رواية شمس لا تغيب (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم سارة سعد
رواية شمس لا تغيب الفصل الاول 1 - بقلم سارة سعد
فى مصحه الشفاء شق صوت صرخها جدران المصحه
وهى تحصل ككل أسبوع على جلسه العلاج بصعق الكهربائى ظلت تصرخ بكل ما تملك من قوه مع اهتزاز وتشنج فى جسدها الذابل الضعيف لتفقد وعيها كالعاده مع نزول بعض اللعاب الأبيض الرغوى وتجمد فى العيون لينسحب الدم من جسدها وتنتفض وكانها جثة هامدة تدب الروح بها ببطى نظرت الممرضة لدكتور أدهم العزيزى مدير المصحه والذى يشرف على علاج هذه المسكينه أو بمعنى أصح يشرف على دمارها أكثر لتقول الممرضة المساعده بصوت خائف مذعور {دكتور أدهم الجرعة كانت زياده جدا النهارده انا خايفه جسمها ميتحملش }.......رفع نظارته الطبيه بتوجس ونظر لمساعدته الأمينة وهو يداعب ذقنه {متقلقيش يا سعاد انا عارف كويس بعمل ايه حالتها لازم تسوء ده أمر وانا بنفذه وانا وانتى وناس تانيه بتقبض من تنفيذ الأوامر ديه }.............
إنها عاصمة النور والموضه...عاصمة الجمال والشهرة والاضواء وأيضا عاصمة العلم والثقافة باريس بالتحديد فى منطقه إيل_دو_فرانس حيث تقع أعرق جامعات العالم جامعه السربون....وقف بكل شموخ وقامه ممشوقه البنيان ووسامه وجاذبيه لا حدود لها وشخصية مرموقه على منصة القاعة يلقى آخر المحضرات عن العلاج النفسى بصوت واثق قوى مثير وبعد الانتهاء من المحاضره قال كلمته الأخير لطلابه ووداعهم ليقف الطلاب ويصقفون له بحرارة لتهتز القاعة من قوه التصفيق......................
سيده شديده الجمال فى بدايه العقد الخامس من عمرها ولكن من يراها يعتقد أنها شابه صغيره جميله وقفت فى منتصف بهو الفيلا الكبيرة فيلا دكتور سيف الدين عاصم السلحدار .... بتنورتها السوداء القصيره وبلوزتها الناعمه الوردية وشعرها الأشقر ينساب على ظهرها بنعومه مشيت بكل كبرياء وحذائها يرن على مسامع الخدم ليعلم جميعا أن السيده فريده سيف الدين قادمه إلى المطبخ تشرف بنفسها على قائمه الأطعمة التى يفضلها دكتور يوسف وابنته الجميله ملك........
وقفت بمطبخ شديد الوسع يقف فيه الكثير من الخدم الكل يعمل كخلية النحل ضمت ذراعيها إلى صدرها و قالت {صباح الخير }ليرد الجميع فى وقت واحد وكأنهم فرقة موسيقية بملابسهم ناصعة البياض والغطاء البلاستيكى على شعورهم{صباح النور يا هانم }...تجولت بينهم وهى تشرف على أنواع الأطعمة شهقت بصوت رقيق ونظرت لخادمه تقطع خضروات {ايه اللى انتى بتعمليه ده يا كريمه فى حد يقطع الخضار بالحجم ده......حسين يا حسين }....تقدم الحاج حسين رئيس الخدم بسرعه وهو يعمل من طفولته بفيلا عاصم باشا والد دكتور سيف الدين.....تقدم عم حسين برتجاف {افندم يا هانم }....بوجه غاضب برغم جماله تففت {يظهر انك مش واخد بالك كويس من شغلك يا حسين ايه الزفت اللى بتعمله كريمه ده انت عارف كويس انا بحب الخضار متقطع بشكل كويس وكله بحجم واحد يا تعملها تشتغل كويس يا تاخد حسابها وتمشى}.....هز الحاج حسين رأسه وهو يذهب ناحيه كريمه التى ترتجف بقوه من غضب فريده هانم {أمرك يا هانم كل حاجه هتبقى تمام بس حضرتك متغضبيش }...خرجت من المطبخ بخطوات سريعه وهى غاضبه {مفيش حد فيكم يعتمد عليه }..........زفر الخدم انفاسهم ونظرو لبعض ليضحكون فى وقت واحد ليرتعبو مره اخرى وفريدة هانم تدق الجرس لمديرة الفيلا الحاجه وداد زوجه الحاج حسين وفريده تعتمد عليها بكل شىء فهى تلازمها من صبها وحين تزوجت فريده كانت وداد تدخل قبلها لفيلا د/ سيف الدين ....دخلت الحاجه وداد إلى تراس الفيلا {نعم يا هانم }......وهى تتصفح تليفونها على اخبار الميديا والصحف نظرت من خلف نظرتها الطبيه الاناقيه بهيكلها الأسود العريض المرصع بفصين من الماظ {وداد من فضلك عايزه فطارى بسرعه عندى اجتماع فى الجمعيه }..استدرت وداد لتذهب وتعد إفطار السيده فريده اليومى.....استوقفت فريده وداد وهى تسالها بنعومه {وداد مريم صحيت}.....ردت وداد بسرعه {من بدرى يا هانم فطرت و راحت على جامعتها}....
هزت فريده رأسها وهى مازلت تتصفح تليفونها ثم رفعت رأسها وهذه المره قالت بجدية {ومراد صحى ولا لسه }...هزت وداد رأسها {لا يا هانم لسه نايم صحيته مرتين كل مره يقولى حاضر وينام }...ضربت على الطاولة بقوه ووقفت بغضب وهى تشد تنورتها بشياكه {طبعا الأستاذ اكيد كان سهران لوش الفجر طيب يا مراد انا هعرف ازاى اخليك تصحى }....نظرت بملامح غاضبه قالت {وداد عايزه مكعبات تلج وحصلينى على اوضه مراد بسرعه }....لتهز وداد رأسها بطاعة وذهبت ثم رجعت مره اخرى {حرام يا فريده هانم هطلع اجرب تانى}.......{لا لا يا وداد مره بقا مستهتر ومش عجبانى تصرفاته بالمره...يلا وداد بسرعه }.........
مرحبا بكم فى مطار القاهرة الدولى.........
هبتط طائره لجين المضيفه تونسيه تعمل بشركة طيران عالميه لمده 3 ايام بالقاهره لتستغل لجين وجودها بالقاهرة وتذهب كعادتها كل اجازه لها بالقاهره إلى منطقه المنصوريه وبالتحديد لفيلا الحاج جلال الحسينى رجل الأعمال الشهير..............
{عشان خاطرى يا خالى خد الأدوية بتاعتك علشان تبقى كويس وترجع احسن من الاول }....هز رأسه بقوه وهو يبعد يد نغم بكل قوه حتى سقطت من يدها الأقراص متنثره على الأرض وتستقر بعض الأقراص عند حذاء نسائي اسود عالى واقدام بيضاء دهست أقراص الأدوية بحذائها وهى تقترب من سرير الحاج جلال الحسينى وهى تلعب بخصلات شعرها البنيه والعلكه فى فمها تمضغها بدلال وضعت يدها فى خصرها والقت نظره بطرف عيونها لنغم وقالت {وبعدين معاك يا عمو خد ادويتك علشان تبقى كويس وترجع وسطنا }....أدار رأسه للجهة الأخرى حتى لايرى عيونها الحاقده وابتسمتها المستفزه وتشفيها فى مرضه بكل جبروته ليحدث نفسه {ياه يا جلال جه اليوم اللى تتحكم فيك مرات ابنك بعد ماكنت الدنيا بتتهز من تحت رجلك ااااخ يا جلال يريت تموت وترتاح }دارت عيونه بالغرفة لتقع على مجموعه من الصور فى إطارات ذهبيه ولكن عيونه توقفت على صورتها وهى تضحك وتقف بين الأزهار كفراشه جميله......اغمض عيونه بشده وتدرجت دمعه من عيونه تحرق وجنته على فلذت كبده {شمس}....
وقفت نغم أمام رانيا بقصف مدفعى تدافع عن خالها ووالد زوجها {ارتاحى انتى يارانيا وخليكى فى حالك وملكيش دعوه بخالى وادويته اهتمى انتى ببنك وجوزك }....ابتسمت رانيا بشمزاز واقتربت من نغم {انا هنا مرات هشام الحسينى كبير العيله ديه ألتزامى حدودك يا نغم معايا أنتى عارفه انا مين وبنت مين }التفت جلال ينظر لرأنيا وملامح الحزن والقاسى ارتسمت على ملامحه {يااااه يا جلال هشام بقا هو كبير العيله وانت راحت عليك بيقت عاله على ولادك ولا لك قيمه فى الدنيا }رفع عيون للسماء {يارب ريحنى من اللى انا فيه }....
شهقت نغم ونظرت لخالها المريض لاتلمح بعيونه الألم والحزن {انتى ازاى تتكلمى بشكل ده قدام خالى طول ما هو عايش وسطنا هو كبير العيله ديه }....تكلمت نغم بعصبيه وهى تفرك يدها.....مطت رانيا شفتيها وهزت اكتافها بالامبالاه وخرجت من الغرفه وهى تبتسم......
تجول بالشركة بين المكاتب يتفقد العمل وهو يمشى بكل كبرياء وغرور خطواته تدق على الرخام بقوه لا يضحك أو يبتسم فى وجه احد دائما غاضب يصرخ على الموظفين لا يرحم أحد الجميع يتحدث بقهر وغل
(فين ايامك يا حاج جلال ).....فتح باب مكتبة بقوم وسكرتاريته خلف تدون مواعيده اليوميه انتهت السكرتاريه من مهمتها { حضرتك محتاج حاجه تانيه يا فندم }...هز هشام رأسه وهو يتابع أخبار البورصه وارتفاع أسهم الحسينى جروب ....خرجت السكرتارية ليدخل طارق مكتب هشام بسرعه وهو يلهث كالمجنون {هشام هشام }وقف هشام مذعور من وجه طارق الشاحب {مالك يا طارق فى ايه أهدا }.....جلس طارق ونظر لهشام نظره مبهمه وعيونه مليئه بالدموع {ايه اللى عملته شمس علشان نعذبها بشكل ده يا هشام حرام عليك حرام علينا كلنا اختك هتموت, اتصلت بيا سعاد الممرضة وقالتلى شمس كانت هتموت النهارده }...جلس هشام على معقد مكتبه بكل برود وكبرياء وعلى شفتيه ابتسمت نصر وكانه انتصر بمعركة شبك اصابعه مع بعضها وقال بصوت خالى من الشفقة {تموت وايه يعنى وحده مجنونه قاتله حقيره ممكن تموتنا كلنا لو فضلت معانا}..ضرب هشام على المكتب بقوه لينتفض طارق {تعالى اقولك عملت ايه امها اتجوزت أبوك وحرمة امك منه أخدت نص إمبراطورية الحسينى وأخيرا قتلت امك واتهمت جوز اختك بالاغتصاب عايز ايه تانى اتكللللللللم يا طارق}
وقف طارق أمام هشام واحنى رأسه بخجل {انا اسف يا هشام هدى نفسك أرجوك فى حد فينا هيروح عند شمس }.....رفع هشام عيونه الرصاصيه وقال بجمود {سابها لحد ماتموت وتعفن }.......
*{مريم.....مريم}...التفت مريم بجسدها الرشيق وشعرها الأشقر الناعم وعيونها الزرقاء وابتسامتها الجميله المشرقة { د/نادر صباح الخير يا دكتور عامل ايه }....رفع نظارته الطبيه ومط شفتيه ساخرا منها { دكتور نادر مالك يا مريم احنا مخطوبين وكمان كام شهر هنتجوز ايه دكتور ديه بقا }....ضحكت بشقاوه وهى تلوح بيدها {ايه يا دكتور مالك فى ايه انت هنا دكتورى واستاذى ولازم اقولك يا دكتور ولكن بره باب الكليه اكيد هتبقى نادر ابن خالى وخطيبى }.....ابتسم نادر وغمز بعينه {اوك مريم لما نشوف اخرتها معاكى يابنت سيف الدين عاصم }....مر بعض الشباب والبنات أصدقاء مريم من أمامها وهى تقف تتحدث مع نادر لتلوح لهم بيدها وتلقي عليهم تحيه الصباح.....اشتعل بنار الغيره والغضب وعيونه تشع منها النار صك على أسنانه بقوه وتكلم من بينهم {مريم انا قولتلك 100 مره ابعدى عن الشله المنحطه ديه وانتى وقفه معايا أياكى أياكى يا مريم تتكلمى بطريقه ديه اتفضلى ع المحاضر}....تجمعت الدموع بعيونها والدماء زحفت لوجنتها { نادر من فضلك زى ما بحترمك فى كل مكان يريت انت كمان تحترمنى وتحترم اصحابى ويريت تغير اسلوبك ده معايا, عن اذنك يا دكتور }...........
جلست فريده على رأس طاولة الطعام الكبيره الفخامه الصنع تنظر لساعتها لتنتهى كريم من وضع الطعام على الطاولة وتسال فريده{اصب الأكل فى الأطباق يا هانم }...رافعت فريده يدها لكريمه {لا روحى انتي يا كريمه }.....نزلت مريم من على الدرج متجه إلى غرفه الطعام لتجلس بمكانها المعتاد لتنظر اليها فريده وهى تسند رأسها على يدها{مالك يا مريم ليه شكلك زعلانه كده }....زفرت مريم انفاسها بغضب وهى تقلب شفتيها كالاطفال {مفيش حاجه يا ماما مخنوقه شويه }جلس بسرعه وهو يفرك يده بشده وقال بمرحه المعتاد ووجه المبتسم {ماله الجميل مخنوق من ايه }....التفت اليه فريده بوجه غاضب وبصرامه شديده قالت {مراد ده كرسى يوسف أعقد مكانك وبعدين غسلت ايدك قبل ما تدخل بالهمجيه ديه}...كتمت مريم ضحكه خرجت من شفتيها وهى تشاهد مراد يفتح فمه....لتصرخ فريده بغضب {اقفل بقك ده وانت بتاكل }...لتنفجر مريم بضحكه عاليه ومراد أيضا وهو يقبل يد أمه ويغمز لها بعينه الخضراء {انا مش فاهم يا فريده هانم اقفل ولا افتح وبعدين يا ماما احنا مش عيال صغيره عشان التوصيات دي غسلنا ايدنا ولا لا يا ماما احنا كبرنا }ابتسمت فريده بهدوء وهى تحاول أن لا تظهر ابتسامتها الجميله أمام مراد وهى تضرب على يده بخفه {أخرس يا مراد واتفضل كل وانت ساكت }ثم التفت برأسها مره اخرى الى مريم وهى تأكل بكل اتكيت وتهذيب {وانتى يا مريم فى ايه مالك }وضعت مريم فوطه الطعام بهدوء بعد أن مسحت فمها الصغير وتنفست بهدوء {نادر يا ماما زودها جدا واصحابى اللى بحبهم عايز يمنعنى أتكلم معاهم }.....وضعت فريده قطعه اللحم فى فمها ونظرت لمريم بكل هدوء {عنده حق طبعا أساسا مش عارفه ازاى مريم سيف الدين حفيده عاصم السلحدار تصاحب ناس زى دول }.....نظر مراد إلى مريم وهز رأسه ثم أكمل طعامه....لتقول مريم بنفور {يا ماما مالهم اصحابى وبعدين مفيش حاجه اسمها بنت مين وابن مين الروس اتسوت يا ماما }......ليقف مراد وهو يقضم تفاحة {وبعدين نادر ده مزودها اوى بصراحه }طرقت فريده على الطاولة بغضب {مراد أتكلم عن ابن خالك وخطيب اختك بطريقه أفضل من كده انا مش عارفه انتم دماغكم مالها هو عنده حق ازاى كل من هب ودب ومعاه شويه فلوس يدخل أولاده مدارس وجامعات أولاد الذوات الدنيا حصل فيها ايه ).......ابتسم مراد بسخريه وهو يمشط شعره{انا همشى عندى معاد مهم }...وقفت مريم أيضا وقالت بصوت مجهد { وانا فى اوضتى عندى مذكره}نادت فريده على مراد بصوت صارم { مراد يوسف هيوصل الساعه 8 مش عايزه تاخير من فضلك }ليركض مراد بسرعه نحو فريده يعانقها ويقبلها بشده من وجنتها {أمرك يا مزه}...لتشهق فريده وهى تضربه {أبعد ايدك عنى يا ولد وبلاش الحركات ديه و بعدين ايه الكلام ده, مزة ايه , اتعدل يا ولد}.....
فى الطائره المتجه من باريس إلى القاهره كان يجلس بجانب طفلته الجميله التى تشبه بشكل كبير بشعرها الأسود الناعم كالسلسبيل وعيونها الزيتونيه تعلب بدميتها الصغيره...ليداعب شعرها رفعت رأسها وبنظره بريئه ابتسمت لتظهر غمزتها التى تزين وجنتها {دادى احنا رايحين عند مريومه ومراد }.....انحنى وقبل جبينها ثم داعب وجنتها الناعمه {ايوه بابا احنا راجعين مصر عند نانه فريده ومريومه ومراد }صفقت بيدها الصغيره وقالت بمرح {وجدتو }....ابتسم بجاذبيه ليظهر أسنانه البيضاء {جدو جدو يا ملوكه مش جدتو....لا يا حبيبتى جدو لسه مسافر }.....ركزت على المقعد بركبتها وهى تقترب من والدها وتداعب وجنته بيدها الصغيره {جدتو فين }....قبل يدها وهمس برقه {بابا اعقدى مكانك البنوته الجميله تعقد مكانها} لتجلس مكانها مره اخرى {حاضل دادى }.نظرة حزن عميقة احتلت مقلتيه وهو ينظر لصغيرته الجميله التى حرمت من والدتها ليعود بذاكرته قبل 3 سنوات وهى ترقد فى فراشها الأبيض والأطباء يتجمعون حولها وهو يقف يستمع لكلماتهم الموجعة التى تمزق احشائه {اسفين دكتور يوسف أنها مساله وقت والسيدة كلارا ستفارق الحياه }...تجمعت الدموع بعيونه البنيه وهو يقول بصوت مبحوح خالى من الأمل {مفيش فايده } فارقت كلارا بيل أو كلارا سيف الدين كما تلقب, الانجليزيه الأصل الحياه بعد أن قضى عليها هذا المرض اللعين وتركت طفلتها الجميله ملك تبلغ من العمر سنتين.......تنفس بضيق وهو يحل ربطه عنقه من حول رقبته وينظر لطفلته التى أصبحت الآن خمس سنوات 3 سنوات لا يفارقها ولا تفرقه ابدا بعد أن عرضت عليه أمه أن تربى ملك ولكنه رفض أن تفارفه ملك روحه ابداااااااا........هبطت الطائره فى مطار القاهرة ليبدأ يوسف حياته الجديده فى بلده بعد أن غاب عنها 7 سنوات فى باريس عاد ليوجه مصير جديد وحياه جديدة ومستقبل لا يعلمه إلا الله..........
داخل غرفه بمصحه الشفاء فتحت بابها سعاد الممرضة المساعده لدكتور أدهم ودخلت بهدوء ثم أغلقت باب الغرفه بهدوء مره اخرى بالمفتاح كانت تجلس على فراشها منكمشه على نفسها تضم أقدامها إلى صدرها ترتدى جلباب وردى تجدل شعرها ضفيره كبيره تصل لفخدها وجها لنافذه الغرفه ذات الأعمدة الحدديه غرفه خاليه من أى شىء لا يوجد بها غير سرير وخزانه {شمس شمس }نادت سعاد وهى تربط على رأسها لتنتفض فجأه ثم ركضت ناحيه النافذه متمسكه بالاعمده الحدديه بوجه شاحب عيونها العسليه الجميله تحلق حوالها الهالات الزرقاء شفتيها زرقاء مدت سعاد يدها بهدوء وهى تبتسم {تعالى يا شمس متخافيش انتى هتخدى ادويتك بس تعالى حبيبتى }....تمسكت أكثر بالنافذه وجسدها الضعيف يرتعش وشفتيها تنتفض من الخوف برغم من حاله اللا وعى التى تعانى منها ولكنها تشعر بموعد عذبها بجلسات الكهرباء....طرق باب الغرفه بهدوء لتنظر سعاد من عين الباب السحريه لتجدها الممرضة المساعده التانيه آمال فتحت سعاد باب الغرفه ودخلت آمال {تعالى يا امال فى حاجه }سالتها سعاد بهدوء. .....هزت آمال رأسها {لا مفيش جيت اشوفك محتاجه حاجه }...التفت سعاد لشمس المتشبت بالنافذه بقوه ونظرات الخوف تشع من عيونها الجميله {تعالى يا شمس بالله عليكى بلاش نظرات الخوف ديه مش باليد حيله يابنتى تعالى }اقتربت آمال وجذبت شمس بالقوة من يدها وهى تقول بحده {تعالى ياختى هنا احنا ناقصين وجع قلب زهقتينا }....شدت سعاد يد آمال وهى تهتف بغضب {بس يا آمال براحه عليها مش شايفها ضعيفه ازاى قولتلك 100 مره بلاش تتعملى معاها كده مش كفايه }...لوت آمال شفتيها بسخريه وهى تصدر صوت من بينهم {فى ايه يا سعاد مالك قلبك حنين اوى كده اذا كان أخواتها مش طايقنها احنا هنبقى عليها ديه مصيبه وقتالة قتله بلا قرف }.....كانت شمس عيونها مشتته بين سعاد وآمال وهى تنظر بخوف وجسدها ينتفض من الخوف ودموع تنهمر على وجنتها ماذا فعلت لتتعذب كل هذا العذاب كل ذنبها بالحياه أن والدها جلال عشق امها بجنون وشمس هى شمس حياته وابنته الجميله صاحبة القلب الطيب
سالت امال عن دكتور أدهم وتغيبه اليوم عن المصحه {هو فين دكتور أدهم مجاش ليه النهارده مش المفروض اخوات المحروسه يبعتوا الشهريه }.....ردت عليها سعاد وهى تعطى شمس أقراص بيضاء {دكتور يوسف جاى من السفر النهارده والدكتور أدهم راح يشوفه }.....شهقت آمال وهى تضرب على صدرها بقوه لتنظر لها شمس ولملامح وجهها التى ارتسمت عليه علامات الخوف {ايه دكتور يوسف ابن دكتور سيف يعنى ايه جاى اجازه زى كل مره ولا ايه }....ردت سعاد بقلق {لا ياختى دكتور يوسف هيه قد فى مصر على طول وكمان هيكون هنا فى المصحه ده دكتور أدهم شايل الهم وخايف....ارتاحى ياشمس نامى حبيبتى .....يلا بينا يا آمال }خرجت آمال وسعاد من غرفه شمس البعيدة عن باقى أجنحة المصحه بعد أن أغلقت باب الغرفه بالمفتاح....شردت آمال ثم قالت بقلق واضح {ده دكتور يوسف لو اكتشف حاجه هنروح فى داهيه يا سعاد ده غير حنفية الفلوس اللى هتتقفل }.....ردت سعاد بغضب {كل اللى همك الفلوس انتى مش بتشبعى ربنا يستر من اللى جاى لاحسن كلنا هنروح السجن من غير كلام واولنا دكتور أدهم دكتور يوسف مش هيسكت لو اكتشف موضوع شمس }.............
وقفت السياره أمام باب الفيلا لينزل منها يوسف وبيده تتعلق طفلته الجميله ملك نزلت فريده الدرج بسرعه وهى تبتسم بسعاده وشوق فتحا ذراعيها على مصرعيها وخلفها مريم ليترمى يوسف باحضن أمه الحبيبه الجميله التى مازالت جميله بل زادت جمالا واشراقا بعيون مشتاقة سعيده غمرت دموع الفرح عيون فريده {يوسف حبيبى وقلبى أهلا يا حبيبى حمد لله ع سلامتك يا قلبى }عناقها أكثر وهو يقبلها {ماما حبييتى وحشانى يا امى وحشانى جدا }فى نفس الوقت كانت تنحنى مريم أمام ملك تقبلها بشده من وجنتها وتعناقها بشوق وحب لتتبادل الأدوار ويعانق يوسف أخته الجميله مريم صحبت العيون الساحره قرص وجنتها بخفه وقبلهم بعد عانق طويل {حبيبتى مريومتى وحشانى جدا }....ارتمت على صدره تعانقه بشده {وانت كمان يا يوسف برغم انى كنت بكلمك كل يوم انت وملوكه بس وانت قدامى حاجه تانيه خالص يا يوسف بحد وحشنى }....هتف بفرحه وهو يركض ع الدرج وخلفه داده وداد وباقى الخدم سعداء بشده انه دكتور يوسف اطيب القلوب واحنها فتح ذراعه وقال بسعاده {مصر كلها والدنيا كلها نورت يا دكتور يوسف يابنى يا حبيبى }....عانقه بشده وهى يربت على ظهر بحب {عم حسين حبيبى وحشانى يا راجل يا عجوز وحشانى الامليت من ايدك الحلوه }....نزل عم حسين لمستوى الصغيره وقبل يدها بحب {أهلا بست البنات بسم الله ماشاء الله }...ابتسمت ملك برقه وهى تتمسك بقدم يوسف تشعر بالخجل....أما داده وداد عانقت يوسف بحبه وهى تبكى {أهلا يا غالى يا حبيبى شرفت بيتك ونورته يا دكتور }.....اقترب منها وقبل رأسها وهى يعانقها بشده {وحشانى يا داده يا احلى داده فى الدنيا }....لتشمئز فريده من يوسف وأسلوبه مع الخدم الذى سلم عليهم وعانق الراجل منهم ليدخل يوسف بعد أن عانق وسلم على الجميع
جلس على معقد الصالون الفخم وبين أقدامه وقفت ملك المتعلقه بيوسف كالماء والهواء نظر للفيلا وابتسم برقه {آمال فين المجنون }......جزت فريده على أسنانها {اتصالى يا مريم بالأستاذ وقوليلوا يوسف وصل خليه يتفضل يجى }.....هزت مريم رأسها وهاتفت مراد. .....ابتسمت فريده بحنان وفتحت ذراعيها بحب {تعالى حبيبتى عند نانه وحشانى ملوكه }....ركضت ملك الجميله لتستقر فى أحضان جدتها التى تعانقها بشوق ولهفه...................
بدأ الخدم فى تحضير طاولة الطعام الضخمة باشهى الأطعمة المختلفة والمتنوعة لينظر يوسف بدهشه مبتسم {ايه ده كله يا اماما مين اللى هياكل كل الأكل ده }.....لتقترب منه فريده ويدها تداعب وجنته {فى ضيوف معانا ع العشاء}.....سال يوسف بدهشه وهو ياكل بشهيه من طبق المحشى اللذيذ { ضيوف مين}
ليسمع صوت ليس بغريب عليه {احنا مش ضيوف يا فريده ولا ايه يا دكتور يوسف}....نظر يوسف ليتفاجى بخاله الدكتور أدهم العزيزى وابنه نادر ليرحب بهم يوسف بشده وأثناء الترحيب... تدخل بفستان اسود قصير ثلث كم يصل فوق ركبتيها ضيق يبرز رشاقه جسدها ترفع شعرها الأشقر ذيل حصان... اقتربت منه وعيونها الرمادية اللون تلتهم تفاصيله الجميله التى اشتقت لها وقفت أمامه وبصوت رقيق مثير يعرفه ويحظفه عن ظهر قلب قالت {حمد لله ع السلامه يا يوسف }......
إلى اللقاء مع الفصل الثاني.........
•تابع الفصل التالي "رواية شمس لا تغيب" اضغط على اسم الرواية