Ads by Google X

رواية رهينة بين يدي منافق الفصل الثامن 8 - بقلم مريم محمد

الصفحة الرئيسية

 رواية رهينة بين يدي منافق الفصل الثامن 8 - بقلم مريم محمد

أنتَ الذي حنَّ الجَمادُ لعطْفه ، وشكى لك الحيوانُ يوم رآكَ
والجذْعُ يُسْمَعُ بالحنينِ أنينه ، وبكاؤه شوقاً إلى لقياكَ
ماذا يزيدُكَ مَدْحُنا وثناؤُنا ؟! واللّٰهُ بالقرآنِ قدْ زكّاكَ 
صلى عليْكَ اللّٰهُ يا علَمَ الهدى ، ما اشْتاقَ مُشتاقٌ إلى رؤياكَ .
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
بقلم/مريم محمد عبد القادر

يامن وصل للمكان اللي المفروض يقابل دنيا فيه، وشافها من بعيد واقفه وسط الناس وبتصرخ لحد ما وقعت من فوق الكوبري، فنزل بسرعة من عربيته وطلع يجري لحد ما وصل لتجمع الناس وبيزعق : دنيا لأ 

مافكرش لحظة واحده ونط وراها في النيل وبيحاول يلحقها بس هي مش بتعرف تعوم وكمان دماغها بتنزف ففقدت الوعي 

.
مرام كانت واقفة بتراقب كل ده وشافت يامن اللى عرفته من أول نظرة، وجرت بسرعة قربت من المكان اللى نط منه وبصت عليه تحت وهو في الماية بيعافر، وهو ماسك دنيا وبيحاول يطلع بيها بره النيل : دنيا، دنيا اصحي، خليكي معايا

جاسم وصل هو كمان للمكان، وشاف يامن تحت في النيل فطلع يجري ونزل تحت الكوبري ونط من فوق سور الكورنيش وبينادي بعلو صوته وهو بينزل النيل براحة : يامن، يامن تعالا هنا، يامن أنت سامعني !؟

يامن انتبه لصوته وسبح لعنده لحد ما وصل، وجاسم شال دنيا منه وطلع بيها ويامن طلع وراه واترمى على الأرض بينهج، وجاسم حط دنيا على الأرض وبيعملها إنعاش بيحاول يفوقها : أنتى، يا آنسه أنتى فوقي 

يامن قام من مكانه وقرب منها بلهفة وقعد يخبط على وشها : دنيا، دنيا فوقي بالله عليكي 

دنيا بدأت تكح وتطلع مياه من بوءها وبتنهج ويامن أبتسم بأمل : فوقي أنتى كويسة خلاص 

دنيا بصتله ورفعت عينيها وبصت لجاسم اللي واقف ورا يامن، ورجعت بصت ليامن تاني ودموعها بدأت تنزل وبتختلط بالدم اللي علي وشها، ويامن قرب منها بتوسل : قوليلي مليكة فين هاه !؟ اختى فين !؟

دنيا حاولت تتكلم بس نفسها كان مقطوع وصوتها مش بيطلع، ويامن سندها بدراعه قعدها : خدي نفسك براحة، اتكلمي قولي حاجة، أي حاجة 

دنيا حاولت تتكلم تاني بس مش عارفه، ونفسها بدأ يعلى ودموعها بتنزل أكتر، رفعت ايدها لفوق وبتشاور على حاجة، ويامن بيحاول يفهم هي عايزه ايه بس مش فاهم : ايه !؟ السما !! في ايه في السما !؟ 

دنيا حركت راسها برفض وبتشاور لفوق وبتعيط، ويامن هيتجنن مش فاهم حاجة، بص لجاسم : جاسم ساعدني هي عايزه ايه مش فاهم !؟ 

جاسم نزل على ركبته جنبها وقرب من وشها واتكلم بهدوء عشان يخليها تطمن : قوليلي عايزة ايه !؟ حاولي تتكلمي كده، أنا سامعك 

دنيا برقت بعينيها جامد وجسمها بدأ يتنفض وبتحاول تقول حاجة وهي محاوطه بطنها بايدها بحماية بس بدون فايده، وفي النهاية ايدها وقعت جنبها وسكتت خالص

يامن بصلها برعب : دنيا مالك !؟ ماتناميش اصحي كده وحاولي تفوقي، دنيا 

جاسم مسك ايدها وجس نبضها، بص ليامن وحرك راسه يمين وشمال، ويامن بصلها برفض : يعني ايه !؟ لأ لأ دنيا قومي، اصحي كلميني، قوليلي فين مليكة قولي أي حاجة بالله عليكي، اختي فين !؟ بالله عليكي قومي أنتى أملي الوحيد عشان أوصل لمليكة

قعد يهز فيها جامد لحد مالقى بنت بتضربه في صدره جامد وهي بتبعده عنها : في ايه يا مجنون ابعد عنها 

يامن رفع عينه وبصلها كانت مرام اللى بتبصله بعيونها الواسعه نظرات كلها شر، وبدأت تسعف دنيا وحاولت تنعش قلبها بكل جهدها بس فشلت ودنيا خلاص روحها طلعت للي خلقها 

يامن بهمس : هتقوم !؟

مرام بصتله وقلبها دق بعنف من وشه اللى شيفاه من قريب بالشكل ده، وملامحه اللى أسرت قلبها بطريقة مخيفة بالنسبة ليها، وفاقت على صوته الرجولي بيسأل تانى : هتقوم بقولك !؟

مرام اتنحنحت : آسفه

يامن بص للسما وكتم دموعه إنها تنزل وجاسم قرب منه : يامن بس كده كفاية 

يامن غمض عينيه ودعى ربنا يلهمه الصبر على البلاء اللى هو فيه، ومرام بتبصله ومش قادرة تمنع قلبها يدق بسرعة وحاسه إن قلبها هيقف من الوجع اللى حساه من ملامح يامن اللى بيحاول يهدي نفسه، وهي مش فاهمه هو ماله ولا ايه اللى بيحصل معاه، بس قلبها كأنه مربوط بقلبه وحاسس بكل حاجة بيحس هو بيها 

قطع اللحظة دي منى وسليم اللى جم جري، ومنى وقفت تنهج من الجري : في ايه يا مرام جريتي كده ليه مره واحده !؟

بصت قدامها وشافت دنيا فرجعت خطوتين لورا : ايه ده ايه ده !؟ مين دي !؟ انتوا عملتوا فيها ايه يا قتالين القتله !؟ 

جاسم بصلها برفعة حاجب، وهي استخبت ورا مرام اللي كانت لسه بتبص على يامن اللى قاعد بحسرة، ومش عارف دي المرة الكام اللى يمسك فيها خيط يوصله لأخته ويتقطع، وهو في الآخر اللى بيقع على جدور رقبته بألم جديد في قلبه بدون مايوصل لأى حاجة 

الشرطة جت وبدأت تحقق في اللي حصل وكمان الإسعاف وصلت واخدت دنيا، وبعد تحقيقات كتيره كل الناس اجمعوا على نفس الكلام إن البنت رمت نفسها من فوق الكوبري، والشباب حاولوا ينقذوها 

وبعد يوم طويل من التحقيقات في القسم قفلوا المحضر بأن دنيا هي اللي رمت نفسها من فوق الكوبري لأسباب شخصية مجهولة، واستنوا أهلها يوصلوا عشان يستلموها وسابوا الناس يمشوا ومنهم جاسم ويامن اللي أول ما خرج من القسم قعد على الرصيف بره وحط دماغه بين ايديه بتعب

جاسم قعد جنبه وحط ايده على كتفه : يامن !!

يامن : الخيط اللى كنت هوصل بيه لمكان أختى

جاسم : أكيد هنلاقي خيط تانى أوعى تيأس يا يامن، أختك زمانها مستنياك، هي مالهاش غيرنا ولازم مانستسلمش، هندور تاني وهنلف الدنيا كلها لحد ما نوصلها 

يامن اتنهد بكل الوجع اللي حاسس بيه جواه وساعتها سمع صوت مرام اللى بتتنحنح : احم حضرتك كويس !؟

يامن مابصلهاش وجاسم هو اللى رد : إحنا كويسين شكرا لحضرتك واسفين على الازعاج

قام وشد يامن من دراعه قومه هو كمان : عن اذنك إحنا محتاجين نروح 

يامن مشي معاه باستسلام تحت نظرات مرام اللى لأول مرة مش عارفه تحدد الإنسان ده طبيعي ولا مجنون بسبب التصرفات الغريبة اللى بيعملها والمواقف المريبة اللى كل مرة بتشوفه فيها، بس الأكيد بالنسبالها إن قلبها الغبي بيدق الدقة الجديدة دي ليه هو 

منى ميلت على كتف مرام وهمست : ألا مين المز القمحاوي ده !؟

مرام : ماعرفش 

منى : بجد أومال بتبحلقي فيه كده ليه !؟

مرام بصلتها بغيظ وماعرفتش ترد عليها فسابتها ومشت وهي أبتسمت : امممم شكل دكتورتنا الصغيرة بدأت تكبر 

سليم وقف جنبها : مين اللى بيكبر وأنتى مين أصلا يا قمر !؟

منى بصتله : أنت اللى قمر والله، ممكن تعتبرني مراتك المستقبلية لو مافيش مانع 

سليم رجع خطوتين لورا بقلق من البنت دي وهي قربت منه بابتسامة كبيرة : اتشرفت يا قمر، أنا منى بنت عم مرام آخر سنه صيدلة، وبصراحة كار التعليم ده مش كاري، أبغى اتجوز واتستت في البيت ومش هشتكي والله

سليم بدأ يتوتر من البنت دي وصراحتها المبالغ فيها من وجهة نظره : ممكن تبعدي شوية كده يا آنسه، أنتى كابسه على نفسي كده ليه !؟

منى : هو أنا جيت جنبك، ده أنا حتى__ 

مالحقتش تكمل جملتها وكانت مرام شداها من ياقة فستانها لدرجة أنها كانت هتتخنق، ومرام اعتذرت لسليم وشدت منى وراها بغيظ وهي بتشتم فيها وفي بجاحتها على حد وصفها 

مرام : ماشي يا جاموسة مابقاش أنا مرام لو ماقولتش لبابا على عمايلك السودا دي خليه يربيكي من أول وجديد 

منى : هموت يا زفته الله ياخدك

مرام سابتها وهي بتزق فيها : امشي قدامي حرقتى دمي منك لله 

منى : خلاص ماشيه أهو ماتزقيش كده

**********
أما عن يامن فروح مع جاسم على الفيلا، وأول مادخلوا من الباب دادة صباح قربت منهم : يامن يابني عملت ايه !؟

شهقت جامد ومسكت هدومه : ايه الدم ده !؟ أنت غرقان ماية كده ليه وايه الدم اللي في هدومك ده أنت مالك !؟

يامن بتعب : أنا كويس مافيش حاجة ماتقلقيش

صباح : طيب قولي ايه الدم ده !؟

يامن : ده مش دمي ده دم دنيا

صباح بقلق : دنيا !! مش دي اللي كنتوا رايحين تقابلوها، مالها حصلها ايه !؟

يامن : ماتت يا دادة، الوحيدة اللي كنت هوصل لمكان مليكة عن طريقها راحت من قبل ماتقولي أي حاجة

صباح دموعها لمعت في عينيها : لا حول ولا قوه الا بالله، لا حول ولا قوة الا بالله، أوعى تستسلم يا يامن يابني، إن شاء الله ربنا هيبعتلك اللي يعرفك مكان أختك، إن شاء الله ربنا هيحفظها لحد ماتلاقيها

جاسم اتدخل : دادة لو سمحتى خليه يطلع دلوقتى يرتاح، إحنا اتسحلنا النهاردة جري ونط وماية واقسام طول اليوم

صباح وهي بتشد يامن بحنية : تعالا يا حبيبي تعالا أطلع على اوضتك غير هدومك المتبهدلة دي وأنا هعملك آكل، زمانك على لحم بطنك من الصبح

جاسم بحزن : ياريت والله يا دادة هو فعلا ماحطش لقمة في بوءه من ساعة الفطار

صباح بصت ليامن بحزن : طيب أطلعوا غيروا لبسكم وانا هجيبلكم الأكل لحد فوق، يلا بسرعة قبل ماتبردوا 

يامن وجاسم طلعوا ياخدوا شاور ويغيروا، يامن دخل اوضته اخد هدوم ليه وراح أوضة مليكة وجاسم في اوضة يامن خلص الأول، طلع من الحمام لقى فونه بيرن فرد عليه : ايه وصلتوا لايه !؟

سمع الطرف التاني بصمت ورد : تمام ماشي

قفل الفون وغير وراح ليامن، خبط على الباب ودخل بهدوء لقاه قاعد على السرير مهموم فقعد جنبه : يامن أنت كويس !؟

يامن : هكون كويس إزاى وأنا أختي مخطـ.وفة ومش عارف أوصلها !! إزاى عايزني أبقى كويس يعني !؟

جاسم اتنهد بحزن : كلموني وقالولي دنيا أهلها وصلوا وطلعوا تصريح بدفنها واندفنت خلاص

يامن حرك راسه بفهم وحزن وجاسم فضل ساكت شوية وبعدها اتنحنح : هو في حاجة كده قالولي عليها

يامن بصله باستفهام وهو كمل بخفوت : بيقولوا إنها كانت حامل

يامن عينيه وسعت بذهول : هي مش كانت آنسه برضه إزاى حامل يعني !؟

جاسم رفع كتافه بجهل : ماعرفش هو ده اللى اتقالي، عمها طلع من الصعيد ولما وصل للقسم وعرف إنها حامل رفض التشريح أو إن الخبر يتعرف اصلا وسرع إجراءات الدفن عشان الفضايح، على رايهم كده دفن عاره أو حاجة شبه كده، واخد أخوها الصغير معاه وسافر تانى على الصعيد

يامن حرك راسه بفهم ونام على السرير بصمت، ودادة صباح خبطت ودخلت بالاكل بس هو رفض يقوم رغم كل محايلاتهم فسابوله الأكل جنبه وخرجوا هما وسابوه لوحده شوية

يامن بعد ما خرجوا غمض عينيه وسرح مع أخته وضحكتها الجميلة وصوتها اللي بيحبه، كل المواقف بينهم بتتعاد شريط قدام عينيه من وهما أطفال، وهو شايلها على ظهره وبيجري بيها، وهما بيلعبوا في الملاهي مع بعض، وهما رايحين المدرسة ومروحين مع بعض، الجامعه وهو بيتخانق معاها بسبب جمالها والشباب اللي بيبصولها وهي بتضحك على غيرته، أيام ما عملتله حفلة تخرجه، ضحكها وهدوءها ورقتها، خوفها عليه وقلقها لما يتأخر بره البيت، سهرها جنبه وهو تعبان وحضنها ليه لما تتقل الهموم عليه، كانت شبه مامته اللي بتهتم بيه اكتر منها اخته الصغيرة اللي محتاجة اهتمامه هو 

كل تفاصيل حياتهم بتتعاد قدامه ودموعه على خده مش عارف يتحكم فيها، حاسس إنه مخنوق، متكتف، ومش عارف يعمل حاجة، ياترى عامله ايه !؟ كويسة !؟ خايفة !؟ تعبانة !؟ حد اذاها !؟ ياترى لسه عايشة أصلا ولالأ !؟

قلبه كان بيتقطع من الوجع وكأن حد ماسك سكيـ.نة بارده وبيغـ.رسها في قلبه ببرود وبيطلعها ويغرسها تاني وتالت، حط ايده على صدره واتكور في نفسه واتكلم بقهر : فينك يا اختى !؟ فينك بس يا نبض قلبي !؟ يارب ساعدني أنا مش عارف أعمل ايه

قام بتهالك وراح اتوضى وطلع يصلي ورفع ايديه يناجي ربه وبيدعي بحرقة من كل قلبه طول الليل، ودادة صباح قاعده بره قدام بابه سامعه صوته ودعواته المستمرة ودموعها على خدها وقلبها بيتقطع على عيالها الاتنين، وبتدعي ربنا بقلب أم محروق على ولادها

**********
في قسم الشرطة داخل مكتب محمود اللى كان مقفول وضلمة، نزل حد ملثم من فتحة التهوية اللي في السقف وفتح كشاف موبايله وفضل يدور على حاجة في أدراج المكتب

دكتورة إسراء كانت ماشية في الممر وشافت نور بيتحرك من تحت الباب بطريقة مريبة فوقفت : هو مش الظابط محمود مشي من بدري !؟

بصت حوليها مالقتش الشويش هو كمان فدخلت المكتب بهدوء وحذر وهي بتنادي بخفوت : حضرة الظابط !!

فتحت النور ولقت راجل غريب واقف ورا المكتب فكشرت : أنت مين !؟

وقبل ماتصرخ أو تعمل أي رد فعل كان الشخص الغريب هاجم عليها وكاتم بوءها، وطلع سكيـ.نة من هدومه وغرسها في بطنها وفضل ماسكها شوية كاتم نفسها لحد ما سمع صوت حد بيقرب من المكتب، فحدف اسراء على الأرض ونط من الشباك بسرعة وهرب

أما الشخص اللى كان في الممر فهي دكتورة زميلة لاسراء، أول ما شافتها صرخت بكل صوتها لمت القسم كله عليهم، والقسم اتقلب كله فوق بعضه، واخدوا إسراء للمستشفى وكذا دورية خرجت تدور على المجرم والقسم بقى تحت حراسة مشددة-بقلم/مريم عبدالقادر-وطبعا محمود عرف باللي حصل فراح الأول لاسراء يشوفها زي ماطلب هي

أول مادخل عندها بصتله وشاورتله بايدها فهو قرب منها : مين عمل فيكي كده !؟

إسراء بتعب : ماعرفش، كان لافف وشه بشال

بصتله : كان بيدور على حاجة في مكتبك، أنت اللى كنت مقصود بكل ده
محمود : عارف، المركز بلغني 

سكت شوية وسأل : طلبتى تشوفيني ليه !؟

إسراء : عشان أقولك تسيب القضية اللى أنت شغال عليها

محمود كشر باستغراب وهي اتكلمت بصوت مهزوز والدموع بتلمع في عينيها : أنا ماعرفش أنت مضايقهم في ايه عشان يمسكوك القضية دي، بس أرجوك تسيبها وتبعد عنها وتبعد عن القاهرة خالص

محمود بهدوء : ممكن أعرف ليه كل ده !؟

إسراء : عشان لو كملت فيها هتموت 

ماقدرتش تكتم دموعها أكتر من كده وبدأت تعيط بانهيار وهي بتحضن ايدها اليمين اللى لابسه فيها دبلة : عشان الظابط اللى كان ماسك قضية حتاته قبلك مات برضه بسببها

بصتله بقهر : الرائد بدر الدين خطيبي، كان هو اللى ماسك القضية قبلك ولما وصلهم اتقتل، مات وسابني لوحدي

قعدت تعيط وهو رفع ايده يطبطب علي كتفها بس رجعها تانى وقبض على ايده جامد : ماتعيطيش، حق خطيبك الشهيد هرجعهولك 

إسراء بصتله بسرعة : لالأ أرجوك كفاية موت لحد كده، أنت عارف كام ظابط مات بسبب القضية دي كفاية بقى حرام عليكم

محمود بقوة : وعشان كده لازم نكمل ولازم حد يوقف سلسلة الدم دي، أنا مقدر خوفك علينا بس فكري فيها من ناحية تانية، لو إحنا خوفنا على نفسنا وسيبنا حتاته وأمثاله ده يعيثوا في الأرض الفساد كام روح هتدفع تمن خوفنا ده !؟ كام أم هتتحرم من أولادها أو أهلها !؟ كام طفل هيموت بدون ذنب !؟ كام بنت هيدمروا حياتها وبراءتها !؟ كام مواطن بريء هيضيع وساعتها جبروت الخنازير دول هيزيد وفسادهم هيزيد وماحدش هيقدر يقف قصادهم بعد كده

قام وقف : أنا الموت أهون عندي من أنى أعيش حياتي في سلام، وانا عارف إن اللي بيدفع تمن السلام ده أطفال مالهمش ذنب

عطاها ظهره ومشي خطوتين : شكرا لخوفك علينا بس أنا مش هقف لحد ماوصل لحتاته ده، ويا اقبض عليه واجيب حق كل إنسان أذاه في يوم، يا أموت شهيد في سبيل تحقيق الهدف ده

اسراء قعدت تعيط وهي بتفتكر نفس الجملة دي اللى قالها خطيبها ليها قبل مايموت، ومحمود سابها وراح القسم وفضل وقت طويل هناك وقبل الصبح بشوية قدر يروح البيت ساعتين قبل ما يرجع القسم تانى

**********
مرام كانت في اوضتها سهرانه مع منى بنت عمها اللى قاعده جنبها على السرير، وحوليهم حاجات حلوة كتيرة، واللاب قدامهم مفتوح على واحده من الروايات على موقع من مواقع القصص 

مرام مدت ايدها على التاتش عشان تحرك الصفحة اللى خلصتها بس منى مسكت ايدها بايدها المتبهدله بالشوكولاته واتكلمت وهي بتاكل زي عادتها : استنى استنى أنا لسه ماخلصتش 

مرام كشرت بقرف وهي بتزق منى : وسعى كده يا معفنة ايه القرف ده !؟

منى ماهتمتش بيها وعدلت نفسها تانى وكملت قراءه، ومرام قامت جابت منديل ومسحت ايدها من الشوكولاته، ولسه بتبص على منى لقتها خلصت الصفحة والصفحة اللى بعدها وبتحرك للصفحة التالته فنطت على ظهرها وهي بتخنقها بهزار : اه يا جزمه بقى أنا استناكي تخلصي قراءه وانتى بتغدري بيا

منى صرخت بصوت خافت وعضت ايدها : وسعي يا مجنونة هموت 

مرام ايدها وجعتها فشدتها بسرعة : ااااه أنتى ايه يا بت كلبه مسعورة !؟

الإتنين بصوا لبعض ومرة واحدة مسكوا في شعر بعض كالعادة، بس المرة دي لقوا هناء دخلت عليهم وهي ماسكه الشبشب في ايدها ونزلت فيهم ضرب : في ايه يا شوية جزم هو الواحد مايعرفش ينام زي البنى ادمين طول مانتوا موجودين ولا ايه !؟

مرام ومنى كانوا بيجروا في الأوضة زي الفراخ الدايخه، وهناء بتجري وراهم بالشبشب، ومرام بتحاول تمسك ايدها : خلاص يا ماما آخر مرة والله اه اه لا الشبشب بيلسوع أوي يا ماما 

هناء بغيظ : وهو انتوا لسه شوفتوا حاجة، ده أنا هطلع غلب السنين كلها فيكم دلوقتى، اثبتى يا بت 

منى طلعت تجري بره الأوضة وهي بتضحك : عسل والله يا مرات عمي، قال اثبتى قال هبل إحنا عشان نقف نتضرب !!

دخلت المطبخ استخبت فيه وهي بتفتح التلاجة تدور على حاجة تاكلها وسابت مرام هي اللي اخدت العلقه كلها لوحدها 

هناء خرجت من الأوضة وهي بتتنفس بتعب : ابقى اسمع صوت واحده فيكم تانى والله لبيتكم ساعتها على السلم، شوية جزم 

دخلت اوضتها وقفلت الباب وراها ،وراحت نامت جنب جوزها اللى اتقلب وبصلها : ماتسيبي العيال براحتهم يا هناء، كده كده بكره الجمعة وماعندهمش حاجة 

هناء بغيظ : ياخويا بطل حنيتك دي اللى هتبوظهم، وبعدين هو أنا قولت حاجة !! مايسهروا بس يسيبونا ننام، مش معقول طول النهار والليل صريخ وزعيق، دول لو عيال في ابتدائى مش هيعملوا عمايلهم السودا دي 

ناصر بضحك : ربنا يباركلنا فيهم، بكره يتجوزوا وتفتكري الأيام دي وتقولي ياريت الزمن يعود 

هناء اتنهدت بحزن : وهما يعنى كانوا عطوا لنفسهم فرصه يتخطبوا حتى عشان يتجوزوا !! ده أنا ماصدقت منى قالت هتتجوز قولت يمكن مرام تعمل زيها ولا حاجة بما إنهم بيعملوا كل حاجة زي بعض بس أهي لقيتها رجعت تانى في كلامها 

ناصر اتنهد : ده نصيب يام مرام وهما لسه نصيبهم ماجاش، ادعيلهم ربنا يرزقهم بالازواج الصالحين وسيبيها على الله 

هناء وهى بتعدل نومتها وبستغطى : ونعم بالله هقول ايه يعنى 

ناصر ضمها ليه : ماتقوليش حاجة ونامي 

فعلا هناء سكتت بس دماغها لسه بتفكر، هي زيها زي كل أم نفسها تفرح ببنتها وتطمن عليها مع راجل ابن حلال يحبها ويصونها ويتقى الله فيها، بس ما باليد حيله كله قدر ومكتوب وهما مافيش في ايدهم غير الصبر والدعاء 

.
أما بره منى خرجت من المطبخ وهي بتتلفت حوليها وماسكه بين ايديها صينية مكرونة بالبشاميل كانت بتاكل فيها، وهمست براحه لما مالقتش حد : الحمد لله الدنيا أمان

راحت أوضة مرام ودخلت بترقب بس لقت المخدة بتخبط في وشها، ومرام قاعدة على السرير وبتبصلها بغيظ : سبتيني لوحدي وهربتي يا جزمة

منى بضحك : يابنتى دي أمك وأنتى بنتها تتصافوا بقى مع بعض

مرام : ده مش على أساس إنك السبب في كل ده

خلصت كلامها وقامت بغيظ، مشت خطوتين ورجعت تاني وقفت قدامها وشدت صينية البشاميل من ايديها وخرجت من الأوضة، منى بصت على ايديها وبصت على باب الأوضة وهي بتتكلم بهبل : أكلي

خرجت جري ورا مرام اللي لقتها قاعدة في السفرة بتاكل : بت هاتي اكلي

مرام مالحقتش ترد ولقت مامتها بتزعق من جوه اوضتها : هقوملكم

منى ومرام حطوا أيديهم على بوءهم وبصوا لبعض وضحكوا بخفوت، بعدها قعدوا مع بعض ياكلوا البشاميل وهما بيتكلموا بهزار وضحك 

********
الصبح يامن صحى على صوت فونه بيرن، قام بتعب من نومه على الأرض ورد بصوت متحشرج من غير مايبص على الرقم : السلام عليكم

رد عليه راجل ملعوب في صوته كأنه بيتكلم في جهاز تغيير الصوت : عجبتك هديتي ليك !؟

يامن قام قعد وبيبص للفون باستغراب : هدية ايه وأنت مين !؟

الراجل : تؤتؤ أنا كده أزعل منك يا يومي ده حتى ماعداش ٢٤ ساعة على اللي حصل

يامن كشر : أنت مين !؟

الراجل : اكس الأعظم

يامن : العظمة لله يا متخلف يا غبي

اكس ضحك : مقبوله منك، أنا كده كده مجهزلك هدية جميلة على قلة اأدبك دي أتمنى تعجبك زي هدية امبارح، قصدي دودو دنيا

يامن قلبه دق بسرعة : أنت ليك يد في موتها !؟

اكس ضحك بعلو صوته : أنجوى يا يومي 

قفل السكة في وشه ويامن قام يجري بره اوضته ودخل الأوضة عند جاسم مرة واحده من غير مايخبط، لقاه نايم راح بسرعة وشده من هدومه : جاسم جاسم اصحى فوق

جاسم بخضه : في ايه في ايه زلزال ده ولا ايه !؟

يامن : زلزال ايه يابني فوق

جاسم بيفرك عينيه بنوم : ايه يابني ده فزعتني

يامن حط فونه في وش جاسم : شوف ده

جاسم بيبعد لورا عشان يشوف كويس : ايه ده !؟ رقم غريب، ماله ده !؟

يامن : استنى، أنا فوني بيسجل مكالمات الأرقام الغريبه تلقائي، اسمع كده

شغل التسجيل وجاسم بيسمع لحد آخر المكالمة وبص ليامن بذهول : تفتكر دنيا اتقتـ.لت عمد !؟

يامن : ده أكيد، أنت ماشفتش شكلها أول ماوصلتلها كانت بتصرخ زي المجانين وكأن حد بيهددها بحاجة، أنا مش عارف ايه اللي حصل بالظبط بس اكيد إن اكس ده ليه يد في الموضوع

جاسم بتساؤل : ليه !؟ يعني مهما كان ليه يقتـ.لها !؟

يامن بتفكير : مافيش غير حاجة واحده

جاسم : ايه هي !؟

يامن بصله : مليكة، أكيد هو اللي خطـ.فها ولما دنيا كانت هتقولي كل حاجة اتخلص منها، مافيش غير كده

جاسم بتفكير : ممكن برضه

قاطعهم صوت خبطه صغيرة على الباب المفتوح ولمياء واقفه : يامن بيه في طرد وصل لحضرتك، تحب اجيبهولك هنا !؟

يامن باستغراب : طرد ايه ومن مين !؟

لمياء : ماعرفش والله، ده صندوق كده مندوب شركة التوصيل سلمه ومشي

يامن وجاسم بصوا لبعض ونزلوا جري على تحت يشوفوا ايه الطرد ده 

**********
محمود روح بيته اخيرا، دخل الشقة لقى منصورة قاعدة على سجادة الصلاة بعد ما صلت الفجر، بصتله بلهفة وقربت منه بقلق : أنت كنت تحت !؟ فكرتك نايم

محمود بصلها وبص على أوضة هاجر اللى بابها كان مفتوح وهي نايمة ببراءه وحاضنه دبدوبها الصغير، ورجع بص لمنصورة تانى وهو مكشر : كتب كتابك على سامح الخميس الجاي 

منصورة كشرت بغضب : ايه اللي أنت بتقوله ده !؟

محمود لأول مرة يزعق فيها : منصورة كلمة ومش هتنيها، ياتتجوزي سامح ياتخدي بنتك وترجعي البلد عند ابوكي

منصورة : لااااا أنت كده شكلك اتجننت على الآخر، أنت عايز تكرشني من بيتي ولا ايه !؟

محمود مسك ايدها شدها وراه لاوضتها وقفل الباب عشان هاجر ماتصحاش، وبصلها : أنا مش عايز اكرشك ولا حاجة بس قعدتكم هنا خطر

منصورة : طيب مانت معانا

محمود : ما هو عشان أنا معاكم فانتوا في خطر، بسببي أنا

منصورة قربت منه بقلق : أنا مش فاهمه حاجه 

محمود قعدها وقعد جنبها وحكالها اللى حصل في القسم : حتاته شكله مش ناوي يجيبها البر وشكله حطني في دماغة، وطبعا وجودكم جنبي هيعرض حياتكم للخطر فأرجوكي يا منصورة يا تتجوزي سامح وتروحوا تعيشوا معاه، يا ترجعي عند جدي في البلد، أنا مش هقدر اقعد هنا كتير ومش هقدر اسيبكم لوحدكم

منصورة بصتله بصمت وهو وقف قدامها : لو مش عايزة سامح أنا مش هجبرك عليه أنتى حره تتجوزي أو لأ، فلو مش عايزاه قومي لمي هدومك وهدوم بنتك وخليني اروحكم البلد عشان اطمن عليكم

سابها وراح اوضته أخد شاور ولبس بدلته الميري ووقف قدام المرايا يبص لنفسه واتكلم بحزم : لتانى مرة بجدد العهد معاك، لازم توصلهم يا محمود مهما كان التمن

أخد نفس طويل واخد سلاحه حطه في جرابه وقبل ما يخرج لقى منصورة بتخبط على الباب ودخلت بعد ما سمحلها

منصورة : أنا موافقة

زاغت بعنيها بعيد وهمست بخفوت : موافقة على سامح 

محمود أبتسم وبصلها : هبلغ جدي بالكلام ده وربنا يتمملكم على خير

منصورة قربت منه بقلق : وأنت !؟

محمود : ماتقلقيش عليا، أنا ربنا معايا ومش شوية الصعاليك دول اللى هيقدروا عليا، ادعولي أنتوا بس

منصورة حضنته بخوف : ربنا يحفظك يابني ويذل اعدائك وترجع منصور بإذن اللّٰه

محمود أمن على دعائها وطبطب على راسها وخرج من اوضته، وقبل ما يمشي دخل عند هاجر وقعد جنبها، وهو بيتخيلها مكان كل بنت اتأذت من حتاته ومسك ايدها باسها : عمري ما هسمح لحد يأذيكي ابدا يا حبيبتي، وكل بنت اتأذت من حتاته هرجع حقها بإذن اللّٰه

طبطب على شعرها : ربنا يحفظك من كل شر ومن كل مؤذي مابيتقيش ربنا

سابها وخرج وراح القسم تانى يكمل شغله، دخل القسم واخد في وشه ومش طايق أى حد، وصل لمكتبه لقى عيد في استقباله زي العادة : صباح الخير يا باشا

محمود : همممم بعبع باللي عندك يا عيد وانجز

عيد : طول عمرك فاهمني يا باشا 

قرب منه كأنه هيقوله سر حربي وهمس : الرجالة اللى وصيت عليهم من يومين عايزين يقابلوك، شكلهم كده استوا على الآخر وهيعترفوا

محمود أبتسم بشر وراح مع عيد على التخشيبه : منورين يا رجالة

الظباط اللي واقفين على الباب اتكلموا مع بعض : ده نورك يا باشا 

محمود : افتحلي يابني الزنزانة دي 

العساكر فتحوا الباب ومحمود دخل وراح قعد قدام رجالة مهريطه بكل تناكه : سامعكم 

واحد كان هيتكلم بس محمود رفع صباعه في وشهم : وقبل ما حد يلف ويدور لو ماسمعتش اللي أنا عايزة صدقوني اللي شوفتوه هنا كوم واللي هتشوفوه بعد كده كوم تاني، هخليكم تتمنوا لو ماتولدتوش في الدنيا دي، فمن قصيرها كده تقولوا المفيد 

واحد اتكلم وهو بينهج من كتر التعب والألم اللي حاسه، وكل جزء من جسمه كان بيوجعه من الضرب اللي اتعرضله من باقي المساجين : امبابه، حي امبابه يا باشا، شارع ____ 

محمود : ماله الشارع ده !؟

واحد تاني رد : المعلم مهريطه كان بيروح هناك كتير لوحده أو مع الواد صامبو وماحدش يعرف كان بيروح يعمل ايه أو يقابل مين !؟

تالتهم رد : وصامبو ده لو قطعته حتت كده عمره ما هينطق بحاجة

محمود هز راسه بفهم فهو سبق واستجوب صامبو قبل مايقبض على مهريطه ومهما يعملوا فيه ماكانش بينطق بولا حرف، قام وقف وبصلهم التلاته : تمام

بص للعسكري على الباب : يا عسكري ماحدش يقرب منهم خلاص سيبوهم في حالهم

جه يمشي بس واحد وقفه : هو أنت مش هتخرجنا من هنا يا باشا !؟

محمود : هل أنا قولتلكم إني هخرجكم !؟

الراجل : لأ 

محمود وهو بيخرج من الزنزانة : ولما هو لأ عايزني اخرجكم ليه !! اخركم معايا ماخليش حد يأذيكم تاني وبس إنما الباقي ده يخص النيابة مش بتاعي 

سابهم ومشى راح لغرفة الاجتماعات عشان الإجتماع اللي اللواء عامله بسبب المصيبة اللى حصلت في القسم على حد وصفه 

**********
صندوق كرتون كبير متغلف محطوط على ترابيزه الانتريه الازاز والكل واقف حوليه، يامن وجاسم وداده صباح ولمياء وعم حامد الجنايني

صباح بصت ليامن بتساؤل : مش هتفتحه !؟

يامن قرب من الصندوق بتردد ومسك سكيـ.نة الفاكهة وبدأ يفتحه، حط السكيـ.نة على الترابيزة بعد ماقطع كل اللزق وفتح الصندوق لقى جواه علبة هدايا صغيره وظرف كبير وورقة باين إنها رسالة، مد ايده واخد الورقة فتحها وبيقرأ بصوت مسموع : مش عارف إذا كانت هدية امبارح عجبتك ولا لأ بس متأكد إن الهدية دي هتعجبك أوي، أفتح الظرف

يامن حط الورقة على الترابيزة ومسك الظرف وبيفتح فيه وهو قلبه بينبض بعنف، لقى فيه صور كتير خرجهم وشهق جامد من الصدمة وكلهم اتصدموا معاه

الدموع لمعت في عين يامن وهو شايف صور لأخته متربطه بحبال وهدومها غرقانه دم : لالالا، مليكة 

لقى رسالة تانية مع الصور قرأها : أنا قولت أكيد أختك وحشتك فجبتلك كام صورة ليها، هي عايشه بس الله أعلم هتفضل عايشه لامتى، البوكس فيه هدية من أختك هتعجبك أوي افتحه 

يامن رمى الصور على التربيزة ومسك البوكس برعب وقلبه هيخرج من صدره من كتر الدق، فتح البوكس وهنا كل اللي حوليه صرخوا ولمياء طلعت تجري بعيد، ويامن وقع على الأرض بصدمة ودموعه على خده، وداده صباح قعدت على اقرب كرسي منها وهي بتعيط وايدها على قلبها 

جاسم قرب من البوكس بصدمة وهو بيهز راسه باستنكار : لالأ، دي أكيد مش هي

بص ليامن اللي مبروق جامد ودموعه مش مبطله ومش قادر ينطق، وبيبص على البوكس وهو شايف صوابع بنت مقطـ.وعة ومحطوطة جواه، وواحد من الصوابع فيه خاتم أخته السوليتير اللى كان مصنعه مخصوص عشانها وحافر عليه اسمها وهداهولها يوم تخرجها

يامن قرب من البوكس وطلع الصوابع منه بصدمه وايده بترتجف وبيهز راسه برفض : لأ، أكيد لأ، مليكة حبيبتي، لالالا، أكيد أنا بحلم

قعد يضرب نفسه على وشه وبيزعق : فوق يا يامن، ده حلم، اصحى، ده كابوس لازم تخرج منه، قوم

جاسم قرب منه بسرعة ومسك ايده : يامن بطل اللي بتعمله ده

يامن زعق وهو بيزق فيه : أبعد عني، وسع أنا لازم اصحى لازم افوق من الكابوس ده

جاسم بدموع بتلمع في عينيه : بالله عليك كفاية أنت صاحي، كفاية

يامن زقه بكل قوته وقام زي المجنون يلف حولين نفسه بتوهان لحد ماعينه وقعت على السكيـ.نة على الترابيزة مسكها ومرة واحده غرسها في كف ايده وكلهم بيصرخوا 

________يتبع

بقلم/ مريم محمد عبد القادر 

دمتم في حفظ الرحمن ورعايته 🤍🤍

 •تابع الفصل التالي "رواية رهينة بين يدي منافق" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent