رواية زواج في الظل الفصل السادس عشر 16 - بقلم ياسمين عطيه
زواج في الظل البارت ال ١٦
كل حاجة حصلت بسرعة… لحظة ضعف… لحظة مشاعر متلخبطة… لحظة قرار غلط.
وبعدها، الصمت رجع تاني، بس كان صمت تقيل… تقيل قوي.
أركان قعد يبص للسقف، ملامحه متجمدة، إحساس الندم بدأ يتسلل جواه… هو إيه اللي عمله؟
إزاي سمح لنفسه يضعف بالشكل ده؟
إزاي فقد السيطرة… وهو اللي طول عمره محسوب في كل خطوة؟
ليلى كانت جنبه، قلبها بيدق بسرعة، بس هي مش ندمانة… هي بالنسبة لها دي كانت أقرب لحظة ليه، أقرب بكتير من أي حاجة تانية.
لكن هو… هو كان في عالم تاني دلوقتي.
لحظة سكوت طويلة، وبعدها… أركان قام من مكانه بسرعة، ووقف بعيد عنها، كأنه بيهرب من اللي حصل، من نفسه.
ليلى بصوت واطي: "إنت ندمان، صح؟"
أركان لف لها، عنيه كان فيها ألف حاجة، بس أكتر حاجة واضحة… الندم.
مردش، وده كان أسوأ من أي إجابة.
الصمت كان تقيل، تقيل لدرجة إنه كان بيخنق.
أركان واقف بعيد، ضهره ليها، إيده متشابكة وعضلاته مشدودة كأنه بيحاول يسيطر على أي حاجة جواه. قلبه بيدق بسرعة، بس مش بسبب اللي حصل… لا، بسبب الندم اللي بدأ ياكل فيه لحظة بعد لحظة.
ليلى قاعدة على السرير، متغطية بالملاءة، عنيها متركزة عليه، مستنية أي كلمة، أي رد فعل منه. بس هو كان صامت… الصمت اللي بيقول ألف حاجة.
وأخيرا، بصت للأرض وقالت بصوت واطي، صوت فيه رجفة خفيفة:
"أنت مش عايز تبص لي حتى؟"
أركان قفل عينه بقوة، كأنه بيحاول يهرب من أي مواجهة. بس الهروب عمره ما كان طريقه… هو دايما بيدخل في المواجهة مهما كانت صعبة. خد نفس عميق، وبعدين لف وبص لها، بس نظرته كانت باردة، متحجرة.
"أنا… غلطت."
كلمة واحدة… بس كانت كأنها طعنة في قلبها.
ليلى حست بحرقان في صدرها، ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت بصوت مكسور:
"غلطت؟"
أركان شد على إيده، كأنه بيحاول يمنع نفسه من أي رد فعل تاني. قرب منها خطوة، بس وقف، كأنه مش عايز يقرب أكتر.
"إحنا… كان لازم نبعد عن دا. مكنش لازم يحصل اللي حصل."
دموعها كانت على حافة عنيها، بس ابتسمت، ابتسامة مش مفهومة، فيها وجع، فيها حزن، بس فيها إدراك لحقيقة مريرة.
"بس حصل."
أركان مسح وشه بإيده، مش عارف يقول إيه. هو مش ندمان لأنه كان قريب منها… ندمان لأنه حس بحاجات هو مش عايز يعترف بيها. مشاعر مربكة، مشاعر مخيفة.
"أنا…" وقف للحظة، وبعدها كمل بصوت منخفض، صوت مشحون بالتوتر:
"أنا لازم خارج دلوقتي."
كأن الكلمة دي كانت الحكم النهائي. ليلى بصت له، وحست إن قلبها بيتكسر حتة حتة، بس هزت راسها بخفة، كأنها بتوافق، كأنها بتستوعب إنه مش هيكون ليها… مش دلوقتي، ويمكن أبدا.
"اخرج."
وأركان فعلا مشي، بس وهو بيخرج من الأوضة، حس إنه سايب جزء منه ورا… جزء مش عارف هيرجع ياخده ولا لأ.
ــــــــــ$ــــــــــ
في الصالون الكبير، الكل كان متجمع، الأجواء مشحونة ومتخمة بالتوتر، كأن في حاجة هتنفجر في أي لحظة. نوال كانت قاعدة وبتعوج بقها، نظرتها مليانة استهزاء وهي بتتكلم:
نوال (ببرود وسخرية): "إيه البنت الخدامة الجديدة دي؟ مرة عربية تخبطها، ومرة تتخطف… مش ناقص غير تموت وتقوم تاني!"
صباح (بضحكة استهزاء): "كل قوم وجوزها اللي بيسيب الدنيا وبيجري ينقذها قوم تاني!"
صفية (بحزن وهي بتبص لعادل): "لأن بيحبها بجد."
رغدة (بنظرة وجع وهي بتبص لسليم): "فعلاً… دي حاجات محدش فيكم هيفهمها."
في اللحظة دي، صوت تليفون الحاج صلاح رن، كسر لحظة السخرية، الكل بص له وهو بيرد، لكن ملامحه اتبدلت بمجرد ما سمع الصوت من الجهة التانية.
جلال الطحاوي (بضحكة ساخرة): "يبقى عندك الوحش ده ومخبيه عندك؟!"
الحاج صلاح (باندهاش): "تقصد إيه؟!"
جلال الطحاوي (بضحكة خبث): "يعني انت متعرفش إن الراجل بتاعك، البواب الغلبان، وقف قدام خمسين واحد من رجّالتي لوحده؟! غير الإصابات اللي وزّعها عليهم، واحد ورا التاني!"
الحاج صلاح (مصدوماً): "سعيد؟! دا بواب ولسه جديد في الشغلانة أصلاً!"
جلال الطحاوي (بهدوء مخيف): "الواد دا لقطة… مادة خام للرجولة والقوة. قلبه ميت، وبيعرف يسد في أي موقف. أنا هسامحه… مش عشانك، عشان هو كان راجل بجد، وأثبت كده لما خد مراته من غير ما يتأذى ولا شعرة من مراته."
صلاح كان مستمع، لكنه في حالة ذهول، عقلُه بيحاول يستوعب اللي بيتقال، وجلال كمل بنفس النبرة المستفزة:
جلال الطحاوي: "رجّالتي متدربين على مستوى عالي، وانت عارف دا كويس… بس الواد اللي عندك أثبت لي إنهم ولا حاجة. واحد بس وقف قدامهم، وطلع أشجع منهم كلهم!"
الحاج صلاح (بتوجس): "وإنت ليه عملت كده أصلاً؟ أنت مفيش حد يقدر يوصل لك بسهولة… مين طلب منك تخطف مراته؟!"
جلال الطحاوي (بضحكة خبيثة): "حد من بيتك بس انت عارف قوانين شغلنتنا ما ينفعش اقول لك هو مين حتى لو كان من بيتك سمعتي في الشغلانه هتبوظ بس انا متاكد ان انت هتعرف من غير انا ما اقول لك ."
في اللحظة دي، صلاح جمد في مكانه، عينه ثبتت قدامه، كأن الزمن وقف للحظة. عض على أسنانه بقوة وهو بيحاول يمسك أعصابه. الكل شاف تعابيره المتغيرة، وشافوا الصدمة اللي مرت في عيونه.
فؤاد (بقلق): "مالك يا بابا؟ في إيه؟!"
صلاح قفل التليفون ببطء، وبعد لحظات، رفع عينه ليهم، نظرته كانت مميتة، وصوته طلع تقيل ومحمل برعب خفي:
الحاج صلاح: "في حد منكم… أمر بخطف هنيه."
الجو في الصالون اتبدل تمامًا. السكون كان خانق، نظرات الشك والخوف اتبادلت بين الكل كان مستغرب.
نوال: "إيه اللي بتقوله دا، يا حاج؟ مين فينا هيعمل كده؟!"
صباح: وهيستفاد ايه اصلا دي حته خدامه
صلاح (بنبرة غامضة، لكن غضبه كان بيظهر في عيونه): "أنا لسه بسأل نفسي نفس السؤال…"
الحاج صلاح (وهو بيبص لهم بنظرة غموض، صوته هادي لكن فيه تهديد واضح): "بس هعرفه."
الجو بقى تقيل، كأن الصالون كله اتقفل على أنفاسهم. الكل كان حاسس إن اللي جاي مش هيعدي بسهولة، وإن الحاج صلاح مش هيسيب الموضوع إلا لما يوصل للحقيقة.
فؤاد (وهو بيحاول يسيطر على قلقه): "يا بابا، ممكن بس تهدى وتفهمنا القصة؟"
صلاح (بهدوء مخيف): "أنا ههدى… بس بعد ما أعرف مين اللي عمل كده وليه."
كل واحد فيهم حاسس إن الشك بيتسلل ليه، والعيون بدأت تتلف في المكان، كأن كل واحد بيحاول يقيم التاني… مين فيهم اللي ممكن يعمل كده ؟!
أسماء كانت مصدومة، عقلها مش قادر يستوعب إن حد منهم ممكن يكون وراء اللي حصل لـليلى… وليه؟!
عنيها راحت تلقائيًا ناحية مروان، الشك كان بيغلي جواها… مافيش غيره!
وهنا، الصدمة والكره اعتلوا ملامحها، كانت هتصرخ وتواجهه، تقول قدام الكل إنه هو اللي عملها، بس قالت لنفسها" لحظة… ما تتسرعيش! لازم الأول تتأكدي، تلاقي دليل، وإلا هتبقى بتتهمه وخلاص".
افتكرت كلام مامتها، لما حذرتها قبل كده:
"ما تتدخليش في أي حاجة تحصل في البيت عندك، خليكِ في حالك."
بس إزاي؟! إزاي ما تتدخلش؟!
دي ليلى… صاحبتها الوحيدة هنا، الإنسانة الوحيدة اللي حبتها في البيت ده، واللي مصبّراها على العيشة فيه.
شدت نفس عميق، وحسمت أمرها:
"أنا هعرف الحقيقة… وهكشفه!"
ــــــــــــ&ـــــــــــــ
أركان كان واقف في الجنينه، عنيه في الفراغ، بس دماغه كانت مليانه، مش قادر يخرج من اللي حصل.
عبد الحق قرب منه، وحط إيده على كتفه:
"يا عم، ما خلاص رجعت… هو انت لسه خايف عليها؟"
أركان شد نفس عميق، وحاول يداري المشاعر المتلخبطة جواه:
"اليوم كان صعب شوية."
عبد الحق ضحك بخفة، وقال:
"لازم كان صعب… وخصوصًا بعد ما وقفت قدام خمسين واحد لوحدك!"
ثم كمل بجديه:
"الحاج صلاح عايزك… روح له."
أركان بص له باستغراب وهو ماشي معاه ناحية الفيلا، عقله بيقلب الاحتمالات:
"ده عايزني ليه؟ ده هو كمان مش ناقصه!"
الحاج صلاح بص ل اركان وقال .........
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين اجمعين
تفتكروا ايه رده فعل الحاج صلاح على اللي عمله اركان
استنوا البارت ال١٧ وقولوا رأيكم يهمني وهيفرحني ويشجعني أكمل ♥️
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية زواج في الظل ) اسم الرواية