رواية حارة تايسون الفصل الثامن 8 - بقلم زينب سمير
' حارة_تـايسـون' حارة تـايسـون '
الفصل الثامن ..
لا تعلم ما الذي دهاها ، لكنها تشعر بالجنون والاختناق لجلوسها بهذا المكان ، بعد كل ما سمعته ، تحيا مع قاتل وغدا ستصبح زوجته ! لن تسمح بأن يحدث هذا مهما كلفها الامر .. ستهرب تلك المرة وان فشلت حتما ستقتل نفسها لكن تلك المرة لن تمثل الانتحار ، بل ستحقق الامر فعلا ، بالهربة الماضية كانت متسرعة وحاولت في بداية الليل لكن الان ظلام بعد منتصف الليل قد انتصف ، السكون كان يعم الحارة وخاصة المنطقة الملتفة حول منزله ، لـذا .. استعانت بالشجرة لكي تنزل كالمرة السابقة ، لمحت من قبل درج " سلـم " قصير موجود بإحدي انحاء الحديقة فقررت ان تستعان به لتقفز من فوق السـور ، حركته واوقفته امام السو الخلفي لـ المنزل ، صعدت ثمانٍ درجات منه فرأت العالم من خلف اسوار منزله اخيرا ..
ابتسمت وهي تشعر كأنها تقارب علي نيل الحرية
كادت تصعد درجة اخري لكن بدلا من ان تضع قدمها علي الدرجة وضعتها في الهواء !
فترنح جسدها واختل توازنها ، كادت تسقط فتعالي صراخها وهي تفكر بما سيحدث بعد ثوانٍ قليلة
اغمضت عيونها كذلك برعب ، لكن .. لم تسقط ارضا
فقط حال بين جسدها والارض ساعدين قويين تلقفا جسدها قبل السقوط ، عندما اطمئنت انها لم تسقط فتحت إحدي عينيها بقلق فوجدت ما خافت منه .. انها امامه هو
من يحملها وانقذها ، لم يكون سـوي تـايســون .. !!
ابتعلت ريقها وهي تري غابات عينيه تحترق بالغضب ، ملامحه جامدة لكنها تشعر بأعصابه التي يفعل المستحيل ليتحكم بها بدلا من الفتك بها هـي ..
همست بصوت خاشي:-
_تايسون انا......
همس:-
_اشـشـش
حاولت ان تتحدق فترك جسدها ! فسقطت ارضا وهي تتأوه بآلم وصدمة من فعلته ، ردد بقسوة:-
_لما اقول كلمة تتسمع .. فاهمة ؟
اؤمات بنعم بخوف بيّن ، هتف هو بسخرية:-
_اية فكرتي اني اعطيتلك الامان لما وافقتي تتجوزني فقولتي تجربي تهربي ؟
رمقها باستهجان وهي تنهض بآلم و:-
_معلومة كمان لازم تعرفيها عن تايسون ..
اقترب وتقابلت عيونها بعينيه ، الماء مع النار ، الجنة مع جهنم وهو يتابع:-
_انه مبيثقش في حد حتي صوابع ايديه
ولعب بأصاعبه امام عيونها بحركة رغم انها عادية الا انها اخافتها !
عَلي صوته فجأة مما تسبب بإرعاشها وهو يصرخ:-
_جعفـر
جاء له جعفر ركضا فأمره وعيونه عليها:-
_هات مأذون الحارة
اتسعت عيونها وعيون جعفر ذهولا فتابع هو باسما بأستفزاز:-
_علشان هكتب علي وعـدي دلوقتي
صرخت ببكاء:-
_انت وعدتي انه بكرة
تايسون بلامبالاة:-
_وانتي وعدتيني انك مش هتعملي اي حركات مجنونة ومشاغبة ، بس خلفتي وعدك فمن حقي ان الغي وعدي كمان ياوعـدي
اشار لجعفر بيده ان يذهب وينفذ ما طلبه ، فغادر جعفر وبقيت هي في مواجهته .. قالت بأرتعاش وغضب:-
_بـس انا مقدرش اتجوزك
رفع إحدي حاجبيه بسخرية:-
_اية لعب العيال دا ما انت الصبح كنتي موافقة ياوعـدي
صرخت اخيرا بأنهيار متذكرة حديث تلك المدعاه بـ عـلا:-
_كنت موافقة عادي علشان كنت مفكراك انسان
تايسون بضحك:-
_اومال انا اية ؟ كائن فضائي ومعرفش !
صرحت اخيرا بكره:-
_لا .. قتال قتلة وسفاح
رفع حاجبيه بذهول واضح من حديثها ، تغيرت نظراته وتلاعبت السخرية والمرارة علي شفتيه و:-
_ما شاء الله الواحد يختفي ساعتين يرجع يلاقي نفسه قتال قتلة !
وعـد:-
_انا مقولتش كدا من نفسي .. عـ
قاطع حديثهم جعفر يخبرهم بوصول المأذون فهتف هو بصرامة:-
_نأجل كلامنا في الحوار دا لبعد كتب كتابنا ياوعـدي
نطقت بدموع حقيقة وقهر:-
_بـس انا مش عايزه اتجوزك
احكم قبضة يده حول ساعدها ناطقا بقسوة شديدة زلزلت كيانها:-
_مبقاش يفيد رأيك دلوقتي ، هكتب عليكي يعني هكتب عليكي
نظرت له بأنهيار مرددة:-
_هنتحر
تايسون بلامبالاة:-
_تعالي نكتب الكتاب دلوقتي وبعد كتب الكتاب ننتحر انا وانتي وناهد وكلنا
. . .
حاول رامز الاتصال بـ نصري عدة مرات ليخبره بكل ما وصل له ، لكن الاخير لم يكن يرد ، فلم يجد رامز حلا سوي الذهاب له ، ليخبره بكل جديد وصلوا له ، وصل لـ المنزل وطرق الباب .. لحظات وفتحت نشوي له
المنزل لم يكن صامتا بل تعالت فيه عدة اصوات علم انهم خاصون بأهل وعـد
يبدو ان العائلة تجمعت بعد معرفتها بخبر اختفاء وعـد
رغم عدم اهمية وجودهم ، رغم انهم لن يفعلوا شيئا سوي انهم سيزيدوا من انهيار نشوي إلا إنهم حضروا !
هتفت نشوي وهي تسمح له بالدخول:-
_اتفضل يارامز يابني
قال بتسأل:-
_عمي نصري فين
نشوي:-
_جوه .. عايزه في حاجة ؟
نظر لكل العيون التي تطالعه بأهتمام ، لم يعرف أيقول ما لديه ام يصمت ؟! لكن .. راحت نشوي تلح عليه بأن يتحدث خاصة بعدما رأت في عينيه الحيرة ، والحيرة بتلك الامور تعني انه يعلم شيئا ، فزاد الحاحها .. الحاحا بلهفة وشوق
نطق اخيرا:-
_في مكان شاكك ان وعـد ممكن تكون فيه ، بس شكي ميعديش الـ تلاتين في المية
ازهر وجهها فجأة كأن الحياة عادت لها وهي تصرخ بسعادة:-
_بجد يابني ؟ طيب واقف هنا لية يلا روح هاتها
تحركت حول نفسها وهي تردد:-
_لا استني انا كمان هاجي معاك ، استني دقيقة واحدة وبس وهتلاقيني جاهزة ، لو مستعجل هنزل معاك علطول ومش مهم البس انا .. انا
امسكها من اكتافها ليفيقها من حالة الهذيان التي اصابتها وهو يصرح بـ:-
_مش هينفع تروحي معايا ياطنط ، المكان لبش هناك وحارة وحوار
وكلماته لم تهديها بل زادت من قلقها وخوفها ، كان يستمع نصري لهذا الحديث منذ البداية فقد خرج عند لحظة نطق رامز بشكه ، اقترب منهم مردفا بجدية يحاول فيها ان يخفي دقات قلبه المتسارعة اثر استماعه لذلك الخبر خبر قرب واحتمالية وجود ابنته .. وعـد:-
_مش هينفع تروحي معانا يانشوي
نظرت له بدموع مستعطفة لكنه لم يهتز ، فهو لا يضمن بأي حال سيجد وعـد ، لـذا اكمل بنفس الجدية الممزوجة بالصرامة:-
_هنروح انا ورامز ومعانا قوة وانتي هتقعدي هنا
_يانصري...
رفت يده علامة علي " انتهي الكلام " ولانها تعرف زوجها صمتت بحزن ، كاد يغادر هو ورامز لكن بعض رجال العائلة اصروا علي الذهاب معهم
رفض متعللا بأنه لا يريد اتعابهم لكن امام اصرارهم الشديد وافق مغلوبا علي امره ...
. . .
بتمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل ، خرج صوت المأذون ناطقا:-
_بارك الله لكم وبارك عليكم وجمع بينكم في خيـر
ابتسم تايسون بثقة عند سماعه لتلك الكلمة ، بينما ادمعت عيون وعـد بقهر ، نطق تايسون امرا جعفر:-
_وصل المأذون لبيته واكرمه
اكرمه بقاموس تايسون لها معنان لا ثالث لهم
الاول .. يجعله يعشق الفرصة التي قابل تايسون فيها
الثاني .. يندم ندم عمره علي فعل ذلك
وعليك ان تفهم معناها من خلال نطق تايسون بالكلمة ، او من خلال الموقف الذي يكون دائرا حوله وقتها
والمأذون كانت من حقه معني الكلمة الاول فـ يـا هناه ..
اختفت الجموع وبقيت هي وهو فقط ، كانت هي ترتعش خوفا وضيقا من ما حدث ، هو كان مبتسما بسعادة حقا لا يعلم مصدرها ، غريب ما يحدث له ، هو متعجبا من حاله وسعادته الكبيرة تلك ، هل فعلا هو فرحا بأقتران اسمه باسمها ! يبدو ان تلك الفتاة تؤثر به بقوة ، تترك بقلبه علامات لا يستطيع ان ينكرها ولانه قويا .. لا يحب الكذب حتي علي نفسه
اعترف انه معجبا بتلك الفتاة وزادت مشاعره فبقيت بين الاعجاب والحب ، انحصرت هناك ويعلم كما نحن نعلم انها ستتحول قريبا الي حبا حقيقا
وهو لا يخشي هذا !
هو لا يخشي ان يحب خاصة وان كانت حبيبته هي وعـده
ملكه وزوجته الان ..
طال الصمت فقاطعه صوته:-
_اية ياعروسة ، مكسوفة ولا اية ؟
رفعت عيونها وتطلعت له بدموع ، تذكرت الان رامز ووعودها له انها ستكون ملكه ، أمرآته هو وفقط ، الان خلت بوعدها ، اردفت بكل ما يجول بخاطرها:-
_مش مصدقة اني بقيت مراتك ، مش مصدقة ان اسمي اتكتب علي اسم واحد غير رامز ، انا كنت وعداه اني مش هكون لغيره ، بسببك خلفت الوعد
بدأت تنهار باكية:-
_بسببك خلفت الوعد
كان يجلس بجوارها فألتفتت له وراحت تضربه علي صدره بأنهيار وضعف مرددة:-
_انت السبب .. انت السبب
امسك يديها وثبتها علي صدره بيديه الاثنين ، بيده الاخري امسك ذقنها بقوة مثبتا وجهها امام وجهه ، جاعلا عينيه تقابل عيونها لتحرقها نظراته وقد تحولت فجأة من الصفاء لـ الغضب الحارق وهو يصيح بتملك واضح:-
_الاول .. سيرة رامز دي مكنتش بتفرق معايا لان مكنش بيربط بينا حاجة ، لكن دلوقتي انتي مراتي مكتوبة علي اسمي ، شرفك من شرفي ، يعني انا بس اللي يملكك ويملك قلبك ، سيرة راجل تاني هتيجي علي لسانك هقطعهولك ، قلبك هيدق لغيري هوقفهولك عن النبض وعن الحياة خالص ... فاهمة ؟
صاحت بإنهيار:-
_مش هتقدر تخليني احبك واكرهه
تايسون:-
_وعدتك هخليكي تنسيه ومتفتكريش غيري انا وبـس ، فأديني فرصة اثبتلك كلامي ووعدي بهدوء بدل ما اثبته بالعكس
وعـد:-
_انا بكرهك
اجاب بدون شعور:-
_وانا بحبك !
ومنذ لحظات كان يقول انه فقط يكن لها بعض الاعجاب ، والان يعترف بدون شعور بالحب .. اي مشاعر بالله يكنها هو لها ؟! الاعجاب ام الحب .. ام .. الاثنان معا !!
. . .
اتجوزوا 💃💃😱😱
•تابع الفصل التالي "رواية حارة تايسون" اضغط على اسم الرواية