رواية شمس لا تغيب الفصل السادس عشر 16 - بقلم سارة سعد
شمس_لا_تغيب الفصل {السادس عشر}الجزء الأول بقلم سارة سعد
▪▪هرولت صباح الخادمه المسكينه التى تخطت سن الأربعين بعامين نحو باب الفيلا الداخلى لتفتحه تحت صرخات ونظرات فريده المتذمره دائما وهى تهتف بحنق { انا مش فاهمه خدامين ايه دول بسرعه شوفى مين الغبى اللى بيرن الجرس بالشكل ده }....هتفت الخادمه التى تعانى الأمرين من تحكمات فريده وغضبها بخفوت{انا عارفه هتمشى امتى }تفتح باب الفيلا لرجل يحمل حقيبة جلدية سوداء اللون لتساله {مين حضرتك}نظر لها الرجل بجديه يقول{ مش هنا بيت مدام ناريمان العزيزى }...هزت صباح رأسها بقلق {ايوه هو بيت ناريمان هانم }..أخرج الرجل ورقه كبيره عليها بعض الأختام الزرقاء يقول بجديه {انا محضر من محكمه الاسره وعايز الست ناريمان توقع ع الورقه ديه}....ضربت الخادمه صباح على صدرها وهى تشهق ياساتر يارب ع الصبح محضر خير يابيه }....هتفت فريده من خلفها بحنق {انتى فى ايه،،،لتنظر للرجل بعلو وكبرياء،،،ومين ده}أجابت الخادمه بضيق{الأستاذ يا هانم بيقول أنه محضر من المحكمه وعايز ناريمان هانم }....ظهرت معالم غضب عاصف على ملامح فريده{طيب مستنيه ايه اروح انادى انا على ناريمان بسرعه روحى ناديها }لتنظر للرجل مره اخرى بعدم اهتمام وتبتعد بكل جبروت دون أن تهتم خرجت
ناريمان من غرفتها والتى تعتكف فيها حزينه وحيده لا تهتم بشؤون أحد تقترب من الرجل وهى تعتلى ملامحها علامات القلق والخوف تقول {انا ناريمان العزيزى }....مد الرجل يده لها بتلك الورقه يقول {ممكن توقعى على الورقه يا مدام }...سألته ناريمان بحذر و وجهها يشحب من القلق{ورقه ايه}....أجاب الرجل بسرعه{ دعوى طلاق رفعها الدكتور أكرم عبدالرزاق فهمى }...........
▪▪داعبت اشعه الشمس القويه جفونه وهو ينام فوق الاريكه المخملية الناعمه بغرفة{الليفنج}....ليرفع ذراعه يغطى عينيه من اشعه الشمس التى تخترق الغرفه باشعتها الذهبيه....جلس فوق الاريكه يفرك عينيه وهو ينظر حوله ليجد شاشة التلفاز مضيئه على نفس القناه الفضائية التى كان يشاهد عليها بالأمس فيلم اجنبى وجاكيت منامته الحريريه ملقى بجوراه....استمر للحظات يستوعب ما حدث بالأمس أو بمعنى أوضح يستوعب ما حدث فى ليله زفافه والتى بدل أن يقضيها فى غرفته على فراشه الدافئ بجواره حبيبته وزوجته قضاها هنا على تلك الاريكه الناعمه ينام وحيد مقهور،،،،، بعد دخول يوسف وشمس برفقه ملك إلى شقتهم اغلق باب الشقه ووقف يتطلع إلى تلك الطفلة الكبيره التى تزوجها من ساعات وهى تتناول الشوكلاته مع ملك بنهم وهم يضحكون....زفر يوسف أنفاسه يقول بهدوء حاول اصطناعه{يلا ملوكه حبيبتى عشان تنامى فى اوضتك}....وهو يرمق شمس بطرف عينيه وبطفوليه محببه إلى قلبه قالت ملك وهى تقفز عليه حتى يحملها{لا يوثف انا جعان }.....ضرب جانب ساقيه متبرم وشمس تحاول كبح ابتسامتها {طيب غيرى فستانك لحد بابا و مايحضرلك الأكل }....ركضت ملك إلى شمس الجالسه بفستانها المنفوش على الاريكه بعد أن خلعت حذائها ذات الكعب العالى وتحاول فك طرحتها ولكن صوت يوسف اجفلها عما تفعله وهو يهتف بسرعه {لا اااا انا هعمل كل حاجه بس غيرى لملك الفستان الاول}التهبت وجنتيها بالاحمرار تهز رأسها مطيعه....بسرعه رهيبة أعد يوسف شطيره من الجبن والمربي التى تفضلهم ملك مع كوب حليب دافئ بعد أن خلع جاكيت بدلته وفك تلك الربطه حول عنقه وظل واقف بقميصه الأبيض مفتوح حتى المنتصف يرفع اكمامه لمنتصف ساعديه.......
فى الغرفه وقفت ملك تلعب بخصلات شمس المتدليه حول وجهها بنعومه بعد أن ارتدت منامتها الوردية القصيره تستمع إلى شمس بتركيز {بعد ما تتعشى يا ملوكه تيجى على طول تنامى فى حضنى اوك اوعى تتاخرى}...هزت ملك كتفيها ببراءه تسالها {ثموسه انتى خافى تنامى وحدك}....قلبت شمس شفتها كالاطفال تهز رأسها {ايوه ملوكه بخاف يلا روحى اتعشى وانا هستناكى هنا }....خرجت ملك من غرفه شمس الخائفه ولكن ليس من النوم بمفردها بل من تلك الليله التى تشعر أن يوسف لن يمررها مرور الكرام.......
وقفت أمام مرآة الزينه تتطلع على نفسها بدلال عفوى ولم تشعر بهذا الواقف خلفها يتطلع عليها بشوق وعيونه تلتهم كل جزء بها بحب.....اقترب منها بهدوء يهمس بجانب اذنها {زى القمر حبيبتى }....شهقت تلتفت اليه بتوتر ليصدم جسدها الرقيق بصدره الصلب تهمس {يووووو سف} بتقطع ...داعب وجنتها الناعمه بطرف انامله يهمس أمامه شفتيها {عيون يوسف وقلبه }....اخفضت رأسها بخجل تهرب من عينيه المشتعله بالإثارة انحنى يرفع رأسها ليهبط بشفتيه يطبع فوق شفتيها قبله رقيقه ويده تتحرك بهدوء تنزع طرحتها ليفلت شعرها بإنسياب خلف ظهرها....حاولت التملص من بين ذراعيه وهى ترتجف ولكن ذراعيه القويان التفت حول خصرها تكبلها برقه همس لها بصوته الاجش { هساعدك }هزت رأسها ترفض {لا شكرا انا هعرف روح انت شوف ملك }...ابتسم بطرف شفتيه بجاذبيه قاتله {شكرا انا جوزك يا شمسى انتى نسيتى انا عارف انك مكسوفه منى بس اطمنى هغمض عنيا }.....جمع شعرها العسلى بنعومه الحرير على جانب واحد ويده تتسلل بخفه خلف ظهرها يفك تلك الشرائط المنعكسه ببطء يمرر شفتيه فوق عنقها المرمرى الناعم ضحك بخفه {كل ديه شرايط ده انا عايز يوم افكها فيه }ابتسمت برقه على كلامه لتنتفض فجاه تشعر بيده تلمس منتصف ظهرها...ابتعدت عنه تتنفس بصعوبه وهى تتمسك بفستانها الذى على وشك السقوط{خلاص انا هكمل روح شوف ملك يا يوسف البنت بره لوحدها }....ضم شفتيه باعتراض { طيب هروح بس خليكى زى مانتى متعمليش حاجه}...غمز بطرف عينيه البنيه بلون القهوه { انا الليلة دى اللى هعمل كل حاجه }وقبل أن يخرج من الغرفه كانت ملك هى من تقتحم الغرفه بضحكتها البريئه{ يوثف ملوكه اكل كله }....عضت شمس على شفتيها تهرول إلى غرفه الملابس الملحقه بغرفه نومهم تختفى من أمام ملك حتى لا تراها وهى عاريه الظهر وفستانها على وشك السقوط.....وقبل أن ينحنى يوسف يحمل ملك كانت تسبقه تقفز فوق الفراش { انام بقا يوثف } تمالك غضبه يقول بهدوء {يلا ملك عشان تنامى فى اوضتك }....هزت الصغيره رأسها ترفض {لا ملوكه تنام هنا عسان ثموسه خاف}...وقبل أن يهتف يوسف على ملك غاضبا كانت شمس تخرج من غرفه الملابس بمنامتها المحتشمه الحريريه بلون السماء وقد بدلت فستانها بلمح البصر تقول بإبتسامه خجولة {خلاص يا يوسف خليها تنام جنبى الليلة }....كتف ذراعيه على صدره تشع من حوله طاقه من الغضب تعكسها نظرات عيناه بوضوح وهو يتامل شمس التى جلست على طرف السرير تضم ملك المرتجفه من نظرات يوسف لصدرها تغمغم برجاء {معلش يا يوسف الليله ديه بس }....خرج صوته يضج بغضب مكتوم يحاول السيطرة عليه بعد أن أيقن أن تلك التصرفات التى تفتعلها ملك سببها شمس{طيب تصبحى على خير}....خرج من الغرفه بعد أن سحب منامته بشده يغلق باب الغرفه بقوه.....لتضم شمس ملك لصدرها تقبل رأسها بحنان تهمس لنفسها {انا اسفه يوسف بس اعمل ايه خايفه }تنفس بعمق يمرر اصابعه بخصلات شعره يتذكر كيف قضى تلك الليله المميزه أمام التلفاز يقلب محطاته بغضب حتى استقر على فيلم اجنبى رومانسى وبعد فتره من الوقت غلبه النوم فوق الاريكه الناعمه يحضن وسادتها بدلا من زوجته الحبيبه......
▪▪دق هاتف جلال يظهر على شاشته اسم كريم ليفتح الهاتف سريعا يقول بلهفه { أهلا يا كريم يا ابنى خير }....ابتسم كريم يقول برزانه {اطمن يا عمى كل حاجه تمام الراجل فى أيدى وكلها عشر دقايق وهيكون قدامى الحمد لله بفضل ربنا وبفضلك قدرت اوصله بسرعه }....تنهد جلال براحه {الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد والشكر كنت خايف جدا يا كريم } هتف
كريم يطمئنه{ ماتقلقش نهائى يا عمى كل حاجه هتبقى تمام المهم حضرتك تقدر تتفضل عندى علشان تتابع الكلام }...خرج صوت جلال يضج بتوتر {انا عندى مشوار مهم دلوقتى لو خلصته بدرى هعدى عليك ولو ماقدرتش البركه فيك يا ابنى}....صدح كريم بثقة{تمام يا عمى ماتقلقش من أى حاجه انا هعرف ازاى أتعامل معاه وكل كلمه هسجلها علشان حضرتك تسمع كل الكلام }...تنهد جلال يبتهل بالدعاء لكريم بالسعاده وراحة البال ليقول كريم بخفوت{ااااااامين}..........
▪▪بعد فتره من الوقت طرق باب مكتب كريم بمبنى النيابه العامه يدخل أحد الظباط المقربين من كريم يلقى بتحيته العسكريه{ صباح الخير كريم باشا }....وقف كريم يصافحه بود {صباح الفل يا عصام ايه الراجل معاك }....ابتسم الظابط عصام بشرف{طبعا بره يا باشا هو انت تقدر تقول حاجه واحنا ماننفذهاش ده انت النيابه كلها}.....ربت كريم على كتفه بموده {الله يخليك يا عصام طول عمرك شهم وجدع وزى ما قولتلك ده موضوع شخصى وماكنتش عايز شوشره كتير عشان كده اخترتك تقوم بالمهمه ديه انت عشان عارفك كويس }.....هز عصام رأسه يشكر كريم وبعدها فتح باب المكتب يقول {اتفضل ادخل يا عم منصور كريم بيه عايزك فى كلمتين }...بخطوات مرتبكه متبعثره دخل مكتب كريم رجل متوسط الطول نحيف الجسد يظهر من ملامحه انه تخطى سن الستين يرتدى جلباب بلدى اسود اللون وطاقيه بيضاء من القماش تغطى شعره والقليل من جبهته وعلى عينيه نظارة طبيه بزجاج سميك تظهر ضعف نظره الحاد....وقف الرجل المسن أمام كريم الجالس على مقعده الجلدى الكبير بكل فخامة وشموخ لا تليق إلا به هو فقط يرتجف من الخوف والقلق ابتسم كريم يؤشر على المقعد أمامه {اتفضل يا عم منصور اتفضل أقعد }تلعثم الرجل يقول {انا عملت حاجه يا بيه ليه انا هنا انا والله ماعملت أي حاجه } هز كريم رأسه بهدوء {اتفضل الأول يا عم منصور مايصحش تفضل واقف كده قدامى أقعد وارتاح } جلس الرجل المسن يرتجف واسنانه تصطك ببعضهم البعض من قوه الارتجاف {يزيد فضلك يا بيه }....نقر باصابعه الأنيقة فوق سطح مكتبه يسأل الرجل بتواضع {تحب تشرب ايه }....هز الرجل رأسه {لا يابيه كتر الف خيرك انا بس عايز اعرف انا هنا بعمل ايه }....رفع كريم سماعه تليفونه الداخلى يقول {لو سمحت ابعتلى فى مكتبى كأس ليمون وقهوه مضبوط }....وبعد أن أغلق الخط نظر بتمعن إلى الرجل المسن الذى يجلس أمامه بخوف وعلى ملامح وجهه ترتسم ملامح الخوف الممزوج بندم رفع حاجبه العريض ثم اخد نفس عميق يقول بتعقل {اسمع يا عم منصور انت هنا عشان ادردش معاك فى موضوع مهم مفيش أى اتهامات مفيش أى حاجه تدينك بس مجرد سؤال وجواب بس لو مااتعاونتش معايا واتكلمت بصراحه هضطر الجأ لحاجة تانيه }...رفع الرجل يده يهتف بخوف { اقول ايه يا بيه انا تحت أمرك و وحياه عيالى ما هخبى عليك حاجه ابدا بس اعرف ايه الموضوع }......رجع كريم بظهره للخلف وقبل أن يتكلم دخل عامل البوفيه بكوب مثلج من الليمون وقهوه كريم المضبوط....{اتفضل اشرب يا عم منصور واهدا كده عشان نعرف نتكلم ونوصل لحل مع بعض}...ارتشف الرجل القليل من العصير ثم وضع الكوب إمامة يمسح عرقه بمنديل ابيض من القماش{اتفضل يا بيه انا تحت أمرك }ببساطه وبكل هدوء قال كريم بصوته الواثق { شوفت ايه ليله قتل دريه الحسينى }...ارتبك منصور يقول بخفوت{انا معرفش حاجه يابيه ولا شوفت حاجه}....قوس كريم حاجبيه بحنق يساله بنفس الهدوء{طيب ليه اختفيت مره واحده بعد الحادثة مش المفروض كنت تستنى ع الأقل الحاج جلال قبل ماتمشى ولا فى حد تانى أمرك تمشى مثلا أصل اختفائك المفاجئ ده وراه حاجه ياما تكون مشيت بأمر من حد أو...مثلا تكون أنت متورط فى الجريمه }
هز الرجل رأسه يدافع عن نفسه بهستيريا {لا يابيه انا اعمل كده مع الناس اللى خيرهم عليا وعلى ولادى الحاج جلال والست دريه اعمل معروف يابيه انا راجل غلبان وعلى قد حالى ابوس ايدك }....حك كريم ذقنه بمكر يردف{بصراحه الحاج جلال الحسينى عايز يفتح ملف القضيه تانى وقالى اتفاهم معاك بالحسنى قبل ما يطلبك فى التحقيق}....ضرب الراجل على قدمه يندب بقهر {يادى المصيبة اللى حلت على رأسك يا منصور هتشيل الطين يا منصور}...لينظر لكريم بخوف ثم قال بقلة حيله {هددونى يابيه بعيالى ياما امشى ياما....}....
نطق كريم بجمود{ياما ايه ياعم منصور أتكلم وقول اللى عندك وانا هحميك من اللى هددك ده بس تقولى على كل حاجه وتشهد فى المحكمه بالكلام ده}....انتفض الراجل واقفا يقول بهذيان {ااااشهد لا يابيه ابوس ايدك انا مش مهم اروح فيها بس بناتى لا أخاف عليهم}....بدأ كريم ينفذ صبره ليضرب على طاوله مكتبه بعنف {يبقا خلاص شيل انت بقا القضيه لوحدك عشان كل الخدم هيشهد انك اختفيت تانى يوم الحادثه الصبح من غير ماتتكلم ولا تنطق انا للأسف
هضطر احبسك بتهمه قتل {دريه الحسنى}....صرخ الرجل بقوه يقترب من كريم محاولا تقبيل يده {ابوس ايدك يا سعاده البيه انا هقول واحكى على كل حاجه قدام حضرتك وفى المحكمة بس اوعدنى انك هتحمينى انا وولادى }....هز كريم رأسه بالموافقه {ماتقلقش ياعم منصور محدش هيقدر يتعرضلك ابدا }....أخذ منصور نفسا عميقآ ثم بدأ يسرد لكريم كل شيء عن تلك الليله المشؤمه {الليله ديه يا سعاده البيه كان الحاج جلال مسافر والكل نايم فى اوضته معادا الست شمس كانت سهرانه بتذاكر عشان امتحاناتها اتعودت قبل أذان الفجر أقوم اتوضى واصلى فى الجامع اللى جنب الفيلا اللى فى بناء الحاج جلال....وانا خارج رايح ناحيه الباب سمعت حد زى مايكون بيزوم وصوت دربكه فى الدور التانى كانت الدنيا ظلمه اوى يابيه وحضرتك زى مانت شايف انا نظرى على قده قربت شويه من السلالم اشوف فى ايه الصوت كان زاد اوى لمحت الست دريه حد ماسكها وهى زى ماتكون بتحاول تفرفس من أيد حد ناديت بالراحه وقولت ياست هانم...}أسند كريم ذقنه ينصت لمنصور بإهتمام قائلا {وبعدين يا عم منصور كمل}....مسح الرجل عرقه يكمل{وفجأه يابيه الست دريه لقيتها بتتحدف من فوق وهى بتصرخ جامد }تلعثم الرجل قليلا يقول بتوتر {ولما قربت منها كانت سايحه فى دمها علشان رأسها اتخبطت فى حديد الدفايه قربت منها اهزها وانا بصرخ لقيتها بتقول بصوت واطى،،،قتلونى،،،،بقيت اصرخ وأقول الحقونى }....سأله كريم بترقب {كل اللى حصل ده محدش سمع أو خرج يشوف فى ايه }....زفر الرجل انفاسه بشده يكمل {لا يابيه الست شمس خرجت من اوضتها تجرى وهى مفجوعه وبقتت تقول فى ايه ايه اللى حصل ولما نزلت ع السلالم تجرى وشافت الست دريه بقت تصرخ جامد وقربت منها هى كمان تهزها وتقول لست دريه الله يرحمها مين عمل فيكى كده يا طنط بس كان وقتها الكل خرج من اوضته على صوت الست شمس ولما قرب منها طارق بيه وهشام بيه يحاول ينقذوها بقت تقول بصوت واطى شمس وبعدين قابلت وجه رب كريم الكل بقا يصرخ وأولهم الست رانيا وبقت تقول قتلتيها ليه يا شمس حرام عليكى بس لا يابيه أقسم على كتاب الله الست شمس بريئه }.....اهتزت حدقة كريم الملونه بتوتر ثم أردف بشك { طيب مش يمكن شمس وانت ماشوفتهاش كويس }.....هز الرجل رأسه نافيا {لا يابيه الست شمس خرجت من اوضتها تجرى وبعدين اللى عمل كده كان راجل ومعاه حد تانى اكيد كان حرامى يابيه الخيال اللى لمحته كان لجسم راجل }......ابتسامة أمل اشرقت على ثغر كريم ثم هز رأسه {كمل كمل يا عم منصور }...أكمل الرجل بتوتر {ولا قبلين يابيه جت الحكومة بس وقتها الست شمس كانت فى حاله غريبه كانت بتصرخ وتضحك وتهلوث كده زى لامواخذه المجانين...واخدوها على سرايه المجانين وقالوا أنها مجنونه}....مسح كريم وجهه يقف من على مقعده واتجه يجلس بالمقعد المقابل لمنصور {طيب ليه ماقولتش الكلام ده فى التحقيق وليه اختفيت }.....
اخفض منصور رأسه بندم {هما طلبوا منى ما اتكلمش}....رفع كريم حاجبه يسأله {هما مين بالضبط }...أكمل منصور يحكى {الصبح بعد اخد الهانم للمشرحه والكل كان مشغول لاقيت فهد بيه والست شروق بعتولى فى المكتب ولقيت الست شروق بتحط قدامى فلوس كتير لو اشتغلت لمواخذه وزير يابيه مش هشوف فلوس كده وقالتلى بعصبيه انت مش لازم تتكلم ولا كلمه وامشى حالا ولما سالتها ليه....رد فهد بيه بعصبيه هو كمان وشدنى من قميصى وكانت عيونه يابيه بتطق شرار وقالى شمس قتلت دريه هانم ولو انت قولت غير كده هتلبسك انت القضيه والكل هيقول انك قتلتها عشان تسرق وتعمل عمليه مراتك}...امتزج صوت الرجل بالحزن يقول {أصل مراتى كانت بعيد عنك يابيه محتاجه زرع كليه وانا كنت مستنى الحاج جلال يرجع من السفر عشان يساعدني....وقتها لقيت نفسى بقولهم لا هعمل كل اللى انتم عايزينه وحصل اللى حصل واخدت الفلوس وعيالى ومراتى وهجيت على الصعيد كنت خايف انا مش حمل بهدله وورايا كوم لحم}.....
هنا تأكدت شكوك كريم فى فهد ولكن بقى سؤال واحد يتردد فى ذهنه{لو فهد هو اللى قتل دريه العزيزى معقول شروق بنتها تشاركه الجريمه وتقتل امها عشان تخلص من شمس }....ربت كريم على كتف منصور يقف امامه بقامته الشامخه قائلا {الكلام ده لازم تقوله فى المحكمه والا بسببك شمس ممكن تنعدم أو تدخل مستشفى المجانين طول عمرها }....انتفض الرجل واقفا يهتف بخوف يحاول تقبيل يد كريم باستغاثه {لا ابوس ايدك يابيه ممكن يقتلونى أو يقتلو حد من عيالى انا خايف }.....تمسك كريم بكتفيه يهزه بقوه {ماتخفش من حاجه انا هحميك ومحدش هيقدر يعملك أى حاجه انا هحميك بس لازم تقول شهاده حق هتتحاسب عليها يوم الدين يا عم منصور }..........
▪▪استيقظت شمس من نومها بإبتسامه مشرقة تزين ثغرها الوردى وهى تتطلع على تلك الصغيره النائمة كالملاك تتنفس بهدوء ترفع ساقها الصغيره فوق بطنها المسطحه وكفها الرقيق يتمسك بجاكيت منامتها...التفت شمس تقبل خدها الممتلئ كحبات التفاح وتداعب شعرها الناعم تهمس بنعومه وقلب أم بالفطره { ملاكى انتى يا ملوكه }....مررت اناملها فوق حاجبها العريض وفمها الصغير كحبه التوت وشعرها الأسود المنسدل بنعومه يغطى جبهتها....ليهاجم خيالها يوسف بوسامته وشعره الأسود الغزير بنعومه وشفتيه المكتنزه....لا اردايا منها لعقت شفتيها بحنين تتذكر شفتيه وهى تقتحم عذرية شفتيها بقبله شغوفه تحمل كل معانى العشق.....شعر قلبها بالخوف من فكره أن يتخلى عنها يوسف ويبتعد بعد ما حدث بالأمس فى ليلتهم الأولى...كزت على اسنانها تحاول محاربه دموعها من الهطول قبل أن تفسد فرحتها....فهى تريده زوج لها لا تنكر...تتمنى أن يوشمها بحبه ينثر قبلاته الشغوفه فوق وجهها وجسدها الغض يداعب انوثتها برقته يمرر انامله فوق بشرتها بنعومه تحتمى بين ساعديه القويان ويقربها من قلبه تشعر بنبضاته وهى تنبض بحبها....تحتاجه ولكن الخوف من المجهول يسيطر على عقلها سالت نفسها ماذا لو حبست أو حكم عليا بالسجن او بقضاء شبابها بمشفى للمختلين عقليا ماذا سيفعل وقتها...سيطلقها ويتخلى عنها أم سيكون بجانبها ويتحمل مالا يتحمله بشر...ماذا ماذا ماذا الكثير من الأسئلة تدور برأسها الخوف من القادم يسيطر على تفكيرها الخوف سور من الفولاذ يفصل بينها وبينه...زفرت أنفاسها بضيق تنفض رأسها من تلك الهواجس و تتحرك ببطء من جانب ملك حتى لا تستيقظ تتجه إلى الحمام لتنعم بشاور دافى........
استخدم يوسف الحمام الرئيسى بالشقه الكبيره التى اشتراها من فتره كبيره شقه فخامة جدا بموقع ممتاز
خرج بعد أن انعش جسده بحمام دافئ وقف أمام المرآه الكبيره بالحمام يرش على جسده عطره المفضل ويصفف شعرها باناقه وهو يلف منشفه سوداء من القطيفه حول خصره من أسفل....وضع يده بخصره يتنهد أمام غرفه نومه بعد أن طرق عده طرقات خفيفه على باب الغرفه ليبتسم بخفه {اكيد لسه نايمين انا هدخل وامرى لله}...فتح باب الغرفه بحذر يلقى نظره خاطفة القلب نحو الفراش ليجد ملك تنام بملامح هادئه اقترب منها ينثر قبلاته على وجهها الدافى الجميل يلفت انتباه صوت تدفق الماء من داخل الحمام ضحك بصمت وهو يطرق على باب الحمام بخفه {شمسى حبيبتى صباح الفل مش محتاجه مساعده }
شقت شهقتها سمعه وهى تردف بتوتر {لا شكرا انا خارجه حالا }....ضحك بخفه يقول {خدى راحتك حبيبتى انا هحضر الفطار لحد ماتخلصى }....ارتدى ملابسه سريعا ليخرج بسرعه من الغرفه فهو يعلم جيدا مدى توترها وخوفها ولا يريد الضغط عليها.....خرجت تلف روب الحمام حولها بشده تتفقد الغرفه بحذر مدت رأسها داخل غرفه الملابس فلم تجده أخدت نفسا عميقا تبتسم وهى تهمس اسمه بعشق {يوسف }
وقفت أمام المرأه تتأمل ثوبها الجديد الذى ابتاعته بعد إلحاح من نغم ومريم....فكان فستان رقيق بلون بتلات الورد ذات فتحه صدر واسعه وظهر عارى تمام غطته خصلاتها العسليه الطويله بينما اتسعت عيناها بخوف وهى تحدث نفسها بحنق {معقول البس حاجه زى دى لا لا اتكسف }.....لترد على نفسها بنفس الحنق {لازم تكسرى الخوف اللى جواكى وبعدين ده جوزك }
خرجت من الغرفه تتعثر فى خطواتها من الخجل المسيطر عليها لتتفاجئ به يضع اطباق الطعام على طاوله رخاميه مستديرة بمنتصف المطبخ الكبير وحولها بعض المقاعد ...اقتربت منه تقول بخفوت {صباح الخير اسفه انى صحيت متأخرة }...تفاجئ بها أمامه تقف مثل الحوريات....تحرك ببطء نحوها يرسم على شفتيه ابتسامته المهلكه يضمها لصدره العريض يهمس باذنها بشغف {صباح الورد على وردتى الحلوه }...ازاح خصلاتها برقه ليكشف جانب عنقها لاثما اياه ببطء ممتع وهو يهمس مره اخرى{ وحشتينى شمسى }..ظل يطبع قبلاته على طول عنقها الناعم باحثا بشفتيه عن ماسته الصغيره التى اهداها اليها قبل زفافهم بيوم وكانت على شكل فراشه صغيره....وأخيرا وصلت شفتيه لمبتغاها فعانق الفراشة الصغيره بشفتيه....كادت أن تفقد توزانها تسقط بين يديه تمسكت بكنزته القطنية تتشبث بها...ليرفعها بين ذراعيه يضعها فوق أحد المقاعد قبل أن تسقط من شده خجلها....همست بضعف تجاهد فى تنظيم انفاسها الضائعه {انا اسفه على....}لم يدعها تكمل كلماتها فضاعت بين شفتيه وهو يتناولهما بشوق هامسا{ بلاش نتكلم فى الماضى على رأي عمرو دياب }....ضحكت باغراء يسلب عقله تهمس بدورها { يعنى مش زعلان }....جلس مقابلها يمسك قطع التوست المحمر يفرد عليه بعض من الجبن القشدى الممزوج بمربى الكرز ثم مد يده بحنين ينجرف من مقلتيه البنيه الحنونه {انا هزعل جدا لو مافطرتيش وبعد الفطار هنعمل كوبايتين نسكافيه عشان محتاج أتكلم معاكى فى حاجه مهمه }....ارتبكت ملامح وجهها بالخوف...خوفا أن يصارحها بان زواجه منها ليس إلا شكليات وحماية....لاحظ بذكائه ماتفكر به ليردف مره اخرى وهو يضع قطعه التوست بفمها الصغير {الحاجه المهمه هى أن مهما حصل عمرى مازعلت منك ابدا انتى حبيبتى وقلبى قبل ماتكونى مراتى }.....تنهيده عميقه خرجت من بين طيات قلبها المرتجف جعلتها تبتسم باتساع وعينيها المشمشيه تلمع بالحب لفارس احلامها المتجسد فى يوسف زوجها }.............
تابع فى الجزء الثاني من الفصل........................
الفصل السادس عشر{الجزء الثاني }
▪▪فى مقر الجمعية النسائيه لسيدات المجتمع أو كما يطلق عليهم بعض الناس سيدات الطبقة المخمليه التى تتراسها فريده جلست سيده جميله يبدو عليها الثراء الفاحش من كمية المصاغ الذهبى اللامع التى تزين به رقبتها ويديها والذى يساعد على حل ازمه 100 شاب بجانب سيده أخرى اكتر ترفه منها فى نفس السن تقريبا أو أكبر باعوام هى الاخرى ترتدى بعض الحلى ولكن من الجواهر الثمينة هتفت السيده سهام العزيزى وهى زوجه محسن العزيزى ابن عم فريده بنزق {شوفتى اللى حصل يا قسمه }....بصوت يدل على الاستقراطيه والترفع جوبتها السيده قسمه العزيزى وهى الأخرى زوجه عبد العزيز العزيزى ابن عم فريده الأخرى جراح قلب شهير {خير يا سهام هانم}.....
قلبت سهام شفتيها بتعجب {هانم طيب اسمعى بقا ياختى آخر الأخبار اللى هحرقلك بيها دم الست فريده اللى عمله علينا أبلة الناظره مش يوسف اتجوز من يومين }....رفعت قسمه حاجبيها بتعجب تقل {ايه اتجوز امتى وفريده ازاى متقولش }...ابتسمت سهام بمكر تقل بخفوت {تقول ايه ياختى يوسف شكله اتجوز من وراها ابن اختى سلوى بيشتغل فى الفندق اللى يوسف عمل فى الفرح وقال الكل كان حاضر معاده فريده هانم }....همست قسمه بدورها {لا مش ممكن يا سهام قولى كلام غير ده معقول}...هزت الأخرى اكتفها بحنق {ومش معقول ليه أصل اللى زى فريده ديه تعطل المراكب السيره اكيد موفقتش طبعا أصلها حطه مناخيرها فى السماء وبتبص لناس من فوق }....ابتسمت قسمه برقه تقل {انتى لسه شايله منها خلاص بقا يا سهام انسى }....رمقتها سهام بغضب {ابدا عمرى مانسى اللى عملته لما محسن اتجوزنى وقالت عليا بنت بتاع الخرده ونسيت أن الخرده ديه خليت ابن عمها صاحب أكبر مصانع حديد ومنعت عيالها عن عيالى بس الشهاده لله جوزها دكتور سيف وعيالها غيرها وكفاية انهم معانا فى كل حاجه وبصراحة انا فرحت ليوسف اوى يستاهل كل خير}...صمتت قليلا ثم قالت بجديه {ده أبن اختى بيقول العروسه قمر تقول للقمر قوم وانا أعقد مطرحك }....اغمضت قسمه عينيها تنفر من طريقه سهام فى الحديث ثم غمزت لسهام بعينيها {طيب بس فريده جت }....امتزجت ملامح سهام بالفرحه والمكر تهمس لقسمه {اصبرى بقا لما احرقلك دمها شويه واكسر شوكتها ديه }.........
جلست فريده فى مقدمه الطاوله المستطليه بكل هنجهيه وتكبر تلقى التحيه على الجميع ولكن نظراتها المستنفره رمقت سهام بتكبر فالولا مساعده محسن بمبلغ مالى كبير للجمعية كل شهر لما كانت سهام تجلس بينهم الآن فهى انفرضت عليها بالقوة.....بعد أن تكلمت فريده فى عده مواضيع تافهة تهم مصلحة العيله استمعت إلى اقتراحات الجميع ومساعدتهم الماديه لباقى أفراد العائله ولكن سهام قطعتها بمكر وهى تقل {بس قبل مانتكلم فى حاجه أحب ابركلك يا فريده هانم }....التفت الجميع إلى سهام ينصت اليها باهتمام....امتقع وجه فريده بتذمر تسالها {تباركلى على ايه يا سهام }....ابتسمت سهام بتشفى {على فرح يوسف بس زعلانه منك كده بردو متقوليش كنا جينا وعملنا الواجب ولا احنا مش قد المقام }...شحب وجهها بذهول تتمتم { فرح ايه ومقام ايه انا مش فاهمه حاجه وبعدين يوسف لسه مخطبيش ميرنا بنت عبير هانم }...بدأ الحاضرات تهمس كل منهم للاخرى بتعجب....لتشهق سهام تتدعى البراءة {ازاى يا فريده انتى متعرفيش ولا ايه أن دكتور يوسف اتجوز من يومين وفرحه كان فى فندق من اكبر فنادق البلد حتي بالامارة كان عمله في فندق {انتركونتينينتال اللى بيشتغل فيه أمجد بن اختى وهو اللى قالى كمان ده انا زعلت منك انا وقسمه هانم وقلنا كده يوسف حبيب الكل يتجوز من غير مانفرح بيه ولا انتى آخر من يعلم} تجمدت فريده فى مكانها تفتح عينيها بتساع تشعر بدلو من الثلج يصب على رأسها وجسدها جمد الدم بعروقها شحب وجهها وهى ترى نظره الشماته فى عيون سهام وبعد الحاضرين وخيم الذهول على الجميع ينتظر رد فريده سحبت فريده نفسا عميقا تستدعى بيه سيطرتها وتكبرها أمام الجميع وقد أيقنت حقا بانه حديث يوسف عن زواجه لم يكن مداعبه وأنه بالفعل كان يتخذ قرار الزواج.....رسمت على شفتيها ابتسامه مزيفه تمحى بها غضبها و حرقه اعصابها أمام الجميع بفضل تلك الجاهله المتخلفه كما تلقبها فريده { انا عارفه كل حاجه يا سهام يوسف مش بيخبى عليا حاجه بس ديه مجرد بنت حقيره واطيه فرضت نفسها على ابنى وحب يتسلى بيها شويه بس بالجواز ووعدنى لما يقضى معاها شويه وقت حلو هيطلقها طبعا }..همست سهام بغل إلى قسمه المذهوله من تصريح فريده بهذا الشكل المزعج عن ابنها والذى يسوء لسمعته الشخصيه والمهنيه...{شوفتى يا قسمه بتقول ايه على ابنها عمرك شوفتى كده }....هزت قسمه رأسها بتذمر {فالحقيقة مش قادره اصدق الكلام ده على يوسف }....وقفت فريده ترفع رأسها بينهم بكبرياء { كده الاجتماع النهارده انتهى واشوفكم الاسبوع الجاى }....غادر الجميع قاعه الاجتماعات بالجمعية وكل منهم على شفتيه ابتسامه مزيفه وقبل أن تغادر سهام القاعة وقفت أمام فريده تبتسم بحقد وتشفى واضح { مبروك ليوسف انا هبقى اروح مع محسن اباركله طبعا ربنا يجعلها جوازه العمر يارب أصل أمجد لما شافه مع عروسته جه قالى كان هيشلها من ع الأرض شيل شكله بيحبها اوى يا فريده وانتى ولا هنا }....أطلقت ضحكه ساخره وهى تخرج من القاعة على فريده التى تكاد تحرق الأخضر واليابس بغضبها واحتقان وجهها..........
جاهدت فريده تحاول السيطره على غضبها وبعد أن أغلقت سهام باب القاعة خلفها أطلقت فريده صرخه مدويه ترمى الأوراق والملفات من على الطاوله بغل وكل خليه بجسدها ترتجف من شده غضبها وحنقها وهى تهتف من بين اسنانها {طيب يا يوسف بتتحدانى انت وابوك انا هوريكم ازاى تتحدو فريده العزيزى بس اعرف مين السنكوحه اللى اتجوزتها }........
▪▪دخلت مريم مبنى الجمعيه وهى تعزم الأمر فى أنهاء تلك إلازمه التى تفتعلها فريده بعنادها وكبريائها يجب ان تنتهي فبعد حديثها مع كريم ليله زفاف يوسف وشعورها بانها يمكن أن تفقد كريم للأبد قوى بداخلها الإصرار والعزيمة على مواجهة امها وحسم أمرها دخلت مريم قاعه الاجتماعات بعد أن اخبرتها سكرتيرة فريده الخاصه بأنها مازلت بقاعة الاجتماعات.......
اقتربت مريم ببطء من فريده الجالسه بجانب الطاوله تتكيئ عليها وتضع رأسها بين يدها لتتعجب مريم من تلك الفوضى بقاعة..أطلقت تنهيده قبل أن تقل { ماما }.....رفعت فريده رأسها تنظر لمريم بعينان خاليه من أى انطباعات لتشيح بوجهها بعيدا وهى تردف من بين اسنانها {أهلا يا هانم لسه فاكره أن لكى أم تسالى عليها }....وضعت مريم كفها ببطء فوق كتف فريده تقترب منها لتقبلها ولكن فريده انتفضت من مكانها تصرخ كاعصار مدمر {ابعدى عنى انتي واخواتك وابوكى عايزين تموتونى عايزن تكسرونى لكن ابدا مش فريده هانم العزيزى اللى تنكسر انا ادوس عليكم واحد واحد ولا انكسر ابدا فاهمين }صرخة فريده فى جملتها الأخيره..لترجف مريم وهي تبتعد عنها بخوف وهى تقل بتعلثم {فى ايه يا ماما مالك ليه بتظلمينا بشكل ده احنا مش ولادك }....
هزت فريده رأسها تقل بغل {لا مش ولادى ابدا ولاد فريده زيها من عرق أصيل لكن انتم ولاد سيف السلحدار اللى ابوه وعايلته شويه فلاحين متخلفين بس الزمن هو اللى عملهم بشوات وولاد ناس كانت أكبر غلطة فى حياتى انى اتجوزت ابوكم كان لازم اعرف أنكم هتبقوا زيه من عرقه....عرق واطى حقير} اتسعت عينان مريم بذهول من كلمات امها القاسيه على ولدها وجدها.. دائما مريم كانت تشعر وتلاحظ تقليل فريده من شأن ولدها وعائلته ولكن ليس بهذا الشكل المخيف....احتقن وجهها تتمتم بغضب {ليه يا ماما بتقولى كده على بابا اللى بيحبك ليه بتقولى كده على عايله السلحدار اللى اسمها باقى لحد دلوقتي بين الناس بعزه وكرامه أنسى بقا عيله العزيزى باشا اللى محديش فاكرها غيرك}...هتفت مريم بغضب لم تعرفه من قبل {انتهى يا ماما انتهى يا فريده هانم عصر البشوات والتحكم ومش باقى لناس غير السمعه الطيبه والأصل اللى هو بيتمثل فى عايله بابا الفلاحين عايله السلحدار }....عاصفة من الغضب سيطرت على فريده
جعلتها تصفع مريم بكل قوتها حتي تركت اصابعها علامات على وجنتيها الناعمه تردف بكبرياء {لازم تقولى كده مش من عايله واطيه حقيره وعايزه تتجوزى واحد حقير من عايله اوطى واخوكى الدكتور العظيم راح اتجوز بنت آخرها تبقى بنت شوارع أو كباريهات اتلمت عليه طبعا ما الدكتور دايما مش بيعرف غير الأشكال ديه }.....رفعت مريم وجهها المتوهج بالدماء تزيح خصلاتها الذهبيه عن عينيها تقل بكل قوه وعزيمه {للأسف يا فريده هانم انتى متعرفيش حاجه عننا زى مايوسف قال اخويا اتجوز بنت ناس محترمة حبها وحبيته حس معاها بالأمان انسانه جميله حبيت بنته وهتحافظ عليها مش كل شويه هتفضل تقولها أنها جت من الحرام....أما أنا بقا أحب اقول لحضرتك انى مصممه اتجوز ابن العايله الواطيه }...اقتربت مريم من أمها وفيروزت عينيها تلمع بالتحدى {عارفه ليه يا ماما ولا بلاش ماما خليها فريده هانم عشان بيحبنى راجل حافظ عليا مقربش منى وحاول يلمسنى حتى وانا وهو كنا فى بيت واحد حافظ على شرفى مش ندل حقير حاول يغتصبنى وينهش عرضى وانتى بدافعى عنه }...لوت شفتيها ببتسامه حزينه ودموعها تنهمر على وجهها { عشان من اصل عريق أصل بشوات بس بقا من الطراز القديم انا هتجوز كريم يا ماما وده قرارى اللى اخدته بمحض ارداتى قبل ماخسره للأبد }....اندفعت مريم تخرج من الغرفه تحت نظرات فريده الحانقه تقسم أن تدمر حياتهم جميعا حتى لو كانوا أولادها ومن دمها........
أما مريم والتى خرجت منهاره باكية على تلك الأم الجاحده القاسيه تمسح دموعها بظهر يدها وتضرب رقم باتت تحفظه عن ظهر قلب تقل بعزيمه {كريم حبيبى ياريت تحدد مع بابا معاد الخطوبه والأفضل يكون كتب كتاب كفايه الوقت اللى ضاع مننا}......
▪▪أغلق مراد الهاتف ليلقى به بعيدا والغضب يسيطر على ملامحه....نظر له عدنان من بعيد وبعد انتهائه من صرف وصفه طبيه {روشته علاج} لإحدى المرضى توجه إلى مكتب مراد يسأله باهتمام بعد أن وضع أمامه مجين من الكابتشينو{مالك مراد شكلك مخنوق من الصبح ومتنرفز}...فرك مراد وجه بقوه يزفر {لجين تليفونها مقفول من امبارح كلمت نانا قالتلى عندها رحله النهارده بليل وهترجع بعد يومين}ضرب فوق طاوله المكتب بقبضة يده بقوه {الهانم حتى ولا قالتلى أنها مسافرة وعاملة نفسها زعلانه }....ربت عدنان على كتفه ليقلل من حده توتره {طيب أهدا كده وبلاش نرفزه معانا ناس تانيه فى الصيدلية وبعدين يمكن انت زعلتها فى حاجه من غير ماتاخد بالك} لوى مراد شفتيه ببتسامه حانقه يقل بسخريه{اه زعلتها تخيل عشان قولتلها لازم نتخطب وايه رايك نعمل خطوبتنا مع عدنان وزيزو مش عارف ايه اللى حصل فجاه خلاها تقوم من مكانها وتقولى لا لا زى الهبله }....ابتسم عدنان بحزن {أصبر عليها شويه يا مراد يمكن عندها أسبابها الخاصه حاول تحل مشكلتك معاها براحه وأهم من كده لجين بتحبك بس يمكن محتاجه وقت تفكر }.....هتف مراد بغيظ {طيب مانت وزيزو اهو اتفقتوا وفاضل بس تكلم باباها ولا كان ما بينكم أى حاجه والبنت وفقت من غير ماتدلع عليك وتسوق الدلال }...تهجمت ملامح عدنان يقل من بين اسنانه{انا وزينب حاجة تانيه وكنت لازم اساعدها عشان}...قطع عدنان كلماته يحاول السيطره على صوته الحزين { وبعدين لازم تطلع من حاله حسام ده}...طرق السكرتير المسئول عن الصيدليه الكبيره مكتب عدنان ومراد الزجاجى يطل برأسه {دكتور مراد فى دكتورة جت بره عشان الإعلان اخليها تتدخل }اومأ عدنان برأسه {ايوه خليها تتفضل}..... استنشاق كل من مراد وعدنان راحه عطر نفاذه ساحره قبل أن تطل عليها فتاه جميله فى أوائل العشرينات بيضاء مثل الثلج بشعر احمر متوهج وعينان خضراء صافيه واسعه وفم احمر مكتنزه كانت ملامحها صراخه الجمال بجسد متفجر الاثونه اكتاف متوسطه العرض صدر متوسط خصر مثل حلقه الخاتم ساقان طويلتان ممشوقتان ويظهر تلك الانوثه الصراخه بلوزة سوداء من الحرير وجيب ابيض فى اسود وقفت أمام عدنان ومراد تتباهى بجمالها لتقل بصوت انثوى رفيع يكمل الكبرياء {انا الدكتوره بشرى العدوى وجيت حسب الإعلان لتدريب معاكم }..... بعد جلسه طويله اتفق مراد وعدنان مع بشرى على متابعه التدريب معاهم فى الصيدلية الكبيره والتى تعتبر بمثابة صرح عظيم تعاون فيه كل من عدنان ومراد بمساعدة سيف وتضم الصيدلية الكثير من العاملين والدكاتره لكبر حجمها
بشرى العدوى بنت وزير سابق خريجه صيدليه حديثه التخرج هكذا قدمت بشرى {CV} الخاص بها لمراد ترمق عدنان من بعيد بنظرات إعجاب ظهرت فى مقلتيها من الوهله الأولى لتزم شفتيها بتوتر من عدنان الجالس يستمع لحديثها مع مراد بكل هدوء دون أى اهتمام بها أو بجمالها الفتان....وقف مراد يستئذان بشياكه لرد على اتصال مهم من نهله.....ليحل محله عدنان ويبدأ بطرح الاسئله على بشرى بكل جدية ولكن بشرى قطعت تلك الأسئلة بسؤال غريب {انت تونسى و لا مغربى دكتور }...سألت برقه وصوت مثير جعل عدنان يبتلع ريقه بتوتر {تونسى }
هتفت بشرى بدلال {اوووه انا بحب تونس كتير زرتها مع دادى بلد جميله ومشرقه و...}اقتربت بشرى من عدنان ترفرف باهدابها الطويله وشفتيها المطليه باحمر شفاه داكن اللون تتحرك باغراء { وكل ناسها وشبابها حلوين كتير }....تنحنح عدنان بهدوء يجلى صوته ويشعر بتوهج وجه من تلك الفتاه المثيره والتى تغرى القديسين بجمالها وقامتها الممشوقه ينطق بلغته الأم التونسية {عيشك دكتورة }... {شكرا دكتورة }ابتسمت بدلال تهز رأسها....وعدنان مازال متوتر وغافل عن زوج من العيون السوداء الكحيله تترقرق بها الدموع تراقبه من بعيد بقهر و بوادر غيره..........
▪▪جلس جلال فوق المقعد مصدوم يحاول يستوعب ما سمعه من عزيز بكل صبر وقدره على التحمل أحاط رأسه يبتهل بالدعاء {الصبر من عندك يارب الصبر من عندك يارب والله يا عزيز أنا فلوسى من الحلال وربنا يعلم تعبت ازاى لما جمعتها وعلمت ولادى الصح والغلط والحرام والحلول ليه بيحصل معايا كده ليه }....ربت عزيز على ساقه يؤازر جلال فى مصبيته {أهدا ياجلال ومتعملش فى نفسك كده انت كنت متاكده من نتيجة التحليل بتاعت فارس وبالنسبه لهشام متقلقش الموضوع لسه فى أوله }.....ضم جلال شفتيه بغضب يهتف بحده {الكلبه الحقيره حملت من الحرام ونسبته لابنى انا هقتلها واشرب من دمها الواطيه السافله }تهجم وجه عزيز يقل لجلال بقلق {وتدخل السجن بسبب واحده زي ديه حكم عقلك ياجلال لازم تفكر كويس انت بتجمع ادله ضدها شمس محتجاك وهشام وكمان الطفل المسكين ده ذنبه ايه لازم تتحكم فى أعصابك كويس وتفكر }....ضرب جلال على ساقيه بشده وهو يقسم { والله لدفعهم التمن غالى اوى وأول حاجه هعملها انى أطردها بره بيتى بالهدوم اللى عليها وفارس مش هتشوفه فارس انا اللى ربيته مش هى ولا هشام وعمرى مفرط فيه انا راجل اعرف ربنا كويس بس هى هنتقم منها شر انتقام }....عقد عزيز حاجبيه يقل {وبالنسبه لهشام سبنى انا اقوله على كل حاجه بلاش انت واقف جنبه يا جلال ابنك محتاجك }ترقرقت الدموع بعيون الأب المقهور على فلذه كبده يهز رأسه بالموافقه وهو يتمتم بحزن {ابنى هيموت ياعزيز هشام لا حول ولا قوة إلا بالله }رد عزيز بأمل {متقلقش الورم لسه فى بدايه نموه وممكن استئصاله مع العلاج المهم تبقى جنبه وتاجل حكايه فارس ليوم الحكم فى قضيه شمس }....هز جلال رأسه بياس يردف بألم {لله الأمر من قبل ومن بعد}...........
إلى اللقاء مع الفصل السابع عشر....................
•تابع الفصل التالي "رواية شمس لا تغيب" اضغط على اسم الرواية