Ads by Google X

رواية دلال و الشيخ الفصل الحادي عشر 11 - بقلم شيماء سعيد

الصفحة الرئيسية

 رواية دلال و الشيخ الفصل الحادي عشر 11 - بقلم شيماء سعيد 

دلال_والشيخ 
الحلقة الحادية عشر
............
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️ 
الرجل يعتقد إن المرأة تحب الغني وتعجب بالوسيم والمشهور الحقيقة إنها تحب من يكون لها أخا وصديقا وسندا ويحترم عقلها وكيانها.
.........
جلست دلال على أحد المقاعد فى الموصلات العامة المتجهة لتلك المنطقة التى تقطن بها تلك السيدة المسنة مع ابنها .

وأخذت تدعو الله: يارب يطلعوا ناس كويسين، أنا مش ناقصة بهدلة يارب .

يااه بس ألف حمد وشكر ليك يارب، أنا كنت فين وبقيت فين .

أنا مش مصدقة أن متولى غار فى ستين داهية وبطلت شغلانة الرقص وقلة القيمة واخيرا بقيت  ست محترمة ومحدش يبصلى نظرة من إياها .

ثم شردت فى أحمد وابتسمت: إظاهر يا مولانا انك لسه فكرنى وبتدعيلى وربنا استجاب وخلصت من القرف اللى كنت عايشة فيه وربنا سترها معايا .

وحشتنى يا مولانا، ياه لو حتى أشوفك ولو ثانية قلبى بيها يطمن عليك يا غالى .

لتتسائل: مالك يا بت هتموتى عليه كده ليه، هو أنتِ يعجبك الأشكال دى برده، اللى محبكنها زيادة عن اللزوم وطول الوقت مكشرين .

ولكنها استطردت: والله حلو اوى وتكشيرته كانت زى العسل وحاسه إن ورا التكشيرة دى قلب أبيض.
اه منك يا مولانا .

ويشاء القدر أن تمر أحد الموصلات العامة فى اتجاه مخالف عنها، حيث جلس بأحد المقاعد أحمد يذكر الله بلسان رطب حتى يصل إلى عمله وأخذ يكرر سيد الإستغفار كثيرا لعل الله يبدل حاله هذا .
عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: سيد الاستغفار أن تقول اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . قال: ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة

للتوقف كلتا السيارتين عند إشارة المرور، وعندما استدارت دلال بوجهها نحو النافذة صُدمت  برؤية ذلك الذى تمنت رؤيته لو لحظة وكأن الله استجاب لها، فدق قلبها  نبضات سريعة قوية حتى إنها وضعت يدها عليه ليستكين واطلقت عينيها قلوبا ملئت المكان وصاحت بصوت عالى وهى تشير من النافذة:

_ يا مولانا، يا شيخ أحمد .

إخترق صوتها أذنه، فشعر بقشعريرة سرت فى جسده لم يعلم سببها، ثم إستدار بوجهه إليها فرآها تبتسم له.

كم كانت جميلة حقا، ببشرتها البيضاء وعينيها اللامعة وجنتيها المتوردة وشفتيها التى تشبه التوت .

ولكن نظرته لم تدم طويلا فأخفض عينيه سريعا، وتجمدت ملامحه .

وحدث ذاته:
ـ أتى القدر بكِ مجددا، ليثور ذلك البركان فى قلبى.
ذلك الذى ظننته قد خمد ولكن أشعله نظرة من عينيكِ.
فابتعدى عنى أرجوكِ، فأنتِ ناٖر محرٖقة، فتنة طاغية .
لست أهلا لها، فيكفى ما بى من شروخ وجروح لم تلتئم بعد .

شعرت دلال بالخذلان عندما أخفض بصره عنها، ولكنها لم تيئس وقامت بالنداء مرة أخرى مما أدهشه فقالت: على فكرة دعائك استجاب يا مولانا .

فرفع بصره إليها مندهشا، فاستطردت:
ياريت تفضل تدعيلى ديما، أنا محتاجة الدعاء اوى .

كاد أحمد أن يبتسم ولكنه تذكر تلك الصورة التى جمعتها مع المنياوى فعاد لعبوسه وأخفض بصره .وأدار وجهه عنها .

مما جعل الدماء تتجمد فى أوردتها وتجمعت الدموع فى عينيها  وجاهدت أن تفيض بها وتسائلت بغصة مريرة: 
_ليه يا مولانا، أنا عملت ايه لده كله، ده أنا بقولك أدعيلى .

ومصدقت شوفتك، بس خلاص يا مولانا أنا شكلى كنت موهومة وأنت عندك حق، إزاى يعنى يحن شيخ لراقصة .

ده مستحيل يحصل، ثم هربت دمعة من عينيها وهى تودعه بعد أن سارت السيارات مرة أخرى .

واستطردت: بس يا مولانا مفيش مستحيل فى الحب، يا ترى ممكن الصدفة تجمعنا تانى وقلبك يحس بيه ولا هتفضل حلم من أحلامى اللى عمرها ما تتحقق.

أما هو فأخذ يردد: لا حول ولا قوة الا بالله.

دلال أنا كنت بحاول أنساكِ، ألاقيكِ قدامى، ربنا يسامحك ليه عملتى فى نفسك كده..!

 ازاى بنت فى جمالك تفرط فى نفسها بالشكل ده .

ثم أخرج تنهيدة موجعة وهمس: وإزاى بتخطفى القلب كده .

ولكن سرعان ما تدارج نفسه وهمس، لا يستحيل أفكر فيها وهنساها يعنى هنساها، عشان قلبى لما يحب يدق، يدق لإنسانة عفيفة بحجاب كامل تخفض البصر تسر القلب .
مش دلال خالص .
.......
انتهى شفيق من فعلته الشنعاء ودنس جسدها الطاهر وأضاع عفتها ليس فقط من أجل الإنتقام لأمه فقط ولكن لنفسه الدنيئة التى تعودت على الغوص فى الطين .

ثم جلس بجانبها يتأملها بإعجاب قائلا: طلعتى حلوة اوى يا سمسمة، صارٖوخ أرض جو كنتِ غايبة عنى فين .

ثم عبث وعقد حاجبيه ووضع يده على رأسه وقال ببعض الخوف: 
_يا مصيبتى السودة، طيب أعمل ايه دلوقتى لما تفوق أكيد هتصرخ وتفضحنا فى الحتة، وأنا سمعتى زى الجنيه الدهب .

وأكيد هتجرى تبلغ عمى وأخوها ويجوا يطينوا عشتى ومش بعيد سفيان يخلص عليه .

طيب والعمل يا شفيق، كان لازم تسمع كلام أمك يعنى، دى مهما كان برده بت عمك مش غريبة .

أنا هنزل أقولها حصل وتقولى هى هنتصرف إزاى فى المصيبة اللى هتحل على دماغنا كلنا .

فنزل شفيق وسار إليها واطل برأسه من باب غرفتها وعندما رأته ابتسمت وسئلته بلهفة:

_ ها يا ابنى سبع ولا ضبع..؟

شفيق بفخر: طول عمرى سبع يا حاجة، بس يعنى شكلى هيكون ضبع لما تفوق الهانم وتعرف اللى حصل وتصرخ وتلم الناس علينا ونتفضح ويجى سفيان يطير رقبتى .

هنعمل ايه دلوقتى، شورى عليه؟

فربتت زينب على كتفه وقالت بخبث: متقلقش يا شفيق .

أنا عاملة حسابى على كل حاجة، بالعكس هيحطوا لسانهم فى بوقهم وهيتكسفوا يتكلموا وممكن يخلصوا عليها هى كمان .

ثم استطردت بسعادة: 
_اه نفسى اشوف وش ابتهال وبنتها راجعة بالشكل ده ولا قهرة سليمان عليها .

لتهمس: ياه أخيرا يا سليمان هقهرك زى ما قهرتنى زمان ورفضتنى وفضلت عليه إبتهال .

فتح شفيق فمه ببلاهة وقال:
_ بجد يا حاجة، طيب قوليلى بسرعة عشان قلبى هيقع فى رجليه .

زينب: بعد الشر عليك يا حبيبى.

هى مش مراتك زمانها جاية.

فوضع يده على رأسه وارتجف وقال: ده أنا ناسى الزفتة دى كمان، دى هتولعٖها ناٖر اكتر .

فضحكت زينب: هو ده المطلوب .

 تعجب شفيق: ازاى ؟

زينب هفهمك: يعنى تطلع تنام جمبها وتحضنها كمان.

 ولما تيجى مراتك هعمل نفسى بعطلها عشان متطلعش واقولها بلاش تطلعى دلوقتى يا أشجان جوزك نايم .

 ومرتاح اوى مع ضحكة كده هتفهم إن فيه حاجة، فهتجرى تفتح الباب وتشوفك مع أختها، هترقع بالصوت والبت تفوق .

وهتفكر إن أختها بتخونها معاك .

مش أنت اللى غفلتها، وهتشتكى لأهلها يقوم يربوها والباقى  أتخيله أنت بقى .

فتدلى فك شفيق من الصدمة ثم وقف وقال بإندهاش:
 لا دماغ عالية يا حجة، عفارم عليكِ بصحيح .

ثم ضحك وغمزها: لما أطلع أكمل نوم بقا .

فضحكت زينب: اه يا شقى. 

ليصعد شفيق إلى غرفته، فأخذ يتأمل تلك النائمة وهم أن يعيد ما فعله مرة أخرى ولكن وجدها تتحرك.

 فانقبض قلبه وقال بفزع: 
_دى بتفوق ولسه أشجان مرجعتش والخطة هتبوظ أعمل ايه دلوقتى ..؟

ولكن فجأة سمع صوت زينب العالى تحدث أشجان:
 كويس انك جيتى يا مرات ابنى عشان جعانة ونفسى هفانى على محشى .

فادخلى يلا همى أنتِ والمعدولة أختك خلصيه قوام عشان جعانة .

انا بعت جبت كله حجته هتلاقيها عندك فى المطبخ .

فتدلى فك أشجان ونظرت إلى أنهار التى ضمت شفتيها بغيظ ثم قالت: 

_محشى ايه السعادة يا مرات عمى، احنا لسه جايين من برا ومهدود حيلنا من المشوار وعايزين نطلع نستريح.

خليه بكرة ان شاء الله ولو جعانة اوى يعنى هطلع أكل امبارح أسخنهولك .

لتصعق أنهار عندما هوت علي وجهها صفعة قوية من يد زينب، جعلها تصرخ متألمة، فصاحت زينب: 

_أنتِ بتقوليلى أنا أكل إيه ومكلش إيه يا بت إبتهال..!

 هى دى التربية اللى اتعلمتيها فى بيت أبوكِ .

اه ما هو كان مدلعكم لغاية ما فلت عياركم، لكن متقلقيش أنا هعرف أربيكِ من جديد .

نزلت دموع أنهار من القهر وبكت على بكاؤها طفلتها فضمتها إليها وقالت بغصة مريرة: 
_أنا مش هرد عليكِ لكن ليه راجل هو اللى هيجبلى حقى .

فضحكت زينب وقالت بتهكم: اه الدلدول اللى معرفتش أربيه كويس.

اه يختى روحى عيطيله وقوليله أمك ضربتنى وورينى هيعمل ايه.

فطالعتها أنهار بصدمة لأنها تعلم حقا ضعف شاهين إمام والدته، لذا انسحبت من أمامها وأسرعت إلى شقتها .

فأخذت زينب تنادى عليها بغل: 
_تعالى يا بت وإلا هطلع أجيبك من شعرك .

أما أشجان فقد كانت تقف متخشبة، لا تفعل شيئا فالصدمة اجفلتها وجعلتها كأنها مغيبة عن الوعى .

فطالعتها زينب بمكر واخرجتها عن شردوها بقولها:
_ مالك يا بت أنتِ كمان متخشبة كده ليه؟

فتراجعت أشجان للوراء خوفا من بطشها، ثم حاولت الفرار إلى شقتها هى الأخرى، فاستوقفتها زينب قائلة بخبث:
_ استنى عندك يا بت رايحة فين، امال مين هيعمل الأكل.

أشجان بتلعثم: هطلع بس أحط الحاجة اللى اشترتها وانزل تانى حاضر.

زينب بمرواغة: 
_لا خليكِ بعدين حطيهم، عشان متزعجيش شفيق، خليه نايم ومرتاح، مش وقتك دلوقتى.

أشجان بتعجب: عادى مش هصحيه، هحط الحاجة وأنيم العيال بس .

زينب: قولتلك بلاش عشان متزعليش، بس شكلك مصممة.

براحتك بس متعيطيش ساعتها وافتكرى إنه راجل يعمل اللى على كيفه بدال اللى معاه راضية .

اتسعت عين أشجان وتلون وجهها من الصدمة وقالت: معاه !!
هو فيه فيه وحدة فوق مع جوزى .

 وضعت زينب يدها على فمها ورددت:
_قطع لسانى اللى متبرى منى ده .

فركضت أشجان مسرعة إلى شقتها ودلفت للداخل بخطى سريعة إلى غرفة النوم بقلب يرتجف ووضعت يدها المرتجفة على مقبض الباب لتديره بحذر وتركته لينفتح الباب .

وتجمدت مكانها حين رأت ما لا يمكن أن تتخيله فى يوم من الأيام .

اختها مع زوجها فى فراشها !!

فصرخت صرخة مدوية مرددة: أسماااااااء، لااااا مش مصدقة عينيه .

فاعتدل شفيق عندما سمع صوتها واصطنع الخجل قائلا: 
_أشجان أنتِ جيتى ..!

أشجان بقهر: ايوه جيت عشان أشوف بعينى نجاستك.
مش مكيفك اللى بتعمله بره، كمان على سريرى ومع مين أختى يا خاين يا دون .

شفيق بغضب: إحترمى نفسك يا أشجان وصوتك ميعلاش عليه، وإلا أنتِ عارفة أعمل فيكِ ايه ..؟

فتململت أسماء فى الفراش بعد أن أيقظها صوت صراخ أشجان .

فاعتدلت سريعا لتتسع عينيها وهى ترى أشجان أمامها تصرخ وشفيق بجانبها، فأخذت تدور بعينيها تتسائل اين هى ..؟

فصُدمت عندما علمت إنها فى غرفة أشجان ونظرت إلى نفسها لتجد إنها شبه عارية فأسرعت لتغطية نفسها بالشرشف .

لتجد أشجان تنقض عليها وحاوطت عنقها بيديها صارخة:
_ هونت عليكِ وهونتِ على نفسك يا بت أبويا تعملى كده وعلى سريرى يا فاجرة.

 وعشان مين شفيق اللى ميسواش حاجة فى سوق الرجالة ومستحمله قرفه عشان خاطر العيال .

تقومى تبيعى نفسك ليه، عشان ايه، مهو مش معقولة بتحبيه .

لأن هو نفسه مبيحبش نفسه، مريض نفسى .

جحظت عين أسماء وفتحت فمها وكادت أن تختنق فقام شفيق سريعا ودفعها عنها قائلا: 
هتموتيها، لا دى ستك وست الستات كلها وأيوه بحبها وبتحبنى .

وأنتِ ملتزمنيش بعد كده .

بقا أنا مسواش حاجة ومريض نفسى، أنا هوريكِ النجوم فى عز  الضهر يا أشجان .

ثم أخذ يضٖربها بكل قوته وريٖكلها بقدمه وأخذت تصرخ حتى سقطت فى الارض مغشيا عليها ،  فلم يدعها حتى صرخت أسماء بإسمها وقامت تلف حول نفسها الشرشف، وتبعده عنها قائلة: 

_إبعد عنها يا حيوان .

ثم أخذت تضٖرب صدره بكلتا يديها وهى تبكى بمرارة:
_ أنت عملت فيه إيه، حرام عليك ضيعتنى وضيعت مستقبلى وهتموت أختى بحسرتها .

ليه تعمل كده، عملنا فيك إيه ؟

ثم أخذت تضرب على رأسها قائلة: أعمل إيه دلوقتى، وهرجع البيت إزاى وهقولهم ايه ؟

ده مش بعيد سفيان يخلص عليه .

فأقترب منها شفيق وحاول لمسها فصرخت:
_ ابعد عنى اوعى تلمسنى تانى، منك لله يا شيخ، منك لله .

 شعر شفيق بالشفقة عليها فقال بحزن: متزعليش يا اأسماء، أنا فعلا معرفش عملت كده إزاى .

بس من أول مشوفتك لما كبرتى كده وادورتى دخلتى دماغى واتعلقت بيكِ ومكنتش ببطل تفكير فيكِ.

وعشان كده كان نفسى تكون معايا واهو حصل ،وانا مستعد أصلح غلطتى .
واتجوزك .

فصرخت أسماء: تجوزنى إزاى وانت مجوز أختى. 
وإزاى اتجوز واحد زيك أصلا معندهوش ضمير ولا قلب.
حرام عليك يا اخى .
حرام .
....

أثناء مباشرة أحمد عمله فى المحل وجد من يقوم بالنداء عليه بصوت يعلمه جيدا .

- أبو حميد يا عسل، يا حمادة ، أنت يا مولانا .

فابتسم أحمد رغم ما به من هموم واستدار لرؤية أعز صديق له منذ الطفولة" شيكو "

فرحب به بحبور قائلا: أهلا باخويا وحبيبى .

ثم عانقه بحب وابتعد عنه قائلا:  جيت فى وقتك عشان أنت وحشنى جدا .

شيكو: وأنت كمان يا قلبى .
فضحك أحمد: قلبى ،يادى الحرمان العاطفى .

أقعد يا ابنى عقبال ما  أبعت أجبلك الساقع .

فهتف شيكو بفرحة: 
_شربات لو سمحت يا مولانا .

فابتسم أحمد وسئله: إيه خير يارب .
ياسمين حنت عليك أخيرا ورضيت .

شيكو بحنق: مين دى اللى تحن يا مولانا ، دى لوح خشبى أو تلجى  حاجة كده مبتحسش .

فضحك أحمد : مسيرها تحن هى هتلاقى زيك فين يا شيكو .

شيكو بمرح:  مترصصين فى كل حتة يا مولانا، بس  برده أنا فيه حتة مميزة .

 وهى إن دمى خفيف بس مش ماشى معاها عشان هى بومة بعيد عنك .

تحس إنها أرملة كده وغاوية نكد .

وكل ما أكلمها تقولى اخواتى ومينفعش وشوف حد أحسن منى .

طيب أشوف مين تنكد عليه غيرها .

أحمد بضحك: الله يجازيك يا شيكو، ضحكتنى وأنا مليش نفس .

شيكو: ليه كده يا صاحبى، أضحك وانسى الدنيا وقول الحمد لله على اللى راح وقول يارب فى اللى جى هيكرمك .

ايه يا مولانا مش ده كلامك اللى كنت بتعلمه لينا ولا نسيته ومحتاج تذكره تانى .

 تنهد أحمد بحرارة: عارف وقلبى راضى الحمد لله بس غصبا عنى العين بتبكى وكمان الحاج وحشنى اوى .

شيكو: ربنا يرحمه ويسامحه: 
_وكفايا بكى يا مولانا ولو بتحب الحاج فرحه فى تربته يا أحمد.

طالعه أحمد بإندهاش وردد بإنكسار:
_إزاى  وأنا سبت الكلية اللى كان مستنى بفارغ الصبر أتخرج ويعملى عيادة ويقولوا عليه أبو الدكتور .

ودلوقتى بشتغل عند عمى.

فحمحم شيكو : لا خلاص قدم استقالتك يا مولانا .

قطب أحمد جبينه: ليه وهلاقى شغل فين تان..؟

هنا كويس عشان أنا صراحة مش بتاع مرمطة .

لمعت عين شيكو واجابه بثقة: لا أجمد كده يا مولانا عشان إحنا داخلين على شغل تقيل اوى .

طالعه أحمد بعدم فهم قائلا: إحنا ازاى، أنا مش فاهم حاجه.

فوقف شيكو وقال بفرحة غامرة:
هو أنا مقولتلكش مش أنا ورثت عمى، الله يسامحه بقا يمكن دى الحسنة الوحيدة اللى فى حياته وهدعيله بيها بعد ما كنت بدعى عليه عشان أكل حق ابويا الله يرحمه .
قوم ايه بقا يا سيدى، الحق يرجعلى تانى تالت ومتلت .

أحمد: سبحان الله القادر على كل شىء .

شيكو: ارزاق يا صاحبى بس أنا صراحة دماغى على قدى.

أنت عارف انى مكملتش تعليمى وعشان كده جتلك يا أحمد، عشان عارف انى لو لقيت الدنيا كلها مش هلاقى حد فى أمنتك يمسك ليه الحسابات .

عشان ناوى أعمل هايبر كبير كده فى المدينة الجديدة وربنا يفتحها فى وشنا أنا وأنت ونعمل كمان شركة إستيراد وتصدير وهيبقى كل شىء فى الشغل بينا بالنص، أنا بالفلوس وأنت بالمجهود .
ها قولت ايه؟

فدمعت عين أحمد واحتضن شيكو بحب وهمس:
_ مكنتش عارف أن عوض ربنا هيجى بسرعة كده .
اللهم لك الحمد .

ابتعد عنه شيكو وقال بمرح: ما قولنا كفاية دموع يا دلال.

فسرت قشعريرة فى جسد أحمد عندما سمع اسمها رغم إنه يعلم أنه ذكر الأسم صدفة بدافع المرح .

وهمس: معقول مجرد اسمها يحرك قلبى كده، لا البنت دى خطر عليه، ولازم انساها بأى طريقة .

 تعجب شيكو من شروده المفاجىء: مالك يا عم سهمت ليه كده .؟

ولو أنا مش عرفك كويس كنت قولت بتحب .
بس انت الحب هيجيلك منين وأنت قافل الباب والشباك .

بس تصور نفسى يجى اليوم اللى تحب فيه وتيجى تشتكيلى وتولول زييى كده .

فابتسم أحمد على مضض، فكيف يقول له أن القلب قد مال.
 ولمن؟
_ لراقصة تصاحب الرجال .

فشعر بألم فى قلبه حتى انه وضع يده عليه .

وهمس: يارب لا تسلط عليه نفسى فتهلكنى، ونجينى من قلبى اللى عايز يهلكنى .
........
وضعت دلال يدها على جرس الباب بيد مرتعشة وجسد يرتجف خوفا من مستقبل لا تعلم عنه شيئا ..

أعلن الرنين عند قدوم زائر فوقف آدم واتجه لفتح الباب، ليجد أمامه فتاة مازالت فى مقتبل العمر.

 ملامحها مازالت طفولية بشرتها بيضاء، يزين وجهها حمرة طبيعية، عين متسعة يزينها أهداب طويلة زادتها جمالها وأتم الصورة شعرها الحريرى فكانت أمامه كلوحة جميلة لا يمل من ينظر إليها ابدا .

ارتبكت دلال من نظرته إليها فحمحمت بحرج: 
_أستاذ آدم .

خرج آدم من شروده على صوتها الدافىء فقال: 
_ايوه، آنسة دلال .

دلال: اه، يارب أكون جيت فى المعاد ومتأخرتش كتير .

حمحم آدم: لا ابدا إتفضلى وعندما هم ليغلق الباب ارتجفت وقالت: 
_معلش استأذنك تسيب الباب مفتوح، عقبال بس ما اتعرف على الحاجة وحضرتك تروح شغلك بالسلامة .

فطالعها آدم بتمعن وفطن لما ترمى إليه، فاستجاب لطلبها حتى تتطمئن وقال ببشاشة وجه: تمام زى ما تحبى .

واتفضلى الحاجة جوا فى أوضتها تعالى لما أعرفك عليها.

 ومتأكد إنك هتحبيها اوى لأنها ست طيبة ومش بتعرف تكلم غير بذكر الله .

فابتسمت دلال وهمست: الله دى زى مولانا يا روحى عليه.

 بس لو يفك التكشيرة أموت انا فى حلاوتك يا شيخ .

يا ترى الصدفة هتجمعنا تانى ولا كده خلاص يا أحمد .
اه لو أقدر اطوى الأرض وأكون بين ايديك .

اه لو اتكوى بنارك بس أشوف عينيك .

اه من قلبى اللى حبك وطمعان يكون ليك .

دلف آدم  لغرفة والدته( همت) قائلا بابتسامة زينت وجهه: 
_ست الكل معايا آنسة دلال اللى هتاخد بلها منك عقبال ما أرجع من الشغل يا غالية .

فابتسمت همت ودعت له بالتوفيق:
_ ربنا يعينك ويوفقك ويكتبلك فى كل خطوة سلامة يا ضنايا .

ثم ولجت دلال على استحياء وعندما رأتها همت اعجبت بها وبجمالها فقالت: 
_اللهم صلى على النبى، الله أكبر عليكِ يا بنتى زى القمر ربنا يحفظك .

دلال بخجل: الله يعزك يا حجة .

ويارب أكون ضيفة خفيفة عليكِ وترتاحى معايا .

فلمعت عين همت بالدموع وقالت: 
_يارب أنتِ اللى ترتاحى معايا يا بنتى، عشان أنا اللى متعبة وهتتعبى معايا، فيارب متزهقيش منى واعتبرينى زى والدتك .

فلمعت عين دلال بالدموع عندما تذكرت والدتها التى أمرضها السجن مرة أخرى وأصبحت طريحة الفراش فى مستشفى السجن .

فانحنت دلال وقبلت جبهتها بحنو وقالت: لا متقوليش كده، أنتِ ياما تعبتى ومن حقك دلوقتى تشالى على الرأس .

فتعجب آدم من كلماتها التى اجتاحت قلبه على الفور وأدرك أنها إنسانة جميلة ذات قلب أبيض وطيب وسيترك لها والدته وهو مطمئن .

لذا قال: طيب أسيبكم دلوقتى تتعرفوا على بعض وأنا أروح الشغل عشان أتأخرت .

ثم أشار إلى دلال: عندك يا آنسة دلال على الكومدينو، علاج ماما وفيه ورقة عندك مكتوب فيها اسم العلاج والمقدار والوقت بتاعه عشان تاخدى بالك .

ده اهم شىء عندى، وتانى حاجة تساعديها على النضافة والوضوء كل صلاة .

غير كده متعمليش اى حاجة .

فيه وحدة بتيجى تنضف البيت كل أسبوع، وكمان فيه واحدة بتعمل أكل بيتى بتبعت لينا الأكل كل يوم .

عشان تتغدى مع ماما  على الساعة خمسة كده باذن الله.

وأنا فطرتها قبل ما تيجى، بس لو حضرتك مفطرتيش، تقدرى تدخلى المطبخ هتلاقى كل حاجة عندك فى التلاجة .

ياريت تعتبرى البيت بيتك من النهاردة وتتصرفى فيه على طبيعتك .

أثلجت كلماته قلب دلال وتنهدت بإريحية بعد أن أطمئنت لوجودها فى ذلك البيت مع أم مريضة وابن صالح على خلق مثل آدم .

أومئت دلال برأسها: تمام حضرتك ومتقلقش أنا هنا عشان أراعى ماما الحجة فى كل حاجة تطلبها .

فابتسم آدم وقال: تسلمى، ودلوقتى يلا فى أمان الله.

دلال: مع السلامة .
.......

 تعالت شهقات أسماء بعد أن أدركت أن كل أحلامها تبخرت فى الهواء بعد أن قضى شفيق على عفتها .

فأشفق عليها شفيق وحاول أن يهدئها قليلا بقوله:
_كفاية يا أسماء قطعتى قلبى يا حبيبتي، قولتلك متشليش هم وان كان على أشجان خلاص مبقتش تلزمنى، هطلقها واتجوزك .

لتنهار أسماء وقالت بهستيرية: 
_يعنى أنا سبت تميم وأحمد اللى مفيش زيهم فى الدنيا عشان فى الأخر أخدك أنت .

لتبكى بمرارة: إظاهر طلع كلام أمى صح لما قالت البطران آخرته قطران .

استمعت أنهار لصوت صراخ أشجان ثم فجأة توقف صوتها فانقبض قلبها وقالت بذعر:

_ يا قلب أختك يا أشجان، أنا خايفة يكون عمل فيها حاجة ، أعمل ايه وأنا وحدة ست مقدرش أعمل حاجة وشاهين ملهوش كلمة عليه .

لا أنا هتصل بسفيان يجى بسرعة يشوف عمل ايه المفترى ده .

استر يارب

فاتصلت أنهار به، ليدب الخوف قلب سفيان على أخته فسارع إلى منزلهم .

لتراه زينب فاستوقفته بقولها: 
_أهلا يا ابن إبتهال.

ثم استطردت بمكر واخفضت صوتها وقالت بإصطناع : بص يا ابنى قبل ما تطلع عايزاك تهدى نفسك ومتتهورش وتعمل حاجة تودى روحك فى داهية .

أنا قلبى عليك عشان أنت زى ابنى، مش عايزاك تتأذى ولا عايزين فضايح.

تعجب سفيان وانفعل غاضبا: أهدى ايه يا مرات عمى .

وابنك مش عارف عمل إيه فى اختى المرة دى كمان ،والله لو حصلها  حاجة هكون قـ.تله قدام عينيكِ .

فاستطردت بمكر: ليه هو كان ضربها على ايديها، هى اللى جتله برجليها يا ابنى عشان بتحبه ومهمهاش أختها .

 ضيق سفيان عينيه وتسائل: أنتِ بتقولى ايه أنا مش فاهم حاجة .

هى مين اللى جت ومضربهاش على أيدها، ايه الكلام ده ..!

حركت زينب شفتيها يمينا ويسارا بتهكم قائلة:

_ يوه امال أنت جى عشان ايه؟

لتلقى عليه القنبـ.لة التى لم يتوقعها فى يوم من الأيام.

_مش جى عشان أسماء اللى ظبتها أشجان فى حضن شفيق فى أوضة نومها وعلى سريرها.

كادت مقلتى سفيان أن تخرج من عينيه وتيبس جسده وشعر بنار تخرج من راسه وقال: 

_أنتِ بتخرفى تقولى إيه ..

يتبع 
يارب تكون عجبتكم الحلقة 
وأشوف تفاعل حلو 

وطلب بسيط منكم لو بتحبونى نتابع صفحتى روايات أم فاطمة 
ونتفاعل بلايك وكومنت عشان زعلانة عليها خالص خسارة تتحذف وهى مجهود سنين 
أنا مش طالبة فتح لينكات مش يهمنى أنا عايزة تفاعل بس وكومنتات يمكن بفضل الله ثم اهتمامكم ترجع كويسة 😍 
دوس على الاسم باللون الازرق هتفتح الصفحة

نختم بدعاء جميل ❤️ 
شئت أم أبيت .. هناك من يمد عينيه إلى ماتملك، يتمنى زوال نعمتك
فيا رب قِنا شـ.ـر خلقك
ام فاطمة ❤️ روايات شيماء سعيد

 •تابع الفصل التالي "رواية دلال و الشيخ" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent