رواية قيود العشق (2) الفصل الخامس عشر 15 - بقلم سيليا البحيري
قيود_العشق2
فصل 15
بعد أسبوع ،في فيلا كريم الأنصاري
صوت جرس الباب بيرن. ثريا تفتح الباب بحماس
ثريا: (بصوت دافئ) أهلاً وسهلاً! البيت نوّر والله!
تنحني تحيي الأطفال اللي واقفين جنب سيليا
ثريا: يا خبر، شوفوا العسل ، تعالوا يا حبايبي، جدتكم نفسها تشوفكم من زمان.
سيليا: (بابتسامة خجولة) متشكرة قوي على العزومة، يا طنط
كريم: (يظهر من ورا ثريا مبتسم) عزومة إيه يا بنتي! ده بيتك وبيت ولادك. اتفضلوا، ما تقفوش على الباب.
الجميع يدخلوا الصالة الكبيرة اللي مليانة دفء وراحة
الأطفال يجروا على كريم، اللي ينزل على ركبته علشان يستقبلهم.
كريم: (بيضحك) زياد، مازن، ولينا العسولة! وحشتوني يا ولاد.
زياد: (بحماس) جدو! هتلعب معانا النهارده؟
كريم: (يمسح على رأس زياد) طبعًا، عندي ليكم مفاجأة جامدة جدًا.
مازن: (باحتراس) إيه المفاجأة دي، جدو؟
كريم: (بيغمز بثقة) هتعرفوا حالًا!
بياخد كريم الأطفال على أوضة جنب فيها ألعاب وهدايا
في الصالة، ثريا قاعدة جنب سيليا.
ثريا: (بحنان) يا حبيبتي شكلك تعبان. كل حاجة تمام؟
سيليا: (بتتنهد) مرهقة أوي يا طنط، بس بحاول أتماسك علشان ولادي.
ليلى: (بهدوء) سيليا قوية، وقدها .
ثريا: (تمسك إيد سيليا) إحنا هنا معاكِ، ودايمًا في ضهرك.
رائد واقف جنب كريم بعد ما رجع من اللعب مع الأطفال.
كريم: (بيضحك وهو قاعد) يا نهار أبيض، الطاقة دي كلها جايبينها منين؟ أرهبوني!
رائد: (مبتسم) الطاقة دي واخدينها من أمهم، واضح إنهم ورثوا قوتها.
كريم: (بيبص لسيليا بفخر) وأنتِ يا سيليا، إحنا عيلتك، ومافيش حاجة هتغير ده.
سيليا تبتسم بخجل وتحس براحة لأول مرة من زمان
في الخلفية، صوت جيسي جاي من فوق وهي بتتكلم في التليفون مع جاد
جيسي: (بصوت عالي وساخر) مش مصدقة إنكم عازمينها هي وعيالها!
ثريا وكريم يبصول بعض، وبعدين يتجاهلوا الكلام
ثريا: (بتغير الموضوع بابتسامة) سيليا، أنا محضّرة لك أكل مخصوص. عايزة أشوفك بتاكلي كويس، ما تهلكيش نفسك.
سيليا: (مبتسمة بحرج) متشكرة قوي يا طنط.
الأطفال بيضحكوا و بيلعبوا مع جدهم، وثريا بتبص لسيليا وليلى بحب واضح، وعزمها إنها تكون دايمًا في ضهرها مهما حصل
جيسي بتنزل من السلم، خطواتها مسموعة بوضوح، ونظراتها مليانة حقد وهي داخلة الصالة. ثريا بتبصلها بحذر، وكريم بيتجاهلها كأنه مش واخد باله
جيسي: (ببرود) أوه، الكل مجتمع هنا، ما شاء الله! شكل الجو لطيف جدًا.
بتبص لسيليا وليلى بطريقة مستفزة، وبنبرة متعالية
جيسي: ما كنتش عارفة إن الضيوف الكرام ليهم زيارة النهارده.
ثريا: (بحزم) سيليا مش ضيفة، ده بيتها.
جيسي: (بابتسامة مصطنعة) آه طبعًا، أكيد.
بتقرب جيسي من الأطفال بابتسامة مصطنعة عشان تخفي مشاعرها
جيسي: (بصوت ناعم مصطنع) زياد يا روحي، تعال عند عمتك جيسي.
زياد يبص لها بتوتر ويشد إيده بعيد عنها
زياد: (بيهز رأسه) لا.
جيسي تحاول ما تظهرش إحراجها، وتلف لجهة مازن
جيسي: طب إيه رأيك إنت يا مازن؟ تعال هنا، عمتك هتجيب لك حاجة حلوة.
مازن يبعد خطوتين للخلف، بصوته الطفولي
مازن: لا، عايز أروح عند جدو.
جيسي تتنهد بغيظ، وتحاول تسيطر على أعصابها، وبعدها تبص للينا الصغيرة اللي قاعدة على حضن ثريا
جيسي: (بصوت مليان تصنّع) وآه، دي بقى لينا العسولة! تعالي يا حبيبتي لعمتك الجميلة.
جيسي تمد إيديها عشان تشيلها، لكن لينا تبص لها بعيون صغيرة مشمئزة، وتبدأ تبكي بهدوء وهي تلف وشها ناحية ثريا
ثريا: (بابتسامة خفيفة وهي تحضن لينا) أصل لينا مش بتتعود على حد بسرعة.
جيسي تضغط على أسنانها وهي بتحاول تخبي إحراجها، وبصوت متوتر
جيسي: (بضحكة خفيفة) آه، الأطفال ساعات بتكون غريبة في تعاملها.
بتقعد جيسي على الكنبة بتكبر واضح، وتحاول تخبي نار الغيظ اللي مولعة جواها
كريم: (بيرمقها بنظرة جانبية وهو بيكلم زياد) تعال يا زياد، جدك عايز يعرف مين اللي كسب في اللعب!
زياد يجري على كريم ويقعد جنبه، وسيليا تبص لجيسي بنظرة هادئة وواثقة، كأنها بتقول إنها مش مهتمة باستفزازها
ليلى تنظر لرائد وتبتسم، وكأنها بتقول له بهمس "واضح مين الكسبان هنا.
جيسي قاعدة متجمدة، ونار الحقد باينة في عينيها، بينما العيلة بتكمل الليلة بشكل عادي، كأن وجودها مجرد تفصيل صغير
سيليا تقعد في مكانها بهدوء وهي بتحاول تهدي لينا الصغيرة اللي رجعت لحضنها، وبعدين ترفع عينها بهدوء تبص لجيسي اللي قاعدة مكانها، ملامحها متوترة ومليانة غيظ واضح
سيليا: (بابتسامة هادية وواثقة) الأطفال أوقاتهم أغلى من أي حاجة... بيعرفوا دايمًا مين اللي بيحبهم بجد.
جيسي تحاول تحافظ على برودها، بس عينيها باينة فيها نار الغيظ، وترد بصوت متوتر
جيسي: (بتصنع) آه، الأطفال دايمًا عندهم تصرفات غريبة. يمكن بس محتاجين شوية وقت يتعودوا على الناس الكبيرة اللي في حياتهم.
سيليا تضحك ضحكة خفيفة، بنبرة كلها ثقة، وتبص لجيسي مباشرة
سيليا: (بنبرة هادية) أكيد. بس الحب الحقيقي ما بياخدش وقت... بيبان من أول لحظة.
جيسي تحاول تخفي إحراجها، وتبص بعيد وهي ماسكة كوب العصير قدامها بإحكام لدرجة إن صوابعها بتبيض. كريم يلاحظ الموقف، ويفتح كلامه بهدوء عشان يخفف التوتر
كريم: (بابتسامة) آه، الأطفال دول أذكياء قوي... بيعرفوا كويس مين اللي فعلاً بيهتم بيهم.
ثريا تبص لجيسي بنظرة مليانة عتاب
ثريا: جيسي، تعالي شوفي لينا، يمكن لو لعبتي معاها بهدوء، تتعود عليكي.
جيسي تبتسم ابتسامة متصنعة
جيسي: (بتوتر) لا، مش عايزة أضغط عليها... الأطفال محتاجين مساحة.
سيليا تضحك ضحكة خفيفة، وتحضن لينا اللي بدأت تضحك هي كمان، بينما نظراتها المليانة ثقة بتفضل على جيسي اللي شكلها بيزداد غضب و غيظ
ليلى تقرب من سيليا وتهمس لها وهي مبتسمة
ليلى: (بهمس) كده كتير يا بنتي، هتفجريها!
سيليا ترد عليهم بهمس وهي مبسوطة
سيليا: (بهدوء) خلينا نشوف آخرتها إيه.
جيسي تقوم من مكانها فجأة، وتتكلم بنبرة عصبية متصنعة الهدوء
جيسي: (بسرعة) أنا طالعة أوضتي. مش بحب الازدحام ده.
جيسي تطلع على السلم بخطوات سريعة، بينما سيليا تبص لليلى بابتسامة المنتصر وتكمل تهز لينا برفق وهي تضحك
بعد فترة قصيرة ، باب الفيلا بيفتح، وجاد داخل لابس بدلة شيك وهو ماسك شنطته. صوته بيدوي في المكان
جاد: مساء الخير!
يبص حوالين الصالة، يلاقي الكل قاعدين، الأطفال بيلعبوا مع كريم، وسيليا قاعدة جنب ثريا وبتتكلم بهدوء مع ليلى
ثريا: (بحماس) جاد! أخيرًا جيت، اتفضل ارتاح.
جاد بيبتسم بسمة خفيفة، وبعدين يبص للأطفال
جاد: (بنبرة متصنعة) تعالوا هنا عند بابا.
زياد، مازن، ولينا يبصوله لحظة، وبعدين يكملوا لعب مع كريم وكأنهم ما سمعوش
جاد: (بيكرر بصبر مزيف) زياد؟ مازن؟ تعالوا فحضن بابا.
زياد يقوم واقف، بس بدل ما يروح لجاد، يجري نحية ثريا ويستخبى وراها وهو بيقول بصوته الطفولي
زياد: لا، مش عايز!
مازن يبص لجاد وبعدين يهز راسه ويقرب من كريم
مازن: (بصوت بريء) جدو كريم أحسن من بابا.
جاد يتسمر مكانه للحظة، ونظرة إحباط خفيفة بتظهر على وشه، بس بيحاول يخبيها
جاد: (بتوتر) ولينا؟ إنتِ أكيد هتيجي عند بابا، صح؟
جاد يقرب علشان يشيلها، بس لينا الصغيرة تلتف بسرعة ناحية كريم وتبدأ تمد إيديها ليه وهي تبكي و بتبص لجاد بخوف
سيليا تبص للمشهد وهي بتحاول تحافظ على ملامحها الهادئة، لكن ليلى تشوف ابتسامة خفيفة على وشها
جاد: (بيتنهد ويحاول يتصنع الضحك) شكلهم مش متعودين عليّ، ده كل اللي في الموضوع.
كريم: (بنبرة فيها عتاب) ولادك محتاجينك، جاد. وجودك معاهم هو اللي هيعودهم عليك.
جاد: (بنبرة دفاعية) شغل كتير يا بابا، ومش دايمًا عندي وقت.
ثريا تهز راسها بأسى
ثريا: الولاد أهم من أي شغل يا جاد. دي حاجات ما بتتعوضش.
جاد يبص لسيليا، اللي بتتجنبه وبتحاول تهدي لينا، ونار الغيظ والحيرة تشتعل جواه وهو بيحاول يخفيها بابتسامة متوترة
جاد: (بجفاف) أنا هطلع أغير وأريح شوية.
جاد يسيبهم ويطلع فوق، وكل الموجودين يحسوا بالثقل اللي سابه وراه، بينما الأطفال بيكملوا لعبهم وكريم وثريا بيحاولوا يغيروا الجو
بعد فترة قصيرة ، الكل كان متجمع حوالين طاولة العشاء. كريم وثريا قاعدين على رأس الطاولة، سيليا قاعدة جنب ليلى، والأطفال حوالين الجد والجدة بيضحكوا ويلعبوا، جاد قاعد على الطرف المقابل وباين عليه إن مفيش كلام كتير بينه وبين حد. جيسي قاعدة جنب جاد وبتاكل بصمت، واضح عليها إنها متضايقة
كريم: (بنبرة فخورة) على فكرة، سيليا، أنا عرفت من ليلى إنك رجعتي الجامعة وكملتي دراستك. بصراحة، أنا فخور جدًا بيكي.
سيليا تبتسم بهدوء وبثقة
سيليا: (بنبرة ممتنة) شكراً يا عمو كريم، التعليم كان دايماً حلمي، والحمد لله قدرت أرجع أكمله.
ثريا: (بحماس) ودي حاجة تستاهل كل التقدير، يا حبيبتي. إنك تفكري في مستقبلك ومستقبل أولادك... ده شيء عظيم.
جاد يرفع عينه من الطبق، يبص لهم باستهزاء خفيف
جاد: (بنبرة جافة) الجامعة في الوقت ده؟ مش شايفة إن ده مجهود زيادة ملوش لازمة؟
كريم يرد بسرعة وبحدة لطيفة
كريم: (بحزم) بالعكس يا جاد، التعليم عمره ما كان مجهود على الفاضي. سيليا بتعمل اللي لازم يتعمل علشان تبني مستقبلها ومستقبل الأولاد.
ثريا: (بتأييد) بالظبط! واحنا كلنا هنا ندعمها. الحقيقة، أنا شايفة إن ده قرار شجاع جدًا منها.
جيسي تبص بنظرة حادة لسيليا، وترد بتصنع
جيسي: (بفتور) آه، شجاعة أكيد... بس برضه مش عارفة إزاي بتوفق بين الجامعة والأولاد. دي مسئولية كبيرة.
سيليا ترد بهدوء وبابتسامة واثقة
سيليا: (بثقة) كل حاجة بتتظبط لما تكوني عارفة إيه اللي عايزة توصليه. وأنا عندي هدف واضح.
رائد يقطع الحديث وهو بيحط شوية أكل للأطفال
رائد: (بحماس) وأنا شايف إنها قدها وأكتر. سيليا ما شاء الله عليها، بتعرف توازن بين كل حاجة.
ليلى: (بفخر) وده مش غريب عليها، سيليا طول عمرها قوية وبتعرف تاخد قراراتها بنفسها.
كريم يبص لجاد بنظرة مليانة معاني
كريم: (بحزم وهدوء) جاد، يمكن لازم تتعلم حاجة أو اتنين من سيليا... الإرادة والتصميم.
جاد يحاول يتجاهل التعليق ويرجع يأكل بصمت، بينما سيليا تبص لكريم وثريا بابتسامة امتنان وتكمل تناول العشاء بهدوء وثقة
الجميع على طاولة العشاء، الجو مشحون بعد التعليقات اللي فاتت. سيليا تبص لجاد بنظرة حازمة، وكأنها قررت تنهي أي شيء معلق بينهم. تسند ظهرها للكرسي وتتكلم بثقة وهدوء، وكل العيون تركز عليها
سيليا: (بحزم وهدوء) جاد، أنا مش هطول عليك... أنا قررت إني أخلّص من العلاقة دي للأبد. عايزة طلاق، وبكل احترام، عايزة أعيش حياتي بعيد عنك أنت وأفعالك.
الجميع يندهش للحظة، لكن ملامح كريم وثريا تبان عليها علامات الفهم والقبول. جاد يبتسم ابتسامة مستفزة ويضحك ضحكة خفيفة
جاد: (باستهزاء) طلاق؟ وأخيراً قررتي تطلبي اللي كان واضح من زمان؟ كنت مستني اللحظة دي، الحقيقة.
سيليا تبتسم بثقة، ترفع راسها وترد بثبات
سيليا: (بنبرة قوية) أنا مش طالبة الطلاق عشان أهرب، ولا عشان أستسلم. أنا بطلبه عشان أستعيد حقي في حياة كريمة ليا ولأولادي... الحياة اللي أنت عمرك ما فكرت فيها غير بنفسك.
ثريا تبص لجاد بحزن واضح، وتحاول تتدخل، لكن كريم يشاور لها بهدوء إنها تسيبهم يكملوا
جاد: (بنبرة تهكم) كريمة؟ ده كلام كبير أوي يا سيليا... الحياة مش فيلم درامي زي ما بتتخيلي.
سيليا: (بحزم) الحياة بالنسبة لي دلوقتي هي أولادي ومستقبلهم. أنت كنت موجود بالاسم بس... لا حسيت بالمسئولية ولا حاولت تبقى أب ليهم. وأنا مش ناوية أضيع سنين تانية في علاقة من طرف واحد.
رائد ينظر لجاد بنظرة احتقار واضحة، ويمسك بكوب الماء عشان يهدي نفسه. ليلى تبص لجاد وتتكلم بهدوء
ليلى: (بهدوء) سيليا عندها حق، وجاد، لو عندك أي ذرة إحساس بالمسئولية، هتوافق على الطلاق من غير مشاكل.
جاد يهز كتفيه وكأنه الموضوع ملوش أهمية بالنسبة له، ويبتسم ابتسامة ساخرة
جاد: (بلامبالاة) ماشي... عايزة الطلاق؟ خلاص، زي ما تحبي. أنا مش متمسك بحاجة.
سيليا تبتسم ابتسامة صغيرة، وكأنها انتصرت في حرب طويلة، وتبص لجاد مباشرة
سيليا: (بثقة) شكراً، وأتمنى إنك في يوم ما تفتكر اللي عملته في أولادك وتحاول تصلحه، لو لسه عندك فرصة.
ثريا تبكي بصمت، بينما كريم يهز رأسه بحزن ويقول بهدوء
كريم: (بهدوء) كنت متمنى أشوفك شخص أحسن من كده يا جاد... بس القرار قراركم.
الجميع يعودون لتناول العشاء بصمت، وسيليا تبص لأطفالها اللي بدأوا يلعبوا مع جدهم وجدتهم وكأنها أخيراً شافت الضوء في نهاية النفق
•تابع الفصل التالي "رواية قيود العشق (2)" اضغط على اسم الرواية