رواية قيود العشق (2) الفصل الثامن والعشرون 28 - بقلم سيليا البحيري
قيود_العشق2
فصل 28
بعد عدة أيام ، في غرفة واسعة مزينة بألوان ناعمة ومرآة كبيرة على الحائط. الفتيات يتجهزن في جو من المرح والسعادة. سيليا ترتدي فستاناً أنيقاً يناسب سنها، وكارما تجلس أمام المرآة بينما ليليا تساعدها بتعديل تسريحة شعرها. على الأرض، تجلس لينا الرضيعة على سجادة ناعمة تلعب بألعاب صغيرة، وسيلين (5 سنوات) تجلس بجانبها وتحاول تعليمها كيفية تصفيق يديها.
سيليا (تنظر لكارما بابتسامة حنونة):
"يا كارما، بجد شكلك زي القمر النهارده. رائد هيشوفك ومش هيصدق إنه فعلاً محظوظ بيك."
كارما (تبتسم بخجل وهي تعدل فستانها):
"شكراً يا سيليا. بس حاسة بتوتر مش طبيعي. دي أول مرة أكون في موقف زي ده."
ليليا (تمسك فرشاة الشعر):
"وأنتِ خايفة ليه؟ رائد بيحبك، وكل العيلة مبسوطة علشانكم. ارتاحي وسيبي التوتر على جنب."
سيليا (تضحك وهي تنظر للمرآة):
"كارما متوترة علشان دي مش مجرد خطبة، دي خطوة جديدة لحياتها. وده طبيعي، بس متقلقيش، إحنا معاكي."
سيلين (بصوت طفولي وهي تنظر لكارما):
"كارما، أنتي جميلة زي الأميرة اللي في القصة اللي بابا بيحكيها لي!"
كارما (تضحك وتنحني قليلاً لسيلين):
"شكراً يا سيلين، كلامك جميل زيك."
سيلين (تشير إلى لينا):
"بس لينا مش عايزة تتعلم التصفيق، بتضحك بس!"
سيليا (تنظر لابنتها بحنان):
"لينا عندها طريقتها في الاحتفال، تضحك وتفرح بطريقتها الخاصة."
ليليا (تنظر لكارما وتضع يدها على كتفها):
"بالمناسبة، لو في حاجة ناقصة أو محتاجة أي مساعدة، قولي على طول. النهارده يومك وكلنا هنا عشانك."
كارما (تنظر لهن بعينين ممتلئتين بالامتنان):
"بصراحة، مش عارفة كنت هقدر أتعامل مع كل ده من غيركم. وجودكم بيهون عليّ كل حاجة."
سيليا (تجلس بجانب كارما وتمسك بيدها):
"كارما، إحنا عيلة واحدة. النهارده مش بس يومك، ده يومنا كلنا. وبعدين، إنتي مش بس أختي، إنتي أخت وصديقة وكل حاجة جميلة في حياتي."
سيلين (تقفز بحماس):
"طيب، أنا كمان عاوزة أكون زي كارما لما أكبر!"
ليليا (تضحك وهي تأخذ سيلين في حضنها):
"أكيد يا سيلين، وهتبقي أجمل عروسة في الدنيا."
لينا (تضحك بصوت صغير وتصفق بيديها فجأة):
"بااا!"
سيليا (تضحك وهي ترفع لينا بين ذراعيها):
"شفتوا؟ لينا قررت إنها تحتفل على طريقتها!"
كارما (تنظر إلى الجميع بابتسامة دافئة):
"وجودكم معايا النهارده هو أحلى حاجة. بحبكم كلكم."
ليليا (تضع اللمسات الأخيرة على شعر كارما):
"إحنا كمان بنحبك، ويلا نجهز بسرعة علشان مفيش وقت كتير. رائد مستني وشكله مش هيقدر يصبر أكتر!"
*****************
عند الشباب ، قبل بدء مراسم الخطبة. الجو مليء بالحيوية والضحك، فيما يلعب زياد ومازن بين أقدامهم. رائد يجلس في منتصف المجموعة، ويرتدي بدلة أنيقة، بينما يمزح الجميع معه. زين يجلس في زاوية الغرفة، يراقب الأجواء بابتسامة خفيفة ولكنه يبدو مشغول الفكر.
ريان (بضحكة):
"رائد، حاسس بإيه؟ دقات قلبك طبيعية ولا محتاج دكتور طوارئ؟"
رائد (يمزح):
"دقات قلبي زي الساعة، بس لو فضلتوا تضغطوا عليّ كده، ممكن أهرب قبل الخطبة!"
يوسف (يضحك):
"ما تحاولش يا بطل، لو فكرت تهرب، هتلاقي تميم وزين مستنيينك على الباب!"
تميم (يمزح):
"وأنا جاهز بالكلبشات، أي حركة غلط هتتحاسب."
رائد (بتهكم):
"هو أنا بتجوز ولا بتسلم للشرطة؟"
سامر (يتدخل):
"لا تقلق، إحنا هنا عشان ندعمك، بس برضه مش هنفوت فرصة للهزار."
أحمد (بنبرة جدية):
"رائد، أنت عارف إنك مش بس بتدخل عائلة جديدة، أنت بتاخد على عاتقك مسؤولية كارما. إحنا واثقين فيك، وأكيد مش هنلاقي حد أفضل منك."
رائد (بامتنان):
"شكراً يا أحمد، ده شرف ليّ. كارما تستحق كل الحب والدعم، وأنا هعمل المستحيل عشان أسعدها."
زياد (يرفع يده بحماس):
"خالو رائد، خالو رائد! أنا هبقى معاك في الخطوبة؟"
رائد (يضحك وهو يربت على رأس زياد):
"أكيد يا بطل، أنت أهم ضيف عندي النهارده."
مازن (ينظر لزياد):
"وأنا كمان؟"
رائد (يمسك بيد مازن):
"وأنت أهم شريك في المهمة، مش ممكن أعمل حاجة من غيرك."
زين (يبتسم أخيرًا وهو ينظر إليهم):
"زياد ومازن هما المسؤولين عن ضبط الأجواء، وإحنا هنستمتع بشغلهم."
تميم (يلاحظ شرود زين):
"زين، أنت ساكت النهارده، في حاجة شغلاك؟"
زين (يخرج من شروده):
"لا لا، مفيش حاجة. الجو هنا جميل وأنا مستمتع."
مراد (يضرب كتف زين بخفة):
"مش معقول، زين الضابط الشجاع ساكت النهارده؟ أكيد في حاجة تخليه يفكر كده."
زين (يضحك بخفة):
"مراد، أوقات الراجل بيفكر في حياته ومستقبله، مش دايمًا كل حاجة تبقى هزار."
أحمد (بتفهم):
"زين عنده حق، ودي فرصة لكل واحد فينا يفكر هو عايز إيه من حياته. لكن النهارده يوم رائد، خلونا نركز على الفرحة."
تميم (يرفع كوب العصير):
"أنا أقول نعمل نخب لرائد، العريس اللي هيغير حياته تمامًا من النهارده!"
الجميع (بصوت واحد):
"لنخب رائد!"
زياد (يرفع كوبه الصغير):
"لنخب خالو رائد!"
مازن (يحاول تقليده):
"لنخب خالو رائد!"
الجميع يضحكون بسعادة، والجو يمتلئ بالبهجة والفرحة، فيما ينظر زين بعيدًا للحظة، مستغرقًا في أفكاره حول مستقبله وحياته الجديدة
********************
غرفة هادئة بعيدة عن صخب الاحتفال. ليلى تجلس على كرسي بجانب النافذة، تنظر إلى الخارج بشارد، تحمل بين يديها صورة قديمة لزوجها الراحل. تشعر بمزيج من السعادة والحزن في يوم خطبة ابنها رائد. يدخل فؤاد وجليل الغرفة بعد أن لاحظا غيابها، يتقدمان نحوها بهدوء
فؤاد (بلطف):
"ليلى؟ الكل بيدور عليكِ بره، ماينفعش العروسة والعريس يبقوا لوحدهم في فرحتهم."
ليلى (تلتفت ببطء وعيناها تلمع بالدموع):
"كنت محتاجة لحظة بس... أفكر."
جليل (يجلس بجانبها):
"بتفكري في إيه؟ يوم زي ده لازم يبقى كله سعادة، مش مكان للحزن."
ليلى (بصوت مكسور):
"أنا سعيدة، أكيد سعيدة لابني... لكن كان نفسي يكون والده معانا. كان نفسي يشوفه وهو بيبدأ حياته الجديدة، كان نفسي نكون عيلة كاملة."
فؤاد (يتنهد):
"ليلى، إحنا عيلتك. يمكن معرفناكيش من البداية، لكن دلوقتي إحنا هنا، ومعاكي في كل خطوة."
جليل (يمسك بيدها):
"وأنا وفؤاد مش هنعوض مكان والد رائد، بس هنكون دايمًا سندك وسند رائد. إحنا أسرة، ومش هتكوني لوحدك بعد النهارده."
ليلى (تمسح دموعها):
"عارفة إنكم معايا، وده أكبر نعمة. بس الذكريات بتوجع أوقات. لما أشوف رائد، بشوف في عينيه أبوه، وأفتكر كيف كان بيحلم يشوف ابنه في يوم زي ده."
فؤاد (بثبات):
"الذكريات وجعها طبيعي، بس لازم تفتكري إن رائد هو امتداد لزوجك. وجوده النهارده هو دليل على الحب اللي كان بينكم."
جليل (يبتسم):
"وإحنا هنا مش عشان نفتكر الماضي بس، إحنا هنا عشان نعيش الحاضر. ليلى، أنتِ جزء مننا، ورائد هو ابننا زي ما هو ابنك."
ليلى (تنظر إليهما بامتنان):
"شكراً ليكم. يمكن حياتي بدأت متلخبطة، بس وجودكم دلوقتي بيخليني أحس إن عندي سند."
فؤاد (يمسك بيدها):
"وهيفضل عندك سند، دايمًا. إحنا عيلة واحدة، والعيلة ما بتتخلاش عن بعض."
جليل (ينهض مبتسمًا):
"يلا يا ليلى، الكل مستنيك بره. لازم يشوفوا العمة ليلى القوية اللي رفعت ابنها لوحدها ووصلته لليوم ده."
ليلى (تتنفس بعمق وتنهض):
"معاكم، كل حاجة تبقى أسهل. يلا، نشاركهم فرحتنا."
يخرج الثلاثة معًا إلى الاحتفال، وليلى تشعر بقوة جديدة في قلبها بفضل دعم إخوتها
******************
في قاعة الاحتفال، الموسيقى تعزف بهدوء، والطاولات مزينة بأزهار بيضاء وزهرية. الجميع يجتمع حول العريس والعروس، والضحكات تملأ المكان. ليلى تدخل مع فؤاد وجليل، وتبدو أكثر ارتياحًا. سيليا تحمل لينا الصغيرة، بينما زياد ومازن يجريان حول الطاولات. الجميع يتجمع حول رائد وكارما، مباركين وسعداء
فؤاد (بصوت مرتفع):
"أحب أشكر كل اللي حضروا وشاركوا في فرحتنا النهارده. إحنا مجتمعين هنا عشان نحتفل بخطوبة رائد وكارما، ونتمنى ليهم حياة مليانة بالحب والسعادة."
نجلاء (تضيف بابتسامة):
"كارما، أنتِ مش بس حبيبة رائد، أنتِ بقتي جزء من عيلتنا. وأتمنى تكوني سعيدة معانا زي ما إحنا سعداء بوجودك."
كارما (بخجل):
"شكراً خالتي... أنا محظوظة أكون جزء من عيلة جميلة زي دي."
سيليا (تقترب من كارما وتهمس):
"ما تخليش شكلي يغرك... لما نبقى في الغرفة، هقولك أسرار أحمد وأخواتي كلهم!"
كارما (تضحك):
"شكلك ناوية تفضحيني من أول يوم!"
رائد (ينظر لسيليا مازحًا):
"سيليا، سيبينا نفرح شوية من غير مقالبك!"
أحمد (يتدخل):
"هو أنا الوحيد اللي شايف إن الليلة دي ناقصة موسيقى ورقص؟ يلا يا شباب، خلينا نبدأ الاحتفال بجد!"
زياد (يركض نحو أحمد):
"خالو أحمد! عايز أرقص كمان!"
مازن (يتبعه):
"وأنا كمان!"
أحمد (يحمل زياد):
"طيب، بس بشرط... تكونوا شطار وما تخبطوش في الكراسي!"
فؤاد (يضحك):
"واضح إن أحمد محتاج تدريب قبل ما يبقى أب!"
مراد (يمسك بكأس العصير):
"بما إن الليلة ليلة فرح، أنا عايز أقول حاجة صغيرة... كلنا هنا شفنا قد إيه ليلى قدرت تربي رائد وتدعمه لحد ما وصلنا لليوم ده. يا ليلى، أنتِ مش بس عمتنا، أنتِ مثال لكل واحد فينا."
ليلى (تتأثر وتبتسم):
"شكراً يا مراد. وجودكم في حياتي هو اللي خلاني أقدر أكمل الطريق."
سامر (يرفع الكأس):
"إلى رائد وكارما... وإلى ليلى اللي كانت وستظل دايمًا أم عظيمة."
الجميع (يرفع الكؤوس):
"إلى رائد وكارما!"
زين (يبتسم من بعيد):
"واضح إن العيلة دي مش بس قوية، لكن مليانة حب. يا ريت كل الناس يبقى عندها عيلة زي دي."
تميم (يضع يده على كتف زين):
"ومين قال إنك مش جزء مننا؟ أنت أخ لينا كلنا يا زين، ومكانك هنا بينا."
زين (ينظر إليه ممتنًا):
"شكراً يا تميم... ده شعور مش هايتغير أبداً."
سيلين (تركض نحو تميم):
"بابا، عايزة أرقص معاك!"
تميم (يحملها):
"أكيد يا أميرة بابا. يلا نوريهم مين الأفضل في الرقص!"
(تبدأ الموسيقى الحماسية، ويبدأ الجميع بالرقص والاحتفال، بينما تملأ القاعة أجواء الفرح والدفء العائلي.)
********************
بعد فترة قصيرة ، زين يجلس في زاوية هادئة من الحفل، بعيدًا عن الصخب والضحكات. يبدو شارداً وهو يحمل كوباً من العصير في يده، ينظر إلى الأضواء المتلألئة دون تركيز. فجأة، تقترب سيليا، تحمل لينا الصغيرة بين ذراعيها، تبتسم بهدوء وتجلس بجانبه
سيليا (بابتسامة دافئة):
"زين، ليه قاعد هنا لوحدك؟ الحفل مليان ناس بتحبك."
زين (ينظر إليها بخفوت):
"أحيانًا... الوحدة بتكون أريح. الزحمة مش دايمًا مريحة."
سيليا (تعدل وضع لينا لتجلس بشكل مريح):
"بس الوحدة برضو مش حل. وجود الناس حوالينا بيدينا طاقة، حتى لو كنا بنفتكر إننا مش محتاجينها."
زين (يبتسم بمرارة):
"يمكن... بس أنا تعودت على الوحدة. بقت أسهل."
سيليا (تنظر إليه بتأمل):
"زين، مش عيب إن الإنسان يكون وحيد. بس العيب إنه يختار يفضل كده طول الوقت. أنت تستحق تكون سعيد، وتستحق يكون عندك ناس بيحبوك جنبك."
زين (يتنهد):
"سيليا، أنا عمري ما كنت جزء من عيلة حقيقية. حتى لما كان عندي عيلة، كانت كلها زيف وكذب. مش عارف إذا كنت أقدر أكون جزء من حاجة زي كده."
سيليا (بهدوء):
"العيلة مش بس دم وقرابة، زين. العيلة هي ناس بنختارهم وبيختارونا. وأنت، حتى لو ما بتحسش بكده، أنت جزء من عيلتنا. تميم شايفك أخ، وأنا... أنا شايفاك صديق قريب جداً."
زين (ينظر إلى الأرض):
"شكراً، سيليا. كلامك بيخليني أفكر... بس يمكن أنا مش الشخص اللي يستحق دا كله."
سيليا (بحزم ولطف):
"ما تقولش كده أبداً. كل إنسان يستحق الحب والدعم، حتى لو كان شايف عكس كده. وزين، أنا متأكدة إنك شخص طيب وقوي، حتى لو كنت مش شايف ده في نفسك."
زين (يبتسم ابتسامة خفيفة):
"أنتِ عندك طريقة تخلي الواحد يصدق اللي بتقولي عليه، حتى لو كان صعب عليه."
سيليا (تضحك بخفة):
"ده لأنني أعرف كويس إن كل كلمة بقولها صحيحة."
لينا (تبدأ بالتحرك في حضن سيليا):
"آغو..."
زين (ينظر إلى لينا ويبتسم):
"بنتك دي عندها نفس ابتسامتك... مليانة أمل."
سيليا (بحنان):
"هي انعكاس لكل حاجة حلوة ممكن تكون في الحياة. وأتمنى إنك تلاقي الأمل ده، زين."
زين (بصوت هادئ):
"يمكن يومًا ما... بس لغاية ما ييجي اليوم ده، وجودكم حوالي كفاية."
سيليا (تبتسم):
"إحنا هنا دائماً، سواء كنت بعيد أو قريب."
لينا ، بفضول طفولي، تمد يدها نحو زين، تحاول لمس وجهه بينما تتنقل عيناها بينه وبين والدتها.
زين (يبتسم بخفة وهو يلاحظ حركة لينا)
"شكلها مهتمة جدًا تعرفني أكتر."
سيليا (تضحك بخفة):
"هي عندها فضول كبير تجاه كل حاجة، وخصوصًا الناس اللي بيكونوا هاديين زيك. يمكن شايفة إنك سرّ غامض."
لينا (تدفع يدها الصغيرة نحو خد زين وتلمسه برقة):
"آغو!"
زين (يضحك لأول مرة في الحفل، شعور بالدفء يغمره):
"أوه، واضح إنكِ قررتِ إنكِ تصادقي واحدة من الغرباء النهاردة، ها؟"
سيليا (تنظر إلى لينا بابتسامة):
"لينا ما بتختارش حد بسهولة. لو هي مهتمة بيك، معناها إنك نجحت في اختبارها السري."
زين (يبتسم بخفة ويقترب بلطف):
"طيب يا آنسة لينا، شكراً على الثقة. بس واضح إنكِ شقية زي والدتك."
لينا (تمسك بأحد أزرار قميص زين وتبدأ بسحبه):
"آه!"
سيليا (تضحك وهي تحاول تحرير زر قميص زين):
"يا شقية! شكلك حابة تقولي له رأيك في ذوقه في الملابس."
زين (بابتسامة دافئة):
"لا بأس، خليها تعبر عن رأيها. يمكن محتاجة تغييرات في الستايل."
سيليا (تضحك):
"لو عليها، هتختار لك تيشيرت عليه رسومات كرتونية!"
زين (يبتسم وهو يتحدث بلطف إلى لينا):
"تيشيرت كرتوني؟ شكلكِ عندكِ ذوق خاص يا صغيرة."
لينا (تضحك بصوت طفولي وتصفق بيديها):
"آغو!"
سيليا (تنظر إلى زين بابتسامة دافئة):
"شكلك فعلاً عندك طريقة تخلي حتى الأطفال يحبونك. لينا ما بتتفاعل كده مع أي حد."
زين (بنبرة هادئة):
"يمكن لأن الأطفال، زيكِ، بيعرفوا يقرؤوا الناس بقلوبهم، مش بعقولهم."
سيليا (تنظر إليه لثوانٍ، ثم تقطع اللحظة بابتسامة):
"طيب، أظن لينا قررت إنكِ مؤهل تكون جزء من فريقها الخاص. فكر في الأمر!"
زين (يضحك بخفة):
"هشوف الموضوع وأرد لكم قريب."
(تقترب سيليا من زين، تضبط لينا بين ذراعيها، وتبتسم بلطف قبل أن تنهض.)
سيليا:
"شكراً يا زين، مش بس على اللحظة دي، لكن على وجودك دايمًا بطريقة مختلفة ومميزة."
زين (ينظر إليها بابتسامة هادئة):
"وجودي هنا لأنكم الأشخاص المختلفين والمميزين فعلاً."
(سيليا تبتعد مع لينا بين ذراعيها، تاركة زين مبتسمًا بهدوء، وهو يشعر بشيء من الدفء والراحة وسط وحدته.)
*********************
في بيت عيلة جاد. جاد قاعد في الصالون، باين عليه الغضب ومتوتر، ماسك الموبايل وبيعبث فيه بتململ. أبوه كريم قاعد بهدوء بيقرأ في جورنال، وأمه ثريا قاعدة بتتصفح الفون. جيسي تدخل القوضة وهي شايلة فنجان قهوة
جيسي (بلهجة ساخرة وهي بتبص على جاد):
"شكلك يا جاد خدت هزيمة نضيفة على إيد سيليا، مش كده؟! حتى الأولاد خدِتْهم منك."
جاد (يرفع وشه بغضب):
"بلاش تسخيف يا جيسي! أنا مش ناقصك دلوقتي."
ثريا (تبص لجيسي بنظرة حادة):
"جيسي، كفاية كلام! سيليا كانت زوجة محترمة وأم شاطرة. لو جاد خسرها، يبقى بسبب اللي عمله هو."
جيسي (تتكتف وتتأفف):
"يا ماما، إنتي لسه بتدافعي عنها حتى وهي خلاص طليقته؟! دي كانت على طول ضعيفة ومملة."
كريم (يقفل الجورنال ويحطه جنبه):
"اسكتي بقى يا جيسي. إحنا مش قاعدين هنا نلوم حد. سيليا مظلومة في اللي حصل، وجاد عارف الكلام ده كويس."
جاد (يزعق بغضب):
"أنا ماكنتش سعيد معاها! كنت بدوّر على حاجة مختلفة. إيه المشكلة في كده؟"
ثريا (بحزن):
"المشكلة إنك هديت بيتك بإيدك. سيليا كانت بتحاول تسعدك، بس إنت عمرك ما شُفت ده. حتى ولادك أهملتهم."
جيسي (بضيق):
"ما كانتش مناسبة لجاد من الأول! يمكن دلوقتي يلاقي حد يستاهله."
كريم (يبص لجاد بجدية):
"جاد، ما تخليش كبرياءك يوديك في داهية أكتر من كده. عندك تلاتة عيال محتاجينك. ما تخليش غلطاتك تكسّرهم."
جاد (ياخد نفس عميق ويحط راسه في إيده):
"أنا... مش عارف أبدأ منين. سيليا خدت كل حاجة."
ثريا (تحط إيدها على كتفه بلطف):
"ماخدتش حاجة يا جاد، غير حقها وحق ولادها. لو عايز تصلّح، ابقى أب كويس لأولادك الأول."
جيسي (تغمغم بسخرية):
"وكإنها هتسيبه يعمل كده."
كريم (بنبرة حاسمة):
"جيسي، اسكتي بقى! سيليا دلوقتي في مكان تاني، بس ولادها لسه جزء من عيلتنا. لازم نتعامل مع الوضع بعقل."
جاد (يقوم ويمشي رايح جاي متوتر):
"هفكر في الكلام... بس ما تستنوش مني أغير كل حاجة بين يوم وليلة."
ثريا (بلطف):
"مش بنضغط عليك، يا جاد. بس فكر في ولادك. ما تخليش غلطاتك تدفعهم التمن."
كريم (بهدوء):
"ولا تخلي عنادك يمنعك عن الصح."
(جاد يبص لوالديه، وبعدها يخرج من القوضة ساكت. جيسي تهز رأسها بتضايق، وكريم وثريا يبصوا لبعض بحزن.)
ثريا (تتمتم لكريم):
"يا رب يرجع لعقله قبل ما يكون فات الأوان."
كريم (ياخد نفس طويل):
"الأمل موجود دايمًا يا ثريا، محتاجين شوية صبر."
فجأة، جيسي تمسك برأسها وتتأوه بصوت خافت قبل أن تفقد وعيها وتسقط على الأرض
ثريا (بفزع):
"جيسي! إيه اللي حصل؟!"
كريم (ينهض بسرعة):
"جيسي! قومي يا بنتي!"
جاد (يترك مكانه ويركض نحوها):
"جيسي! إيه اللي جرى؟!"
ثريا (بصوت مرتعش):
"لازم نكلم الدكتور حالًا!"
جاد (يخرج هاتفه بسرعة):
"أنا هكلمه دلوقتي!"
بعد دقائق، يصل الطبيب إلى المنزل ويبدأ بفحص جيسي، التي استعادت وعيها لكنها تبدو ضعيفة ومتوترة. الجميع ينتظر بقلق.
الطبيب (بهدوء جاد وهو ينظر لكريم وثريا):
"الحالة مش خطيرة، بس لازم أقول الحقيقة."
ثريا (بتوتر):
"قول يا دكتور، إيه المشكلة؟ بنتي كويسة؟"
الطبيب (ينظر لجيسي التي تنكس رأسها بحرج):
"مبروك... جيسي حامل."
ثريا (بصدمة وهي تضع يدها على فمها):
"إيه؟! حامل؟!"
كريم (ينظر للطبيب بعينين متسعتين):
"إزاي؟! حامل؟!"
جاد (بصوت منخفض مشدود):
"حامل؟! جيسي، إيه اللي بيقوله الدكتور؟!"
جيسي (تخفض رأسها وهي ترتجف):
"أنا... أنا آسفة... أنا كنت... ما كنتش أعرف..."
كريم (بغضب مكتوم):
"جيسي، مين المسؤول؟!"
ثريا (تبكي وهي تمسك يد كريم):
"إزاي ده حصل؟ بنتي؟!"
جاد (يتنفس بغضب وهو يضرب الطاولة):
"إزاي تتهوري بالشكل ده؟! مين الشخص ده؟! قولي!"
الطبيب (بهدوء):
"أنا أفضل تهدوا وتتكلموا بهدوء. جيسي محتاجة دعمكم دلوقتي، خصوصًا إنها في بداية الحمل."
كريم (بصوت مرتجف من الغضب):
"دعم؟! دعم إيه؟! بنتي عملت حاجة ما تتغفرش!"
ثريا (تحتضن نفسها وهي تبكي):
"يا رب، إزاي وصلنا لكده؟"
جاد (ينظر لجيسي بعينين مليئتين بالغضب):
"إنتي مش بتدركي إنتي عملتي إيه؟ إنتي دمرتي نفسك، ودمرتي سمعة العيلة."
الكل في حالة صدمة، بينما جيسي تجلس على الأريكة منهارة بالبكاء، والطبيب يقف في الخلفية دون أن ينطق بكلمة أخرى
•تابع الفصل التالي "رواية قيود العشق (2)" اضغط على اسم الرواية