رواية قيود العشق (2) الفصل العشرون 20 - بقلم سيليا البحيري
قيود_العشق2
فصل 20
بعد فترة قصيرة ، كان تميم يقف على الشاطئ، الأمواج تتلاطم برفق أمامه، والهواء البارد يلفح وجهه. يمسك بيديه حفنة من الرمل ويتركها تنساب بين أصابعه. عينيه مثبّتة على الأفق، حيث يلتقي البحر بالسماء المظلمة المليئة بالنجوم.
تميم (بهمس لنفسه):
كل ده بسببك يا تميم... كنت أول واحد يشك. كنت أول واحد أصدق الكذب بدل ما أسمعها.
يمشي خطوة للأمام، حذاءه يغوص في الرمل الرطب، ينحني ويلتقط حجرًا صغيرًا، ثم يرميه بقوة في الماء.
تميم (بصوت مرتفع):
ليه؟ ليه ما فكرتش للحظة إنها بريئة؟ كنت شايفها دايمًا زي أختي الصغيرة، وبعدين... أول ما سمعت الكذب صدقته على طول!
تعلو الأمواج قليلًا، وتضرب الشاطئ بصوت أعلى. تميم يجلس على ركبتيه، يمسك برأسه بيديه.
تميم (بتنهيدة ثقيلة):
ست سنين... ست سنين وأنا عايش بذنب مش قادر أهرب منه. كنت فاكر إن موتها هو العقاب، بس دلوقتي؟ هي حية، وأنا اللي موتت ثقتها فينا... موتت حياتها.
يصمت للحظة، ثم يضرب الرمل بيده بعصبية.
تميم (يصرخ):
يا رب... ليه خليتني أصدق؟ ليه ما كنتش أقوى؟
الهواء يزداد برودة، وتميم يغمض عينيه، دموع تنساب على وجنتيه دون أن يحاول مسحها.
تميم (بهمس مليء بالندم):
سيليا... سامحيني. حتى لو عمري كله مش كفاية أصلح اللي حصل.
ينهض ببطء، ينظر إلى البحر الطويل الممتد أمامه، وكأنّه يبحث عن إجابة.
تميم (بهدوء، كأنه يقطع وعدًا):
هفضل أدافع عنك حتى آخر يوم في حياتي. مش هسيب اللي ضيع منك حياتك يفلت من العقاب.
يتجه نحو سيارته، وجهه يحمل مزيجًا من الإصرار والحزن، تاركًا الشاطئ خلفه بينما الأمواج تستمر في تلاطمها بلا توقف.
**********************
في فيلا البحيري ، عاد يوسف و ريان من عند سيليا ، ليتفاجآ بوالدهما وهو يجلس على الأريكة ببرود
فؤاد (بصوت هادي وبارد وهو قاعد على الكنبة):
"اتأخرتوا قوي، كنت فاكر إنكم نسيتوا إن عندكم بيت ترجعوا له... ولا يمكن كنتوا مشغولين؟"
يوسف (واقف مكانه ومش عارف يرد):
"بابا... إحنا... كنا..."
فؤاد (بيقاطعه بهدوء بس صوته فيه نبرة تهديد):
"عند سيليا؟"
ريان (عينيه بتوسع من الصدمة):
"إيه؟! إنت... إنت عرفت منين؟"
فؤاد (بيقوم من على الكنبة وبيمشي ببطء ناحيتهم):
"كنت فاكركم أشطر من كده... كنت فاكركم هتعرفوا تخبوا حاجة زي دي. سيليا... أختكم... عايشة. وكنتوا فاكرين إني مش هعرف؟"
يوسف (بيحاول يسيطر على نفسه):
"بابا، إحنا... إحنا كنا هنقولك، بس... بس كنا مستنيين الوقت المناسب."
فؤاد (بيبصله نظرة كلها غضب مكبوت):
"وقت مناسب؟ الوقت المناسب ده بقاله 6 سنين ضايع. 6 سنين وأنا شايل ذنبها... وأنا أصلاً اللي ظلمتها. 6 سنين وأنا فاكرها ميتة... و عملت جنازة و عزا كمان... والجنازة كانت كذبة! وكل ده، ليه؟ علشان أكتشف لوحدي إن أختي ليلى اللي عمري ما عرفت عنها حاجة هي اللي أنقذتها؟!"
ريان (بيحاول يشرح وهو متوتر):
"بابا... إحنا كنا خايفين... خايفين إنك..."
فؤاد (بيقاطعه بصوت عالي لأول مرة):
"خايفين من إيه؟ خايفين أواجه غلطاتي؟ خايفين أرجّع حق بنتي؟!"
يوسف (بصوت هادي لكنه مليان ندم):
"بابا، إحنا حاولنا... والله حاولنا نصلح اللي حصل. بس سيليا لسه مش جاهزة تقابلك... إحنا وعدناها."
فؤاد (بحدة وهو بيبص لهم):
"وعدتوها؟ ووعدتوني أنا بإيه؟ إنكم تخبوا عنها إن أبوها مستعد يموت علشان يطلب منها تسامحه؟"
ريان (بدموع في عينيه):
"بابا... سيليا... هي تعبت قوي... وكل اللي عايزاه دلوقتي إنها تبعد."
فؤاد (بياخد نفس عميق وبيبص لهم بحزن):
"سيليا بنتي... مهما عملت... ومهما بعدت... هي بنتي. وأنا مش هرتاح لحد ما أرجّعها هنا... لحد ما أطلب منها تسامحني."
يوسف (بحذر):
"هتعمل إيه يا بابا؟"
فؤاد (بصوت قاطع):
"هعمل اللي كان المفروض أعمله من 6 سنين...
*******************
في شركة البحيري ، في الطابق العلوي، الوقت متأخر بالليل. الإخوة أحمد، مراد، وسامر يجلسون حول طاولة الاجتماعات. الملفات متناثرة، أكواب القهوة الفارغة على الطاولة. الجو مليء بالتعب والإرهاق.
مراد (وهو بيقلب في الملفات بدون تركيز):
"تفتكروا... لو سيليا كانت لسه عايشة؟"
سامر (بيرفع رأسه من الورق وبيبص له باستغراب):
"إنت بتقول إيه يا مراد؟ سيليا... سيليا ماتت من 6 سنين، إحنا دفناها بنفسنا."
مراد (بتنهيدة عميقة):
"عارف... بس ساعات الفكرة دي بتيجي في دماغي. لو كانت فعلاً عايشة... يمكن كانت بعيدة عننا... بعيد عن اللي حصل."
أحمد (بنبرة حازمة):
"مراد، كفاية أوهام. سيليا ماتت، واللي حصل كان غلطتنا. إحنا لازم نقبل الحقيقة، مهما كانت مرّة."
مراد (بتوتر):
"بس أحمد... أنا مش قادر أتجاهل إحساس جوايا... زي ما تكون في مكان ما."
سامر (بنبرة أهدى، لكنه مليانة تعب):
"مراد، إحنا كلنا بنتمنى لو ده كان صحيح. بس الحقيقة إننا شوفنا بعنينا الجثة... دفناها بنفسنا. سيليا ماتت، وإحنا لازم نعيش مع الندم ده. التفكير في احتمالات تانية هيعذبك أكتر."
مراد (بينزل رأسه):
"يمكن عندكم حق... يمكن دي مجرد أفكار بتهرب مني من الحقيقة. أنا... أنا بس نفسي أصدق إن ليها فرصة."
أحمد (بيقرب منه ويحط إيده على كتفه):
"كلنا بنتمنى كده يا مراد... بس لازم نكون أقوياء. مش عايزين نفقد نفسنا في أوهام، لأننا عارفين إنها مش هترجع."
مراد (بعد صمت طويل، وهو بيهز رأسه):
"يمكن عندكم حق... هحاول أخرج الفكرة دي من دماغي. بس مش سهل... مش سهل خالص."
سامر (بصوت هادي):
"مش سهل علينا كلنا. بس إحنا مع بعض... هنقدر نتجاوز ده."
صمت ثقيل يسود المكان، مراد بياخد شهيق عميق وبيحاول يركز في الملفات قدامه. أحمد وسامر بيرجعوا يشتغلوا، وكل واحد فيهم بيحاول يهرب من ثقل الذكريات والألم اللي ساكن جواهم
*********************
فأوضة ريان في الفيلا. يوسف وريان يجلسان معًا، وجوههم متوترة بعد حديثهم مع والدهم، فؤاد. الإضاءة خافتة، الجو مليء بالقلق والأسئلة التي لا إجابة لها.
ريان (يتمشى في الغرفة بعصبية):
"إزاي عرف؟ إزاي بابا عرف إن سيليا لسه عايشة؟ إحنا ما قلناش لحد... ولا حتى لمحنا لأي حاجة!"
يوسف (قاعد على السرير، يحاول يربط الأحداث):
"والله ما فاهم. ما حدش غيرنا يعرف إنها حية... حتى ليلى ورائد أكتر ناس بيحرصوا على سرية الموضوع. مين اللي كان ممكن يقول له؟"
ريان (يقف فجأة وهو يهز رأسه):
"لا، ليلى ورائد مستحيل. هما حافظوا عليها طول السنين دي. لو كان حد منهم هيقول، كان قال من زمان."
يوسف (بيفكر بصوت عالي):
"طب ممكن يكون شافنا وإحنا رايحين عندها؟ أو حد من الناس اللي حوالينا شاف حاجة وبلغه؟"
ريان (يهز رأسه بعصبية):
"لا، كنا حريصين جدًا. محدش شافنا لا وإحنا خارجين ولا وإحنا راجعين. بس الواضح إنه كان عارف إننا كنا عندها. طريقته... كلامه... نظراته..."
يوسف (يضع رأسه بين يديه):
"كان قاعد في الصالة مستنينا، زي ما يكون عارف كل حاجة. يا ريان، الموضوع كبير."
ريان (يجلس بجانب يوسف):
"أكبر من اللي كنا متوقعينه. يوسف، لو هو عرف فعلاً، ممكن كل حاجة تنهار. إحنا وعدنا سيليا إننا هنحميها. مش هنسامح نفسنا لو كشفناها قدامه."
يوسف (بصوت مليان قلق):
"بس لازم نعرف إزاي عرف. الموضوع مش مجرد صدفة... فيه حاجة حصلت. حد قال حاجة أو شاف حاجة. مفيش تفسير تاني."
ريان (ينظر إلى يوسف):
"بس إحنا عارفين إن بابا مش هيوقف. لو عرف مكانها، هيحاول يوصل لها بأي طريقة. وده اللي لازم نمنعه."
يوسف (بتصميم):
"هنعرف إزاي عرف. لازم نراقب كل حاجة، كل حركة منه. وأول ما نلاقي دليل، هنتصرف."
ريان (بتنهيدة طويلة):
"أتمنى نقدر نسيطر على الموضوع قبل ما يتفاقم. ما نقدرش نخاطر بحياة سيليا تاني."
يوسف (يضع يده على كتف ريان):
"مش هنسمح لحد يأذيها. لا بابا ولا غيره. دي أختنا، وإحنا المسؤولين عنها دلوقتي."
يصمت الاثنان لوهلة، بينما يتبادلان نظرات مليئة بالقلق والتصميم. يدركان أن أمامهما مهمة صعبة، لكنهما مصممان على حماية شقيقتهما مهما كان الثمن
*******************
فأوضة فؤاد و نجلاء، الإضاءة خافتة، ونجلاء تجلس على طرف السرير تحمل صورة لسيليا، تتأملها بعيون مليئة بالحزن. فؤاد يقف قرب النافذة، صامتًا، وجهه يعكس مزيجًا من التوتر والتفكير. الجو مشحون بالمشاعر المتناقضة.
نجلاء (بصوت منخفض وحزين):
"كل ليلة بصحى من كوابيس... شايفة فيها سيليا بتعيط، بتصرخ، بتطلب مني أنقذها... وأنا مش قادرة أعمل حاجة."
فؤاد (ببرود يحاول إخفاء مشاعره):
"نجلاء، اللي حصل كان غلطة كبيرة من الكل... مش لوحدك."
نجلاء (تلتفت إليه وعيناها تلمعان بالدموع):
"بس أنا أمها! أنا كان لازم أصدقها. كان لازم أكون جنبها بدل ما أسيبها لوحدها. إزاي صدقنا كل الشكوك دي؟ إزاي شكيت في بنتي؟"
فؤاد (يقترب منها ويحاول التحدث بهدوء):
"الندم مش هيغير اللي حصل، نجلاء. إحنا كلنا وقعنا في نفس الفخ. سيليا كانت ضحية، وكلنا ضحينا بيها بسبب قلة عقلنا."
نجلاء (تضع يدها على قلبها):
"بس الألم مش بيروح، يا فؤاد. كل يوم بعيش مع إحساس إني فقدت قطعة من روحي. كل يوم بتمنى لو الزمن يرجع... لو أقدر أضمها في حضني مرة واحدة بس."
فؤاد (ينظر إليها بصمت، عينيه تعكسان صراعًا داخليًا):
"نجلاء، أحيانًا الحياة بتدينا دروس قاسية. سيليا كانت النور في حياتنا، وغيابها أثر فينا كلنا."
نجلاء (بنبرة متوسلة):
"فاكر لما كانت تيجي تجري عليا وهي صغيرة، تطلب مني أحكي لها قصة قبل النوم؟ فاكر ضحكتها؟ فؤاد، أنا مش قادرة أعيش من غيرها."
فؤاد (يحاول التحكم في صوته):
"نجلاء، لازم تحاولي تكوني قوية. الدنيا مش بتقف عند اللي راح."
نجلاء (تنتفض):
"مش بتقف؟ إزاي تقول كده؟ دي بنتي! أنا عمري ما هنسى."
فؤاد (ينظر بعيدًا عن عينيها):
"ما طلبتش منك تنسي. بس طلبت منك تكملي حياتك."
نجلاء (تتوسل):
"إنت دايمًا بتتكلم وكأنك عارف أكتر مني. لو كنت تعرف حاجة، لو فيه أي أمل... بالله عليك، فؤاد، قولي."
فؤاد (يتحرك بعيدًا عنها، بنبرة حازمة تخفي مشاعره):
"مافيش حاجة، نجلاء. اللي حصل حصل. لازم نركز في اللي قدامنا."
نجلاء (تحني رأسها، الدموع تسيل على وجهها):
"عمري ما هسامح نفسي. سيليا كانت أحسن حاجة في حياتنا... وأحنا ضيعناها."
فؤاد (ينظر إليها، يتردد للحظة قبل أن يضع يده على كتفها):
"سيليا لو كانت شايفانا دلوقتي، كانت هتطلب مننا نعيش... نعيش عشأنها."
نجلاء (بصوت مرتعش):
"وإزاي أعيش من غير قلبي؟"
يصمت فؤاد، عجزه عن الاعتراف بالحقيقة يخنقه. يترك الغرفة ببطء، ووجهه يحمل ثقل الأسرار التي يحملها، بينما نجلاء تظل جالسة، غارقة في أحزانها
*******************
اتجه فؤاد نحو الشرفة ، و جلس يتذكر كيف عرف بأمر ابنته
Flash back
في مكتب فؤاد في الفيلا، الإضاءة خافتة، الجو هادئ ومشحون بالتوتر. فؤاد يجلس خلف مكتبه، يتصفح بعض الأوراق، عندما يطرق الباب. يدخل زين، ضابط مخابرات شاب، بنظرة جادة ومليئة بالغموض.
زين (بصوت واثق):
"مساء الخير يا أستاذ فؤاد."
فؤاد (يرفع نظره، يضع الأوراق جانبًا):
"مساء الخير. تفضل، خير؟"
زين (يجلس على الكرسي المقابل، ينظر لفؤاد مباشرة):
"أنا جاي النهاردة بخصوص موضوع حساس... موضوع يخص بنتك، سيليا."
فؤاد (يتجمد مكانه، ينظر لزين باستغراب):
"بنتي؟ قصدك الله يرحمها؟!"
زين (يهز رأسه بهدوء):
"لا يا أستاذ فؤاد... سيليا لسه عايشة"
فؤاد (يضحك بمرارة، وكأن الحديث لا يُصدق):
"إيه الكلام ده؟ أنت جاي تفتح الجروح القديمة تاني؟ سيليا ماتت... جنازتها اتعملت... إيه اللي بتقوله ده؟"
زين (بهدوء وثقة):
"عارف إنك هتشك في كلامي، وده طبيعي. بس أنا ما جتش أقول كلام من غير دليل."
(زين يخرج من حقيبته صورة ويضعها أمام فؤاد على المكتب. الصورة تظهر سيليا، تبدو أكبر عمرًا، وهي تحمل طفلة صغيرة وبجانبها ولدان صغيران في مركز تجاري. فؤاد ينظر للصورة بصدمة، وجهه يعجز عن التعبير.)
فؤاد (يلتقط الصورة بيد مرتعشة):
"دي... دي مستحيل... دي... سيليا؟!"
زين (يحافظ على هدوئه):
"أيوة. دي صورة حديثة اتاخدت من كام يوم. دي بنتك، ودول ولادها."
فؤاد (ينظر لزين بصدمة):
"إزاي؟! إحنا شوفنا جثتها... دفناها بإيدينا! إزاي تكون عايشة؟!"
زين (يتنهد):
"اللي حصل معقد. سيليا نجت من اللي حصل من 6 سنين، وتم إنقاذها من قِبل شخص مقرب ليها. بس هي اختارت تبعد عنكم وتعيش حياة جديدة."
فؤاد (ينهض من كرسيه، يسير في الغرفة باضطراب، يحدق في الصورة):
"تبعد؟ ليه؟ إحنا كنا بندور عليها! إحنا..."
زين (يقاطعه بهدوء):
"أستاذ فؤاد، لو كنت مكانها، وكنت اتعرضت للظلم اللي اتعرضت له من أقرب الناس ليها، كنت هتعمل إيه؟"
(فؤاد ينهار على الكرسي، يدفن وجهه في يديه. الدموع تتساقط بصمت.)
فؤاد (بصوت مكسور):
"أنا السبب... أنا اللي دمرتها... ازاي هقدر أبصلها في عينها تاني؟"
زين (بصوت حازم):
"لسه عندك فرصة تصلح اللي فات. سيليا لسه عايشة، ولسه ممكن ترجع علاقتكم."
فؤاد (يرفع رأسه، بنظرة مترددة):
"فين؟... هي فين دلوقتي؟"
زين (يهز رأسه):
"ماقدرش أقولك مكانها دلوقتي، لأني وعدتها إني مش هكشف مكانها لحد. لكن لو فعلاً عايز ترجع لها، لازم تبدأ تحضر نفسك وتفكر كويس إزاي هتكسب ثقتها من جديد."
فؤاد (بصوت مليء بالندم):
"أنا مش عايز غير أشوفها، ألمسها... أقولها إني آسف."
زين (ينهض، يضع يده على كتف فؤاد):
"كل حاجة في وقتها يا أستاذ فؤاد. المهم دلوقتي إنك ما تضيعش الفرصة دي."
زين يترك المكتب ويغادر، تاركًا فؤاد جالسًا، يحدق في صورة ابنته سيليا والدموع تملأ عينيه، يتذكر كل ما حدث في السنوات الماضية
********************
في عيادة الدكتورة عزيزة، الجو هادي وحجرة الكشف مضيئة خفيف. جيسي قاعدة على الكرسي، إيديها متشابكة على ركبتيها، وعينيها مش شايفة غير الأرض كأنها غرقانة في أفكارها. الدكتورة عزيزة قاعدة على المكتب قدامها، وطالع في ملف جيسي بعد ما خلصت فحصها.
عزيزة (بلطف):
"جيسي، التحاليل طلعت إيجابية، إنتِ حامل في أول شهر تقريبًا."
جيسي (بصوت حاقد وبغضب):
"يعني إيه الكلام ده؟! يعني أنا حامل؟!"
عزيزة (بهدوء، عايزة تهديها):
"أيوه، للأسف. ده التشخيص. بس محتاجة تفكري كويس في اختياراتك. هل إنتِ مستعدة للخطوة دي؟"
جيسي (صوتها منخفض بس مليان حقد):
"انا دايما بعيش حياتي زي ما أنا عايزة، دلوقتي جاي يطلعلي الموضوع ده؟! يعني أنا هعيش في المأزق ده؟ لا، مش هخلي ده يغير حياتي."
عزيزة (تحاول تهديها):
"جيسي، المهم تفكري بعقل، الحياة قدامك وفيه دايمًا خيارات. إنتِ اللي هتقرري في الآخر."
جيسي (بغضب ظاهر في صوتها وعينيها مشتعلة):
"أنتي هتسيبي المخلوق ده يتحكم في حياتي؟! هلاقي طريقة أتعامل معاه، وهخلي الكل يدفع ثمن الغلطة دي. مش هسمح لحد أني أبقى ضحية
عزيزة (بهدوء وبتحاول تلمس عواطفها):
"أنا هنا عشان أساعدك، جيسي. فكري في مستقبلك، فيه دايمًا طرق تانية."
جيسي (غضبها مش قادره تتحكم فيه، ووشها مليان كراهية):
"إنتِ مش فاهمة، مش عارفة بعيش إزاي. الناس دي اللي كانوا السبب في اللي حصل، هيدفعوا التمن، وهنشوف مين اللي هيندم في النهاية."
عزيزة (تحاول تهديها):
"جيسي، مفيش حاجة في الحياة تخلص كده. دايمًا فيه طرق أحسن، وإنتِ قادرة تختاري الصح."
جيسي (مبسمه ابتسامة باردة، وأصواتها مليانة عناد):
"مستقبلي؟ مش هيكون زي ما كان. مفيش حاجة هتفضل زي ما هي بعد النهاردة، واللي هحاول يقف قدامي هيشوف مين اللي هيخسر."
عزيزة (بتبص ليها بحزن):
"أنا عايزة بس ليكي أحسن حاجة، فكرِ كويس."
جيسي (مبتسمة بابتسامة قاسية):
"فكري إنتِ. أنا مش هسمح لحد يوقفني."
تخرج جيسي من العيادة، ووشها مليان عناد وتحدي، بينما عزيزة قاعدة في مكانها، حاسة بالحزن على جيسي وعلى الطريق اللي هي ماشية فيه.
•تابع الفصل التالي "رواية قيود العشق (2)" اضغط على اسم الرواية