رواية دلال و الشيخ الفصل الرابع عشر 14 - بقلم شيماء سعيد
دلال_والشيخ
الحلقة الرابعة عشر
.............
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️
الحياة كالبيانو هناك أصابع بيضاء وهي السعادة، وهناك أصابع سوداء وهي الحزن، ولكن تأكّد أنّك ستعزف بالاثنين لكي تُعطي الحياة لحنًا.
.......
اخذت تترقب زينب مجىء شفيق من أجل رؤيتها والإطمئنان عليها وأيضا لتقر عينيها به ، ولما لا وهو المفضل لديها لإنه ورث عنها نفس طباع القسوة والشر .
ولكنه لم يأتى وطال انتظارها له، وامتلىء قلبها بالقلق عليه وكلما حاولت الإتصال به وجدت هاتفه مغلق .
فسارعت بالإتصال على شاهين لتتطمئن ربنا يعلم شىء عنه فيريح قلبها، فأخبرها شاهين إنه بخير وربما هاتفه قد نفذ شحنه .
فطمئنت قليلا وأخذت تنتظره مرة أخرى حتى غفت رغما عنها.
أما عن شفيق فقد عاد فى وقت متأخر من الليل إلى المنزل وقد علم من شاهين أن والدته قد عادت إلى البيت فلم يعير ذلك إنتباه، وصعد إلى شقته على الفور ولم يهتم بالذهاب إليها للإطمئنان عليها بل وهمس:
_ أنا صراحة جى مبسوط الليلادى ولو دخلتلها هسمع منها كلمتين يعكننوا عليه، فعلى إيه خلينى أنام مبسوط أحسن يمكن أحلم بسمسمة مهجة القلب والصبح ابقى اعدى عليها .
......
الشوق إليك يقتلني دائمًا أنت في أفكاري، وفي ليلي ونهاري، صورتك محفورة بين جفوني وهي نور عيوني
غفت دلال وآثار دموعها قد شقت وجنتيها فداهمها أحمد فى أحلامها يزيل بيديه دموعها قائلا:
_دموعك دى غالية اوى يا دلال، عارف إن مفيش بعد الأم رغم انى محستش الإحساس ده عشان أمى الحقيقية طلعت مريضة.
بس أنا اهو موجود جمبك وعمرى ما هسيبك وهكون فى ضهرك ديما، وفى حضنى هتنسى الدنيا كلها .
ليضمها إلى صدره الذى كان كمخدر هدىء من روعها.
فهمست دلال بعشق : ياه يا أحمد، متعرفش أنا كنت مستنية اللحظة دى قد ايه.
أنا بحبك يا أحمد من ساعة ما عينى شافتك، معرفش إزاى بس حبيتك واتمنيتك رغم إنك باللنسبالى كنت عامل زى النجمة اللى فى السما ويستحيل أطولها .
أحمد: وأنا كمان حبيتك يا دلال، بس كنت بقاوم الحب ده، لأنى أنا كان حلمى فى اللى أحبها حاجة تانية خالص.
بس الحب سلطان على القلوب مش بإيدينا .
ثم شعرت دلال فجأة ببرودة تجتاح أوصالها عندما ابتعد أحمد عنها فصاحت:
_ أحمد بعدت عنى ليه، خلينى فى حضنك أنا محتاجك اوى يا أحمد .
أحمد، أحمد لتستيقظ دلال تردد إسمه وعندما أدركت أنها كانت تحلم بكت وهمست:
ياااه كان حضنك جميل اوى يا مولانا .
يا ترى ممكن الحلم يكون حقيقة فى يوم من الأيام .
ثم فجأة تذكرت الحاجة همت فشهقت ووضعت يدها على فمها مرددة:
_ لا حول ولا قوه الا بالله أنا نسيت الحجة خالص، يا ترى عملت ايه من غيرى، بس غصب عنى .
لتبكى مرة أخرى على فراق والدتها: هتوحشينى يا أمى، الدنيا وحشة اوى من غيرك.
هترمى فى حضن مين دلوقتى واعيط ويطبطب عليه ويهون عليه، اه يا حبيبتي يا أمى .
ثم حاولت التماسك قليلا لتتصل بآدم لتتعتذر له .
رأى آدم اسمها ينير الشاشة فابتسم بتهكم قائلا:
_ لسه فاكرة .
ثم رد بإقتضاب قائلا: ايوه .
دلال بحرج: أنا اسفة جدا يا استاذ آدم .
ليقاطعها آدم بحدة: وحضرتك جاية تتأسفى دلوقتى بعد ما اليوم خلص وأخدت خصم من شغلى لغيابى المفاجىء.
_انتِ إنسانة غير ملتزمة وللأسف مش هتكملى شغل معانا وتقدرى تيجى تاخدى حسابك .
ففتحت دلال فمها بصدمة لغلظته الشديدة معها وكأنها ليست إنسانة بل أمة لديه.
فلم تجد سوى البكاء حتى سمع شهقاتها، فتمزق قلبه لأجلها ولكن الكبر منعه أن يعتذر لها .
ولكن وجد والدته تعنفه بقولها: حرام عليك يا آدم، ليه يا ابنى تكلم البنت بالشكل ده وهى بتتصل تعتذر حتى مستنتش تقولك ايه عذرها.
هات نولنى التليفون أنا أكلمها .
فناولها الهاتف وهو يعنف نفسه على قسوته معها.
فكيف استطاع أن يتخلى عنها سريعا هكذا وهو الذى كان يدور حول نفسه طوال النهار ينتظر مجيئها فى اى لحظة .
ولعل سر غضبه هو إنه لم يراها ويشبع عينيه منها.
اه كم وحشتيني دلال .
وما قسوتى إلا عتاب .
من محب تلوى بنيران الحب.
فسامحينى فأنا من حبك مصاب .
استمعت همت لشهقات دلال فحزنت من أجلها وقالت:
_ بس يا حبيبتي متزعليش آدم مش قصده، هو بس من زعله عليه لإنى اتعلقت بيكِ ومقدرش استغنى عنك يا بنتى.
دلال بحزن: سامحينى يا حجة والله بس لو تعرفى أنا فيه إيه هتعذرينى والله .
همت بقلق: مالك يا بنتى،حصل ايه؟
فانفجردت دلال باكية: أنا أمى ماتت النهاردة ومبقاش ليه حد تانى فى الدنيا .
فاسترجعت همت: انا لله وانا اليه راجعون .
ربنا يرحمها يا بنتى ويصبر قلبك ومتقوليش كده، أنا أمك يا حبيبتي، متصوريش والله غلاوتك بقت من غلاوة آدم بالظبط .
ظهرت الصدمة على معالم آدم الذى استمع لشهقاتها بعد قولها إن والدتها توفت فجلد ذاته:
_ازاى قولتلها كده وهى فى الحالة دى ..!
اه لو كنت جمبك دلوقتى كنت اخدتك فى حضنى قولتلك أنا جمبك وعمرى ما هسيبك أبدا .
حاولت همت تهدئتها: بس كفاية عياط يا بنتى وجعتى قلبى، عشان كمان متأذهاش وقولى بس ربنا يرحمها وهستناكِ بكرة فى معادنا يا بنتى .
دلال: الله يرحمها وباذن الله يا حجة هاجى فى الميعاد .
لتغلق همت الخط ثم طالعت آدم بنظرة حزينة وقالت بعتاب:
_شوفت مش قولتلك الغايب حجته معاه ومش اى حجة دى امها يا ابنى، يعنى أعز الناس ربنا يصبرها وشكلها وحيدة ملهاش حد .
تعجب آدم: ليه فين أهل ابوها، أهل امها ؟
همت: معرفش بس خلينا احنا أهلها يا ابنى دلوقتى ولازم نوقف جمبها.
وأنا عارفة إن العصبية دى كلها عشان مشوفتهاش .
أنت حبتها يا آدم بس مكابر تعترف .
فتلعثم آدم وقال: لا حب ايه، ممكن تقولى اعجاب هو الحب بالساهل كده .
على العموم بكرة لازم تعرفى منها كل حاجة ولو طلعت الأمور تمام ساعتها هتقدم ليها بس المشكلة هتقدم لمين ؟
هو ده السؤال اللى محيرنى!!
......
رفقا بقلبي يا أنت فأنا لدي قلب انهكه الشوق والاشتياق ولك في قلبي سبع أبواب ..... اولها الحب ....... وآخرها العتاب
عندما خرجت ياسمين من منزلها للتجه نحو عملها فى مشغل الخياطة وجدت شيكو فى انتظارها .
فضربت بيدها على صدرها وقالت بفزع:
_بسم الله الرحمن الرحيم.
بيطلعوا امتى دول .
فضحك شيكو ثم عبس وقال بداعبة: هو ايه ده اللى بيطلعوا امتى، ليه فكرانى جنى، ده أنتِ اللى مجننانى يا ياسو وحبيبة قلبى .
توردت وجنتى ياسمين من الخجل ولكن سرعات ما تجمدت ملامحها وقالت بجمود:
_بقولك ايه أنا ميخلش عليه الكلام ده، شوف وحدة تانية هبلة تصدقك .
شيكو: ما أنتِ هبلة اهو ومش مصدقة .
حرام عليكِ يا ياسمين، هتعذبينى لأمتى بس .
طيب أحلفلك بإيه انى بحبك أنتِ ولو أطول أكتب عليكِ دلوقتى عشان تصدقى اعملها .
دق قلب ياسمين بشدة وارتجفت يدها ولكنها حاولت السيطرة على نفسها وتابعت بجمود:
_ قولتلك انى مش بتاعة جواز ومضيعش وقتك معايا وشوف غيرى .
طالعها شيكو بمكر واستطرد: ماشى .
طيب تعالى معايا اخطبيلى أكمنى يعنى وحدانى ومليش حد يجى معايا .
فصكت ياسمين على أسنانها بغيظ ودبت الأرض بقدميها وقالت وألسنة النٖار تخرج من عينيها:
_ بقا كده، اه مصدقت.
عشان تعرف إنك كداب وبتاع نسوان وتلاقيك الكلمتين دول بتقولهم لكل وحدة بتقابلها .
ويلا روح يا شاطر ورينى عرض كتافك ، مش فضيالك، ولا فضية لشغل الخطبة بتاعك .
ثم لمعت عينيها بالدموع، فهى تحبه رغم كل محاولاتها المستميتة لكى يبتعد عنها، لأن الزواج سيعطلها عن مراعاة اخواتها الصغار .
ابتسم شيكو بمكر وتابع:
والله بتحبينى زى ما بحبك يا بت بس بتكابرى .
وعينيك بتطلع قلوب كمان .
وأنا كمان بموت فيكِ ويستحيل أتجوز غيرك .
ياسمين: يبقا مش هتجوز يا شيكو .
شيكو: ليه يا بنت الناس ، ده أنا حتى جى النهاردة عشان أقولك ربنا فرجها عليه من وسع وورثت .
يعنى أقدر اعيشك ملكة أنتِ وأخواتك اللى شيلة همهم دول .
ياسمين: اولا مبروك يا سيدى .
بس أنا أحق بمصاريف اخواتى ومقبلش حد يمن عليهم بحاجة وممكن فى اى وقت يمنعها .
اه ما أنا عارفة الناس اللى تتمسكن لغاية ما تتمكن .
فصاح شيكو بغيظ: لا أنتِ صراحة اوفر غتاتة وبوز نحس، أنا مش عارف حبيت فيكِ ايه .
ده أنتِ ولية نكدية وهم بصراحة ثم أنهى حديثه بقوله:
_بقولك ايه أنا ماشى وفكرى أبوس ايديك فى موضوع الجواز ومش أنا اللى أمنع رزق ربنا على حد، لا أنا ابن أصول واعجبك اوى .
ثم التفت ليغادر بين صدمتها ، ولكنه إلتفت برأسه مرة أخرى ليبتسم قائلا: برميل نكد بس بحبك .
ثم أسرع للمغادرة من أجل ميعاده مع أحمد .
لتبتسم ياسمين وتهمس: مش قد حبى ليك يا شيكو وعارفة انك راجل وراجل اوى كمان، بس اخواتى محدش هيكون أحن عليهم قدى
.......
أجمل ما قيل عن عوض الله. الله سيعوضك لانك رضيت في وقت لم يكن فيه الرضا عليك سهلا. اخبروا قلوبكم التي طال صبرها. ان الله يحب الصابرين اياك ان تياس.
وقف شيكو مع أحمد أمام احد المولات المشهورة فى المدينة الجديدة ينظرون إليها بفرحة عارمة، فأخيرا حقق الله مرادهم وأصبح لديهم عمل خاص مربح ونواة لحلم أكبر أن يصبحوا أحد رجال الأعمال الذين لهم إسم مسموع ووزن فى السوق .
طالع شيكو أحمد بحب وقال بحبور:
_ يلا يا وش السعد نسمى الله وندخل ملكنا ونشوف الشغل ونقص الشريط .
واستطرد بدعابة:
معاك المهم دفترك وقلمك يا سى فهيم أفندى .
فضحك أحمد وأشار إلى حقيبته: متقلقش معايا كل عقود الملكية، وبكرة هنسجلها فى الشهر العقارى إن شاء الله.
وبعد ساعة من دلوقتى هيجى الناس اللى هيأجروا المحلات فى المول نتفق ونمضى العقد .
شيكو طالعه بإمتنان قائلا: مش عارف من غيرك كنت عملت ايه صاحبى، متحرمش منك وتفضلى فى ضهرى طول العمر .
وأول عقد هنكتبه إنك ليك نص الأرباح بالتساوي .
ابتسم أحمد وقال بحرج:
_ مينفعش يا شيكو، ده المال مالك وانت اعتبرنى مدير أعمالك بس وحط ليه أجر يناسبنى وبس .
شيكو: أنت فعلا مدير أعمالى اللى مقدرش اعمل حاجة من غيره.
بس الإتفاق إتفاق وأنا قولتلك من ساعة ما ربنا كرمنى إنك هتكون شريكى مش شغال عندى.
فمتزعلنيش منك واسمع اللى بقوله، ده أنت المال فى ايدك بيكتر يا مولانا .
وعايزك كمان كل أول شهر تراعى الناس المحتاجة بمبلغ كده، زى ما ربنا رعانا وفتح علينا .
إبتهج قلب أحمد وشكر الله على نعمته، فخر ساجدا لله ثم قام وقال:
_ده أكيد يا شيكو ربنا يزيدك من فضله ومش عارف اقولك ايه على ثقتك فيه كده غير إنى هحاول باذن الله أكون قدها واعمل كل اللى فى وسعى عشان إسمك يعلى فى السوق .
شيكو: ياه أخيرا هكون بسبس ماااان ، بس سايق عليك النبى يا مولانا تعلمنى كلمتين انجليزى اتمنظر بيهم قدام الناس عشان يحسوا انى حاجة كده جامدة ومتعلم بره كمان .
فضحك أحمد: بس كده عيونى حاضر .
ثم مضى اليوم ليعود أحمد إلى مخدعه ليرتاح من عناء اليوم، وعندما هم أن يستسلم للنوم وجد من يطرق عليه الباب .
ليجد صوت أشجان: أفتح يا أحمد.
فتأفف احمد وضم شفتيه ثم قال: عايزة إيه منى دى فى نص الليل، دى مجنونة مش خايفة حد يشوفها وهى بتخبط فى الوقت ده يقولوا ايه ؟
أنا صراحة مش هينفع أكمل فى البيت ده، ولازم أتصرف واجيب شقة قريب وأبعد عن أشجان خالص .
ليقوم بتثاقل ويخطو نحو الباب ثم فتح ليجدها أمامه تخفض بصرها لأول مرة، لأنها دائما كان يجدها تحدق به فيتحاشى النظر إليها ويغضب من نظراتها الجريئة تلك .
ووجدها تحمل فى يدها صينية طعام، لتقول بخجل:
_ أنا قولت اكيد راجع تعبان من الشغل وممكن تكون نسيت تأكل، فقولت أجبلك لقمة تاكلها .
ولما تخلص حط الصينية على جمب وأنا بكرة لما تخرج شغلك هدخل اخدها.
وعندما هم أحمد أن يعترض لانه لا يريد أن تهتم به وتأتى إليه مجددا هكذا فى منتصف الليل فتثير الشكوك حوله.
وجدها قد إلتفتت لتغادر سريعا وكأنها تهرب من ردة فعله .
فشعر بالحرج من نفسه قليلا وقال: للدرجاتى بتخاف من كلامى لدرجة إنها تجرى كده .
تعبتينى يا أشجان، وحاسس بقلبك والله بس إزاى ده أنتِ كنتِ مرات اخويا وكمان انا قلبى ..
ثم صمت للحظة وشرد فى دلال فابتسم رغما عنه وقال:
_ يا ترى عاملة إيه ..؟
وحالك أتصلح ولا لسه زى ما أنتِ.
ولكن سرعان ما عاتب نفسه: ايه يا شيخ أحمد، فوق لنفسك مش كده!
إزاى تفكر فى وحدة زى دلال متاحة للكل، إصحى كده وركز على حلمك إنك تجوز إنسانة ملتزمة تاخد بإيدك للجنة مش تخليك تنتكس .
أنا لازم أهرب من هنا عشان أشجان واهرب من قلبى اللى دق لإنسانة يستحيل تكون ليه .
ثم التفتت متجاهلا الطعام وقرر أنه لن يأكل ليواصل لها رسالة أن لا تفعل ذلك مجددا ولكن ما أن افترش التخت، حتى شعر بالجوع يفترس بطنه ورائحة الطعام الشهى تتغلغل إلى أنفه .
فأخذ ينظر إليه بإشتهاء ثم أدار بصره عنه ولكنه إستسلم فى النهاية قائلا:
_أنا هاكل المرة دى بس لكن مش هتكرر تانى .
وعندما انتهى من طعامه حمد الله ثم توجه المرحاض فتوضأ وصلى القيام وعاد إلى التخت وأخذ يستغفر الله حتى خلد إلى النوم ليرى مرة أخرى تلك الرؤية بتفاصيلها.
بل زاد عليها إنه عندما عاد للمنزل وقد أُذن لصلاة العشا صلى بأولاد أشجان وابنته منها وهى فى جماعة .
ليستيقظ فى الصباح متعجبا من الحلم: معقول ده!!
طب ازاى دى كمان اكبر منى فى السن يجى خمس ست سنين !
....
ربنا يتحول الحُلم إلى حقيقة، فربك رب المعجزات .
دلفت إبتهال الى غرفة أشجان فى الصباح وعلى وجهها علامات الغضب .
فدب القلق فى قلب أشجان حتى وجدتها تقف أمامها ثم وجدت يدها تسقط على وجهها بصفعة قوية ألمتها فصاحت أشجان ببكاء:
_ ليه كده انا عملت ايه، حرام عليكِ مش كفاية اللى أنا فيه ؟
ابتهال بحدة: اخرسى أنتِ ليكِ عين تتكلمى، بعد اللى شوفته بعينيه امبارح وأنتِ شايلة الأكل وبتخبطى على ابن عمك فى نصاص الليالى ولولا إنى عارفة أحمد اكتر من نفسى وعارفة أنه لا يمكن يمس شعرة منك ولو إطنطتى قدامه.
كان زمانى جبتك من شعرك وسويت بيكِ الأرض وهو طردته من هنا .
بس قولت يا بت بلاش فضايح بدال متأكدة من أخلاق أحمد اللى كنت بتمناه لأختك بس نصيبها المقندل .
فبكت أشجان حتى سمعت إبتهال صوت شهقاتها المؤلم، فضعفت أمام بكاؤها وتحرك قلب الأم .
فجلست بجانبها ومسدت على شعرها وقالت:
_ ليه يا بنتى ترخصى نفسك كده .
يقول عليكِ ايه ابن عمك وأنتِ بتخبطى عليه فى نص الليل .
ولا عشان بقيتى مطلقة يبقا عيارك فلت.
لا يا بتى أنتِ بنت الحاج سليمان يعنى غالية اوى.
فعززى نفسك يا بنتى لغاية ما يجى عوض ربنا ليكِ
.
فقالت دون شعور: يااه لو كان العوض أحمد، ده أنا هكون خدمته طول العمر .
فصاحت إبتهال بضيق: أنتِ إتجننتى يا أشجان .!
إزاى تفكرى فى أحمد وأنتِ مش بس مطلقة وهو لسه مدخلش دنيا، ده كمان أصغر منك يا بنتى .
يعنى مينفعش خالص، ده عايز وحدة من سنه وبنت بنوت .
تنهدت أشجان بمرارة وتابعت: عارفة، بس للأسف مش قادرة أمنع نفسى .
حركت إبتهال رأسها: لا كده وجود أحمد خطر هنا يا بنتى ولازم أبوكِ يشوف صرفة ويبعده عن هنا .
فتوسلت لها أشجان: لا يا ماما عشان خاطرى.
ده وجوده هنا وإنى أشوفه كل يوم مهون عليه الهم اللى أنا فيه .
إبتهال بسخط: يعنى إيه اسيب البنزين جمب النار واسكت، لا لازم أشوف صرفة .
ثم وقفت واتجهت للخارج فاتبعتها أشجان،تمسك يدها وانحنت إليها تقبلها قائلة:
_بالله عليكِ متخلهوش يمشى وانا أوعدك مش هروحله تانى ولو عايزانى كمان مكلمهوش مش هكلمه .
خفق قلب ابتهال وغلب قلب الأم أيضا بل دعت لها قائلة: طيب يا بنتى ربنا يريح بالك.
بس الأهم من كل حاجة، إنك تاخدى بالك من ولادك لأن ملهمش ذنب واياكِ تاخديهم بذنب ابوهم .
ابتسمت أشجان بوهن: لا طبعا دول حتة منى وهما عجازى لما أكبر.
و ربنا يدينى العمر عشان أقدر أربيهم أحسن تربية .
فأومئت لها والدتها ثم خرجت تحدث نفسها لتأتى على خاطرها فكرة، ستحاول تنفيذها ولتكن النتيجة على الله سبحانه .
حيث توجهت إلى غرفة أحمد، ووقفت على الباب تحاول إلتقاط أنفاسها والسيطرة على دقات قلبها الهادرة من القلق من ردة فعله ولكنها توكلت على الله ودقت على الباب قائلة:
_أنا مرات عمك يا ابنى، ممكن أدخل ؟
فأسرع احمد لفتح الباب وابتسم وقال ببشاشة وجه:
_ أهلا يا مرات عمى، إتفضلى ارتاحى .
فولجت إبتهال لداخل الغرفة وجلست على أقرب مقعد وأخذت تفرك فى أصابعها وأحمد ينظر إليها منتظرا أن تحدثه فينا جائت له.
حتى قالت وعلى وجهها ابتسامة لم تتعدى ثغرها:
_ ماشاء الله عليك يا ابنى اليومين دول ربنا فاتح عليك من وسع وبيعوضك عن اللى فات عشان انت ابن حلال وتستاهل كل خير.
ومتصورش أنا فرحنالك قد ايه .
طالعها أحمد بإمتنان قائلا: عارف أكيد يا مرات عمى.
ده أنتِ أمى التانية وطول عمرى بحس منك بحنية عمرى ما حستها من الست كنت اللى بفتكرها أمى .
ابتهال بحزن: ربنا يسامحها بقا يا ابنى .
ثم استطردت: المهم ربنا عوضك يا حبيبى ومبقاش ناقصلك غير العروسة .
تغيرت ملامح أحمد عند سماعه لتلك الكلمة وعلم أن من ورائها شىء .
أحمد : حاسس ان لسه شوية على الموضوع ده يا مرات عمى.
حمحت ابتهال بحرج: ولا بدرى ولا حاجة يا ابنى، أنت الف مين تتمناك والجواز فى السن ده معناه انك تجيب أخوات ليك مش ولاد بس ينفعوك فى الكبر .
وسيدنا النبى اتجوز السيدة خديجة وهو قريب من سنك كده وكمان ايه كانت أكبر منه فى السن وأرملة ومعاها ولاد وحبها حب محبهوش لغيرها سبحان الله .
ففطن أحمد لما ترمى إليه واغمض عينيه وهمس: أشجان .
إظاهر أن الرؤية حق يا أحمد، ومش هتقدر ترفض عشان ترد الجميل .
لذا لم يشىء أحمد أن يشعرها بالحرج أكثر من ذلك خصوصا عندنا رآها تتعرق رغم برودة الجو فبادر بقوله:
_تصورى فعلا يا مرات عمى أنا فكرت كتير انى اتجوز زى سيدنا النبى عشان اتبع سنته وان الناس تعرف أن المطلقة والأرملة مش عبىء على المجتمع وأنها إنسانة زينا زيها .
فتهلل وجه إبتهال وصاحت بفرحة: الله ينور عليك يا أحمد .
فاسترسل أحمد بوجه بشوش رغم النار التى تأكله من الداخل:
_وعشان كده تفتكرى يا مرات عمى، أن ممكن عمى يوافق إنى اتجوز أشجان بعد ما تخلص عدتها .
فكاد قلب ابتهال أن يسقط من شدة الفرح حتى أنها قالت بعدم تصديق:
_أنت يا ابنى عايز تجوز أشجان بتى أنا .
فابتسم أحمد ابتسامة صفراء لم تتعدى ثغره، فهو لم يتخيل ولو للحظة واحدة أنه سيتزوج من أشجان فى يوم من الأيام ولكن هذا قدر الله وعليه أن يتقبله حتى ولو أن قلبه لا يريد ذلك .
أحمد : اه بس مينفعش نفتح الموضوع ده دلوقتى غير لما تخلص عدتها .
وخليه سر بينى وبينك يا مرات عمى.
فوقفت إبتهال والفرحة تقفز من عينيها قائلة:
_ اه طبعا سر امال ايه ربنا يفرحك يا ابنى ويسترها معاك دنيا وآخرة .
عن اذنك بقا عشان تشوف حالك وتروح شغلك.
ثم غادرت مسرعة نحو غرفة أشجان، ففتحت الباب على مصرعيه، فخافت أشجان أن تضربها مرة أخرى فتراجعت للوراء ولكن تفاجئت بها تبتسم وتقترب منها وتعانقها بحب قائلة:
مكنتش أعرف ان عوض ربنا هيجيلك بسرعة كده يا أشجان .
أشجان بعدم فهم: تقصدى ايه يا ماما ؟
ابتهال: عريس يا بنتى اول ما تخلصى عدتك هيتقدم .
فعقدت أشجان حاجبيها ورفضت:
_ لا أنا مش عايزة أتجوز تاتى، أنا هقعد أربى ولادى.
ابتهال بمكر : بجد يا أشجان عليه الكلام ده، حتى لو قولتلك أن العريس هو أحمد ابن عمك .
فشعرت أشجان أن الارض تتهاوى من أسفلها وكاد أن يغشى عليها من الفرحة وتسقط فى الأرض ولكن تلقفتها يد ابتهال وهى تضحك:
أنتِ هيغمن عليكِ من دلوقتى، امال لما يكتب عليكِ هتعملى ايه .
..........
من أعمالكم سُلط عليكم .
اتصلت زينب على شفيق عدة مرات فى اليوم التالى بعد أن بلغ بها القلق مبلغه وفى النهاية إستجاب إليها على مضض قائلا:
_ايوه يا حجة، عاملة ايه دلوقتى !
زينب بعتاب حزين : مش كويسة طول ما أنا مش شيفاك يا ضنايا، كده برده متسئلش عليه ولا تيجى تطل عليه يا شفيق .
ده أنت روحى يا ابنى ومكنتش بتفترق عنى أبدا .
نفخ شفيق بضيق: معلش يا حجة، انشغلت بس، بس أنا نازلك حالا أطمن عليكِ .
ثم أغلق الخط وتسائل بحيرة فى أمره: هعمل ايه دلوقتى؟
_اكيد هتسئلنى عن أسماء ولما أقولها انى خطبتها وهتجوزها هتزعل وتسمعنى كلمتين ملهمش لزمة.
بس ماشى هسمع من هنا وأعدى من هنا، مهو كله الا أسماء دى الحب.
وشها برىء اوى بيفكرنى بالبت بتاعة النايت كليب اللى معرفتش أتهنى بيها .
كانت قمر صراحة بس خلاص أسماء غطت على الكل وهتكون ست الكل مهما أمى عملت .
ثم أنهى ملابسه واتجه إليها، فلمعت عينيها من اللهفة لرؤيته قائلة:
_ حبيبى يا ابنى، تعال فى حضن أمك، وحشتنى اوى .
فاقترب منها شفيق واحتضنها بجفاء ثم ابتعد عنها:
_ها عاملة ايه دلوقتى يا حجة ؟
زينب: بقيت كويسة لما شوفتك يا ضنايا .
وانت عامل ايه؟
شفيق: بخير يا حاجة .
لتستطرد زينب: بقولك يا شفيق، أنت هتسيب البت أشجان تبرطع فى بيت ابوها ولا ايه؟
_لا يا ابنى ردها وخليها ترجع البيت تخدمتى أنا بقيت محتاجها عن الأول اكتر وعشان تساعد الزفته أختها أنهار .
تمعض وجه شفيق: أرد مين يا حاجة، ردت المية فى زورها .
ده أنا مصدقت خلصت منها ومن وشها النكدى اللى يغم النفس ، افتكرلنا حاجة عدلة على الصبح.
زينب: معلش يا ابنى عشان عيالك برده وعشانى بنت ابتهال مش لازم تخرج عن طوعى أبدا .
لازم ترجعها.
أكد شفيق: قولت لا، لإنى خلاص هتجوز.
زينب بشك وترقب من أن يكون سيفعل ما نهته عنه :
هتجوز مين يا شفيق؟
شفيق بنبرة حادة: أسماء يمّه عشان أصلح غلطتى وأنا خلاص اتفقت على كل حجة مع أبوها والنهاردة هجيب الشبكة وبعد ما تخلص عدة اشجان هتجوزها على طول .
اتسعت عين زينب بصدمة: إيه أسماء ..!
عايز تجوز البت اللى مدت ايديها على أمك يا شفيق ؟
شفيق مبررا : معلش كانت لحظة غضب وعدت يا حجة .
زينب : ولو قولتلك انى مش راضية عن الجوازة دى
شفيق ويستحيل تحصل .
وأظن مش هتعارض أمك ...
.....
يا ترى هيحصل ايه وهل فعلا هيتجوز احمد أشجان طيب ودلال ؟
يارب تكون الحلقة عجبتكم وللأسف التفاعل هو هو رغم أن فيه متابعين جداد بس بيقرؤا بس .
ياريت أظهروا وتعلقوا ولو حتى بايموشن عشان أتعرف عليكم .
ودعواتكم لسه التحليل هيوصلى بكرة باذن الله ❤️
يارب قادر كريم تطلع خلايا حميدة .
وكل سنة وانتم طيبين وبخير وبإذن الله رمضان يكون شهر العوض والفرحة وسعة الرزق وهتوحشونى كلكم
ونتقابل بعد رمضان بإذن الله
وأنا هنزل فى رمضان قصص دينية واذكار ياريت نتفاعل عليها عشان الصفحة تستمر
نختم بدعاء جميل ❤️
ربي يجعلهم 30 يوم جبر، وخير، وإستجابة، وعدل، ورزق، ونور، وبركة في كل اتجاه .
ام فاطمة ❤️ روايات شيماء سعيد
•تابع الفصل التالي "رواية دلال و الشيخ" اضغط على اسم الرواية