رواية شمس لا تغيب الفصل الثالث عشر 13 - بقلم سارة سعد
شمس_لا_تغيب { الفصل الثالث عشر }بقلم سارة سعد
▪▪دخل فهد شقته الخاصه يغلق الباب بعنف وهو يهتف{رانيا انتى فين}خرجت من غرفه النوم تركض عليه تتعلق بعنقه تمطره بقبلات شغوفه{حبيبى وحشتنى جدا}ازاح ذراعيها المتعلقه بعنقه يناظرها بغضب قائلا بحده{رانيا مش قولتلك بلاش نتقابل كتير اليومين دول انتى ليه مش بتسمعى الكلام }لفت يدها
حول خصره وهى تضع رأسها على صدره {بقولك وحشتنى يا فهد وبعدين ايه اللى هيفرق دلوقتى من قبل كده}زفر انفاسه بحرقه{اوووف رانيا انا خايف من جلال الحسينى ده حططنا فى دماغه وممكن يكون بيراقبنا بلاش نستهين بالراجل ده يا رانيا }اطبقت فكيها بحده{فى ايه يا فهد بيه انت ليه بتحاول تهرب منى وتتحجج كتير اوعى تكون ناوي تلعب بديلك }رمقها بغضب يبتعد عنها{العب بديلى ازاى يعنى وضحى كلامك وبلاش تلفى وتدورى انا مش ناقصك}تجعد وجهها بملامح غاضبه تجلس أمامه{اسمعنى كويس يا فهد انا عملت كل ده عشانك بلاش تنسى انى ضحيت بيك واتجوزت هشام عشانك وقربتك من شروق عشان تبقى جنبى تلهف الجمل بما حمل أبننا نسبته لهشام عشان يورثه ضحيت بكل حاجه وفى الاخر تتغير معايا ده مش هسمح بيه ابدا}
وقف منتفض يصرخ فى وجهها صرخه افزعتها وجمدت الدماء بعروقها يردد{ضحيت،،ضحيت ايه النغمة اللى مسكهالى ديه لا يا هانم انتى كمان كنتى عايزه العز والجاه والمال كنتى عايزه تخرجى من حاره السد وتسكنى فى المنصورية فى القصر الكبير بلاش نضحك على بعض يا رانيا ده احنا دم واحد وتفكير واحد مش فهد اللى تمثلى عليه دور الست الشريفه}شهقت بقوه ترفع يدها لتصفعه لكنه امسك يدها بقوه يلويها خلف ظهرها بقوه لتصرخ متألمه همس بجانب اذنها بفحيح{اوعى ايدك تترفع عليا تانى انتى فاهمه يابنت خالى}افلتها ق لتقع فوق الاريكه تمسد يدها اشتعلت النيران باحشائها تنظر بعينان تشع نيران{ بقا كده يا فهد بيه انا بمثل طيب اسمع كويس اللى هقوله وحطه حلقه فى ودنك لو مانفذتش اتفاقنا وحياه ابنى يا فهد اللى هو ابنك لاقلب الدنيا فوق راسك و عليا وعلى اعدائى مش هيهمنى حاجه ابدا غير كشفك قدام الكل وشوف انت بقا جلال الحسينى وهشام هيعملوا ايه ده غير شروق }انحنى عليها يكز على أسنانه{انتى بتهددينى يا رانيا}صرخت بوجهه{ايوه بهددك واللى عندك اعمله}زفر انفاسه الحانقه بقوه وهو يقول{بعد الحكم فى القضيه هنفذ اتفاقنا} لوت رانيا
شفتيها بإبتسامه عابثه{اااااه بعد ما تطمن على حبيبة القلب انت متأكد زى ما انا متاكده أنها ممكن تطلع منها جلال الحسيني هيعمل أى حاجه فى سبيل أن بنته تخرج من القضيه وساعتها فهد الحنون الطيب يظهر بدور الشهم قدام شمسه صح }اطلق ضحكه ساخره قائلا {تطلع منها انتى هبله ولا ايه الكل شهد ضدها حتى أخواتها وانتى تقوليلى تطل غبيه}جعدت أنفها بقرف {انا غبيه دلوقتى انا غبيه يا فهد انا فعلا غبيه انى صدقتك وصدقت خداعك ومكرك ووعودك الحقيره لو مانفذتش انا هنفذ يا فهد وهاخد ابنى واسافر ووقتها ماتجيش تقولى ده ابنى وعايز حقى فاهم }قطب جبينه مستهجنا وصاح {رانيا بلاش جنان واستنى عليا لو حصل أى حاجه من اللى فى دماغك كلنا هنروح فى ستين داهيه }خرجت من الغرفه ترتدى حذائها {اوعى تفتكر انى عبيطه أو صدقت قصه شمس اللى انت قولتها ديه احنا عارفين كل حاجه ومخططين سوا يافهد بدايه من أقراص الهلوسه لحد دريه}سكت فهد عاقدا جبينه فى ذهول غاضب{انت اكيد اتهبلتى وحصلك حاجه فى مخك ايه الغباء ده}صرخت بوجه غاضبا {الغباء منك انت انك تتخيل انى مش فاهمه انك بتحبها يا استاذ ودايب فيها وكل فريق البحث بتاعك عشان تلاقيها}اقتربت منه تشير بصبعها فى وجه بنبره تحذيريه{ بس وحياه ابنى مره تانيه لو منفذتيش اتفقنا لخرب الدنيا عليك يا فهد}حملت حقبيتها تخرج من باب الشقه وقبل أن تضع يدها ع المقبض نظرت اليه بتفحص تقل باستهجان{على فكره انا حامل }لتخرج وتغلق الباب بقوه اجفلته.....كز على شفتيه بغيظ يسبها ويلعنها يحدث نفسه ويتوعد لرانيا {لازم تتصرف يافهد قبل الغبيه ديه ماتفضحك وتضيع الدنيا بغبائها }شرد قليلا وهو يتتطلع عليها من النافذه تركب سيارتها ليضحك بسخريه ويقول{مستعجله اوى يا رانيا على تنفيذ الخطه اممممم تمام يا حلوه هنفذها بس مش هشام بس اللى هيختفى انتى كمان هتختفى معاه وبسلامه بقا انتى اللى جبتيه لنفسك }................
▪▪عانق جلال فارس الصغير يقبله {حبيب جدك طمنى عنك وعن مدرستك}أجاب الصغير بابتسامه بريئه يجلس أمام جلال{الحمد لله يا جدو انا دايما بحصل على الدرجات النهايئه ودلوقتى انضميت لفريق الكاراتيه فى النادى والكابتن مبسوط منى يا جدو}....
أشار إليه جلال أن يجلس على ساقيه{تعالى يافارس ياحبيبى انت عارف انت حفيدى اللى بحبه جدا ونفسى اشوفه شاب كبير له مستقبل عظيم }هتف فارس الصغير بفرحه{أن شاء الله يا جدو هبقى زى دادى وحضرتك وعمو طارق وأبقى رجل أعمال ناجح }ضمه جلال لصدره يقبل رأسه{أن شاء الله ياحبيبى وانا طول ما فيا صحه مش هسيبك ابدا انت أغلى من روحى يافارس}عانق فارس الصغير جلال بحب {وانت أحلى جدو فى الدنيا كلها }ربت جلال على ظهر الصغير ينظر حوله ثم قال بخفوت{اسمع يا حبيبى انا بكرا هعدى أخدك من النادى وهروح بيك مشوار بس ده سر بينى وبينك محديش يعرفه ابدا انا عارف انك راجل ويعتمد عليك علشان كده لازم أخدك معايا نعمل شويه تحليل ليا واحتمال جدك العجوز ياخد منك شويه دم صغيرين }وقف فارس أمام جلال يقل بحماس شاب صغير {طبعا يا جدو انا قبل كده اتبرعت بدمى فى المدرسه }أحاط جلال وجنت الصغير المتدفقة بالدماء { بس مش عايز حد يعرف انا وانت وبس راجل لراجل}ابتسم فارس يغمز لجدو يقول بصوت خافت{اطمن يا جدو راجل لراجل }....
▪▪هتفت شمس بتعب بعد أن خلعت حذائها الوردى تحرك أصابع قدميها بتعب {اااااه مش قادره تعبت جدا }...ابتسمت منى تضع أكياس المشتريات جانبا {هانت يا عروسه فرحك بعد يومين أن شاء الله وتبقى فى بيتك }....وقفت شمس امام المرأه تنزع اقراطها ثم قالت لمنى بقلق {يوسف مكلمنيش النهارده غير مره واحده }...ملست منى بحنان على اكتافها {اكيد مشغول يا انسه شمس انا اسمع أن مؤتمرات بلاد بره ديه بتبقى كلها شغل }....تنهدت شمس بحيره {عندك حق يا منى اكيد مشغول بس فرحنا يوم الخميس والنهارده الاثنين وانا مش عارفه هيوصل امتى حتي }....ابتسمت منى ابتسامه صغيره تغمز بعينيها {هو بس الدكتور وحشك شويه يا ست شمس عشان كده قلقانه وبعدين الحمد لله مدام نغم معاكى وأنسه مريم والأستاذ مراد كمان ده غير الحاج جلال الله يخلهولك مش بيسيبوكي اطمنى أن شاء الله دكتور يوسف يرجع بالف سلامه }.....وقفت بالشرفه تنظر إلى السماء وهى تلف ذراعيها حول جسدها وخصلات شعرها العسليه تطير حول وجهها تكسبها جمالا ورقه...أخذت نفسا عميقآ تتذكر عناقه همساته قبلاته الجامحه على شفتيها الكرزيه بحركة لا اردايا بللت شفتيها وهى تغمض عينيها لتهمس لنفسها بتمتمه{ ايه يا شمس فرحك كمان يومين ومش عارفه تحديدى شعورك ناحيته معقول تكونى بتحبيه،،،لتهز رأسها بخوف،،،لا لا انا مش بحبه انا بس بحس معاه بالأمان وبالراحة والسعاده،،،لوت شفتيها بابتسامه ساخره،،،انتى غبيه جدا هو الحب ايه غير امان وراحة وسعاده وكل ده بتحسى بيه فى وجودهجنبك،اغمضت عينيها تفرد راحه يدها بالقرب من قلبها لتشعر بنبضات قلبها تزداد سرعه لتستنشق عبق رائحته ولمساته لعنقها وشفتيه القاسيه تترك آثار داميه على شفتيها همست باسمه،،،يوسف انت فين؟مع مين؟فتحت عينيها تتذكر تلك الفرنسية اللزجه وهى تقول بلكنتها المثيره{يا وسيم }....عضت على شفتيها بغل تشعر بنفاسها متحشرجه داخل صدرها{اه أنا يكلمنى نص ساعه بس وطول اليوم مع الفرنساويه بتاعته ماشى يا يوسف }...مطت شفتيها لتقل بحنق طفولى { هو انتى مش بتحبيه بتغيرى عليه ليه بقا هو حر }....أحمرت وجنتاها خجلا تشعر بنيران الغيره تشعل احشائها لتردف معترضه {بس هو هيبقى جوزى والمفروض يحترمنى فى غيابى ووجودى }
ضربت منى على صدرها تهمس بخفوت {بسم الله الرحمن الرحيم...انسه شمس انتى بتكلمى روحك }.....
توردت وجنتيها بلون الورد تحبس خصلات شارده من شعرها خلف اذنها لترد بتعلثم { ااااننننتى هنا من امتى يا منى }...اقتربت منها منى {من ساعه يحترمك فى غيابك ووجودك}....فتحت شمس فمها المنمنم ببلاهه تسأل منى {هو وووو هو مين ده }....هزت منى اكتافها تكتم ابتسامه عابثه {تعالى يا انسه شمس الجو برد عليكى وكمان لازم نحضر الشنط اللي هتروح شقتك }
غمزت منى وهي تبتسم لها { ياحلاوه الحاجات الشفتيشى دي دكتور يوسف هيشوف الهنا وانتى قمر يا انسه شمس }..تنحنحت شمس تجلى صوتها مرتجفه {لا طبعا انا مش هلبس حاجه من الحاجات ديه انا سبت بس نغم ومريم يختارو على ذوقهم عشان مزعلهمش }شهقت تحرك شفتيها يمينا ويسارا تبحلق بشمس { ايه يا انسه شمس الكلام ده انتى هتبقى عروسه ولازم دايما تهنى جوزك الراجل من دول لو اهملته الست بيبص بره على طول }......تجهم وجهها تبرم شفتيها كالاطفال {يبص بره ازاى يعنى}..تهجمت ملامح منى لتقول بقلق {لاااا انتى عايزالك اعقده يا انسه شمس عشان تعرفى كل حاجه}....رفعت شمس حاجبها بدهشه تسأل منى {هو فين جوزك يا منى عمرك ما جبتى سيرته }....هزت منى رأسها بحزن {بلا نيله عليه طفشان بيشتغل فى بورسعيد وكل شهر يجى يومين ويسافر وانا مع حماتى فى البيت وهي اللي بتاخد بالها من العيال }....ضحكت شمس بخفه تقل { اطلبى العشا بقا وتعالى نجهز الشنط ونرغى }...
▪▪تتطلع مراد إلى شاشه اللوحه الإلكترونية الكبيره ليتفاجى بوصول الرحله القادمه من دبى من أكثر من ربع ساعه تافف بحنق يسب نفسه {مراد يأغبى انت عارف ان الطريق زحمه اتحرك بدرى ايه العمل لو زعلت منك }...ليهتف صوت ناعم رقيق ينادى على اسمه بلكنه تونسية مصريه مميزه بضم الميم {مراد مراد }التفت بسعاده ترتسم على وجه الوسيم وهو يراها تتقدم منه بخطوات واسعه تبتسم بمرح لم يشعر بنفسه إلا وهو يركض عليها يعانقها بقوه يحملها بين ذراعيه ويهمس بانفاس متلهفه{وحشتينى وحشتينى حبيبتى}....لفت ذراعيها حول عناقه تغوص بوجهها بين حنايا عنقه وجسدها الصغير يذوب شوقا لحضنه بعد وقت ليس بقصير أنزلها يحاوط وجهها بين كفيه ينظر لعينيها اللؤلؤيه بلون البحر ليهمس بحب{مش هسمحلك تانى ابدا تبعدى عنى ابدا لجين انا هتجنن عليكى }...لم تزحزح عينيها عن بؤبؤ عينيه الرمادى بلون الدخان تبتسم بشوق وبلكنتها المختلطه المميزه تقل {وانا كمان اتوحشتك برشا مراد كنت بعد الأيام عشان اشوفك واشوف شمس أخيرا مراد }....ضمها من خصرها يقربها منه يقبل جبينها بشوق يسالها {فين نانا هى آخر مره اتخنقت معايا عشان بقولها مدام نهله وطلبت انديها بنانا }...ضحكت لجين تهتف {هى بتفضل اسم نانا خالتو دلوعه }....حرك مراد حاجبيه بمرح {وانا اموت فى الدلع والخفه}...ضربته لجين على صدره {وقح} ثم اردفت {نهله فى كافتريا المطار }....سالها مراد بجديه {هتقبلى صحبتك ازاى واه بالمناسبة قولتلك أن اخويا الكبير عروسته اسمها شمس }....هتفت لجين برقه {اوووه قولتلى وفرحت كتير مبروك }....غمز مراد برماديه عينيه المتوجهة {انتى ونانا مش محتاجين عزومة هى حفله صغيره بس بما انك هتبقى حرمنا المصون قريب لازم تتعرفى على باقى العيله }...تبدلت ملامح لجين وشعرت بغصه بحلقها تخنقها...فهى حتى الآن لم تحدد نوع علاقتها بمراد أو إلى أى مدى ستمتد لم تفكر بأمر الزواج ابدا ولا تريد أن تخوض فى تجربة مريره فاشلة اسمها الزواج....لاحظ مراد شرودها ليقل بقلق {لجين انتى كويسه }....هزت رأسها تمنع دموعها من الانهيار حتى لا تفسد تلك اللحظات الجميله وتعكر صفو مراد {انا بخير مراد}...حاولت تغير الموضوع وتشتيت انتباه مراد إلى موضوع آخر{ انا هقابل صديقتى الليله متتخيلش انا مبسوطه وسعيده قد ايه مراد }....لم تنتبه لجين أنها بالفعل عكرت صفو مراد وشعرته بالإحباط من شرودها وتهجم وجهها ليقول بهدوء { مش هسيبك لوحدك هكون معاكى بس الأول ماما عامله اجتماع عيله مش عارف سببه خلصه واجيلك على طول }............
▪▪صرخ طارق بغضب مستنفر {هى حصلت لكده يا هشام تراقب مراتى}....مسد هشام جبينه نتيجه الألم المستمر الذى أصبح لايفارقه إلا بمسكن قوى ليقل بهدوء {أهدا يا طارق كل الحكايه أني شوفتها صدفه فى التجمع وحبيت اطمن عليها ايه اللى حصل لكل الغضب ده }...جعد طارق جبينه ينظر لاخوه بغيظ{يسلام فاكرنى غبى عشان اصدق الكلام الفارغ ده يا هشام اسمع كلمه من اخوك اللى أصغر منك بلاش تمشى ورا رانيا كتير }....ضرب هشام على طاوله مكتبه بحده يقف أمام طارق بغضب {تقصد ايه بقا بكلام ده شايفنى مليش لازمه ومراتى هى اللى بتمشينى وبعدين ايه دخل رانيا ما بينا دلوقتى }...عقد طارق ساعديه أمام صدره يرفع حاجبيه بستنكار{عشان انا واثق أن ده تفكير رانيا عمره ما كان تفكيرك يا هشام مراقبه الناس ومين بنت عمتك قبل ماتكون مرات اخوك }....اشاح هشام وجهه بعيدا يقل بحنق{كل ده بسبب الداهيه اللى اسمها شمس اللى أبوك ابتلانا بيها وبامها من يوم ما دخلت البيت وكل حاجه اتغيرت تقسيم ميراث،،،قتل امك،،،أبوك ورقدته وتعبه،،،جوز اختنا الوحيده إلى يعتبر اخ لينا تتهمه بتهمة حقيره المصايب كلها بتيجى بسببها وآخرها هروبها ومش عارفين هى فين ولا مع مين }......
همس طارق بصوت هادى ممزوج بالحنان والخوف يقف بجانب هشام {شمس ملهاش ذنب فى حاجه احنا يا هشام اللى كرهنها وحقدنا عليها عشان الفلوس الله يعلنها.. دي برضوا اختنا الصغيره اللى من لحمنا ودمنا،،مد كفيه أمام هشام يقل بانعفوان،،،رميناها فى مصحه هى اينعم مصحه على أعلى مستوى بس فى الاول والآخر مصحه يا هشام}.....التفت هشام بحده يناظر طارق ليمسك بياقه بدلته الرماديه يحدق به {ايه اللى انت بتقوله ده،،،انت اللى بتقول الكلام ده يا طارق من الواضح أن مش رانيا بس اللى بتعملى غسيل دماغ
وأمك اللى دمها ساح بين أيدينا وجوز اختك اللى خرج من اوضتها وابوك اللى كتب نص ثروته كل ده ناسيته
صرخ هشام { رد عليا }....صاح طارق بحده هو الآخر بوجه محقن بالدماء{ كلنا خرجنا على صوت ماما وهى وقعه ومنعرفش فين الحقيقه،،،ثروة أبوك اللى كتب نصها باسمها ده حق طنط اميره الله يرحمها وبالنسبه لفهد انا مش مصدق ازاى يا هشام ازاى يعقل أن شمس تعمل كده وبعدين متنساش أن فهد من الاول كان عايز شمس }....ضحك هشام بسخريه ثم بدأت ضحكته تتعالى أكثر ليصفق بهدوء وبعد هدوئه من موجه الضحك الساخره التى استغربها طارق قال هشام بفحيح { ده بقا كلام أبوك ولا كلام حبيبة القلب }....
تكلم طارق من بين اسنانه يقبض على راحه يده {اسمع يا هشام متجيبش سيره نغم على لسانك ابدا فاهم }....التفت له هشام يقل بنفس الغضب {انا عمرى ما هنسى أنها الوحيده اللى شهدت مع الست اختك ونسيت فضل دريه هانم عليها}.....هز طارق راسه يحك ذقنه بتوتر{ انا حبيت نغم واتجوزتها وانا عارف كويس أخلاقها وتربيتها الدور والباقى على اللى دخلت وسطنا منوفية ما نعرفش أصلها }...صفعه قويه على وجه طارق استقبلها بهدوء من هشام الهائج بجنون لأول مرة يرفع هشام يده ويصفع أخيه وقف طارق مصدوم بمكانه لم يتحرك ولم يبدى أى رده فعل....تراجع هشام يجلس على مقعدة يمسك رأسه بقوه وهو يهتف بجنون {ليه يا طارق ليه تخليني اعمل كده }....ليلتفت طارق ليغادر مكتب هشام بعاصفه من الغضب وقبل أن يغلق الباب خلفه التفت لهشام قائلا{ لو شمس جرالها أى حاجه انا اللى هقفلك يا هشام صدقنى مش هسيبك }....ليغادر طارق تاركا هشام يصرخ متألم من شده الألم.............
▪▪وقفت منى بابتسامه عريضه ترحب بيوسف {اهلا يادكتور يوسف حمدلله ع سلامتك مصر نورت }ابتسم يوسف بفخامته المعهودة يرد على ترحيب منى بذوق {الله يسلمك يامنى انتى اخبارك ايه } ليدخل خلف يوسف عامل الفندق يحمل بعض الهدايا بيده يضعها فوق طاولة دائريه بمنتصف الجناح ويخرج......همس يوسف بخفوت يسأل منى{شمس صاحيه}....هزت منى رأسها ببتسامه خجولة{صاحيه من بدرى واعقده فى تراس اوضتها بتفطر }ابتسم يوسف بشغف دقات قلبه تتعالى اشتياقا للقائها....ألقى يوسف نظره إلى شنطة ورقيه ملونه ليقل {منى الشنطه ديه بتاعتك هداية بسيطه ليكي ولاولادك }
أحمرت منى خجلا تشكر يوسف {مكنش له لزمه يا دكتور تتعب نفسك }...هتف يوسف بحنان {لا يا منى متقوليش كده }....أخذ نفسا عميق قبل أن يطرق باب غرفتها طرقتين تحسبا لاى موقف مفاجى ولكن من الواضح شمس تجلس بالشرفه لا تشعر بطرقته.......
فتح باب غرفه ليجدها تجلس شارده ليقف امامها يتاملها بابتسامته الرائعه وعينيه التى تخبرها الف قصه وقصه عن اشتياقه لها وهى تجلس شارده تمني بتلك اللحظه ان يعلم بما تفكر ملئ عينه اشتياقا لرؤياها وهي مازالت بثوبها البيتى الوردى القصير جدا يصل إلى منتصف ساقيها بحمالتين يكشف عن عنقها الحليبى ونحرها لتترك شعرها ينساب خلفها حتى آخر ظهرها مموج كخيوط الشمس الذهبيه....وقف يتاملها بنظراته المشتاقه يريد أن يضمها بشده يفتقد ملمس جسدها الناعم ورائحته اللافندريه الرائعه.......
تنحنح بصوت رقيق يهتف بهمس {شمسى}شعرت لوهله أنها تتخيل صوته الأجش من كثره الاشتياق ولكنه همس مره اخرى بصوت أكثر نعومه {حبيبتى}
وقفت بمجرد ان سمعت صوته تلتفت اليه بالهفه...ولكن ما ادهشه نظرة عينيها كانت دافئة حانيه ..رائعه ...تحمل اشتياق سنين وليس أيام
بملامحها البريئة ...وجمالها الاخاذ....وقفا كلاهما بصمت تخلله الكثير من المشاعر والخفقات التى تروى الكثير والكثير عما بداخلهم لتفاجئه بما لا يتوقعه هو ولكن توقعه قلبه اندفعت شمس عليه ترتمى بين ذراعيه وتحتضن عنقه متعلقه به...ليرفعها بين احضانه ويدور بها ببطئ يستنشق عطرها يلمس بشرتها الناعمه ينثر قبلاته على وجهها الصافى المتورد بلون بتلات الورد وعنقها الحليبى الطويل يضغط على خصرها يقربها منه بشتياق..... اماهى فدفنت وجهها بحنايا عنقه تستنشق عبق دفئه تلمس بروحها ذلك العشق الذى اقتحمها منذ ان ضمها الى صدره للمرة الاولى بصوتها الشجى همست{ وحشتنى يوسف وحشتني جداا ارجوك بلاش تسافر تانى وتسبنى}.....
ضمها أكثر لصدره ليقل بشتياق{ خلاص كلها يومين وهتبقى معايا فى كل مكان مش هسيبك ابدا حبيبتى اااااه لو تعرفى افتقدتك ازاى انتى وملك أغلى ما فى حياتى}....أحاطت وجهه بكفيها الناعمتين تغمغم أمام شفتيه{ وانا وملك افتقدنك جدا }....لم يمنحها فرصه تكمل جملتها لينقض بشفتيه القاسيه على شفتيها المكتنزه الحمراء يقبلها بنهم وشوق يعتصر شفتيها بين شفتيه بقبله ضارية يمتص رحيق شفتيها الناعمه ليرفع يده يغرز اصابعه الأنيقة بين خصلات شعرها الغزير يداعبه.....ابتعد كل منهم عن الآخر يلهث مطالبا بالهواء
وضعت اصابعها تمسد شفتيها المتورمه بشدة ليبتسم بخفه معتذر {اسف بس اعمل ايه شفايفك كانت وحشانى }....زحفت الدماء لوجنتيها لتحنى رأسها مبتسمه....رفع ذقنها ينظر لعينيها البريئه بلون عسلهم الصافى يحرك أطراف انامله فوق شفتيها المتلبكه وعلى فمه الشهوانى المثير ابتسامه جريئه يغمغم أمام شفتيها{ اشتريتلك هدايا على ذوقى هتعجبك جدا}....
رمقته بحب تمسك بيده ليجلس بشرفه معه { مكنتش عايزه غير انك ترجعلى بسلامه بس بما انك جبتلى هدايا كتير اكيد طبعا مش هرفض هدايا باريس }....
تذكرت كلمه تلك الفرنسية اللزجه لتقل بملامح غاضبه {يا وسيم}.....أطلق ضحكه عاليه غيرت ملامحه من الهدوء والرزانه إلى جاذبية ووسامه طاغية...ظلت تنظر اليه تتطلع على وجهه الأسمر بتلك الذقن اللعينة المذبذبه بالشعيرات الناعمه وشعره الأسود الناعم يتهدل فوق جبينه يزيده وسامه غمز بعينيه لها يقل ببحته المميزه {حبيبتى غيرانه }....هزت كتفيها تصتنع اللامبالاة تضع أمامه بعض قطع الدونتس {لا طبعا مش غيرانه بس بس }...قضم قطعه الدونت باسنانه البيضاء يقول {بس ايه كملى}...هتفت تهرول إلى خزانتها {استنى اوريك فستان ملوكه }....هز رأسه بيأس يبتسم ليحدث نفسه قائلا {شكلك هتشوف الويل يا يوسف }..............
▪▪لوت فريده شفتيها تقل بحنق ورفض {يعنى ايه عشان صاحب يوسف ووكيل نيابة يبقى خلاص أوافق عليه لا طبعا مرفوض من قبل ما شوفه }....مسح سيف على وجهه قائلا بنفاذ صبر { فريدة انا اديته معاد وانتهى ومش عايز مناقشه فى الموضوع ده تانى بيكى من غيرك هقبله ومريم بس من حقها ترفض أو تقبل }......جعدت فريده جبهتها غاضبا{ده أبوه تاجر فى الحسين واكيد عايلته مش من مستوانا ازاى تقبل على بنتك تتجوز واحد كدة }....صرخ سيف فى وجهها يضغط على كفها بقوه {أنسى أنسى بقا جدك الله يرحمه مات ووالدك اكتفى بالبهويه وراحت فلوسه كلها فى إلازمه الاقتصادية ولولا بابا الله يرحمه شارك والدك كنتى زمانك عايشه فى الحسين فوقى يا فريده هانم وبلاش الغرور اللى ركبك ده} ليغادر الغرفه غاضب.....تجمدت فريده مكانها والدموع تترقرق بعينيها....مسحت دموعها بيدها وعلى وجهها ترتسم ملامح الغل والحقد لتصرخ بخفوت {بتتحدانى ياسيف وبتعيرنى كمان طيب هنشوف كلمه مين اللى هتمشى كلمتى انا ولا كلمتك ومبقاش انا فريدة العزيزى أما خليت بنتك تقول لا وتكسركلامك }.......
خرج سيف بسيارته الفارهة من باب القصر برفقة سائقه الخاص يتصل على كريم.....كان كريم يجلس متوتر فى انتظار رد سيف على طلبه بأن يتقدم لخطبة مريم وأثناء شروده دق الهاتف ليفتح كريم الخط سريعا يقل بالهفه { أهلا يا دكتور فى انتظار مكالمتك من بدرى}.....ضحك سيف عاليا{ ده هما كلهم ساعتين يا كريم شكلك مستعجل جدا وعايز تحبس نفسك فى قفص}.....ابتسم كريم بخجل يقل {اسمحلى يا دكتور لو القفص مع مريم انا بالتأكيد موافق }....تنهد سيف بارتياح يشعر بأنه كريم هو الزوج المثالى الذى يستحق مريم بجدارة وسيمنحها الحب والحنان دائما لينهى حواره مع كريم يقول بجديه {النهارده اتفضل شرفنا انت فى البيت مبدئيا نتكلم وان شاء الله يتم الاتفاق بوجود عائلتك }.....اتسعت ابتسامه كريم فرحا يشعر بدقات قلبه أسرع من أنفاسه تتعالى بنبضات عشقه وحبه لمريم والذى أحبها من نظراته الأولى لبؤبؤ عينيها الخضراء بلون الكهرمان.......................
بعد أن أغلق سيف الهاتف مع كريم زفر انفاسه الغاضبة يحاول إيجاد حلول تكبح فريده عن صلفها وغرورها المعتاد لقد تجاوزت حدودها فى التعامل وفرض رأيها على الآخرين.....اخرجه من شروده صوت هاتفه بعد أن نادى السائق بصوت جهورى { دكتور سيف تليفون حضرتك بيرن }.....تتطلع سيف إلى شاشه الهاتف التى تضيء بكلمه private number..... فتح الهاتف يرد بخشونه غير متعمده {الووو اتفضل }....ليشده صوت ملائكى رقيق من الجه الأخرى يغمغم برقه {دكتور سيف }...انتبه سيف لصوت جيدا لتملا وجه الابتسامه يشعر بالارتياح ينطق اسمها بلهفه واضحه { نهله }.....
ابتسمت ترتب شعرها الأشقر { انا اسفه لو ازعجتك بس حبيت تكون أول صديق اكلمه اول ما وصل مصر }...غمغم سيف بصوت اجش مرح { انتى متعرفيش انا سعيد ازاى انى سمعت صوتك وانى هشوفك }...ارتجفت ملامحها تقول بتعلثم { تشوفنى }.....رد بجديه ووقار { نهله مش عارف ممكن تصدقينى ولا لاء بس انا بجد محتاجك جدا }....تنحنحت تجلى صوتها لتقل بخفوت { وانا كمان ياسيف محتجاك جدا}....تنهد بحراره يغمغم {يظهر كل واحد مننا محتاج التانى نهله }....
إلى اللقاء مع الفصل الرابع عشر.........
•تابع الفصل التالي "رواية شمس لا تغيب" اضغط على اسم الرواية