Ads by Google X

رواية قيود العشق (2) الفصل التاسع والعشرون 29 - بقلم سيليا البحيري

الصفحة الرئيسية

 رواية قيود العشق (2) الفصل التاسع والعشرون 29 - بقلم سيليا البحيري 

في منزل عائلة جاد. الجميع في حالة صدمة بعد كلام الطبيب. جاد يبدو غاضبًا بشدة، كريم يحاول السيطرة على غضبه، وثريا تبكي بلا توقف. جيسي تجلس على الأريكة، منهارة تمامًا.

جاد (يصرخ بغضب شديد):
"إنتي مش مستوعبة إنتي عملتي إيه، جيسي؟! مين الشخص ده؟ قوليلي اسمه دلوقتي!"

كريم (يحاول التماسك لكنه يهز رأسه بخيبة أمل):
"جاوبي يا جيسي، مين اللي عمل فيكي كده؟!"

جيسي (ترفع رأسها بصعوبة، صوتها مكسور):
"كان... كان شاب كنت أعرفه وإحنا في الإمارات... اسمه علي."

ثريا (تشهق بدهشة):
"علي؟! علي مين؟! هو فين دلوقتي؟"

جيسي (تمسح دموعها بارتجاف):
"هو في دبي... ما كناش على تواصل بقالنا فترة، بس أنا كنت..."

جاد (يقاطعها بغضب شديد وهو يضرب الطاولة بقبضته):
"كنت إيه؟! كنت فاكرة إن دي لعبة؟! إزاي تتهوري بالشكل ده؟! هتدمرينا كلنا!"

كريم (بنبرة حادة):
"جيسي، إنتي كنتي في بيتنا، وإحنا وثقنا فيك. وده جزاء ثقتنا؟!"

ثريا (تبكي وهي تمسك رأسها):
"إزاي؟! يا رب صبرني. جيسي، إنتي كنتي عارفة إننا دايمًا معاكي، ليه ما لجأتيش لينا؟"

جيسي (تنهار بالبكاء):
"ما كنتش أعرف إني... إني ممكن أكون حامل... وما كنتش عارفة أعمل إيه!"

جاد (يقف ويتحدث بحزم):
"خلاص! مفيش أعذار. أنا مش هسيب الموضوع ده يعدي. هسافر دبي، وهجيبه بأي شكل. لازم يتحمل مسؤوليته."

كريم (يحاول تهدئة غضبه):
"جاد، استنى. لازم نفكر بعقلانية. مين علي ده؟ إيه ظروفه؟ هل هو عارف أصلاً؟"

جاد (بغضب):
"مش فارق! سواء عارف أو لأ، هو السبب في اللي إحنا فيه ده. وأنا مش هسامح حد يتلاعب بأختي."

ثريا (بنبرة استجداء):
"جاد، من فضلك فكر بعقلك. الموضوع كبير، ومش بس غضبك اللي هيحله."

جاد (ينظر إلى جيسي بحدة):
"قوليلي، عندك أي طريقة نتواصل بيه؟ أي رقم، عنوان، أي حاجة؟"

جيسي (بصوت منخفض):
"كان بيبعتلي أحيانًا على الواتساب... بس مش متأكدة لو رقمه لسه شغال."

جاد (بصوت صارم):
"هاتيه. دلوقتي. وإلا أنا اللي هتصرف."

ثريا (تبكي):
"يا رب، ما كناش محتاجين المصيبة دي فوق كل اللي مرينا بيه."

كريم (ينظر لجيسي بعيون مليئة بالخيبة):
"إحنا معاقبناش جاد على أخطاؤه بالشدة اللي كان يستحقها، بس المرة دي... لازم الأمور تتغير."
***********************
في  نفس الغرفة، جاد يسير ذهابًا وإيابًا في حالة غضب شديد. كريم جالس على الكرسي يحاول تهدئة الموقف، بينما ثريا تبكي وجيسي تجلس على الأريكة تنظر للأسفل بحزن وخوف

جاد (يصرخ بغضب وهو يشير إلى جيسي):
"إنتِ مش بس دمرتي حياتك، إنتِ كمان دمرتي سمعتنا كلنا! فكرتي فينا؟ فكرتي في اسم العيلة؟!"

جيسي (تبكي بصوت منخفض):
"جاد، أنا آسفة... ما كنتش... ما كنتش أعرف الأمور هتوصل لكده."

جاد (بصوت مليء بالحقد):
"آسفة؟ آسفة مش كفاية يا جيسي! إنتِ عارفة الناس هيقولوا إيه عننا؟ هنبقى إيه قدام العيلة والجيران؟ كل ده بسببك!"

ثريا (ترفع رأسها وهي تبكي):
"جاد، كفاية بقى. جيسي غلطت، وكلنا متضايقين، بس هي بنتنا، ومش هنسيبها."

جاد (بغضب أكبر):
"بنتنا؟! البنت دي جابت العار لينا! أنا مش عارف إزاي هقدر أخرج قدام الناس بعد اللي عملته!"

كريم (يتدخل بصوت هادئ لكن حازم):
"جاد، ده مش وقت إنك تزود الأمور سوء. اللي حصل حصل، وإحنا لازم نتصرف بحكمة."

جاد (ينظر إلى والده بغضب):
"إيه الحكمة في كده، بابا؟ إننا نسيبها تعمل اللي هي عاوزاه؟ نغطي على مصايبها؟!"

كريم (بهدوء لكنه حازم):
"لازم نواجه المشكلة دي سوا، مش كل واحد يلوم التاني. إحنا عيلة، ولازم نتصرف كعيلة."

جاد (يضحك بسخرية مريرة):
"عيلة؟ دي مش عيلة دي كارثة ماشية! كل واحد فينا عنده مشاكل، وجيسي قررت تبقى آخر مسمار في النعش!"

جيسي (ترفع رأسها والدموع تملأ عينيها):
"جاد، أنا غلطت... بس أنا محتاجة مساعدتكم. مش عايزة أواجه ده لوحدي."

جاد (يشير إليها بغضب):
"مساعدة؟! إنتِ آخر حد يستحقها! كنتي بتفكري فينا وإحنا؟ فكرتي في ماما وبابا؟ فكرتي في اسمنا اللي هيتبهدل؟"

ثريا (تضع يدها على صدرها وهي تبكي):
"جاد، كفاية، قلبها مش هيستحمل أكتر من كده. هي عارفة غلطها، ومش هتحلها بالهجوم ده."

كريم (ينظر إلى جاد بحدة):
"جاد، لو مش هتساعدنا، يبقى على الأقل ما تزودش علينا. إحنا محتاجين نعرف الخطوة الجاية، مش نضيع وقتنا في لوم."

جاد (يتنهد بغضب وهو يجلس على الكرسي):
"أنا هساعد... بس مش علشانها، علشان العيلة. بس اللي عملته ده مش هنساه، جيسي."

جيسي (تتمتم بصوت خافت):
"أنا آسفة... ما كنتش أقصد أوصل الأمور لكده."

جاد (ينظر إليها بغضب):
"آسفة مش كفاية يا جيسي... مش كفاية أبداً."
*******************
في مكان آخر ، في غرفة الفحص في المستشفى، يوسف يجلس على كرسي مكتبه بينما لمار تجلس أمامه على السرير، ترتدي ثوب المستشفى وعليها آثار الكدمات. تبدو خائفة ومنكسرة، تنظر إلى الأرض بصمت. يوسف يفتح ملفها وينظر إليها بوجه جاد، لكنه يملك لمحة تعاطف.

يوسف (بنبرة لطيفة لتهدئتها):
"لمار، ما تخافيش. إحنا هنا عشان نساعدك. ممكن تقوليلي إيه اللي حصل بالضبط؟"

لمار (تتردد قليلًا، ثم بصوت منخفض):
"ما... ما فيش حاجة. أنا... أنا وقعت، وأهلي كانوا... بس زعلانين."

يوسف (يرفع حاجبه بقلق):
"وقعت؟ الكدمات اللي عندك مش من وقعة عادية، وأنا شايف الخوف في عينيك. ما تخافيش، أنا هنا مش عشان ألومك، أنا عشان أساعدك."

لمار (تنظر إليه بحذر، ثم تنفجر بالبكاء):
"هما... هما اتهموني بحاجة ما عملتهاش. قالوا إني جبت العار للعيلة، بس أنا بريئة، والله بريئة!"

يوسف (يشعر بانقباض في صدره، ذكريات ما حدث مع سيليا تعود إليه، لكنه يحاول أن يبقى هادئًا):
"طيب، اشرحيلي اللي حصل. عشان أقدر أساعدك."

لمار (تتمتم بصوت مكسور):
"كنت راجعة من المدرسة... شافوني مع زميل في الفصل، كان بيشرحلي حاجة في الكتاب. حد شافنا وقال لأهلي إن في حاجة غلط. لما رجعت البيت... ضربوني، وقالوا إني خنت ثقتهم. حاولت أشرح، بس ما حدش صدقني."

يوسف (ينظر إليها بعطف شديد، ويتذكر وجه سيليا عندما كانت تعاني نفس الألم. يتمتم لنفسه دون وعي):
"سيليا..."

لمار (ترفع رأسها بخوف):
"مين؟"

يوسف (يهز رأسه محاولًا التركيز):
"ما فيش. أنا بس... آسف، افتكرت حاجة. المهم دلوقتي إنك هنا بأمان، ومش هسيب حد يضايقك تاني."

لمار (تنظر إليه برجاء):
"بس أهلي... ما هيصدقونيش مهما قلت. هما خلاص حكموا عليا."

يوسف (بصوت مليء بالحزن والغضب المكبوت):
"أحيانًا الناس بتحكم من غير ما يسمعوا الحقيقة، وده أكبر ظلم. أنا فاهم وجعك أكتر مما تتخيلي."

لمار (تبكي):
"أنا مش عارفة أعمل إيه. كل اللي عايزاه إنهم يصدقوني... بس مش هيحصل."

يوسف (يضع يده على كتفها بلطف):
"لمار، إنتِ قوية. أنا هساعدك. هنلاقي طريقة نثبت إنك بريئة، وهنتكلم مع أهلك لو احتاج الأمر. المهم دلوقتي تركزِ على إنك ترتاحي وتتعافي."

يوسف (في داخله، وهو يتذكر سيليا):
"نفس الظلم، نفس الألم... إزاي الناس ما بتتعلمش؟"

المشهد ينتهي ويوسف ينظر إلى لمار، وعيناه ممتلئتان بالعزم على إنقاذها مما تمر به، كما لو أنه يحاول تعويض ما حدث مع سيليا من خلال مساعدتها
*******************
يوسف يجلس بجانب لمار، يحاول تهدئتها بعد حديثها المؤلم. فجأة، يُفتح الباب بعنف، ويدخل خالد، شقيق لمار الأكبر، غاضبًا وعيناه تقدح شررًا.

خالد (يصرخ بغضب):
"إنتي هنا معاه؟! ما كفاكيش اللي عملتيه؟! يا عديمة الشرف!"

لمار (ترتجف وتبكي):
"خالد، والله ما عملت حاجة! أنا هنا بس عشان..."

خالد (يقاطعها بغضب ويتوجه نحوها):
"اسكتي! ما عنديش وقت أسمع كذبك! "

يوسف (ينهض بسرعة ويقف بينهما، بنبرة صارمة):
"خالد، اهدى. دي أختك، وهي هنا عشان تتعالج. ما فيش داعي للعنف."

خالد (ينظر إلى يوسف باحتقار):
"وإنت مين عشان تدافع عنها؟! شكلك متواطئ معاها في المصيبة دي!"

يوسف (يبقى هادئًا رغم استفزاز خالد):
"أنا دكتورها، وشغلي إني أساعدها، مش أسمح لأي حد يضايقها. لو عندك مشكلة، اتكلم بهدوء."

خالد (يحاول دفع يوسف جانبًا للوصول إلى لمار):
"إبعد عن طريقي! لازم أعلمها الأدب!"

يوسف (يمسك بذراعه بثبات):
"قلتلك اهدى، وإلا هتضطر تخرج من هنا لمقر البوليس ، ضرب أختك مش هو الحل."

خالد (يحاول التملص بغضب):
"إنت مش فاهم! هي جابت لنا العار، وأنا لازم أوقفها!"

يوسف (بنبرة حادة وهو ينظر إلى عيني خالد مباشرة):
"عار؟! العار الحقيقي هو إنك بتضرب أختك بدل ما تفهم الحقيقة. لمار مظلومة، وأنا شفت ده بعيني. لو كنت بتحبها بجد، المفروض تسمعها بدل ما تحكم عليها من غير دليل."

لمار (تبكي بحرقة):
"خالد، أقسم بالله أنا بريئة! ليه ما بتصدقنيش؟!"

خالد (يتوقف لحظة، ثم يشير إلى يوسف بعصبية):
"وإيه اللي يضمن إنك مش متفق معاها؟! مين يعرف إنت مين أصلاً؟"

يوسف (يحافظ على هدوئه):
"أنا يوسف. دكتور جراح، ومهمتي هنا إني أحمي مرضاي وأساعدهم. لمار مريضة ومحتاجة دعم، مش اتهامات وضرب. لو مش مصدقني، تعال شوف حالتها بنفسك، أو اطلب تقرير طبي."

خالد (يبدو مترددًا، لكن الغضب لا يزال يسيطر عليه):
"ما يهمنيش التقارير! سمعة العيلة فوق أي حاجة!"

يوسف (ينظر إليه بنظرة قوية):
"وأختك؟ سمعتها وكرامتها مش مهمة؟ ما فكرتش للحظة إنها ممكن تكون ضحية سوء فهم؟ زي ما كنتوا على وشك تدمروا حياة حد بسبب الشك."

خالد (يشعر بالارتباك للحظة، لكنه يحاول التظاهر بالقوة):
"أنا... أنا مش عارف أصدق مين."

يوسف (بتعاطف):
"صدق عقلك وقلبك، مش غضبك. اسمع أختك، وتأكد قبل ما تضيعها."
*********************
خالد ينظر إلى يوسف ولمار بعينين تقدحان شررًا، وكلماته تخرج بقسوة مصحوبة باتهامات جائرة. يوسف يراقب المشهد مصدومًا، بينما لمار تنظر إلى شقيقها برعب ودموعها تغرق وجهها.

خالد (بنبرة صارمة وجافة):
"مفيش حل تاني. لازم تتجوزها، حالًا! ده أقل حاجة تعملها عشان تصلح اللي حصل."

يوسف (مصدومًا، يحاول فهم كلامه):
"إيه؟! إنت بتتكلم جد؟ أنا عمري ما عملت حاجة غلط تجاه أختك. أنا دكتورها، وكل اللي حاولت أعمله هو مساعدتها!"

لمار (تشهق وتبكي بحرقة):
"خالد، لا! أرجوك ، يا خالد ،  أنا بريئة، والله بريئة!"

خالد (يتجاهل توسلاتها وينظر إلى يوسف بحدة):
"ده الحل الوحيد، يا دكتور. تتجوزها، أو ما تلمسهاش تاني!"

يوسف (يحاول التماسك لكنه يشعر بالضيق):
"إنت سامع نفسك؟ بتجبر أختك على زواج من غير إرادتها عشان افتراضات غلط؟ ده ظلم كبير ليها !"

لمار (تتوسل إليه وهي تبكي):
"خالد، أنا أختك! ليه مش مصدقني؟ ليه بتعمل فيا كده؟!"

خالد (يزفر بغضب):
"عشان سمعتنا! سمعة العيلة أهم من أي حاجة، وأنا مش هسيب حد يشكك في شرفنا!"

يوسف (يرفع يديه محاولًا تهدئته):
"خالد، اسمعني. مش كده تتحل المشاكل. لمار محتاجة دعم مش إجبار. ولو كنت بتحبها بجد، المفروض تسمعها وتفهم الحقيقة بدل ما تظلمها أكتر."

خالد (يقاطع بغضب):
"ما فيش نقاش في الموضوع! تتجوزها وتخلص، وإلا..."

لمار (تصرخ في يأس):
"لا! أنا مش هقبل ده! أنا ما عملتش حاجة غلط! ليه بتعاملني كأني مجرمة؟"

يوسف (ينظر إلى لمار بحزن، ثم يتحدث بخفوت وهو ينظر إلى خالد):
" استاذ خالد، أنا مش هقدر أعمل حاجة زي دي. مش عشان سمعة أو ضغط. الزواج مسؤولية، ولازم يكون بموافقة الطرفين وبقلب صافي، مش عقاب أو إجبار."

خالد (يقترب من يوسف بغضب):
"يعني بتقول إنك مش هتتحمل مسؤولية غلطتك؟!"

يوسف (بحزم):
"ما فيش غلطة عشان أتحملها. ولو استمريت في طريقك ده، هتكون إنت اللي بتظلم لمار أكتر من أي حد تاني."

لمار (تقف وتواجه خالد بشجاعة):
"خالد، لو بتحبني فعلًا، هتصدقني. ما تضعيش حياتي بسبب ظنونك!"

خالد (يبدو مترددًا للحظة، لكن الغضب يسيطر عليه):
"ما فيش حاجة اسمها ظنون! القرار اتاخد."

يوسف (يأخذ نفسًا عميقًا، ينظر إلى خالد مباشرة):
"خالد، لو استمريت كده، هتخسر أختك. فكر كويس قبل ما تدمر حياتها."

المشهد ينتهي بخالد غاضبًا ويخرج من الغرفة بغضب، ولمار تنهار بالبكاء. يوسف يقف بجانبها، مرتبكًا وحزينًا مما حدث، لكنه يضع يده على كتفها في محاولة لتهدئتها
*******************
في قاعة محاضرات واسعة في الجامعة. ريان يقف أمام السبورة، مرتديًا بذلة رسمية، يشرح بكل ثقة. الطلاب يجلسون أمامه في صمت، ومن بينهم سيليا وصديقتها ياقوت، اللتان تجلسان في الصف الأمامي. سيليا تنظر إلى شقيقها بابتسامة فخر، بينما ياقوت تميل نحوها هامسة بشيء

ريان (بنبرة جادة وهو يشير إلى عرض تقديمي على الشاشة):
"الجزء ده مهم جدًا يا جماعة. لازم نفهم العلاقة بين السبب والنتيجة عشان نقدر نحلل البيانات بشكل دقيق. أسئلة لحد دلوقتي؟"

(يرفع أحد الطلاب يده، وبدأ ريان يشرح الإجابة باحترافية، بينما تهمس ياقوت لسيليا.)

ياقوت (بهمس وهي تبتسم):
"يا بنتي، أخوكي ده وسيم جدًا، إزاي بتتحملي كل البنات معجبين بيه كده؟!"

سيليا (بابتسامة خفيفة):
"عادي، اتعودت. بس مش معنى كده إنه هيتغاضى عن أي غلطة، شغله شغل."

ياقوت (تغمز):
"بس برضه، يبقى أحلى دكتور شوفته في حياتي."

ريان (يلتفت فجأة نحو سيليا وياقوت بعدما لاحظ همسهما):
"سيليا، ياقوت، لو الكلام أهم من المحاضرة، ممكن أكمل لوحدي؟"

سيليا (تحاول التماسك وهي تنظر إلى ريان بابتسامة اعتذار):
"آسفة، ما كناش بنعمل حاجة مهمة."

ياقوت (تتمتم بخجل):
"آسفين يا دكتور."

ريان (يعود للشرح، لكن بابتسامة صغيرة تظهر على وجهه):
"أتمنى إنكم تركزوا المرة الجاية، خصوصًا إن الامتحان هيكون شامل كل اللي بشرحه النهارده."

سيليا (تهمس لياقوت بعد أن عاد ريان للشرح):
"شفتِ؟ قلتلك إنه مش بيتساهل حتى لو أنا أخته."

ياقوت (بضحكة مكتومة):
"أوه، أنا مصدقة دلوقتي."

(ريان ينهي المحاضرة ويغلق العرض التقديمي.)

ريان (بصوت واضح):
"كده خلصنا. أي استفسارات إضافية؟ ممكن تبعتولي على الإيميل أو تقابلوني في المكتب."

(الطلاب يبدؤون بالخروج. سيليا وياقوت تتجهان نحو ريان.)

سيليا (وهي تبتسم بخبث):
"محاضرة رائعة يا أستاذ ريان، برافو عليك."

ريان (ينظر إليها بحاجب مرفوع):
"مش لازم تمدحي عشان أنا أخوكي. لو عندك نقد، قوله."

ياقوت (بمرح):
"لا والله، محاضرتك كانت تحفة. أنت فعلاً قدوة لكل الدكاترة."

ريان (يبتسم بخفة):
"كويس، بس ياقوت، ركزي في المحاضرة بدل الهمس المرة الجاية."

سيليا (تضحك):
"آه، شوفتي؟ قلتلك ماحدش بيعدي منه."

ريان (يشير إلى باب القاعة):
"يلا، روحوا على محاضرتكم الجاية، مش عايز أسمع إنكم متأخرين بسبب الوقوف هنا."

سيليا وياقوت (بصوت واحد):
"حاضر يا دكتور."

(يخرجان من القاعة، وريان يتابعهم بابتسامة صغيرة، ثم يعود لجمع أوراقه.)
********************
بعد عدة ساعات، سيليا رجعت للبيت عشان ولادها و ياقوت فضلت قاعة في المكتبة، في  ممر الجامعة، ريان يسير بخطى ثابتة خارجًا من مكتبه بعد يوم طويل. يحمل حقيبته على كتفه ويبدو منشغلاً بهاتفه. فجأة، يخرج من زاوية المكتبة وتصطدم به ياقوت، التي تحمل مجموعة من الكتب. الكتب تسقط على الأرض، وتتراجع ياقوت للخلف مصدومة.

ريان (يتوقف فجأة، ينظر إلى ياقوت ويمد يده ليساعدها):
"مش شايفه قدامك؟! كنتِ ماشية بسرعة كأنك داخلة سباق."

ياقوت (وهي ترفع حاجبها بسخرية بينما تلتقط الكتب):
"وأنتَ اللي كنت ماشي مبحلق في موبايلك. يعني الغلط مش كله عليّ!"

ريان (يلتقط أحد الكتب من الأرض وينظر إليها):
"على فكرة، لو كنتي مركزة أكتر، ما كنتي هتخبطيني."

ياقوت (تأخذ الكتاب منه بسرعة وتضعه فوق بقية الكتب):
"آه طبعًا، الأستاذ ريان دايمًا على حق. ما ينفعش يكون غلطان أبدًا!"

ريان (بابتسامة خفيفة):
"كويس إنكِ عارفة. دي أول خطوة للاعتراف بالواقع."

ياقوت (تضيق عينيها وتميل رأسها):
"واقع إيه؟ إنك ماشي ملك الجامعة ومحدش يقدر يقولك حاجة؟"

ريان (يميل برأسه قليلًا):
"مش للدرجة دي، بس ما أحبش حد يعطلني."

ياقوت (تضحك بخفة):
"تعطلك؟ أنا اللي كنت بلم كتبي من الأرض بسببك!"

ريان (يشير إلى الكتب):
"على الأقل اتعلمتي درس، امسكي كتبك كويس المرة الجاية."

ياقوت (وهي تضع يديها على خصرها):
"وأنتَ اتعلم امشي وأنتَ شايف قدامك مش مبحلق في موبايلك!"

ريان (بابتسامة جانبية):
"صفحة جديدة؟ ولا هتفضلي تعاندي طول اليوم؟"

ياقوت (تتنهد بتعب وهي ترتب الكتب):
"خلاص، مش ناقصة مناقرات. شكرًا على "مساعدتك" يا دكتور."

ريان (بهدوء وهو ينظر إليها):
"العفو يا آنسة ياقوت. واهتمي بنفسك، الجامعة مش ماراثون."

ياقوت (بضحكة خفيفة):
"وأنتَ خلي بالك، ماحدش هيعوضك لو وقعت منك الهيبة."

ريان (يهز رأسه بابتسامة صغيرة):
"كويس إنكِ بتفكري في هيبتي. نشوفك في المحاضرة الجاية."

(ياقوت تبتسم وتغادر، بينما يتابعها ريان بنظرة مشوبة بمزيج من الإعجاب والإزعاج. ثم يهز رأسه ويكمل طريقه.)
*******************
في ، مكتب زين في مقر المخابرات. يجلس زين على كرسيه، ينظر إلى شاشة الحاسوب دون أن يركز. عينيه غارقتان في الحزن وملامحه شاردة. يدخل تميم، يحمل كوبين من القهوة. يضع أحدهما على المكتب أمام زين ويجلس على الكرسي المقابل.

تميم (بابتسامة هادئة):
"قلت أجيبلك قهوة قبل ما تغرق في أفكارك لدرجة تنسى الدنيا حواليك."

زين (يرفع عينيه ببطء وينظر إلى تميم):
"مش محتاج قهوة، محتاج حاجة تنسيني كل حاجة."

تميم (بصوت جاد):
"إنت مش النوع اللي يهرب يا زين. مالك؟ الشاردان كده ليه؟"

زين (يشيح بنظره بعيدًا):
"مجرد ذكريات... ذكريات أتمنى لو أقدر أحذفها."

تميم (يتكئ إلى الخلف وينظر إليه):
"ذكريات أبوك؟"

زين (بتنهيدة ثقيلة):
"أبويا كان كل حاجة بالنسبة لي. كان أحنّ أب وأقرب حد لي. يوم مات، حسيت إني فقدت نص حياتي."

تميم (بحزن):
"عارف يا زين... فقدان الأب صعب، خاصة لما يكون بالظروف اللي حصلت معاك."

زين (يتحدث بصوت منخفض، مليء بالغضب):
"ما قدرتش أسامحها... لحد النهارده مش قادر. هي السبب في موته. الخيانة قتلت أبوي قدام عيني."

تميم (يحاول تهدئته):
"وأنت كنت مجرد طفل يا زين. مكنتش مسؤول عن أي حاجة حصلت. مش لازم تفضل شايل كل ده جواك."

زين (بحدة):
"لكنها دمرتني. خلتني أكبر وأنا شايل حِمل كرهها، وشايل حِمل إن أبوي مش موجود. كل عيد ميلاد، كل إنجاز، ماكانش فيه حد أفرح معاه غيري."

تميم (بصوت حازم ولكنه لطيف):
"أنت مش لوحدك يا زين. إحنا هنا، وأنا هنا. حتى لو مش قادر تغير الماضي، تقدر تبني حياة جديدة."

زين (يضحك بسخرية):
"حياة جديدة؟ إزاي؟ طول عمري بعيش لوحدي، حتى لما أكون وسط الناس. الوحدة بقت جزء مني."

تميم (ينظر إليه بجدية):
"الوحدة اختيار، يا زين. ومش لازم تفضل تختارها. جرب تفتح قلبك لحد... جرب تعطي نفسك فرصة تكون سعيد."

زين (يهز رأسه):
"السعادة دي كلمة كبيرة، يا تميم. مش عارف حتى لو أعرف أعيشها لو جتني."

تميم (بابتسامة مشجعة):
"كل واحد يستحق فرصة تانية يا زين. وإنت مش أقل من أي حد. عشان نفسك، وعشان أبوك اللي كان بيحبك، حاول. يمكن تلاقي في يوم حد يعوضك عن كل اللي فات."

زين (بهدوء):
"يمكن... بس مش النهارده."

تميم (يرفع كوب القهوة):
"ماشي، بس أوعدني تسيب الباب مفتوح لفرصة جديدة. حتى لو البداية كانت مجرد قهوة مع زميل مزعج زيي."

زين (يبتسم لأول مرة بخفة):
"ماشي يا مزعج. شكراً، تميم."

تميم (يضحك):
"العفو، المهم القهوة عجبتك."

(الصمت يعود للحجرة، لكن يبدو أن كلمات تميم تركت أثرًا خفيفًا على زين. يظل الاثنان جالسين، يشربان القهوة بصمت مليء بالتفاهم.)
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

 •تابع الفصل التالي "رواية قيود العشق (2)" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent