رواية قيود العشق (2) الفصل الرابع والعشرون 24 - بقلم سيليا البحيري
جاد (يحاول الدفاع عن نفسه):
"أنا كنت متضايق يا بابا، الحياة مش سهلة زي ما أنتو فاهمينها، وأنا..."
كريم (قاطعه بغضب شديد، يصرخ):
"أنت مش فاهم حاجة! أنت كنت بتعمل كل ده على حساب سيليا. وكل ده عشان إيه؟ عشان تستمتع بالحياة، على حساب تدمير أسرتها؟ مش دي الطريقة اللي بيعيش بيها رجال الشرف! كنت فاكر إنك لما تروح دبي وتخونها وتتركها هنا، هتسعد نفسك؟ وده جزاؤها؟"
جيسي (بصوت منخفض، تحاول التدخل):
"بابا... جاد كان... كان في وقت صعب، إحنا لازم نفهمه."
كريم (ينظر إلى جيسي بغضب، ثم يعود لينظر إلى جاد):
"وأنت يا جيسي... أنت كمان مش فاهمة حاجة! عايزة تعاونيه على ظلم سيليا كمان؟ إنتو عارفين إن سيليا كانت بتربي الأولاد وتحارب الدنيا لوحدها؟ لو كانت في مكانكم، كانت حتستحمل كل ده؟ كانت حتحبكم لآخر لحظة! إنتو مش شايفين كل التضحيات اللي عملتها عشانكم؟"
جاد (ينخفض صوته، يعتصره الندم):
"أنا... أنا آسف يا بابا، كنت فاكر إن ده الصح..."
كريم (يقترب منه، يضع يده على كتفه بحزن):
"الصح يا جاد إنك ترجع لسيليا، تراجع حساباتك، وتتعامل مع الأولاد زي ما المفروض. مش هتقدر تهرب من الحقيقة. لو اتجوزت واحدة زي زيزي، هخسر ابني... ما فيش مكان لك في حياتي لو اتبعت طريق الظلم ده."
جيسي (مصدومة، تسحب نفسها للخلف):
"بابا، إنت مش لازم تكون قاسي كده."
كريم (يحول نظره إليها بحزن، ثم ينظر مرة أخرى إلى جاد):
"أنا قاسي؟ أنا قاسي على مين؟ على سيليا اللي كانت تحارب وحدها؟ ولا على ابني اللي ضيع عمره في الحرام؟"
صمت ثقيل يملأ الغرفة، حيث يقف كريم ينظر إلى ابنه جاد بنظرات مليئة بالحزن والخيبة، بينما جيسي تقف بعيدًا وهي تشعر بالتوتر وعدم الراحة و الحقد تجاه سيليا
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
#قيود_العشق2
فصل 24
في مكان سيليا ، داخل غرفة مظلمة، تُحكم فيها القيود على يديها ورجليها، لكنها تمكنت من فك إحدى يديها بقطعة حديد صغيرة كانت موجودة على الأرض. تنظر حولها بتوتر، تتحسس خطواتها نحو الباب، وهي تعرف أن الحراس بالخارج، لكنها تعقد العزم على الهروب مهما كان الثمن.
سيليا( تهمس لنفسها):
"مش هسيب نفسي هنا... لو كان ده آخر يوم في حياتي مش هموت بين إيدين السفلة دول"
تتجه نحو الباب ببطء شديد، تفتحه بصوت خافت وترى ممرا طويلاً خاليًا. تتنفس بعمق، تبدأ بالركض نحو المخرج، لكن فجأة يظهر أحد الحراس.
الحارس( بصوت غاضب):
"إنتي فاكرة إنك هتقدري تهربي ؟!"
سيليا( تصرخ وتندفع نحوه):
بعدوا عني مش هستسلم ليكم
تلتقط سيليا قطعة خشب ملقاة على الأرض وتحاول الدفاع عن نفسها بضربة قوية على رأس الحارس الذي يسقط على الأرض لبضع لحظات تبدأ بالركض مرة أخرى، وتصل إلى مخرج شبه مفتوح، ولكن قبل أن تلمس الباب، يُمسك بها اثنان من الحراس الآخرين.
الحارس الأول (يضحك بسخرية):
فاكرة نفسك بطلة فيلم ؟ ما حدش بيهرب مننا"
سيليا (تصرخ وهي تقاوم بشدة):
"سبوني حرام عليكم... إنتو مش بشر!"
الحارس( الثاني بصوت قاس)
"هدي نفسك بدل ما تموتي قبل وقتك الزعيم عايزك حية، بس ده مش معناه إننا مش قادرين نخلص عليك لو حبينا."
يحملها الحراس ويعيدونها إلى الغرفة بعنف، حيث تقاومهم بكل قوتها، لكن دون جدوى. يُغلقون الباب خلفهم ويضعون قيودًا أكثر إحكامًا عليها.
سيليا (تبكي بحرقة)
ليه ؟ ليه الظلم ده ؟ إنتو هتاخدوا عقابكم... مش هتفضلوا كده طول العمر"
الحارس الأول (وهو ينظر إليها من نافذة صغيرة في الباب)
اتكلمي زي ما انتي عايزة، بس أوعي تفكري في الهرب تاني المرة الجاية، مش هيبقى في فرصة ثانية.
يغلق النافذة بقوة، تاركا سيليا وحدها في الظلام تصارع الخوف واليأس، لكنها تقبض يديها بإصرار.
سيليا (تهمس لنفسها بغضب ودموع)
"مش هتهزموني... أنا هخرج من هنا، حتى لو كان آخر شيء أعمله."
***********************
في فيلا ليلى الألفي
رائد يجلس على الأريكة، يضغط على هاتفه بعصبية. وجهه متجهم والغضب يملأ عينيه. يرفع الهاتف إلى أذنه، ينتظر بلهفة، حتى تُجيب كارما على الطرف الآخر.
كارما (بصوت مرح، قبل أن تلاحظ توتره):
"ألو؟ يا رائد! كنت لسه بفكر أكلمك. أخبارك إيه؟"
رائد (بصوت غاضب ومقطّع):
"كارما... الأمور هنا فوضى. سيليا... سيليا اتخطفت!"
كارما (تُصدم وتشهق):
"إيه؟! اتخطفت؟! إزاي؟ مين اللي عمل كده؟!"
رائد (بصوت مليء بالغضب):
"جماعة إرهابية، كارما. الناس اللي كانوا ورا كل حاجة حصلت لها من سنين. رجعوا من جديد وخدوها، وأنا مش قادر أتحمل ده. سيليا زي أختي الصغيرة، و... و..."
كارما (تقاطعه بصوت قلق):
"رائد، اهدى شوية، وفهمني. إمتى ده حصل؟ وإيه الأخبار دلوقتي؟"
رائد (يتنفس بعمق، يحاول تهدئة نفسه):
"من ساعات. زين وتميم وأدهم بيحاولوا يلاقوا مكانها، بس أنا مش قادر أقعد هنا ساكت. كل اللي أقدر أفكر فيه إننا لازم نرجعها بأي طريقة."
كارما (بصوت جدي ومصمم):
"أنا مش هقعد هنا في الأردن. هرجع مصر على أول طيارة. سيليا محتاجة كل الناس اللي بيحبوها حواليها، وأنا مش هسيبك تواجه ده لوحدك."
رائد (يُخفض صوته، ممتنًا):
"كارما، أنا مش عايزك ترجعي عشان أنا طلبت... بس وجودك هيكون فرق كبير. سيليا هتحتاجك لو... لو قدرنا نرجعها."
كارما (بحزم):
"هتقدّروا ترجعوها، يا رائد. أنا واثقة فيك وفي زين والباقيين. خلي بالك من نفسك لحد ما أوصل. هتواصل مع بابا وأحجز تذكرة حالًا."
رائد (بصوت مليء بالمشاعر):
"كارما... شكراً إنك موجودة. مش عارف كنت هعمل إيه من غيرك."
كارما (بابتسامة خفيفة تُحاول التخفيف عنه):
"مش محتاج تشكرني، رائد. إحنا فريق. أنا هنا دايمًا. هكلمك أول ما أوصل المطار."
يغلق رائد الهاتف، يتنفس بعمق ويحاول استجماع شجاعته
*********************
في غرفة اخرى ، نجلاء تجلس على أريكة بجانب نافذة، تحتضن مازن بقوة وهو مستكين في حضنها. لينا تبكي قليلاً، فتحتضنها نجلاء بيدها الأخرى وتحاول تهدئتها. دموعها تسيل بصمت وهي تحدق في وجه حفيديها، مزيج من الألم والحنين يظهر على ملامحها. تدخل منار بهدوء، تحمل كوباً من الماء لنجلاء.
منار (برفق):
"اشربي شوية، يا نجلاء. انتي محتاجة تهدي نفسك."
نجلاء (بصوت مخنوق):
"إزاي أهدى، يا منار؟ إزاي؟ بنتي... بنتي اللي كنت فاكرة إنها ميتة رجعتلي بعد 6 سنين، لكن... لكن دلوقتي مش عارفة إذا كنت هقدر أشوفها تاني ولا لأ!"
منار (تجلس بجانبها، تضع يدها على كتفها):
"سيليا قوية، وأنا متأكدة إنها هترجع. زين وتميم والكل بيعملوا المستحيل عشان يرجعوها."
نجلاء (تنظر إلى مازن ولينا، وهي تمرر يدها على شعر مازن):
"بصي ، يا منار... مازن ولينا. عارفه إنهم آخر حاجة سيليا كانت بتفكر فيها وهي في خطر. ازاي تسيبهم؟ ازاي يقدر قلبها يستحمل؟"
منار (تحاول التخفيف عنها):
"سيليا أم عظيمة، وعلشان كده أكيد هي هتحارب عشان ترجع ليهم. إحنا بس لازم نصبر ونبقى أقوياء علشان الأطفال دول."
مازن (يرفع رأسه وينظر إلى نجلاء بعيونه البريئة):
"تيتا... ماما فين؟ ليه ماما لسه مرجعتش؟"
نجلاء (تبكي بصمت، وتُقبّل رأسه):
"ماما هترجع، يا حبيبي. ماما بتحبك إنت وأختك قوي، وهترجعلكم قريب."
لينا (تبدأ بالبكاء):
"مم... مم..."
منار (تلتقط لينا بحنية، تهدهدها):
"البنوته الصغيرة دي محتاجة أمها، وأنا متأكدة إنها هترجع. انتي بس خلي إيمانك بالله كبير، نجلاء."
نجلاء (تمسح دموعها وتُقبّل جبين لينا):
"هفضل أدعي لحد ما أشوفها قدامي تاني. عيالي دول محتاجينها، وأنا كمان. ست سنين وأنا عايشة في كابوس، والنهارده رجعت عايشة في خوف أكبر."
منار (بحزم وهدوء):
"الخوف مش هيفيد. سيليا علمتنا القوة، وكل اللي نقدر نعمله دلوقتي إننا نبقى سند ليها ولولادها."
نجلاء (تتنفس بعمق وتحاول التماسك):
"معاكي حق، يا منار. لازم أكون قوية علشان حفيدي وحفيدتي... وعلشان سيليا لما ترجع."
تجلس الاثنتان في صمت، بينما يعلو صوت بكاء لينا قليلاً، ومازن يُمسك يد جدته بقوة وكأنه يطلب الأمان
******************
نجلاء ومنار تجلسان مع مازن ولينا. مازن يلعب بهدوء في حضن جدته، بينما لينا تستقر بين ذراعي منار، تحاول تهدئتها. فجأة، يُفتح الباب، ويدخل ماهر بخطوات مترددة.
ماهر (ينظر حوله باستغراب):
"ماما؟ تيتا نجلاء؟ مين دول؟"
منار (تنظر إليه بابتسامة مرهقة):
"ماهر، ده مازن ولينا... ولاد سيليا."
ماهر (يتقدم بحذر وينظر إلى مازن):
"سيليا؟ هي دي اللي قالوا إنهم خطفوها؟"
نجلاء (تتحدث بحنان):
"أيوة يا حبيبي، سيليا بنتي. دول ولادها، وهي أمهم بتحبهم قوي "
ماهر (يجلس على الأرض بجانب مازن، يراقبه بفضول):
"هو تميم أخويا هيلاقيها، صح؟ هو ضابط شاطر، وقال لي إنه هيلاقيها."
منار (تمسح على رأسه):
"إن شاء الله، يا ماهر. تميم وزين وكل الناس بتحاول عشان يرجعوها."
ماهر (ينظر إلى مازن):
"أنت مازن صح؟"
مازن (بصوت خافت):
"أنا مازن... وماما هترجع لي قريب."
ماهر (يبتسم):
"أكيد هترجع. أنا لما كنت صغير ماما دايماً بتقول لي إن الناس الشجاعة بتنتصر في الآخر."
نجلاء (بحزن):
"سيليا قوية، وربنا هيحميها. كل اللي نقدر نعمله دلوقتي إننا ندعي لها."
ماهر (ينظر إلى لينا التي بدأت بالبكاء):
"وإيه اللي حصل علشان يخطفوها؟ هي عملت إيه؟"
منار (تتنهد):
"ماهر، في حاجات كتير مش لازم تشغل بالك بيها دلوقتي. المهم إننا نكون سند لبعض ونفضل ندعي عشان سيليا ترجع بخير."
ماهر (بحماس):
"طب أنا ممكن أساعد؟ يعني أقول لتميم يعمل إيه؟"
نجلاء (تضحك بخفة وهي تمسح دموعها):
"وجودك معانا هنا أكبر مساعدة، يا ماهر. خليك جنب ولاد سيليا الصغيرين، وادعي معانا علشان ربنا يرجعها."
ماهر (يبتسم بثقة):
"ماشي، أنا هفضل معاهم وألعب معاهم. بس لما تميم يرجع، هقول له إني عايز أساعد."
ماهر يجلس بجانب مازن، يحاول أن يلعب معه ليخفف عنه، بينما منار ونجلاء تنظران إليه بابتسامة ممتنة، مستمدتين الأمل من براءة الطفل وحماسه
********************
في غرفة اخرى ، الإخوة الخمسة يجلسون حول طاولة مستديرة، أمامهم خرائط وأوراق، وأصواتهم تملأ الغرفة، مشحونة بالغضب والقلق. زياد يجلس على كرسي صغير بجانب الطاولة، يراقبهم بصمت، لكن ملامح وجهه تظهر قلقًا طفوليًا على والدته.
أحمد (بصوت حازم):
"لازم نلاقيها قبل ما يحصل أي حاجة تانية! ما ينفعش نفضل قاعدين كده!"
مراد (يطرق الطاولة بيده):
"تميم وزين بيعملوا اللي يقدروا عليه، وإحنا لازم ندعمهم بأي معلومة نوصلها."
سامر (بتوتر):
"لكن لسه ما عندناش أي دليل واضح عن مكانهم... الجماعة دي شبح، بيختفوا وما حدش يعرف يلاقيهم بسهولة."
يوسف (بهدوء نسبي):
"ممكن نبدأ بالمعلومات اللي عندنا. سيليا كانت بتتجنب حد معين؟ حد حاول يقرب منها أو يهددها؟"
ريان (يغمض عينيه بغضب):
"لو كنت أعرف حاجة كنت قلتها من زمان! أنا بحس بالعجز، ما قدرتش أعمل حاجة لها طول السنين دي."
أحمد (ينظر إليه بحزم):
"ريان، مش وقت الندم دلوقتي. ركز معانا عشان ننقذ أختنا."
زياد (بصوت خافت لكنه واضح):
"ماما هترجع."
الجميع يلتفت إلى زياد الذي يقف الآن، عينيه تملؤها دموع طفولية، لكنه يحاول أن يبدو شجاعًا.
مراد (برقة):
"أكيد هترجع، يا زياد. وإحنا مش هنرتاح غير لما تكون في أمان."
زياد (ينظر إلى أحمد):
"إنت كبيرهم، صح؟ لازم ترجع ماما... هي قالت لي إنكم بتحبوها."
أحمد (بصوت هادئ ومليء بالحنان):
"هنرجعها، يا بطل. مامتك قوية، وإحنا مش هنسيبها."
سامر (يضع يده على كتف زياد):
"وأنت كمان قوي. خلي إيمانك بإن مامتك راجعة دايمًا موجود."
زياد (يومئ برأسه وهو يمسح دموعه):
"أنا هستنى ماما، ومش هخاف."
يوسف (ينظر إلى أحمد):
"لازم نتحرك أسرع. ما ينفعش نضيع دقيقة واحدة."
أحمد (ينهض ويشير للجميع):
"ماشي. نتصل بتميم وزين نشوف آخر التطورات، ونبدأ بتجميع كل المعلومات اللي ممكن توصلنا ليها."
الجميع يتحركون بنشاط متجدد، بينما يجلس زياد مجددًا، يراقبهم بأمل ويدعو في قلبه أن تعود والدته قريبًا
*******************
في مكان آخر نذهب إليه لأول مرة ، تدخل ياقوت المنزل متعبة بعد يوم طويل في الجامعة، ترتدي حقيبة ظهر قديمة وبيدها كتب كثيرة. تنظر حولها بحذر، فالمكان مشحون دائمًا بالتوتر. والدها يجلس على كرسي قديم في منتصف الغرفة يدخن بشراسة، ووالدتها في المطبخ تعمل بلا توقف، وأخوها الأكبر سعد يجلس على الأريكة، يبدو عليه الضيق.
والد ياقوت (بصوت غاضب):
"إنتِ لسه راجعة؟! هو ده وقتك يا هانم؟ الجامعة دي هتأكّلنا عيش ولا إيه؟"
ياقوت (بصوت خافت):
"النهارده كان عندنا امتحان، اتأخرت وأنا براجع مع البنات."
سعد (ينظر لها بازدراء):
"تراجعي مع مين؟ هو إحنا عارفين مين البنات دول أصلاً؟! يمكن طلعتي ماشية على حل شعرك ، محدش عارف "
ياقوت (تنظر إليه بصدمة):
"أنا يا سعد! كل اللي بعمله إني بذاكر عشان أنجح وأساعدكم."
والدة ياقوت (تخرج من المطبخ بعصبية):
"تساعدينا؟! وإيه فايدة شهادتك دي؟ شوفتي حد مننا تعلم؟ ولا حتى أبوكي؟!"
ياقوت (تحاول تمالك أعصابها):
"يا أمي، أنا بحاول أعمل حاجة كويسة لينا... بحاول أغير حياتنا."
والد ياقوت (يقف بغضب ويرمي السيجارة على الأرض):
"تغيري حياتنا؟! إنتِ بس بتضيعي وقتنا وفلوسنا. بكرة أقطع عنك المصاريف لو شوفتك متأخرة تاني!"
ياقوت (بعيون ممتلئة بالدموع):
"ليه دايمًا بتعاملوني كده؟! أنا مش غلطانة... أنا بذاكر عشانكم."
سعد (يسخر):
"إنتِ بتعملي ده عشان نفسك، ما تحاوليش تضحكي علينا."
والدة ياقوت (تعود للمطبخ وهي تهمهم بغضب):
"اللي بيذاكروا في الآخر بيفضلوا قاعدين في البيت، لا شغل ولا حاجة."
ياقوت (تتراجع بضع خطوات، تحاول منع دموعها من الانهيار):
"مش هقول حاجة تاني... شكلي غلط إني حاولت أعمل حاجة كويسة."
تذهب ياقوت إلى غرفتها الصغيرة، تغلق الباب خلفها، وتجلس على السرير، تحاول أن تمنع دموعها من السقوط وهي تنظر إلى كتبها، تتساءل في صمت إن كان حلمها في التعليم يستحق كل هذا الألم.
•تابع الفصل التالي "رواية قيود العشق (2)" اضغط على اسم الرواية