Ads by Google X

رواية قيود العشق (2) الفصل السابع والعشرون 27 - بقلم سيليا البحيري

الصفحة الرئيسية

 رواية قيود العشق (2) الفصل السابع والعشرون 27 - بقلم سيليا البحيري 

قيود_العشق2 
فصل 27
بعد شهرين ، تغيرت بعض الأمور ، سيليا و اولادها عادوا لمنزل والدها فؤاد ، و تصافت النفوس ، عادت كارما من الأردن و سعدت بتحسن علاقة سيليا مع عائلتها ، ريان بدأ يعمل كمعيد في الجامعة ، سيليا عادت لدراستها و كما زاد تقربها من زين ، و هذا ما زاد حقد جاد عليهم ، و اليوم هو موعد جلسة طلاق سيليا و جاد 
في صباح هادئ ومشرق في فيلا فؤاد البحيري العائلة تجتمع حول طاولة الإفطار في غرفة الطعام الكبيرة. رائحة الخبز الطازج والشاي تملأ المكان. سيليا تجلس بجانب والدتها نجلاء، وأطفالها الثلاثة حولها. الجو مليء بالدفء والفرح. لينا الصغيرة ، تجلس في كرسيها الخاص على الطاولة، تلوح بيديها وتصدر أصواتًا طفولية.

نجلاء (تقدم ملعقة صغيرة من الحليب للينا بابتسامة):
"يلا يا روحي، شوية حليب عشان تكبري زي اخواتك زياد و مازن"

لينا (تضرب بيديها الصغيرة على الطاولة وتصدر صوتًا طفوليًا):
"إييه!"

سيليا (تبتسم وتربت على يد لينا):
"شكلك مش عاجبك الحليب يا لينا؟"

زياد ( ينظر إلى لينا بفخر):
"ماما، لينا مش بتحب الحليب، بس أنا شربت كل الحليب بتاعي."

فؤاد (يضحك):
"برافو عليك يا زياد، أنت كده هتبقى زي أمك زمان، كانت بتحب الحليب."

مازن ( يلتقط قطعة خبز صغيرة ويحاول إطعام لينا):
"لينا، أهوه، كُلي!"

نجلاء (تضحك وهي تراقب المشهد):
"مازن، لينا صغيرة على الأكل ده يا شاطر. سيبها تاخد الحليب."

ريان ( يشير إلى لينا بابتسامة):
"واضح إنها زعلانة عشان مش بتفهم إحنا بنقول إيه."

مراد (يربت على رأس لينا بلطف):
"بس شكلها فاهمة كويس إنها محور الاهتمام دلوقتي."

نجلاء (تقبل يد لينا الصغيرة):
"دي فعلاً أميرة البيت. الله يحميها ويخليها."

أحمد ( بنبرة جادة):
"سيليا، اليوم مهم. لو احتجتي حاجة في جلسة الطلاق، أنا وسامر هنكون معاكي."

سامر ( يهز رأسه موافقًا):
"أكيد. إحنا هنا لأي حاجة تحتاجيها، المهم إنك تبقي مرتاحة."

سيليا (تنظر إليهم بابتسامة ممتنة):
"شكراً ليكم. أنا فعلاً مش عارفة كنت هعمل إيه من غيركم."

يوسف (يربت على كتفها):
"إحنا عيلة، وسيليا رجعت لعيلتها، دي أهم حاجة."

فؤاد (بصوت مليء بالفخر):
"وجودك معانا يا سيليا وأولادك رجع الحياة للبيت. الحمد لله على كل شيء."

زياد (بفضول):
"ماما، هنروح فين بعد الفطار؟"

سيليا (تضحك وهي تمسك بيده):
"هنروح مشوار صغير يا حبيبي، وبعدين نرجع."

نجلاء (تلتفت للجميع):
"طيب يلا خلونا نكمل فطارنا، وعقبال ما أشوف بيتكم عامر يا سيليا."

الجميع يبتسم، والأجواء تملأها دفء العائلة. لينا تصدر أصواتًا طفولية، بينما يواصلون تناول الإفطار ويتحدثون عن يومهم القادم

في غرفة سيليا في منزل والدها، سيليا تقف أمام المرآة تحاول أن تسرح شعرها، لكن يديها ترتجفان من التوتر. صوت طرق خفيف على الباب، ثم يدخل ريان بهدوء.

ريان (بابتسامة مشجعة):
"إزايك يا سيليا؟ جهزتي؟"

سيليا (تنظر إليه عبر المرآة بقلق):
"آه... بس مش عارفة، حاسة نفسي مش قادرة أواجه الموضوع."

ريان (يقترب منها ويجلس على الكرسي بجانبها):
"بصيلي يا سيليا."

سيليا (تلتفت إليه ببطء):
"أيوه؟"

ريان (يمسك بيدها بلطف):
"إنتِ أقوى بكتير من اللي بتفكري فيه. عديتِ حاجات أصعب من كده، ودايمًا كنتِ واقفة على رجلك، ليه النهارده تخافي؟"

سيليا (بصوت مهزوز):
"عشان الموضوع مش سهل، يا ريان. بعد كل اللي حصل، بعد كل الإهمال والخيانة، مش عارفة إذا كنت هقدر أواجهه في المحكمة."

ريان (بصوت هادئ ومليء بالثقة):
"جاد كان غلطتك الوحيدة، وكلنا بنغلط. بس المهم إنك دلوقتي بتاخدي القرار الصح، مش عشانه، عشانك إنتِ وأولادك."

سيليا (تنظر للأرض):
"بس أنا خايفة، خايفة الناس تحكم عليا، خايفة على ولادي من اللي جاي."

ريان (يمسك بكتفيها بلطف ويجبرها على النظر إليه):
"اسمعيني كويس، الناس مش مهمة. اللي يهم هو إنتِ وأولادك. زياد، مازن، ولينا محتاجين أم قوية. وإنتِ أثبتي لهم ولنا كلنا إنك أم عظيمة."

سيليا (تتنهد):
"بس جاد... ما كانش يحبنا، ما كانش يهتم بأي حاجة غير نفسه."

ريان (بصوت حازم):
"وده السبب إنك بتطلقي منه النهارده. عشان تبدأي حياة جديدة خالية من الإهانة والخيانة. مش هتسمحي لأي حد يقلل منك تاني."

سيليا (تبتسم بخفة وهي تمسح دموعها):
"إنت دايمًا بتعرف تهديني، ريان. شكراً."

ريان (ينهض ويبتسم):
"أنا أخوكي، وده واجبي. ويلا بقى، نزلي وإحنا كلنا وراكي النهارده. هتبقي فخورة بنفسك لما كل ده يخلص."

سيليا (تتنهد بارتياح):
"إن شاء الله."

ريان (يغمز لها):
"إن شاء الله. ويلا نخلص، عشان المحكمة مش هتستنانا."

سيليا تبتسم له، وتنهض لتكمل تجهيزها. ريان يتركها وهي تشعر بالثقة والهدوء، مستعدة لمواجهة ما ينتظرها
*********************
في شقة زين الفاخرة ، الصمت يلف المكان، والأضواء خافتة. زين يجلس على الأريكة ، أمامه كوب من القهوة الباردة لم يلمسه. ينظر إلى شاشة التلفاز المطفأة وكأنه يبحث عن شيء غير موجود. بجانبه صورة قديمة تجمعه بوالده. يأخذها بيده وينظر إليها بحزن عميق.

زين (بصوت منخفض وحزين):
"كنت معايا دايمًا، سندي وضهري... ليه سبتني؟ كل حاجة راحت من يوم ما مشيت، وأنا لوحدي... حتى البيت ده، واسع وفخم، بس مفيهوش حياة."

(يتنهد ويحرك يده على الصورة، ثم يتذكر اللحظات التي قضاها مع والده، عندما كانا يتحدثان ويضحكان.)

زين (بصوت يرتجف):
"لو كنت معايا دلوقتي، كنت هتعرف أنا حاسس بإيه. كنت هتفهم الوحدة اللي مالياني. كل واحد مع أهله، بيضحكوا ويتكلموا... وأنا؟! قاعد لوحدي، بيت صامت، وذكريات بتقتلني."

(ينهض ببطء ويتوجه نحو النافذة الكبيرة المطلة على المدينة. ينظر إلى الأنوار البعيدة بحزن.)

زين (بصوت أعلى، وكأنه يلوم نفسه):
"حتى أمي... لو كانت إنسانة حقيقية، لو فكرت ولو للحظة فيك بدل ما تدمر حياتك... يمكن كنت لسه هنا. بس لأ، هي فضلت نفسها، وضيعت كل حاجة."

(يضرب الزجاج بقبضته بخفة، ثم يستدرك نفسه وينظر للأسفل.)

زين (بهمس):
"سيليا... كل مرة أشوفها، بحس إن الدنيا ممكن تضحكلي تاني. بس... هي تستحق حد أحسن مني. حد عنده عيلة، مش واحد محطم زيي."

(يجلس على الأرض بجانب النافذة، ممسكًا رأسه بيديه. تمر لحظات من الصمت الثقيل قبل أن يرفع رأسه وينظر للسماء عبر الزجاج.)

زين (بصوت مبحوح):
"بابا... لو كنت هنا، كنت هتعرف أعمل إيه؟ كنت هتعلمني إزاي ألاقي السلام وسط كل ده؟"

(يظل جالسًا هناك، محاطًا بصدى وحدته)
*********************
في المحكمة ، سيليا تقف بجانب عائلتها، تحمل لينا الصغيرة على ذراعها، بينما يمسك زياد ومازن بيدها. عيونها ثابتة وواثقة، لكنها لا تخفي توترها. جاد يقف على الجانب الآخر مع عائلته. ينظر إليها بنظرات مليئة بالغضب والحقد.

جاد (بصوت مستفز):
"جميلة اللعبة دي، مش كده؟ جايبة كل العيلة معاكِ عشان تعرضيهم في المسرحية دي؟"

سيليا (تنظر إليه ببرود):
"لو حد هنا بيمثل، يبقى أنت. بقالك سنين بتلعب أدوار البطولة المزيفة. النهارده، الستارة هتقفل عليك."

جاد (يضحك بسخرية):
"فاكرة إنكِ كسبتي؟! ده مجرد توقيع ورقة، لكن عمرك ما هتكوني أكتر من زوجة فاشلة."

فؤاد (والد سيليا، يتدخل بحزم):
"كفاية وقاحة، جاد. أنت اللي خنت بنتي وضيعت كل حاجة. والنهارده، إحنا هنا عشان ننهي كل ده."

كريم (والد جاد، ينظر إلى ابنه بعتاب):
"جاد، كفاية بقى. إحنا هنا عشان نصلح اللي تقدر تتصلح، مش تزيد الأمور سوء."

جاد (بغضب):
"بابا، متدخلش في الموضوع ده. سيليا هي اللي دمرت كل حاجة!"

نجلاء (والدة سيليا، تنظر إلى جاد بحدة):
"لا يا جاد، أنت اللي دمرت حياتها وحياة أطفالها. كلنا عارفين الحقيقة، ومش محتاجين نسمع أكاذيبك تاني."

جيسي (شقيقة جاد، تضحك بسخرية):
"طبعًا، العيلة المثالية جاية تلعب دور الضحية كالعادة."

رائد (ينظر إلى جيسي بغضب):
"جيسي، احترمي نفسك. الكلام اللي بتقوليه مالوش أي وزن هنا."

جاد (يتقدم بخطوة نحو سيليا بإبتسامة مستفزة):
"فاكرة ليلة جوازنا لما كنتِ تقولي إنكِ هتكوني معايا للأبد؟ أهو، الأبد خلص بسرعة، مش كده؟"

سيليا (بهدوء، لكن بصوت واثق):
"الأبد الحقيقي هو اللي عشته مع أولادي بعيد عنك. والنهارده، أنا بقطع آخر خيط كان بيربطني بيك."

زياد (يمسك بيد سيليا بشدة وينظر لجاد):
"ما تزعليش يا ماما، إحنا أقوى منه."

ثريا (والدة جاد، تمسك بيد سيليا بحنان):
"سيليا، إحنا هنا معاكِ. كريم وأنا دايمًا هنكون في صفك."

جاد (ينظر لوالديه بغضب):
"حتى إنتوا؟! بجد؟"

أحمد (شقيق سيليا ، يتقدم بخطوة نحو جاد):
"أيوة، حتى هما. عشان كلنا عارفين مين الصح ومين الغلط. خلص اللي عندك، وخليك مستعد لمواجهة الحقيقة."

تم فتح باب المحكمة، ويطلب الحاجب من الجميع الدخول. سيليا تمسك بيد زياد ومازن، وتحمل لينا، وتنظر لجاد نظرة أخيرة قبل أن تقول بهدوء:
"النهاية يا جاد، مش هتكون زي ما تتمنى."

الجميع يدخلون القاعة، والأجواء مشحونة بالتوتر، لكن سيليا تبدو أقوى من أي وقت مضى
********************
الجميع يجلس داخل قاعة المحكمة. القاضي يجلس في مكانه، والنظر متجه إلى سيليا وجاد. القاضي يطلب من سيليا الحديث عن أسباب طلب الطلاق.

القاضي (بصوت جاد):
"السيدة سيليا، اشرحي للمحكمة الأسباب التي دفعتك لطلب الطلاق من زوجك السيد جاد."

سيليا (تنظر إلى القاضي بثبات):
"سيدي القاضي، زواجي من السيد جاد كان أسوأ تجربة في حياتي. في ليلة زفافنا، اكتشفت أنه خانني، وبالتحديد في نفس الليلة التي كان من المفترض أن تكون بداية حياتنا معًا. ومنذ ذلك اليوم، لم يعاملني إلا بالإهمال والاحتقار."

جاد (يقاطعها بغضب):
"كفاية كذب، سيليا! أنتِ دايمًا بتدوري على دور الضحية."

القاضي (يرفع يده ليوقف جاد):
"السيد جاد، ستتحدث عندما يُطلب منك ذلك. استمري، السيدة سيليا."

سيليا (تنظر لجاد بثقة قبل أن تواصل):
"بعد زفافنا، تركني في مصر وسافر إلى دبي بحجة العمل. كان يختفي لشهور، ولم يسأل عني أو عن أطفاله. لم يكن أبًا لأطفاله، ولم يكن زوجًا لي. كنت وحدي، أواجه الحياة بمفردي، بينما كان يعيش حياته بالطريقة التي يفضلها."

القاضي:
"هل هناك وقائع محددة تدعم كلامكِ؟"

سيليا:
"نعم، يا سيادة القاضي. لديه سجل طويل من الخيانة. كان يعود إلى مصر بين الحين والآخر، لكنه كان يختفي عن المنزل ليالي متتالية، وعندما أواجهه، ينكر أو يبرر بسخرية. حتى أبسط حقوقي كزوجة، لم يمنحني إياها."

جاد (بغضب):
"كفاية افتراء! سيليا مش ملاك زي ما بتحاول تظهر! هي اللي كانت بتخوني مع الضابط زين. كلنا شفنا كانت قريبة منه ازاي بعد حادثة الاختطاف!"

القاضي (ينظر لجاد بحزم):
"هل لديك دليل على هذا الادعاء، السيد جاد؟"

جاد (يتلعثم):
"أنا... أنا شفتهم بعيني. كانت بتقضي وقت طويل معاه، وكل الناس كانت بتتكلم عنهم."

سيليا (تنظر إليه بازدراء):
"زين؟ زين هو من أنقذ حياتي وحياة أطفالي عندما كنت في خطر. كان يؤدي واجبه كضابط شرطة شريف. وإذا كنت تبحث عن الخيانة، فلا تنظر بعيدًا، لأنها تنعكس في مرآتك."

القاضي (بهدوء):
"السيدة سيليا، هل لديك شهود أو أدلة تدعم أقوالك؟"

سيليا:
"نعم، لدي رسائل ومكالمات تثبت خيانته. بالإضافة إلى شهادات من العاملين في المنزل، الذين رأوا أفعاله وسمعوا كلامه عني بأذنهم."

القاضي (يطلب من محامي سيليا تقديم الأدلة):
"السيد جاد، هل لديك رد على هذه الادعاءات؟"

جاد (يتظاهر بالهدوء):
"كل الكلام ده ملفق. سيليا بتدور على أي طريقة عشان تشوه سمعتي."

القاضي (بعد مراجعة الأدلة):
"الأدلة المقدمة واضحة ومقنعة. بناءً على ذلك، المحكمة تقرر إنهاء هذا الزواج وفقًا لطلب السيدة سيليا، وتمنحها حضانة الأطفال كاملة.و السيد جاد ملزم بتوفير نفقة كافية للأطفال."

جاد (ينفجر بغضب):
"ده مش عدل! هي اللي خربت حياتي!"

سيليا (تنظر إليه للمرة الأخيرة):
"حياتي ما كانتش حياتك عشان تخربها. أنا خلصت من سجنك، وأطفالي هيكونوا في أمان بعيد عنك."

القاضي:
"الجلسة مرفوعة."

سيليا تخرج من المحكمة مع عائلتها، تشعر بتحرر وراحة لأول مرة منذ سنوات. جاد يقف عاجزًا وسط قاعة المحكمة، محاطًا بنظرات والديه المتألمة وعتاب والدته ثريا
*******************
الجميع يخرج من المحكمة. سيليا تسير مع عائلتها، بينما تظهر جيسي غاضبة وتتقدم نحوها بخطوات سريعة.

جيسي (بغضب وحقد):
"سيليا! استني هنا! إنتِ فاكرة إنكِ خلصتِ مني ومن أخويا كده؟ لا يا حلوة، أنا مش هسيبكِ تعيشي حياتك بسلام!"

سيليا (تنظر إليها بهدوء):
"جيسي، اللي بيني وبين جاد انتهى. أنا مش مهتمة باللي بتخططي له، وحياتي وأولادي بعيدين عن أي حقد."

جيسي (تقترب أكثر وتشير بأصبعها في وجه سيليا):
"انسي! أنا هخرب حياتك زي ما خربتي حياتنا، وهتشوفي مين اللي هيضحك في الآخر!"

ريان (يتدخل بحزم ويقف بين سيليا وجيسي):
"كفاية بقى، جيسي! كل ده بسبب حقدكِ اللي مالوش أي مبرر. سيليا مش عملت حاجة غلط، وهي طلعت من جحيم جاد اللي أنتي كنتِ بتدعميه فيه."

جيسي (تلتفت لريان بتحدي):
"وأنت مالك؟ دي مش مشكلتك. سيليا دمرت أخويا، وأنا مش هسكت."

ريان (ينظر إليها بنظرات حادة):
"سيليا ما دمرتش حد. بالعكس، هي اللي دُمرت خمس سنين بسبب أخوكي اللي خانها وأهانها، ومع ذلك عاشت عشان أولادها. وأي محاولة منكِ لتدمير حياتها مش هتنجح، لأننا كلنا واقفين معاها."

جيسي (بتوتر):
"هتشوفوا، أنا مش بهدد... أنا بقول الحقيقة!"

ريان (يقترب خطوة منها بصوت قوي):
"اسمعيني كويس، لو قربتي من سيليا أو حاولتي تأذيها، أنا هكون أول واحد يحاسبك. خلِّيكي بعيدة، وافهمي إن اللعبة دي انتهت."

سيليا (تمسك بذراع ريان):
"سيبها يا ريان، الحقد مش هينفعها، وأنا مش هضيع وقتي معاها."

ريان (يهدأ قليلاً ويبتسم لسيليا):
"معاكي حق، الحقد هو اللي خرب حياتها وحياة أخوها."

ثريا (والدة جاد، تتدخل محاولة تهدئة الموقف):
"جيسي، كفاية بقى! إحنا السبب في اللي حصل لسيليا، وأنا مش هستحمل أذي أكتر بسبب تصرفاتك."

جيسي (تلتفت لوالدتها بغضب):
"ماما! إنتِ دايمًا بتدافعي عنها! كفاية ضعف!"

ثريا (بحزم):
"مش ضعف، ده اعتراف بالحق. سيليا ما تستاهلش اللي عمله جاد، ولا اللي بتعمليه إنتِ."

جيسي (تتراجع غاضبة):
"هتشوفوا... أنا مش هنسى اللي حصل!"

سيليا (تتنفس بعمق وتنظر لريان):
"شكراً يا ريان، دايمًا سند."

ريان (يبتسم):
"وأنا هفضل سندك طول حياتي، سيليا."
بعد انتهاء المواجهة مع جيسي، تتوجه سيليا نحو كريم وثريا والدي جاد. تقف أمامهما بهدوء بينما هما ينظران إليها بحب واهتمام.

سيليا (بصوت مشحون بالعاطفة):
"عمو كريم، طنط ثريا... مش عارفة أبدأ منين، بس شكراً... شكراً على كل حاجة عملتوها عشاني، وعلى وقوفكم جنبي طول السنين اللي فاتت."

ثريا (تمسك بيد سيليا بحنان):
"يا بنتي، إحنا ما عملناش غير واجبنا. كنتِ دايمًا زي بنتنا، وعمرنا ما هنسمح لأي حد يأذيكي، حتى لو كان ابننا."

كريم (بابتسامة دافئة):
"سيليا، إنتِ بنتنا قبل أي حاجة. إحنا عارفين اللي عانيتِه بسبب جاد، وصدقيني إحنا كنا متضايقين من تصرفاته قدك وأكتر. لكن وجودك في حياتنا كان نعمة."

سيليا (تمسح دمعة انزلقت على خدها):
"عمري ما هنسى دعمكم ليا. لما كنت لوحدي ومقطوعة عن أهلي، كنتوا أنتم عيلتي. ولما كنت محتاجة كلمة طيبة أو حضن أهرب له، كنتوا دايمًا هناك."

ثريا (بابتسامة حزينة):
"إنتِ اللي كنتِ قوية يا سيليا، إحنا بس حاولنا نكون جنبك."

كريم (يضع يده على كتف سيليا):
"اللي حصل انتهى خلاص، وأهم حاجة إنكِ لقيتِ نفسك ورجعتِ لعيلتك. إحنا فخورين بيكي وباللي قدرتِ تعمليه."

سيليا (تنظر لهما بامتنان):
"وجودكم في حياتي كان نعمة، وربنا يقدرني أرد لكم الجميل ده يوم."

ثريا (تحتضن سيليا):
"ما تقوليش كده، وجودك في حياتنا هو النعمة الحقيقية. وإحنا دايمًا هنا ليكي ولأولادك."

كريم (ينظر لزياد ومازن ولينا بابتسامة):
"وأكيد الباب بتاعنا مفتوح ليهم دايمًا. دول جزء من عيلتنا."

سيليا (بابتسامة دافئة):
"شكراً... على كل حاجة."

ثريا (تمسح دموعها):
"دايمًا معاكي، يا بنتي."

سيليا تعانقهما بحرارة، وتشعر لأول مرة منذ سنوات بسلام داخلي حقيقي
*********************
في المساء ، في فيلا فؤاد البحيري ، الجميع متجمعون في غرفة المعيشة الفسيحة في منزل فؤاد. الأطفال يلعبون بالقرب من الطاولة الكبيرة، بينما الكبار يتحدثون ويضحكون. الأجواء مليئة بالدفء والسعادة بعد يوم طويل من التوتر.

نجلاء (وهي تجلس بجانب سيليا وتمسك يدها بحب):
"والله يا بنتي، البيت منور برجوعك. كان وحشني صوتك وضحكتك."

فؤاد (ينظر للجميع بفخر):
"العيلة كلها متجمعة النهارده... حاجة ما حصلتش من زمان. الحمد لله على النعمة دي."

ليلى (تضحك):
"الحمد لله يا فؤاد، بس الفضل لسيليا. رجوعها جمعنا كلنا."

ريان (مازحًا):
"طب لو رجوعها جمعنا، أنا بقول نخليها مسؤولة عن لمّة العيلة كل أسبوع."

سيليا (تبتسم):
"مش مشكلة يا ريان، بس بشرط... أنت اللي هتساعدني في التحضيرات."

زياد ( يركض نحو جده فؤاد):
"جدو! عاوز ألعب معاك كورة!"

فؤاد (يضحك وهو يرفع زياد بين ذراعيه):
"طيب يا بطل، بس لو فزت عليّ مش تقول لحد!"

مازن (يتشبث بيد خاله يوسف):
"خالو يوسف! عاوز شوكولاتة!"

يوسف (يمسك مازن ويجلسه على ركبتيه):
"بس كده؟ حاضر يا بطل، بس بعد ما تأكل كويس."

سيلين ( تنظر إلى لينا وهي تحاول مداعبتها):
"بابا، لينا بتحبني؟"

تميم (يبتسم):
"طبعًا يا سيلين. كلنا بنحبك."

ليليا (تنظر إلى منار وتمازحها):
" طنط منار، شكلك مشغولة بتفكر في حاجة. قولي لنا، أي جديد عندك؟"

منار (تضحك):
"بصراحة، مشغولة بتفكر في شقاوة الأولاد!"

أحمد (يتحدث بجدية):
"ما شاء الله... والله يا سيليا، شقاوة أولادك تفرح. زياد ومازن طاقة إيجابية."

مراد (يضحك):
"آه، بس بلاش يجيبوا الطاقة دي على الكنب الجديد!"

نجلاء (تضحك وهي تحمل لينا بين ذراعيها):
"سيبوا الطاقة دي عليّ. أنا اللي مسؤولة عن دلعهم."

ماهر ( يقترب من ريان):
" ريان، ممكن تلعب معايا بلايستيشن بعد العشا؟"

ريان (يربت على كتفه):
"أكيد يا بطل، بس بشرط... لو فزت عليّ مش تقول لحد!"

فجأة، يقف رائد بجانب والدته ليلى، ويبدو مترددًا للحظات، لكنه يجمع شجاعته ويتحدث بصوت واثق.

رائد:
"لو سمحتوا يا جماعة، عايز أتكلم معاكم في موضوع مهم."

الجميع يلتفت إليه بصمت وترقب، ونجلاء تبتسم بحنان:
"قول يا رائد، إحنا كلنا معاك."

رائد (ينظر لوالدته ليلى، ثم إلى الجميع):
"أنا... فكرت كتير قبل ما أقول ده. بس بما إننا متجمعين النهارده وكلنا عيلة واحدة، حابب أشارككم خبر مهم."

فؤاد (يشجعه):
"خير يا ابني؟ إحنا سامعينك."

رائد (يتنفس بعمق):
"أنا قررت أتقدم لكارما."

الجميع ينظر إليه بدهشة للحظات، قبل أن تتحول الدهشة إلى ابتسامات وفرحة.

ليلى (باندهاش وسعادة):
"كارما؟ بنت عمك فوزي؟ "
( ملحوظة: كارما هي بنت عم رائد) 

رائد (يهز رأسه):
"أيوة يا أمي. أنا وكارما بنتفاهم كويس، وحاسس إنها الإنسانة اللي نفسي أكمل حياتي معاها."

نجلاء (بفرح):
"ما شاء الله! ألف مبروك يا رائد. كارما بنت طيبة ومؤدبة، وتستاهلك أنا شفتها لما كنا عند ليلى من شهر"

يوسف (يمازحه):
"وأخيرًا قررت تقول، كنا منتظرينك تعترف ده من زمان."

سيليا (تبتسم وتشجعه):
"كارما بنت جميلة، وأنا واثقة إنها هتكون زوجة رائعة ليك."

ليلى (تمسك بيد رائد وهي مبتسمة):
"أنا فخورة بيك يا ابني. لو ده اللي يريحك ويسعدك، يبقى قدامك كل الدعم مني."

أحمد (ينظر إلى رائد مازحًا):
"بس خلي بالك، الزواج مسؤولية كبيرة، مش زي ما بتشوفه في الأفلام."

مراد (يضرب أحمد بخفة على كتفه):
"سيبه يا أحمد، أنت بتقول ده زي أنك اتجوزت مرتين و تلاتة"

ريان (يضحك):
"بس يا رائد، متنساش تدعونا لفرح أسطوري، عشان نحتفل بيك وبكارما."

رائد (يضحك):
"أكيد، بس بعد ما تتأكدوا من رضا كارما الأول."

تميم (يبتسم):
"كارما أكيد موافقة، وإلا ما كنتش هتتكلم بكل ثقة قدامنا."

نجلاء (تنظر لفؤاد):
"إيه رأيك يا أبو أحمد؟ عندنا خبر جديد يفرح الليلة."

فؤاد (يبتسم بفخر):
"أنا موافق. رائد شاب محترم، وكارما بنت عيلة. ربنا يتمم بخير."

رائد (بعينين لامعتين):
"شكراً ليكم كلكم. كنت محتاج أشارككم الخبر ده قبل أي حد."

الأجواء تملؤها السعادة والفرحة، والجميع يهنئون رائد، بينما الأطفال يستمرون في اللعب بسعادة بريئة.

 •تابع الفصل التالي "رواية قيود العشق (2)" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent