رواية فراشة المقبرة الفصل السابع 7 - بقلم اسماعيل موسى
٧
في ظلام الغرفة، استدارت زهرة في سريرها وعانقت ميمي، التي راحت تخرخر بهدوء، كانت الدموع ما زالت ساخنة على وجنتيها، وذهنها يضج بأفكار مبعثرة عن الفيلم الذي شاهدته، وعن الكلمات التي قالها والدها
لكن شيئًا آخر كان يشغلها أيضًا—ذلك الشعور الغريب عندما نظرت ميمي إليها، وكأن الهرة كانت تحاول قول شيء لم تفهمه بعد.
في الخارج، جلس الأب في الصالة، شاردًا. التفتت إليه نرجس بقلق.
— "ما بك؟ لم تتوقف عن التفكير منذ أن رأيتها مع ميمي."
— "لا أدري،" قال بصوت خافت. "هناك شيء في تلك القطة... زهرة تتواصل معها بطريقة لا أفهمها."
— "إنها مجرد قطة،" تمتمت نرجس وهي تحاول طمأنته.
لكنه لم يكن متأكدًا. منذ أن استعادت زهرة وعيها بعد الجراحة، بدت مختلفة. ليس فقط في حالتها النفسية، بل في الطريقة التي تتفاعل بها مع ميمي.
في تلك اللحظة، انفتح باب غرفة زهرة ببطء، وظهرت ميمي عند العتبة. وقفت هناك، تنظر إليهما بعينيها الخضراوين الواسعتين. شعر الأب بقشعريرة غريبة، لكنها سرعان ما اختفت حين عادت القطة للداخل وأغلقت الباب بمخالبها الصغيرة.
— "رأيت ذلك؟" همس.
— "رأيت ماذا؟" سألت نرجس.
— "القطة أغلقت الباب بنفسها."
— "وماذا في ذلك؟ بعض القطط تفعل ذلك."
لكن داخله كان يخبره أن هناك أكثر من مجرد مصادفة.
في الداخل، كانت زهرة مستيقظة، مغمضة العينين، تستمع لصوت ميمي وهي تتحرك فوق السرير. ثم سمعت صوتًا آخر، لم يكن خرخرة هذه المرة. بل كان أشبه بهمس ناعم، بالكاد مسموع.
فتحت عينيها ببطء.
— "ميمي؟"
الهرة كانت تجلس عند قدميها، تحدق بها. ثم، بوضوح تام، رأت زهرة شفتي ميمي تتحركان، وكأنها... تتحدث.
ارتجف قلبها، لكنها لم تصرخ. لم تهرب. فقط نظرت إلى القطة في ذهول.
— "أنتِ لستِ مجرد قطة، أليس كذلك؟"
هزّت ميمي ذيلها، ثم مالت برأسها وكأنها تبتسم.
زهرة شعرت بالخوف... لكنه لم يكن خوفًا عاديًا. كان شيئًا أعمق، شيئًا جعلها تتذكر ليلة لم تكن تريد تذكرها.
ليلة النار.
ليلة الألم.
ولأول مرة منذ الحادثة، شعرت أن هناك من يعرف الحقيقة—ميمي.
اسمعى يا فتاه، انا مجرد قطه ثم لعقت ميمى زيلها
لكن من المكان الذى اتيت منه القطط تتكلم
علبك ان تفهمى اننى لن اتحدث الا معك الا للضروره القصوى
ثم هناك امر اخر، انت ايضا لابد أن تتحدثى
أشارت زهره الا فمها انها لا تستطيع أن تتحدث
همست ميمى وهى تدور حول نفسها، فتاه لا تتحدث
فتاه لا تتحدث لن يكون لها مكان فى الحياه
ثم هناك امر اخر، والدك، البابا بداء يشك ولن يكون ظريف ان اشرح انا له الأمر
عليك أن تحاولى يا زهره، الماضى لن يتركك اذا لم تتركيه
والأن ميمي سوق تذهب للنوم، ميمى متعبه
فى اليوم التالى قدم والد زهرة الأوراق إلى المدرسه، كان يعرف انها مهمه صعبه وان زهره سوف تعانى لبعض الوقت
لكنها الخطوة الأولى وعلى زهره ان تخطوها مهما كان الثمن.
...
•تابع الفصل التالي "رواية فراشة المقبرة" اضغط على اسم الرواية