Ads by Google X

رواية شمس لا تغيب الفصل الخامس عشر 15 - بقلم سارة سعد

الصفحة الرئيسية

 رواية شمس لا تغيب الفصل الخامس عشر 15 - بقلم سارة سعد

شمس_لا_تغيب {الفصل الخامس عشر }الجزء الأول بقلم سارة 
▪▪صرخت شروق بجنون تمرر اصابعها بين خصلات شعرها المبعثر بفوضويه {الحقنى يا فهد بسرعه مش قادره راسى هتنفجر من الوجع }.....وقف بغرفة النوم يبتسم بخبث ثم خرج من الغرفه يرسم على ملامحه التأثر وهو يهتف بحنق مفتعل{هو ده اللى كنت عامل حسابه هتاخدى على الحبوب ديه ومش هتعرفى تبطليها ابدا }.....ركعت شروق إمامة يرتعش جسدها بقوه تهتف كالمجنونه{ وجع فى جسمى وفى راسى يا فهد هات الحبوب وبعدين اصرخ زى ما انت عايز بس الحقنى بسرعه أرجوك }....وضع فهد حبه بيضاء أمامها يقول بغضب  {اتفضلى بس اعملى حسابك ديه آخر واحده خلاص مفيش تانى }....وضعتها بفمها بسرعه تشد شعرها بشده حتى كادت أن تقتلعه من مكانه تدلك جسدها المتألم وبعد فتره قصيره بدأ مفعول الحبه فى التفاعل ليهدا جسدها من تلك الطعنات المؤلمة تغمغم بلاوعى وهى تضحك  {مش ممكن سحر غريب فى الأقراص ديه بتسحب الوجع كله من جسمى ومن دماغى }.....وقف فهد أمامها بتشفى يصب كأس من عصير البرتقال يقل بحنان مزيف  {اشربى ده يا قلبى وهتبقى كويسه ماتعرفيش انا قلبى بيوجعنى ازاى وانا بشوفك كده قدامى ياريتنى ماكنت اديتك منها فى الاول انا اذيتك }....مدت يديها اليه تقربه منها بشغف ثم قبلته بعشق فوق شفتيه  {حبيبى انت ذنبك ايه يظهر انى اتعودت عليها بسبب الصداع ووجع جسمى }....هز رأسه بمكر متأثر  {بس حبيبتى المشكله ان ده آخر قرص ومش عارف ممكن صاحبة يجيب منه تانى ولا لاء أصل الأقراص ديه مش موجوده فى مصر ديه بتيجى من أمريكا }.....زفرت أنفاسها بضيق  {طيب وبعدين يا فهد انا لو ما اخدتش ع الأقل كل يوم قرص ممكن اتجنن انا حالتى بتسوء كل يوم }.....هز رأسه بياس يمط شفتيه بقله حيلة {هحاول اشوف حد يجبلى بس الشريط غالى جدا يا شروق }.....اومأت رأسها موافقه  {مش مشكله حبيبى الفلوس بس المهم ارتاح وانا هبقى اروح دكتور اشوف حل }....انتفض من مكانه يصرخ دون وعى{لا طبعا دكتور ممكن يديلك أى حاجه تانيه تتعودى عليها اكتر انا هتصرف }......عانقته بقوه تداعب خصلات شعره برقه  {قد كده خايف عليا حياتى }.....ربت عل ظهرها برقه وهو يبتسم {انتى ماتعرفيش انا بخاف عليكى ازاى شروق انتى روحى }. ....تنهدت بشوق تغلق عينيها تشعر بإرتخاء جسدها بين يده تقول بخفوت { انت كل حياتى فهد }.........
▪▪اتسعت عيون جلال ينظر إلى طارق بذهول لا يصدق انه أمامه التفت خلفه يتاكد من وجود هشام هو الآخر ولكن طارق هتف سريعا  {ماتقلقش يا حاج انا لوحدى محدش معايا }....اقترب سيف بحذر بعد أن لاحظ شحوب جلال يقول بقلق  {خير ياحاج فى حاجه }.....
ابتسم جلال بحبور يهز رأسه نافيا ليقف بشموخ يشير إلى طارق  {دكتور سيف اقدملك ابنى طارق }....
حاله من القلق سيطرت على سيف خوفا من وجود طارق وحدوث مشكله قد تؤثر بالتأكيد على الزفاف ولكن ابتسامة طارق الودوده بعثت الاطمئنان والراحة فى نفس كل من سيف و جلال الذى يعرف جيدا ابنه البار  وابتسامته الحنونه....مد طارق يده يصافح سيف بكل احترام وتقدير ليكمل جلال التعارف  {طارق اقدملك دكتور سيف الدين السلحدار والد دكتور يوسف جوز اختك }.....صاعقة من الذهول ضربت طارق يحاول أن يستوعب ماقاله والده ليقول بهمس {يوسف سيف الدين }....هز جلال رأسه بنعم.... {أهلا بيك يا استاذ طارق }قالها سيف بتوجس لطارق المتفاجئ بقوه....نظر طارق لوالده بتساؤل ليربت جلال على كتفه{ايوه يا طارق يوسف هو اللى انقذ اختك من اللى كانت فيه وساعدها وطلبها منى}.......
▪ابتسم كريم بطرف شفتيه على يوسف المتوتر بعصبيه وهو يقف أمام المرآه ينظر للكدمه التى تزين اسفل ذقنه يغمغم بحنق { اعمل ايه فى الزفت ده من امبارح بحط فى تلج ومش عايزه تروح من وشى }....حاول كريم السيطره على ابتسامته حتى لا يزيد من غضب يوسف أكثر يقول بهدوء  {معلش يا عريس اهو عشان تبقى مميز عننا شويه }.....نظر يوسف ناحيه كريم بحنق يقذفه بالوساده  {وكمان بتهزر }....طرق باب غرفه يوسف ودخل جلال مبتسم  يقول بمرح  {اول مره اشوف العروسه تجهز قبل عريسها }....ضحك يوسف يهتف بسعاده  {خلاص يا عمى انا جهزت بس كنت بحاول إدارى المشكله اللى فى وشى اللى بسبب الأستاذ ده }...ليشير إلى كريم ....ربت جلال على ظهر كريم بموده  {عقبالك يابنى مانفرح بيك قريب إن شاء الله....وانت يا دكتور يلا المأذون مستنى }....وقف يوسف بكامل أناقته ووسامته فى بدله توكسيدو سوداء وقميص ابيض ناصع البياض وببيون اسود من الستان أمام جلال الذى عانقه بشده يضرب على ظهره برقه  {الف مبروك يابنى شمس امانه كبيره فى رقبتك انا عارف ومتاكد انك بتحبها وهتبقى معاك فى امان وسعاده }....بادله يوسف العناق يقول بسعاده واضحه فى نبرات صوته الأجش  {شمس حياتى يا عمى وجوه قلبى }.....تنهد جلال براحه يبتعد عن يوسف ثم قال بهدوء  {بس فى واحد عايز يباركلك ويتعرف عليك الأول ممكن يدخل }....ابتسم يوسف بحبور {طبعا يا عمى انت بتستاذنى خليه يتفضل }....ليخرج جلال لثوان خارج الغرفه ويعود وهو يتمسك بيد طارق المتوتر....نظرات من القلق والخوف سيطرت على يوسف وهو يبحلق فى طارق الواقف أمامه....اقترب طارق من يوسف المتسمر فى مكانه متفاجئ يمد يده بود  {الف مبروك يا دكتور عليك اختى }اغتصب يوسف ابتسامته يحاول أن يبدو طبيعى ليصافح طارق بتوتر يرد {الله يبارك فيك يابشمهندس }...شعر جلال بتوتر الأجواء بالغرفه ليردف بهدوء وهو يربت على ظهر طارق  { طارق جاى يقف مع أخته يوم فرحها يا دكتور ماتقلقش}...صمت يوسف قليلا ينظر لكريم ثم لجلال ليهز رأسه متفهما {انا كل اللى يهمنى شمس مش عايز أى حاجه توترها أو تضايقها فى يوم زى ده لكن بالنسبالى انا اقدر أحافظ على مراتى كويس }ابتسم طارق بخجل يتنهد {اطمن يا دكتور انا مستحيل أظلم اختى مره تانيه انا عارف كويس انى جيت على اختى وظلمتها }لتترقرق الدموع بعينيه ويحمر وجهه تاثرآ { وصدقنى مش عايز اظلمها مره تانيه }...ضمه جلال بقوه لصدره وهو يشعر بألم ابنه وندمه الشديد على ما فعله بحق أخته ليقول بحنان  { انت ماتعرفش طارق كويس يا يوسف بس مع الأيام هتعرف أن ابنى كان ماشى ورا وهم وأخيرا فاق منه ورجع طارق الطيب الحنون مره تانيه }....إنهى كريم هذا الحوار العاطفى بمرحه المعتاد  {تمام جدا لحد كده بس ايه ذنب العروسه معاكم اتأخرت عليها جدا }....تنفس يوسف بعمق يبتسم بوجه طارق المتوتر  { يلا بشمهندس عشان تبارك لشمس }...ارتسمت ملامح القلق والتوتر على وجه يوسف وجلال خوفا من ردة  فعل شمس فى مواجهة اخيها عند رؤيته كانت كل خطوه يخطوها طارق برفقة أبيه إلى جناح شمس طعنه قويه تغرس فى قلب يوسف قلقا عليها ولولا تمسك كريم إلا يذهب معهم لكان على رأسهم يضمها لصدره ويحميها من تلك المواجهة الصعبه...........
▪▪وقف عدنان ببهو الفندق يمشى ذهابا وإيابا متشنج الملامح ينظر فى ساعته بقلق وهو يزفر انفاسه بضيق حتى هتف به مراد غاضبا  {ايه يا ابنى ماتهدا كده واتقل شويه رايح جاى خيلتنى }....نفخ عدنان بضيق يشيح بيده غير مباليا لمراد....لوى مراد شفتيه بإبتسامه عابثه يسأله  {هى مش قالتلك هتيجى يبقى خلاص أهدا }...تمتم عدنان بحنق  {كان لازم تروح تجيبها انت يا مراد افرض أنها ماجتش اعمل ايه انا انت صديق انت }..... نطق مراد بجديه مصطنعة  {اه وماله اروح اجيب زيزو وادخل بيها قدام لجين عشان تكمل هو انت عبيط يابنى انا أكدت عليها لو ماجتش هزعل منها وهاخد موقف منها وهى قالتلى جايه وحضرتك كلمتها وقالتلك هتيجى يبقى قلقان ليه سبنى اروح اشوف يوسف عامل ايه هو كمان بسبب أخو شمس اللى حضر  ده }....وفجأه دون أى مقدمات أطلق مراد صفارة يبتسم بمكر  { ده انت شكلك النهارده هتتجوز مع يوسف }....التفت عدنان سريعا ينظر خلفه ليقف متسمر وهو يرى زينب تقف أمامه بكامل انوثتها وجمالها الهادئ تتالق بفستان زهرى قصير مغلق الصدر دون أكمام يظهر مفاتنها  وشعرها الأسود اللامع  ينساب خلف ظهرها مموج مع القليل من الزينه التى تبرز جمالها الهادئ برقه تخطف العقول برغم من شحوب وجهها ...اقتربت بهدوء تحاول رسم ابتسامه مبهجه فوق شفتيها المكتنزه تهمس برقتها المعهودة {مبروك يا مراد عقبالك }.... غمز مراد لها بخفه وهو يبتسم {عقبالك انتى كمان يا زيزو ايه الجمال ده }.....احنت رأسها خجلا تنظر لعدنان المتسمر مكانه بطرف عينيها.....تنحنح مراد يضرب عدنان بخفه{زيزو عدنان معاكى طبعا على راحتكم انا لازم اشوف يوسف شوية وهرجع عشان عايز اعرفك على لجين}....تركهم مراد وغادر بعد أن همس لعدنان بغيظ {اتحرك يا ابنى انت ايه بقيت تمثال }...تنحنح عدنا يخرج صوتا هادئا { عقبالك مش بتقولو كده فى مصر }....هزت رأسها مرتبكه بنعم دون أن تتكلم لاحظ عدنان توترها ونظراتها الزائغه تحاول أن تخفى عينيها عنه بإرتباك واضح .....أشار عدنان بأناقة لزينب أن تتقدمه لدخول قاعه الزفاف................ 
▪▪طرقات خفيفه على باب جناح العروس جعلت الفتيات من حولها تقفز فرحا....تنفست بعمق تشعر بدقات قلبها كطبول الحرب تقفز داخل صدرها وجنتيها القشديه تتوهج بالاحمرار القانى تمسكت بفستانها الأبيض المائل للون حبات السكر البراقه ترتجف لتقف مريم جانبها تضع بعض اللمسات الأخيرة ولجين تلتقط بعض الصور الفوتوغرافية...لتهرول نغم لباب الجناح تفتحه بضحكه مبهجه وهى تقول {اتفضل يا عر.....}شهقت نغم بصدمه تتراجع للخلف وهى ترمى بعينيها لاتصدق ماتراه لتهمس بتلعثم  {طاااااارق}....رمقها بطرف عينه بنظرات مبهمه غير معروفه يقبض على راحه يده بعصبيه ليتدخل جلال لفض حرب تلك النظرات يقول  {مالك يا نغم يابنتى مش عارفه جوزك ولا ايه يلا طارق ادخل لاختك يا ابنى }.....اتسعت عيناها بعدم تصديق وهى ترمق حبيبها قبل أن يكون زوجها يقف أمامها....مر طارق من جانب نغم المذهوله وجسدها أصبح كقطعه الثلج من هول المفاجأه ومن ماينتظرها بعد ذلك......تنحنح جلال قبل أن يخطو  إلى غرفه شمس...وقف مشدوهآ أمام جميلته كما يطلق عليها دائما ليناظرها بفرحه كبح شعوره القوى برغبه فى البكاء يقترب منها وهى تهتز برقه ليتحرك حولها فستانها المنفوش بعدة طبقات من التل المشغول بخيوط فضية لامعه احنى والدها رأسه يقبل قمه رأسها بعمق وهو يربت على وجنتها قائلا { حبيبة قلبى بقت عروسه زى القمر }...لفت ذراعيها حول خصره تغمغم بخجل {ربنا مايحرمنى منك ابدا يا بابا }مسح جلال دمعه كادت أن تفر من عينه يقول  {عندى لكى مفاجاه حلوه صدقينى هتسعدك جدا وهتفرحك }رفرفرت بأهدابها الطويلة تقول بفرحه {مفاجاه}
ليهتف جلال بحب{طارق اخوكى} وقبل أن يكمل دخل طارق بخطوات هادئه يتطلع بوجه شمس الملائكى بلهفه لم يتوقع الجميع ومن ضمنهم جلال ردة فعل شمس وعم الذهول على الجميع وهى تهرول تحمل فستانها ترتمى بحضن طارق بشوق طال لعدة أشهر تتعلق برقبته كطفله صغيره حصلت على هديه....حملها طارق بين ذراعيه يدور بها بضحكه عاليه وهى تدفن وجهها بحنايا رقبته تقول بخفوت {طارق حبيبى اخويا }...وكانها طمست آثار الماضى من عقلها ويتذكر قلبها فقط حنيته ولهفته عليها فشمس دائما كنت فتاة طارق المدلله التى يخاف عليها ويدللها بشغف وحب اخوى.....انسابت دموع طارق فوق وجهه يغمغم بأسف  {شمس سامحينى انا اسف يا اختى اسف }.....حضنت وجهه الوسيم بين كفيها تتطلع عليه بشوق  {مسامحاك يا طارق وعمرى مازعلت منك انت اخويا الغالى }اقترب منهم جلال يضمهم لصدره ويقبل كل منهم وهو يبتهل إلى الله بالحمد والشكر كان مشهد مؤثر على كل من بالغرفه لتمسح نغم دموع فرحتها بهدايه زوجها إلى طريق الصواب اما مريم فخرجت تركض لتبشر يوسف بهذا اللقاء الحميمى بين شمس وطارق ليطمئن قلبه من الخوف والقلق المسيطر على روحه وعقله.......
▪▪نهض سيف من مكانه يستقبل نهله التى دخلت قاعه الزفاف تبحث بعينيها عن لجين تباطئت خطواتها وهى تراه يقترب منها بإبتسامه انيقه يرسمها على شفتيه وهو  يرمقها بنظرات إعجاب تتدفق من مقلتيه الزرقاء وقف امامها يرحب بها  {أهلا يا نهله هانم شرفتينا}ابتسمت برقه تصافحه{الف مبروك يا دكتور}...لتسأله بخجل يظهر على ملامحها الناعمه  {لجين فين مش شايفاها }....مط شفتيه بإبتسامه مرحة  {مع العروسه فى جناحها ونازلين حالا }....هزت رأسها بنعم وهى تمنحه ابتسامه ناعمه تسحره بنعومتها جلست بجانبه على نفس الطاوله بعد أن ازاح المقعد بشياكه لها....تنحنحت نهله تقول بخفوت { مدام فريده فين عشان ابارك لها }....تجمد وجه سيف بملامح الأسى يردف بعبوس  {فريده هانم للأسف ماتعرفش أن النهارده فرح ابنها الكبير }...حملقت فيه نهله جاحظه مصعوقه مما قال...ليهز سيف رأسه بأسف{ الهانم بعيده كل البعد عن ولادها وماتعرفش حاجه عنهم نهائى}.....عضت على شفتها السفلى تحدق به تشعر بما يعانيه من قهر فى حديثه  {انا اسفه ياكتور }...هز كتفه بعدم اهتمام  {مفيش اسف يا نهله ديه الحقيقه ومش انتى اول حد يسأل عنها }....حدقت فيه بخجل فتاه صغيره تشعر بإرتباك...ليلاحظ سيف ارتباكها يعتذر  {انا اسف انى قولت نهله بدون ألقاب بس حقيقى يا نهله انا يمكن ماعرفكيش إلا من مده صغيره بس حاسس انى اعرفك من زمان وياريت كنت فعلا اعرفك من زمن كان اكيد فى حاجات كتير اتغيرت }حبست نهله انفاسها واطرقت ببصرها ارضا....ولكنه قال بسرعه قبل أن تقول شىء  {نهله انا محتاجلك جدا انا عارف ان راجل فى سنى ملوش الحق انه يقول الكلام ده بس صدقينى انا محتاج حد يكون جنبى يشاركني همى وتعبى ومفيش غيرك ممكن اقدر احكيله وارتاح معاه }.....تنهدت نهله ثم رفعت بصرها نحوه وابتسمت قائله  {انا جنبك يا دكتور فى أى وقت احنا أصدقاء والصديق لايمكن يتخلى عن صديقه وقت الشدة }.....تمتم سيف بهيام وقد رسمت كلماتها البسيطة الضحكة على وجهه العابس  {يبقى شيلى الألقاب ديه ونادينى سيف وبس طالما احنا أصدقاء }....هزت رأسها موافقه تهمس بإبتسامه دافئة تمنحه الثقه  { يبقى سيف بس من غير دكتور }.......
تابع فى الجزء الثاني من الفصل.....................
الفصل الخامس عشر  {الجزء الثاني }
▪▪وقف بجانب والده وأخيه ينظر لها بلهفه وهى تخطو الدرج تنزل بهدوء تتابط ذراع والدها ووجهها مخفي خلف طرحه من التل زاد من جاذبيتها وجمالها ليزاد شوقه لمن سرقت قلبه من أول نظره بينهم فإشتعلت لهفته عليها يقترب من بداية الدرج.....ليسلمها والدها اليه قائلا بسعاده {شمس امانه فى رقبتك ليوم الدين }
ليعانق حماه مبتسم  { شمس فى قلبى يا عمى }.....
لم يستطع السيطره على دقات قلبه السريعه لتتألق عينيه بالفرحه ليرفع طرحتها التل من على وجهها يكتم انفاسه انبهارا بجمالها الاخاذ ينظر إلى ملامحها الرقيقه وهى تتالق بزينه خفيفه تبرز جمالها الهادئ قبل جبهتها بحب يهمس امام شفتيها المطليه بملع شفاه وردى  {مبروك شمسى }....اغمضت عينيها خجلا ترتجف بشده ليضمها لصدره وسط تصفيق و زغاريط المدعوين.....التف الجميع حول طاوله مستديرة مزينة بالورد ليجلس المأذون وعن يمينه الحاج جلال والدها وعلى يساره دكتور سيف والد يوسف ليطلب المأذون الهويات الشخصيه للشهود.....ليشهد على عقد القران 
كريم ودكتور عزيز صديق جلال وبعد تلاوه الآيات القرآنية وإتمام مراسم القران  هتف المأذون فى مكبر الصوت بجهر  {بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير}....ليتعالى التصفيق والمباركات للعروسين وسط فرحه الجميع......قفز يوسف بفرحه يضمها متناسيا جميع من حوله وهو ينهال عليها تقبيلا وهو يحملها من خصرها بسعاده......ترقرقت الدموع بعينيها وهى ترى فرحه وسعاده الجميع من حولها....ركضت ملك بين أحضان يوسف ليحملها بين يده ويقبلها بنهم يقول بسعاده {فرحانه ملوكه عشان دادى }....هزت ملك رأسها تصفق بفرحه تقول {كده شموثه بقت مامى يوثف }....ترقرقت الدموع بعينه يداعب وجنتها الناعمه  {ايوه حبيبتى شموسه بقت مامى }.....ارتمت الصغيره بجسدها على شمس تنهال عليها بالقبلات وشمس تضمها لصدرها بحنان  { حبيبتى ملوكه انا مش هسيبك ابدا انتى حياتى }...
▪▪لفت نغم ذراعيها حول خصر طارق تضع رأسها على صدره باغواء  {انا فرحانه جدا عشان شمس حبيبى شايف قد ايه يوسف بيحبها وهى كمان سعيده جدا }..
ابتسم طارق بسعاده واضحه على ملامحه وزرقه عينيه تلمع بوميض خاطف { الحمد لله انى سمعتك والا مكنتش هحضر فرح اختى }....شهقت نغم تسأله  {ايوه صح انت عرفت ازاى }.....كتم ضحكته بصعوبه مصطنع الجدية  {نسيت جواز سفرى ورجعت اخده لقيتك اوقفه فى التراس بتتكلمى فى التليفون وسمعتك بتقولى اسفه يا شمس اخوكى لسه ماشى حالا وماكنتش اقدر اجى قبل ماطمن انه سافر }....هز رأسه بعدم اهتمام ليكمل  {بس يا مدام اتأكدت انك عارفه مكان شمس مشيت وراكى وعرفت كل حاجه }.....رفرفرت باهدابها تقول بخجل وهى تداعب شعر ذقنه باغراء  {اسفه حبيبى لو خبيت عنك بس كنت خايفه من }....عبست ملامحه يقول بضيق  {كنتى خايفه متى لا اعرف واسجن اختى أو ادخلها تانى مصحه }....هزت رأسها نافية تحاوط خصره  {ابدا ابدا والله حبيبى بس كنت خايفه هشام يعرف أنت قلبك طيب ومايعرفش الكره يا طارق بس للاسف هشام وشروق كانوا مسيطرين على تفكيرك }..سحبت نفسا عميقا ترمقه بطرف عينيها  {انت ناسى لما شهدت مع شمس هشام طلب منك تطلقنى }....لتكمل بصوت باكى والدموع تتجمع بمقلتيها  {كنت خايفه تعرف وتطلق.....}....وضع اصبعه فوق شفتيها يضمها لصدره بقوه  {اياك تنطقيها ابدا انتى حب عمرى يا نغم واخلاصك وحنيتك لاختى ولبابا عندى بالدنيا أنسى هشام وشروق وكل دول وتعالى نبارك لشمس ويوسف }.....شبت على أطراف اصابعها تقبل وجنته بشوق تهمس بجانب اذنه {بحبك يابن خالى }.........
▪▪التفت الجميع حول شمس على ساحة الرقص يرقصون ويصفقون بسعاده ليرقص مراد وعدنان برفقه لجين ومنى وبعض أصدقاء مراد ويوسف على اغنيه شعبيه ليكتفى يوسف مشاهده شمسه وهى ترقص وتغنى بسعاده وضحكتها تملأ قلبه بالسعاده لتكن مفاجاه مريم لاخيها وزوجته اغنيه لمطربه محبوبه اختارتها مريم على ذوقها لتشارك شمس الرقص على تلك الاغنيه التى كانت بمثابة رساله واضحه لكريم الغاضب منها يرمقها بعبوس....
{ودوني على بيت حبيبي نعيش مع بعض فيه....دا بقالنا مده طوبه طوبه م الحب بنبنيه....انا لابسه الطرحة ومش سايعانى الفرحه وانا وياه.....ارموا الورد علينا وباركولى بيه}......اتسعت عيناه بعدم تصديق ليضحك بخفه لها وهى ترقص وتغنى مع المطربة بانسجام وعينيها متالقه بحب.........
{هسمع كلامه وتحت أمره فى اللى يقولى عليه وباى شكل هريحه لو حتى يطلب ايه وان جبت منه بنت يارب تبقى شبهه وإن كان ولد هدعيله يتربى بايديه} 
                                     يارا  {بيت حبيبي }
لتبتسم له بخجل وهى تردد كلمات الاغنيه بسعاده...لتقترب مريم من يوسف الواقف مبتسم تجذبه بشده لينضم لشمس فى رقصتها وبعد إلحاح شديد انضم يوسف بخجل....يرقص معها على اغنيه هادئه ليضمها من خصرها اليه يركن ذقنه بجانب رأسها يهمس بشغف فى اذنها كلمات الاغنيه الرومانسيه للمطرب المفضل له........
{ولا أي كلمه حب اتقالت في يوم مابين اتنين تسوى حلاوه كلمه منك قلتهالي....عيد قلت ايه كده تاني وتالت....أنا قلبي كله حنين....ولا يطفي ناره حبيبي غير لو عيدتهالى....عارف بتعمل فيا ايه كلمه حبيبي زي اللي اول مره بيحس بأماااااان}....ليضمها لصدره أكثر وهو يلفحها بانفاسه المشتعله يهمس امام شفتيها المنفرجه وعينيها الناعسه بصفاء {خليك معايا خليك معايا يا حبيبي مهما كان.....خليك معايا يا حلم عمري اللي في خيالي من زمان}.....عمرو دياب(خليك معايا)
رفعت رأسها تنظر اليه بحب فيقابلها بنظرات شغوفه يقبل جبينها ويهمس برقه  {بحبك شمسى}....انضم طارق ونغم للرقص بجانبهم وصديق آخر ليوسف وزوجته أما مراد فحمل لجين من خصرها عنوه يرقص معها وهى تهتف بحنق  {مجنوووون نزلنى }.... ليغمز 
بشقاوه{لازم نتدرب كويس عشان فرحنا }لتستسلم لحضنه الدافئ تضع رأسها فوق صدره تتنفس عشقه 
▪▪امال عدنان إلى زينب الشاحبه ونظرات الحزن تملأ عينيها الواسعه  {تحبى ترقصى زيزو }...هزت رأسها ب لا تقول بجفاف {لا مش عايزه }وهى تحاول السيطرة على دموعها ولكن خانتها تلك الدموع اللعينة لتنهمر فوق وجنتها وقلبها يئن وجعا.....عبس عدنان بريبه يسالها بهتمام  {مالك يا زيزو انتى فيكى حاجه متغيرة انا مش عارفها انتى مش زيزو أبدا اللى اعرفها المرحه الجميله فى ايه شاغل بالك ومخليكى حزينه بشكل ده}...تركته فى حيرته وقلقه لتخرج لحديقة الاوتيل لتترك العنان لدموعها وقهرها على تركها حب صادق وكبير وانجرفها خلف مشاعر مزيفه دمرتها ودمرت برائتها......شعرت بيده تمسد كتفها بهدوء من الخلف يهمس بجانب اذنها بصوت حزين  {كل ده عشانه يا زينب هو ميستهلش انسانه زيك ابدا}....سحب نفسا عميق ليقل بشغف{زيزو انتى غالية جدا ولازم اللى يفوز بيكى يكون عارف قيمتك كويس والا مش هيحافظ عليكى ابدا }...التفتت تنظر اليه بعينين مغروقتين بدموع الحسرة والندم على ضياع هذا الحب من بين يديها تقل بتعلثم 
{انت ازاى كده ازاى بتحس بيا بالشكل ده وانا،،،انا تجاهلت كل مشاعرك دى وارتبطت بانسان....}
لتنهمر دموعها بغزارة على وجنتيها وكأنها اغلال من النيران تحرق قلبه وروحه وهو يراها متألمه امامه ...
لم يشعر سوى بذراعيه وصدره يضمونها اليها بحنان وحب اكثر.....يلامس شعرها بنعومه يغمغم بصوته الحنون وهو يمرر اصابعه فوق وجنتها الناعمه {بلاش تبكي يا زيزو دموعك غاليه عندى جدا }......
شعرت زيزو بالقهر من قلبها لانه تجاهل ذلك الحب ليتنشنج جسدها بين يده تبتعد عنه منتفضه....هتف بقلق يقف أمامها  {بالله عليكى زيزو مالك فيكى ايه متقلقنيش عليكى كده ارجوكى قلبى مش متحمل اشوفك منهاره وحزينه بشكل ده عشان واحد كلب ولا يسوى ليه بتعذبى نفسك وتعذبينى ليه يا زيزو }.....
 اقتربت منه تتشبث بثيابه وانهمرت دموعها ببكاء قائلة مرير تقل بشبه صرخات{دبحنى ياعدنان دمرنى انا مبقتش زيزو البريئة اللى انت بتحبها انا بيقت }.... 
ابتعدت عنه ببطئ ونظرت بألم اليه قائلة برعشه تهز جسدها {اغتصبنى عدنان اغتصبنى ضحك عليا واستغلينى اخدني لبيته بحجه وهناك دمرنى وقضى عليا وللاسف انا هدفع الثمن كله لوحدى يا عدنان وعارف زاد اكتر انا انا حامل حامل حامل يا عدنان عارف يعنى ايه حامل }.....واجهشت بالبكاء وهى تغطى وجهها بيديها تقع ركعة فوق العشب تئن بألم تتضرع بالدعاء بين شقاتها {يارب خدنى يارب }.....
جمرات تحرق قلبه وروحه جمرات تشعل قلبه بألم كالجحيم الألم ينهش بلحمه روحه تنسحب من جسده كالهلاك  نظر اليها لا يصدق ما تفوهت به وبلحظة يفك عقده ربطه عنقه وهو يشعر بالاختناق.....لينحنى أمامها  يمسك بيديها وابعدهم عن وجهها ونظر بعينيها بتساؤل وكأنه يتوسلها ان تنفى ما قالته لكن ذلك الانكسار الذى رأه بعينيها اكد له كل شئ....أكد له بأنها قتلته قبل أن تقتل روحها...بأنها حكمت عليه بالموت البطى بتريق حبها المسموم الذى يجرى بدمه وشراين قلبه.....رفعت رأسها مسكوره القلب والكرامة{انا مبقتش زيزو عدنان انا خلاص تلوثت بالعار بقيت مليش ثمن مينفعش أقف ورقص واغنى جنب بنات اشراف حفظو على نفسهم وشرفهم وعفتهم}....لتصمت قليلا ترفع عينيها بعيناه الجامده بدموع متحجره داخل مقلتيه{ للراجل اللى يستاهل الحب والإخلاص }....تصلب جسده يشيح بوجه بعيدا ليقاطعها بجمود قائلا{بلغى والدك انى جاى بكرة علشان اتقدملك زينب }....نظرت اليه وهى لا تدرك ما قاله للتو هل ما تسمعه صحيح لتتمتم بصوت ضعيف  {عدنان انت بتقول ايه }.....احاط وجهها بيديه قائلا بصلابه أكثر  -{متخافيش زينب بس لازم المشكله دى تتحل وبأسرع وقت ومش لازم حد يعرف باللى قولتيه دلوقتى حتى مراد سمعانى حتى مراد}..وقفت تبتعد عنه وهى تهز رأسها بنفور{ لا لا ياعدنان مش هقدر انت مالكش ذنب تتحمل غلطة غيرك انا غلطة ولازم أتحملها لوحدى }....قاطعها بحزم وهو يضمها الى صدره بقوة وبداخله يشعر بالتمزق وكان روحه قد ماتت وقلبه تجمد يقل بوجع {لا يازينب ذنبى ولازم اصلحه....لازم أصلح غلطتى انى انا سبتك ومعرفتش احارب عشانك واخدك بالقوة انا كمان السبب يازينب كنت جبان وضعيف معرفتش أحافظ على حبى وقلبى إللي هما انتى يا زينب انتى}.....فى تلك اللحظة خرج مراد الى الحديقه الفندق ليبحث عنهما ليجد زيزو بين ذراعى عدنان ليتركهما سويا وهو يظن انه واخيرا اعترف عدنان بحبه لها...........
▪▪قفز فارس بين أحضان والده يجلس فوق ساقه ليضمه هشام لصدره يقبله بحب { ابنى بقا شاب ووسيم }....ليغمز لرانيا الجالسه تنظر إلى تلك المشهد بحسرة وتتمنى فى نفسها لو كان فارس الآن  فى حضن أبيه الحقيقى{يظهر انى عجزت يا رونى }ليهتف مره اخرى يخرجها من شرودها  {رانيا سرحتى فى ايه حبييتى }....أحمرت رانيا وقالت بتوتر  { انا معاك اهو يا هشام فى ايه }...ابتسم بسخريه يهز راسه {ولا حاجه }...نظر فارس لهشام بتسال ثم قال بعبوس { بابا فين عمتو هى سفرت }....رد هشام ببساطه{حبييى عمتو مع عمو فهد فى بيتهم}....قوس فارس حاجبيه بغضب {انا مش بسال عن عمتو شروق انا بسال عن شمس }...انتفضت رانيا تصرخ على فارس بغل لينتفض الولد يتماسك بقميص والده  {ايه ده مش قولتلك أنسى شمس ديه عمتك بس اسمها شروق شروق فاهم }... تهجم وجه هشام ينظر لها بغضب يكز على أسنانه  {رانيا فى ايه براحه شويه هو مقلش حاجه غلط عشان كل النرفزه ديه }....ابتسم هشام يحضن وجه فارس بيديه  {حبيبى عمتك سفرت بعيد واحتمال كبير مترجعش دلوقتى }....تمتمت رانيا من بيت اسنانها بغيظ {يارب ماترجع ابدا}.....قبل هشام رأس ابنه يضمه لصدره بحنان  {يلا بابا روح نام عشان بكرا انا وانت هنقضى يوم مع بعض }.....أحاط فارس عنق هشام ينثر على وجهه القبلات  {انا بحبك جدا يا بابا }.....بعد أن غادر فارس وقف هشام يزفر بخشونه  {ايه يا رانيا ليه تصرخي فيه بشكل ده فارس صغير يا رانيا بلاش تملي رأسه بالحقد }....وضعت يدها بخصرها تلتفت اليه تقل بحنق  {يسلااااام انا إلى بملي رأسه بحقد وانت هه اسمع يا هشام كله من أبوك ده هو شغال قدام الولد شمس شمس تقدر تفهمنى هو فين طول النهار والليل ونغم هانم فوق يا هشام بيه فى حاجه بتتعمل من ورا ظهرنا}
زفر هشام بعنف ثم وقف قائلا  {فى ايه مش فاهم ايه سبب حقدك على شمس بشكل ده اوعى تحاولى تقنعينى عشان امى انا وانتى عرفين كويس أنكم مكونتوش متفقين وبالنسبه للفلوس والميراث انا باخد حقى منها انتى بقا ايه سبب الكره الغريب ده اكيد فى حاجه انا مش عارفها}....تلبكت رانيا تشيح بيدها  {حاجه ايه بقا أن شاء الله طيب ما اختها مش بتحبها ولا انا بس اللى دايما فى الصوره }....مط هشام شفتيه باعتراض  {والله ماعارف حاجه انتى بقيتى غريبه جدا وبعدين مالك كل شويه بابا ونغم انتى عامله عليهم مراقبه }....ابتسمت بسخريه  {ولا مراقبه  لا حاجة انا بسال عن خروجهم الكتير }...ضرب هشام كفيه ببعضهم  {بابا دايما عند دكتور عزيز انتى عارفه انه صاحب بابا وبيحب يروح يقضى معاه الوقت ونغم معروف يعنى لما طارق بيسافر بتروح عند عمتى تقعد معاهم ايه الغريب بقا }.....اشاحت بوجهها بعيدا تقل بعدم اهتمام  {لو هتقضى اليوم بكرا مع فارس انا بقا عندى كام مشوار لازم اخلصهم}....التفت اليها يقل بحده وملامحه مكفره  {ايه حكايه الخروج الكتير اليومين دول }.....جلست بجانبه تضع رأسها فوق صدره بدلال تمرر اصابعها على صدره باغواء وهى تقبل زوايه فمه  { انت بتغير عليا ولا ايه }....التقط شفتيها يسحقهم بقبله شغوفه يسند جبهته فوق جبهتها  {طبعا بغير عليكى وبحبك واللى يفكر يبصلك بس اسحقه }.....ابتلعت ريقها بتوتر تعض على شفتيها {طيب يلا نقوم ننام الوقت اتاخر }....رمقها بنظره مبهمه ليشرد قليلا ثم سالها بقلق  {لو مت هتتجوزى بعدى}....شهقت بذعر من سؤاله الغريب خوفا أن يكون يشعر أو يشك بشيء }....لتهتف بذعر تدعى الاهتمام والخوف  {ايه الكلام ده يا هشام ليه بتقول كده حبيبى بعد الشر عنك ربنا يخليكى لينا }....وضع رأسه بين يده يسحب نفس عميقا يقل بحزن يخيم على صوته  {مفيش شر الموت بيجى أى وقت وانا خايف عليكى انتى وفارس لو جرالى حاجه وظهرت شمس مش عارف ممكن تعمل ايه وبابا يعمل ايه انتى عارفه هو ممكن يبعنا كلنا عشانها ماعدا شخص واحد }ليبتسم بخفه  {فارس بابا بيحبه جدا وبيخاف عليه وده مطمنى بس محديش يعرف لو شمس ظهرت هيحصل ايه }فرك وجه بقوه يقول بصوت مثقل  {انا أخدت قرار انا هتكتب كل حاجه املاكها بإسمك انتى وفارس وكده هبقى مرتاح }...عضت شفتيها بقوه تمنع نفسها من الضحك و السعاده التى انتابتها تردف بمكر يشع من عينيها  {ايه الكلام ده يا هشام متقلقنيش انت بخير}.....شحب وجه ليفتك الصداع مره اخرى برأسه يلوى شفتيه بعبث  { متخافيش  يارانيا انا بخير يلا ننام عشان حاسس بارهاق وعايز انام }...........
▪▪خرجت مريم من القاعة تبحث عن كريم المختفى من وقت .وقفت بمنتصف بهو الاوتيل لتلمحه يجلس برفقه جلال فى زوايه الفندق منغمسان بالحديث وواضح انه حديث مهم بسبب تركيز كريم الشديد مع جلال حتى أنه لم ينتبه لوجودها وهى تقف أمامه.....
قال كريم بصرامه  {اطمن يا عمى الموضوع ده لو حصل هيغير القضيه ويكون الحكم فى صالح شمس اكيد،،،سبنى أتصرف عشان مش عايز حد يعرف نهائى حتى يوسف الموضوع ده لازم يكون سر بينا }.....ربت جلال على كتفه بحزم يبتسم  {ربنا يباركلك يابنى ويحفظك انت ونعمه الصديق بجد}....ابتسم كريم بهدوء  يقل {حضرتك متعرفش يوسف عندى ايه وشمس بقت اخت ليا والأهم بقا انى اكتشفت أن حضرتك صديق بابا يبقى مش عايزنى اهتم }....غمغم جلال بالدعاء ليلمح بطرف عينيه مريم الواقفه على بعد خطوات منهم.....تنهد جلال يقف  {تمام يا بنى شوف الموضوع وانا معاك واى حاجه توصلها قولى }....وقف كريم مقابله  {أن شاء الله يا عمى ربنا هيسهل وهوصله على طول }....اقترب جلال يعانق كريم ليهمس بجانب اذنه  {عروستك وقفه هناك .هاا براحه يابنى خد الأمور براحه هى ملهاش ذنب فى اللى حصل }.....ليلتفت كريم ببط يرمقها بعبوس ليهز رأسه متفهما كلمات جلال {أن شاء الله يا عمى ربنا يسهل }
جلست أمامه تهتف بغضب رقيق {ممكن أفهم مالك من ساعه ما بدا الفرح ومن قبلها مكلمتنيش ولا كلمة وكل ما تشوفنى بقرب تبعد عنى }....عقدت ذراعيها أمام صدرها تضيق عينيها المتالقه ببريق زمردى تقلب شفتيها كطفله  {ممكن أفهم مالك }....رفع حاجبه الأيمن بستنكار يلوى شفتيه  {يسلام مش عارفه مالى ولا بتستهبلى يا مريم }....فتحت فمها تشهق بحركة مثيره ارجفت قلبه وتصلب جسده بها ليتنحنح بخشونه  {اقفلى بقك ده ايه غلطت فى ايه }...زمجرته بدلال انثوى  {انا بستهبل يا حبيبى }....عقد حاجبيه بتسال  {حبيبك والله }....اقتربت منه تبتسم برقه ومقلتيها الزمرديه تتوهج ببريق خاطف تعدل ربطه عنقه وهى تهمس أمامه شفتيه باغراء  {اسفه حبيبى بس ديه ماما }....ابعدها عنه يتنفس بصعوبه يشعر بسخونه جسده وتصلبه من قربها الحميمى الذى افقده توزانه يقل بصعوبه  {تانى ماما تانى مش كفايه رفضتى حتى نقرأ الفاتحة وقولتي لا عشان ماما اسمعى يابت الناس انا مش بحب كده يا اه يا لا }....حولت امتصاص غضبه برقتها تهمس  {معلش يا كريم انت شايف اللى حصل كله وانا السبب فيه ماما بسببى سابت البيت و كم...}...صرخ فيها بغضب لتنتفض ترجع للخلف {وانا واللى امك قالته عليا والكلب الواطى ابن خالك كل ده وتقوليلى معلش اسمعى يا مريم قرارى وقوليلى وانا راضى بى أى قرار تاخديه }ليغادر مندفع من بهو الاوتيل وهى تركض  خلفه تهتف باسمه وقد بدأت دموعها تنساب على وجنتها بعد تأزم الموقف بهذا الشكل بينهم  {استنى يا  كريم أرجوك وبلاش تزعل خلينا نفكر بتفاهم}...زجرها بنظره غاضبه لم تتعودها منه {نتفاهم على ايه يا مريم على موقف مامتك منى ولا تهديدها المباشر ليا أنها ممكن تئذينى فى شغلى كله وانا شايفك سكته مفيش أى رد فعل منك }....قبض على كفها بشده يسالها  {لآخر مره يا مريم هسالك انتى عايزاني ولا لاء مامتك قدام الكل خيارتك ما بينى وما بينها }....مسحت دموعها ترتجف لتهمس متلبكه  {كريم انا عايزاك طبعا وبحبك بس ماما مريضة بالقلب وانا خايفه عليها تتعرض لاى ازمه بسببى عشان كده لازم افكر  اى خطوه مينفعش أعارض امي انا مش يوسف أو مراد انا بحب ماما وبخاف عليها  }....نفرت عروقه غضبا يصيح بصرخه امامها  { والدك موافق ومعانا ومراد اخوكى ويوسف طبعا من غير سؤال بس انتى اللي ضعيفه انتى اللى مش قادره تخرجى من سيطرت فريده هانم العزيزى انا اتهنت  بسببك واتهددت فى شغلى كله ده عشانك انتى وفى الاخر تقولى لازم افكر }.....شعرت بالحيرة فهى للان تقف فى موقف لا تحسد عليه تخاف على امها من ازمه صحيه تعرض حياتها للخطر وتخاف أن تفقد كريم للأبد....اغمضت عينيها تهمس {أرجوك يا كريم افهمنى وخليك مكانى انت شوفت اللى حصل قدامك ع الأقل بابا يرجع ماما البيت }....زم شفتيه لينطق بجديه وجمود  {عمرى ما هكون مكانك ابدا يامريم لأنك ضعيفه  وانا عمرى ماكنت ضعيف ابدا انتى اخترتى يبقى تتحملى نتيجه اختيارك وفى كل الأحوال مستنى قرارك وصدقينى مش هزعل منك او ألوم عليكى }....ليتركها ويدخل القاعة وتقف هى حائره بين قلبها وعقلها...........
▪▪أوشك الفرح على الانتهاء وحان وقت تبديل الخواتم ليقف امامها يفوقها طولا عينيه مثبته عليها وحولهم تصدح موسيقى رومانسيه هادئه جعلتها تشعر 
باحساس لا يوصف بين القلق والسعادة وتلك النظرات الحنونه التى تراها بأعين من حولها كل منهم يتمنى لها السعاده والفرحه لترى اعين اخرى اصبحت وطن لها اعين تنظر اليها بعشق كبير دافئ وحب واحتواء حلمت بهما منذ نعومه اظافرها شئ خيالى كالفارس الاسطورى وحصانه الابيض وكان احلامها تتحقق انه حقا كالفارس...فارس وسيم رائع التقطها على حصانه واحتضنها الى صدره واحتواها بكل حب و حنان وامان رسم لها طريق السعاده توجها ملكه على عرش قلبه اسكنها داخل عيناه واغلق عليها شعرت معه ماهو الحب الحقيقى وماهى السعاده.....لكنها تشعر بالخوف من ان تتبدد سعادتها بلحظة ما خائفه ان تصطدم بواقع مرير ومكائد تنتظرها خائفه من شيء ما لا تعرف ما هو والا كانت اقتلعته من قلبها حتى تعيش حياتها الجديده بدون خوف....نعم فمازالت قضيتها والحكم فيها يشكل عائق مرير بحياتها ولكن وجود يوسف بجانبها كالحصن المنيع تشعر معه بأمان العالم وأنها دوما ستكون بخير وقريبا ستنتهي تلك الغمه وتنزاح ولكن خوفها الأكبر من شيء مخفي لا تعلمه يقبض قلبها ويؤلم فؤادها...خائفه ان تختفى تلك الابتسامه التى تنير قلبها قبل شفتيها وتعذبه قبل أن تعذب نفسها تنهدت تنفض رأسها من تلك الأفكار وتعيش تلك اللحظة بكل سعادتها لحظه تتوجها أمام الجميع زوجه له....اما يوسف فسعادته تغمر قلبه وتتلألأ بعينيه وفى ابتسامته المتالقه على شفتيه ارتجف جسده برعشه لذيذه حين تقترب منه فى خفقات قلبه القويه رغم انه يرى نظراتها الخائفه وذلك القلق الذى يعصف بين مقلتيها كالنيران التى تحرق قلبها لكنه اقسم ان يحميها وان يمحى دموعها وان يرسم السعادة دوما بعينيها.....بعد نقل الخواتم صفق الجميع وتعالت صيحات الفرح بالمباركات ليقترب منها بشده وقد تخللت يديه على خصرها وجذبها الى صدره اكثر هامسا بعذوبه اذابت قلبها و روحها......
......بحبك..... لتعبر لها عن فرحتها هى الاخرى ولكن بطريقتها وهى تتعلق بعنقه ودفن رأسها بين حناياها تعب روحها من عبقه الأنيق....ليرفع وجهها يداعب وجنتها بنعومه وشفتيه توشم شفتيها بقبله سريعه تطور لهيبه المشتعل من قربها........
وقفت شمس ويوسف يستقبلون التهانى ويستعدو للمغادره لعش الزوجيه السعيد عانق جلال شمس يقبل جبهتها وسيف يعانق يوسف ويربت على ظهره وهو يقل بمرح  { ربنا معاك يا عريس  }...ليضحك يوسف  بسعاده { دعواتك يا دكتور }....لياتي طارق ويقبل شمس بحب يهتف ليوسف {مبروك يادكتور ربنا يسعدكم }.....شبت شمس على أطراف اصابعها تقبل طارق وهى سعيدة  {كانت احلى مفاجاه النهارده يا طارق ربنا ميحرمنى منك }.....ليفتح مراد باب السياره  {يلا بقا يا عريس عشان نوصلك }....ارتجفت شمس ويوسف يمسك يدها ويقول ببتسامه عريضه  {يلا حبيبتى }.....نظرت له بارتباك لتتسمر مكانها{ امال فين ملك }.....نظر يوسف حوله قائلا{لسه كانت فى أيدى حالا اكيد مع مريم }....هتفت شمس {لازم اشوفها قبل ما امشى }....لتاتى ملك متذمره مع كريم تهتف بحنق {يوثف انا العب }....انحنى يوسف أمامها يمسح فمها الصغير الملطخ بالشكولا وضمها لصدره يقبلها {مش قولتلك بلاش تجرى كتير بشكل ده شايفه وشك...اسمعى كلام دادى وانا هكلمك كل يوم اوك }...هزت رأسها تبتسم  {اوك امثى بقا يوثف عثان العب }....ضحك يوسف بخفه يضربها من الخلف....لتهتف شمس بشهقه قويه  {ملوكه مش قولتلى انك هتيجى معانا }....اندهش الجميع من شمس لتضحك نغم وهي تتكلم من بين اسنانها تهمس لها {تيجى معاكى فين ياشمس ازاى}....قال مراد بمزاح {تيجى معاكم ازاى بس ايه يا يوسف}....عبس يوسف ينظر لمراد ليكتم مراد وكريم ضحكاتهم وهنا يروا يوسف يشتعل من داخله....غمزت شمس لمريم بعينها تقل  {أصلها قالتلى أنها هتعيط عشان عايزاني وانا خايفه }...حرك يوسف رأسه بينهم ينظر بدهشه ثم مط شفتيه يقل  {حبيبتى بس ملك مش بتعيط ديه عايزه تلعب }...سالها يوسف بحنان {ملوكه انتى هتعيطى ولا انتى بنوته جميله}....نقلت الصغيره عينيها بينهم فى حيرة لتقل بعد تفكير طويل{لا هعيط عثان انا عايز ثموسه }....ضحكت شمس بستمتاع ترفع كتفها ليوسف....أما هو فقد جن جنونه وحاول أن يتماسك أمام الجميع ليمرر يده بشعره يترجى مريم بنظراته أن تنقذه من تلك المؤامره....اقتربت مريم من ملك تداعب وجنتها  {ملوكه مش قولتى هتيجى معايا عشان الصبح نروح الملاهي وندخل السينما }....رفعت ملك رأسها تنظر لشمس بحيره.....لتهز شمس رأسها بالا فتفهم عليها الصغيره وتتمسك بفستانها ترفع كتفها وتقل بحنق  {لاء انا عايز دادى وثموسه }...
بعد محاولات فاشلة دامت أكثر من نصف ساعه استسلم يوسف للأمر الواقع وكانت ملك هى أول من تخطو داخل البيت وهى تمسك شنطة ورقيه كبيره ممتلئة بالحلويات التى اهداها الجميع اغرائا بها ولكن بدون فائدة....ليغلق يوسف باب الشقه يشتعل بحرقة وشمس وملك يتناولوا الشكولا بتلذذ أمامه..........
إلى اللقاء مع الفصل السادس عشر......

 •تابع الفصل التالي "رواية شمس لا تغيب" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent