Ads by Google X

رواية زواج في الظل الفصل الرابع عشر 14 - بقلم ياسمين عطيه

الصفحة الرئيسية

   

رواية زواج في الظل الفصل الرابع عشر 14 - بقلم ياسمين عطيه

:في المول – قسم الملابس
كانت أسماء وليلى واقفين وسط قسم الملابس، ميتين على نفسهم من الضحك، أصواتهم العالية ملفتة، وعيونهم بتلمع من المرح. ليلى كانت ماسكة طرف طرحتها بتلفها بين إيديها وهي بتحاول تاخد نفسها من الضحك.
ليلى وهي بتبص لأسما بابتسامة واسعة: “يا أسماء بجد كفاية كده بقى! لو هتشتري حاجة يلا اشتري، عشان عايزة أروح أعمل الغداء لجوزي.”
أسماء بصوت فيه تهكم وهي تهز رأسها: “هو في حاجة عجباني.”
ليلى بضحكة مكتومة وهي ترفع حاجبها: “ولا هتبقى في حاجة تعجبك طالما إنتِ ماشية تتريّقي على اللبس كله! كل ما ندخل محل نقعد نتفرج ونسأل ونزهق صاحب المحل، لحد ما يبقى ناقص يشتمنا.”
أسماء وهي ترفع كتفيها ببراءة قبل ما تضحك: “هي دي الخطة!” وكملت بغمزة: “وبعدين إنتِ مش هتشتري حاجة؟”بصت للشنطة اللي في ايد ليلى، قبل “غير التيشيرت اللي جبته لجوزي.”
ليلي بضحكة وهي تخبطها على كتفها ومشيت قدام اسماء
اسماء وهي بتجري عليها بمرح وبضحك “يا خراشي على اللى بتتكسف! بت هو إنتوا لسه بتحبوا بعض جديد ولا إيه؟ أصل بصراحة، مش باين عليكم إنكم متجوزين خالص!”
ليلى وهي تشيح بوجهها للجانب بكسوف، صوتها واطي: “إحنا يعتبر لسه متجوزين… ما بقلناش غير سنة.”
أسماء بغمزة وهي تطبق إيديها قدامها بمبالغة: “آه، لسه عرسان بقى! بس عرسان قمرات.” وفجأة هاجمت ليلى بزغزغة وهي بتضحك بصوت عالي.
ليلى شهقت من المفاجأة وهي تحاول تبعد إيد أسماء عنها، ضحكتها كانت مليانة حياة وهي تجري بعيد عنها وسط المحل: “يا بنتي كفاية، الناس بتبص علينا!”
وقفوا فجأة قصاد الجهاز اللي فيه الدباديب اللي ، لمعت عيون ليلى وهي تبص للدباديب جوه، وقعدوا يدفعوا فلوس قد كده بس ما كانوش عارفين يمسكوا حاجة، لحد ما ليلى أخيرًا مسكت واحد.
ليلى وهي ترفع الدبدوب بفرحة طفولية: “أنا هديه لسعيد!”
أسماء بضحكة وهي تحط إيديها على وسطها: “يبخت سعيد! متجوز واحدة بتفكر فيه الـ24 ساعة أكتر من نفسها! عايزة تروح بدري تعملي له عشا! بدل ما تشتري لنفسك، اشتريت له لبس! لما جبتي الدبدوب، هتديه له!” رفعت حاجبها بدهشة مصطنعة: “ده سعيد هيبقى سعيد أوي بيكي والله!”
ليلى وهي بتضحك وتحاول تخبي كسوفها وهي تلمس أذن الدبدوب: “غيرانة صح؟ خلاص يا ستي، هروح أشتري آيس كريم ناكله مع بعض.”
أسماء وهي تضع إيديها على قلبها بتمثيل الزعل: “آه، أيوه! اضحكي على عقلي الصغنوني بآيس كريم!”
ليلى وهي بتتحرك ناحية عربة الآيس كريم وتلف وشها وراها بابتسامة مرحة: “ما تزعليش يا سماسيمو… يا عسل!”
أسماء كانت واقفة قصاد محل، وفجأة وقعت عينيها على فستان معروض، عيونها لمعت وهي تمد إيدها تشاور لليلى قبل ما تقول بحماس: “يا هنّية، أنا هدخل أشوف الفستان ده… عجبني!”

خرجت أسماء من المحل وهي مبتسمة، الفستان في إيديها، وعينيها بتدور على ليلى عشان توريها الفرحة. كانت هتنده عليها، لكن فجأة، الفرحة اللي في عينيها اتبدلت بذهول مرعب.
خطواتها تباطأت، عنيها فتحت على آخرها، وكأنها مش مصدقة المشهد اللي قدامها.
الآيس كريم وقع على الأرض، الشنطة اللي فيها التيشيرت مقلوبة، وشنطة الدبدوب مترمية جنبها… لكن ليلى مش موجودة!
الهواء في المول كان هادي، بس جواها كان فيه عاصفة. قلبها ضرب بعنف، وإيدها اللي كانت ماسكة الفستان بقت بترتعش.
ابتلعت ريقها بصعوبة، صوت عقلها بيصرخ: “هنيه راحت فين؟!”
أسماء بدأت تتحرك بخطوات سريعة، عنيها بتدور في كل الاتجاهات، تحاول تلاقي أي أثر ليها.
لكن لما لقيت نفسها واقفة لوحدها، وسط كل الزحمة، وحسّت بالعجز لأول مرة… صوتها خرج بدون تفكير، عالي، مرتجف، مليان خوف:
“هِنّية!!”
صرختها شقت الجو، خليت الناس تبص عليها، بس ده ما كانش فارق معاها. كانت بتحاول تسمع أي رد… أي حاجة تدلها على صاحبتها.
لكن المكان كان صامت… بشكل مرعب.
كانت أسماء واقفة في وسط المول، عنيها مليانة دموع، وكل اللي حواليها مجرد أشباح مش شايفاهم. كل اللي حاسة بيه هو الفراغ اللي سابته ليلى، والصمت المرعب اللي حل مكان صوت ضحكتها من لحظات.
أسماء بصوت مبحوح، مليان انهيار: “هِنّية!!”
بدأت تدور في كل مكان، تجري بين الناس، تسأل بعشوائية، لكن ماحدش كان عنده إجابة. صوتها كان بيتقطع وسط العياط، والدموع كانت عاملة ضباب في عينيها، مش قادرة تشوف قدامها.
أسماء وهي بترتعش، مسكت التليفون: لازم أتصرف… سعيد، لازم أكلمه.
لكن لما مسكت الموبايل، صوابعا كانت بتتهز، وصوتها لما حاولت تتكلم ماطلعش. ابتلعت ريقها بالعافية، ودموعها نزلت على خدها، ضغطت الرقم بصعوبة… :
ماكانتش عارفة هتقول إيه، بس لازم تكلمه. الجرس كان بيدق، قلبها كان بيدق أسرع…

أركان وهو بيرد بصوته القوي: “مين؟”
أسماء بانهيار، صوتها متكسر: “أنا أسماء…”
أركان وقف في مكانه، إحساس غريب ضربه في قلبه، إحساس بشع، مش مفهوم، لكنه عارفه كويس. القلق بدأ ياكل ملامحه وهو بيقول بصوت متوتر:
“مالك؟ صوتك معيط ليه؟ انتي كويسة؟ انتي وهِنّية؟”
أسماء بصوت مختنق، مابين العياط: “هِنّية… مش لاقياها، مش عارفه راحت فين… اتخطفت!!”
ــــــــ&ـــــــــــ
إيه اللي هيحصل بعد كده؟
مين الناس اللي خطفوها؟ وليه؟
ردت فعل أركان إيه بالضبط؟
هل دي النهاية… ولا مجرد بداية لحاجة أخطر؟
 


google-playkhamsatmostaqltradent