Ads by Google X

رواية بين اللهو و الهوى الفصل العاشر 10 - بقلم بسمله جمال

الصفحة الرئيسية

 رواية بين اللهو و الهوى الفصل العاشر 10 - بقلم بسمله جمال 

---

في أحد شوارع إسبانيا التي تتميز بجمالها، كانت ديمة تسير بهدوء، مرتدية فستانًا ورديًا قصيرًا يصل إلى الركبة، بينما انسدل شعرها على كتفيها على غير العادة. كانت تنظر إلى المارة بابتسامة خفيفة، لكن في داخلها كانت الذكريات تنهش قلبها بلا رحمة. شعرت وكأن كل شيء اجتمع ليدمرها.

لقد كانت كلماتها قاسية… جارحة… مدمّرة. لا شك في ذلك. لقد طعنت ريان بكلماتها، لكنها تعلم في قرارة نفسها أنهما كانا يعلمان بأن هذه هي النهاية الحتمية لقصة حبهما. كانت تحاول التماسك، لكنها لم تتخطَّ الأمر بعد، بل تدرك أنها لن تتخطاه أبدًا. وفي الوقت نفسه، تعلم أن العودة مستحيلة… دون ثقة.

مرة أخرى، تساءلت: ماذا لو ذهبت إليه واعتذرت؟ لكن تفكيرها كان متناقضًا… مشتتًا… معذِّبًا. لم تكن تدري ماذا تفعل!

أطلقت تنهيدة عميقة، محاولةً جمع شتات نفسها، لكن فجأة… ضربتها رائحة مألوفة… هزّت كيانها من الداخل!

ارتعش جسدها من هول المفاجأة… هذه رائحته! رائحة ريان!

استدارت بجنون، عيناها تبحثان عنه في كل الاتجاهات، وقلبها ينبض بعنف… بعنف… بعنف.

رأت رجلًا يسير مبتعدًا، يعطيها ظهره. كان التشابه كبيرًا… فاندفعت نحوه بلهفة، تهتف بصوت مرتجف:

"ريان!!"

لكن الرجل استدار ببطء، لم يكن ريان… بل رجل إسباني ذو عينين زرقاوين ينظر إليها باستغراب، قبل أن يجيبها بلغته:

"Oye señorita, ¿estás perdida o qué?"
(مهلًا يا سنيوريتا، هل أنتِ تائهة أم ماذا؟)

ابتلعت خيبتها بسرعة، وهزّت رأسها نافية، قبل أن تجيبه بصوت متسرع:

"No, todavía estoy perdida, gracias."
(لا، لستُ تائهة، شكرًا لك.)

استدارت مبتعدة، تلوم نفسها… توبّخ عقلها… تلعن قلبها المجنون. كيف لها أن تفكر أنه قد يكون هنا؟ لكن قبل أن تكمل أفكارها، تجمّدت.

كل حواسها توقفت عليه.

ريان!!!!

كان يقف في أحد الأزقة الجانبية، مستندًا إلى الحائط، مرتديًا ملابس كاجوال على غير العادة. أنفاسها أصبحت بطيئة وهي تراه أمامها، لم تصدق عينيها. لكنه كان هناك… حقيقيًا!

لم تكتمل صدمتها حتى تلتها صدمة أخرى… كارثية… قاتلة!

رأت رجلًا يقترب من خلفه، يمسك سكينًا لامعًا.

كل شيء حدث بسرعة البرق.

طعنة.

طعنة أخرى.

ثم طعنة ثالثة… قاتلة!

صراخ الناس ملأ المكان. لكنها لم تستطع الحركة… التنفس… الاستيعاب.

كانت متجمدة، تراقب المشهد بذهول، ترى ريان يتلقى الطعنة تلو الأخرى، حتى خارت قواه، وسقط على الأرض، عينيه تبحثان عنها… بضعف… باستسلام.

قبل أن تدرك ما يحدث، توقفت سيارة جيب سوداء أمام الزقاق، وفجأة… اختفى ريان!

"ريان!!!"

صرخت بفزع، تركض بجنون، تبحث عنه في كل الاتجاهات، لكن لا أثر له.

- بعد لحظات -

كانت تقود سيارتها بجنون، تتبع السيارة السوداء التي خطفته… اختطفته… سرقته منها!

دموعها تنهمر بلا توقف، مشهد عينيه المنكسرتين، جسده النازف، سقوطه الأخير… لا يغادر عقلها.

ضربت المقود بغضب، تصرخ من بين دموعها:

"مينفعش يا ريان!!! مينفعش النهاية تبقى بموت حد فينا!!!"

نظرت إلى السيارة السوداء أمامها بتحدٍّ، بجنون، باندفاع… قبل أن تهتف بصوت مليء بالعزم:

"هعمل المستحيل… صدقني… مش هسيبك ليهم!"

- أمام المخزن المهجور -

توقفت السيارة السوداء أمام مبنى قديم، وترجل منها رجلان ضخمان يسندان ريان النازف إلى الداخل، بينما ديمة تراقب… تخطط… تتحفز.

تسللت بحذر، لكن…

عتمة.

ظلام دامس.

لم يكن هناك شعاع ضوء واحد.

ابتلعت ريقها، ثم همست بصوت مرتجف:

"ريان؟"

وفجأة…

أضاءت الأضواء بقوة!!!!

كاشفة عن الرجال المسلحين… العيون القاسية… المكان المحاصر بالموت.

كان عاصم يتصدر المشهد، يقف بثقة شيطانية، بينما على يمينه…

ريان… جسده ينزف… عينيه تترنحان… يوشك على فقدان الوعي.

شهقت ديمة بفزع، ركضت نحوه دون تفكير، لكن…

يد قاسية قبضت على شعرها بشدة!!!!!

"آااه!!!" صرخت بألم، قبل أن يأتيها صوت عاصم الغاضب، كالسوط يجلدها:

"على فين العشم يا بنت؟!!!"

نظراته كانت كريهة… متوحشة… قاتلة.

نظرت إلى ريان، رأت الغضب الوحشي في عينيه، رأت العنف المتفجر داخله، قبل أن يهدر بصوت قاتم:

"إيدك اللي لمستها… هقطعها لك!!!!"

لكن عاصم ضحك… ضحكة باردة… شريرة… خطيرة.

"إنتِ فاكرة نفسك ذكية، صح؟ فاكرة إنك جيتي لوحدك؟ لا يا بنت، أنا اللي جبتك!!!"

ثم استدار نحو ريان، يرمقه بابتسامة خبيثة، قبل أن يقول بنبرة بطيئة كالرصاصة القاتلة:

"بصراحة، أنا ماليش في القتل، بس قلت فرصة حلوة… أجيبك إنتِ، وتكوني إنتِ اللي تقتليه!!!"

عيناها توسعتا برعب، وهي تنظر بين ريان… النازف… المحتضر… وبين هذا الرجل المجنون.

لم يمنحها الوقت للتفكير، بل سحب مسدسه، ووضعه بين أصابعها بقوة، قبل أن يصوّبه مباشرة نحو ريان.

"يلا… اضغطي على الزناد!!!!"

ارتجفت يداها، اهتز قلبها، تصاعدت أنفاسها، انفجر عقلها!!!!

صرخ الرجال من حولها، يضغطون عليها… يجبرونها…

وفي لحظة…

دَوَّت طَلْقَةٌ كسرت سكون المكان… كسرت العالم… كسرت كل شيء!!!!

 •تابع الفصل التالي "رواية بين اللهو و الهوى" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent