رواية عناد الحب الفصل الثامن 8 - بقلم اسماء الاباصيري
8. حياة جديدة
عاد بطلانا الى عملهم وروتينهم اليومي المعتاد ولكن الاختلاف هو تعاملهم الهادئ مع بعضهم البعض حتى بدأ الموظفين فى التعجب من التحول المفاجئ فى علاقتهم وانتشرت الاشاعات التى ترمي الى وجود علاقة خفية نشأت بينها فى رحلة الغردقة
ولقد انقسموا لفريقين
فريق يؤيد ان آدم بسحره ورجولته ووسامته التى تجذب كل امرأة يقابلها قد سيطر على عقل وقلب أسيل بل روضها تماما وجعلها طور بنانه
وفريق اخر يؤيد فكرة انها من سحرته بجمالها وجديتها الملازم لها رقتها وجمالها واناقتها ولباقتها فى التعامل مع اياً كان
وهناك من يشتعل غيظاً من قربهم المفاجئ هذا فنجد معتز مقهوراً يكاد يجن لمعرفة الطريقة التى استخدمها آدم للتقرب منها بهذه السرعة ليبدوان اكثر من اصدقاء فلا يخفى على احد يراهما معاً انهما اصبحا فى علاقة تتعدى الصداقة
اما بطلتنا فمنذ عودتها من الغردقة وهى يتملكها نشاط وحماس غريبين للعمل .... تشعر براحة و سعادة عند وجودها بالشركة فابتسامتها التى كانت نادراً ما يراها احد اصبحت مرسومة طوال الوقت على ثغرها تتحدث مع هذا وذاك لكن مازالت جديتها تلازمها وصرامتها بخصوص العمل مستمرة
حال آدم لا يختلف عن حال أسيل كثيراً لكن لا زال فى بعض الاوقات تتملكه عصبيته ولكن بمجرد رؤيته لوجها يعتريه الهدوء مرة اخرى
الشركة اليوم على اهبة الاستعداد لاستقبال عميل فى غاية الاهمية سيف الدين العذبي صاحب اكبر سلسة مطاعم بالعاصمة يستعد لإنشاء فرع جديد و قد قرر التعاقد مع شركة الشناوي للانشاءات والعمل معها
فنجد آدم يترأس مكتبه امامه كلاً من معتز وأسيل فى انتظار هذا العميل وكلاً منهم على علم بمدى اهمية هذه المقابلة
لتدلف كاميليا لتخبرهم بقدوم الضيف فيسمح لها آدم بإدخاله ليقفوا جميعاً فى استقباله
يدخل بهيبته المخيفة ... نظراته الثاقبة وملامحه الرجولية الفذة وطوله الفارع يتقدم منهم يحييهم بثبات ليردوا التحية ويطلب منهم آدم الجلوس
سيف الدين موجهها حديثه لأسيل بابتسامة رزينة : سمعت كتير عن الشريك الجديد فى مؤسسة الشناوي لكن متخيلتش انه يكون انسة جميلة زي حضرتك و فى سن صغير كمان
أسيل بابتسامة و بجدية : شكراً على المجاملة الرقيقة دى بس اظن الشكل و السن ملوش اي علاقة بالشغل
اومأ بهدوء ثم سرعان ما عاد يوجه حديثه لهم جميعاً
سيف الدين : اكيد عرفتو انى فى الفترة دى فكرت اعمل مطعم جديد يتضاف لسلة المطاعم الخاصة بيا و المرة دى عايزه يكون فى وسط البلد .. عايزه يكون الفرع الرئيسي للسلسة و طبعاً لازم يكون تصميمه مميز وعلى اعلى مستوى و بصراحة من ضمن كل اللي فى السوق ملقتش حد افضل منكم اتعامل معاه
معتز مبتسماً : دى شهادة كبيرة نعتز بيها يا سيف بيه و اكيد احنا يشرفنا الشغل مع سعادتك و بنوعد حضرتك انك هتلاقي شغل ممتاز
آدم : تمام ... ياريت بقى نتكلم فى تفاصيل المشروع يعنى مثلاً ايه الفترة المتاحة لينا للتصميم و التنفيذ ... و الافتتاح تحب يكون امتى ؟
ثم اكملوا حديثهم عن العمل وبقوا لفترة بعد ذلك استأذن منهم للمغادرة على اتفاق بمقابلة اخرى قريباً
تمر الايام سريعاً ويعملون ثلاثتهم على المشروع بجهد كبير .... امضوا ايامهم تلك على المنبهات والوجبات السريعة فلقد كانوا يشىرفون بأنفسهم على كل ما يخص المشروع تاركين مشاريعهم الاخري للعاملين لديهم
انتهوا من المطعم فى وقت قياسي يشهد لهم كفاءتهم فلقد كان تحفة فنية اشاد بها الجميع فى حفل الافتتاح الذي دعاهم اليه سيف الدين ليشكرهم شخصياً على الملأ على عملهم وجهدهم الواضح وبهذا الشكل يقوم بعمل دعايا لهم لدى كثير من رجال الاعمال
بالطبع لم تنقصهم الدعايا او الشهرة لكن عندما تأتي هذه الدعايا من شخص كسيف الدين العذبي فهذا سيبدد اى تردد صغير لدى اى رجل اعمال فى العمل والتعاقد معهم
ًو نجد على احدي طاولات الحفل كلاً من آدم وأسيل ومعتز يقفون معاً ليتقدم اليهم سيف الدين قائلا
سيف : بجد ابدعتم .... المكان تحفة فنية ... مفيش حد جه النهاردة الا و اشاد بشغلكم .... حقيقي انتو ناس بروفيشنال
آدم بلباقة : كل عميل عندنا وله مكانته ... الشغل و الابداع ده هو اللي يستحقه عميل مهم زي حصرتك .... ده غير انك اكيد عارف ان ده الطبيعي بتاعنا و مش جديد علينا
ليومأ سيف بإبتسامة
سيف موجها حديثه لأسيل بإبتسامة : واضح كمان ان ابداعكم و تميزكم مش مقتصر على الشغل بس لكن انا حالياً بشوف ابداع و جمال ملوش زي ... حقيقي اهنيكي يا باشمهندسة على اناقتك و ذوقك و بهنى نفسي انى جاتلى الفرصة انى اتعامل مع انسة بجمالك .... اراهن ان نص الرجالة اللى فى الحفلة يتمنو بس كلمة منك او رقصة واحدة معاكي
ليعتدل فى وقفته منحنياً بنصفه الاعلى قليلاً ناحيتها مآداً بيديه اليها فى وضع يطالبها برقصة معه
لتنظر اليه فى خجل ثم ترمي نظرة على آدم والذى قد تبدلت ملامحه من الهدوء الى الغضب وقد احمرت عيناه واحتدت ملامحه لكن ماذا تفعل ! هى فى وضع لا تستطيع الرفض فيه نظرت الى اعين آدم لتفهمه انها مضطرة لقبول دعوته وهى غير مدركة حتى سبب لتبريرها له
مدت يدها بتردد ليد سيف ليسحبها معه الى حلبة الرقص ويختفيا بين جموع الراقصين
يقترب معتز الى بطلنا المشتعل ليزيده اشتعالاً بكلامه وتعليقه السخيف على الموقف
معتز : شوف .. قبلت ترقص معاه و معداش حتى خمس دقايق على رفضها الرقص معايا ... واضح انها بتعرف تختار كويس ... واحد زي الملياردير سيف العذبي انا اكون ايه جنبه... ثم اكمل بسخرية ... ده انا حتى كل اللى املكه من اسهم اقل من اسهما .. الظاهر انى اتخدعت فيها فعلاً
ًليزيد بكلامه هذا من غضب آدم فيترك معتز يكمل حواره هذا وحيدا
ويندفع هو بين الحشود ليراهم يرقصون معاً وسيف يقترب منها بشكل حميمي قليلاً فيتقدم نحوهم دون تفكير يمسكها من مرفقها بقوة محدثاً سيف
آدم : اسف بس اسيل لازم تروح حالاً لان الوقت اتأخر و والدها هيقلق
سيف بأبتسامة مصطنعة : تمام ... رغم ان كان املى نكمل رقصتنا سوا بس اكيد مش هحب انى اسببلك مشاكل
ليمسك يدها الحرة و يرفعها مقبلاً اياها بلطف واردف
سيف : اتشرفت بمعرفتك و بالتعامل معاكى و اتمنى نتقابل تانى قريب
أسيل بابتسامة متوترة : الشرف ليا سيف بيه عن اذنك
سيف : اتفضلي .... ليوجه حديثه الى آدم الذى اصبح شعلة من النار ..... اتشرفت بالتعرف عليك يا باشمهندس .. اتمنى نشتغل مع بعض مرة تانية
آدم سريعاً : ان شاء الله .... عن اذنك
ليقوم بطلنا بسحب اسيل بقوة متجاوزاً الحشود مغادراً القاعة بل الحفل بأكمله دون حتى اخبار معتز بمغادرتهم
يتجه الى سيارته فيفتح الباب الامامى ويدخلها بقسوة ويغلقه بعنف و من ثم اسرع بالركوب هو ايضاً ليبدء القيادة بسرعة قصوى ارعبت أسيل وجعلتها على وشك البكاء
أسيل بنبرة مرتعبة : آدم خفف السرعة من فضلك ... ليتجاهلها بل ويزيد من السرعة ليزيد خوفها وتهتف بصراخ وبكاء
أسيل بصراخ : آدم خفف الزفت السرعة انا مبقتش قادرة استحمل
اوقف السيارة فجأة لترتد فى جلستها ويصطدم راسها بمقدمة السيارة محدثة جرح بسيط بجبهتها
ينظر لها بغضب غيرعابيء بإصابتها فيهتف بها فى غضب
آدم : صوتك ده ميعلاش .... زعلانة حضرتك عشان قطعت اللحظة الرومانسية بينك و بين سيف باشا ايه تحبي ارجعك له تانى
أسيل بذهول : انت بتقول ايه و لحظات ايه اللي بتتكلم عنها دى .. كل ده عشان قبلت انى ارقص معاه .. مانت كنت شايف انى مكنتش اقدر ارفض .... ثم تابعت فى غضب .... متغيرتش ولا عمرك هتتغيرهتفضل زي مانت .. فاكر اخر مرة اتعاركت معايا فيها قبل الهدنة اللى عملتها .. كانت لنفس السبب ... تشكيكك فى اخلاقي وعدم ثقتك فيا ... انا اللى استاهل انا اللى كنت غبية لما صدقت انك اتغيرت او حتى ممكن تتغير فى يوم من الايام ..... لتكمل ببكاء .... بس كفاية اوى لحد كده كفاية اهانات انا هصفي شغلى فى الشركة و هبيع الاسهم سواء ليك او لغيرك مش مهم .. المهم امشي ومشوفش وشك مرة تانية
لتغادر السيارة مسرعة فيلحقها بسرعة يمسك بيدها مثبتاً اياها امامه وسط تململها بين يديه لكن دون فائدة .. تعلو وجهه علامات الندم والخوف من فكرة فقدانها لينطق بشكل لا ارادي دون تفكير
آدم : تتجوزيني ؟!
...................
يتبع ...........
•تابع الفصل التالي "رواية عناد الحب" اضغط على اسم الرواية