رواية قيود العشق (2) الفصل العاشر 10 - بقلم سيليا البحيري
قيود_العشق2
فصل 10
في مكان آخر نذهب إليه لأول مرة ، و بالتحديد في الحدود المصرية الإسرائيل**ية و في الصحراء المهجورة في، غرفة مظلمة في مخبأ سري
حسن، قائد الجماعة الإرهابية، جالس في النص وبيحاط بيه رجاله. قدامهم ملف وصورة لست لابسة نظارات شمسية، ووشها مش باين.
حسن (بعصبية):
"ست سنين، وإحنا فاكرين إننا دفنا سرها! دلوقتي تقولوا لي إنها متجوزة وعايشة؟"
الرجل الأول (بتردد):
"حسن، الخبر جالنا من يومين بس. لسه مش عارفين تفاصيل حياتها."
حسن (يضرب الطاولة):
"تفاصيل؟ كافية إننا نعرف إنها لسه عايشة. ده معناه إن تميم وزين خدعونا!"
الرجل الثاني (بيحاول يبرر):
"بس تميم مش عارف حاجة. عيلتها فاكرة إنها ماتت، وهي اختارت تختفي."
حسن (بتحدي):
"طب إيه حكاية الجواز؟"
الرجل الأول (بهدوء):
"متجوزة راجل أعمال مصري إماراتي. غني جدًا، مش ليه علاقة بالجيش أو الضباط. متجوزاه من 5 سنين تقريبًا."
حسن (بابتسامة ساخرة):
"ممتاز. يبقى هي مش شبح زي ما كنا فاكرين. دلوقتي عندها اسم، حياة، وجوز ممكن نستخدمه ضدها."
الرجل الثالث (بتردد):
"حسن، هنعمل إيه دلوقتي؟"
حسن (بثقة):
"هنرجعها للظلام، ونستخدمها للإيقاع بتميم وزين. مش هسيب حاجة في الطريق."
الجميع (بصوت واحد):
"أمرك، حسن."
حسن (بابتسامة ماكرة):
"خليكم جاهزين. لو جوزها هيعطلنا، هنتعامل معاه برضه."
حسن (بهدوء وهو بيقلب الملف):
"خلصنا كلام عن الست دي دلوقتي، نرجع للأهم... البضاعة."
الرجل الأول (بجدية):
"الشحنة جاهزة يا حسن. مستنين بس التعليمات للتنفيذ."
حسن (بصرامة):
"التنفيذ مش هزار. الطريق لازم يكون آمن مية في المية. إيه أخبار الحدود؟"
الرجل الثاني (بثقة):
"الطريق اللي جهزناه من الشمال كله تحت السيطرة. معبر جديد ومحدش هيلقطه. الشحنة هتوصل لإسرائيل من غير ما حد يشك."
حسن (وهو بيشعل سيجارة):
"والمجندين اللي بيغضوا الطرف؟ أكيد متأكدين إنهم مأمنين الموضوع؟"
الرجل الثالث (بتأكيد):
"دول مضمونين، وكلهم بيقبضوا اللي يرضيهم. مش هيبصوا حتى على العربيات."
حسن (بنبرة تحذير):
"وأي مشكلة، حتى لو صغيرة، هنلاقي نفسنا في مواجهة مباشرة مع الجيش و حرس الحدود. عايز خطة بديلة لو حصل أي طارئ."
الرجل الأول (بتردد):
"في طريق جانبي ممكن نستعمله، بس هيحتاج وقت أطول."
حسن (بحدة):
"لازم يكون جاهز. الشحنة دي مش زي أي شحنة قبل كده. العملاء مستنيينها هناك، والتأخير مش مقبول."
الرجل الثاني (بسؤال):
"طب وبالنسبة للدفع؟ العملاء أكدوا التحويلات؟"
حسن (بسخرية):
"دفعوا نص، والباقي لما الشحنة توصل. فاهمين اللعبة كويس. مش هيدفعوا جنيه إلا لما يتأكدوا إن كل حاجة ماشية تمام."
الرجل الثالث (بحذر):
"طب لو حصل أي خطأ؟"
حسن (بعصبية):
"مافيش حاجة اسمها خطأ! أي غلطة هتدفعوا تمنها أنتم، فاهمين؟"
الجميع (في صوت واحد):
"فاهمين يا حسن."
حسن (وهو ينهي الحديث):
"تحركوا. لو عدت الشحنة دي بنجاح، الفلوس اللي هتيجي هتفتح لنا أبواب جديدة. وافتكروا، أي عثرة هتجيب علينا النار."
بعد خروج الجميع ، بقي حسن بمفرده
يجلس وحيدًا أمام الطاولة، ينظر إلى الصورة، ثم يشعل سيجارة ببطء.
حسن (بنبرة خافتة مليانة كراهية):
"فاكر يا تميم إنك خلصت مني؟ غلطان... لسه اللعبة في بدايتها."
يأخذ نفسًا عميقًا من السيجارة ويطرد الدخان ببطء.
حسن (بصوت منخفض ولكن حاسم):
"البنت دي؟ هتكون نقطة انهيارك. هخليها ترجع من الظلال بس مش زي ما كنت فاكر. هخليها تبقى سلاح ضدك."
ينهض ببطء، يلتقط الصورة من الطاولة.
حسن (بنبرة أكثر حدة):
"انت وزين فكرتوا إنكم أقوى مني؟ هوريكم مين الأقوى. الجحيم اللي هربتوا منه، هو اللي هيطاردكم دلوقتي."
يضرب الطاولة بيده وينظر بعزم.
حسن (بصوت قاطع):
"استعد يا تميم... أنا جاي، وكل خطوة هتقربكم من نهايتكم."
يخرج من الغرفة بخطوات ثابتة، تاركًا الجو مشحونًا بالوعيد.
***********************
في مكان آخر ، سيليا كانت تجري بسرعة في الشوارع، قلبها ينبض بشدة، والدموع تكاد تملأ عينيها. توقفت فجأة عند زاوية الشارع، تنظر حولها بقلق، كأنها تخشى أن يراها أحد. تلتقط أنفاسها بصعوبة، بينما تتحدث إلى نفسها بصوت منخفض.
سيليا (بتوتر):
"مستحيل، لازم أهرب قبل ما يكتشفوا. لو عرفوا إني أنا... لو عرفوا إنهم كانوا غلط، مش هينفع. أنا ما أستحقش أي حاجة منهم. ما كانش المفروض أرجع هنا، ما كانش المفروض أشوفه تاني."
(تنظر إلى الطريق، ثم تواصل بصوت مرتجف)
"أنا خلاص... خلاص. لو عرفوا، هيفكروا إنني كنت غلطانة طول الوقت، حتى لو الحقيقة اتكشفت... مش هيصدقني. مش هيصدقوني."
(تنظر خلفها بحذر، وكأنها تشعر بأن شخصًا يراقبها)
"هو لسه مش فاهم، مش هيفهم. كل شيء هيبقى زي ما كان. خلاص... خلاص."
كانت سيليا تقف وحيدة شاردة في الشارع ، حتى شعرت بأحد يضع يده على كتفها وكان زين، فتلتفت بسرعة وعيناها مليئتان بالخوف.
زين: "اهدي... إيه اللي حصل؟"
سيليا (بتوتر): "مفيش حاجة، أنا... أنا بس محتاجة أمشي."
زين (بصوت هادئ): "سيليا، إنتِ فاكرة إن الهروب هيحل حاجة؟"
سيليا (تتجمد للحظة): "إزاي... إزاي تعرف اسمي؟"
زين: "مش ممكن أنسى. شفتك قبل كده... وشفت القوة اللي عندك، حتى وإنتِ مكسورة."
سيليا (تخفض عينيها): "قوة؟ أنا؟ أنا ضايعة."
زين (بحزم): "لا، مش ضايعة. اللي واقف قدامي أقوى بكتير مما هي فاكرة."
سيليا (بصوت منخفض): "أنا مش عارفة أعمل إيه... كل حاجة حواليّ بتنهار."
زين: "لو كل حاجة بتنهار، أنا هنا. مش هسيبك لوحدك. عديتِ كتير، وده كفاية. دلوقتي دورك إنك تلاقي السلام."
سيليا (بنبرة خافتة): "ليه بتعمل كده؟"
زين (بنظرة ثابتة): "لأنك تستحقي أكتر. ولو كنت محتاجة حد جنبك، أنا مش هتحرك."
سيليا (تنظر إليه بخجل): "مش متعودة... حد يقول لي الكلام ده."
زين (يبتسم): "اتعودي. من النهارده، كل خطوة تاخديها، مش هتبقي لوحدك."
سيليا (تنظر إليه مطولًا، تتردد قبل أن تهمس):
"مش عارفة... مش عارفة أثق في حد تاني."
زين (بنبرة دافئة):
"مش بقول لك تثقي فيا دلوقتي. خدي وقتك، لكن أوعدك... أنا مش هخذلك."
سيليا (بصوت مرتعش):
"كل اللي وثقت فيهم خذلوني. خايفة... خايفة أجرب تاني."
زين (يقترب خطوة، يضع يده بلطف على كتفها):
"الخوف طبيعي، لكن مش لازم يوقفك. أنا مش هطلب منك حاجة غير إنك تسمحي لنفسك تبقي قوية زي ما أنتِ فعلًا."
سيليا (تنظر إليه بتردد):
"مش عارفة أبدأ منين."
زين (بابتسامة مطمئنة):
"نبدأ خطوة خطوة. مفيش استعجال. وأول خطوة؟... تاخدي نفسك العميق ده، وتفتكري إنك تستحقي فرصة تانية."
سيليا (تغمض عينيها وتأخذ نفسًا عميقًا، ثم تنظر إليه):
"وإنت... ليه يهمك كل ده؟"
زين (بنظرة جادة):
"لأنك شخص يستحق. يمكن أنا ما عرفتش أنقذك أول مرة، لكن المرة دي... مش هسيبك تعدي ده لوحدك."
سيليا (بابتسامة خفيفة):
"يمكن... يمكن أديها فرصة."
كاد زين أن يكمل كلامه لكن قاطعه صوت سيليا قائلة
سيليا (تلمح الساعة على معصمها فجأة وتفزع):
"يا نهار أسود... اتأخرت!"
زين (يتغير تعبيره إلى القلق):
"إيه اللي حصل؟ مستعجلة على فين؟"
سيليا (تحاول تهدئة نفسها):
"لازم أروح... في حد مستنيني."
زين (ينظر إليها بريبة):
"مين؟ ليه حاسة إنك بتحاولي تهربي تاني؟"
سيليا (بصوت خافت):
"مش هروب... أنا عندي أطفال، ولازم أكون معاهم."
زين (يصمت للحظة، ينظر إليها بدهشة):
"أطفال؟... إنتِ أم؟"
سيليا (تهز رأسها):
"آه، وعشانهم لازم أمشي دلوقتي."
زين (يخفض صوته بلطف):
"طيب، بس قبل ما تروحي... لو احتجتي حاجة، لو حسيتِ إنك مش قادرة... ما تتردديش تكلمني."
سيليا (تبتسم ابتسامة خفيفة وهي تتراجع):
"شكراً يا زين... يمكن أكلمك."
زين (ينظر إليها وهي تبتعد):
"هستنى المكالمة دي."
سيليا تلتفت بسرعة وتمضي بخطوات متسرعة، بينما زين يقف مكانه، عيناه تتابعانها وهو يفكر بصمت و أردف قائلا لنفسه
زين: يا ترى إيه حكايتك يا سيليا ، وليه أنا حاسس أنك نفسها سيليا اللي تميم يتحسر عليها
بعد لحظة من التردد، يخرج هاتفه ويتصل بشخص ما.
زين (بنبرة جدية):
"ألو... أدهم؟"
صوت أدهم (من الهاتف):
"أيوه، خير يا زين؟"
زين:
"عاوز منك خدمة ضرورية. في واحدة اسمها سيليا، محتاج أعرف كل حاجة عنها."
أدهم (بنبرة فضول):
"سيليا؟ مين دي؟"
زين:
"شفتها مرتين، وأتأكد إنها بتخبّي حاجة كبيرة. متأكدة إنها بتعيش في ضغط رهيب، وحاسس إن فيه حاجة غلط."
أدهم:
"طب، عندك أي تفاصيل؟ اسمها بالكامل؟ عنوان؟ أي حاجة أبدأ بيها؟"
زين:
"للأسف لا، كل اللي عندي اسمها الأول وبعض المواقف اللي جمعتنا. شوف لو تقدر تبدأ من اسمها سيليا بس، أكيد في حاجة هتوصلنا ليها."
أدهم (بنبرة مطمئنة):
"سيب الموضوع عليا. هبدأ أبحث وأبعت لك أول ما أوصل لحاجة."
زين (بتنهد):
"شكراً يا أدهم. الموضوع ده مهم جدًا بالنسبة لي."
أدهم:
"متقلقش، هتلاقي اللي بتدور عليه."
زين ينهي المكالمة، ويقف لوهلة، عقله مليء بالتساؤلات حول سيليا. يعرف أن هناك سرًا كبيرًا يحيط بها، ولا يستطيع تجاهل إحساسه بأنها تحتاج المساعدة، حتى لو لم تطلبها
**********************
(في فيلا ليلى الألفي، تدخل سيليا وهي ترتجف من البكاء، ملامحها منهارة. ليلى تلاحظ فورًا حالتها وتقترب منها بقلق شديد.)
ليلى: "في إيه يا بنتي؟ شكلك مش طبيعي!"
سيليا (تبكي بحرقة): "تخيلي مين طلع المعيد يا عمتو؟"
ليلى (بدهشة): "مين؟"
سيليا (بسخرية مريرة): "ريان."
ليلى (بصدمة): "ريان؟ أخوكي؟!"
سيليا (بصوت مكسور): "أيوة... أقرب واحد ليا، واللي أول واحد صدق الكذبة وذلني. ما سأليش حتى... رماني زي الغريبة!"
ليلى (بغضب): "ريان؟! كان المفروض يكون أكتر واحد يقف جنبك. بس لا... كلكم ظلمتوها يا فؤاد!"
سيليا (بحزن): "عمتو، شوفته فجأة... ما قدرتش أستحمل، هربت. ما ينفعش يشوفني، أنا مش قادرة أواجهه."
ليلى (بحزم): "ليه تهربي؟ سيليا، إنتِ اللي لازم ترفعي راسك. اللي عدى عليكي كان جحيم، ووجودك هنا دلوقتي دليل إنك أقوى منهم كلهم."
سيليا (بصوت مرتعش): "قوية؟ عمتو، أنا مش عارفة حتى أتنفس قدامه. حسيت بكل حاجة رجعت فجأة، الوجع... الخيانة... كأن اللي حصل من ست سنين بيحصل دلوقتي."
ليلى: "مش هيقدر يأذيكِ تاني. إنتِ اللي معاكي الحق، إنتِ اللي ظلموكي، وهو اللي المفروض يحس بالندم لما يشوفك واقفة قدامه، قوية ومستقلة."
سيليا: "بس عمتو... أنا خايفة. خايفة من نظراته، من كلماته... من كل حاجة."
ليلى (بصوت مطمئن): "سيليا، الخوف هو اللي هيضعفك. كوني زي ما أنا عارفاكِ... قوية. ما حدش هيوقفك، لا ريان ولا غيره."
سيليا (بتنهيدة عميقة): "يمكن... بس المواجهة مش سهلة، وأنا ما عنديش طاقة أرجع أعيش الوجع ده."
ليلى (تضع يدها على كتفها): "إحنا مش هنرجع لوجع الماضي. إنتِ هنا عشان تبدأي حياة جديدة. واللي ظلموكي لازم يشوفوا إنك كنتِ أكبر منهم كلهم."
سيليا (بهمس): "هحاول، عمتو. مش عشانهم... عشان نفسي و عشان ولادي"
( بعد مدة قصيرة ، يدخل رائد إلى المنزل وهو يحمل لينا بين ذراعيه، بينما زياد ومازن يمسكان بيده. كارما تسير خلفه بابتسامة خفيفة، لكن وجهه يتغير فور أن يرى سيليا منهارة بجانب ليلى.)
رائد (بقلق): "إيه اللي حصل؟ سيليا مالها؟"
ليلى (تلتفت إليه): "كانت في الجامعة وشافت... حد ما توقعتوش."
رائد (يقترب بسرعة ويجلس أمام سيليا): "سيليا، مين شوفتي؟ مين ضايقك؟"
سيليا (تنظر إليه بعينين ممتلئتين بالدموع): "ريان..."
رائد (بدهشة): "ريان؟ أخوكي؟!"
سيليا (بغضب مختلط بالدموع): "أيوة... المعيد اللي كنت مفروض أبدأ دراستي معاه."
كارما (بحذر وهي تراقب الموقف): "معيد؟ ده أكيد كان صعب عليكي."
رائد (ينظر بغضب): "صعب؟ ده جحيم! بعد اللي عمله، يظهر في حياتها فجأة؟!"
سيليا (بصوت مرتعش): "هربت، رائد... مقدرتش أبصله، مقدرتش أواجهه."
رائد (بصوت هادئ لكن مليء بالغضب): "كان لازم تواجهيه. هو اللي غلط، مش إنتِ. لازم يشوفك أقوى من كده."
زياد (يقترب من سيليا ببراءة): "ماما، ليه بتعيطي؟"
سيليا (تحضن زياد وهي تحاول التماسك): "مفيش يا حبيبي... ماما بس تعبانة شوية."
رائد (بنبرة حازمة): "كارما، خدي الأولاد و اطلعوا للأوضة."
كارما (بهدوء): "أكيد." (تمسك بيد زياد ومازن وتخرج مع لينا.)
رائد (ينظر إلى سيليا): "إحنا لازم نحط حد للموضوع ده، سيليا. متخليش حد يهزك تاني، خصوصًا الناس اللي كانوا المفروض يحموكي."
سيليا (بضعف): "مش عارفة... المواجهة هتقتلني."
رائد (بحزم): "لا، المواجهة هتطلعك أقوى. وانا هنا معاكي، مش هسيبك تمرّي ده لوحدك."
ليلى (تتدخل): "رائد عنده حق يا سيليا. وجودك هنا مش صدفة. ده الوقت اللي تثبتي فيه إنهم ما قدروش يكسروا سيليا اللي عرفناها."
سيليا (تتنهد بعمق): "هحاول... بس وجوده هيكون اختبار صعب."
رائد (بابتسامة خفيفة): "وإنتِ شاطرة في الاختبارات الصعبة، مش كده؟"
(في اوضة الأطفال، كارما تجلس على الأرض بينما زياد ومازن يلعبان بالمكعبات، ولينا تجلس في كرسيها الصغير تراقبهم ببراءة. تحاول كارما التخفيف من التوتر الذي شعرت به في الصالة.)
زياد (يرفع رأسه): "كارما، ماما زعلانة ليه؟"
كارما (بصوت هادئ ومطمئن): "ماما مش زعلانة منك يا حبيبي، هي بس محتاجة ترتاح شوية."
مازن (بحزن): "هي بتبكي! أنا شفتها."
كارما (تقترب منه وتضع يدها على كتفه): "ماما قوية يا مازن، وهي هتبقى أحسن لما تشوفكم بتلعبوا ومبسوطين."
زياد (بحزن طفولي): "أنا عايز أبقى كبير عشان أقدر أخلي ماما ما تبكيش أبداً."
كارما (تبتسم له بحنان): "وأنا متأكدة إنك هتكون أقوى واحد وتحميها. بس دلوقتي دورك تفرحها وتكون الولد الشاطر اللي هي بتحبه."
مازن (بحماس): "أنا هارسم رسمة لماما! هي بتحب الرسومات."
كارما (بتشجيع): "فكرة جميلة، هات ورق وألوان وأنا هساعدك."
(ينطلق مازن ليحضر الورق، بينما لينا تصدر أصواتًا صغيرة وتحرك يديها.)
كارما (تضحك وتنظر إلى لينا): "وإنتِ يا أميرة، عايزة تقولي إيه؟ بتزعلي إن ماما زعلانة؟"
لينا (تضحك بصوت عفوي): "دا دا!"
زياد (ينظر إلى أخته الصغيرة و هو يمسح على رأسها ببراءة): "لينا كمان بتحب ماما... أنا هأحكي لها قصة علشان تضحك!"
كارما (تربت على رأسه): "أنت بجد رائع، زياد. ماما محظوظة إنها عندها ولد زيك."
(مازن يعود بالألوان والورق ويبدأ بالرسم، بينما كارما تساعد لينا على الإمساك بلعبة صغيرة. الجو في الغرفة يصبح أكثر دفئًا ومرحًا، محاولة منها لرفع معنويات الأطفال وإبعادهم عن أي توتر.)
*******************
في الصالة في بيت كريم وثريا في دبي، ثريا قعدة على الأريكة ماسكة في إيديها تليفونها وبتشوف آخر الترتيبات للسفر لمصر. كريم داخل الغرفة لابس هدوم السفر، باين عليه إنه جاد وفيه حسم.
ثريا:
(بتردد)
كريم، أنت متأكد إننا هنسافر؟ جاد مش مبسوط بفكرة إننا نروح لهم، أنا حاسة إنه زعلان... بس هو محتاجنا، خاصة سيليا والعيال.
كريم:
(بهدوء)
أنا متأكد يا ثريا. إحنا ماينفعش نسيبه يكمل كده. لازم نروح علشان نوريه إن العيلة أهم من أي حاجة تانية. سيليا والعيال محتاجيننا، ومش هنسيبهم في الظروف دي.
ثريا:
(بتنهدة)
عارفة... بس جاد مش فاهم ده. هو ماعاملش سيليا زي ما لازم، ومش مهتم بالعيال ولا فيهم. لحد دلوقتي مش ظهر منه إنه عايز يشوفهم زي ما لازم.
كريم:
(بابتسامة حزينة)
أوقات الراجل بيكون محتاج دفعة، أو يمكن بس تذكير بحاجة مهمة. سيليا طيبة جدًا، وأنتِ عارفة قد إيه بنحبها زي بنتنا. جاد محتاج يراجع نفسه، دي فرصة علشان نوريه إننا لسه هنا علشانه، رغم كل حاجة.
ثريا:
(بتبص لكريم بتفكير)
إنت عندك حق. بس أنا خايفة إن السفر بتاعنا يسبب مشاكل أكتر. جاد وجيسي هيكونوا مزعوجين. خصوصًا جاد، هو مش بيحب إننا نوري اهتمامنا لسيليا والعيال، بس إحنا مش هنقدر نسيبهم لوحدهم.
كريم:
(بحزم)
سيليا والعيال مش هيبقوا لوحدهم. وأنا هنا علشان أساندهم. الموضوع مش عن جاد بس، ده عن العيلة. لازم نكون مع بعض، خصوصًا في الأوقات دي.
ثريا:
(بتنهدة)
إنت دايمًا بتشجعني أكون قوية. طيب، لو ده اللي لازم نعمله، يبقى نأخذ الخطوة دي. يمكن ده يخليه يفكر.
كريم:
(بيقرب منها ويحط إيده على كتفها)
مش هيتغير حاجة لو مافعلناش القرار ده، وكل اللي نقدر نعمله هو إننا نساعدهم. يلا نروح ونوريهم إننا معاهم. وه نحاول نصلح الأمور واحدة واحدة.
ثريا:
(بتبتسم برقة)
إنت عندك حق. يلا نروح.
كريم:
(وهو بياخد شنطته)
يلا بينا. هنتحمل ده مع بعض.
ثريا:
(بتنهض وبتاخد شنطتها)
تمام، يلا بينا. يمكن نلاقي الطريق الصح لكل حاجة.
(كريم وثريا بيخرجوا من الغرفة في طريقهم للمطار، مستعدين للسفر لمصر وفتح صفحة جديدة من الأمل في عيلتهم.)
********************
في المطار، كريم وثريا واقفين جنب منطقة الانتظار، بينما جيسي قاعدة على الكرسي بتتفرج عليهم بنظرات مليانة حقد.
جيسي:
(بتتكلم مع نفسها بس بصوت مسموع، بتسخر)
"بجد! سيليا دي هي اللي هتمثل العيلة؟ يعني فين الأدب وفين الأصول؟ مش عارفة إزاي جاد صبر عليها كل السنين دي."
كريم:
(بيتحول بصوت حاد وهو يبص لجيسي، غضبه ظاهر)
"إنتِ لسه عايشة في وهم؟ بتتكلمي كده ليه؟ سيليا دي زي بنتنا، ولا يمكن تسمحي لنفسك تسخري منها أو تستهزئي بيها بأي شكل. سيليا أفضل منك بكتير، وأنتِ مفروض تكوني شاكرة لها، بدل ما تحقدي عليها."
جيسي:
(بتتراجع وتبص لأرض، وبعدها ترفع راسها بصوت متوتر)
"أنا مش حاقدة، بس مش قادرة أفهم ليه لازم نركز عليها. هي مش قدنا ولا بتستاهل كل ده. جاد كان مفروض ما يتجوزهاش."
ثريا:
(بتنبه جيسي بحزم، معبرة عن استياءها)
"جيسي، اسكتي! كفاية كده! سيليا مينفعش تتقال عنها كده. لو كانت عندك مشكلة معاها، خليها بينك وبين جاد. مش من حقك تهاجميها قدامنا. دي عيلة، والمفروض نتعامل مع بعض بمحبة واحترام."
كريم:
(بيطلع غضبه مرة تانية، بيبص لجيسي بعيون مليانة تأنيب)
"إنتِ كده بتدمريني، جيسي. سيليا دي هي اللي ممكن تكون السبب في إصلاح حاجات كتير ضاعت بسببك وبسبب جادو بسبب استهتاركم و اهمالكم و تبذيركم للفلوس ، لو عايزين تعيشوا في سلام، هتحتاجوا تحترموا العيلة وتفهموا إن في حاجات أهم من كده. خلي بالك، إنتِ دلوقتي مش بنت صغيرة، إنتِ لازم تبقي ناضجة أكتر."
جيسي:
(بتكتئب وتبص للأرض، مش قادرة ترد)
"آسفة يا بابا... بس مش قادرة أتقبل الموضوع ده."
كريم:
(بهدوء، لكن بتأثير حاد)
"الحقد مش هيفيدك، يا جيسي. لو مش قادره تفرحي لسيليا ولا أولادها، على الأقل خليكي محترمة. لو عندك مشاكل مع جاد، دي حاجة بينكم، لكن ما تخلينيش أسمع كلام زي ده تاني."
جيسي ( تقول لنفسها بحقد):" حتى ماما و بابا كسبتيهم لصفك ، ماشي يا سيليا مبقاش جيسي لو ما خليتهم يكرهوكي زي جاد بالضبط
•تابع الفصل التالي "رواية قيود العشق (2)" اضغط على اسم الرواية