !؟
جاسم دخل الفيلا وهو بيحكي لصباح اللى حصل باختصار وقال وهو بيطلع على السلالم الداخلية بسرعة : أنا لازم أشوف يامن دلوقتى، خايف عليه يعمل حاجة في نفسه
صباح طلعت وراه بتعب ودخلوا أوضة يامن اللى كانت فاضية، وجاسم كشر وراح خبط على باب الحمام بس مالقاش رد، ففتح الباب بقلق بس اتنهد لما مالقاش حاجة جوه، بس رجع قلق تانى على يامن وطلع بسرعة بره الأوضة وهو بيتلفت حولين نفسه : هو راح فين ده !؟
جه ينزل تانى بس صباح مسكت دراعه : استنى
سابته وراحت خبطت على أوضة مليكة فجالهم الرد من يامن اللى زعق فيهم : سيبوني لوحدي، مش عايز حد معايا
صباح بصت لجاسم بحزن، وهو اتنهد وحرك راسه : خلاص سيبيه الليلة دي بس
الاتنين نزلوا لتحت وصباح حطت آكل لجاسم فأكل حاجة بسيطة وفضل قاعد لوحده في أوضة يامن، وكل شوية يروح يقف قدام باب أوضة مليكة بس بيتردد يدخل، وفي الآخر نام في أوضة يامن من كتر التعب
أما يامن فكان قاعد على سرير أخته وواخد مخدتها في حضنه، وحاطت ايده على صدره اللى حاسس إنه هينفجر من الألم والحزن، غمض عينيه بقهر ودعى : يا رب ساعدني ، أنا قلبي محروق عليها
وطول الليل كان سهران وعقله مارحمهوش من التخيلات البشعه، وكل ما عينه تغفل غصب عنه كان يصحى على كابوس، إن حتاته بيعـ.ذب مليكة ويقتـ.لها
*********
محمود بعد ما وصل يامن راح على القسم تانى وفي نار قايدة في قلبه، دخل مكتبه بغضب وقعد، غمض عينيه لفترة وهو بيحاول يهدى، وبعد دقايق قام عمل قهوة وقعد على مكتبه تانى وطلع ورق فاضي وفضل يكتب كل أطراف القضية وكل أحداثها وملابساتها وبيربط الخيوط ببعض وبيفكر بصوت عالي : إزاى !؟
كتب اسم حتاته في دايره ومليكة ويامن في دايرة : ايه علاقه ده بدول !؟
سكت شوية : ده متأجر عشان يأذيهم، أكيد وراه حد، واحد تاجر أعضـ.اء بيخـ.طف ويخلص على طول عمره ما خطـ.ف حد لمجرد الفدية، بس برضه خمسة مليون مش قليل، بس برضه مش كتير وبالنسبة للي مع حتاته الكـ/ب قليل أوي ومايجيش حاجة في بحر اللى معاه، وبعدين هو لو محتاج فديه مش هياخد من حد زي يامن لسه بادئ حياته، ممكن يصطاد واحد من الأغنياء اللى معاهم فلوس كتير، فأكيد حد مأجره
رسم دايره تالته وكتب فيها علامه استفهام : أنت مين وعايز ايه بالظبط !؟
شبك صوابعه في بعض وسند راسه عليهم : في جاسوس بيننا أكيد، مستحيل حد كان يعرف بالخطة بتاعتنا
سكت شوية وهو بيفكر مين الجاسوس بس الكل مشتبه فيه حرفيا الكل بلا استثناء، فونه رن ورد عليه : ايوه يا خالتو
منصورة : فينك يا محمود لحد دلوقتي أنت مش قولتلي من ساعة انك مروح خلاص !؟
محمود بهدوء : معلش يا منصورة مش هعرف أروح النهارده ورايا شغل، المهم اقفلي باب الشقة كويس وناموا انتوا
منصورة اتنهدت : ماشي يا حبيبي خلي بالك أنت بس من نفسك
محمود قفل معاها وحط الفون في جيبه وهو بيقوم من على مكتبه وراح للتخشيبه وبص للشويش : أفتح الباب ده يابنى
الشويش اتردد بس فتح الباب، ومحمود دخل وقفل الباب وراه وراح قعد قصاد واحد وبصله بهدوء ظاهري : ها مش ناوي تنطق !؟
الشاب رفع وشه اللى كله كدمات وبصله بعينيه المنفوخه من كتر الضرب : لو مو.تنى هنا مش هنطق برضه
محمود : خايف عليه أكتر من نفسك !؟
الشاب أبتسم : أكيد، أنا لولاه كان زمانى ميت دلوقتى، هو اللى انتشلنى من الشارع واكلنى وسترني
محمود زعق بغضب : على حساب أرواح تانية، الأكل اللى بتاكله ده لحم غيرك، أطفال وبنات مالهمش أى ذنب في الحياة غير أنهم اتولدوا في مكان فيه حيوانات زيكم ما بيفكروش غير في نفسهم
الشاب زعق هو كمان : ولما إحنا مانفكرش في نفسنا مين هيفكر فينا انتوا مثلا !؟ يا باشا إحنا عايشين في غابة القوى بياكل الضعيف فيها لو ماكناش إحنا نفكر في نفسنا هنتاخد في الرجلين، واللى زيكم عمرهم ما هيحسوا بينا
محمود قام من مكانه وشده بعنف من هدومه : في مليون طريقة وطريقة إنك تاكل بيها عيش غير الآذى يا مجرم، الناس كلها بتطفح الدم عشان لقمة العيش عواجيز وأطفال ماكملوش ال١٢ سنه وستات وناس صاحبة مرض، كل دول بيشتغلوا ليل نهار عشان يكفوا نفسهم ومايمدوش ايدهم للحرام بأي شكل
هبده على الكرسي بعنف وقعد قصاده : أنطق يلا فين المجرم التانى اللى اسمه مهريطه ده !؟
الشاب فضل ساكت ومهما محمود يستجوبه برضه مانطقش بأي كلمة، ومحمود قام وقف وهو بيتنهد : على فكرة اللى أنت بتدافع عنه ده مش هينفعك بأي حاجة، وصدقني أول مايلاقي إنك خطر عليه هيتخلص منك
الشاب ماهتمش بكلامه، ومحمود سابه وخرج راح مكتبه وهو بيفكر في حل للقضية دي، وإزاى يوصل لمهريطه ده لأنه حاليًا الشخص الوحيد اللى يعرف مكان حتاته
*********
في مكان تانى كان في بنت قاعده بتوتر في أوضتها وماسكه فونها وبترن كل شوية على حد بس هو مش بيرد، نفخت بضيق : رد بقى رد
بعد كذا محاولة الخط اتفتح ورد عليها الشخص بضيق : في ايه نازلة رن رن رن رن حصل ايه لكل ده !؟
البنت : في مصايب على دماغنا، انت عملت ايه في مليكة الأول !؟
الراجل : أنتى اتجننتي عايزانى أتكلم في الفون كده عنها !!
البنت أبتسمت بسخرية : هه خايف ولا ايه يا اجمد خلق الله !؟ مش كنت كل شوية تقولي كده، أنا اجمد خلق الله !!
الراجل نفخ بضيق : هتفضلي تتريقي كتير ولا ايه أنا مش فاضي
البنت : ولا أنا فاضيه الصراحة لأنى حاليًا واقعه في مصيبة سودا
الراجل : وأنا مالي بمصايبك هو أنا ناقص
البنت : ما هي المصيبة تخصك أنت كمان يا عينيا
الراجل كشر باستغراب : مصيبة ايه اللي تخصنى !؟
البنت : أنا حامل
الراجل فضل ساكت كتير وهي نادته بتوتر فرد عليها ببرود ماكانتش متوقعاه : وانتى بتتصلي بيا ليه دلوقتى !؟
البنت : هو ايه اللي بتتصلي بيا ليه، هو مش ده ابنك !؟ ولازم تشوفلي حل قبل ما بطني تبان واتفضح
الراجل ضحك بسخرية : ابنى !! وأنا ايه يعرفنى إنه ابنى بجد !؟
البنت بصدمة : أنت بتقول ايه !؟ أنت عارف إن مافيش حد لمسنى غيرك و____
الراجل قاطع كلامها : قصدك قبلي، اه ماحدش لمسك قبلي بس الله أعلم بقى كام واحد لمسك بعدي واللى في بطنك ده ابن مين بالظبط !؟
البنت زعقت : أنت اتجننت !؟
الراجل بصرامة : ماتعليش صوتك عليا وإلا قسما بالله اقتـ.لك، وانتى عارفه أنى اقدر أعملها
وكمل بسخرية : وبعدين مالك مصدومة كده ليه !؟ مانتى عارفه اللي فيها، وأنا بقى مش عايز شوشرة باى شكل فأسمعينى بقى يا حلوه اللى فى بطنك ده ينزل، بتاعي بتاع الجن الازرق المهم ينزل بدل ماتتكلي انتى كمان معاه، يعنى اللى فى بطنك قصاد روحك انتى، وحطي عقلك في راسك تعرفي خلاصك، ماشي يا حلوة !؟
قفل السكة في وشها وبص للفون : اتفو عليكي وعلى اللى عايزك، ست مقرفه
بص حوليه وخرج بره المكان اللى كان فيه وركب عربيته وراح ركن عند كورنيش النيل واخد فونه رن على حد : عملت ايه !؟
الشخص رد عليه : كله تمام التمام الفلوس معايا ماتقلقش
الراجل : وهو كان حد قالك أن الفلوس دي تفرق معايا اصلا يا معلم حتاته، أنا كل اللى يهمنى هي البنت
حتاته : ماتقلقش يا إكس باشا البنت زي ما سبتها أنت آخر مرة ماحدش قربلها وأنا بنفسي بحرسها، بس يا باشا أنت عارف إن بيننا اتفاق، قولتلي هتاخد عشرة أرنب ولحد دلوقتي ماخدتش غير الخمسة بتوع الواد الطري ده اخو البت
إكس اتنرفز : أصبر عليا هو أنا في ايه ولا في ايه !؟ أنا قولتلك هديك الفلوس فاصبر، أنا كده كده كنت هاجي اخد منك البنت وهبقى اديك باقي فلوسك ساعتها
حتاته : ماشي يا باشا بس يا ريت ماتتاخرش أصل الرجالة اللى عندي مش قادرين يمسكوا نفسهم قصاد جمال البت، وأنا مش عارف هقدر اسيطر عليهم لحد امتى الصراحة، وأنت فاهم بقى
إكس مسك دركسيون العربية بغضب وهو بيجز على أسنانه : والله لو حد فكر بس يقرب منها هنسفه من على وش الأرض، وأنت عارف أنى مش بهزر فلم رجالتك بقى
حتاته : خف أنت نفسك بس وماحدش هيقرب منها
قفلوا مع بعض وحتاته رمى فونه على الترابيزة اللى قصاده وهو بيفكر، قطع سرحانه صوت واحد من صبيانه : مالك يا معلمي بتفكر في ايه !؟
حتاته بشرود : بفكر في البت اللى جوه دي، البت حلوة حلاوة ولو نزلتها الصالة هتخلي الدنيا تمطر علينا فلوس زي الرز
الولد : بس يا معلمي مش الراجل اللهو الخفي ده قالك ماحدش يقرب منها او يعملها حاجة !؟
حتاته : اه وأنا عند كلمتى بس هما يومين بس لو ماجابش باقي الفلوس البت دي هتنضم لحريمي، وهنزلها الصالة برضاها أو غصب عنها وعن اللى يتشددلها
قام وقف وهو بيضرب الولد برجله : قوم يلا نشوف شغلنا
الولد قام وراحوا كلهم يكملوا أعمالهم الشيطانية القذرة، سايبين المسكينة الصغيرة محبوسه لا حول ليها ولا قوة
**********
يامن كان قاعد في أوضة مليكة اللى بقى مقيم فيها آخر فترة وبيفكر في أخته كالعادة وياترى حصلها ايه !؟ كان ماسك فونه في ايده وكل شوية يرن على رقم حتاته ويجيله الرد كل مره (الرقم الذي طلبته غير موجود بالخدمة)، بس يامن كان عامل زي الغريق اللى بيتمسك في قشاية، وكل شوية يرن تانى لعل وعسى تحصل أى حاجة ويرد عليه بس بدون جدوى
حط الفون على السرير وضم رجليه وغمض عيونه وفضل قاعد شوية، لحد ما فونه رن فرفع راسه بسرعة وهو بيبص على الفون يمكن يكون حتاته بس لقاه رقم محمود، نفخ بضيق وسند راسه على ركبته تانى وماردش، بس محمود كان مصر إصرار غريب وكل شوية يرن، لحد ما يامن الخوف اتسلل لقلبه وحس إن أخته حصلها حاجة ومحمود عايز يبلغه
مسك الفون بتوتر ورد بصوت تعبان : ايوه يا محمود أنا مش قولتلك____
محمود ماسابلهوش فرصة يكمل كلامه وقال بسرعة وصوت عالي بسبب الدوشه الكتير اللى حوليه : جاتلنا إشارة إن موبايل أختك اتفتح وبنحاول نحدد مكانه دلوقتى
يامن اتنفض من مكانه وطلع يجري بره الأوضة : فين !؟ أنا هروح هناك، قولي هو فين !؟
محمود : تعالا القسم الأول عقبال مانحدد المكان بالظبط
يامن قفل معاه ونزل جري بلبس البيت وكأنه بيتسابق مع الزمن، خبط في دادة صباح وهو بيجري لدرجة إن الصينية اللي كانت مسكاها وقعت وكل اللي عليها اتكسر، وهي كمان كانت هتقع لولا يامن مسكها
صباح : ايه يا يامن يابنى بتجري كده ليه !؟
يامن بلخبطه : موبايل، هما، الظابط
صباح : اهدى بس وفهمني
يامن فونه رن بص فيه لقاه محمود تانى فبص لصباح وهو بيجري لبره : موبايل مليكة اتفتح، أنا رايحلها
صباح حطت ايديها على قلبها : الحمد لله يارب الحمد لله، روح يابنى بسرعة
يامن ركب عربيته وساق بأقصى سرعة لحد القسم، نزل بلهوجه ولسه هيدخل لقى اللي بينادي عليه بصوت عالي : يامن
يامن أتلفت حولين نفسه لحد ماشاف محمود واقف جنب عربية الدورية وبيشاورله فراحله بسرعة : ايه يا محمود رايح فين !؟
محمود : أركب بس معانا إحنا حددنا مكان الفون ورايحين أهو بالقوة على هناك
يامن ركب عربية الدورية بسرعة وهو بيشد دراع محمود : طيب يلا أركب بسرعة أركب
محمود أبتسم وهو بيركب جنبه : يابنى براحه هنتحرك أهو
العسكري ركب قدام الدركسيون وانطلق، وعربيات القوة وراه لحد ما وصلوا للمكان المطلوب، القوات اتخفت في مكان قريب لحد مايجيلهم أمر من محمود بالهجوم، وهو ويامن بس اللى كملوا طريقهم للمكان اللى خارج منه الإشاره ووقفوا في مكان مداري والاتنين بصوا للمكان باستغراب، يامن : هنا !؟
محمود : المفروض
بصوا لبعض وبصوا للمكان تانى اللي كان عبارة عن كشك موبايلات صغير وقديم في حارة شعبية فقيرة، يامن خبط براحة على ظهر محمود : أي ان يكن أنا هنزل، أنا عايز اختى
محمود : ماشي يلا
الاتنين نزلوا ودخلوا المحل وبيبصوا حولين منهم بتفحص، الولد صاحب المحل : اتفضل يا باشا اؤمرني
يامن قرب منه وشده من ياقة التيشيرت بتاعه : هي فين هاه !؟ ودتها فين !؟
الولد بتوتر : هي مين يا عم أنت !؟ وسع كده
محمود قرب منهم وشد يامن بعيد عن الولد : أهدى يا يامن مش كده، الولد شكله صغير أصلا هيعمل كده ليه !؟
يامن : يبقى أكيد حد وراه، أنطق مين وراك ها !؟ مين قالك تعمل كده !؟
الولد رجع خطوتين لورا بخوف ومحمود أخد يامن على جنب وهمس : يامن لو سمحت أنا مقدر خوفك على أختك بس شغل مخك شوية، أنت مش شايف الولد صغير إزاى، هيخطـ.فها إزاى بس !؟
يامن سكت وفضل يتنفس بعنف وهو بيبص للولد الخايف قدامه : وتفسر بايه الإشارة اللي جاتلنا !؟
محمود : ده معناه إن الفون هو اللي هنا مش الآنسة مليكة
خرج فونه ورن على رقم مليكة اللي سجله عنده، واللي توقعه حصل سمع صوت ڤايبريشن الفون جاي من مكان ما في الكشك، والولد أول ما سمع الصوت وشه أصفر وقلبه كان هيتخلع من الخوف، ومحمود ويامن قربوا منه بنظرات تخوف
محمود مد ايده قدام الولد : هتطلع الموبايل ولا أطلعه أنا بطريقتي !؟
الولد بخوف : هطلعه يا باشا هطلعه، بس سايق عليك حبيبك النبي ماتعملي حاجة
محمود بزعيق : أخلص ياض أنت لسه هترغي !؟
الولد اتنفض من مكانه وراح بسرعة ناحية مكتب خشب صغير جدا ومتهالك في واحد من زوايا الكشك، وفتح الدرج الصغير اللي فيه وطلع الفون من وسط الفلوس ومد ايده بيه
يامن كان بيراقب كل ده وهو بيحاول يمسك أعصابه لحد ماشاف فون أخته -اللى عرفه أول ما شافه- فأخده بسرعة من ايد الولد وهو بيقلبه في ايده : ده هو، هو فون مليكة يا محمود
قرب بشر من الولد : اختى، وديتوها فين !؟
محمود بص للولد : أنت عارف إن صاحبة الموبايل ده مخطـ.وفه بقالها مدة، ومعنى إن فونها هنا إنك المشتبه الأول
الولد كان هيموت من الرعب : لا يا باشا والله ماعرف حاجة عن اللي بتقوله ده
محمود بغضب : وتفسر بايه وجود الفون معاك !؟
الولد وعينيه بتلمع بالدموع : يا باشا والله ماعملت حاجة
محمود بضيق : طيب فهمني الفون ده وصلك إزاى !؟ وأوعى تكدب وإلا قسما بالله تبات في الحجز الليلة
الولد بخوف : ده الواد زيكا الحرامي هو اللي جابهولي من يومين، وقالي ده شكله غالي أوي وباعهولي بخمس تلاف جنيه وأنا كنت لسه بشوفه، يادوب فتحته لقيته معموله كلمة سر فسيبته لحد ماعرف افتحه
محمود : وزيكا ده فين !؟
الولد : والله ماعرف يابيه، ده هو بيختفي يختفي ويظهر فجأة معاه شئ وشويات
يامن بعصبية : يعني ايه !؟ يعني مش هنعرف نوصله !؟
محمود : قولي مين يعرف يوصل للواد ده !؟
الولد بتفكير : ماعرفش إذا كنت هتلاقيه ولا لأ، بس هو يعرف شله ولاد كده، بيتجمعوا كل ليلة الساعة واحده بالليل عند الخرابه اللي على أول الحارة، ممكن يكونوا يعرفوا مكانه
محمود حرك راسه بفهم : تمام، أنت بقى هتفضل في الكشك بتاعك واتصرف مع الناس عادي لحد الليل، وعارف يا__، ألا أنت اسمك ايه !؟
الولد : محسوبك رامي يا باشا
محمود : عارف يا رامي لو حد شك ولو واحد في المية إن في حكومة هنا هعمل فيك ايه !؟
رامي حرك راسه بسرعة : لالأ ماحدش هيعرف حاجة
حط ايده على بوءه : والله ما هنطق بحرف واحد
محمود وهو خارج بره الكشك : يكون احسنلك برضه
يامن مسك دراعه كأنه طوق نجاته الوحيد : هتلاقيها !؟
محمود بصله بأسف على حاله : ما تقلقش هلاقيها بإذن اللّٰه، أنا مش ههدى ولا يهدالى بال غير لما أوصلها، صدقنى أنا كده كده جاي القاهرة عشان أمسك حتاته فسواء اختك كانت معاه أو لا كنت هدور عليه برضه، بس أصبر عليا شوية، واديك شايف أهو اى خيط بنوصله بنمسك فيه بايدينا وأسنانا
يامن حرك راسه بفهم : المرة اللى فاتت__
محمود قاطع كلامه وطبطب على كتفه : ماتشغلش بالك أنا مقدر اللى أنت فيه
يامن بصله بامتنان ومحمود أبتسم وهو بيشده وراه : المهم تعالا نقعد في العربية وقفتنا هنا ملفته، وممكن حد تبع الواد ده يشوفنا ويبلغه إن في شرطه في المكان، وساعتها هنخسر كل اللى وصلناله وهنرجع تانى لنقطة الصفر
يامن حرك راسه بفهم والاتنين ركبوا العربية، واتحركوا لمكان قريب من الخرابه اللى الولد قال عليها واستخبوا، بحيث هما يشوفوا اللى رايح واللى جاي وما حدش يشوفهم
*********
هاجر خرجت من مدرستها كالعادة بس المرة دي وهي رافعه راسها لفوق وماشية براحه إن ماحدش بقى بيضايقها بالكلام أو الفعل، بصت قدامها وابتسمت لما شافت اللى واقف بعيد عند البوابه مستنيها، وطلعت تجري عليه لحد ماستقرت في حضنه : عمو سامح ماتخيلتش انك هتيجي تاخدنى بجد
سامح اتوتر من حضنها ليه بس كان مبسوط جدا باحساس الابوه ده اللى لحد دلوقتي محروم منه، رفع ايده بتردد وطبطب على راسها بحنان وابتسم : مش أنتى قولتيلي اجي اخدك من المدرسة وأنا وعدتك أنى هاجي، أنا مش بخلف بوعدي ابدا مهما حصل
هاجر رفعت راسها وبصتله بابتسامة : وده من حظى السعيد
مسكت ايده شدتها بحماس : هنروح فين النهاردة !؟ ناكل آيس كريم تانى ايه رأيك !؟
سامح : يا بت أنتى مابتحرميش، مش كفاية اللى حصل المرة اللى فاتت !؟
هاجر ضحكت بسعادة : أنا مبسوطة أوي وعايزة أعمل كل حاجة في الدنيا
بصتله بحزن : بابا مات بدري أوي وأنا كنت لسه صغيرة واتحرمت أنى أجرب حاجات كتير زي باقي الأطفال، وحتى لما كبرت ماما كانت بتخاف عليا أوي ومش بتسيبنى أروح في حته لوحدي، لسه السنادي أول سنه تسيبنى أروح المدرسة والدروس لوحدي، غير كده لأ
أبتسمت تانى ببراءة : عشان كده مبسوطة أوي إنك بتخرج معايا وبتودينى الأماكن اللى نفسي فيها
سامح أبتسملها بلطف وفتح ايده قدامها : خلاص يا عسولة قوليلي عايزة تروحي فين وأنا هوديكي
هاجر حطت ايدها الصغيرة في ايده اللى كانت كبيره أوي بالنسبالها وخشنه، وابتسمتله : عايزة أروح الملاهي، هي لعبة واحده بس اللى هجربها والله وهنروح على طول مش هأخرك
سامح : اللى نفسك فيه هعمله
هاجر بضحك : شايفاك فكيت أهو وبتقول كلام حلو من غير لخبطة
سامح أحرج وزاغ بعينه عن عينيها واتكلم بخفوت : معاكي حق بس لما بقف قدام مامتك لسانى بيتربط
هاجر ضحكت : يقطع الحب وعمايله، ده طلع الحب بهدله فعلا زي مابيتقال
سامح بصلها وكشر : بنت عيب كد ، ماتقوليش كلام زي ده تانى، أنتى بنوته حلوة ومؤدبه وعيب تتكلمي بالطريقة دي
هاجر بسعادة من اهتمامه وطريقة كلامه اللى بتفتقدها من بعد موت باباها : حاضر
سامح اخدها فعلا وراحوا الملاهي القريبة منهم وهاجر شدت سامح من ايده ووقفت قدام بيت الرعب وهي بتشاور : هنا، أنا عايزه ألعب بيت الرعب
سامح بصله بتوتر فهو ذكريات طفولته مع بيوت الرعب مش ألطف شئ ابدا : ما تجربي حاجة تانية، الألعاب كتير شوفي كده
هاجر بصتله بخبث : ايه ده يا عمو، هو أنت بتخاف من بيت الرعب ولا ايه !؟ لا كده ماما تزعل هي بتحب الراجل اللى قلبه جامد
سامح كشر : الله، وهو أنا قولت حاجة، أنا بس قلقان عليكي لتخافي ولا حاجة
هاجر ضحكت من قلبها : لا ماتخافش أنا قلبي حديد ماتقلقش
سامح قصاد إصرارها اضطر يوافق ودخلوا الاتنين بيت الرعب، في الأول سامح كان فعلا متوتر وهو بيفتكر المواقف السخيفة اللى صحابه كانوا بيعملوها فيه وهو صغير
أما هاجر كانت متحمسة جدا في الأول بس لما بدأوا يدخلوا لجوا اكتر والدنيا تضلم اكتر بدأت تخاف، لحد ما فجأة ظهر حد قدامها من العدم وكان شكله مرعب جدا وصرخ في وشها فهي صرخت بخوف وطلعت تجري على سامح واترمت في حضنه وقعدت تعيط، وهو أبتسم وضمها لحضنه يطمنها وكان حاسس إنها بنته فعلا وقلبه دق بعنف خاصتًا لما بصتله بدموع واتكلمت بخوف : بابا أنا خايفه اوي طلعنى من هنا
سامح الدموع لمعت في عينيه لما سمع كلمة بابا منها وضمها ليه بحمايه وطبطب على شعرها : حاضر يا حبيبتي ماتخافيش أنا معاكي أهو، يلا بينا نخرج
وفعلا فضلت هاجر متعلقه في دراعه ومخبيه وشها فيه بخوف من كل حاجة حوليها لحد ما خرجوا من المكان، وهاجر مسحت دموعها بسرعه وبصتله : كانت تجربة ممتعة
سامح ضحك عليها : ايوه فعلا وخصوصا لما صرختى وجريتي عليا
هاجر كشرت بغيظ وطفولة : بابا بقى
سامح بصلها وسكت وهي اتكسفت : هواا هواا، لو حضرتك اتضايقت أنا ممكن
سامح قاطعها بسرعة : لا يا هاجر ماضيقتش ولا حاجة، الفكرة بس أنى ماتخيلتش أنى هسمع كلمه بابا دي ابدا، فلو مش هضايقك ممكن تناديني بيها على طول وبلاش عمو اللى بتقوليها دي
هاجر حركت راسها بموافقة وابتسمت ابتسامه كبيرة، وسامح اخدها روحها تانى البيت بعد ما اشترالها حاجة حلوة ليها ولمامتها، وهي اتكسفت تاخدهم بس هو أصر عليها
أما منصورة فكانت حاسه بالضيق منه، وحاسه إنه بياخد بنتها منها بس ماكانتش قادرة تقول لبنتها تبعد عنه، هي مش هتقدر تحرم بنتها من إحساس وجود الأب خصوصا وهي شايفه لمعة عينيها وهي بتتكلم عنه وعن قد ايه هي بتحبه
**********
الساعة واحده بالليل محمود واللى معاه قاعدين في العربيات حولين الخرابة على أول الحارة الشعبية والكل مترقب، دقايق ووصل مجموعة شباب وقعدوا يتكلموا ويضحكوا ويشربوا سجاير
محمود بص عليهم وهو بيعض على أسنانه : حشـ.يش ياولاد الــ
بص لرامي اللى اجبره يروح معاهم عند الخرابه بعد ما خلص شغله، وقال بنبرة تخوف : زيكا قاعد معاهم !؟
رامي قال بخوف : لا يا باشا لسه ماجاش
محمود حرك راسه بفهم وقفل شباك العربية وسند دراعه على الدركسيون : دقيقتين كمان والله هتلاقوني عملت دماغ بالريحة دي
يامن بصله : أنت مش المفروض ظابط !؟
محمود : وهو عشان ظابط ماينفعش ادوخ من الريحة !؟
يامن : يعني، معروف عنكم إنكم دايما السيجارة في ايدكم وكمان بتشربوا ال___
محمود قاطعه : ايه يا عم ماتفرمل شوية، ده انت فاضلك تكه وتقولي وبتعبدوا كف ايدكم، في ايه !؟
يامن : اعملك ايه بقى مانتوا اللي كده
محمود بص قدامه : مش معنى إن في ظباط وحشين وماعندهمش ضمير يبقى كلهم كده، كل مكان فيه الكويس والوحش
رامي صرخ مرة واحده وهو بيخبط على كتف محمود وبيشاور : أهو أهو يا باشا زيكا أهو، الواد أبو زعبوط ده
يامن ومحمود بصوا على زيكا مكان ما رامي بيشاور، كان ولد رفيع وطويل شوية راح سلم على العيال في الخرابة وقعد معاهم، محمود رفع اللاسلكي بتاعة واتكلم : الهدف دخل للمصيده استعدوا، حول
سكت شوية وجاله الرد من رجالته : تمام يا فندم جاهزين، حول
محمود : اوعوا واحد منهم يهرب منكم اعملوا كل جهدكم، يلا يا أبطال هجوم
ومع كلمته كل العناصر هجموا على الشباب اللى ماكانوش متوقعين هجوم الشرطة عليهم وفعلا نجحت القوات في القبض على كل الأولاد وراحوا بيهم القسم واتحبسوا
بعد وقت يامن كان قاعد في مكتب محمود اللى قاعد قصاده، الباب خبط ودخل الشويش وهو ماسك زيكا من قفاه وزقه بكل قوته جوه المكتب : أدخل ياض
زيكا شد نفسه من ايد الشويش : يا عم وسع كده انتوا عايزين منى ايه !؟ أنا ماعملتش حاجة
يامن أول ما شاف زيكا قام من على الكرسي زي الاعصار ومسكه من هدومه : ماعملتش حاجه !؟ ماعملتش !؟ أومال فين اختى !؟ عملتوا فيها ايه !؟
محمود قرب منهم وفك ايد يامن عن زيكا اللى اتكلم بجهل : يا عم وسع كده أخت ايه وبتاع ايه !؟ أنا ماعرفش حاجة وماعملتش حاجة
محمود ضربه على قفاه : والله يا روح امك ماعملتش حاجة، يا نشال يا حرامي
زيكا أبتسم بسماجه : ايه ده يا باشا طيب بالله عليك ده شكل حد يسرق !؟
محمود ضربه تانى بس أقوى : اظبط ياض أنت وبلاش الحركات القرعة دي معايا عشان التهمة لبساك لبساك وفي شهود كمان، فياتنطق وتجاوب على اسألتى بهدوء وإلا هتنطق برضة بس في المراجيح
حركه شمال ويمين بعنف : عارف مراجيح التخشيبة يا عنيا ولا تحب تعرفها !؟
زيكا بسرعة وخوف : لا يا باشا مش عايز، اسأل بس وأنا هقولك كل اللى أنت عايزة
محمود عرف إنه ولد بتاع مصلحته وخواف وده اكيد في مصلحتهم، طلع فون مليكة من جيبه وحطه في وش زيكا : من غير لف ودوران جبت ده منين !؟
زيكا بلع ريقه بتوتر لأنه عرف الفون من أول نظرة فهو فون غالي وكمان جرابه كان مميز جدا، فبص لمحمود بخوف : أنا لو حلفتلك دلوقتى أنى ماسرقتهوش مش هتصدق صح !؟
محمود رفع حاجبه بغيظ وسابه بهدوء وراح ناحية باب مكتبه قفله بالمفتاح، وبص لزيكا بشر وطلع مسدسه وحطه في وشه : أنا قولت من غير لف ودوران، حصل !؟
زيكا : حصل حصل، أنا هقولك على كل حاجة والله، في أرض فاضية كده قبل المعادي أنا لقيت الفون ده واقع على الأرض هناك
محمود حرك صمام الأمان في المسدس وزيكا استخبى ورا كرسي المكتب : والله مابكدب، بالأمارة كان في بناية كده فاضيه أنا لقيته هناك والله والله مابكدب، أنا أصلا مش بروح المنطقة دي، بس يوميها في واد نصب عليا واخد كل اللى كسبته اليوم ده وزوغ وأنا فضلت أمشي في الشارع بلا هدف لحد ماوصلت هناك، ولقيت ده في وشي فاخدته، والله يا باشا ده كل اللى حصل
محمود بصله بتركيز وبعدها اتنهد وهو بينزل مسدسه لأنه متأكد إنه صادق، فبسبب خبرته بيعرف يميز كويس بين الصادق والكذاب، يامن بص لمحمود باستغراب : أنت صدقته !؟
قام وقف بعصبية وهو بيشاور على زيكا : ده كداب أكيد
بص لزيكا بغضب : ماتكدبش وقول اختى فين !؟
زيكا هرش في شعره باستغراب : أختك مين لموأخذه !؟
يامن بغضب أكبر : صاحبة الفون اللى خطـ.فتوها يا كل/ب
زيكا كشر وزقه بعيد عنه : وسع كده يا عم خطـ.ف ايه وبتاع ايه ده !؟ أنت فاكرني مهريطه ولا ايه !؟
محمود برق جامد لما سمع الاسم وراح شد زيكا من هدومه بعنف : أنت تعرف مهريطه ده !؟
زيكا بلا مبالاة : ده أخويا الكبير يا باشا، بس أنا ماليش دعوة باللى بيعمله والله، أنا ماليش في الحرام ده
محمود رفع حاجبه بسخرية : قول والله كده، ده على أساس إن السرقة دي ايه !؟ يكونش حلال واحنا مش عارفين !؟
طلع مسدسه تانى والمرة دي حطه في دماغ زيكا اللى كان هيموت من الرعب، ومحمود اتكلم بنبرة تخوف كأنه اتحول لحد تاني : هتنطق يا حيلتها ولا أخلص عليك !؟
________يتبع
بقلم/ مريم محمد عبد القادر
دمتم في حفظ الرحمن ورعايته 🤍🤍
•تابع الفصل التالي "رواية رهينة بين يدي منافق" اضغط على اسم الرواية