Ads by Google X

رواية لا تنادي بالفراق الفصل الخامس عشر و الاخير - بقلم زينب سمير

الصفحة الرئيسية

  

رواية لا تنادي بالفراق الفصل الخامس عشر و الاخير - بقلم زينب سمير 

لفت كاميليا بضهرها، مشيت خطوة قبل ما تقف بإصرار، لو كان كاران مكانها مكنش هيسيبها ويمشي، كان هيرجع ياخدها غصب عنها، يثبت ملكيته.. حبه..
مش هيبيع ويسيب، بيعلن في كل لحظة إمتلاكه ليها وهتعمل كدا..
لفت تاني تبصله، بَعد عن نانديني وهو بيبصلها بدهشـة، من كتر ما كان عقله مع كاميليا معرفش مين هي في اللحظة الأولى..
نظرة عيونه، إستغرابه، نوع من عدم الأستيعاب اللي باين على ملامحه، عرفتها إنه لا يمكن إستبدالها، وإنها لسـة عند كاران متتقارنش بحد
قربت بخطواتها منهم تاني، نادت اسمه بغنج وهي بتقرب- كاران
وقفت جنبه حاوطت دراعه بتملك، بصلها مشـدوه، بيبص لإيدها بصدمة.. وفرحة
رفع عيونه يبصلها بتساءل، فكملت وهي بتبص لنانديني بتحدي- حبيبي أيمكننا أن نتحدث لوحدنا سويًا، لا أريد دخيل بيننا
بص لنانديني بإعتذار على فظاظتها، لكنه مش هيلومها.. مش هيغلطها.. متعودش! هزت نانديني راسها بتفهم ومشيت، نفذت خطتها وأنتهى دورها
ربعت دراعاتها بعد ما مشيت نانديني تبصله بإتهام و- الكلام اللي قالته من شوية دا معناه أية؟ كنت فعلًا قلقان عليها وطالع تستناها.. بتحبها؟
بإستنكار بتتكلم، بلوم بتعاتب، نفى بسرعة- لا صدقيني اللي بيني أنا ونان مش كدا خالص، نان..
قطعته بعيون بتطلق شرار- أية نان دي متدلعهاش
رد على الفور، بسعادة- حاضر
كاميليا بتغير عليه، بتتفاعل، بتعلن عن حبها ليه..
كمل- نانديني بنت خالي وزي أختي، الكلام اللي اتنشر عننا مش صح
– لية معرفتنيش؟
بلوم- لأنك مسألتيش، بركتيلي علطول كأنك كنتِ مستنية ترتاحي مني، رجعتي مصر أول ما عرفتي أن أحتمال أكون مرتبط، علشان تبقي ضامنة إني مش هقف في سكتك
نفت بسرعة و- أبدًا، رجعت أول ما سمعت الخبر علشان خوفت يكون حقيقي، مكنتش عارفة راجعة لية ولا بفكر أزاي، حاولت أحافظ على اللي اتبقى من ثباتي.. باركتلك.. قولت إنك حد عادي وأنا عارفة إنك مش عادي، ندمت.. بعد ما سبتك ياكاران، وفهمت..
كنت بحبك من البداية، صدقني كل اللي حصل مني كان غباء مني مش لاقية ليه تفسير، عارفة إني جرحتك كتير وصعب تسامحني بسهولة لكن..
مسك كتافها يقول بلهفة- أنا مسامحك من زمان، أنا مستنيكي من زمان
سأل بتخوف- كامي أنتِ فعلًا بتحبيني؟ المرة دي متأكدة من مشاعرك؟ ولا مجرد غيرة علشان ظهر حد في حياتي.. هتروح لحالها وتبعدي بعدها تاني
نفت براسها تباعًا و- لا مش هبعد تاني أبدًا المرة دي أنا اللي هلزق فيك ومش هسيبك، المرة دي أنا عارفة أنا عايزة اية، عايزاك ياكاران..
مش عايز يفتح باب من العتاب، ولا الخصام، مش عايز يعيد ويزيد تاني في اللي كان، عايز كاميليا

وهي هنا، فتحاله درعاتها، بتقوله تعالى..
– لو قربت.. مش هبعد.. مش بهدد، بس مش هسيبك تاني
أنا كنت هموت من غيرك
– أنا اللي مش عايزاك تسيبني..
قرب حضنها، غمض عيونه بإرتياح، أتنفس براحة، أخيرًا لقى خلاصه
لكن كاران هيفضل كاران، اللي بيغيظه لازم حتى وسط أسعد لحظات حياته يعبر عنه
بنبرة متغاظة- يوسف دا اللي كنتِ واقفة معاه لينا ورتني أسكرين ليه وهو كاتب شعر فيكِ بيحبك الأستاذ و..
رفعت إيدها تحاوط رقبته، رفعت جسمها شوية ووشها علشان توصله، بدأت تفرك في شعره بدلال و- المهم أنا بحب مين.. مش مين بيحبني
سأل ببسمة خفيفة- وأنتِ بتحبي مين؟
– كاران
– قوليها تاني
– بحبك ياكاران
غمض عيونه بتلذذ.. مش متوقع مهما تخيل إنه أتجمع بيها تاني، لو دا حلم فهو عايز يفضل يحلم بيـه طول العمر وميصحاش
لكنه حقيقة..
كاميليا بين إيديه من تاني..
****
‘ كاميليا هتخلص هندسة وأنا إدارة أعمال، ممكن نتخطب بعد ما نخلص أو في أخر سنة دراسية، هنتخطب سنة أو أقل بس مهم نتخطب، عايز نعيش كل فترة ومرحلة لينا بمدة كافية، نستمتع بيها ‘
في كافية مشهور، كلنا عارفينه، بدأت منه الحكاية، أول مرة تدخله كاميليا على إنها صحبتهم وأنضمت لكارهم المميز، أول مرة كسر كاران القيود ما بينهم من غير ما يحس، حس إنها مهمة عنده، شاركها مكان مهم ليه ولأصحابه

أما بعد.. الكافية مزين، فاضي ومحجوز، فيه المعارف.. وكاميليا وكاران، لابسة فستان أزرق ستان نازل على جسمها بإنسيابية، رافعة شعرها من قدام وسيباه ورا ضهرها، لابس كاران بنطلون بدلة وقميص، سايب أول تلت زراير مفتوحين، مشمر أكمامه، مسرح شعره بعشوائيـة
سنين ومرت، وكاران لسة كاران، وكاميليا هي كاميليا، دبلة بس زينت صباعها
هما هنا، في مكانهم المميز علشان يحتفلوا بالحدث المميز.. خطوبتهم!
ماسكها بيرقصوا سـوا على أغنية
‘ أنا عشت سنين وأنا بتمنى أشوف لهفتي في عينيك وفضلت كتير وأنا بتمنى وكل مُنايا ألاقيك، جوايا أنا ليك حب الدنيا وشوق العالم كله إليك ‘
مندمجين وبيرقصوا سـوا عند المقطع الأخير كان ماسك إيديها وهي بعيدة عنه شوية وبيشاورلها ويغنيلها، وأصحابهم حواليهم بيسقفوا، كانت الفرحة ظاهرة جدًا في عيونه، في حماسه، وإندفاعه، كل خلية فيه بتعبر عنها، فرحة رغم كل اللي قدمه وادي لكاران من صغره علشان يشوفها ملقهاش ومشفهاش خارجة حقيقية منه كدا
فرحة مش هيقدر يحرمه منها، حتى لو كاميليا مش هي الزوجة اللي تمناها لكاران
مش من مقامه، مش هتزوده، مش هتضيف ليه
لكن سعادة كاران تجبره يقبلها ويحبها كمان..
أستوري جديد، محدث بصورة لخطوبتهم، بصور كتير وأخرهم صورة ودبلته في إيدها
‘ لكن مش هنطول، هنتجوز، هعملها أكبر فرح في العالم، هعملها فرح بالطريقة الهندية علشان عجبتها وأنا بحكيلها عن أفراحهم ‘
بعد سـت شهور، في الهند، تاج محل
من أعرق الأماكن الأثرية في العالم والهند، مكان مميز لحدث مميز.. جواز كاران من كاميليا
حدث طال أنتظاره وحان آوانه
ظهرت كاميليا لابسة ساري أحمر ومجوهرات، مغطية وشها بورد، وكاران مستنيها لابس زي هندي دهبي، مستناش توصله قرب منها هو، رفع الورد عن وشها ظهرتله
ميل باس جبينها، عينها، خدها.. وهيكمل!
بعدت هي وهي بتضحك بإحراج الكل بيتفرج

عملوا الطقوس العادية اللي حسوا أن مفيهاش حرمانية، وبدأوا يحتفلوا بطريقتهم، أغانيهم ورقصاتهم
‘وبالطريقة المصرية.. وبأي شكل هي عايزاه،
هصمم فستانها بنفسي، كل حاجة في الفرح هعملها بنفسي، تفاصيل القاعة، لبسها، شكلها.. بدلتي..
هنسق كل حاجة’
دخل شارف مكتب كاران، ورق كتير مرمي بعشوائية، قاعد على مكتب وماسك ورقة وقلم وباين عليه التركيز،
شارف بنفاذ صبر- يابني استسلم بقى فستان أية اللي هتصممه! بقالك أسبوع على الحال دا ومفيش فايدة
بإصرار- هعمله بنفسي يعني هعمله، هو في دماغي أنا بس مش عارف أطلعه
– طبيعي.. مش كل حاجة كاران وادي بيعرف يعملها
بصله بطرف عينه ومردش
– الجوازة كلها اللي ملهاش فايدة الحقيقة لأنك كدا كدا عملت فرحك لتلت مرات لدلوقتي، جاهزة ويادوب واقفة على الفستان، القاعة جاهزة بكل التفاصيل اللي طلبتها، وبدلتك خلصت، وكله خلص..
فاضل الفستان، اية رأيك نـ..
بإصرار- هصممه بنفسي يعني هصممه
رمـى شارف ورقة كتير كان موجود على وشـه و- ياعم زهقتني بقى ياعم
وبعد أسبوعين، كان خلص التصميم اللي في خياله، فستان يليق بكاميليا، راقي.. ورقيق، فخم ولطيف، يليق بتناقض كاميليا
وأبتسم براحة
فرحهم بقى تريند جديد..
‘ هو أحنا مبقاش عندنا غير أخبار عيلة وادي ولا أية
هو كاران دا ناوي يتجوزها كام مرة ويعملها كام فرح

مال سايب
بيحقق كل كلامه بالحرف
عارفين لو بعد دا كله خانها
هيخونها بعد دا كله
بيعملوا كدا علشان التريند
وهما دول محتاجين تريند
عقبالنا ‘
‘ هنعمل شهر عسل طويل، هنلف فيه كل الأماكن اللي عايزاها.. ‘
– حابة تروحي فين تاني؟
قالها وهو واقف وراها ومحاوطها، ساند براسه على كتفها، ردت هي ببسمة خفيفة- كفاية لحد كدا، تلت شهور عسل حلوين أوي
زم بوقه بحزن، لسة عايز تاني، يبقى معاها لوحده، لأخر العمر..
‘ بعدها هيبقى لازم أشتغل، همسك الشركة، وهسيبها هي تعمل اللي عايزاه، عايزة تشتغل في فرع من فروعنا تمام، تبدأ بيزنس خاص تمام، مش عايزة براحتها ‘
في مبنى ضخم، مكتب فخم وعليه مكتوب
‘ رئيس مجلس الإدارة.. كاران وادي ‘
قاعد كاران لابس بدلة، قالع جاكيتها وراميه بعشوائية، فاتح أزاره وماسك ورق، باين عليه التركيز، بيلعب في شعره بالقلم، بص قدامه بالصدفة فوقعت عيونه على صورة لكاميليا محطوطة في برواز قدامه، ضمن خمس براويز، ابتسم وهو بيسيب الورق مسك الفون يطلع رقمها وجالها صوته أول ما ردت و- كامي..
مهما السنين مرت، لا هيمل ولا هيبطل يناديها بدلعها،
– خلصتي شغل؟ لية كل دا كتير عليكِ روحي وأنا هبعتلك حد يخلص مكانك، يقولوا اللي يقولوه بدلعك.. بتشتغلي واسطة، ملهمش دعوة المهم تكوني مرتاحة
طيب هكلمك تاني بعد شوية، متتأخريش

‘كل فترة هسيب كل العالم وأخطفها منه’
طاؤق بعصبية- يعني أية سـاب كل حاجة وسافر؟ هو مش عارف الأيام دي مهمة قد أية ولازم يكون موجود ويتابع معانا.. يخربيت الإستهتار
‘ مش عارف أنا بحب الأطفال ولا لا، بس فكرة أن عندي طفل من كامي، مامته كامي، فكرة لذيذة كنت عايز أجربها، أبقى أب لأولاد منها هـي.. ‘
دخل لقى المكان هادى، أضواءه خفيفة والمكان شبة مظلم، نادى وهو ماسك جاكت بدلته في إيديه وبيمشي جوه البيت، عـش صغير زي ما خطط مكان ليه ولكاميليا بس بعد ما رفض يسكن في قصر عيلة وادي، زحمة وكبير، هيخلي في مسافات بينه وبينها وناس.. وهو مش عايز غيرها
– كاميليا..
مهما كان متعصب، مشتاق، ملهوف، أو حتى في مود عادي
لازم ينطق اسمها بتنغم، بتلذذ، يستمتع بيـه، اسم غير عادي لإنسانة مش عادية، كلها فوق الوصف..
قرب لحد ما وصل لأوضة النوم كان بابها مفتوح، دخل أتفاجئ بصندوق قدامه لونه مزيج بين اللبني والبينك، في طريق من الورود بيسلك للصندوق، مشى لحد ما وصله مسكه بتعجب صغير.. فتحه
إتفاجئ وقع منه وهو بيفتح بوقه بعدم تصديق، مسك بس اللي جواه، إختبار حمل
مع رسالة
‘ Hi dad, I will come after 8 manths, Wait me
I Love you
your baby’
‘ هاي بابا، انا جاي/ جاية، كمان تمن شهور، أستناني، بحبك
طفلك’
قرأ الرسالة وعيونه دمعت علطول، حلم جديد بيتحقق مع كاميليا، صوت خطوات قبل ما يلف بسرعة أول ما حس بيها، خدها في حضنه وصوته بيعيط
حقق أحلام، هي كانت في فترة مجرد أحلام، كل يوم مش بيكون مصدق إنها معاه ودلوقتي دليل كمان إنهم سـوا وهيكملوا سـوا

بصوت مخنوق- أنا بحبك، أنا مش بفرح غير بسببك، كل أسباب سعادتي بتكون منك..
كتم وشـه في كتفها وضمها بين إيديه، مستكين، يستشعر جمال اللحظة
سألته وهو بتلاعب شعره- مبسوط بالبيبي؟
هز راسه بآه وهو لسة كاتم وشـه في كتفها و- أوي عايزه يكون شبهك أنتِ بالمللي، عايزه نسخة منك، عايز نسخ كتير منك
بعد عنها بحماس يكمل- الفكرة لذيذة تخيلي عندي بنت أو ولد شبة كامي؟ أحنا هنجيب أولاد كتير.. كلهم يكونوا أنتِ
ضيقت حواجبها بشزر و- بس أنا عايزاه يكون شبهك
نبفى بإستنكار،
كأن الفكرة مش مطروحة..
بيبي بنسخة كامي، عاش مع كامي من مراهقتها وهيعيش لحد شيخوختها، ناقص فترة طفولتها، هيعيشها مع بيبي شبهها..
تحديث جديد، صورة لكاران وهو لابس هودي بيج وبنطلون أسود، وجنبه طفل صغير جميل لابس زيـه، وكاران شايل بنوتة وجنبه كامي..
بيضحك بقلب، بروح، أب لطفلين وهو لسة موصلش للتلاتين..
كاميليا جنبه مبسوطة، مرتاحة، نوع من التعقل ظاهر عليها
جنبه شارف ولينا، بطنها منفوخة وشارف محاوطها بسعادة
علاقات إستثنائية بنهاية إستثنائية، سعيدة، مريحة بعد سنين من الصراعات
من التحدي والأعتراض..
النهاية.. 


google-playkhamsatmostaqltradent