رواية قيود العشق (2) الفصل الثالث والعشرون 23 - بقلم سيليا البحيري
قيود_العشق2
فصل 23
ف مكان مظلم وقذر، جوه مخبأ مهجور في منطقة بعيدة سيليا متكتفة على كرسي خشب قديم. وشها شاحب بس عينيها فيها تحدي بتبص حواليها بحذر فيه 3 رجالة ملثمين واقفين في ركن بيتها مسوا، وواحد رابع بيتقدم ناحيتها.
حسن (بصوت ساخر)
"وأخيرًا وقعت في إيدينا يا شاهدة الزمان. فكرنا إنك موت*ي من زمان بس واضح إنك زي الشبح كل شوية ترجعي تاني."
سيليا (بهدوء رغم خوفها)
لو كنت برجع، يبقى ده دليل إنكوا مش قدي. يمكن علشان إنتوا أضعف من اللي متخيلينه."
حسن (يضحك بخبث ويقرب منها، يمسك وشها بعنف ويجبرها تبصله)
لسانك طويل. مفيش مشكلة هتيجي لحظة مش هتعرفي تتكلمي فيها تاني بس الأول، عايزين نضمن إنك عمرك ما هتفتحي بقك بأي حاجة شوفتيها."
سيليا (بنبرة تحدي)
اعملوا اللي إنتوا عايزينه. الحقيقة دايما بتظهر، حتى لو مش أنا اللي قلتها."
حسن
سيليا، إنت عارفة كويس إننا ما بنسيبش شهود ورايا.
من 6 سنين كان عندنا شوية حاجات شغلتنا عنك. لكن دلوقتي الوضع اختلف هتدفعي تمن اللي عملتيه الأيام دي."
سيليا( بتتحداه رغم خوفها) :
لو فاكر إن قت**ل الناس هيخليكوا أقوياء، يبقى إنتوا أضعف من أي حاجة."
حسن يبتسم ببرود ويبص لرجالته.
حسن
جهزوها عندنا طرق تخليها تتكلم... أو يمكن ما تحتاجش تتكلم خالص.
سيليا بتبص حواليها بقلق وهي بتحاول تفضل هادية بتفتكر ولادها وزين وبتتمسك بالأمل إن حد يلحقها قبل ما يحصل حاجة.
في نفس اللحظة، يبدأ واحد من الرجالة الملثمين يحضر أدوات ويحطها على الترابيزة جنبها، وده بيزود توترها بس سيليا بتحاول بكل طاقتها تخفي خوفها.
سيليا (بتتمتم لنفسها)
لو دي نهايتي مش هديهم فرصة يشوفوا خوفي.
حسن( بيبصلها بصمت وهي بتواجه مصيرها)
والرجالة بيجهزوا خططهم
*******************
داخل غرفة معيشة فيلا ليلى. الجو مشحون بالتوتر والصمت. فؤاد وجليل يجلسان على أريكة واحدة، بينما ليلى تجلس أمامهما على كرسي منفصل. الكل ينظر لبعضه بتوتر، والمشاعر متضاربة بين الصدمة والارتباك.
ليلى (تبدأ الحديث بهدوء):
"مش كنت متخيلة اليوم ده هييجي. إني أقعد قدام إخواتي... بعد كل السنين دي."
فؤاد (بصوت متردد):
"إخواتك؟ إحنا حتى ما كناش عارفين إن لينا أخت."
جليل (بحدة):
"إزاي حصل ده؟ أبويا كان يخبي علينا إن عنده بنت؟ وإزاي إنتي ساكتة كل السنين دي؟"
ليلى (بتنهد وهي تبص للأرض):
"كنتم أطفال وقتها، وأنا كنت بنت صغيرة، ما كنتش فاهمة حاجة. كل اللي عرفته إن أبويا، اللي كان المفروض يكون سندي، تخلى عني وعن أمي... رجع لحياته الأولى وكأننا ما كناش موجودين."
فؤاد (بحزن):
"إحنا ما كناش نعرف حاجة. كل اللي كنا فاكرينه إن بابا كان إنسان محترم، مستحيل يعمل حاجة زي كده."
ليلى (بحدة لكنها حزينة):
"محترم؟! المحترم ما يتجوزش في السر عشان متعته وبس، وبعدها يرمي بنت صغيرة وأمها ويعيش حياته كأنهم مش موجودين."
جليل (يحاول الدفاع):
"ما كناش إحنا السبب في اللي حصل. ليه ما جيتيش لنا؟ ليه ما حاولتيش تتواصلي معانا؟"
ليلى (بنبرة قوية):
"أجي أقول إيه؟ إن أبوكوا سبني؟ إن حياتي كلها كانت عبارة عن هروب من الحقيقة؟ أمي كانت مكسورة، وأنا كنت صغيرة وما عنديش أي فكرة أعمل إيه. بعد ما ماتت أمي، كنت لوحدي... ما كانش ليا حد."
فؤاد (بصوت مخنوق):
"أنا آسف، آسف على اللي حصل. ما كناش نعرف... لو كنا نعرف، كنا وقفنا معاكي."
ليلى (بنظرة حادة):
"لو كنتوا عرفتوا وقتها، كنتوا هتعملوا إيه؟ كنتوا أطفال، زي ما أنا كنت طفلة. الحقيقة إن أبوكم ظلمنا كلنا، مش بس أنا وأمي. ظلمكوا لما خبى الحقيقة، وظلمني لما تخلى عني."
جليل (بنبرة أهدأ):
"طيب دلوقتي؟ دلوقتي إحنا هنا. إنتِ مش لوحدك. إحنا عيلتك برضو، حتى لو كل السنين دي فاتت."
ليلى (تبتسم بسخرية خفيفة):
"دلوقتي عيلتي؟ بعد 50 سنة؟ متأخرة شوية، مش كده؟"
فؤاد (بحزن):
"يمكن متأخرة... بس ده ما يمنعش إننا نصلح اللي نقدر عليه. سيليا رجعت لحياتنا بسببك. إنتِ السبب إننا عرفنا إنها عايشة. يمكن ده بداية جديدة لينا كلنا."
ليلى (تتنهد وتتحدث بنبرة أهدأ):
"يمكن... بس مش بسهولة. اللي حصل زمان مش حاجة تتنسي بيوم وليلة. محتاجين وقت... كتير."
جليل (بجدية):
"هناخد الوقت ده، وهنحاول. إنتِ مش لوحدك تاني، ده وعد."
ليلى تبص ليهم بهدوء، مشاعرها متضاربة بين الغضب والراحة
الجو لا يزال مشحونًا، لكن ليلى تأخذ نفسًا عميقًا، تنظر إلى فؤاد وجليل بعيون مليئة بالألم والذكريات. يبدأ الحديث بشيء من التردد، لكنها تقرر مشاركة قصتها.
ليلى (بنبرة هادئة لكنها مليئة بالحزن):
"يمكن يكون الوقت متأخر، ويمكن ما يفيدش أقول اللي جوايا، بس يمكن تعرفوا إن حياتي ما كانتش سهلة... بالعكس."
فؤاد (ينظر لها بقلق):
"قولي يا ليلى، إحنا هنا عشان نسمعك."
ليلى (بعيون تلمع بالدموع):
"بعد ما ماتت أمي، بقيت لوحدي في الدنيا. ما حدش كان يسأل عني، وما حدش كان يهتم. كنت بشتغل في أي حاجة أقدر عليها عشان أعيش. كنت لسه صغيرة، بس كان لازم أكبر بسرعة. وفي يوم، شفت نور في حياتي... شريف."
جليل (يتساءل):
"شريف؟"
ليلى (تبتسم بابتسامة حزينة):
"شريف كان راجل محترم، مختلف عن أي حد تاني شفته. حبني بصدق، وحسيت معاه لأول مرة إني مش لوحدي. اتجوزنا، وحسيت إن ربنا عوضني. أنجبنا رائد... وبعده مريم، بنتي الجميلة."
فؤاد (يتنهد):
"الحياة بدأت تتحسن، صح؟"
ليلى (تنظر إلى الأرض):
"أيوة، كنت فاكرة كده. بس القدر كان ليه رأي تاني. شريف ومريم كانوا راجعين من مشوار، وكان فيه حادث. العربية اتقلبت، وماتوا هما الاتنين... قدام عيني."
جليل (بصوت مختنق):
"يا ساتر يا رب..."
ليلى (تمسح دموعها بسرعة):
"فضلت لوحدي تاني، أنا ورائد. كان صغير وقتها، ما كانش فاهم حاجة، بس شاف أمه وهي منهارة. قررت وقتها إني مش هستسلم. ربيت رائد لوحدي، وكنت بحاول أكون قوية عشانه. بس جوه قلبي؟ كنت مكسورة."
فؤاد (بصوت مفعم بالحزن):
"ليه ما لجأتيش لينا؟ إحنا كنا هنبقى معاكي، حتى لو ما كناش نعرف."
ليلى (تنظر إليه بحدة):
"لجأت لمين؟ أبويا اللي رماني؟ إخواتي اللي ما يعرفوش إني موجودة؟ كنت خايفة. كنت متأكدة إن ما حدش هيقبلني. قررت أكمل لوحدي."
جليل (يحاول تهدئتها):
"يمكن الماضي كان قاسي، بس دلوقتي إحنا معاكِ. إحنا عيلتك برضو، ومش هنسكت لحد ما نعوضك عن كل اللي فات."
ليلى (تنظر إليهما بشك):
"الكلام ده حلو، بس هل تقدروا فعلاً تعوضوا عن كل حاجة؟ عن طفولة مسروقة؟ عن زوجة وأم كانت لوحدها في أسوأ لحظات حياتها؟"
فؤاد (بحزم):
"مش هنعرف نعوض كل ده، لكن هنحاول. إحنا مش هنتخلى عنك تاني، زي ما ما تخليتيش عن سيليا."
ليلى (تنظر لهما بحذر، ثم تبتسم ابتسامة صغيرة):
"يمكن... يمكن تكون دي فرصة جديدة. بس مش بسهولة، مش بسهولة أبداً."
فؤاد ينظر إلى ليلى بعينين تملؤهما الامتنان والندم. جليل يجلس بجواره، صامتًا لكنه متأثر بالكلام. ليلى على وشك مغادرة الغرفة، لكنها تتوقف عندما يبدأ فؤاد بالحديث.
فؤاد (بصوت منخفض لكنه مليء بالمشاعر):
"استني يا ليلى... قبل ما تمشي، عايز أقول حاجة."
ليلى (تستدير ببطء):
"إيه؟"
فؤاد (ينهض من مكانه ويقترب منها):
"أنا بشكرك... من كل قلبي. لو مش إنتِ، سيليا ما كانتش هتبقى معانا النهارده. لو مش إنتِ، بنتي كانت ممكن... (يتوقف للحظة، وصوته يختنق) كانت ممكن تموت."
ليلى (تنظر إليه بعيون ممتلئة بالحزن):
"ما كانش ينفع أسيبها، فؤاد. لما شفتها قدامي، كنت شايفة نفسي وأنا صغيرة... مكسورة، وحاسة إن الدنيا كلها ضدها. ما قدرتش أعمل غير اللي كان لازم أعمله."
فؤاد (بحزن وصدق):
"أنا آسف، آسف على كل حاجة حصلتلك بسببنا. آسف إنك اتحرمت مننا، وإنك اضطريتي تعيشي كل الألم ده لوحدك. ولو مش إنتِ، ما كنتش هعرف إن بنتي كانت عايشة طول السنين دي."
ليلى (تتنهد):
"سيليا ما كانتش مجرد بنت محتاجة مساعدة. هي بقت جزء من حياتي، زي ما كنت أنا جزء من حياتها. أنا كنت معاها وقت ضعفها، وهي كانت معايا وقت وحدتي. إحنا كنا بنسند بعض."
جليل (يتدخل بهدوء):
"ليلى، اللي عملتيه ما حدش يقدر يعمله. إنتِ مش بس أنقذتِ سيليا، إنتِ كمان أثبتي إنك أقوى مننا كلنا. إحنا كنا فين وإنتِ فين؟"
ليلى (بنبرة حادة لكنها ليست غاضبة):
"إنتوا كنتوا في حياتكم، وأنا كنت لوحدي. ما حدش كان يسأل عني، بس ده ما يهمش دلوقتي. المهم إن سيليا تخرج من اللي هي فيه دلوقتي. لو عايزين تعوضوني، ساعدوا بنتكم. خلينا نرجعها بالسلامة."
فؤاد (بصوت مليء بالعزم):
"هنرجعها، وعد مني. وهعمل كل حاجة علشان أعوضك، ليلى. إنتِ أختي... ويمكن عرفت ده متأخر، بس مش هضيع الفرصة تاني."
ليلى (تبتسم بخفة):
"الأخت دي كلمة كبيرة، فؤاد. خلينا نشوف الأيام الجاية هتعمل إيه."
ليلى تخرج من الغرفة، تترك فؤاد وجليل ينظران لبعضهما بصمت مليء بالتفكير. المشهد ينتهي بتصميم واضح على وجهيهما لاستعادة سيليا وتعويض أختهم عن الماضي
*******************
غرفة صغيرة مليئة بالشاشات وأجهزة الكمبيوتر، تُعرض عليها خرائط وصور لأماكن محتملة. زين يقف أمام شاشة كبيرة، يُحدّق فيها بتركيز، بينما أدهم يجلس على كرسي يعمل على الكمبيوتر، وتميم يقف بجانب زين، متوترًا وواضحًا عليه القلق.
زين (بجدية وهو ينظر إلى الشاشة):
"أدهم، الأخبار إيه؟ في أي تحرك للجماعة الإرهابية في المنطقة اللي حددناها؟"
أدهم (يُقلب في البيانات بسرعة):
"لسه بنحلل الإشارات. آخر حاجة رصدناها كانت شاحنة سوداء عدت على الكاميرات في الطريق السريع شمال المدينة. مشينا على الخط ده لحد ما وصلنا لمنطقة مهجورة، لكن الإشارة قُطعت."
تميم (متوترًا ويضرب بيده على الطاولة):
"مش كفاية! البنت بين إيديهم، وإحنا لسه بنحلل إشارات! سيليا في خطر!"
زين (بهدوء لكنه صارم):
"أفهم قلقك، تميم، بس التسرع مش هيحل المشكلة. إحنا لازم نفكر بعقلانية. أي خطوة غلط ممكن تعرضها للخطر أكتر."
تميم (بغضب مكبوت):
"عقلانية؟ دي حياتها اللي بنتكلم عنها، زين! أنا شفتهم وهما بيخطفوها، كنت هناك وما قدرتش أعمل حاجة. الإحساس ده هيقتلني!"
زين (يضع يده على كتف تميم):
"عارف إنك متحمل فوق طاقتك، لكن لو فقدت تركيزك دلوقتي، مش هنقدر ننقذها. سيليا محتاجانا نكون في قمة هدوئنا وذكاءنا."
أدهم (بصوت جاد وهو يلتفت إليهم):
"استنوا، عندي حاجة. في إشارة مشفرة جات من المنطقة الصناعية القديمة غرب المدينة. المكان ده كان واحد من مراكزهم الأساسية من 6 سنين قبل ما نداهمه."
تميم (بسرعة):
"ده معناه إنهم رجعوا هناك؟!"
أدهم:
"مش أكيد، لكن التحليل الأولي بيقول إن في نشاط غير عادي هناك."
زين (يفكر للحظة):
"طيب، هنقسم الفريق. أدهم، جهز وحدة استطلاع للتحرك فورًا. تميم، إنت معايا. هنروح نستطلع المكان بنفسنا، لكن بحذر. ما ينفعش نلفت نظرهم."
تميم (بحزم):
"أنا جاهز. سيليا لازم ترجع، مهما كان التمن."
زين (بابتسامة خفيفة لكن جدية):
"وأنا كمان. مش هسمح إنهم يلمسوها بسوء. يلا، ما فيش وقت نضيعه."
الثلاثة يتحركون بسرعة، وكل منهم عاقد العزم على الوصول إلى سيليا قبل فوات الأوان
*********************
في اوضة معيشة واسعة في فيلا ليلى، الإخوة جميعًا يجلسون أو يقفون بتوتر. أحمد يسير جيئة وذهابًا وعيناه مليئتان بالغضب، بينما يجلس مراد وصوته مليء بالقلق. سامر وريان يقفان قرب النافذة، ويوسف يجلس بهدوء واضح عليه الشعور بالذنب. الجو مشحون بالتوتر.
أحمد (يصرخ بغضب):
"يعني إنتوا كنتوا تعرفوا إن سيليا عايشة وساكتين؟! إزاي تعملوا فينا كده؟! إزاي تخبوا حاجة زي دي؟!"
ريان (يرد بحزم لكنه يشعر بالذنب):
"أحمد، ما كناش عارفين من فترة طويلة. عرفنا قريب جدًا، وسيليا نفسها طلبت مننا ما نقولش لحد!"
أحمد (يقاطعه بغضب):
"ما تقولش لحد؟! إحنا أهلها! أنا أخوها الكبير! كان المفروض نكون أول ناس نعرف! ده مش قرارك ولا قرارها!"
يوسف (بصوت هادئ لكنه مليء بالندم):
"عارف إحنا غلطنا، أحمد، بس الوضع كان معقد. سيليا كانت لسة بتحاول تجمع شتات نفسها. هي ما كانتش جاهزة تواجه حد."
مراد (يرفع يده لوقف النقاش):
"استنوا! الكلام ده مش وقته دلوقتي. سيليا في خطر، وكلنا عارفين الجماعة الإرهابية دي ما بترحمش. لازم نركز على إنقاذها بدل ما نضيع وقت في اللوم."
سامر (يضيف بحزم):
"مراد عنده حق. إحنا هنا عشان نحمي أختنا، مش عشان نتخانق. لو فضلنا نلوم بعض، مش هنوصل لحاجة."
أحمد (يتنفس بعمق ويحاول تهدئة نفسه):
"أنا مش بلوم لمجرد اللوم، سامر. أنا خايف على سيليا. لو حصلها حاجة بسبب اللي بنمر بيه... مش هسامح نفسي."
ريان (يقترب من أحمد ويضع يده على كتفه):
"كلنا خايفين عليها، أحمد. بس صدقني، زين وتميم مش هيسيبوا الجماعة دي. هما هيلاقوها، ومش هيسمحوا إن حد يأذيها تاني."
يوسف (بصدق):
"وأنا وواثق إنها قوية. سيليا ما استسلمتش للي حصل قبل كده، ومش هتستسلم دلوقتي. هي أختنا، وأختنا أقوى مما تتخيل."
أحمد (ينظر إلى الجميع ويحاول كبح دموعه):
"سيليا مش مجرد أخت. هي روح العيلة دي. أنا مش عايز أفقدها تاني، فاهمين؟"
مراد (يحاول رفع معنوياتهم):
"وإحنا كلنا معاك، أحمد. مش هنفقدها، ولا هنعطيهم فرصة ياخدوها مننا تاني. هنرجّعها مهما كان التمن."
يسود صمت مشحون في الغرفة، والإخوة ينظرون لبعضهم البعض بعزم واضح على إنقاذ أختهم
فجأة يُفتح الباب ببطء، ويدخل زياد، ممسكًا بلعبته الصغيرة. يتردد للحظة عند رؤية الرجال الجالسين، ثم يتقدم بخطوات حذرة. الجميع يلتفت نحوه.
زياد (بصوت صغير ولكنه ثابت):
"ماما هترجع؟"
يصمت الجميع لوهلة، ينظرون إلى الطفل الذي يبدو ناضجًا جدًا بالنسبة لعمره. يوسف يقف ويتجه إليه بخطوات هادئة
يوسف (يجلس على ركبتيه ليكون بمستوى زياد، مبتسمًا بلطف):
"طبعًا، يا زياد. ماما هترجع، ووعد إننا مش هنسيبها أبداً."
زياد (ينظر إلى يوسف بجدية، ثم يلتفت إلى باقي الرجال، مترددًا):
"وأنتو كلكم هتساعدوا في رجوع ماما؟"
أحمد (يحاول تهدئته، بصوت دافئ):
"طبعًا، يا بطل. إحنا إخوة مامتك، وإحنا هنا عشان نحميها."
زياد (ينظر إلى أحمد بفضول):
"إنت أحمد؟"
أحمد (مندهش قليلاً لكنه يبتسم):
"أيوة، أنا أحمد. إزاي عرفت؟"
زياد (ببراءة):
"ماما كانت بتحكي عنك. قالت إنك كبير وبتحبها قوي."
(تظهر لمعة عاطفية في عيني أحمد، ويقترب من زياد ليجلس بجانبه.)
أحمد (بحنان):
"وهي كمان أختي الصغيرة اللي بحبها أكتر من أي حاجة في الدنيا. عشان كده، وعد مني إني هرجعها مهما حصل."
زياد (ينظر إلى البقية، ثم يشير إلى مراد):
"وإنت... إنت مراد؟"
مراد (يبتسم):
"أيوة، أنا مراد. مامتك كانت بتحكي عني برضه؟"
زياد (يهز رأسه):
"آه، قالت إنك شاطر وبتعرف تحل المشاكل."
مراد (يضحك بخفة):
"وده اللي هعمله دلوقتي. أنا هنا عشان أحل المشكلة الكبيرة دي وأرجّع مامتك."
زياد (يقترب بخطوات صغيرة نحو سامر):
"وأنت... إنت سامر؟"
سامر (يرد بابتسامة عريضة):
"بالظبط. أنا سامر. وأنا هنا عشان أساعد برضه."
زياد (ينظر بريبة طفيفة إلى أحمد ومراد وسامر، ثم يلتفت إلى يوسف وريان):
"بس أنتو عارفين ماما من زمان... ليه ما قلتولهمش إنها عايشة؟"
يصمت الجميع للحظة، وريان يجلس بجانبه على الأرض
ريان (بحزن):
"أنا غلطت، يا زياد. بس ماما طلبت مني ما أقولش لحد لأنها كانت خايفة. كنت بحاول أحميها."
زياد (ينظر إليه بجدية، ثم يهز رأسه):
"ما تعملش كده تاني. ماما محتاجة ناس تساعدها، مش تخبي عليها."
يوسف (يمسك بيد زياد بلطف):
"وإحنا هنا عشان نساعدها دلوقتي. مش هنغلط تاني، ووعد إنك هتشوف ماما قريب قوي."
زياد (بصوت صغير لكنه مليء بالثقة):
"أنا هثق فيكم... بس متأخروش، مازن وسيلين مستنيين ماما كمان."
(الجميع ينظر إلى زياد بإعجاب واضح بسبب نضجه رغم صغر سنه. أحمد يربت على رأسه برفق.)
أحمد (بحنان):
"وعد، يا بطل. مامتك هترجع بأسرع وقت."
زياد يبتسم بخجل، ثم يعود إلى كرسي صغير في الزاوية، بينما يواصل الإخوة التخطيط لإنقاذ شقيقتهم
زياد يجلس على كرسي صغير في الزاوية، يراقب الجميع وهم يتحدثون بخوف وقلق عن سيليا. فجأة، يرفع زياد رأسه ويتحدث بصوت طفولي ناضج، مما يجذب انتباه الجميع.
زياد (بصوت هادئ لكنه حزين):
"لينا كانت بتعيط كتير النهاردة..."
أحمد (يلتفت إليه بسرعة، متأثراً):
"لينا؟ هي كويسة دلوقتي؟"
زياد (يهز رأسه، ممسكًا لعبته الصغيرة):
"هي كويسة... بس كانت خايفة. ماما مشيت فجأة، وأنا كنت بحاول أهدّيها... بس هي صغيرة قوي، ما بتفهمش ليه ماما مش معاها."
ريان (يجلس بجانب زياد، يحاول تهدئته):
"وأنت كنت شاطر، مش كده؟ أكيد لينا بتثق فيك، أنت الأخ الكبير."
زياد (ينظر إلى ريان بجدية، ثم يضع يده على قلبه):
"أنا كنت بحضنها... بس هي فضلت تعيط. كنت نفسي ماما تيجي وتاخدها في حضنها."
يوسف (يقترب ويجلس على الأرض أمام زياد):
"وعد مني يا زياد، لينا هتشوف ماما قريب. أنت بطل، وصبرت عليها النهاردة، صح؟"
زياد (ينظر إلى يوسف، بعينين ممتلئتين بالدموع):
"بس أنا خايف عليها. هي صغيرة، لو ماما ما رجعتش، مين هيبقى معاها؟"
مراد (بتأثر واضح، يربت على كتف زياد):
"مامتك هترجع، وعد مني. لينا محتاجة ماما، وإحنا مش هنرتاح لحد ما نرجّعها."
زياد (بصوت مكسور):
"لينا بتحب ماما... دايماً بتضحك لما ماما تشيلها. حتى لما بتعيط، ماما كانت بتعرف تهدّيها."
سامر (يقترب ويمسك بيد زياد):
"وأنت يا زياد، دلوقتي إنت البطل اللي لينا بتعتمد عليه. لينا صغيرة قوي، بس أكيد حاسة إنك جنبها وبتحميها."
زياد (بصوت طفولي مليء بالعزم):
"أنا مش هسيب لينا لوحدها... بس أرجوكوا رجّعوا ماما بسرعة."
أحمد (بحزم وحنان):
"هترجع، يا زياد. إحنا مش هنسكت لحد ما تبقى ماما هنا في البيت معاكم."
زياد (يمسح دموعه بيده الصغيرة):
"طيب... أنا هفضل جنب لينا لحد ما ماما ترجع."
(الجميع ينظر إلى زياد بإعجاب وتأثر، بينما يظهر مزيج من الحزن والعزم على وجوههم. أحمد يربت على رأس زياد، ويوسف يضمّه لحضنه برفق.)
يوسف (بصوت دافئ):
"أنت مش بس أخ كبير شاطر، أنت كمان قلبك كبير زي مامتك."
زياد (بخجل):
"أنا بس عايز ماما ترجع... عشان لينا تبطل تعيط."
يعم الصمت للحظة، ثم يبدأ الجميع بالتفكير في الخطوات القادمة لإعادة سيليا، بينما يواصل زياد مراقبة الجميع بعيونه الصغيرة التي تحمل الكثير من المسؤولية والحنان لأخته الصغيرة
********************
فأوضة معيشة فاخرة في فيلا جاد. جاد يجلس على الأريكة بارتياح، يحتسي كوباً من القهوة، بينما تدخل جيسي بخطوات سريعة وواضحة الحماس. تجلس بجانبه، تحمل هاتفها بين يديها وتعرض صورة لصديقتها زيزي.
جيسي (بابتسامة مليئة بالخبث):
"شوف يا جاد... أنا فكرت في الموضوع اللي كنا بنتكلم فيه، وقلت ليه ما نفكرش في زيزي؟"
جاد (بلامبالاة):
"زيزي؟ قصدك صاحبتك دي؟ مالها؟"
جيسي (بثقة):
"زيزي هي الحل الأمثل ليك وللأولاد. بصراحة، سيليا دي كانت غلطة من الأول، وأنت شايف إنها فاشلة كأم وكزوجة. زيزي بقى مختلفة، تقدر تهتم بيك وبالأولاد، وكمان تعيش حياتك براحتك."
جاد (ينظر إليها بشك):
"وأنا إيه اللي يخليني أعمل كده؟ يعني أخلّي زيزي تربي ولادي؟"
جيسي (تقترب منه لتقنعه):
"اسمعني بس، سيليا مش هتقدر توفّر لهم الحياة اللي يستحقوها. إنت عارف إنها ما بتعرفش تتصرف من غيرك. زيزي على الأقل ست محترمة، وعندها خبرة مع الأطفال، وبتحبك! فوق ده كله، وجودها هيخلّصك من صداع سيليا نهائي."
جاد (يتنهد ببطء):
"وأنا لو فكرت في ده، سيليا مش هتوافق. دي هتموت على ولادها."
جيسي (تبتسم بمكر):
"سيليا ما عندهاش خيارات كتير. أنت والدهم، وأي قاضي هيقف في صفك. خلي بالك، لو لعبتها صح، هتقدر تاخد الولاد وتبدأ حياة جديدة مع زيزي. كل اللي محتاجه إنك تبين إنك الأب المثالي."
جاد (بضحكة ساخرة):
"أب مثالي؟ أنا مشغول بشغلي في دبي، زيزي اللي هتشيل المسؤولية، مش أنا."
جيسي (بصوت مليء بالإغراء):
"وده اللي بقوله! زيزي هتبقى الأم اللي الولاد محتاجينها. أنت بس ادخل في الموضوع بسرعة قبل ما العيلة بتاعتها تتصرف."
جاد (يفكر للحظة ثم يهز رأسه):
"فكرة مش وحشة... بس لازم أرتّب كل حاجة الأول. ما ينفعش أتعامل مع الموضوع كده عشوائي."
جيسي (تربت على كتفه):
"سيب الموضوع عليا. أنا هكلم زيزي ونبدأ التخطيط. أنت بس ركّز في إنك تاخد الولاد بأي طريقة."
جاد (يتنهد):
"ماشي، خلينا نشوف. بس لو فشلت الخطة دي، انتِ اللي تتحملي المسؤولية."
جيسي (تبتسم بخبث):
"ما تقلقش، أنا عارفة أنا بعمل إيه."
يعم الصمت للحظة، بينما يبتسم الاثنان بابتسامة مليئة بالمكر، كل منهما يفكر في خطته لتحقيق ما يريد
جاد وجيسي يجلسان على الأريكة يتناقشان بصوت منخفض، لكن ثريا كانت خلف الباب تتنصت على حديثهما دون أن يلاحظا. فجأة، تسمع خطوات ثقيلة على الأرض وتدخل ثريا الغرفة بسرعة، وجهها مشحون بالغضب، عيونها تتأجج من الغضب.
جاد (يفزع من دخول والدته بشكل مفاجئ):
"ماما؟!"
جيسي (مندهشة ومتفاجئة):
"ماما، إنتي؟!"
ثريا (بغضب شديد، تقترب منهم وعيونها تشتعل):
"أنا سمعت كل كلمة، جاد! أنت تفكر إيه؟ تتزوج واحدة زي زيزي وتخطف الأولاد من سيليا؟!"
جاد (يحاول التبرير):
"ماما، الموضوع مش زي ما فاهمة، أنا بس... أنا..."
ثريا (بصوت حاد، تقاطعه):
"إنت مش فاهم حاجة! سيليا هي اللي كانت معاك في أصعب لحظات حياتك، وهي اللي تحملت كل شيء، وده جزاءها؟! بدل ما تدعمها وتوقف جنبها، هتسيبها عشان واحدة زي زيزي؟ عارفة إنها مش أكتر من عاهرة؟!"
جيسي (بحذر):
"ماما، إحنا بس بنحاول نرتب حياتنا، جاد مش سعيد مع سيليا، والأولاد محتاجين استقرار."
ثريا (تصرخ، غير قادرة على كتمان غضبها):
"استقرار؟! إنتو مش عارفين حاجة! سيليا اللي ربت الأولاد، سيليا اللي تعبّت عشانهم، وهي الوحيدة اللي كانت بتفكر فيهم وفي مصلحتهم. ولادك دول مش لعبة! وأنت عايز تديهم لواحدة زي زيزي؟ لو عملت كده، هتكون آخر مرة تشوفني فيها!"
جاد (مصدوم من تهديد والدته):
"ماما، كفاية، إنتي مش فاهمة. أنا تعبت، وهي كمان مش كانت معايا كفاية..."
ثريا (تقترب منه أكثر، بوجه مليء بالحزن والغضب):
"إنت اللي مش فاهم يا جاد! مش هأسمح لك تتزوج واحدة زي زيزي، ولا هأسمح لك تأخذ الأولاد من سيليا. لو عملت كده، هتكون ابني في الأوراق بس، أنا هتبرأ منك قدام كل الناس!"
جيسي (تحاول التدخل، لكن صوتها خافت):
"ماما، إحنا... إحنا بنعمل ده عشان مصلحة الأولاد."
ثريا (تلتفت إليها بغضب شديد):
"مصلحة الأولاد؟! مصلحة الأولاد إنهم يكونوا مع أمهم، مع سيليا، اللي طول عمرها ربتهم على الحب والاحترام. إنتي مش فاهمة حاجة!"
(صمت مفاجئ يخيم على الغرفة، بينما ثريا تضع يديها على قلبها وتجلس على أقرب كرسي لها. جاد ينظر إليها، عيون مليئة بالحيرة، بينما جيسي تبتعد قليلاً خوفًا من رد فعل والدتها.)
ثريا (بصوت متحشرج):
"أنتو مش هتقدروا تفرقوا بين سيليا وأولادها. لو كان عندك ضمير، كنت هترجع لسيليا، تديها حقوقها وتوقف جنبها."
جاد (يبدأ في التراجع قليلاً، صوته منخفض):
"ماما... أنا... أنا مش عارف أعمل إيه."
ثريا (تنظر إليه بحزن شديد، صوتها منخفض):
"إنت كنت عارف تبني عائلة، وكان عندك فرصة تكون أب حقيقي، مش بس تكون أب بالأوراق. لو اتجوزت زيزي وأخذت الأولاد من سيليا، أنا مش هكون أمك تاني، وفاهم؟"
ثريا تخرج من الغرفة بغضب، جاد يظل جالسًا صامتًا، يشعر بالتشتت والحيرة، بينما جيسي تنظر إليه بحزن
في نفس الغرفة حيث كانت ثريا قد خرجت من قبل، يدخل كريم والد جاد وجيسي، الذي يحمل وجهه ملامح الحزن والغضب. يلتفت إلى جاد، ويبدو أنه قد سمع كل شيء عن الخطة التي كان يخطط لها ابنه. يقترب منه، وتضييق عينيه يبرق بالغضب، بينما جيسي تتراجع قليلاً وتشعر بالارتباك.
كريم (بصوت هادئ، لكنه مليء بالغضب):
"جاد... أنا مش عارف أبدأ منين معاك. إنت فاكر نفسك هتخطف الأولاد وتاخدهم من أمهم كده؟ إنت فاكر إن ده عدل؟"
جاد (محاولاً التهرب من نظره):
"ماما مش فاهمة... أنا مش سعيد مع سيليا، وأنا مش قادر أستمر كده، أنت مش فاهم حاجة."
كريم (بغضب متزايد، يرفع صوته قليلاً):
"فاهم؟ أنا فاهم كويس يا جاد! فاهم إنك خانتها ليلة زفافكم، وفاهم إنك لما سافرت دبي، تركتها تعيش في مصر زي الوحيدة اللي بتربي الأولاد وتتكفل بيهم، وأنت مشغول في حياتك الخاصة مع النساء! فاهم إنك أهنتها قدام كل الناس، وأنت المفروض تكون واقف جنبها، مش تضيع وقتك في المتعة الشخصية على حسابها."
هنزل التكملة بعدين لأني وصلت للحد الاقصى
•تابع الفصل التالي "رواية قيود العشق (2)" اضغط على اسم الرواية