رواية حطام فتاة كاملة بقلم منال كريم عبر مدونة دليل الروايات
رواية حطام فتاة الفصل الاول 1
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
في الآونة الأخيرة ظهرت ظاهرة خطيرة و للأسف انتشرت بشكل مخيف.
التنمر هذه الكلمة كفيلة بقتل شعوب بأكمله.
ليس المظلوم الشخص الذي يتعرض للتنمر بل المظلوم هو الشخص المتنمر لأنه شخص مريض.
هنا صديقي نتحدث عن عقوبة هذا الموضوع.
، إذا كنت تريد معرفة ،ما المشكلة ؟ فضلاً كون صبوراً.
و الآن لا أعلم إذا المقدمة نالت اعجابك ، لكن هل مستعد عزيزي القارئ لتخوض معي هذه الرحلة؟
“الفصل الاول”
هل رأيت يوماً الحريق دون رؤية نار؟ هل تشعر بالاختناق من رائحة الحريق و لا تستطيع التنفس دون وجود دخان؟ هل تسمع صوت تكسير و لم تجد قطع زجاج مكسورة؟
كل ذلك يحدث في قلبها، الذي أصبح عبارة عن قطع مكسورة، و بداخلها نار لا تخمد أبداً، أصبحت تعاني من ضيق التنفس.
تجلس في غرفتها المظلمة، على الأرض الباردة ، في ليالي الشتاء ، و أصوات المطر و الرعد تزامناً مع دموعها التي تهطل كأنها مطر غزير لا يريد التوقف، و البرق الذي ترى من خلاله انعكاسها في المرآه، تغمض عيونها بحزن، تريد الظلام الكاحل فقط، ياليت يتوقف البرق ، حتي لا يتسلل الضوء إلى غرفتها .
تعشق الظلام،
لأن الظلام يخفي الجروح.
بعد ساعات من نوبة البكاء المعتادة ، نهضت من على الأرض ، و دلفت إلى المرحاض ، أخذت حمام ساخن.
تقف على سجادة الصلاة ، تتضرع الي الله ،ليس لها ملجأ إلا الله، تبكي و تتوسل إلى الله أن ينقذنها من هذا الجحيم.
في صباح يوم جديد
يأتي ضوء الشمس على عيونها، نهضت بانزعاج ، و عيونها تخبر الجميع أنها كانت ليلة حزينة عليها ، مثل باقي الليالي.
أخذت حمام و أدت فريضة الصلاة ، ثم غادرت الغرفة، و ذهبت الى غرفة الطعام.
تجلس على طاولة الطعام لتردف: صباح الخير.
الجميع: صباح النور.
نظرت لها الأم بحزن شديد، فقلبها ينفطر على حال صغيرتها، لتردف بحب: كيف حالك صغيرتي؟
لتجيب و هي تقلب في طبقها بممل: الحمد لله بخير.
ليردف الأب بهدوء: لا تهتمي بكلام الناس ، أنتِ فتاة رائعة.
ابتسمت زوجة اخيها بسخرية ، و نظرت لزوجها، و كأنها الإشارة ، حتي يكسر قلب هذه المسكينة ،ليصرخ قائلا : توقف عن هذا الحديث أبي،هي لديها مشكلة و يجب حل هذه المشكلة، هل تظل هكذا مدي الحياة؟
صرخ الأب : ما شأنك أنت؟ من الافضل لك الصمت.
لتجيب زوجة الابن ببرود: هو يقول ذلك لأجلها أبي، الجميع يعيش حياتها و هي مشكلتها عائق في حياتها .
نهضت الأم بغضب لتصرخ : هي ليست لديها مشكلة ، و هذا الأمر لا يخصك.
كانت تجلس في صمت تام، و الدموع تتساقط من عيونها بغزارة ، ثم نهضت من مقعدها و غادرت المنزل ، دون الاهتمام بشيء.
تجلس أمام النيل ، و هي تفكر في حياتها و تسأل ، لماذا يحدث معها ذلك؟!
هيا أولا نتعرف على هذه الفتاة.
ميساء فتاة تبلغ من العمر ثلاثون عاماً ، خريجة كلية تجارة ، تعمل في قسم الحسابات في شركة استيراد وتصدير ، ليست متزوجة ، و هذا ليس لأنها تعاني من مشكلة في أخلاقها أو مستواها الدراسي.
كلا هي فتاة تتمتع بأخلاق عالية، و مجتهدة في الدارسة و العمل، و تتمتع بالذكاء، مشكلتها تكمن في الشكل، ليس الروح.
من وجهه نظر الناس و المجتمع ، هي فتاة قبيحة ،لذا يجب عليها الموت من الحزن و القهر و تنمر البشر.
هي فتاة عادية تشبه معظم الفتيات ، لا تملك ملامح و كأنها تأتي من عالم آخر .
بشرتها قمحي و عيونها سمراء و شعرها قصير مموج ، كل هذا جيد بل هي جميلة جداً.
لكن المشكلة التي يراها الناس هي أنها فتاة سمينة ، أجل هي تعاني من مرض السمنة، و قصيرة بعض الشيء ، و من هنا أطلق عليها اصدقائها و الجيران و كل ما يراها ( الفتاة التي تشبه الفيل)
تبكي بشدة و تتذكر ما حدث بالأمس.
في منزل ميساء
المنزل على استعداد لاستقبال العريس المنتظر لها، الجميع يكتم أنفاسه خوفاً أن يرفض هذا العريس ميساء أيضا مثل ما فعل الجميع.
في غرفة الصالون
تجلس ميساء بتوتر و تنظر إلى الأسفل.
و هو يجلس أمامها و يحاول بجهد السيطرة على ضحكاته من منظر هذه الفتاة .
منذ الجلوس معنا لم يتحدث أحد منهم، حتي قرر أخيراً التخلي عن الصمت.
ليردف با استهزاء: هل أنا الشاب الوسيم الذي كل فتيات العالم تريد الزواج مني ، اتزوج فتاة. تشبه الفيل؟
تعالت ضحكاته ، و هي تفرك يديها بتوتر تزامنا مع الدموع التي دائما تخون العهد معها.
نهض من مقعدها ليردف : نصيحة تخلصي من الوزن الزائد لعل يأتي شخص يقبل بكِ ، أو ابحثي عن زوج مثلك ،ويصبح منزلك منزل الأفيال.
و غادر الغرفة و المنزل أيضا .
دلف أخيها بغضب ليصرخ: أيضا هذا لم يقبلك ، ماذا نفعل حتي نتخلص منك؟
لم تجيب عليه ،جذبها بعنف، و أذا صفعة قوية تجعلها تفقد الوعي.
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية حطام فتاة) اسم الرواية