Ads by Google X

رواية عشق تحت القيود الفصل التاسع 9 - بقلم هاجر عبدالحليم

الصفحة الرئيسية

  

 رواية عشق تحت القيود الفصل التاسع 9  - بقلم هاجر عبدالحليم

 ف مكتب كمال
دخل عادل المكتب بثبات، وعيناه لا تخلوان من التوتر. كان كمال جالسًا خلف مكتبه الكبير، محاطًا بأوراقه، ولكنه رفع رأسه حين دخل عادل.
عادل:
(بصوت هادئ، ولكنه مليء بالتحدي)
“فيه شغل مهم في تركيا، ولازم اسافر انهردة
كمال:
(بنبرة حادة، وعيناه تحدقان فيه بحذر)
“تركيا؟ أسبوع؟ هل ده شغل فعلاً؟ ولا محاولة للهروب من هنا؟”
عادل:
(متماسكًا، ولكن مع إشارة من التوتر في صوته)
“مش هكون بعيد. في حاجات لازم تخلص هناك، والمصنع محتاجين أكون موجود.”
كمال:
(بابتسامة خفيفة، لكنه يواصل النظر إليه بعينين نافذتين)
“أنت عارف إزاي بيشوفوني الناس. مش أي حاجة هتعدي زي ما تحب.”
عادل:
(بصوت أكثر حسمًا، ينظر إلى والده مباشرة)
“أنا مش في مرحلة تبرير اختياراتي يا بابا. ده شغل، ومفيش حاجة تانية وانا ملزم اكون هنا
كمال:
(بهدوء مرعب، يقلب الورقة في يده ببطء)
“لو كنت ناوي تروح وتيجي في وقتك، افتكر إن مش كل شيء هنا بيخضع للوقت. في أشياء أكبر من مجرد شغل ويمكن دا اللي بتفكر فيه
عادل:
(يتنهد، ويحاول الحفاظ على هدوءه)
“هكون ع تواصل معاك وهبلغك بكل جديد
كمال:

(بتعبير جاد، عينيه تتسع قليلاً)
“انا مش مقتتع باللي انت بتعملو ومش مطمن كأنك مخبي حاجة بس هسيبك ياعادل
يترك عادل المكتب ببطء، ولكن كمال يظل جالسًا في مكانه، عينيه تتابعان خطواته، وكأن كل حركة تُراقب عن كثب.
صباح يوم مشحون بالعمل.
(وسام مشغولة بترتيب البيت، وداليا تجلس على الأريكة تتصفح هاتفها. فجأة، يدخل الساعي بالبريد ويحمل ظرفًا مغلقًا.)
الساعي: مدام داليا؟
داليا (برفع حاجبها): أيوة، إيه ده؟
الساعي: جواب توصية مهم لواحدة اسمها وسام.
(تلتفت وسام بارتباك، تأخذ الجواب بيد مرتعشة.
وسام (بهمس): توصية؟ مش فاهمة حاجة…
(تفتح وسام الجواب وتقرأ بعينيها: “قرار مستشفى حكومي بإلزام وجود أحد أفراد العائلة مع أحد المرضى في العناية المركزة”، موقّع باسم خالها وجهها يتغير، مزيج من الصدمة والخوف يملأ ملامحها.
وسام (بصوت مرتجف): يا نهار أبيض…
(تلتفت بسرعة نحو داليا، تُسقط الجواب وهي بالكاد تتحدث.)
وسام: مدام داليا، حد من عيلتي في المستشفى، لازم أسافر حالا
داليا (ببرود): مستشفى؟ وسام، أنا مش شغلي ظروفك. لو هتسيبي الشغل، يبقى تحضّري نفسك ما ترجعيش هنا تاني
(تُخفض وسام رأسها، تحاول كتم دموعها.)
وسام: أنا آسفة، بس دا امر ضروري…
(تُغادر وسام الغرفة بسرعة لجمع أغراضها، بينما داليا تهز كتفيها بلا اكتراث. كمال كان يراقب الموقف من بعيد بصمت. ينظر لوسام وهي تخرج، ثم يقترب من داليا.)

كمال: إيه اللي حصل؟ وسام رايحة فين؟
داليا (بضيق): مشاكلها العائلية. شكلها هتسيبنا. ومش جاية تاني وكدا احسن خلينا نخلص منها
(كمال يهز رأسه ببطء، وكأنه يفكر بعمق.)
بوابة البيت
(وسام تخرج مسرعة من بوابة البيت، ملامحها متوترة ويدها ترتجف وهي تحمل حقيبة صغيرة. تلفت رأسها يمنة ويسرة، ثم ترى السيارة السوداء لعادل مركونة بجانب الطريق. تتقدم بخطوات مترددة، وعادل يخرج من السيارة بخطوات ثابتة.)
عادل (بصوت منخفض وحازم): وسام، مفيش وقت. اركبي.
(تتوقف وسام على بعد خطوات منه، تمسك الحقيبة بشدة، وملامحها خليط من الخوف والتردد.)
وسام (بصوت مرتعش): أنا… أنا مش قادرة أصدق إننا بنعمل كده.
عادل (بنبرة قوية): وسام، ركزي معايا. لو فضلتِ واقفة هنا، كل اللي بنخططله هيضيع.
وسام (تقترب خطوة واحدة): طيب لو حد عرف؟ لو داليا شافتني، أو… كمال؟
(عادل يقترب منها بهدوء، ينظر في عينيها مباشرة.)
عادل (بثقة): قلتلك قبل كده، أنا رتبت كل حاجة. كمال مش هيعرف، وداليا مش هتلاحظ أنا ما بسيبش أي طرف مفتوح.
(وسام تنظر حولها مرة أخرى، وكأنها تتأكد من خلو المكان. ثم تخفض رأسها قليلاً.)
وسام (بصوت متردد): أنا مش عارفة… كل حاجة بتحصل بسرعة. أنا كنت خدامة في البيت ده، دلوقتي رايحة تركيا؟!
عادل (بصوت هادئ لكنه عميق): وسام، إنتِ مش مجرد خدامة. ولا عمرك كنتي. أنا شفت فيكِ حاجة عمري م شوفتها مع غيرك ودي فرصتك تهربي من كل ده.
وسام (تحدق فيه بعينيها المملوءتين بالدموع): وهرجع على إيه؟ داليا لو شكت، هتعمل فضيحة. وكمال… كمال لو عرف إننا مع بعض، هيعمل إيه؟
عادل (ينحني قليلاً ليكون على مستوى نظرها): اسمعيني كويس، كمال مش عارف اللي بينا، ومش هيسمح لحد يعرف. إحنا هنروح أسبوعين ونرجع، ولا كأننا مشينا. كل حاجة مترتبة.

(وسام تمسح دموعها بسرعة، ثم تستجمع شجاعتها وتتحرك نحو السيارة. عادل يفتح لها الباب، لكنها تتوقف قبل أن تركب.)
وسام (بصوت حاد): ، لو كمال أو داليا عرفوا، أنا مش هسامحك،
عادل (يبتسم ابتسامة صغيرة، وكأنه واثق من نفسه تمامًا):
انا بحميكي ياوسام
(وسام تدخل السيارة. عادل يغلق الباب خلفها، ثم يعود إلى مقعد القيادة. ينطلقان بسرعة نحو الطريق الرئيسي. الجو داخل السيارة ثقيل بالصمت، حتى تكسر وسام الصمت فجأة.)
وسام (بتوتر): قولي عملت التوصية دي ازاي؟
عادل (بابتسامة جانبية): تقرير رسمي بورق رسمي لو حد سال مش هيلاقي غير اللي انا عايزه
وسام (بدهشة): تقرير؟ إنت… إنت مزورتش حاجة؟
عادل: لا. استخدمت نفوذي، في فرق كبير.
(وسام تضع يدها على وجهها، وتتنفس بعمق.)
وسام: أنا حاسة إني وقعت في حاجة أكبر مني، .
عادل (بلطف مفاجئ): وأنا هنا عشان أخرجك منها.
(تصل السيارة إلى المطار. عادل يترجل سريعًا ويفتح الباب لوسام. تمسك الحقيبة بقوة وهي تنزل، تنظر نحو المبنى وكأنها ترى مستقبلها يتغير أمامها.)
وسام (بصوت متردد): لو حد اكتشف؟
عادل (بابتسامة واثقة): مش هيكتشفو. ثقي فيا.
بوابة منتجع فاخر في تركيا.
الأضواء تزين المكان، ورائحة البحر الممزوجة بنسيم الليل تعطي إحساسًا بالسحر. عادل ووسام ينزلان من السيارة، وهي تبدو مذهولة بالمشهد أمامها.
(وسام تقف مكانها للحظة، تنظر إلى المنتجع الفخم وكأنها لا تصدق أنها هنا. عادل يخرج حقائبهما من السيارة، يلتفت نحوها ويراقب ملامحها التي تحمل مزيجًا من الدهشة والخوف.)

عادل (يقترب منها بابتسامة هادئة): إيه؟ مش هتدخلي؟
وسام (تنظر إليه باندهاش): ده… ده المنتجع اللي هنقعد فيه؟!
عادل (ماسكًا الحقيبة ويبتسم بخفة): متوقعة إيه؟ أوضة في فندق شعبي؟ وسام، دي رحلة مش مجرد هروب.
(وسام تمشي بخطوات مترددة بجانبه نحو المدخل، تنظر حولها وكأنها غريبة في عالم مختلف.)
وسام (بصوت منخفض): المكان ده… أكيد مش مكاني، ياعادل. أنا حاسة إني مش من هنا.
عادل (يتوقف فجأة، يضع الحقيبة على الأرض وينظر إليها بجدية): وسام، لو فضلتِ تفكري بالطريقة دي، عمرك ما هتكوني مرتاحة في أي مكان. المكان ده بقى مكانك طالما أنا معاكي.
(وسام تنظر إليه، وكأن كلماته تحمل وزنًا أكبر من مجرد طمأنة. لكنها تخفض رأسها بتردد.
وسام: أنا بس… خايفة. كل حاجة بتحصل بسرعة. أنا كنت في بيت داليا من كام ساعة، والنهاردة هنا؟ مش قادرة أستوعب.
عادل (يقترب خطوة نحوها، يخفض صوته): تعرفي، يمكن أكتر حاجة بحبها فيكِ إنك طبيعية. حتى لما تبقي في مكان زي ده، بتفضلي وسام اللي أعرفها. لكن دلوقتي، أنا عايزك تنسي البيت، تنسي داليا، تنسي كل حاجة وتركزي على الحاضر اللي احنا فيه مع بعض.
(وسام تنظر إليه، عيناها مليئتان بالارتباك. لكنها تبتسم بخفة، وكأن كلماته نجحت في تهدئتها
وسام (بصوت منخفض): الحاضر… اللي مش عارفة لو هيفضل ثابت أو ممكن ينهار في لحظة.
عادل (بابتسامة واثقة): وسام، طول ما أنا موجود، الحاضر بتاعنا مش هيتهز.
(يمشيان نحو الاستقبال، وفي الخلفية تظهر تفاصيل المنتجع الفخم: أضواء على البحر، موظفون يرتدون ملابس أنيقة، وأجواء مفعمة بالفخامة. عادل يتولى تسجيل الدخول، بينما وسام تقف جانبًا، تشعر وكأنها في حلم. بعد لحظات، يمشيان معًا نحو الفيلا الخاصة بهما.)
وسام (بتردد): الفيلا دي كلها لينا؟
عادل (بابتسامة جانبية): هي فيلا صغيرة بالنسبة ليهم. بس بالنسبة لينا… مناسبة جدًا.
(يفتح الباب، ويتركها تدخل أولاً. وسام تدخل بخطوات مترددة، تنظر إلى الأثاث الفخم والإطلالة الساحرة على البحر. تقف عند النافذة، تتنفس بعمق وكأنها تحاول تصديق ما يحدث.)

وسام (بصوت منخفض وهي تنظر إلى البحر): كل ده حقيقي؟
(عادل يقف خلفها، على مسافة قريبة. نبرته تصبح أكثر دفئًا.)
عادل: الحقيقة هي إنك معايا، وإن ده المكان اللي تستحقي تكوني فيه.
(وسام تدير رأسها ببطء لتنظر إليه. للحظة، يصمت كلاهما، وكأن الكلمات لا تكفي. ثم تخفض عينيها بخجل، لكنه يمد يده ويمسك بيدها بلطف.)
عادل (بهمس): وسام، طول ما إنتِ هنا، انسي كل حاجة برة المكان ده. إحنا هنا عشان نعيش لحظتنا.
(وسام تنظر إلى يده التي تمسك يدها، ثم ترفع عينيها إليه. ترتسم ابتسامة صغيرة على وجهها، لكنها مليئة بالمشاعر المختلطة.)
وسام (بهدوء): أنا عمري ما حسيت بالأمان… زي دلوقتي.
عادل (بصوت عميق): وأنا عمري ما حسيت إني عايز أحمي حد… زي ما عايز أحميك.
(يتبادلان نظرات مليئة بالعاطفة والتردد، بينما ينعكس ضوء القمر على البحر )
شاطئ خاص في المنتجع،
في الليل. القمر مكتمل، يضيء سطح البحر بأشعته الفضية. الأمواج تتلاطم برفق على الشاطئ، وصوتها يملأ المكان بهدوء. عادل ووسام يسيران حفاة على الرمال الناعمة، وأجواء المكان هادئة بشكل ساحر.
(وسام تنظر إلى البحر بعينين تائهتين، تضع ذراعيها حول جسدها وكأنها تحمي نفسها من الهواء البارد. عادل يسير بجانبها، لكنه يراقبها بصمت.)
عادل (بنبرة هادئة): بتحبي البحر؟
وسام (تتنهد): مش عارفة… عمره ما كان ليا فرصة أقف قدامه كده. كان بالنسبة لي صورة في التلفزيون… أو خلفية على شاشة موبايل.
(عادل يبتسم، ينحني ليلتقط قوقعة صغيرة من الرمال. ينظر إليها، ثم يقدمها لها.)
عادل: أول ذكرى ليكي من البحر. يمكن تكون البداية لذكريات كتير جاية.
(وسام تأخذ القوقعة بتردد، تنظر إليها وكأنها شيء ثمين. ثم تبتسم بخفة وتنظر إلى عادل.)
وسام: بتحاول تخلي كل حاجة اسهل من حقيقتها، مش كده؟

عادل (بجدية): أنا بحاول أخليكِ تشوفي الجانب الجميل اللي عمرك ما سمحتي لنفسك تشوفيه.، الدنيا مش كلها شغل وتعب وخوف. في حاجات تستاهل إننا نعيش عشانها.
وسام (تخفض عينيها): بس إنت مش فاهم… الخوف ده جزء مني. أنا متعودة عليه، عشت بيه طول حياتي.
(عادل يقف أمامها، يرفع وجهها برفق لتلتقي عيناها بعينيه.)
عادل (بصوت عميق): وأنا موجود عشان أغير ده. ياحبيتي طول ما أنا جنبك، الخوف ده مش هيبقى ليه مكان.
(وسام تحدق فيه، تتردد للحظة، لكن دفء كلماته يكسر جزءًا من دفاعاتها. تبتسم بخجل وتخفض عينيها مرة أخرى.)
وسام (بهدوء): عادل… أنا مش عارفة أعيش في عالمك. ده كبير أوي عليا
عادل (يقترب خطوة أخرى): العالم ده مش كبير أوي عليكِ… إنتِ اللي أكبر من اللي شايفاه. ومهما كان، أنا هنا عشان أمسك إيدك وأوريك كل حاجة خطوة بخطوة.
(لحظة صمت. وسام تنظر إليه وكأنها تحاول استيعاب كلماته. ثم تتحرك فجأة نحو البحر، تدع قدمها تلمس الماء البارد. تبتسم بخفة وهي تشعر بالموج يلامسها.)
وسام (تضحك بخجل): المية بردة… بس حلوة.
(عادل يقف خلفها، يراقبها بابتسامة. ثم يخلع سترته ويلقيها على الرمال، ويتقدم ليقف بجانبها في الماء.)
عادل (بابتسامة ساخرة): مش هسيبك تستمتعي لوحدك.
(وسام تنظر إليه بدهشة وضحكة صغيرة.)
وسام: إنت مجنون. المية تلج!
عادل (بثقة): الجنون أحلى لما يكون معاكِ.
(لحظة صمت بينهما، يراقبان الأمواج معًا. ثم يميل عادل نحوها، يتحدث بصوت منخفض مليء بالعاطفة.)
عادل: وسام، تعرفي… البحر دايمًا كان رمز للحرية بالنسبة لي. بس الليلة دي، الحرية بالنسبالي… هي وجودك معايا.
(وسام تشعر بالكلمات تخترق أعماقها. تنظر إليه، وابتسامة خجولة ترتسم على وجهها.)
وسام (بصوت هادئ): أنا مش فاهمة إزاي… لكن لأول مرة، حاسة إن كل حاجة حواليا ممكن تكون كويسة.

عادل (يبتسم): لأنك أخيرًا بتسمحي لنفسك تحلمي.
وبدون سابق انظار عادل ينحني ليحمل وسام بين ذراعيه. وسام تضحك بارتباك بينما يبتسم عادل بلطف.
وسام (بتردد، وهي تنظر إليه بدهشة): عادل! بتهزر؟ نزلني!
عادل (يضحك بنغمة مرحة، وهو يرفعها برفق): لا، مش هأنزلِك. ده المكان الصح ليكي، لازم تحسي بيه.
(وسام تضحك بصوت عالٍ بينما عادل يسير بها على الشاطئ نحو البحر. عند اقترابهما من الماء، يبدأ عادل في دندنة أغنية بهاء سلطان الشهيرة “أنا من غيرك بتوه، توهان”. نغمات الأغنية تبدأ بلطف، حيث تتناغم مع نسيم البحر.)
عادل (يغني بصوت هادئ، وهو يقترب منها أكثر):
“أنا من غيرك بتوه، توهان…”
انا من غيرك مليش عنوان
ياتري انت زيي زمان زيي زمان
مشتاق لزمان؟
(وسام تشعر بالدهشة من اختيار الأغنية وتوسع عينيها قليلاً في مفاجأة. لكنها سرعان ما تنفجر ضاحكة بخفة.)
وسام (بتردد): بعشق الاغنية دي
عادل (بنبرة أكثر جدية، وهو يستمر في حملها ويخطو خطوات بطيئة نحو الماء
الأغنية دي مش مجرد كلمات… هي عن اللي بحسه. من غيرك مش هاعرف أعيش.
(وسام تحاول التركيز على كلماته، لكن مشاعرها تجعلها تشيح بنظرها بعيدًا للحظة، ثم تبتسم بخجل.)
وسام (بصوت خافت، وهي تلتفت إليه): مش قادر أصدق إن ده حصل… أنا معاك هنا، على الشاطئ ده. مش عارفة أستوعب.
(عادل يبتسم برقة، ثم يقترب منها أكثر، ليقف عند حافة الماء. الموج يلامس قدميهما برفق.)
عادل (بصوت منخفض، حنون): احنا مش مجرد على شاطئ البحر، ياحبيتي ده مكان لحلمنا، للحظة دي، عشان نبدأ نعيش حياتنا زي ما إحنا عايزين.

(وسام تبتسم وتضحك مجددًا، بينما عادل يضعها بلطف على الرمال بجانب البحر. لحظات من الصمت تتخلل المكان، ولكن البحر وأمواجه تضفي هدوءًا ساحرًا. عادل يجلس بجانبها، يراقبها وهي تبتسم.)
وسام (بصوت مرهف، وهي تنظر إلى البحر): بحس إني… لسه مش قادرة أصدق كل ده.
عادل (ينظر إليها بعينين مليئتين بالحنان): حبيبتي، ده مش حلم. ده واقعنا. وأنتِ جزء منه.
(وسام تضع يدها على يده، وكأنها تريد أن تشعر بالأمان الذي يقدمه لها. عادل يرفع يده الأخرى ليحرك خصلات شعرها المبللة قليلاً من رذاذ البحر.)
عادل (بابتسامة رقيقة، وهو يراقب عينيها): مش عاوزك تخافي
(وسام تعود للنظر إلى عينيه، وتبتسم بابتسامة تحمل مزيجًا من الحيرة والراحة في نفس الوقت.
لما اقولك تبعد اياك تسمع مني
قرب اكتر امسك فيا بكلمة احضني
ازاي تمشي؟
دا انت لوحدك بس فاهمني انا مستني اهو تكلمني
غرفة فاخرة في المنتجع، الإضاءة خافنة،
والجو هادئ جدًا. الضوء ينساب من الشرفة المفتوحة، وتنساب نسمات البحر الباردة، بينما عادل ووسام يجلسان على السرير، متجاورين في حالة من الهدوء والترقب. عادل ينظر إليها بعينين مليئتين بالمشاعر، بينما وسام تشعر بالضياع والتوهان، كأنها غير قادرة على فهم ما يحدث حولها.
عادل (بنبرة حنونة، وهو يراقب عينيها):
“مش قادر أصدق… لحظة زي دي تجمعنا مع بعض؟ كل حاجة حوالينا بتقول إن دي بداية جديدة.
وسام (بتردد، ملامحها تعكس صراعًا داخليًا):
“في اللحظة دي، كل شيء مش مفهوم… مش قادرة أفهم إزاي بقينا هنا مع بعض، في السرير ده.”
(عادل يقترب منها، يضع يده على يدها برفق، يلمس أطراف أصابعها وكأنها أغلى شيء في حياته.)

عادل (بابتسامة خفيفة، عيناه غارقة في عينيها):
“في حضنكِ، كل الحيرة دي مش بيكون ليها وجود . كل شيء كان اسود قبل م اشوفك . خليتني أحس إني أخيرًا لقيت مكان في الدنيا.”
(وسام تبتسم بخفة، ولكن قلبها ما زال ينبض بالشكوك. تنظر إليه، ثم تلتفت إلى يدها التي تمسك يده بحذر.)
وسام (بصوت خافت، وكأنها تبحث عن الحقيقة في كلامه):
“بس… ليه معايا؟ ليه معايا كل ده؟ مش قادرة أفهم.”
عادل (بصوت دافئ، يقترب أكثر منها):
“أنتِ السبب… أنا مش لاقي جواب غيرك. أنا كنت تايه، واللحظة اللي قابلتكِ فيها… حسيت إن الدنيا وقفت.”
(يتمدد على السرير بجانبها، يضع يده على خصرها برفق، يشعر بحركة قلبها. لحظات من الصمت، ثم يواصل حديثه.)
عادل (بهمس، بينما يراقبها عن كثب):
“أنا مش معاكِ علشان حاجة تانية… أنا معاكِ علشان من غيرك حياتي مبتكونش كاملة.”
(وسام تغلق عينيها لحظة، تعيش في ذلك الشعور لأول مرة، ثم تبتسم بشدة، تحاول مقاومة مشاعرها.)
(اللحظة تتجمد بينهما في سكون عميق، بينما يطوق عادل وسام بحبه، ويشعران أن العالم كله توقف، لا شيء موجود سوى هذا اللقاء الذي لا نهاية له.)


 
google-playkhamsatmostaqltradent