Ads by Google X

رواية قيود العشق (2) الفصل الرابع عشر 14 - بقلم سيليا البحيري

الصفحة الرئيسية

 رواية قيود العشق (2) الفصل الرابع عشر 14 - بقلم سيليا البحيري 

قيود_العشق2 
فصل 14
جوه أوضة الجلوس في بيت ليلى. سيليا باينة عليها متوترة، واقفة قدام ريان اللي بيحاول يلبس جاكيت علشان يرجع لبيت العيلة. العيال نايمين في الأوض التانية، وليلى قاعدة من بعيد بتراقب بصمت

سيليا: (بتتحرك فجأة وتقف قدام الباب علشان تمنعه يخرج، صوتها بيرتعش) ريان... لو سمحت.

ريان: (بيبصلها باستغراب ورافع حواجبه) فيه إيه يا سيليا؟

سيليا: (عينيها بتتوسل، بتقرب منه خطوة بخطوة) ما تقولهمش... بالله عليك ما تقولهمش إني لسه عايشة.

ريان: (صوته مستغرب ومعصب شوية) إنتي بتقولي إيه؟ إزاي أخبي حاجة زي دي؟ العيلة لازم تعرف إنك عايشة، ده إحنا اتدمرنا بسببك!

سيليا: (بتصرخ فجأة، بتقطع كلامه) وأنا؟! أنا ما اتدمرتش؟! ست سنين يا ريان، ست سنين عشتهم لوحدي، مذلولة، موجوعة! سابوني أواجه الدنيا لوحدي... افتكروني خنتهم، دبحوني بشكهم... ودلوقتي؟ عايزني أرجع كأن حاجة ما حصلتش؟

ريان: (بيحاول يهدّيها، بيحط إيده على كتفها) سيليا، همّا كانوا غلطانين، وندموا، الكل بيعاني بسبب غيابك.

سيليا: (بتشيل إيده من عليها، عينيها مليانة دموع) ما ينفعش أرجع دلوقتي، مش بالساهل كده... أنا مش مستعدة أبص في وشوشهم وأشوف فيها شفقة أو تأنيب ضمير. أنا محتاجة وقت، محتاجة أسترجع نفسي الأول.

ريان: (بتردد، بيبصلها في عينيها، بيحاول يفهم وجعها) وطب وهمّا؟ هيعيشوا في العذاب أكتر؟

سيليا: (بتنزل على ركبتها قدامه، ماسكة إيده بقوة، صوتها مخنوق بالعياط) أرجوك، ما تعملش كده. لو إنت فعلاً أخويا... لو إنت بتحبني... ما تموتنيش تاني بإنك تقولهم. أنا محتاجة وقت... بس وقت.

ريان: (ساكت شوية طويل، بيبصلها بحزن، بيمسح على شعرها بهدوء) ماشي يا سيليا... بس ده مش سهل عليا.

سيليا: (بامتنان كبير، عينيها مليانة دموع وهي بتبصله) شكراً... شكراً يا ريان.

ريان: (بيستدير ناحية الباب، بس قبل ما يخرج، بيتلفت يبصلها) ما تتأخريش كتير يا سيليا. العيلة محتاجاك زي ما إنتي محتجاهم...

بيخرج وسيليا قاعدة على الأرض، المكان مليان صمت تقيل بيعكس قراراتها وحزنها
**********************
ريان خرج وفضلت سيليا قاعدة على الأرض، ودموعها بتنزل بصمت. ليلى وابنها رائد واقفين قريب منها، ليلى بتبصلها بحنية، ورائد باين عليه القلق عليها

ليلى: (بتقرب منها وبتحط إيدها على كتفها) سيليا... لسه خايفة؟

سيليا: (بصوت مبحوح، من غير ما ترفع راسها) أنا مش خايفة، يا عمتي... أنا مدمرة. مش قادرة أتخيل إن حياتي كلها بقت كده... كأني عايشة كابوس.

رائد: (بيجلس جنبها على الأرض، صوته هادي ومليان حزم) بس إنتِ مش لوحدك يا سيليا. إحنا معاكي، وهنفضل معاكي لحد ما تقفي على رجلك تاني.

سيليا: (بتبصله بعيون مليانة دموع) أنا تعبت، يا رائد. تعبت من كل حاجة... من الخوف، من الذكريات، ومن إن كل حاجة حواليا بتضغط عليا.

ليلى: (بتمسك إيدها بحنية) يا بنتي، أنا فاهمة وجعك... بس اللي حصل النهارده خطوة كبيرة. إنك واجهتي ريان وسامحتيه، دي بداية جديدة ليكي.

سيليا: (بصوت ضعيف) بس أنا مش عارفة إذا كنت أقدر أكمل... إذا كنت أقدر أواجه الباقي.

رائد: (بصوت جاد) هتقدري، سيليا. إنتِ أقوى بكتير مما فاكرة. شوفتي قد إيه عديتي حاجات مستحيلة؟ ده دليل إنك تقدر ترجعي وتكملي حياتك، بس خطوة بخطوة.

سيليا: (بتنهد وتبص لتحت) يمكن... بس مش عارفة إذا كنت جاهزة دلوقتي.

ليلى: (بابتسامة مطمئنة) محدش هيضغط عليكي، يا حبيبتي. خدي وقتك، بس فكرّي دايمًا إن العيلة دي هتفضل مستنياكي، لأنك مهما حصل... قلبهم.

سيليا: (بهمس وهي تنظر إلى ليلى ورائد) شكراً ليكم... لولاكوا ما كنتش عارفة أعيش ولا آخد الخطوة دي.

رائد: (بابتسامة خفيفة) إحنا عيلتك برضه، سيليا... ومهما حصل، إحنا هنا علشانك.
***********************
في غرفة طعام فخمة في فيلا كريم. الأسرة تجلس حول طاولة العشاء. الجو مشحون بالبرود. ثريا تحاول الحفاظ على أجواء ودية، بينما جيسي تستغل اللحظة لبث سمومها

جيسي: (بصوت هادي لكنه مليان حقد، وهي تقطع قطعة من طعامها) على فكرة يا جاد، أنا مستغربة إزاي لسه مستحمل سيليا وأولادها لحد دلوقتي؟ يعني... بصراحة، البنت دي جايبة معاك مشاكل من يوم ما دخلت البيت.

جاد: (يتنهد بضيق، يحرك كرسيه قليلاً) جيسي، مش وقته الكلام ده.

جيسي: (بتضحك بسخرية) مش وقته؟ إزاي يعني؟ أنا بقول الحقيقة بس. سيليا عارفة تستغل طيبة ماما وبابا علشان تحسسك إنك الغلطان،  الحقيقة واضحة... هي طول عمرها مش قد المستوى.

ثريا: (بصرامة مفاجئة، تضع الشوكة والسكين بصوت مسموع على الطاولة) كفاية، جيسي. ما بحبش الكلام ده في بيتي.

جيسي: (تتظاهر بالبراءة) ماما، أنا بس بقول اللي في قلبي. إنتِ عارفة إنها...

ثريا: (تقاطعها، نبرة صوتها صارمة) قلت كفاية، جيسي. سيليا جزء من عيلتنا، واحترامها احترام لنا كلنا. مش هسمحلك تكملي الكلام ده.

جاد: (ينهض فجأة من على الطاولة، يمسك بالكأس أمامه، صوته مليان ضيق) الموضوع ده اتقفل خلاص. مش عايز أسمع اسمها ولا سيرة الأولاد هنا.

كريم: (ينظر لجاد بحدة، يرفع حاجبه) جاد! تصرفك ده مرفوض. إذا كنت مش عايز تشوف عيلتك أو تتحمل مسؤوليتك، ده ما يديكش الحق تهينهم أو تهرب.

جاد: (بنبرة باردة، ينظر لوالده) بابا، مشكلتي مع سيليا. أنا كنت واضح من البداية.

ثريا: (بتحاول تهدي الوضع، لكن نبرتها حزينة) واضح إن المشكلة مش في سيليا، يا جاد... المشكلة فيك.

جيسي: (تحاول تهرب من الموقف، تضحك بهدوء وهي تشرب من كوبها) طيب، أظن إن العشاء بقى مش حلو زي ما توقعت.

كريم: (ينظر لها بغضب، يرفع صوته لأول مرة) وجيسي! كفاية لعب بالكلام. عيلتنا محتاجة تتعدل، وإنتِ جزء من الخراب اللي حاصل.

جاد يأخذ معطفه ويخرج بسرعة من الغرفة. جيسي تحاول التظاهر بعدم الاكتراث، بينما ثريا تمسح على جبهتها بضيق وكريم ينظر للطاولة بعيون مليانة حزن

ثريا: (بهمس وهي توجه الكلام لنفسها) يا رب، عاوزة أشوفهم متصالحين مع نفسهم قبل ما أموت.
********************
كريم ينظر إلى جيسي بحدة بعد خروج جاد، بينما ثريا تجلس بصمت تحاول تهدئة غضبها الداخلي. الجو متوتر

كريم: (ينهض بهدوء لكنه بحزم، يلتقط معطفه من الكرسي) جيسي... اللي بتعمليه ده مش تصرف بنت محترمة، وأكيد مش بنتي.

جيسي: (بتحاول ترد بتحدي وهي تميل بظهرها على الكرسي) بابا، مش فاهمة إزاي أنا اللي غلطانة هنا! أنا بس بقول اللي كلنا عارفينه عن سيليا.

كريم: (بصرامة، يوجه إليها نظرة شديدة) سيليا مرات أخوكي وأم ولاده، واحترامها مش خيار. آخر مرة أسمع منك كلام زي ده، فاهمة؟

جيسي: (تبتلع كلماتها، لكنها ترد بتمتمة واضحة) طيب، واضح إنكم كلكم واقفين في صفها.

كريم: (بصوت حاسم وهو ينظر لها نظرة أخيرة) صف الحق دايمًا هو اللي لازم نقف فيه.

كريم يلتفت إلى ثريا، يضع يده على كتفها برفق، ويخرج دون أن ينظر مرة أخرى إلى جيسي. يبقى الصمت للحظات قبل أن تقطعه ثريا بنبرة هادئة لكنها حادة

ثريا: (تنظر لجيسي بنظرة عتاب وحنق) قولي لي يا جيسي، إنتي إمتى بالظبط بقيتي البنت دي؟ البنت اللي شايفة في الشر أسلوب حياة؟

جيسي: (بتحاول تبرر، لكنها تشعر بعدم الراحة تحت نظرات أمها) ماما، أنا مش شريرة. بس سيليا مش مناسبة لجاد، وأنا شايفة ده من أول يوم.

ثريا: (تضرب الطاولة بيدها برفق لكن بصرامة) كفاية! كفاية تبريرات سخيفة. سيليا أم ولاد أخوكي، وأنا بحبها زيك . كل مرة تفتحي سيرة عنها بالشكل ده، بتجرحيها وبتجرحيني.

جيسي: (بغضب مكتوم، وهي ترفع يديها استسلامًا) طيب، ماشي، هسكت. بس لما يحصل اللي أنا متوقعة، ما تلوميش غير نفسك.

ثريا: (تقف ببطء، تضع يديها على الطاولة وتنظر مباشرة في عينيها) اللي أنا متأكدة منه، إن يوم هتيجي تندمي على كل كلمة سمّيتي بيها الجو ده. وسيليا، لما تكون فوق اللي بتقولي عنها، إنتِ اللي هتبقي تحت، لوحدك.
*********************
ثريا تنهض من مكانها بعد أن ألقت كلماتها الأخيرة، تنظر لجيسي بنظرة مليئة بالعتاب، ثم تستدير لتخرج. يبقى الصمت للحظات بعد خروجها، وجيسي وحدها على الطاولة، تمسك شوكتها بعصبية وتضغط عليها بإصبعها

جيسي: (تتحدث مع نفسها بغضب مكتوم، تهمس بصوت منخفض) سيليا... سيليا... كل حاجة بقت سيليا!

تدفع الكرسي للخلف بعنف، تنهض وهي تدور حول الطاولة ببطء

جيسي: (تتمتم، لكن صوتها يعلو تدريجيًا مع غضبها) الكل شايفها ملاك... البنت الطيبة اللي اتبهدلت... والكل نسي إنها السبب في اللي إحنا فيه!

تلتقط كأس ماء من الطاولة وترميه بعصبية على الحائط، فيتناثر الماء والزجاج

جيسي: (بصوت أعلى، وكأنها تخاطب شخصًا غائبًا) هي السبب في بعد جاد عننا... السبب في غضب بابا... حتى ماما اللي دايمًا بتدعمني، بقت تفضلها عليا!

تجلس على الكرسي مجددًا، تضع رأسها بين يديها للحظات، ثم ترفع رأسها بعينين مليئتين بالشر والحقد

جيسي: (بصوت منخفض لكنه مليء بالتوعد) لو فاكرين إنهم هيعيشوا مبسوطين، يبقوا بيحلموا... سيليا، أنا مش هسيبك. هخلي حياتك جحيم... إنتِ وأولادك!
********************
داخل فيلا البحيري، الساعة تشير إلى الحادية عشرة مساءً. الجميع مجتمعون في غرفة الجلوس الواسعة

الباب يُفتح فجأة، يدخل ريان متعبًا، يحمل حقيبته على كتفه. جميع العيون تتجه نحوه
نجلاء: (توقف ما بيدها وتنظر إليه بحدة) ريان، الساعة بقت كتير، كنت فين لحد دلوقتي؟

ريان: (يحاول التظاهر بالهدوء، يخلع معطفه) كنت في الجامعة يا أمي، عندي شغل كتير... محاضرات وتحضير.

نجلاء: (تضع الحياكة جانبًا وتقترب منه بخطوات بطيئة) ريان، متأكد؟ شكلك مش طبيعي...

فؤاد: (يقطع الحديث بصوت حازم) أمك بتسأل، جاوبها كويس. ليه شكلك مضطرب؟

ريان: (ينظر إليهما ثم يخفض نظره) مفيش حاجة يا بابا، شوية ضغط شغل... ده كل اللي في الموضوع.

جليل: (بنبرة شك) ريان، لو في حاجة، احكي، إحنا عيلة واحدة.

ريان: (يرفع رأسه ويحاول تغيير الموضوع) بجد، كله تمام. أنا بس تعبان شوية... لو تسمحولي، عايز أطلع أوضتي أريح.

نجلاء: (تمسك يده قبل أن يتحرك، بنبرة ملؤها القلق) ريان، لو في حاجة مخبيها، إحنا هنفهم،  متزودش همومنا أكتر.

ريان: (يبتسم ابتسامة باهتة) متخافيش يا أمي، مفيش حاجة... صدقيني.

يرفع حقيبته ويتجه نحو الدرج، لكن قبل أن يصعد، يوقفه صوت يوسف

يوسف: (ينظر إليه بريبة) ريان، عادي لو سألناك سؤال؟

ريان: (يلتفت ببطء، يحاول ضبط نفسه) طبعًا، قول يا يوسف.

يوسف: ليه حاسس إنك بتخبي حاجة؟ مفيش حد بيتأخر في الجامعة كده...

ريان: (يضحك بارتباك) أنا فعلاً ماشي صح، إنتم بس شايلين هم أكتر من اللازم.

ريان يسرع بالصعود قبل أن يكمل أحد الحديث. الجميع يتبادلون النظرات المستفهمة، ونجلاء تنظر لفؤاد بحيرة، في حين أن تميم كان متأكد أن ريان يخفي شيئا ما 

نجلاء: (تتنهد) أنا حاسة إنه مخبي حاجة كبيرة.

فؤاد: (بصوت هادئ ولكن صارم) لو في حاجة فعلاً، هيبان... مفيش حاجة بتستخبى للأبد.

  صعد ريان لغرفته ، أغلق الباب خلفه بإحكام. جلس على سريره، وضع رأسه بين يديه، وتحدث مع نفسه بصوت خافت

ريان: (بصوت منخفض) يا رب، ساعدني... ماقدرش أقولهم، مش دلوقتي... مش وأنا وعدتها.

ليمسك رأسه بيده،  بينما تتردد في ذهنه كلمات سيليا وهي تتوسل إليه أن يبقي سرها طي الكتمان
**********************
في غرفة الجلوس. العائلة لا تزال مجتمعة. سيلين، ابنة تميم، تركض هنا وهناك، تلعب بدمية صغيرة. الجو هادئ، لكن الحزن يخيم على الأجواء كلما وقعت أعينهم على الصغيرة التي تذكرهم بسيليا

ريان ينزل ببطء من الدرج، يحاول التصرف بشكل طبيعي، لكنه يبدو متوتراً. يجلس على طرف الأريكة بجانب يوسف

فؤاد: (ينظر إلى سيلين بابتسامة حزينة) البنت دي... سبحان الله، شبه سيليا بالظبط وهي صغيرة.

الجميع يصمت فجأة، عيونهم تتحول إلى الصغيرة التي تجلس على الأرض وتضحك

نجلاء: (تتنهد وتمسح دمعة بصمت) فعلاً، حتى ضحكتها زيها...

سامر: (بصوت منخفض) كانت أحلى حاجة في حياتنا.

مراد: (ينظر إلى ريان) ساعات بحس إنها لسه معانا... مش كأنها اختفت.

ريان: (يبتلع ريقه، يحاول السيطرة على توتره) يعني... ذكراها دايماً في قلوبنا.

تميم: (يضع يده على رأسه بإحباط) لو ماكنتش طاردت الجماعة دي... يمكن ماكنش حصل اللي حصل.

أحمد: (بهدوء، لكنه يحمل نبرة حزن عميقة) مش ذنبك، تميم. كلنا قصرنا في حقها...

يوسف: (ينظر إلى ريان بريبة) بس إحنا المفروض نبطل نلوم نفسنا... مش كده يا ريان؟

ريان: (ينهض فجأة، يحاول الابتعاد) صح... أنا محتاج أطلع أوضتي شوية.

فؤاد: (ينظر إليه بحيرة) مالك يا ابني؟ ليه من ساعة ما جيت شكلك متوتر ومش عايز تقعد معانا؟

ريان: (يتظاهر بالابتسام) مفيش يا بابا، تعبان شوية من الشغل...

يسرع ريان بالصعود إلى غرفته، يترك خلفه جواً من الشك. الجميع ينظرون لبعضهم البعض بصمت

مراد: (يكسر الصمت) إيه حكاية ريان؟ بقاله ساعة و هو غريب.

أحمد: (يعقد حاجبيه) أكيد مخبي حاجة...

يوسف: (يضيف بنبرة جدية) وإحنا لازم نعرف إيه هي.

سامر: (يشير نحو الدرج) يمكن حاجة تخص الجامعة؟

تميم: (يضع يده على الطاولة بصرامة) مش متأكد... بس في حاجة أكبر من كده.

فؤاد: (يضع يده على رأسه، بنبرة حزن) لو في حاجة فعلاً، يا ترى لها علاقة بسيليا؟

نجلاء: (تقاطعه) فؤاد، كفاية عذاب... سيليا مش راجعة.

يوسف: (بصوت خافت) يمكن مش راجعة... بس في حاجة غريبة.

الجميع يصمت مجدداً، وكل منهم غارق في أفكاره، بينما تستمر سيلين في اللعب مع ماهر ، ببراءة غير مدركين ما يحدث من حولهما 
************************
في غرفة نوم ليلى،جلست هذه الأخيرة لتتصل بزين، ، سيليا نائمة في غرفتها، أولادها بجوارها في أسرتهم. رائد، في الخارج يعمل في النادي الرياضي. ليلى تجلس على الأريكة، هاتفها في يدها، تتحدث مع زين. صوتها متوتر

ليلى: (بتردد) زين، ريان عرف الحقيقة و كان هنا من كام ساعة... ، بس  سيليا كانت مرعوبة.

زين: (من الطرف الآخر، بلهجة جادة) وقلتي له إيه؟

ليلى: (تنهد) سيليا توسلت له... طلبت منه ما يخبرهم. قالت إنها مش مستعدة للرجوع لبيتها.

زين: (بقلق) ليه؟ سيليا لازم تواجههم. هو ده الوقت المناسب، موش لازم تهرب أكتر من كده.

ليلى: (بحذر) مش سهلة، زين. سيليا مرّت بأيام صعبة، وعشان كده مش مستعدة تفتح الجراح من جديد.

زين: (بتنفس ثقيل) لو تأخرت، الموضوع هيصعب أكتر... ريان مش هيقدر يسكت كتير ، مش هيقدر يخبّيها.

ليلى: (بغضب مكبوت) أنا عارفة، بس سيليا مش هتقدر تتعامل مع كل ده دلوقتي. لو رجعت عشان مواجهة كده، ده هيكسرها.

زين: (بصوت منخفض لكنه حازم) يعني هتخليها تهرب للأبد؟ مش هتقدر تعيش في الخوف ده كل حياتها، ليلى.

ليلى: (تنظر إلى سيليا وهي نائمة، ثم تتنهد) هي خايفة، زين. خايفة من الناس اللي هي بتحبهم، مش عاوزة تصدق إنهم ظلموها.

زين: (بتوتر) ليلى، أنا لو مكانك، كنت هنصحها إنها تقابلهم النهاردة قبل بكرة. خليها تواجه الواقع... خليها تكون قوية.

ليلى: (بصوت هادئ) هي مش قوية كفاية دلوقتي. أنا هخليها تتكلم لما تكون جاهزة، مش دلوقتي.

زين: (بعد صمت قصير) لكن لازم تعرف إن ما فيش وقت ضايع أكتر... ولازم تبقى جنبها.

ليلى: (تغلق عينيها وهي تمسك الهاتف) أنا هكون جنبها، زين. بس سيليا هي اللي لازم تقرر.

صمت طويل قبل أن يقطع زين المكالمة

زين: (من الهاتف، بنبرة حنونة) خلي بالك منها، ليلى.

ليلى تغلق الهاتف،  وتتنهد بعمق، ثم تخرج من الغرفة بهدوء و تتجه لتجلس في الحديقة رغم برودة الجو ، تفكر في حياتها و حياة سيليا و رائد 

و تفكر في الأيام القادمة وما قد تحمله من تحديات

 •تابع الفصل التالي "رواية قيود العشق (2)" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent