رواية الحلم و السراب الفصل الثامن 8 - بقلم إيمان عطية
ماما دخلت معايا أوضتي عشان تتكلم معايا في موضوع مهم… شافتني قلقانة فطمنتني وبدأت كلامها..
_ متقلقيش يابنتي كدة… أنا بس عاوزة اتكلم بيني وبينك عشان مااشغلش أبوكي معانا وهو تعبان كدة…
_ خير ياماما هو بابا ماله؟
_ ولا حاجة يابنتي مانتي عارفة… الضغط لما بيعلى عليه…. وآخر مرة الدكتور قاله ياخد باله ويتابعه باهتمام ومايجهدش نفسه بالتفكير الكتير عشان مضاعفات الضغط يكفينا الشر… وبيني وبينك كدة… أنا حاسة بيه بقاله يومين مابينامش كويس وطول الليل يتقلب في السرير وأكيد دماغه مشغولة…
_ لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم… أكيد أنا السبب…. أكيد بيفكر فيا وشايل همي… والله والله ياماما منا عاوزة حاجة خالص…. مش عاوزاكم تشيلوا هم حاجة خالص…
_ إستني بس يانوحا… هو انا يابنتي بتكلم معاكي عشان تحسي بالذنب كدة.. طولي بالك واسمعي كلامي للآخر وبعدين اتكلمي.
_ حاضر ياماما… إتفضلي
_ أبوكي قال إنهم اتفقوا هو وأبو العريس إنكم هتكتبوا الكتاب وتسافروا على طول يعني ولا في شقة ولا فرش ولا هيكلفونا أي حاجة… بس ده مايمنعش إنك هيلزمك شوية لبس حلوين وشوية مكياج والحاجات اللي العروسة بتحتاجها دي… أنا معرفش الحاجات اللي طالعة جديد دي….. والحمد لله دي حاجات مقدور عليها… وكمان العريس دفع مهر حلو يكفي الحاجات دي وزيادة كمان…. بس بيني وبينك أنا مدكنة قرشين للزمن… وعاملة جمعية هقبضها كمان يومين إن شاء الله… كنت عاوزة اجدد بيها الأنتريه لكن ملهوش لزوم… اللي عندنا لسة يتحمل سنتين تلاتة كمان… أنا بقول كدة هيبقة معانا قرشين حلوين.. المهر والجمعية والقرشين اللي محوشاهم…. يبقا أجيبلك حتتين دهب ينفعوكي للزمن ونجيب بالباقي شوية اللبس والرفايع اللي تلزمك… أيه رأيك؟
_ قمت بوست أديها وبوست راسها وانا ببكي… حبيبتي ياماما ربنا مايحرمنيش منكم أبدا ويخليكم ليا… بس بجد بجد أنا مش عاوزة دهب ولا غيره… الحمد لله أحمد جايب شبكة حلوة وانا أصلا مليش في لبس الدهب…. إنتي تسيبي الجمعية والقرشين اللي محوشاهم للزمن بردوا بس ليكي إنتي يانور عيني… وانا كفاية عليا المهر هجيب منه كل اللي يلزمني وزيادة ياست الكل… وريحي دماغك خالص من ناحيتي.. وطمني بابا متخليهوش يشيل هم أي حاجة كفاية عليه الحمل اللي طول عمره شايله فوق كتافه…
_ متزعلينيش منك يانوجا… أنا عارفة إنك بنت بمية راجل وبتفكري في اللي حواليكي أكتر من نفسك… لكن ريحيني واسمعي كلامي… هو ده اللي هيطمني عليكي يابنتي وانتي بعيد عني… يكون معاكي حاجة للزمن… واحنا هنا ماتشيليش همنا… أمرنا سهل مش بنحتاج غير لقمتنا وهدمتنا وعلاج أبوكي.. . ولو خايفة على أبوكي بجد يبقة تسمعي كلامي وهو ده اللي هيطمنه ويخليه يبطل تفكير.
_ الأمر لله وحده.. ربنا يخليكم ليا يارب حبيبة قلبي ويديكم الصحة والعافية إنتي وبابا.
_ اقوم انا بقا اروح لابوكي اتكلم معاه واطمنه قبل ماينام… وانتي اعملي حسابك من بكرة إن شاء الله ننزل سوا نعمل اللي اتفقنا عليه…. تصبحي على خير.
_ وانتي من أهله ياماما.
ماما دخلت على بابا الأوضة لقته قاعد عالسرير سرحان وحاطط إيده على خده وشايل هم الدنيا كلها … إتخضت من شكله وقعدت جنبه وبدأت تتكلم معاه..
_ مالك ياابو سامية كفالله الشر… شايل طاجن ستك ليه كدة… زرعتها مانجا طلعت طماطم هههههه وماله دي حتى الطماطم ساعات بتكون أغلى من المانجا..
بابا اتنهد وبصلها بنظرة كلها خوف وقلة حيلة وقالها بنبرة حزينة.
_ فايقة ورايقة ياوداد…
_ يوووه…. وماافوقش ليه واروق وافرح كمان… جوزت بنتي والتانية كمان هتتجوز أهي والحمد لله الدنيا زي الفل…. شايل الهم كدة ليه ياراجل.. ماتفرح كدة وتشد حيلك…. وان كان على جهاز البنت… الحمد لله جات من عند ربنا والجوازة مش هتكلفنا حاجة… وانا ياسيدي مش هطلب منك ولا مليم…
_ جهاز أيه ياوداد اللي هشيل همه… أنا قلقان من حاجة تانية خالص…. طب ياريت العريس كان عنده شقة وانا افرشهاله باللي ربنا يقدرني عليه… بس بنتك تبقا جنبنا هنا ومتطمنين عليها… لكن الجوازة هتتم بسرعة وهيسافروا لا عارفين هتعيش فين ولا هتعيش ازاي… مليون حاجة موغوشاني ياوداد وخايف على البنت… نجوى بنت طيبة وخام لا لفت ولا دارت… هتعرف تعيش وتندمج مع الناس ازاي في الغربة…. ده لو اشتغلت يعني.. والله لولا اني حسيت إن بنتك ميالة للجوازة دي… مكنتش وافقت خالص عليها… حاسس إني قليل الحيلة ومتكتف مش قادر أضمن لبنتي جوازة مستقرة..
_ ياعبد الحميد هو في حاجة أصلا مضمونة في الزمن ده… خليها على الله ياراجل… أنت مش سألت عالجدع وقلت انه كويس… هو ده المهم في الجوازة.. إن عريسها يكون كويس وشاريها.. ويعيشها مستورة ويحافظ عليها… بالله عليك ياشيخ تروق كدة عشان صحتك وبلاش القلق ده… إستبشر خير وارمي حمولك عاللي خلقك… وإن شاء الله بنتك ربنا هيكرمها ويحفظها.. سبحانه عالم بحالنا وهيكرمنا في بناتنا.
_ ونعم بالله… عليه توكلنا وإليه أنبنا… هو مولانا ونعم النصير.
_ أيوة كدة… هقوم اعملك كوباية لمون تروق دمك.
_ لالا بلاش ياوداد… أنا هنام أحسن…. حاسس إني جعان نوم.
_ طيب يااخويا… تصبح على خير… أنا هطفي النور واجي انام أنا كمان… عاوزة اقوم بدري أخلص اللي ورايا وانزل مع بنتك تشتري شوية حاجات وشوية لبس..
_ على خيرة الله… بقولك ايه ياوداد…. هاتيلها كل اللي هي عاوزاه….. ماتخليش في نفسها حاجة… الناس دافعين مهر كويس… وكاتبين مؤخر صداق كبير… مش عاوزين احنا نقصر في أي حاجة مع البنت.. هاتيلها حاجة كويسة تشرفها قدام عريسها..
_ ماتقلقش ياعبده. يلا ياخويا تصبح على خير.
_وانتي من أهل الخير ياوداد.
في اليوم التالي خرجنا أنا وماما ولفينا عالمحلات… جبت شوية لبس بيتي وخروج بس مش كتير… فضلنا أسبوع كل يوم نخرج سوا نجيب كل الحاجات الضرورية اللي هحتاجها وماما قبضت الجمعية ونفذت اللي في دماغها وجابتلي سلسلة حوالي 30 جرام…. بابا اتفاجئ وفرح جدا بتصرف ماما وقاللي معلش يابنتي أنا قصرت معاكي… بس إن شاءالله لما ترجعوا مصر وتجيبوا شقة.. جهازك دين في رقبتي عشان تبقي زيك زي أختك.
_ لا يابابا ماتقولش كدة…. ده كله من خيرك ياحبيبي… والا أيه ياماما؟
_طبعا يابنتي كله من خيره… وربنا يسعدك ويهنيكي يارب.
_تسلمولي يارب ياحبايب قلبي.
أحمد كان بيكلمني كل يوم… وكان بيحاول يدوب الجليد اللي بيننا زي ماكان بيوصفه…. ميعرفش إني بموت فيه بس خجلي وقلقي هما اللي كانوا الحاجز مابيننا…. كان جوايا خوف غريب…. من كتر سعادتي كان في حاجة جوايا بتقولي متفرحيش أوي عشان متحزتيش أوي…. توقعي السيئ عشان تحسي بالرضا مع الواقع… كنت بحاول كتير أتغلب عالإحساس ده… خصوصا لما أحمد بيكلمني…. كنت عايشة في صراع مابين كلامه اللي يطمن ومخاوفي اللي بتموت أي فرحة جوايا.. كنت كل يوم أحط دماغي عالمخدة وادعي ربنا يطمن قلبي ويخيب ظنوني… وارجع أقول ياترى الأيام الجاية مخبيالي أيه..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية الحلم و السراب) اسم الرواية