Ads by Google X

رواية قيود العشق (2) الفصل الثاني والعشرون 22 - بقلم سيليا البحيري

الصفحة الرئيسية

 رواية قيود العشق (2) الفصل الثاني والعشرون 22 - بقلم سيليا البحيري 

قيود_العشق2 
فصل 22
تميم واقف أمام بوابة فيلا ليلى، ما زال مصدومًا من رؤية سيليا التي ظن أنها ماتت. الهواء ساكن، وصوت أوراق الأشجار  ، سيليا ما زالت واقفة أمامه، والأغراض التي سقطت من يدها على الأرض.

سيليا (بصوت مختنق، مرتبكة):
"تميم... إنت... إزاي عرفت...؟"

قبل أن تكمل كلامها، صوت محرك سيارة يأتي من بعيد. تظهر سيارة سوداء مسرعة من نهاية الطريق. تميم ينتبه فجأة للصوت، وينظر نحو السيارة القادمة

تميم (بانتباه وقلق):
"مين دي؟!"

السيارة تتوقف فجأة أمام الفيلا، ينزل منها رجلان ملثمان بسرعة. تميم يحاول التحرك، لكن جسده ما زال متجمدًا من الصدمة. يصرخ أحد الرجال على الآخر

الرجل الأول:
"امسكها بسرعة!"

سيليا (تصرخ، تحاول الرجوع للخلف):
"تميم! ساعدني!"

يمسك الرجلان بسيليا، تحاول المقاومة لكنها غير قادرة على الإفلات. تميم يحاول التحرك لكنه يبدو مشلولًا من الصدمة والذهول

تميم (يصرخ أخيرًا):
"سيليا! سيبوها!"

يحاول الركض نحو السيارة، لكن الرجلان يدفعان سيليا إلى الداخل بسرعة ويغلقان الباب. السيارة تنطلق بسرعة، وصوت صراخ سيليا يتلاشى مع ابتعادها

سيليا (تصرخ من داخل السيارة):
"تميم!!!"

تميم يقف في منتصف الطريق، يلهث، عينيه مفتوحتان من الصدمة، وقبضته مشدودة. ينظر نحو السيارة وهي تبتعد، غير قادر على فعل أي شيء. يضرب الأرض بقدمه بغضب

تميم (بغضب وصوت عالٍ):
"لاااااا! مش هسيبكم، سيلياااااا!"
*******************
بعد عدة ساعات، في فيلا ليلى الألفي، الجميع مجتمعون في غرفة المعيشة الكبيرة، الأجواء متوترة، وكأن الصمت يقتل كل من في المكان. نجلاء تجلس على الأريكة، ودموعها تنهمر بلا توقف، بينما فؤاد يقف بجوارها يحاول تهدئتها. أحمد، مراد، وسامر يقفون بالقرب من النافذة، الغضب والحيرة يسيطران على ملامحهم. ريان ويوسف يجلسان في زاوية، مصدومين، بينما تميم يقف متوترًا بجوار زين، الذي يحاول شرح الموقف. ليلى ورائد يراقبان الجميع بصمت، وملامح الحزن بادية على وجههما. كريم وثريا يجلسان بحزن، يحاولان تهدئة الأطفال. جاد وجيسي يقفان بجانب الباب، وجيسي تبدو وكأنها تكتم سعادتها.

نجلاء (تصرخ بانهيار):
"سيليا... بنتي! ليه محدش قال لي إنها عايشة؟! ليه؟! 6 سنين وأنا بموت كل يوم... ليه يا فؤاد؟!"

فؤاد (يحاول تهدئتها):
"كنت خايف عليكِ... كنت خايف ما تستحمليش الحقيقة. سامحيني يا نجلاء، ما كانش قصدي أخبي."

أحمد (بغضب):
"بابا... إزاي تخبي حاجة زي دي؟ إحنا كلنا كان لازم نعرف! كلنا!"

مراد (يضرب الحائط بغضب):
"6 سنين! واحنا فاكرينها ماتت... واتضح إنها كانت عايشة ومحتاجة لينا. إحنا السبب في اللي حصل لها."

سامر (بتوتر):
"بس ليه ما رجعتش لينا؟ ليه فضلت بعيدة؟"

ريان (ينظر إلى تميم):
"تميم... إنت كنت معاها وقت ما خطفوها. ليه ما عملتش حاجة؟!"

تميم (يصرخ بغضب وندم):
"كنت واقف قدامها! شفتهم بيخطفوها و مقدرتش أعمل حاجة! لو تعرفوا أنا حاسس بإيه دلوقتي...!"

يوسف (بصوت مبحوح):
"كلنا فشلنا... كلنا خذلناها يوم صدقنا الكذب عنها."

ليلى (بحزن عميق):
"أنا الوحيدة اللي كنت أعرف إنها عايشة. 6 سنين وأنا شايفة ألمها وحزنها... حاولت أحميها، لكن الظلم اللي شافته كان أكبر من أي حماية."

رائد (يتحدث لأول مرة، بحدة):
"وأنتو  السبب! أنتم اللي دمّرتم حياتها يوم ما صدقتم الكذب عنها ودفعتوها للهروب. و... بعد ما رجعتوا، المشاكل رجعت لحياتها."

كريم (يحاول تهدئة الموقف):
"الوقت مش وقت لوم. لازم نركز على حاجة واحدة... ازاي نرجعها؟"

زين (بجدية):
"أنا والضباط بنشتغل على الموضوع. عندنا أدلة بسيطة عن العصابة اللي خطفتها، بس لازم نتحرك بسرعة."

ثريا (بحزن):
"سيليا زي بنتي. مش معقول اللي صار لها... جاد، إنت مش ناوي تقول حاجة؟"

جاد ( بصوت بارد):
"و هقول إيه ؟سيليا اختارت تبعد، وأنا كنت زي كيس الجوافة فحياتها 

جيسي (بسخرية):
"واضح إن الدراما لسه مستمرة. مش كفاية كل اللي صار؟"

فؤاد (يصرخ بغضب):
"كفاية يا بنتي، اسكتي لو سمحتي!"

نجلاء (تبكي بحرقة):
"بنتي... مين هيحميها؟ مين هيجبها لينا؟"

زين (بحزم):
"أنا هجبها... وعد مني."

الأطفال يبكون، وكريم وثريا يحاولان تهدئتهم. الجميع يلتزمون الصمت للحظات، بينما يسيطر الحزن والغضب على المكان

ليلى (تنظر للجميع بحزم):
"مفيش وقت للمشاعر  و الأحاسيس ، سيليا محتاجة لنا، ومهما كان، لازم نرجعها... حتى لو اضطرينا نقلب الدنيا."

تميم (ينظر إلى زين):
"هنعمل إيه؟ "

الجميع في حالة استعداد للتحرك، كلٌ منهم يشعر بالذنب، وكلٌ منهم مصمم على إنقاذ سيليا بأي ثمن
*********************
الجميع لا يزال في غرفة المعيشة، الجو مشحون بالتوتر والحزن. زياد، ابن سيليا البالغ من العمر أربع سنوات، يراقب كل شيء بصمت وفضول. رغم صغر سنه، تظهر عليه علامات النضج والذكاء. فجأة، يقترب زياد من فؤاد ونجلاء، ويمسك بيد جده فؤاد. الجميع يلتفت إليه بصمت.

زياد (ببراءة ولكن بصوت واضح):
"جدو... أنتو مين؟ وليه الكل بيبكي على ماما؟ ماما  راحت فين؟"

نجلاء (تبكي بحرقة وتحاول الابتسام):
"حبيبي... إحنا عيلتك. أنا جدتك يا زياد."

زياد (ينظر إليها بعيون متسائلة):
"بس ليه ما شفتكم قبل كده؟ ماما قالت لنا إننا عندناش عيلة غير بابا وجدو كريم وتيتة ثريا و تيتة ليلى و خالو رائد"

فؤاد (ينحني ليكون في مستوى زياد، وصوته مبحوح):
"حبيبي... إحنا عيلتك كمان. إحنا أهل ماما، كنا بعيدين عنكم، بس... كنا دايمًا بنحبها."

زياد (بتعبير جاد يفاجئ الجميع):
"لو بتحبوا ماما، ليه هي حزينة دايمًا؟ ليه بتبكي بالليل وأنا أسمعها؟"

الجميع يلتزم الصمت، وكأن الكلمات تخنقهم. يوسف يحاول التدخل ليخفف الموقف

يوسف (يبتسم لزياد):
"أنا شفتك من قبل، فاكرني؟ أنا خالك يوسف، وريان خالك كمان. إحنا وماما تصالحنا وبقينا أصحاب."

زياد (يقترب من يوسف):
"فاكرك، ماما قالت لي إنها  كانت زعلانة منك  بس سامحتك"

نجلاء تبكي بصوت أعلى، وأحمد يضغط بيده على جبينه، بينما يجيب سامر بنبرة نادمة.

سامر:
"كنا أغبياء يا زياد. كنا فاكرين حاجات غلط عن ماما، ودلوقتي كلنا ندمانين."

زياد (يرفع حاجبيه ويسأل):
"بس ماما طيبة... ليه فكرتوا عنها حاجات غلط؟"

تميم يحاول التحدث، لكنه يجد صعوبة في مواجهة نظرات زياد البريئة. يتحدث مراد بنبرة هادئة

مراد:
"ما كناش عارفين الحقيقة، وزعلناها كتير. بس إحنا بنحبها اوي، وهنعمل كل حاجة عشان نصلح اللي فات."

زياد (يضع يديه على وركيه وينظر إلى الجميع):
"طيب لو بتحبوا ماما ليه ما رجعتوش قبل كده؟ ليه ما حميتوش ماما؟"

كلمات زياد تخترق قلوب الجميع. يحاول فؤاد الرد

فؤاد (بحزن):
"إحنا غلطنا يا زياد... وغلطنا كبير. بس وعد، هنعوضها وهتكون ماما بخير."

زياد (يهز رأسه ويبتعد قليلاً):
"طيب... بس لو شفت ماما، قولو لها أنا بحبها كتير،  أنا كبير وأحميها."

الجميع يبكي بصمت، بينما كريم يحضن زياد ويحاول تهدئته، لكن الجميع يظل يشعر بوزن كلمات الطفل التي لخصت الحقيقة بطريقة بريئة ومؤلمة
********************
زياد لا يزال واقفًا في منتصف الغرفة، تتسلل دمعة صغيرة على خده. الجميع ينظر إليه بحزن وعجز. فجأة، يقترب زين منه بهدوء، ويجلس على ركبتيه ليكون في مستوى زياد. زين ينظر إلى الطفل بلطف ويحاول التحدث إليه.

زين (بصوت دافئ):
"زياد، حبيبي... أنا عارف إنك زعلان وخايف على ماما، صح؟"

زياد (ينظر إليه بعينيه البريئتين، ويتحدث بهدوء):
"إيه... أنا بس عايز ماما ترجع. هي دايمًا تحميني... أنا بحبها كتير."

زين (يبتسم ويضع يده بلطف على كتف زياد):
"وأنا كمان بحب مامتك كتير، وصدقني، إحنا كلنا هنا علشان نحميها ونرجعها ليك."

زياد (يتردد للحظة، ثم يمسك بيد زين):
"وعد؟"

زين (يبتسم بثقة):
"وعد، يا بطل. أنت قوي، وأنا متأكد إن ماما بتفتخر بيك جدًا."

الجميع يراقب المشهد بصمت، بينما زياد يبدو مرتاحًا قليلاً. فجأة، يدخل جاد إلى الغرفة بعصبية واضحة. عينيه تضيقان عندما يرى زين قريبًا من ابنه

جاد (بصوت جاف):
"إيه اللي بيحصل هنا؟ 

زين (ينهض بهدوء، ويحاول الحفاظ على صوته الهادئ):
"أنا هنا علشان أساعد، مش أكتر. ابنك كان محتاج طبطبة، وأنا حاولت أساعده."

جاد (يسخر بمرارة):
"طبطبة؟ مش كفاية اللي حصل النهارده؟ شوفتك مع مراتي في المطعم، و دلوقتي مع ابني؟ فاكرني عبيط؟"

زياد يمسك بيد زين، وينظر إلى والده بغضب طفولي

زياد (بحدة مفاجئة):
"بابا! ما تقولش كده. عمو زين كويس، وهو بيساعدنا. أنت اللي بتزعّل ماما!"

جاد (يتجمد من كلام ابنه، ثم ينظر إلى زياد بدهشة):
"زياد... ماما بتحبنا. وأنا بحاول..."

زياد (يقاطعه بجرأة):
"لو بتحبها، ليه بتسيبها تبكي؟"

الجميع يصمت من وقع كلمات زياد، بينما زين يربت على كتف الطفل ليهدئه

زين (بصوت هادئ وموجّه لجاد):
"اسمع، جاد. أنا ما ليش دخل في مشاكلك مع سيليا. أنا هنا بس علشان أساعد، والأهم دلوقتي هو نلاقيها."

جاد (يتنهد بغضب ويشير بإصبعه):
"أحسن لك تفضل بعيد عن عيلتي، وإلا..."

قبل أن يكمل، يتدخل فؤاد بصوت صارم

فؤاد:
"جاد! كفاية بقى.  فهمنا أن بنتي سيليا أم أولادك، وإحنا كلنا هنا علشان نرجعها. لو عندك مشاكل شخصية، خليها على جنب دلوقتي."

جاد ينظر إلى الجميع، ثم يشيح بوجهه غاضبًا ويخرج من الغرفة. زياد يتنهد ويعود ليحتضن زين، الذي يحاول تهدئته مجددًا. الجميع يظل في حالة توتر وحزن وهم يفكرون في الخطوة التالية
*********************
داخل فيلا ليلى الجو متوتر بعد مغادرة زياد الغرفة مع زين. فجأة، ينفعل جاد مجددًا، غضبه يشتعل أكثر من قبل الجميع ينظر إليه بترقب، لكنه يوجه نظراته الغاضبة مباشرة نحو فؤاد وإخوة سيليا.

جاد بغضب جامح

"أنا مش هسكت مراتي... أختكوا اللي بتحموها دي! كانت بتخوني مع الراجل اللي أنتوا لسه شايفينه بعيونكم !"

الجميع يصمت لثوان من وقع اتهام جاد، ثم يتقدم ريان فجأة، ملامحه مليئة بالغضب. يقف أمام جاد مباشرة 

ریان بحدة وجدية

كرر كلامك لو كنت راجل بتتهم أختي بالخيانة ؟!"

جاد (يضحك بسخرية)

هي عملت كل حاجة تخليها تستاهل الاتهام شوفتها بعيني مع زين في المطعم

ريان ينفجر غاضبًا ويصرخ

"أنت اللي آخر واحد في الدنيا يحق له يتكلم عن الشرف!"

قبل أن يتمكن جاد من الرد، ينطلق ريان ويوجه لكمة قوية إلى وجه جاد، تسقطه أرضًا. الجلبة تدوي في الغرفة. يتقدم أحمد ومراد وسامر ويوسف خلف ريان لدعمه، وكلهم في حالة غضب عارم.

أحمد بصوت مرتفع

إزاي تجرؤ تتهمها بالخيانة بعد كل اللي عملته ليك ولأولادك ؟!"

مراد يتابع بغضب

"أنت اللي خنتها ومرمطتها طول السنين دي، ولسه عندك وش تتكلم ؟!"

سامر ينظر إلى جاد بازدراء

"أنت السبب في كل اللي حصل لها لو كنت راجل بحق كنت حميت عيلتك بدل ما تخونها!"

يوسف يتقدم نحو جاد

اسمعني كويس يا جاد من اللحظة دي أنت مالكش مكان في حياة أختي ولا أولادها. ولو قربت منها أو فكرت تأذيها تاني مش هيكون لينا أي رحمة معاك!"

جاد ينهض بصعوبة، يمسح الدم من شفته، وينظر إليهم بغضب:

"إيه ؟ كلكم فجأة بقتوا حماة الشرف؟ بس أنا مش حاسكت سيليا هتدفع التمن"

ریان يتقدم نحوه بغضب، لكن أحمد يمسك به لتهدئته

جرب تقرب منها أو من أولادها، وهتشوف مين اللي هيدفع التمن!"

جاد ينظر إليهم جميعًا بغيظ
******************
الجميع متوتر والجو يشتعل بالغضب. فجأة، يُقطع التوتر بصوت بكاء حاد ينطلق من الغرفة المجاورة.  "لينا"، ابنة سيليا وجاد، تبكي بصوت عالٍ، مما يجذب انتباه الجميع. يتوقف ريان وأحمد ومراد وسامر ويوسف عن شجارهم مع جاد وينظرون نحو الغرفة المجاورة.

نجلاء (والدة سيليا، بفزع):
"يا حبيبتي لينا! البنت بتبكي!"

تركض نجلاء بسرعة نحو الغرفة، يليها الجميع بنظراتهم القلقة، نجلاء تحمل لينا التي تواصل بكاءها وتضمها إلى صدرها محاولة تهدئتها، لكنها تبدو متأثرة بتوتر الأجواء

فؤاد (بصوت هادئ لكن مليء بالقلق):
"البنت حاسة بكل اللي بيحصل حوالينا. الأطفال بيشعروا بالطاقة السلبية."

زين (يتقدم نحو نجلاء بهدوء):
"اسمحيلي."

زين يمد يده نحو لينا، ونجلاء تسلمها له بحذر. زين يحتضن لينا ويبدأ يتحدث معها بنبرة هادئة ودافئة، يهزها بلطف في محاولة لتهدئتها

زين (بصوت هادئ):
"هدي يا أميرة... مفيش حاجة تخوفك، كلنا هنا عشانك وعشان ماما."

تبدأ لينا تهدأ قليلاً، لكن دموعها ما زالت تسيل. زين يبتسم بلطف ويواصل التحدث معها

زين:
"ماما بتحبك، وإحنا كمان هنفضل جنبك. مش هتكوني لوحدك أبداً."

الجميع ينظر إلى المشهد، مشاعر مختلطة بين الغضب والهدوء الذي يحاول زين بثه. جاد، الذي كان يشتعل غضباً قبل لحظات، ينظر إلى ابنته بنظرة فارغة، بينما بقية الإخوة يتبادلون نظرات تعكس القلق على مستقبل سيليا وأطفالها

ريان (يهمس لأحمد):
"يمكن الأطفال دول هم السبب الوحيد اللي يخلينا نحاول نتصرف بهدوء دلوقتي."

أحمد (بصوت منخفض):
"عندك حق... لازم نركز على إنقاذ سيليا قبل أي حاجة."

فؤاد (بنبرة حاسمة):
"ما فيش وقت نضيعه... لازم نلاقي سيليا بسرعة. الوقت مش في صالحنا."

زين يهدئ الرضيعة لينا بصبر ولطف بين ذراعيه، بينما الجميع يراقب المشهد بتوتر وقلق. فجأة، يقترب جاد بغضب واضح ويقترب من زين بخطوات سريعة.

جاد (بحدة):
"هات البنت!"

زين (يحاول التمسك بهدوئه):
"اهدي يا جاد، الصغيرة لسة خايفة و..."

جاد يقطع حديث زين ويأخذ لينا بعنف من بين ذراعيه. الطفلة تبدأ بالبكاء بصوت أعلى، مما يجعل الجميع ينظر إليه بغضب واستنكار

نجلاء (تتوسل، بقلق):
"جاد، مش كده! البنت لسة صغيرة، إنت بتخوفها!"

ريان (يتقدم بخطوة غاضبة):
"إنت اتجننت؟! بتعمل إيه مع بنتك؟"

أحمد (يحاول تهدئة ريان، لكنه يتحدث بنبرة غاضبة):
"جاد، سيب الطفلة... واضح إنها خايفة منك أكتر من أي حد هنا."

جاد يحتضن لينا بيدين متوترتين، لكن الطفلة تبكي بحرقة، ودموعها تزيد من حدة التوتر في الغرفة

جاد (بغضب مكبوت):
"أنا أبوها! محدش ليه الحق يتدخل بيني وبين بنتي!"

زين (ينظر إليه بجدية، لكن بنبرة هادئة):
"جاد، أنا فاهم إنك مضغوط، لكن تصرفاتك مش بتفيد حد، خصوصاً بنتك. شوفها... هي خايفة منك مش مطمئنة."

جاد ينظر إلى لينا التي تبكي بين يديه، يحاول تهدئتها لكنه يفشل. ملامحه تظهر مزيجاً من الغضب والعجز

نجلاء (تتدخل بخوف):
"جاد، سيبها لي. أنا اللي هعرف أهدِّيها."

جاد يتردد للحظة، ثم يسلم لينا لنجلاء بقوة أقل، لكنه لا يزال غاضباً. نجلاء تضم الطفلة بحنان وتحاول تهدئتها، فيما الجميع ينظر إلى جاد باستنكار

مراد (ببرود ساخر):
"أبوها، ها؟ لو كنت فعلاً أبوها، كنت فكرت فيها قبل ما تعمل دا كله مع أمها."

يوسف (بحدة):
"وكل دا ليه؟ لأنك شوفت زين معاها في المطعم؟ يعني هو إهمالك وخيانتك مش محسوبة؟"

جاد (يتجه بنظرة غاضبة نحو يوسف):
"ملكش دعوة أنت! ما تدخلش في حاجة مش شغلك!"

ريان (يقاطع):
"سيليا أختنا، يعني شغلنا غصب عنك، واللي بيحصل ده كله بسببك."

الجميع يواصل تبادل النظرات المتوترة، بينما صوت بكاء لينا يخف تدريجياً بين ذراعي نجلاء. الجو يصبح أكثر ثقلاً، وفؤاد يتدخل بنبرة حازمة

فؤاد (بنظرة صارمة):
"كفاية كلكم! مش وقت الجدال ده. بنتي مختطفة، وبدل ما نتخانق، لازم نركز على إنقاذها!"
الجميع في حالة توتر وصمت بعد الشجار، بينما مازن يدخل الغرفة وهو يمسك بيد سيلين ،  وجهه يحمل براءة الأطفال، لكنه يبدو مترددًا في التحدث. يقترب من نجلاء التي تحتضن لينا، بينما ينظر إلى والده جاد ببرود غير متوقع من طفل صغير.

مازن (ببراءة ولكن بحزم):
"بابا... إنت وحش!"

الجميع يصدم من كلامه، ويتوجهون بنظراتهم إلى مازن، بينما ينظر جاد إليه بغضب مكتوم

جاد (بصوت حاد):
"مازن! إيه الكلام ده؟ مين علّمك تقول كده؟"

مازن (يرفع رأسه بشجاعة طفولية):
"أنا شفتك! دايمًا بتزعق لماما... وبتروح بعيد وتسيبنا لوحدنا. ماما بتبكي كل ليلة، وإنت مش هنا!"

الجميع يحدقون بجاد باستنكار، بينما تبدو الصدمة واضحة على وجهه. يحاول التماسك لكنه يتلعثم

جاد (يحاول السيطرة على غضبه):
"مازن، إنت مش فاهم... دي حاجات للكبار..."

مازن (يقاطعه بعناد):
"أنا فاهم! إنت بتزعل ماما طول الوقت. ومش بتلعب معايا ولا مع زياد!"

تتسع عيون الجميع من كلام مازن، بينما يزداد إحراج جاد. يقترب أحمد ومراد ليحميانه إذا حاول جاد إسكاته

مازن (بنبرة حزينة وهو ينظر إلى نجلاء):
"تيتا، أنا مش عايز بابا... هو دايمًا بيصرخ وبيخلي ماما حزينة. أنا بحب ماما، ومش عايزها تبكي تاني."

دموع تبدأ في التكون في عيني نجلاء وهي تحتضن مازن بجانب لينا. الجميع يوجه نظرات اتهام لجاد، بينما يحاول السيطرة على غضبه ولكنه يبدو عاجزًا عن الرد

ريان (بسخرية واضحة):
"حتى ابنك شايفك على حقيقتك يا جاد. هتقول إيه دلوقتي؟"

يوسف (يضيف ببرود):
"واضح إن مفيش حد في البيت ده ممكن يدافع عنك، حتى ولادك."

جاد (يصرخ بغضب، متوجهًا إلى مازن):
"مازن، كفاية! روح العب برا!"

مازن (ببراءة عنيدة):
"مش عايز ألعب... عايز ماما ترجع! ماما أحسن منك!"

يقف جاد في مكانه، مشدود العضلات ولكنه لا يستطيع الرد. الجو في الغرفة يصبح أثقل، والجميع ينظر إليه باشمئزاز واضح. فجأة، تتحدث ليلى بنبرة هادئة ولكنها تحمل الكثير من المعاني

ليلى:
"جاد... لو كنت فعلاً بتحب ولادك، ما كنتش وصلت الأمور للمرحلة دي. مازن صغير، بس كلامه أوضح من أي حاجة تانية."

جاد ينظر إلى الجميع بعينين غاضبتين ثم يستدير ويخرج من الغرفة غاضبًا، بينما يعود الصمت من جديد ويستمر مازن في احتضان نجلاء وهو يهمس بحزن

مازن (ببراءة):
"ماما هترجع... صح يا تيتا؟"

نجلاء (تحاول كتم دموعها):
"إن شاء الله، حبيبي. ماما هترجع قريب."

بعد أن خرج جاد من الغرفة غاضبًا، يعم الصمت الجميع. يقف كريم، والد جاد، مستشعرًا أن الموقف قد خرج عن السيطرة. يقترب من فؤاد، والد سيليا، الذي كان يراقب الأحداث بصمت، ثم يتحدث بصوت منخفض وعميق، محاولًا الاعتذار والتوضيح.

كريم (بصوت هادئ، وهو ينظر إلى فؤاد بصدق):
"فؤاد... أنا آسف على كل حاجة حصلت. جاد مش هو الشخص اللي ربيته، لكني عارف إنه ما كانش في وضع يسمح له بالتصرف صح."

فؤاد يرفع رأسه قليلاً، وتظهر على وجهه بعض ملامح الغضب التي بدأت تهدأ. يلتقي بنظرات كريم، ثم يتنهد بعمق قبل أن يتكلم

فؤاد (بنبرة هادئة ولكنها حاسمة):
"كريم، أنا عارف إنك كويس... بس جاد لازم يعرف إن التصرفات دي مش مقبولة. مش بس مع سيليا، لكن مع أولاده كمان. اللي شفناه النهاردة كان مشهد محزن، والأطفال مش ذنبهم في أي حاجة."

كريم (يخفض رأسه بحزن):
"أنت محق... وأنت عارف إن جاد كان دايمًا تحت ضغوطات الحياة، بس ده مبيخليش اللي حصل صح. أنا هتكلم معاه، وأعمل كل اللي أقدر عليه عشان يصلح الوضع."

يظهر على وجه فؤاد بعض علامات التقدير لكلام كريم. يقترب منه ويضع يده على كتفه برفق

فؤاد (بصوت دافئ ولكن حازم):
"أنت طيب يا كريم، وأنا عارف إنك ما كنتش متوقع كل ده. جاد محتاج يدرك إن العائلة مش مجرد كلمات، بل أفعال. وإنه مهما كانت الظروف، لازم يتصرف بشكل أفضل."

كريم (بتنهدة):
"إن شاء الله، هحاول. أرجو أنكم تتقبلوا اعتذاري... أنا مش عارف أقولك إزاي إني آسف."

يبتسم فؤاد ابتسامة خفيفة، ويضع يده على قلبه

فؤاد (بصدق):
"مفيش مشكلة، كريم. أنا عارف نواياك. ربنا يوفقك في محاولاتك مع جاد."

أصوات الشجار تتلاشى تدريجيًا، بينما يبدو الجو أكثر هدوءًا في الغرفة، ويستمر الجميع في النظر إلى بعضهم البعض، محاولين امتصاص التوتر

كريم (يبتسم بابتسامة خفيفة):
"شكرًا لك... وأتمنى أن نقدر نساعد سيليا في ما هو قادم."

فؤاد يبتسم برفق، ويعود الجميع إلى وضعهم الطبيعي، محاولين التكاتف في هذه اللحظة الصعبة
في  الوقت الذي بدأ فيه الجميع في تهدئة الوضع، تتدخل جيسي، شقيقة جاد، وهي تقترب من المجموعة بصوت قاسي. عيونها مليئة بالحقد، وابتسامتها الساخرة تفضح مشاعرها تجاه سيليا. تنظر إلى الجميع بنظرة متعالية، ثم تبدأ بتوجيه كلماتها القذرة تجاه سيليا.

جيسي (بصوت عالٍ، وهي تنظر إلى سيليا بتحدٍّ):
"أصلاً، يمكن سيليا ما كانتش تستحق كل ده! يعني، كيف تكون عايشة مع عائلة زي دي بعد ما خربت بيت جاد؟ كانت بتستحق إنها تظل بعيدة، مش كده؟"

الجميع في الغرفة يلتفت نحو جيسي بدهشة، بينما يرتفع حاجب فؤاد وعيونه تلمع بالغضب. جيسي تواصل حديثها بنبرة قاسية، بينما يبدو الجميع غير مرتاح من كلامها

جيسي (بتحدٍّ، وهي تلتفت إلى الجميع):
"بصراحة، يمكن هي كانت تسعى تخرب حياة جاد عشان تقدر تبني حياتها على حسابه. يعني، هو لو كان معا ست تانية غير سيليا، كان هيسعدها، لكن هي قررت تبقى... كده!"

فجأة، تقف ثريا، والدة جاد وجيسي، وتقترب من جيسي بغضب. على وجهها يظهر الحزن والقلق على ما آل إليه الحال. تقف أمام جيسي بحزم وتلقي عليها نظرة قاسية

ثريا (بصوت مرتفع، وهي تقاطع جيسي):
"كفاية يا جيسي! سكتي! أنا مش هسمح لك تسممي المكان بكلامك ده. سيليا كانت و لساتها جزء من عيلتنا، ومش عايزة أسمع أي كلام قذر عليها أو أي حد تاني."

جيسي تلتزم الصمت للحظة، بينما ثريا تنظر إليها بغضب. وبعد لحظات من الصمت، تبتسم ثريا بابتسامة قاسية وتلتفت إلى الجميع

ثريا (بصوت حازم):
"لازم كل واحد فينا يحترم بعضه. اللي حصل بين جاد وسيليا شيء شخصي ما له علاقة بشيء تاني. هيتوقف كل الكلام ده من هنا."

يبدو أن الجميع يوافقون على كلام ثريا، ولكن جيسي ما زالت غاضبة وتحاول التملص من الموقف، بينما تواصل ثريا النظر إليها بصرامة

ثريا (بصوت منخفض، وهي تقترب من جيسي):
"اتأكدي إن كل واحد عنده مشاكله، لكن ده ما بيديش مبرر لإهانة الناس أو التشكيك فيهم."

جيسي تبتلع كلماتها في حلقها وتلتفت بعيدًا، محاوِلة السيطرة على غضبها، بينما تنفجر في قلبها مشاعر مكبوتة
بعد أن هدأت الأجواء قليلاً في فيلا ليلى، يبدأ الجميع في التفرق قليلاً. زين يظل مشغولاً في ذهنه بمحاولة الوصول إلى مكان سيليا، التي تم اختطافها منذ ساعات قليلة أمام أعينهم. يحاول أن يظل هادئًا رغم قلقه الشديد. يخطو نحو النافذة ويبدأ في التفكير بشكل جدي حول كيفية الوصول إليها.

زين (همس لنفسه، بينما يحدق في الخارج بحيرة):
"لا يمكن أن أسمح لها أن تختفي بهذا الشكل. لازم ألاقيها، بأي طريقة."

يلتفت نحو فؤاد، الذي كان يتحدث مع جليل في زاوية الغرفة. يخطو نحوهم بسرعة

زين (بجدية، وهو يلتفت إلى فؤاد):
"أنا هروح دلوقتي علشان أحاول أوصل لمكان سيليا. لازم أتصرف بسرعة."

فؤاد (بصوت خفيض وحزين، وهو يبدو قلقًا):
"أنا عارف، زين... لكن إحنا مش لوحدنا دلوقتي، لازم نكون حذرين. ما نعرفش مين ممكن يكون وراء اختطافها."

زين (بغضب مكتوم في صوته):
"مبيهمنيش مين اللي وراء ده، فؤاد. كل اللي يهمني دلوقتي هو إننا نرجعها."

يتمتم فؤاد في نفسه بينما يتجه زين نحو الباب. يلتفت مجددًا نحو فؤاد قبل أن يخرج

زين (بصوت حازم):
"هدور فكل مكان و لو احتجت مساعدة ، هبلغكم فورًا."

فؤاد ينظر بحزن، وتظل نظراته مليئة بالقلق. بينما يغادر زين المكان، ينظر الجميع إليه بأمل

في الخارج، يركب زين سيارته بسرعة، يحاول الوصول إلى أي دليل قد يساعده في تتبع مكان سيليا. عقله منشغل في كل الاحتمالات، ويحاول أن يتذكر كل شيء يتعلق بالمكان الذي اختُطِفت فيه

زين (وهو يقود سيارته، بتصميم):
"لا يمكن أن أخسرها الآن، سيليا."

بينما يتجه نحو المدينة، يراقب بعينيه كل شارع وكل زاوية، عازمًا على إنقاذها مهما كلف الأمر

 •تابع الفصل التالي "رواية قيود العشق (2)" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent