Ads by Google X

رواية عفريتة المساء الفصل الاول 1 - بقلم سامية السيد

الصفحة الرئيسية

 رواية عفريتة المساء كاملة بقلم سامية السيد عبر مدونة دليل الروايات 

 رواية عفريتة المساء الفصل الاول 1


كنت جالسًا بين القبور كعادتي، لا أخاف ولا أشعر بأي رهبة، بل على العكس… كنت أراقب الشمس وهي تغيب خلف الأفق، كأنها تختفي في عالم آخر. فجأة، قطع صديقي كارم صمتي وهو يقول بقلق:
“إيه يا بني، يلا نروح، الجو بدأ يليل… وبعدين العفريته ممكن تطلع، إنت مسمعتش عنها؟”
نظرت إليه بابتسامة واثقة وقلت ساخرًا:
“ههههه، روح إنت طيب، ولا تحب أوصلك؟ يمكن تقابلك يا جبان!”
نظر لي بخوف حقيقي، ثم تمتم:
“لا توصلني ولا أوصلك… سلام!”
وغادر المكان بسرعة، وكأنه هارب من شيء لا يراه إلا هو
. ظللت أبتسم… هو فعلًا شخص يخاف بسهولة. ثم تمتمت لنفسي:


“وبعدين، حتى الأموات أحنّ من الأحياء… قال إيه نخاف! وبعدين إيه حكاية عفريتك المساء دي؟ يعني بتطلع بس بالليل؟”
ظللت أحدث نفسي وأضحك… حتى سمعت ذلك الصوت.
كان غريبًا، أقرب إلى همس مخنوق، لكنه واضح بما يكفي ليجعلني أتجمد في مكاني. في البداية، اعتقدت أن كارم يمزح معي، فقلت بنبرة ساخرة:
“كارم، خلاص بقى! اطلع… وبعدين، إنت مش كنت بتقول إنك بتخاف؟”
لكن لم يرد أحد. نظرت حولي… لا أحد.
ثم شعرت به.
الخوف.
نعم، هذه المرة شعرت بالخوف حقًا. كان إحساسًا يزحف تحت جلدي، يخبرني أن هناك من يراقبني. حاولت التحرك، لكن فجأة سمعت صوتًا آخر…
“إيه، خوفت؟ استنى…”
كان الصوت مختلفًا، غريبًا جدًا… أقرب إلى أنين شخص لا ينتمي لهذا العالم. شعرت برجفة شديدة، قدماي تخبطان ببعضهما، وقلبي ينبض بجنون. حاولت الركض، لكن جسدي لم يطعني.
ثم رأيتها.
استدرت ببطء، وجسدي يرتجف بلا تحكم، وعيناي التقتا بها… بذلك الوجه الذي لم يكن يجب أن أراه أبدًا.

يتبع….
 

google-playkhamsatmostaqltradent