Ads by Google X

ليالي رمضانية الفصل الثاني عشر 12 - بقلم عبد الرحمن الرداد

الصفحة الرئيسية

 ليالي رمضانية الفصل الثاني عشر 12 - بقلم عبد الرحمن الرداد 

اليوم الثاني عشر

تحرك «أحمد» عائدًا لمنزله بعد أداء صلاة التراويح وأثناء سيره إلتقى بجاره «خالد» والذي كان عائدًا من عمله. وقف وسلم عليه بحراره قبل أن ينظر إليه وهو يقول بابتسامة:
- فينك يا خالد مختفي كدا ليه، مش بشوفك في المسجد خالص بقالك فترة مع إن المسجد قصادك

ابتسم «خالد» ووضح موقفه قائلا:
- معلش يا أحمد مشغول الفترة دي جدا، فترة رمضان دي بنلم الشغل قبل العيد بقى أنت عارف

ربت «أحمد» على كتفه وقال بابتسامة:
- الله يعينك، أكيد بقى بتصلي في الشغل صح؟

شعر «خالد» بالإحراج وردد وهو ينظر للأسفل:
- الصراحة لا.. بتشغل جامد غصب عني

التقط «أحمد» أنفاسه وهتف بنبرة هادئة:
- إزاي يا خالد؟ ده أول حاجة العبد هيتسأل عنها يوم القيامة هي الصلاة...وبعدين أكيد بتصوم.. هل بقى ينفع تصوم من غير صلاة؟ ده الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "أولُ ما يحاسبُ بهِ العبدُ يومَ القيامةِ الصَّلاةُ ، فإنْ صَلَحَتْ ، صَلَحَ سائِرُ عَمَلِه ، و إنْ فَسَدَتْ فَسَدَ سائِرُ عَمَلِه"

يعني لو الصلاة صلحت يبقى كل العمل هيتقبل وهيبقى صالح طيب لو مفيش صلاة؟ يبقى كل عمله هباءً منثورا وكمان إحنا في شهر رمضان...باب كنز مفتوح ينفع مناخدش منه؟

صمت للحظات وتابع:
- هحكيلك حكاية، كان فيه مرة واحد عايز يخش مدينة كبيرة المدينة دي كانت من أفضل المدن وأكترها زرع وحياة صالحة وأي حد بيعيش فيها بيبقى مخلد مش بيموت أبدا ومش أي حد يدخلها، اللي بيعيش فيها بيتم اختيارهم بعناية شديدة... المهم صاحبنا ده راح للمدينة ووقف قصاد البوابة بتاعتها وكان عايز يخش راح الحرس اللي موجود على البوابة وقفه وقاله مش مسموح يخش إلا لو نفذ المطلوب منه وهو إنه يروح طريق معين يجمع منه أحجار لونها أبيض ودي سهل يلاقيها، طلبوا منه كمية معينة علشان يقدر يخش... المهم صاحبنا ده وافق وقال سهل الكلام ده وراح في طريقه بس قال علشان أقدر أعيش واصرف على نفسي خلال فترة تجميع الأحجار فدور على وظيفة واشتغل فعلا وبعدين اتشغل ودور على عروسة وبعدين اتشغل وبقى عنده أطفال وبقى مطالب منه يزود فترة شغله علشان يصرف عليهم ونسي خالص تجميع الأحجار رغم إنه كان بيبقى عنده وقت يجمع فيه أحجار وطريق شغله كان مليان أحجار كتير يجمعها لكنه نسي سبب وجوده في الطريق ده لغاية ما في يوم بعد ما حياته خالص قربت تخلص عدى من قدام بوابة المدينة دي فاتصدم وجري على الحارس علشان يخليه يخش وهو بيترجاه يدخله لأنه نسي خالص أمر المدينة دي لكن الحارس رفض وقاله إنه كان في إمكانه يجمع الأحجار بسهولة ويرجع علشان يعيش حياة أبدية جوا المدينة دي وحياة سعيدة لكنه كان معاه شغلانتين الشغلانة الأولى هي علشان يقدر يعيش فترة من عمره وتعينه على حياته في تجميع الأحجار أما الشغلانة التانية هي تجميع الأحجار نفسها لكن شغلانته الأولى اللي هتعيشه وقت قصير شغلته ونسته شغلاته التانية اللي هتعيشه في نعيم مش بينتهي، ساعتها صاحبنا عرف إنه بقى من الهالكين 

الشاهد من القصة دي يا خالد هو إننا عندنا في دنيتنا  وظيفتين، الوظيفة الأولى هي اللي بتخلينا نصرف على نفسنا علشان نعيش الكام سنة اللي عايشينهم أما الوظيفة التانية هي اللي هتخلينا نعيش في الجنة بدون نهاية.. خالدين مخلدين فيها،الوظيفة دي هي طاعة ربنا وعبادته والسير على هدي النبي صلى الله عليه وسلم، شغلانة هتخلينا نخش الجنة ونعيش فيها عدد سنين ملهاش نهاية.. جنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر

ينفع بقى أهتم بشغلانة هتعيشني كام سنة وتنسيني الشغلانة اللي هتعيشني في نعيم إلى مالا نهاية؟!

إلى اللقاء في اليوم الثالث عشر
عبد الرحمن الرداد

 •تابع الفصل التالي "ليالي رمضانية" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent