Ads by Google X

رواية قيود العشق (2) الفصل الثلاثون 30 - بقلم سيليا البحيري

الصفحة الرئيسية

 رواية قيود العشق (2) الفصل الثلاثون 30 - بقلم سيليا البحيري 


فصل 30
فبيت ، عيلة لمار. يوسف داخل مع خالد ولمار، وأبوهم (عماد) وأمهم (حكمت) قاعدين مستنيينهم. لمار باين عليها الخوف ودموعها على خدودها، ويوسف واقف بيحاول يمسك أعصابه. خالد داخل بخطوات متعصبة ومتجه ناحية أبوه

خالد (بغضب وهو بيشاور على لمار):
"بابا، شوفتها بعيني! كانت مع الدكتور ده في المستشفى، لوحدها! مين يعرف كانوا بيعملوا إيه؟"

عماد (بجدية وهو بيبص على لمار):
"صحيح الكلام ده يا لمار؟ كنتي لوحدك معاه؟"

لمار (بصوت بيرتعش):
"بابا، أنا كنت في المستشفى عشان خالد ضربني وجرحني... الدكتور يوسف كان بس بيحاول يعالجني!"

حكمت (بعصبية وهي بتقاطعها):
"ومين قال إنك تروحي لدكتور لوحدك؟ إحنا مربينك على الأدب والاحترام!"

يوسف (يرفع إيده وهو بيحاول يهدي النفوس):
"بكل احترام، لمار ماعملتش حاجة غلط. أنا دكتور وكانت حالتها محتاجة كشف ضروري. هي مظلومة وماتستحقش اللي بيحصل ده."

خالد (بيصرخ وهو بيشاور على يوسف):
"ولو بريء زي ما بتقول، ليه كنت معها لوحدكم؟ الحل الوحيد عشان نلم الفضيحة إنك تتجوزها!"

يوسف (بصدمة وصوت عالي):
"أتجوزها؟ أنا دكتور وكنت بأدي شغلي! علاقتي بيها مهنية تماماً، ومش من حق أي حد يفهم الأمور غلط."

عماد (بنبرة قاطعة):
"ولو مش ناوي تتجوزها، ليه كنت معها؟ إنت عارف عاداتنا وتقاليدنا. الناس مش هتسيبنا في حالنا."

لمار (بتتوسل وهي بتعيط):
"بابا، أرجوك! أنا ماعملتش حاجة. خالد هو اللي وداني المستشفى لأنه ضربني، ودلوقتي عايزين تظلموني أكتر؟"

حكمت (بتضرب على الترابيزة):
"مفيش كلام. لازم نحمي سمعة العيلة. يوسف، لو راجل وابن ناس، هتتجوزها وتخلص القصة."

يوسف (واقف بثبات وهو بيحاول يهدي نفسه):
"أنا فاهم خوفكم على سمعة العيلة، لكن اللي بيحصل هنا ظلم كبير. لمار بنت صغيرة، وإنتم بتضغطوا عليها بطريقة قاسية. لو بتحبوها بجد، لازم تسمعوا لها."

خالد (بغضب وهو بيرد):
"إحنا سمعناها، وهي غلطت! ده أقل حاجة تعملها عشان تصلح اللي حصل."

يوسف (بتحدي):
"أنا مش هرضى أشارك في الظلم ده. لمار ماعملتش حاجة غلط، وأنا مش هقف ساكت على اللي بيحصل."

عماد (واقف وبيبص ليوسف بحدة):
"يبقى إنت كده بتختار تسيب سمعتها تضيع؟"

يوسف (بيبص لعماد بعينين ثابتة):
"سمعتها مش هتضيع لأنها معاها الحق. لو فعلاً يهمكم مصلحتها، فكروا كويس قبل ما تدمروا حياتها بقرارات متسرعة."

لمار (بتنهار وبتعيط بصوت عالي):
"بابا، أرجوك... ماتضيعوش حياتي بسبب حاجة مافيش لها أساس. أنا بريئة!"

حكمت (بتبص لها بحدة):
"اسكتي! اللي حصل فضيحة ولازم نمحيها."

يوسف (بحزم):
"أنا مش هسمح إن حياتها تضيع عشان شكوك وأفكار غلط. لو عايزين الحق، لازم تهدوا وتفكروا بعقل."

(السكوت يسيطر على القوضة للحظات، لكن خالد وعماد لسه باين عليهم الغضب. لمار تقع على الأرض وهي بتعيط، ويوسف بيبصلها بحزن واضح، عاجز قدام عنفهم وتعصبهم.)

يوسف (بصوت هادي):
"لو العدالة هي اللي بتدوروا عليها، لازم تبدأوا بسماع صوت لمار وفهم الحقيقة."

(المشهد ينتهي على وش يوسف، اللي باين عليه الحزن والغضب في نفس الوقت، ولمار بتبكي بحرقة. حكمت وعماد بيتبادلوا نظرات متوترة، وخالد واقف وهو بيضرب بإيده على الترابيزة بعصبية.)

يوسف بيقف قدام عيلة لمار، وقراره واضح في عيونه. لمار قاعدة على الأرض بتعيط، وخالد واقف على جنب، بيبص ليوسف بشك، وأبوهم عماد واقف بيهز رأسه بالموافقة على قرار الزواج.

يوسف (بحزم):
"خلاص، أنا موافق أتجوز لمار. بس ده مش عشان اللي بتقولوه، ده عشان أحميها من اللي بيحصل هنا."

لمار (بتنهار أكتر وهي بتعيط):
"دكتور يوسف... أرجوك، ماتعملش كده. أنا ماعملتش حاجة، ليه حياتي بتتدمر كده؟"

يوسف (بيبصلها بعطف):
"أنا عارف إنك بريئة، ومش هسمح إن حد يظلمك أكتر. صدقيني، أنا مش هسيبك."

خالد (بيضحك بسخرية):
"كويس إنك فاهم الموضوع صح. أحسن حاجة تعملها إنك تلم الموضوع وتتجوزها."

يوسف (بيتجه ناحية الباب وهو بيطلع موبايله):
"هخلص الموضوع دلوقتي. هطلب من إخواتي ييجوا عشان نعمل كل حاجة رسمي."

عماد (بيهز رأسه):
"خد قرار حكيم. لمار مش هتخرج من هنا إلا وهي متجوزة."

يوسف (بيتصل بأخوه أحمد):
"أحمد، اسمعني كويس... أنا عندي مشكلة كبيرة دلوقتي، وعايزك إنت ومراد وسامر وريان تيجوا حالاً لعنوان بيت لمار. متنسوش تجيبوا بطايق الهواية معاكم."

أحمد (على التليفون، مستغرب):
"يوسف، إيه اللي حصل؟ ليه العجلة دي؟"

يوسف (بصوت جاد):
"هشرحلكوا لما تيجوا. ماتتأخروش."

يوسف يقفل المكالمة، وبيبص على عيلة لمار:
"هنعمل كل حاجة زي ما لازم. بس بعد كده، أنا مش هسمح لحد يعامل لمار بالشكل ده تاني."

بعد ساعة. إخوات يوسف (أحمد، مراد، سامر، وريان) وصلوا بيت لمار، وهم مستغربين وملامحهم متوترة. يوسف بياخدهم على جنب ويحكي لهم كل حاجة.

أحمد (مصدوم):
"إيه الكلام ده، يوسف؟ إنت هتتجوز بنت عشان تنقذها من عيلتها؟"

مراد (بيقاطع):
"إحنا معاك في أي قرار، بس ده قرار كبير جداً."

ريان (بيضحك بسخرية خفيفة):
"يعني إحنا جايين نعمل إيه؟ شهود على الجوازة؟"

يوسف (بحزم):
"أنا مش بطلب رأيكم، أنا عايز دعمكم. لو مش هساعدوها، مين هيساعدها؟"

سامر (بيهز رأسه):
"لو دي الطريقة الوحيدة لحمايتها، إحنا معاك يا يوسف."

يوسف (بيرجع لعيلة لمار، ومعاه إخواته):
"أنا جاهز. نخلص الموضوع ده دلوقتي."

في نفس البيت. المأذون موجود، ولمار واقفة بدموعها، مش قادرة تستوعب اللي بيحصل. يوسف واقف جمبها، بيحاول يطمنها بنظراته. خالد واقف على جنب بعصبيته المعتادة، وعماد وليلى باين عليهم الرضا.

المأذون (بهدوء):
"كل حاجة جاهزة. لو الكل موافق، نبدأ الإشهار."

لمار (بصوت مختنق، وهي بتبص ليوسف):
"أرجوك، مش عايزة ده يحصل..."

يوسف (بيبصلها بلطف):
"أنا هنا عشان أحميك. متقلقيش، أنا مش هسيبك تواجهينهم لوحدك."

المأذون يبدأ الإشهار، ويوسف ولمار يتم زواجهم تحت ضغط العيلة. لمار بتنهار بعد ما المأذون يخلص، وبتقع على الكرسي، ويوسف بيحاول يهدّيها، والإخوة واقفين مستغربين من حجم الموقف اللي حصل قدامهم.

أحمد (بهمس لمراد):
"ده أكتر يوم غريب في حياتنا."

مراد (بيرد عليه):
"بس واضح إن يوسف خد قراره، ومش هيرجع فيه."

المشهد ينتهي على يوسف وهو بيبص بعينين مليانة إصرار ناحية عيلة لمار، وكأنه بيقول لهم إنه خلاص، لمار بقت تحت حمايته، وأي ظلم بعد كده هيكون على حسابه هو

يوسف واقف جنب لمار اللي قاعدة منهارة ودموعها مش بتقف. إخوات يوسف، أحمد ومراد وسامر وريان، واقفين على جنب مستغربين من قسوة عيلة لمار. خالد وأبوهم عماد قاعدين بصين للموقف بنظرات جامدة. أحمد بياخد نفس عميق وبيقرر يتكلم.

أحمد (بهدوء لكن بصوت مليان حزم):
"إنتوا عارفين، لما كنتوا بتتكلموا دلوقتي، كل كلمة طلعت منكم فكرتني بذكريات صعبة... ذكريات إحنا كعيلة عشناها وندمنا عليها لحد النهاردة."

عماد (مستفهم):
"ذكريات إيه؟ إنت مالك ومالنا؟ احنا هنا عشان نصلح غلط البنت دي."

أحمد (بيهز رأسه):
"أصلحوا؟! أنتوا متأكدين إنكم عايزين تصلحوا؟ ولا أنتوا بتحكموا عليها عشان بس شكوكم؟ البنت بريئة، زي ما كانت أختنا سيليا بريئة."

خالد (بعصبية):
"إحنا مش محتاجين دروس، إحنا بنحمي شرف العيلة!"

أحمد (بصوت أعلى شوية):
"بنفس الطريقة اللي إحنا فكرنا إننا بنحمي بيها شرفنا لما ظلمنا أختنا الصغيرة؟ لما اتهمناها بالحاجات دي من غير دليل، وكنا السبب إنها تهرب مننا، وتختفي سنين طويلة؟"

يوسف (مقاطعة وهو بيبص على لمار):
"وكانت النتيجة إننا فقدناها... وافتكرنا إنها ماتت. كنا عايشين في ندم كل يوم، ومش قادرين ننسى اللي عملناه."

مراد (بهدوء وهو بيتذكر):
"وأختنا كانت بريئة، زي ما البنت دي بريئة. بس إحنا ما صدقناهاش... وده كان أكبر غلط في حياتنا."

عماد (بعناد):
"اللي حصل مع أختكم مش نفس الموضوع. إحنا عارفين لمار غلطت، والدليل إنها كانت مع الدكتور ده في المشفى!"

أحمد (بغضب واضح):
"الدليل؟ الدليل اللي في خيالكم؟ هو ده اللي هيحدد مصير حياة بنتكم؟ متخيلين حجم الغلط اللي بتعملوه؟ متخيلين الندم اللي هتحسوا بيه لما تكتشفوا إنها بريئة بعد فوات الأوان؟"

خالد (بعصبية):
"إحنا مش هنسمح لها تبقى وصمة عار على العيلة. البنت دي خلاص مش بنتنا."

لمار (بصوت مختنق وهي بتبكي):
"بابا، خالد... أنا ماعملتش حاجة. أقسم بالله إني بريئة."

عماد (بحزم):
"كفاية، لمار. من النهاردة، انتي ماعندكيش أهل."

يوسف (بصدمة):
"إنتوا بتتخلوا عنها؟ دي بنتكم!"

أحمد (بيهز رأسه بحسرة):
"وأنا فاكر إننا بس كنا العيلة الوحيدة اللي غلطت الغلطة دي. لكن واضح إن الظلم موجود في كل مكان. تفتكروا إنكم بتحموا العيلة؟ بالعكس، إنتوا بتدمروها."

عماد (وهو بيقوم واقف):
"كلامك مش هيفيد. إحنا أخدنا قرارنا."

المشهد ينتهي على لمار اللي قاعدة بتبكي، ويوسف واقف جنبها بيحاول يهديها، وأحمد بيبص لعيلة لمار بحسرة، وكأنه شايف نفسه وإخواته في الماضي لما ارتكبوا نفس الغلطة

داخل فيلا عائلة يوسف. والده فؤاد ووالدته نجلاء جالسين في الصالة الفاخرة بوجوه متوترة، منتظرين عودة أبنائهم. فجأة يُفتح الباب ويدخل أحمد، مراد، سامر، ريان، ويوسف بصحبة لمار، التي كانت آثار البكاء واضحة على وجهها. يوسف يمسك بيدها برفق. يقف الوالدان مندهشين ومتفاجئين بوجود فتاة غريبة معهم.

نجلاء (بقلق وهي تنظر للمار):
"يوسف! إيه اللي حصل؟ مين البنت دي؟ و... ليه شكلها كده؟"

فؤاد (بصوت هادي لكن واضح فيه التوتر):
"خير يا ولادي؟ إيه اللي جرى؟ ليه باين عليكم إنكم مرهقين كده؟"

يوسف (بياخد نفس عميق، وبعد تردد بسيط):
"ماما، بابا... دي لمار. مراتي."

نجلاء (بصدمة):
"مراتك؟! إنت اتجوزت إمتى؟ وإزاي؟ ومين البنت دي؟"

فؤاد (بصوت مليان دهشة):
"يوسف، إيه اللي بتقوله ده؟ إحنا منتظرينكم عشان نطمن عليكم، تدخل تقولنا فجأة إنك اتجوزت؟"

يوسف (بهدوء وحزم):
"اللي حصل كان أكبر من أي تخطيط أو تفكير، ولقيت نفسي قدام موقف لازم أتصرف فيه. لمار... بنت كانت مظلومة. أهلها قسو عليها، اتهموها في شرفها وهي بريئة. أنا شفت بنفسي إزاي أخوها وأبوها عاملينها."

نجلاء (بحزن وهي تبص على لمار):
"يا حبيبتي... ليه؟ إيه اللي خلاهم يعملوا كده فيكي؟"

لمار (بصوت متقطع وهي تبكي):
"هم ما صدقونيش... فكروا إني غلطت، رغم إني ما عملتش حاجة. حاولت أشرح... لكن ما حدش كان سامعني."

فؤاد (وهو بيتذكر فجأة):
"لمار... لما يوسف بيحكي دلوقتي، فكرتني بحاجة. نفس اللي عملته أنا من 6 سنين. نفس الظلم والقسوة اللي مارستهم على بنتي سيليا..."

نجلاء (بصوت مختنق):
"سيليا؟ إنت بتفكر في اللي حصل معاها؟"

فؤاد (بيهز رأسه بحزن):
"كنت فاكر إني بحمي عيلتي لما ظلمتها. كنت فاكر إن القسوة هي الحل، ولما فقدتها... فهمت إن اللي عملته كان أكبر غلط في حياتي. لمار... من النهاردة إنتي بنتنا، زيك زي سيليا."

يوسف (بإمتنان):
"بابا، أنا مقدر إنك بتفهمني. لمار محتاجة دعمنا دلوقتي، وأنا مش هسيبها تواجه ده لوحدها."

نجلاء (بتقرب من لمار وبتاخدها في حضنها):
"حبيبتي، إنتي في أمان هنا. إحنا عيلتك الجديدة، وإحنا هنا معاكي."

لمار (بدموع):
"شكراً... شكراً ليكم."

المشهد ينتهي على فؤاد ونجلاء اللي بقوا شايلين هم لمار كأنها بنتهم، بينما إخوات يوسف واقفين حاسين بالفخر في أخوهم اللي أنقذ لمار من القسوة والظلم

في  الصالة الرئيسية في فيلا عائلة يوسف. الجميع جالس في أجواء مليئة بالمشاعر، لكن ريان يبدو قلقًا ويتحرك ذهابًا وإيابًا، وعيناه تتجهان نحو الدرج.

ريان (بتوتر):
"ماما... سيليا فين؟ ما شفتهاش من وقت ما رجعت."

نجلاء (بهدوء وهي تنظر له):
"فوق يا حبيبي، بتنام ولادها. زياد ومازن ولينا أكيد شاغلينها دلوقتي."

ريان (بنبرة عتاب):
"وإنتي ساكتة؟ طيب ما ناديتهاش؟ أكيد هتتفاجئ لما تعرف إن يوسف اتجوز."

فؤاد (بضحكة خفيفة):
"سيبها شوية يا ريان، سيليا أكيد هتنزل لما تخلص مع الأولاد."

يوسف (ناظر لريان):
"متقلقش، سيليا هتفرح لما  تعرف الموضوع... على الأقل أكتر من أي حد تاني."

في هذه اللحظة يُسمع صوت خطوات من الدرج، وسيليا تظهر بملابس مريحة وابتسامة خفيفة، لكنها تبدو متعبة بعض الشيء.

سيليا (وهي تنظر للجميع):
"إيه يا جماعة، الكل متجمع كده؟ في إيه؟"

ريان (بابتسامة خبيثة):
"يوسف قرر يعمل لنا مفاجأة صغيرة، ومستني رأيك."

سيليا (تنظر بفضول):
"مفاجأة؟ يوسف، إنت عملت إيه تاني؟"

يوسف (واقف وبصوت هادئ):
"سيليا... عايزك تقابلي لمار، مراتي."

سيليا (بتفاجؤ وهي تتوقف مكانها):
"إيه؟ مراتك؟ يوسف، إنت اتجوزت؟!"

لمار (بتوتر وخجل، تنظر للأرض):
"مساء الخير... أنا آسفة لو فجأتك."

سيليا (تقترب منها بسرعة وتحتضنها برفق):
"يا حبيبتي، مش آسفة ولا حاجة. أهلاً بيكي في عيلتنا."

لمار (بدموع في عينيها):
"شكراً... شكراً قوي."

سيليا (تنظر ليوسف ثم لوالديها):
"طب حد يقول لي إيه اللي حصل؟ أنا مش فاهمة حاجة!"

يوسف (بهدوء):
"هقولك كل حاجة، لكن المهم إنك تعرفي إن لمار محتاجة دعمنا، زي ما إنتي كنتِ محتاجة دعمنا زمان."

سيليا (تنظر للمجتمعين وتفهم المقصد):
"إحنا هنا ليها... ومش هنسيبها أبداً. أهلاً بيكي في بيتك يا لمار."

المشهد ينتهي على لمار وهي تمسح دموعها بابتسامة صغيرة، محاطة بدفء عائلة يوسف، بينما سيليا تجلس بجانبها، تحاول تهدئتها وتخفيف حزنها
*******************
في فيلا  كريم وثريا، جاد في حالة غضب عارم داخل غرفة الجلوس، كريم يجلس بصمت متوتر، بينما ثريا تحاول تهدئة الأمور، وجيسي واقفة في زاوية الغرفة، تتجنب النظر في أعينهم.

جاد (بغضب شديد وهو يضرب الطاولة):
"إيه اللي وصلنا لكده؟ إزاي يا جيسي؟ إزاي؟! ده اسم العيلة، شرفنا، إنتي فاهمة إنتي عملت إيه؟!"

جيسي (بنبرة تحدٍ وبعصبية):
"وإنت ليه عامل كده؟ يعني إيه، أنا الوَحشة في القصة؟! إنت مش ملاك يا جاد، الكل عارف إنت عملت إيه مع سيليا!"

جاد (يقترب منها بغضب):
"ما تجيبيش سيرة سيليا على لسانك! فاهمة؟ دي حاجة ودي حاجة تانية خالص!"

ثريا (تحاول التدخل):
"جاد، اهدى شوية. إحنا محتاجين نفكر بعقلانية دلوقتي. الغلط حصل، ومش هنعرف نرجّع اللي فات."

جاد (يلتفت لوالدته بصوت مرتفع):
"بسبب إهمالكم! كنتوا فين لما البنت دي  كانت بتعمل المصايب دي؟!"

جيسي (تصرخ وهي تبكي):
"كفاية بقى! طول عمري مظلومة في البيت ده! الكل شايفني أقل منكم، حتى سيليا اللي كنتوا بتعملوها كأنها ملاك، وأنا الشيطانة!"

جاد (بنبرة حادة):
"سيليا؟! سيليا   اتضح ليا دلوقتي أنها كانت أشرف منك بمليون مرة! ولو كنتِ نصها، ما كناش وصلنا للي إحنا فيه!"

جيسي (تصرخ بغضب):
"آه، شوفوا الغلط عندي بس! سيليا اللي هربت، اللي فضحتكم، دلوقتي هي الملاك؟ أنا بس الشيطانة في القصة؟!"

كريم (ينهض بصوت غاضب ولكنه متزن):
"كفاية يا جيسي! إنتي غلطانة، ولازم تتحملي نتيجة غلطك! ما تجيبيش اسم حد تاني هنا عشان تبرري اللي عملتيه."

جيسي (بتحدي):
"خلاص، شيلوا اللوم كله عليّ! أنا اللي كسرت الدنيا، أنا اللي شوهت اسم العيلة، صح؟! طب فكرتوا في اللي كان بيحصل لي؟ ولا كلكم عايشين في أوهامكم؟!"

جاد (بنبرة صارمة):
"إنتي هتتحاسبي، واللي اسمه علي ده هيتحاسب هو كمان. لكن متفكريش إنك هتهربي من اللي عملتيه. أنا مش هسامحك، زي ما عمري ما سامحت سيليا."

ثريا (بحزن):
"جاد، كفاية. اللي حصل حصل، وإحنا لازم نشوف إزاي نتصرف مع الموضوع."

جاد (ينظر لوالدته بغضب):
"مافيش تصرف! البنت دي دمرت كل حاجة! وأنا مش هفضل ساكت."

المشهد ينتهي على جاد وهو يخرج من الغرفة غاضبًا، وجيسي تنظر لهم بعينين ممتلئتين بالدموع والغضب، بينما كريم وثريا يبدوان عاجزين عن التعامل مع الموقف
********************
في مقر المخابرات ، كان قد ورد زين اتصال أن والدته في المشفى ، نهض و ذهب على مضض، زين يدخل الغرفة بخطوات ثقيلة، ملامحه تعكس غضبًا مكتومًا وترددًا. هناء، والدته، مستلقية على السرير تبدو شاحبة وضعيفة، تنظر إليه بعيون مليئة بالندم.

زين (بنبرة باردة):
"إيه اللي حصل المرة دي؟ كنتِ فين وبتعملي إيه عشان ينتهي بيكي الحال هنا؟"

هناء (بصوت ضعيف):
"زين... أنا مش هبرر اللي حصل. أنا غلطت... غلطت كتير، بس... بس كنت أستنى تشوفني مرة واحدة من غير كره في عينك."

زين (بحدة):
"كره؟ إنتي عارفة إن الكره أقل كلمة توصف اللي جوايا من ناحيتك؟ إنتي السبب في موت أبويا، فاهمة؟ كل حاجة انهارت بسببتك!"

هناء (تتنهد بحزن):
"عارفة، وعارفة كمان إني مستاهلش أسامح نفسي. بس كنت صغيرة، كنت غبية، وأبوك كان... كان بيحبني أكتر ما كنت أستحق. لما فقدته، فقدت كل حاجة، حتى نفسي."

زين (يقاطعها بغضب):
"فقدتي نفسك؟ فقدتي نفسك على حسابنا؟ أنا اللي كنت طفل عنده 10 سنين وشاف كل حاجة، أنا اللي شلت الصدمة طول حياتي! إنتي السبب في كل حاجة غلط حصلتلي!"

هناء (تبدأ بالبكاء):
"عارفة يا زين، عارفة. وكل يوم عايشة مع الندم ده. كل ليلة بتعذب من الذكرى. أنا مش طالبة منك تسامحني عشان أنا أستحق، بس... عشان نفسك."

زين (بصوت مرتفع):
"نفسي؟ نفسي إيه اللي بتتكلمي عليها؟ أنا عشت لوحدي، كبرت لوحدي، وكنت كويس من غيرك!"

هناء (بصوت ينكسر):
"يمكن عشان كده لازم تسامح. مش عشاني، عشان تخلص من اللي شايله في قلبك. أنا هعيش وأموت بالذنب ده، بس إنت لسه عندك فرصة تعيش حياتك من غير الكره ده."

زين ينظر إليها بغضب وحيرة. تملأه الكلمات لكنه لا يستطيع التفوه بها. يستدير بحدة ليغادر الغرفة.

هناء (بصوت مرتجف):
"زين... لو مش عشان تسامحني، خليها عشان أبوك. هو ما كانش هيبقى مبسوط يشوفنا كده."

زين يتوقف للحظة، يأخذ نفسًا عميقًا، لكنه لا يلتفت. يخرج من الغرفة دون أن يقول كلمة، تاركًا هناء تبكي بصمت
***********************

في صباح اليوم التالي، غرفة سيليا ولمار في الفيلا.
أشعة الشمس الدافئة تتسلل من بين ستائر الغرفة. لمار مستلقية على السرير بجانب سيليا، وعلامات التعب ما زالت ظاهرة على ملامحها فهي لم تنم طوال الليل ، فجأة، يُفتح الباب برفق، ويدخل زياد ومازن يتبعهم لينا التي تحبو بخطى صغيرة.

زياد (يهمس لمازن):
"مازن، مين البنت اللي نايمة جنب ماما؟"

مازن (يبتسم):
"يمكن تكون صاحبتها!"

يتقدم زياد بحذر نحو السرير، ينظر إلى لمار بفضول. لينا تصدر أصواتًا طفولية وتقترب لتحاول لمس شعر لمار.

زياد (بصوت عالٍ):
"هيه! إنتي مين؟"

لمار تستيقظ ببطء، تفتح عينيها لتجد ثلاثة وجوه صغيرة تنظر إليها. تبتسم رغم شعورها بالإرهاق.

لمار (بنعومة):
"أنا... اسمي لمار. إنتوا مين بقى؟"

زياد (بفخر):
"أنا زياد، وأنا الكبير. وده مازن، وهو شقي شوية. ولينا الصغيرة، بتحب تلعب كتير."

لينا تمد يدها لتلمس يد لمار، وتضحك.

لمار (تضحك بلطف):
"يا جمالها! إنتوا عيلة لطيفة قوي."

مازن (يتسلق السرير بحماس):
"تعالي نلعب معانا، إنتي بتحبي تلعبي إيه؟"

لمار (تجلس على السرير):
"أنا بحب ألعب مع العصافير والبالونات. بتحبوا تلعبوا كده؟"

زياد (بذكاء):
"في الجنينة عندنا عصافير كتير. تيجي نشوفهم؟"

مازن (يصيح):
"يلا!"

سيليا تستيقظ على أصوات ضحكاتهم، تفتح عينيها وترى لمار محاطة بأطفالها، والضحكة لا تفارق وجوههم.

سيليا (تبتسم):
"صباح الخير، شايفين صحيتوا لمار قبلي!"

لمار (تلتفت لسيليا):
"أطفالك دول... أحلى حاجة شفتها في حياتي."

لينا تتسلق حضن لمار وتحتضنها.

زياد (بحماس):
"ماما،  طنط لمار هتيجي تلعب معانا في الجنينة!"

سيليا (تضحك):
"خدوا بالكم منها بقى. خليها ترتاح شوية الأول."

يضحك الأطفال ويأخذون لمار من يدها بلطف، يقودونها نحو الباب بينما سيليا تراقب المشهد بابتسامة مليئة بالحب والاطمئنان
*******************
بعد فترة قصيرة في غرفة الطعام في الفيلا، الجميع يجلس حول طاولة الإفطار الفخمة.
فؤاد يجلس في رأس الطاولة، وبجانبه نجلاء. الأولاد جميعًا يتوزعون على الجوانب، ولمار تجلس بجانب يوسف وهي خجولة للغاية، رأسها منخفض وعيناها تتجنبان الجميع. سيليا تراقب لمار بصمت، تتذكر ماضيها حين كانت في عمرها.

نجلاء (بلطف وابتسامة):
"يا حبيبتي، متخافيش. إحنا كلنا عيلة واحدة دلوقتي. قوليلي يا لمار، إنتي عندك كام سنة؟"

لمار ترفع رأسها قليلاً، تنظر بخجل شديد ثم تجيب بصوت منخفض:
لمار:
"أنا... أنا عندي 16 سنة."

الجميع ينظرون إليها بدهشة. سيليا تحدق فيها، وكأنها ترى انعكاسًا لذاتها قبل سنوات. يغمض عينيها للحظة لتسترجع الذكريات المؤلمة.

ريان (متعجب):
"16 سنة بس؟ يوسف، إنت كنت بتفكر في إيه لما اتجوزتها؟"

يوسف (بحزم):
"كنت بفكر أنقذها، زي ما أي حد في مكاني كان لازم يعمل. لمار محتاجة أمان وحماية."

نجلاء (بلطف وهي تمسك يد لمار):
"يا حبيبتي، إحنا هنا كلنا معاكي. دي عيلتك الجديدة، ومافيش حد هيضايقك تاني."

لمار (بدموع في عينيها):
"شكراً... شكراً قوي. أنا مكنتش أعرف إن في ناس طيبين زيكم."

سيليا تأخذ نفسًا عميقًا، ثم تنظر لنجلاء وتتحدث بصوت هادئ:
سيليا:
"عارفة يا ماما، لمار كانت في نفس سني لما حصل اللي حصل معايا. لما شكيتوا فيا... بس أنا سامحتكم عشانكم أهلي. ولمار دلوقتي محتاجة نفس الدعم اللي أنا كنت محتاجاه زمان."

نجلاء تنظر لسيليا بحزن وحب، تمسك يدها ويد لمار معًا.
نجلاء:
"سيليا، إحنا عمرنا ما هننسى غلطتنا معاكي. وعلشان كده، لمار مش هتحس بالوحدة أبدًا. إحنا كلنا هنا ليها."

أحمد يتنحنح ليخفف التوتر ويغير الموضوع، بينما الأطفال زياد ومازن يبدؤون بإطلاق ضحكات بريئة، مما يخفف الجو.

أحمد (ممازحًا):
"طيب يلا نرجع للفطار بقى قبل ما الأطفال يخلصوا كل الأكل!"

الجميع يضحك، ولمار تبتسم بخجل لأول مرة، وتشعر بشيء من الأمان بين هذه العائلة الجديدة و كأنها تعرفهم منذ زمن 
********************
في بيت  عائلة لمار، غرفة المعيشة الكبيرة، الجو مشحون بالتوتر. عماد يجلس في زاوية الغرفة، وهو ينظر بجدية إلى حكمت وخالد. خالد واقف بالقرب من النافذة ينظر إلى الخارج بقلق، بينما حكمت تجلس على الأريكة، وعيناها مليئتان بالقلق.

عماد (بغضب):
"أخيرًا تخلصنا منها. كانت العبء الأكبر علينا. مش فاهم ليه ضيعنا وقتنا في تربيتها."

خالد يلتفت إلى والده، وتظهر على وجهه علامات توتر.

خالد (بحذر):
"أنا عارف إنكم تعبتم معاه، لكن كان ممكن نتعامل مع الموضوع بطريقة أفضل. ممكن يكون فيه حل تاني."

عماد (بغضب شديد):
"لا! الحل الوحيد هو إننا نخلص منها. هي مش بنتنا ولا لها مكان هنا. ودي نقدر نقول على الأقل إننا عملنا الصح."

حكمت، التي كانت صامتة طوال الوقت، تنظر إلى الأرض وتهمس بصوت منخفض.

حكمت (بندم):
"مش عارفة إذا كان ده الصح... كانت بريئة، ومفيش ذنب عليها."

عماد (بقسوة):
"أنتِ لسه مش فاهمة؟ هي مش بنتنا! كانت هدمت كل حاجة. يعني لو الناس اكتشفوا الحقيقة، ده كان ممكن يدمرنا كلنا."

خالد (بصوت عالٍ):
"وماذا عن الحقيقة؟ إيه اللي ممكن يحصل لو عرفوا؟"

عماد ينهض من مكانه فجأة، ويتقدم نحو خالد.

عماد (بغضب):
"الحقيقة؟ الحقيقة إننا لازم نعيش مع ما فعلناه. لو عرفوا الحقيقة، خلاص كانت كل حياتنا هتنهار. لازم نبعدها عننا قبل ما يعرفوا."

حكمت (بدموع في عينيها):
"لكنها كانت زي ابنتنا... قلبنا بيقصر علينا، مش قادرين نشوفها بتتعذب كده."

خالد يحاول التخفيف عن والدته، لكنه يشعر بحيرة داخلية.

خالد (بتردد):
"أعتقد في حاجة غلط، بس... مش قادر أواجه الواقع ده. مش قادر أصدق إننا وصلنا للمرحلة دي."

عماد (بصوت حازم):
"خلاص، ما فيش حاجة نقدر نعملها دلوقتي. خلينا نخلص من الماضي ونكمل حياتنا بعيد عن المشاكل دي."

يبتعد خالد عنهم، مشاعر الحيرة والانقسام تملأ قلبه.

خالد (مهمسًا لنفسه):
"لكن إزاي هنقدر نعيش من غير ما ندفع الثمن؟"

 •تابع الفصل التالي "رواية قيود العشق (2)" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent