رواية رهينة بين يدي منافق الفصل التاسع 9 - بقلم مريم محمد
من أين أبدأ والحديث رسول ، والزاد حرفي والرحيل طويل
في مدح أحمد والبيان مقصر ، جف المداد وما عساي أقول
يا لهفة المشتاق كيف أصوغها ، عجزت حروفي والمقام جليل
فصلاة ربي والسلام عتادنا ، وعلى جناح المرسلات رحيل
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
بقلم/مريم محمد عبد القادر
يامن زق جاسم بكل قوته وقام زي المجنون يلف حولين نفسه بتوهان لحد ماعينه وقعت على السكيـ.نة على الترابيزة مسكها ومرة واحده غرسها في كف ايده وكلهم بيصرخوا
جاسم قام بسرعة ومسك دراعاته الاتنين وبيحاول يهديه : يا مجنون أنت بتعمل ايه !؟
يامن بيزعق : سيبني، سيبني افوق
جاسم : يامن أبوس ايدك كفاية كده، بالله عليك
يامن عمال يقاوم قصاده لحد ما جاسم زعق : يعني هي أختك هترجع كده !؟
يامن بطل حركة وبصله وجاسم كمل بهدوء : أنت لازم تهدى عشان ترجعها
يامن بيبصله وبيهز راسه وبيتكلم بقهر وصوت مكتوم : اختى اتبهدلت، أنت شايف عملوا فيها ايه !؟ بنتى الصغيرة بتتـ.عذب يا جاسم وأنا متكتف هنا مش عارف أوصلها
جاسم قرب منه وحضنه وهو مش عارف يقول ايه، وكلهم عمالين يعيطوا وبس
**********
يوسف صحى الصبح وراح شركة يامن، فونه رن برقم فاتوتر وبص حوليه ودخل أول مكان قابله وكان الحمام
رد على المتصل بخفوت : في ايه على الصبح !؟
سمع المتصل لحد ما خلص واتنهد بضيق : وهي عامله ايه دلوقتى !؟
سمع المتصل ورد : فاقت ولا لسه تحت تأثير المخدر !؟
سمع المتصل تانى : طيب ماشي خلاص خلي بالك منها لحد ماجيلكم أنا أشوفها
قفل الفون وحطه في جيبه وسند على الحوض قدامه واتنهد بضيق وبص لنفسه في المرايا : ماكنتش عايز نوصل لكده
غسل وشه بالمياه عشان يفوق شوية وخرج من الحمام، وراح مكتبه عشان يبدأ شغل زي ما يامن قاله قبل كده
********
محمود في القسم قاعد في الإجتماع واللواء بيزعق : مهزلة ايه دي اللى حصلت يا حضرات !؟ بقى تانى أكبر مركز قسم في القاهرة يحصل فيه عملية هجوم زي دي !؟ تسموه ايه ده !؟
بص لمحمود بشر وماكانش شايف أنسب منه يفرغ غضبه فيه : أنا قولتلك قبل كده يا حضرة الظابط تخاف على النسور بتاعتك، بس الظاهر إنك مش هتخاف بجد غير لما تطير
محمود بصله بغضب أكبر بس اتحكم فيه بصعوبة : حضرتك بتحملني أنا الذنب ليه !؟ أنا واحد خلص شغله ومشي، حراسة المركز دي مش بتاعتي، أومال الأمن دول شغلتهم ايه لما أنا اخلص شغلي واقعد كمان احرس المكتب بعد ما خلص !!
اللواء هبد جامد على المكتب : ألزم حدودك يا عسكري أنت هتبجح فيا كمان !؟
محمود : العفو سعادتك بس أنت كده بتحملني ذنب مش ذنبي
اللواء قام من على كرسيه وقرب من محمود اللى قام وقف، ومسك كتفه وقال بهمس : ما هو لازم حد يتحمل مسؤولية اللى حصل ده، ولو مش عايز يكون الشخص ده أنت لازم تجيبلي حتاته في أقرب وقت، واضح يا حضرة الرائد !؟
محمود : واضح يا فندم
اللواء رجع مكانه وقعد يديهم أوامر ونواهي ومحاضرة طويلة عريضة في القيم والجدية في الشغل وتحمل المسؤولية وشعارات كتير مالهاش أول من آخر، وبعد ما خلص محمود رجع مكتبه تانى وهو مش طايق نفسه، فونه رن برقم غريب فرد : مين معايا !؟
شخص : دي قرصة ودن بس، المرة الجاية مش أنت بس اللى هتكون المقصود لا اللي يخصوك كمان، فلو خايف عليهم احسنلك تبطل تدوير ورانا، كلامي واضح يا حظابط !؟
محمود : طز
الشخص : نعم !؟
محمود : بقولك طز ايه مافهمتش !؟ أعلى ما في خيلك اركبه أنا مابخافش من حد، وصدقني المرة الجاية لو بعت حد تانى يأذيني أو يأذي اللى يخصني على قولك مش هرحمه، قسما بالله العلي العظيم اللى هيقع منكم تحت ايدي مش هرحمه لأن ربنا اللى بيرحم مش أنا، وأنا اللي هقولهالك يا حتاته الكلب أنت اللى المفروض يخاف على نفسه؛ لأن مهما الشر طال عمره ماهيفضل للأبد وهيجيله وقت ويقع، وعلى رأي المثل وقعة الشاطر بألف فخلي بالك بقى منى، لأنى زي مابيقولوا كده مستبيع
حتاته ضحك بكل صوته : ورب النعمة عجبتني، أنا بحب الشخصية القوية وبتبسط جدا لما أخلص عليها، فكرتني بظابط قبلك، كان فاكر نفسه قوي يا عيني وماحدش يقدر عليه بس ياخسارة أنا اللي بيقف في وشي مابيكسبش
محمود : هنشوف، أنا وأنت والأيام بيننا، وعهد الله هجيب حق كل بني ادم اذيته في يوم يا حتاته، واحفظ كلامي ده كويس اوي؛ عشان هخليك تسمعهولي لما اقبض عليك واجرك زي البهيمة على السجن
قفل السكة في وشه واتنهد بكل غضب وهو بيستحلف لحتاته واللى تبعه، فونه رن تانى وكان جاسم اللي بلغه يروحلهم بسرعة على البيت وحكاله كل اللى حصل من الصبح
محمود سمع اللى حصل طلع جري بره القسم وركب عربيته وطار لحد فيلة يامن ودخل يجري بس ذهل من اللى شافه؛ يامن قاعد على الأرض في ركن من غرفة المعيشة وايده بتنزف جامد، وفي ايده التانية ماسك حاجة مش باين ايه هي، والباقيين واقفين بعيد عنه وماحدش قادر يقرب
محمود : هو ماله !؟
جاسم بصله : هو على الحالة دي من ساعة اللى حصل
محمود جه يقرب منه بس جاسم مسك كتفه : بلاش بيقعد يزعق لو حد قرب منه
محمود بعد ايد جاسم عنه : وأنا مش حد
قال كلامه بغرور وقرب من يامن وقعد قصاده، شد ايده المصابه وشاف الجرح اللى كان عميق جدا وباين عليه حالته سيئة، مسك ايده التانية وحاول يشوف ايه اللى هو ماسكه، بس يامن اتنرفز عليه وزقه بعيد عنه، بس محمود ماستسلمش وفتح ايده غصب عنه وهنا كانت الصدمة بالنسباله لما لقى يامن ماسك صوبع بني آدم وخاتم، فكشر وقام وقف وهو بيشده من دراعه : قوم معايا
يامن : أبعد عنى
محمود شدة بقوة : قوم بقولك، قعدتك دي مالهاش لازمه قوم معايا نعالج ايدك دي قبل مايحصلك حاجة
جاسم هو كمان قرب منه برجاء : عشان خاطري يا يامن قوم معانا
شده هو كمان لحد ما وقف بس يامن ماستحملش ثانية وكان واقع على الأرض مغمى عليه من كتر الدم اللى نزفه، الكل اتخض عليه ومحمود وجاسم شالوه وراحوا بيه للمستشفى اللى اسعفته بسرعة وعملتله اللازم
**********
مرام كانت قاعده في مكتبها في المستشفى بتشتغل لحد وقت الاستراحة فراحت الكافيتريا تجيب حاجة تاكلها وقهوة، طلبت الحاجة ووقفت تستنى وفجأة لقت اللي بينط عليها وبيتعلق في دراعها وبيقول بحماس : حبيبتي حبيبتي حبيبتي عشرة حبيبتي، بصي لو هشحت كده ماحبش قدك
مرام قلبت عينيها بملل وتجاهلتها خالص وبصت للعامل بتاع الكافيتريا : القهوة يا معاذ خليني امشي من هنا
منى : دي مش حركات ولاد عم دي على فكرة
مرام : وهو أنا أعرفك أصلا يا آنسه !؟
بصت لمعاذ وسألته : هو أنا أعرفها يا معاذ !؟
معاذ بصلهم باستغراب بس نظرة الشر اللي في عيون مرام خلته يخاف : لا ماتعرفيهاش
مرام أبتسمت برضا : أهو شوفتي حتى معاذ بيقول ماعرفكيش
معاذ : مش يمكن تكون واحده من المجانين اللي بتعالجيهم يا دكتورة وبتتخيل حاجات مش موجوده !؟
مرام : تصدق فعلا ازاى مافكرتش فيها دي !؟
منى كشرت بغيظ : والله دلوقتى بقوا مجانين !! مش قبل كده كانوا ضحايا واسمهم مرضى نفسيين وماعرفش ايه !!
مرام وهي بتاخد الأكل من معاذ : الكلام ده ينطبق على أي حد غيرك انتى
وبصتلها بمضايقة : يا مجنونة يا مجنونة
سابتها ومشت ومنى حدفت عليها الشنطة بتاعتها الصغيرة بغيظ : بت أنتى بارده على فكرة
مرام عملت حركات بوشها تتريق عليها وراحت قعدت على ترابيزه في الكافتيريا وبدأت تاكل، ومنى قعدت قصادها وهي بتبلع ريقها : ماااا تهاتي حته من الشانتوتش ده كده
مرام بصتلها بصيق وبدأت تاكل بسرعة لحد ماخلصت الساندوتش وحشرته كله في بوءها لدرجة إنها كانت هتتخنق، ومنى بتبصلها بغيظ : تصدقي إنك معفنة أوي، عندك استعداد تموتي نفسك ولا تديني حته
مرام حركت راسها بتأكيد، ومنى بصت وراها وفتحت بوءها بهيام : يخربيت الجمال يا جودعان
بربشت كذا مره وبصت للأرض بسرعة : أستغفر الله العظيم، أنا والله جوايا ست مؤدبة بس الفتن هي اللي بتجرجرني
مرام رفعت حاجب واحد باستغراب وبصت وراها للحظة فشافت سليم واقف، فرجعت بصت على منى اللى كل شوية تخطف نظره ليه وترجع تاني تبص للأرض، مرام : بت، أنتى بجد معجبه بيه ولا ايه !؟
منى حركت راسها بتأكيد وهي بتمثل الكسوف ومرام بتبصلها بذهول : سليم !! مالقتيش غير سليم وتعجبي بيه !؟ ده يابت شكله نسوانجي وعينه زايغه، إزاى يعني !؟
منى رفعت راسها بسرعة وبصتلها بغيظ : بطلي سواد بقى يا سودا وانضفي من جوه، وبطلي بقى تغلي مني هااه بطلي
مرام قامت وقفت : تصدقي أنى بوبي أنى حاولت أنصحك، وايه قولك بقى يارب تلبسي فيه وتتجوزيه عشان تعرفي إن الله حق
سابتها ومشت ومنى بصت على سليم اللى كان واقف مع واحده من الممرضات وبيضحكوا ويهزروا بالأيد كأنهم اتنين متجوزين، وقالت بهمس : قمر يخربيتك
قامت من مكانها وراحت ناحيته، وهو أول ما شافها رجع خطوتين لورا وبص حوليه يشوف طريقه يهرب بيها منها فهي ضحكت عليه : في ايه يا أخ هو أنا هاكلك !؟
سليم : انيل
منى أبتسمت بسخرية : خفه
سليم : أنتى عايزة ايه مني !؟
منى : وهو أنا هعوز ايه منك أنت !؟ حلوة دي، المهم، هما كلمتين ورد غطاهم مرام خط أحمر، لو عرفت بس إنك حاولت تتعرضلها تاني ولا تضايقها بنص كلمه هزعلك
رفعت ايدها كأنها هتضربه وهي بتبصله بشر : خاف على وشك القمور ده لو مش عايزه يتشوه، تمام يا عسل !؟
سابته ومشت خطوه وبصتله تانى : واه مايغركش إن دكتور ناصر راجل هادي وطيب وكده، ده لو عرف إنك بتضايق بنته مش بعيد يبيعك في كياس سودا
خلصت كلامها وهي بتبص على ناصر اللي كان ماشي في آخر الممر بعيد وبصت لسليم : نتلم بقى اوك
سابته وطلعت تجري لحد ماوصلت لناصر واتعلقت في دراعه زي عادتها : عمومي حبيبي
ناصر بابتسامة : عايزة ايه يا بكاشه ايه اللى جايبك هنا !؟
منى : والله أكتر حاجة بحبها في اسرتكم هي طحن الخواطر، كل واحد لا يتخير عن التانى في كسر خواطر الناس
ناصر ضحك وهي كملت : المهم يا عمي أنا جيالك في مهمه عسكرية تتطلب تدخل أمني سريع
ناصر : اتحفيني يا تحفة
منى : أنا وبنتك اتخانقنا تانى وأنت لازم تصالحنا بقى
ناصر : وهو انتوا من امتى مابتتخانقوش !؟ ده انتوا بتتخانقوا اكتر مابتتصالحوا
منى خبطت برجليها في الأرض : ماليش فيه المهم تصالحني عليها، أنت عارف ماجدرش اعيش من غيرها
ناصر ضحك : أنتى هتقوليلي، تعالي يا بلوة حياتي خليني اصالحكم ما هو إحنا مش هنخلص
منى : حبيبي يا نصوووور
ناصر : أنتى يا بنتى أهلك كانوا فين وأنتى بتتريي !؟
منى ضحكت : كانوا بيحبوا في بعض وسابوني أنا بقى أربي نفسي
ناصر : تربية سودا بعيد عنك، أمشي يلا قدامي، اجري
منى مشت قدامه بسرعة كأنها طفلة وراحت عند مرام اللى أول ما شافتها مسكت أول حاجة لقتها قدامها كانت فاظة ازاز وكانت عايزه ترميها بيها، بس منى حضنتها جامد وفضلت تصالح فيها، وناصر كمان دخل المكتب وصالحهم على بعض وفضلوا شوية يتكلموا لحد ما وقت الاستراحة خلص وكل واحد رجع لشغله ومسؤولياته
********
يامن فتح عينيه لقى كل حاجة حوليه لونها أبيض وريحة معقمات في الجو عرف إنه في مستشفى، بص جنبه لقى جاسم قاعد على كرسي وباين عليه الإرهاق لدرجة إنه نايم وهو قاعد وكان ماسك ايد يامن المصابة بين ايديه
يامن حاول يقعد بس كان حاسس بدوخه ولقى اللى بيخليه ينام تانى وهمس : خليك نايم شوية
يامن بص لصاحب الصوت واللى كان محمود، فسأل بهمس : هو ايه اللى حصل !؟
محمود رد عليه بنفس الهمس عشان مايصحوش جاسم : نزفت كتير لحد ما أغمى عليك ونقلناك المستشفى
سكت شوية وسأله : ايه اللي خلاك تعمل كده في نفسك !؟
يامن ماردش عليه وغمض عينيه وهو بيفتكر اخر منظر شافه قبل ما عقله يتشوش، وهمس : أنا عايز أروح البيت مش عايز أفضل هنا
محمود : لازم تفضل هنا لحد ما الدكتور يسمحلك تخرج
يامن : لسه برضه ليك عين تتكلم معايا بالاسلوب ده وتامرني !؟ ليك عين توريني وشك بعد فشلك كل مره إنك تلاقي اختى !؟
محمود : أنت عايز أى حد ترمي اللوم عليه وخلاص !؟ ممكن تقولي كده هو أنا قصرت في ايه عشان تحملني الذنب !؟ أنا عملت كل اللى عليا ولحد دلوقتي لسه بحاول ولسه بدور ومش هيأس لحد ماوصل لحتاته
يامن سكت شوية : وأنا بصراحة مابقتش واثق فيك ولا واثق في أي حد حوليا
فتح عينيه وبصله : دنيا، البنت دي كانت صاحبة مليكة وكانت مليكة اقرب حد ليها وفي الآخر اكتشفت إن كان ليها يد في اللى حصلها، قولي لما الصحاب يعملوا كده في بعض المفروض بقى أنا أثق في اللي حوليا ازاى !؟
محمود سكت شوية : أكيد مش كل الناس غدارين
بصله : أنا ماعنديش أى ضمان ليك إن الناس اللي حوليك كويسين ومش هيخونوك، بس اللى أقدر اقولهولك إنك ماتوقفش حياتك على حد سواء الإنسان ده كان كويس أو وحش
يامن غمض عينيه تانى بتعب : وصلت لحاجة يا حضرة الظابط ولا زي كل مرة !؟
محمود : أوعدك قريب أوي هتسمع مني أخبار تفرحك
يامن قام قعد وبصله بلهفه : قصدك ايه !؟ وصلت لحاجة !؟
محمود : لسه بس هوصل قريب أوي، أوعدك بشرفي أنى هوصلهم قريب قوي
يامن بصله برجاء كأنه بيتعلق بأي أمل قدامه ومحمود طبطب على كتفه كأنه بيطمنه إن كل شىء هيتحل-بقلم/مريم عبدالقادر-وبعد وقت استأذن يروح بعد ما اطمن على حالته من الدكتور وقاله إنه هيجيله تانى بكرا
خرج من المستشفى وطلع فونه بص فيه لعنوان : همممم يبقى لازم نتأكد برضه
ركب عربيته وساق للعنوان اللي معاه واللي رجالة مهريطه اجمعوا إنه كان بيتردد عليه كتير، ركن العربية ونزل بص حوليه للمكان كان شارع شعبي عادي، فضل يراقب الناس والمحلات والبيوت كل حاجة طبيعية ومافيش أى حاجة أو تصرف ملفت
اتمشى شوية لحد ما وصل عند محل بقالة دخل اشترى بسكوت ومياه ووقف يحاسب وبص لصاحب المحل : أعذرني يا حاج، أنا لسه جديد هنا ماتعرفش حد يجيبلي سكن وشغل ضروري
الراجل بصله بتفحص وطبعا محمود كان عامل كل احتياطاته ومغير لبسه لهدوم عادية جدا : شوف يابني أمشي قدام كده لغاية آخر الشارع هتلاقي على الناصية محل جزارة كبير بتاع المعلم حاتم هو كبير الحتة هنا وهو اللي هيعرف يساعدك
محمود : تسلم يا حاج
أخد الحاجة بتاعته ومشي، طلع كيس البسكوت وبدأ باكل فيه وعينيه عاملة زي الرادار اللي بيراقب كل حاجة حوليه، وصل للمحل اللي كان كبير جدا يمكن أكبر محل جزارة شافه في حياته، دخل المحل واتكلم بصوت عالي : مسا الخير يا رجالة
واحد قرب منه : مسا النور، اؤمرني
محمود : كنت بسأل على المعلم حاتم، أصلي جديد هنا ومحتاجة يساعدني في شغل ومكنه
الراجل : بس كده، ده إحنا رقبتنا سدادة
ونادى بكل صوته : أمعلم حته في واحد محتاجك هنا
محمود اتنحنح بفضول : هو مين حته ده لموأخذة في السؤال يعني !؟
الراجل أبتسم : ده المعلم حاتم بس عشان هو كبير الحتة فبنقوله حته
محمود حرك راسه بفهم قبل ما يرفع عينه ويبص للي جاي عليه، كان شاب لسه في التلاتين تقريبا طول بعرض وملامحه جامدة وماسك في ايده ساطور كبير
الراجل : معلمي ده جديد في الحته وعايزك تساعده في مكنه وشغل
حاتم بصله بتفحص كأنه يعرفه أو بيشبه عليه ومحمود مد ايده بابتسامة صغيرة : محسوبك محمود يا معلم
حاتم مد ايده سلم عليه : يا أهلا وسهلا
محمود أول ما سمع صوته اتصدم وبصله بذهول وحاتم لسه بيبصله باستغراب : أنا شفتك هنا قبل كده !؟
محمود سحب ايده من ايد حاتم وهو بيتكلم بشر : لا يا معلم بس الظاهر هنشوف بعض كتير قدام
حاتم رفع ايده وفرك في عينيه وبعدها بصله بابتسامة عريضة كلها شر : يا خبر، وأنا اللي بقولك شوفتك فين قبل كده
محمود أبتسم بسخرية وبدأ يتمشى في المكان : لا بس المحل حلو ومتعوب عليه، ياترى يا معلم من أين لك هذا !؟
حاتم : فضل ونعمة من ربنا أنتوا هتبصولنا في لقمة العيش ولا ايه !؟
محمود : ودي تيجي برضه يا معلم حته !! ده إحنا ولاد أصول أوي ونعجبك
وقف وبصله : بس مش شايف أن حته ده مش لايق عليك خالص !؟ يعني ممكن يليق عليك اسم اروش من كده
وكمل بنبره كلها جمود وشر : زي حتاته مثلا
كل الرجالة اللي في المحل أول ما سمعوا اسم حتاته سابوا اللى فى ايدهم وبصوا لمحمود، وحاتم فضل باصصله شوية بصمت وبعدها ضحك بعلو صوته : حتاته !! لا اسم جديد برضه
محمود : معاك حق
حاتم قرب من محمود وحط ايده على كتفه : في ناس كده بتحب تتفنن إزاى تجيب المشاكل لنفسها مش كده برضه !؟
محمود أبتسم بسخرية : هو أنا ماقولتلكش يا معلم، ده أنا بعشق المشاكل قد عنيا
مد دراعه قدامه وبيشاور بايده التانية : شايف العروق دي بيمشي فيها دم ومشاكل مع بعض كده كأنهم اخوات
حاتم : بس يا خوفك لو المشاكل دي طالت اللى منك، هاااه اللي منك
محمود أبتسم : كلك مشاعر وأحاسيس يا معلم، بس ماتقلقش على اللي مني أنا كفيل أخد بالي منهم كويس
حاتم : نورتنا
محمود : ده نورك أكيد أو يمكن نور اللمبه
ابتسمله بسماجة ومشي من المحل وحاتم مراقبه بشر، الصبي اللى بيساعد حاتم دايما قرب منه بسرعة : معلمي مين ده ويعرفك منين !؟
حاتم : حظابط محمود، لأ طلع قلبه أجمد مما تخيلت بس على مين، الجامد نكسر أمه
بصله بشر : كلملي الرجالة يعلموا على حريم الظابط ده، عايزه لما يروح يتحسر على الثانية اللى فكر يجي فيها لحد هنا
الصبي : أمرك يا معلمي
********
هاجر كانت قاعده مع سامح في المحل بتاعه على أول الحارة زي عادتها بيتكلموا، وفجأة بصلها : تحبي أوضتك يكون لونها ايه !؟
هاجر بصتله باستغراب : يعني ايه أحب أوضتي لونها ايه !؟
سامح : مش أنا لما اتجوز مامتك بإذن اللّٰه أنتى هتيجي تعيشي معانا !؟
هاجر بصت في الأرض : أنا كنت مفكره أنى هروح عند جدو البلد
سامح ضحك : إزاى بقى !! عمرك شوفتى اب وبنته كل واحد فيهم عايش في مكان !!
هاجر بصتله بعيون كلها دموع وهو طبطب على شعرها : محمود بلغني الصبح إن مامتك اخيرا وافقت على الجوازه وأكيد مش هاخدها هي واسيبك لوحدك
وكمل بهزار : أنتى قبلها طبعا
هاجر ضحكت بكل صوتها وهو أبتسم : أنا مستحيل افرقك ابدا عن مامتك يا هاجر ولا هاخدها منك زي ما ممكن تكوني بتتخيلي، بالعكس أنتى ومامتك هتفضلوا زي مانتوا وأنا اللى هزيد عليكم، فتسمحيلي أكون أب ليكي !؟
هاجر حركت راسها بموافقة واترمت في حضنه وقعدت تعيط، وهو بيطبطب على شعرها بحنية وبيحمد ربنا إنه اخيرا رزقه بالفرحة اللى كان بيتمناها من سنين
سامح : ماقولتليش بقى حابه لون اوضتك يكون ايه !؟
هاجر خرجت من حضنه وابتسمت بسعادة : بينك أكيد
سامح ضحك وهي اتنطنت في مكانها بسعادة وهي بتقوله على تخيلاتها لاوضتها الصغيرة وتفاصيلها الجميلة، وهو بيحاول يتخيل كلامها وبيبتسم
وفجأة كل السعادة دي اختفت لما ظهرت عربية سودا كبيرة من العدم ونزل منها كذا راجل باين عليهم الإجرام ومسكوا هاجر شدوها جامد وحاولوا يدخلوها العربية
سامح أول ما شاف اللي بيحصل جري بسرعة على هاجر يحاول يحميها، بس للأسف الكتره تغلب الشجاعة وتلاتة من الرجالة مسكوه وفضلوا يضربوا فيه بعنف، والرابع ماسك هاجر اللى بتصرخ وتعيط ومكتفها
واحد من الرجالة اللى بيضربوا سامح نفخ بضيق منه وأنه كل شوية يقوم ويحاول يقرب من هاجر؛ فطلع مطـ.وة من جيبه وضربه بيها في بطنه لحد ما وقع على الأرض سايح في. دمه، واخدوا هاجر اللى منهارة وركبوا العربية وفي لمح البصر كانوا اختفوا قبل ما حد يستوعب اللي بيحصل
وسامح الناس اتلموا عليه وحاولوا يساعدوه ومنهم اللى طلب الإسعاف
**********
أما منصورة في بيتها سمعت دوشة كتير وناس بتصرخ فطلعت البلكونه بقلق تشوف في ايه، واتصدمت لما لقت ناس كتير متجمعين عند محل سامح فنزلت جري تشوف في ايه، وأول ما وصلت لتجمع الناس حطت ايدها على قلبها وهي بتقرب من الحاجة اللى ملمومين عليها وبتهمس بخوف : بنتى
أول ما شافت سامح على الأرض سايح في د.مه الرعب تملكها والدم هرب من وشها ووقفت زي التمثال مش قادرة تتحرك، وسامح كان على الأرض بيتنفس بصعوبه وبص لمنصورة واتكلم بصوت ضعيف : هاجر، هاجر خطـ.فوها
منصورة الجملة نزلت عليها زي الصاعقة ورجليها ماقدرتش تشيلها فقعدت على الأرض وايدها على قلبها
الإسعاف وصلت واخدوا سامح معاهم ومشوا وسابوا منصورة قاعدة في الأرض بتصرخ باسم بنتها وتعيط، وأثناء ما هي قاعدة سمعت صوت راجل كبير بيتكلم باستغراب وقلق : منصورة !!
منصورة أول ما سمعت الصوت رفعت راسها وبصت للراجل العجوز اللى واقف، وقامت من على الأرض واترمت في حضنه : بابا، ألحقني يا بابا بنتى بتروح مني
شاكر : مالها هاجر يا بنتى !؟
منصورة بعياط : خطـ.فوها بنتى اتخـ.طفت يا بابا، حد ضرب سامح بسكيـ.نة واخدها ، ااااه يابنتى، ااااه يا حبيبتي
شاكر ضمها لصدره جامد وهو واقف متسمر من اللى بيسمعه وحاسس بعجز إنه مش عارف يعمل حاجة، طلع فونه ورن على محمود بس ماكانش بيرد وده اللى زود عجز شاكر أكتر
*********
يامن بعد ما محمود مشي حاول ينام شوية بس ماعرفش فقام بهدوء من غير صوت عشان مايصحيش جاسم اللى راح نام على الكنبه اللى موجوده في زاوية الأوضة، خرج من الأوضة وفضل يلف في الطرقات وهو بيتسند على الحيطة وعلى حامل الكانيولا في ايده التانية، المكان كان هادي جدا خلاف لوضع المستشفى الصبح، مافيش مرضى غير في غرفهم، ومافيش دكاترة غير النباطشية وعدد قليل من الممرضين
واحده من الممرضات شافت يامن فقربت منه بقلق : حضرتك كويس !؟ حاسس بأي تعب محتاج مساعده أو دكتور !؟
يامن بصلها : شكرا أنا كويس بس زهقت من القاعدة فقولت اتمشى شوية
الممرضة اتنهدت براحة : تمام بس ماتتحركش كتير عشان ماتتعبش، ولو احتاجت إي مساعدة أنا موجودة
يامن : شكرا لحضرتك
الممرضة : العفو، على ايه ده واجبي
يامن أبتسملها بمجاملة وهي كمان ابتسمت بعملية ومشيت، ويامن اتمشى شوية لحد ما رجليه وصلته لحد الحديقة اللى قدام المستشفى فقعد على واحد من كراسي الإستراحة اللى فيها وشرد في حاله وفي اللي بيحصل معاه هو وأخته
طلع فونه ورن على فون مليكة اللى كان مقفول من آخر مرة لقوه فيها، الرد الآلى هو اللى جاوبه برسالته المعروفة (الرقم المطلوب مغلق أو غير متاح يمكنك إرسال رسالة صوتيه عن طريق إضافة نجمة قبل الرقم وإعادة المحاولة)، وفعلا يامن بدأ يسجل رسالة صوتية كأن أخته هتسمعها بجد
يامن : ازيك يا قلب اخوكي !؟ طمنيني عليكي، كنت عايز أقولك حاجة اتاخرت أوي، أنا آسف يا حبيبتي، آسف أنى زعقتلك آخر مرة اتكلمنا فيها، آسف أنى زعلتك مني وانشغلت عنك، ياريت لو ترجعيلي عشان أعرف اعتذرلك وأصلح غلطتي دي
الفون صفر بمعنى أن وقت تسجيل الرسالة خلص، بس هو لسه مكمل كلام : عارفه !! الكام يوم اللى غبتي فيهم دول حسسوني قد ايه أنا ولا حاجة من غيرك، اخوكي تعبان في بعدك عنه، امتى هترجعي لحضنى تانى !؟
وطبعا مافيش رد وصله، فغمض عينيه وضم الفون لقلبه بحزن
********
مرام في مكتبها خلصت شغل متأخر، بعد ما خرجت آخر حالة عندها فردت رجليها وايديها وهي بتاخد نفس طويل، دخلت حلا عليها وابتسمت لما شافتها واتكلمت بحنية : ربنا يعينك يا دكتورة، ده الواحد والله مابيطيق حد يقعد يشكيله همه وبيتقفل منه ومن الدنيا كلها، وأنتي ماوركيش غير إنك تسمعي في هموم الناس ومشاكلهم
مرام أبتسمت بود : كله يهون مقابل مساعدتهم يا حلا وربنا اللي بيعين في الآخر، لعله يكون ثواب ليا
حلا : ربنا يجعله في ميزان حسناتك يا دكتورة
مرام وهي بتقوم من على الكرسي : اللهم آمين أنا وإياكم
قلعت البالطو بتاعها وعلقته مكانه وقالت وهي بتلم حاجاتها في شنطتها : أنا اتأخرت أوي النهاردة ولازم أروح حالا، محتاجة مني حاجة !؟
حلا : سلامتك يا دكتورة ربنا يسلملك طريقك
مرام : تسلمي يا حبيبتي
رمتلها بوسه في الهوا وخرجت وسابتها بتبص لاثرها وهي بتبتسم : حتة سكرة والله، ربنا يديها على قد طيبة قلبها
بصت للمكتب وبدأت تنظفه وترتبه قبل ماتروح بيتها هي كمان
اما مرام فخرجت من المستشفى وهي ماشيه في الجنينه شافت يامن قاعد على كرسي استراحة في الجنينة فوقفت تراقبه وهو قاعد بيكلم نفسه وبعدها ضم الفون لصدره
هي كانت شيفاه بس مش سامعه صوته فاستغربت تصرفاته واتكلمت مع نفسها : ايه ده هو طلع مجنون بجد ولا ايه !؟ استني كده يا مرام أكيد مش مجنون يعني، ولا ايه !؟
نفضت الأفكار دي من راسها وروحت بيتها، اتعشت مع اسرتها ودخلت هي ومنى اوضتهم وفضلوا سهرانين لحد وقت متأخر، مرام بتتفرج على فديوهات لدكاترة نفسيين مشهورين وبتقرأ مقالات كتيرة بالإنجليزي عن الأمراض النفسية النادرة، أما منى كانت بتذاكر لحد ما نامت وسط الكتب بتاعتها لما النوم غلبها
هناء قلقت بالليل وقامت تشرب مياه، فعدت من قدام اوضة مرام اللي بابها كان مفتوح وشافت نور اللاب فدخلتلها : مرام أنتى لسه صاحية لحد دلوقتي !؟
مرام اتخضت وألتفتتلها : خضتيني يا ماما في حد يعمل عمايلك دي !؟
هناء : معلش مش قصدي بس أنتى بتعملي ايه لحد الوقت المتأخرة ده !؟
مرام : كنت بذاكر شوية
هناء : لحد دلوقتي !؟ كتير أوي كده ده إحنا بقينا نص الليل
مرام بصت في الساعة : ماخدتش بالي والله من الوقت
هناء : طيب كفاية كده بقى واقفلي الزفت ده وناميلك شوية، أنتى بتزلي الشغل بدري
مرام : لا ما هو أنا بكرا إجازة
هناء بحزم : برضه كفاية كده
قربت من السرير ولمت كتب منى والملازم بتاعتها اللي كانت نايمه بينهم، ورتبتهم على المكتب جنب مرام وراحت فردت اللحاف الصيفي وغطت منى بيه وقربت منها بحنيه لمت شعرها اللي مفرود على المخده وربطته بتوكه
كل ده مرام كانت متابعاه، فاتكلمت بغيرة بسيطة : لو بنتك مش هتعملي معاها كده
هناء : دي بنتي التانية دي
قربت منها وباست راسها بحب وهي بتطبطب على شعرها : انتوا الاتنين حته من قلبي
مرام أبتسمت بلطف وهناء كشرت مرة واحدة : بس لو تتلمي أنتي وهي وتبطلوا الهطل بتاعكم وتتجوزوا، هتبقوا عشرة على عشرة بدل مانتوا قاطعين نفسي كده
مرام قلبت عينيها بملل وبصت للاب بتاعها : ربنا يسهل يا ماما
هناء : ما تقفلي البتاع ده بقى
مرام : حاضر يا ماما هخلص بس المقالة اللي بقرأها دي وهقفل على طول فاضلي نص صفحة بس
هناء : ماشي خلصيها وقومي يلا
مرام : حاضر
هناء خرجت من الأوضة وسابت مرام تخلص المقال وقفلت اللاب وراحت تنام هي كمان وعقلها مشغول بكذا حاجة
********
حتاته قاعد في الخن بتاعه اللي كان بعيد كل البعد عن محل الجزارة وبيته اللي فوق الجزارة، وفي مكان صعب جدا حد يعرفه أو يوصله، وكل ده طبعا عشان درة أخته ماتعرفش حاجة عن أعماله القذرة
كان مستني رجالته اللى وصلوا أخيرا ومعاهم هاجر اللى مش مبطله عياط وصريخ، والراجل اللى ماسكها بيشدها جامد لحد ما وقف قدام حتاته وقام حدفها على الأرض تحت رجليه، فاتجرحت في ركبتها جامد وبدأت تنزف، بصت لحتاته واترعبت منه ومن شكلة المخيف وحجمه الضخم بالنسبالها وانكمشت في نفسها وهي بتعيط
حتاته قام شدها من شعرها مرة واحدة وجرجرها على الأرض وده خلا جرحها يكبر، لحد ما وصل لأوضة صغيرة فيها سرير، شالها وهبدها عليه بعنف وهي بتصرخ وتعيط وبتنادي على مامتها
حتاته : بس يا حلوة كفاية، مامتك مش هتقدر توصلك، هنا في حتاته وبس
هاجر مستمره في العياط والصريخ لحد ما حتاته اتعصب وضربها على وشها كذا مرة ورا بعض لحد ما خدها ورم وشفايفها اتجرحت، وهو مارحمهاش وكتف ايديها فوق راسها واعتلاها ولسه هيقرب منها سمع صوت عالي بيتكلم بحزم وأمر : سلم نفسك احسنلك المكان كله محاصر
باب الأوضة اتفتح بعنف ودخل مساعد حتاته وشه مصفر والدم هرب منه واتكلم برعب : معلمي ألحق، الحكومة هنا
حتاته بعد عن هاجر وقام جري بص من الشباك واتفاجئ بعدد كبير جدا من قوات الشرطة والعربيات والبوكسات محاوطه المكان كله، فشتم بكل صوته وطلع يجري على دولاب صغير في زاوية الأوضة اخد منه مسدس وبص لهاجر اللي منكمشة في نفسها وبتعيط واخدها معاه وطلع بره الأوضة
وكان طلق النار متبادل بين الشرطة ورجالة حتاته، وبعد وقت مش طويل نجحت الشرطة إنها تقبض على معظم الرجالة واقتحموا البيت اللى كان حتاته فيه واللي وقف أول ما دخلوا ووقف هاجر قدامه وحط المسدس في راسها بتهديد : اللى هيقرب مني هفرتك دماغها
محمود اتقدم وهو رافع سلاحه : نزل السلاح احسنلك
حتاته بصله وضحك : حظابط !! يا أهلا وسهلا شكل رجلك خدت على المكان، ده انت كنت لسه مشرفنا من كام ساعة بس لحقنا نوحشك !؟
محمود قرب شوية بحذر وهو لسه رافع سلاحه فحتاته زعق : ورب النعمة حركة كمان هفرغ المسدس ده كله في راسها، ومش هيفرق معايا حتى لو مت بعدها
خلص كلامه وشد هاجر عليه أكتر وهو بيخنق فيها بعنف فمحمود رجع خطوة لورا وحتاته ضحك : أهو كده تعجبني، نزل سلاحك بقى يا حضرة الظابط على الارض
محمود بص على هاجر اللى رجليها مخدوشين وبينزفوا، ووشها كمان وارم وعليه دم، بصتله ودموعها زي الشلال على وشها وهمست باسمه بضعف، فهو كشر ورفع ايده باستسلام ونزل على الأرض ببطئ حط مسدسه عليها، وقام تانى وهو لسه رافع ايديه، فحتاته شاور براسه على المسدس : شوط ده بعيد
محمود ضغط على أسنانه بغيظ بس نفذ كلامه وضرب المسدس برجله لحد ما وصل عند حتاته : أهو سيبها بقى
حتاته ضحك بكل صوته : مش قبل ماطلع من هنا الأول، خلي رجالتك يبعدوا من طريقي
محمود بص لرجالته اللى نزلوا أسلحتهم وبعدوا كلهم عن الطريق، وحتاته بدأ يمشي بس هاجر ماكانتش قادره تشيل نفسها من كتر الخوف ووجع رجليها ط، فحتاته خبطها في كتفها بعنف : اتحركي
محمود زعق بغضب : ماتضربهاش
حتاته أبتسم بسخرية واتحرك بهدوء لبره المكان وقرب من عربيته اللى راكنه على جنب، واول ما فتح بابها حدف هاجر من ايده بعنف وضرب عليها نار وركب العربية
___________يتبع
بقلم/ مريم محمد عبد القادر
دمتم في حفظ الرحمن ورعايته 🤍🤍
•تابع الفصل التالي "رواية رهينة بين يدي منافق" اضغط على اسم الرواية