Ads by Google X

رواية قيود العشق (2) الفصل الثاني والثلاثون 32 - بقلم سيليا البحيري

الصفحة الرئيسية

 رواية قيود العشق (2) الفصل الثاني والثلاثون 32 - بقلم سيليا البحيري 

قيود_العشق2 
فصل 32
في غرفة المعيشة في فيلا فؤاد البحيري ، رائد يحدق في لمار بعينين مليئتين بالدهشة والذهول، بينما لمار ترتجف قليلاً في مكانها وتنظر إليه بخوف. يوسف يقف بجوار رائد مستغرباً من تصرفاته.

يوسف (بقلق):
"رائد، إيه اللي بتقوله؟ مريم ماتت في حادث من سنين. إيه اللي خلاك تقول إنها دي؟"

رائد (يتجاهل سؤال يوسف، يقترب بخطوات متوترة نحو لمار):
"إنتِ... إنتِ اسمك إيه؟ قوليلي، إنتِ اسمك إيه؟"

لمار (بصوت خافت ومرتعش):
"لمار... اسمي لمار."

رائد (يضع يده على رأسه، يحاول استيعاب الأمر):
"مش ممكن... نفس الملامح... نفس النظرة... حتى الصوت! إنتِ... إنتِ أختي، مريم. أنا متأكد!"

يوسف (يمسك بذراع رائد ليوقفه):
"رائد، اهدى! لمار مش أختك. دي مراتي! إيه اللي بيخليك تقول إنها مريم؟"

رائد (ينظر إلى يوسف بلهفة):
"يوسف، اسمعني! مريم كانت شبهها بالظبط... أنا وأمي عشنا كل السنين دي فاكرين إنها ماتت في الحادث، بس... ممكن تكون نجت، وحد خدها... لازم نفهم الحقيقة!"

لمار (تنظر إلى يوسف بخوف، تمسك بذراعه):
"يوسف، أنا خايفة... هو بيقول إيه؟ أنا معرفش حاجة عن اللي بيحكيه..."

يوسف (يحاول تهدئة لمار):
"متخافيش، يا لمار. مفيش حاجة هتحصل. رائد، أنت أكيد مضغوط وبتتهيألك حاجات. لمار مش ممكن تكون مريم."

رائد (بعينين دامعتين، ينظر إلى لمار):
"أنتِ لازم تكوني هي. أنتِ كنتِ عندك كام سنة وقت ما الحادث حصل؟ عندك أي ذكريات؟ أي حاجة؟"

لمار (تبكي بخوف):
"أنا معرفش أي حاجة عن ... كنت عايشة معا عيلتي ، معرفش حاجة أكتر من كده."

رائد (يتراجع خطوة، يضع يده على فمه، ويحاول تمالك نفسه):
"معقول؟ لو كانت هي فعلاً... مريم اختي الصغيرة، اللي ضاعت مني ومن أمي..."

يوسف (يضع يده على كتف رائد بحزم):
"رائد، اسمعني. أنا مش هسمحلك تخوفها بالطريقة دي. لو في حاجة لازم نتأكد منها، هنتأكد بهدوء. إنما دلوقتي، دي مراتي، ودي حياتها الجديدة."

رائد (يتنهد بعمق، لكنه ما زال متعلّقاً بنظراته نحو لمار):
"أنا آسف، لمار... بس أنا مش هرتاح إلا لما أتأكد. يوسف، أنت عارف إنك لازم تساعدني في ده."

يوسف (بتردد):
"هنشوف. بس خلينا نفكر بهدوء. لمار تعبانة، ولازم ترتاح. أي كلام أكتر عن الموضوع ده يبقى بعدين."

المشهد ينتهي على وجه رائد المليء بالدموع، بينما لمار تختبئ خلف يوسف بخوف، ويوسف يحاول تهدئة الجميع
************************
داخل الفيلا، لمار تقف في حالة صدمة وعينها تتحرك بين يوسف ورائد و جلست تتذكر معاملة اهلها لها و حياتها معهم ، و كانت تتذكر بعض الذكريات منذ زمن قديم ، فجأة، يتغير وجهها ويعلوه الغضب المكبوت. الجميع يلاحظ تحولها المفاجئ.

لمار (بصوت مرتعش لكنه مليء بالغضب):
"كفاية! كفاية بقى! أنا تعبت من كل ده... من الكذب، من الظلم، من الإهانات... أنا مش عايزة أعيش اللحظة دي تاني! أنتم عارفين إيه؟ أنا لازم أواجههم... لازم أواجه العيلة اللي سرقتني ودمرت حياتي!"

يوسف (بقلق، يحاول الاقتراب منها):
"لمار، اهدي... عن أي مواجهة بتتكلمي؟ مش وقته دلوقتي."

لمار (تصيح وهي تتراجع نحو الباب):
"لا يا يوسف، الوقت جه من زمان! أنا مش ههرب أكتر من كده. هم السبب في كل حاجة حصلت... والوقت جه علشان يعرفوا الحقيقة."

رائد (يحاول منعها):
"لمار، استني! إنتِ مش لوحدك. لو الكلام ده صح، إحنا نواجههم مع بعض."

لمار (بحزم وهي تفتح الباب):
"دي معركتي أنا، رائد! ماحدش هيقدر يحس بالنار اللي جوايا غيري."

تغادر لمار الفيلا بسرعة قبل أن يتمكن أي أحد من إيقافها، ويوسف ينظر برعب وقلق.

يوسف (بغضب):
"رائد، شفت اللي عملته؟! هي كانت على وشك إنها تهدأ، بس كلامك خلاها تنهار!"

رائد (مدافعاً):
"ما كنتش أقصد أضايقها... كنت بس عايز أوصل للحقيقة!"

يوسف (بحزم):
"دلوقتي لازم نلحقها قبل ما تعمل حاجة تندم عليها!"

أمام منزل عائلة عماد.
لمار تصل مسرعة، وجهها مليء بالغضب والقهر. تدخل المنزل دون استئذان، فتجد عماد، حكمت، وخالد يجلسون في غرفة المعيشة.

عماد (ينظر إليها بغضب):
"إيه اللي جابك هنا؟ مش كفاية اللي عملتيه قبل ما تمشي؟!"

حكمت (باحتقار):
"رجعتي علشان تفضحينا أكتر؟!"

خالد (بتهكم):
"ولا يمكن جوزك رماكي ورجعك؟"

لمار (تصرخ، تقاطعهم):
"اسكتوا! كفاية كذب! كفاية ظلم! أنا مش بنتكم! أنتوا سرقتوني... سرقتوني من أهلي الحقيقيين!"

عماد (يقف بغضب):
"إيه الهبل ده؟ مين قالك الكلام ده؟"

لمار (بعيون تملؤها الدموع والغضب):
"عارفة كل حاجة! عارفة إنكم لقيتوني بعد الحادث وخدتوني معاكم... ربوني على إني بنتكم، بس عمركم ما حسستوني بده. كنتوا دايماً بتعاملوني كأني عار عليكم! ليه؟ ليه سرقتوني؟!"

خالد (بتهكم):
"إنتِ تتكلمي عن سرقة؟! هو احنا اللي وقفنا مع ولد غريب يشرحلك قدام الناس؟ أو احنا اللي خليناك تعيشي مع راجل غريب؟"

لمار (تندفع نحوه، تصرخ):
"انت السبب! انت اللي ضربتني واتهمتني بأبشع الحاجات! أنت السبب في كل حاجة! حتى يوسف... يوسف اتجوزني علشان يحمني من ظلمك!"

عماد (بتوتر):
"كفاية! سكتي! مفيش حد هيسمع كلامك! انتي لا بنتنا ولا ليكي مكان هنا. ولو عندك دليل على كلامك، هاتي ورينا!"

لمار تتراجع، تدرك أنهم لن يعترفوا بسهولة. في هذه اللحظة، يدخل يوسف ورائد إلى المنزل بسرعة.

يوسف (بغضب):
"لمار! مالك داخلة هنا لوحدك؟ إحنا مع بعض في كل حاجة!"

رائد (ينظر إلى عماد بغضب):
"أنتو... أنت ومراتك سرقتوا بنتنا الصغيرة. إزاي قدرتوا تعيشوا السنين دي بالكذب ده؟"

عماد (يحاول السيطرة على الموقف):
"بنتك إيه؟ احنا اللي ربيناها وهي جزء من العيلة دي!"

لمار (تصيح):
"مش جزء من عيلتكم... عمري ما كنت!"

المشهد ينتهي على صدمة عماد وحكمت، بينما يوسف يحاول تهدئة لمار، ورائد يخطط لكشف الحقيقة
*******************
لمار تقف وسط الغرفة، أنفاسها متسارعة وعيناها مشتعلة بالغضب والقهر الجميع ينظر إليها، يحاولون الرد على حديثها، لكنها ترفع يدها فجأة لإسكاتهم. صوتها يرتفع بثبات وقوة لا عهد لهم بها.

لمار (بصوت حازم وعيون مليئة بالتحدي)

"كفاية كذب كفاية ظلم! أنا كنت طفلة لما أخدتوني من أهلي، سرقتوا حياتي، ومستقبلي، وحب أهلي الحقيقيين. وبدل ما تعوضوني... بدل ما تحسسوني إني جزء منكم كنتوا بتكسروني كل يوم بكلامكم بنظراتكم وبضربكم. كنتوا دائماً تقولوا إني عار عليكم... بس الحقيقة؟ العار هو أنتوا!"

حكمت (تحاول التحدث بارتباك)
لمار... انتي بتبالغي. إحنا..."

لمار (تقاطعها بحدة)

"إنتي تسكتي أنتِ بالذات اللي كنت سبب في كل دمعة نزلت مني فاكرة لما كنت تضربيني على أي حاجة صغيرة؟ فاكرة لما كنت تخليني انام من غير اكل لاني ما غسلتش الصحون بالطريقة اللي تعجبك؟ فاكرة لما كنت تشوهي اسمي قدام الناس عشان أبدو كأني أقل منكم ؟!"

خالد( يحاول السيطرة على الموقف)

"اهدي لمار، انتي كنتي عايشة معانا ومش ناقصك حاجة..."

لمار( تصرخ تقاطعه)

"مش ناقصني حاجة ؟ ناقصني أهلي ناقصني أمي وأنا مش في حضنها ناقصني طفولة ما عشتهاش لأنك كنت كل يوم تتهمني وتضربني على حاجات ما عملتهاش ناقصني كرامة دمرتوها قدام الناس إنت كنت السبب في إني ما أصدقش إني أستحق حب أو احترام من أي حد!"

عماد يتقدم بخطوات ثابتة، يحاول فرض هيبته

"انتي فاكرة إنك لما تصرخي هنخاف منك؟ إحنا اللي ربيناك، وإحنا اللي..."

لمار (تقاطعه بقوة، تتقدم نحوه دون خوف): 

"إنتو ما ربيتونيش إنتو سجنتوني كنتوا بتعاملوني زي الأسيرة، تضربوني لما أتنفس، وتلوموني على كل حاجة، حتى اللي ما ليش دخل فيها. بس عارفين؟ أنا مش الطفلة اللي كنتوا بتكسروها زمان.... أنا كبرت وكبرت معايا قوتي. لو فكرتوا حتى لحظة إنكم هتهربوا من اللي عملتوه... تبقوا بتحلموا."

رائد (ينظر إلى عماد ببرود، يتحدث بثقة): لمار مش لوحدها، وأنا مش هسيب حقي ولا حقها يضيع الحقيقة هتطلع، سواء رضيتوا أو لأ. وبعدين هنشوف مين اللي هيهرب.

لمار (تنظر إليهم بابتسامة مليئة بالمرارة)

"عارفين؟ العدالة اللي كنتوا خايفين منها طول السنين دي... جت. وأنا هتأكد إنها تاخد حقها. استعدوا، لأن النهاية قربت."

عماد وحكمت وخالد ينظرون إلى لمار بوجوه شاحبة وعيون مليئة بالارتباك والخوف صمت قاتل يخيم على الغرفة، وملامح الذعر تكسوهم بينما لمار ورائد يغادران المنزل بثقة.

يوسف (بنبرة صارمة أثناء خروجه):

"حياتها معاكم انتهت... واللي جاية هتكون الحقيقة سواء عجبتكم أو لا."

المشهد ينتهي بخروج لمار ويوسف ورائد تارکین خلفهم عائلة عماد في حالة ذعر ورعب من ما سيحدث بعد ذلك
********************

في منزل متواضع، جدرانه القديمة تشهد على قسوة الحياة. جالا تدخل حاملة كيسًا صغيرًا من البقالة، يبدو عليها التعب ولكن في عينيها إصرار قوي. والدها، رجل مسن ضعيف، يجلس على كرسي خشبي مهترئ، يسعل بين الحين والآخر. جالا تقترب منه بابتسامة دافئة تخفي قلقها

جالا (بحنان وهي تضع يدها على كتفه):
"بابا، جبتلك الدوا اللي قال عليه الدكتور. إن شاء الله هتحس بتحسن قريب."

الأب (بصوت ضعيف ولكنه ممتن):
"يا بنتي، ما كانش لازم تتعبي نفسك. أنا خلاص... الأيام معدودة."

جالا (تقاطعه بحزم):
"ما تقولش كده يا بابا. إنت أقوى من كده بكتير. وأنا هنا عشانك، وهفضل أعمل المستحيل عشان أشوفك بخير."

الأب (يبتسم بحزن):
"إنتِ عمري كله يا جالا. بس إنتِ كمان لازم تفكري في مستقبلك. ما ينفعش تضيعي حياتك عليا."

جالا (بحزم وهي تجلس على الأرض أمامه وتمسك بيده):
"مستقبلي هو إني أشوفك بخير يا بابا. وأنا الحمد لله لقيت شغل النهارده في شركة محترمة. مديري الجديد راجل محترم وشغلي هناك هيكون فرصة كبيرة لينا."

الأب (بدهشة):
"بجد؟ ربنا يكرمك يا بنتي. بس أوعي تتعبي نفسك أكتر من اللازم."

جالا (تبتسم مطمئنة):
"ما تقلقش، يا بابا. أنا كويسة. المهم دلوقتي إنت ترتاح وتاخد أدويتك في مواعيدها. خليني أجهزلك حاجة تاكلها."

الأب (بابتسامة دافئة):
"ربنا يخليكي ليا يا جالا. إنتِ نعمة من ربنا."

جالا (وهي تنهض متوجهة للمطبخ):
"وأنت كمان يا بابا. المهم دلوقتي تهتم بنفسك عشان أفضل أشوفك بخير."

جالا تدخل المطبخ وتحضر طعامًا بسيطًا، وعيناها تتأملان المنزل المتواضع بحب وحنين، ولكن بداخلها رغبة قوية لتغيير واقعها وإعالة والدها المريض. المشهد ينتهي بابتسامة صغيرة ترتسم على وجهها وهي تحضر الطعام، تظهر الأمل الذي تحمله في قلبها
*******************في فيلا العائلة، صالة المعيشة الواسعة كانت هادية بشكل غريب. نجلاء وفؤاد دخلوا من الباب الرئيسي وهم بيضحكوا وبيتكلموا عن ليلة احتفالهم بذكرى زواجهم. فجأة، وقفوا عن الكلام لما لاحظوا إن البيت ساكت.

فؤاد (بدهشة):
"فين الكل؟! ليه البيت فاضي كده؟"

نجلاء (بقلق):
"ده غريب قوي. مفيش صوت ولا حركة. يمكن يكونوا في المطبخ أو الحديقة."

هم بيقربوا من المربية اللي شايلة لينا في إيدها، ولينا كانت بتلعب بلعبة صغيرة في إيدها.

نجلاء (بلطف):
"مساء الخير، حبيبتي. فين الكل؟ ليه البيت هادي كده؟"

المربية (بابتسامة هادئة):
"مساء النور، مدام نجلاء. الكل طلع مشاوير مختلفة، وأنا هنا علشان أعتني بلينا."

فجأة، لينا التفتت على الصوت وفضلت تبص في وش جدتها وجديها. عينيها الصغيرين اتسعوا من الفرح، ورفعت إيديها الصغيرين ناحيتهم وهي بتضحك ببراءة.

فؤاد (بابتسامة واسعة وهو بيقرب من لينا):
"أوووه، إيه الضحكة الحلوة دي؟ تعالي لجدو يا أحلى حفيدة."

أخذ فؤاد لينا من المربية، ولينا كانت عمالة تحتضنه بإيديها الصغيرة وتحط راسها على كتفه. المشهد كان مليان دفء ومحبة.

نجلاء (بتبتسم وهي بتبص على لينا):
"يا روحي، فرحت ازاي لما شافتنا! شكلها وحشتها ضحكاتنا."

فؤاد (بيمرر إيده على شعر لينا):
"أكيد وحشتنا إحنا كمان. إيه رأيكِ يا نجلاء؟ شكلها بقت زي سيليا لما كانت صغيرة."

نجلاء (بحنان):
"صح، نفس العيون ونفس الضحكة. سبحان الله، الزمن دايمًا بيرجع."

لينا بتصدر أصوات طفولية بينما هي بتلوح بلعبتها وبتشد على إيد جدتها برقة.

نجلاء (بتقرب منها وبتبوسها على خدها):
"يا الله، بحبك أوي يا أميرة البيت. فين راحوا وسبونا لحالنا؟ وحشتنا من غيرهم."

المربية (بإحسان):
"هم قالوا هيرجعوا قريب، مدام. بس شكلها لينا كانت مستنياكم بقلق."

فؤاد (وهو بيرقص لينا شوية عشان تضحك):
"أحلى انتظار من أحلى حفيدة. الملاك الصغيرة دي عارفة تسرق القلب."

المشهد بيخلص على صوت ضحكة لينا البريئة وهي بتلعب مع جديها، والجو مليان بالحب والدفء
********************
في كافيه ، المكان يشع بالهدوء، والطاولات قليلة ومبعثرة. سيليا جالسة على طاولة في الزاوية، تراقب الساعة، عيناها تبدوان متعبتين بعض الشيء. فجأة، يدخل جاد إلى المقهى، يبدو عليه التعب والقلق، يقترب منها بحذر ويجلس على الطاولة المقابلة لها.

جاد (بصوت منخفض وهو ينظر إليها بتردد):
"سيليا... ممكن نتكلم شوية؟"

سيليا (بهدوء، عيونها مليئة بالشك):
"إزايك جاد؟ بعد كل ده، ليه لسه عايز تتكلم معايا؟"

جاد (يبدو عليه الندم الشديد، يتنهد ثم يرفع عينيه إليها):
"أنا عارف إنك مش هتسامحيني، بس... أنا تعبت من الكذب والغش، وعشت في قسوة بسببي. كنت شايفك زي ما تكوني مجرد جزء من حياتي، مش شايفك كشخص مهم. كنت متأكد إنك هتكوني هناك مهما حصل، ونسيت إنك إنسانة بتستحق الحب والتقدير."

سيليا (بتنهدة، تشيح بوجهها بعيدًا قليلاً عن جاد، لكنها لا تستطيع إنكار الحزن الذي يرافقها):
"كل حاجة كانت واضحة قدامي. أنت كنت دايمًا مهمل، مش بس معايا، كمان مع أولادنا. ماكنتش شايف غير نفسك، وكل ده أثر فينا. كنت بتخونني في كل لحظة، بتخون عائلتنا، وأنا كنت لازم أكون أقوى."

جاد (ينظر إليها بصدق، وقد بدأت معالم الندم تظهر أكثر على وجهه):
"أنا عارف... وأنا غلطت. جيسي، أختي... اللي حصل معاها خلاني أتوقف وأفكر في كل حاجة عملتها. شفت إزاي أنا سبتك لوحدك، وأنا ما استاهلتش إنك تبقي معايا. أنا خسرتك، خسرت عائلتي، وأنتي كنتي دايمًا أقوى من أي وقت مضى."

سيليا (بتنهدة عميقة، تعقد يديها على الطاولة بهدوء):
"الندم لوحده مش كفاية، جاد. الحياة ما بتوقفش عند حد، ودي فرصة لينا نعيش بشكل أفضل. أولادي أولًا. بالنسبة لي، خلاص، الموضوع انتهى."

جاد (بعينين محمومتين، يمد يده للأمام، وكأن يحاول التمسك بأي فرصة):
"أنا آسف من كل قلبي. لو كان عندي فرصة تانية، كنت هكون الشخص اللي كنت محتاجاه... لو كنت فكرت قبل كده، ماكنتش وصلت للحظة دي."

سيليا (بنظرة قاسية، لكن عيونها تعكس مشاعر مختلطة من الألم والحزن):
"الجميع في حياتي بيحبني ويهتم بيا، وأنا دلوقتي عندي أولوياتي. أولادي هما العالم اللي عايشة فيه. إحنا خلاص في طريق منفصل."

جاد (مغلقًا عينيه، كأنه يعترف بخسارته):
"أنا فاهم... بس لو في يوم من الأيام قدرت تسامحيني، كنت أتمنى أكون جزء من حياتكم من تاني."

سيليا (بنظرة حزينة، لكن ثابتة في قرارها):
"الوقت لوحده هيقول إذا كنت هتسامح أو لأ. دلوقتي، كل اللي يهمني هو أولادي."

المشهد ينتهي بنظرة سيليا الحازمة وهي تنظر بعيدًا عن جاد، الذي ينزل رأسه في صمت، وتستمر الحياة في مسارها الجديد.

 •تابع الفصل التالي "رواية قيود العشق (2)" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent