Ads by Google X

رواية قيود العشق (2) الفصل الثالث والثلاثون 33 - بقلم سيليا البحيري

الصفحة الرئيسية

 رواية قيود العشق (2) الفصل الثالث والثلاثون 33 - بقلم سيليا البحيري 

قيود_العشق2 
فصل 33
بعد عدة أيام ، أمام الحضانة، الجو مشمس وهادئ. سيليا وجاد يقفان بالقرب من بوابة الحضانة، ينتظران خروج زياد ومازن. جاد يبدو متوترًا ومتحمسًا في نفس الوقت، بينما سيليا تراقبه بنظرات حذرة مليئة بالتساؤل.

جاد (يحاول فتح حديث):
"أنا متحمس أشوف زياد ومازن. وحشتني ضحكتهم، وسماعهم بينادوني بابا."

سيليا (بهدوء وحذر):
"هم كمان وحشوك؟ بس يا جاد، الأولاد حساسون جدًا. مش هيكون سهل عليهم يتقبلوك فجأة بعد كل اللي حصل."

جاد (بألم):
"عارف يا سيليا، وعشان كده أنا مستعد أعمل أي حاجة علشان أصلح اللي كسرته. نفسي أشوفهم مبسوطين معايا زي زمان."

تفتح بوابة الحضانة، ويخرج زياد ومازن، كل منهما يحمل حقيبته الصغيرة. عيونهما تبحث عن والدتهما، وعندما يريان سيليا، يركضان نحوها بحماس.

زياد (بحماس وهو يحتضن سيليا):
"ماما! اشتقتلك قوي!"

مازن (يمسك يد سيليا وهو يبتسم):
"ماما، جيتي تاخدينا النهارده؟"

سيليا (تنحني لتعانقهما):
"طبعًا يا حبايبي، جيت ومعايا مفاجأة كمان. بصوا مين هنا."

يلتفت زياد ومازن نحو جاد، لكن ملامحهما تتغير فجأة. زياد يمسك يد سيليا بقوة، بينما مازن يختبئ خلف ساقها.

جاد (ينحني لمستواهما ويحاول الابتسام):
"زياد... مازن... إزيكم يا أبطال؟"

زياد (بصوت منخفض وهو ينظر للأرض):
"إحنا مش عايزينك."

مازن (يمسك بساق سيليا بخوف):
"بابا كان دايمًا بعيد... مش عايزينه."

جاد (يشعر بالصدمة، يحاول الاقتراب):
"يا حبايبي، أنا آسف على كل حاجة. وحشتوني، ومش هسيبكم تاني. أنا عايز أكون معاكم دايمًا."

زياد (بصوت مرتعش لكنه مليء بالغضب الطفولي):
"ليه ما كنتش معانا قبل كده؟ ماما كانت لوحدها... وإحنا كنا بنبكي."

سيليا (بتنهد وهي تنظر لجاد):
"زي ما قلتلك، جاد، الأولاد حساسون جدًا. ماينفعش تتوقع منهم ينسوا اللي حصل بسهولة. أنت محتاج تثبت لهم حبك بمرور الوقت، مش بالكلام."

جاد (بصوت مكسور):
"أنا عارف... بس مشهدهم كده يكسر قلبي. أنا السبب في كل ده."

سيليا (بهدوء، وهي تمسك بيد زياد ومازن):
"عشان كده لازم تبدأ من هنا، مش بكلام كبير، لكن بخطوات صغيرة. خليك قريب منهم، بصبر وحب. وافتكر دايمًا إن ده مش عشان تثبت لي حاجة، لكن عشانهم هما."

جاد (يمسح دمعة تسقط من عينه وهو ينظر إلى زياد ومازن):
"أنا مش هستسلم، مهما كلفني الأمر. أنا هفضل أحاول."

سيليا (تبتسم بهدوء):
"ده قرارك. بس خلي بالك، ده طريق طويل، ومش هتلاقي النتيجة النهارده ولا بكرة."

ينتهي المشهد بينما يمسك جاد بيد زياد محاولًا التودد إليه ، الذي ينظر له بحذر، ومازن لا يزال ممسكًا بيد سيليا، بينما يمشون باتجاه السيارة بصمت مشوب بالتوتر والأمل
*********************

في مكتب ، كبير في الشركة العائلية، أحمد يجلس خلف مكتبه منشغلاً ببعض الملفات، بينما مراد يقف بجانب النافذة يتحدث على الهاتف. سامر يدخل المكتب بحماس واضح على وجهه، يحمل هاتفه بيده ويبدو متحمسًا لإخبارهم بشيء مهم.

سامر (بابتسامة ساخرة وهو يضع هاتفه على الطاولة):
"يا جماعة، عندي خبر هيعجبكم جدًا، خصوصًا أنت يا أحمد!"

أحمد (يرفع عينه عن الملفات ويبدو عليه الفضول):
"خير يا سامر؟ إيه اللي مخليك مبسوط كده؟"

مراد (يغلق الهاتف ويتوجه نحوهم):
"واضح إنك جايب مصيبة جديدة. إيه اللي حصل؟"

سامر (يجلس على طرف المكتب ويضع يده على صدره كأنه يمثل دراما):
"مش هتصدقوا... سمر،  يا أحمد، اتقبض عليها في قضية آداب! تميم  بنفسه اللي قبض عليها!"

أحمد (يرفع حاجبه بصدمة، ثم يضحك بسخرية):
"إيه؟! سمر؟ بجد؟ طيب، أخيرًا، ربنا جاب لها حقها. كنت عارف إنها هتقع في يوم من الأيام."

مراد (يضرب كفًا بكف ويهز رأسه):
"والله الدنيا صغيرة. كنت بقولك من زمان إنها طماعة وقلبها أسود. بص، شايفة نفسها فين دلوقتي؟ في السجن!"

سامر (يضحك):
"أيوة، وتميم بيقول إنها كانت متلبسة تمامًا، يعني مفيش مجال للهروب. تخيلوا، اللي كانت فاكرة نفسها ذكية أوي طلعت أغبى واحدة."

أحمد (بابتسامة مليئة بالشماتة):
"ربنا كبير، يا سامر. البني آدم اللي بيظلم وبيخون دايمًا بينتهي نهاية زي دي. أنا مش ندمان على حاجة غير إني كنت أصلاً مرتبط بيها."

مراد (ساخرًا):
"بس الحمد لله، خدت منها درس العمر. ولو إن الدرس كان غالي شوية، لما بعدت عننا سيليا لسنين."

سامر (بجدية خفيفة):
"دي كانت أكتر حاجة مستفزة. سمر دي استغلت كل فرصة علشان تفرقنا، بس الحمد لله، كل حاجة رجعت زي الأول."

أحمد (بتنهيدة عميقة):
"فعلاً، وبصراحة، اللي حصل مع سمر مش مهم دلوقتي. المهم إننا نركز على حياتنا ونبعد عن أي حد زيها."

مراد (مبتسمًا):
"وأنا أقول نبعت تميم وردة شكر. يعني، مش بس بيحمي القانون، ده كمان بيجيب لنا حقنا الشخصي!"

سامر (يضرب على كتف أحمد بخفة):
"المهم إنك تكون فعلاً قفلت الصفحة دي يا أحمد. خلاص، سمر انتهت، وإنت تستحق حد أحسن بكتير."

أحمد (بحزم):
"طبعًا قفلتها. سمر بالنسبة لي انتهت من زمان، والنهارده تأكدت إن الحياة بتدي لكل واحد حقه، عاجلًا أم آجلًا."

ينتهي المشهد بموجة من الضحك والارتياح بين الإخوة، مع شعور بالرضا أن من آذتهم في الماضي نالت جزاءها، وبتأكيد على أهمية التمسك بالعائلة والابتعاد عن العلاقات السامة.

*********************

الحديث مع أحمد وسامر لم يكد ينتهي، فجأة يرن هاتف مراد. يظهر على الشاشة اسم "جالا". يجيب مراد بسرعة، وعيناه تتحول من الفضول إلى القلق عندما يسمع صوتها.

مراد (بقلق):
"ألو، جالا؟ في إيه؟ مالك؟"

جالا (بصوت مكسور وبكاء مكتوم):
"أستاذ مراد... بابا... بابا فقد الوعي فجأة! مش عارفة أعمل إيه! ما لقيتش حد أكلمه غير حضرتك!"

مراد (ينهض فورًا من مقعده، ملامحه متجهمة):
"اهدي يا جالا، أنا جاي دلوقتي. قوليلي أنتم فين؟"

جالا (ببكاء):
"إحنا في البيت... في بيتنا، العنوان هو..."

مراد (يقاطعها بهدوء لكن بحزم):
"عارف العنوان. استني، متقلقيش، أنا جاي حالًا. خليكي جنب باباك لحد ما أوصل."

يغلق مراد الهاتف بسرعة، يلتفت إلى أحمد وسامر، وعيناه تعكسان جدية الموقف.

مراد (بحزم):
"أنا لازم أروح دلوقتي. جالا عندها مشكلة كبيرة، والدها مريض جدًا."

سامر (بتعجب):
"جالا؟ سكرتيرتك الجديدة؟ خير يا مراد، مالها؟"

مراد (وهو يرتدي جاكيت البدلة بسرعة):
"والدها فقد الوعي، وهي لوحدها. لازم أروح أساعدها."

أحمد (بابتسامة خفيفة):
"واضح إنك مهتم بيها أكتر من مجرد سكرتيرة يا مراد."

مراد (بغضب مكبوت):
"ده مش وقته يا أحمد. الموضوع جدي، ومالوش علاقة بأي حاجة غير إنها محتاجة مساعدة."

سامر (بهدوء):
"طيب، لو احتجت حاجة، كلمنا. خليك جنبها، إحنا هنغطي هنا."

مراد (بامتنان):
"شكرًا، سامر."

ينطلق مراد بسرعة خارج المكتب. في السيارة، عقله مشغول بجالا وصوتها الباكي يتردد في أذنيه. يشعر بشيء مختلف، إحساس لم يختبره منذ فترة طويلة، خليط من القلق والرغبة في حمايتها.

المشهد التالي: منزل جالا. مراد يصل ويدق الباب بعجلة. جالا تفتح له الباب، عيناها حمراوان من البكاء، ووجهها يعكس الاضطراب.

مراد (بصوت حنون لكنه جاد):
"جالا، إيه اللي حصل؟ باباكي فين؟"

جالا (تمسح دموعها):
"جواه... على الكنبة. لسه ما فاقش."

مراد (يدخل بسرعة):
"طيب، تعالي، هنروح بيه المستشفى حالًا. أنا هنا معاكي، متخافيش."

يتجه مراد إلى والد جالا، يطمئن على نبضه بسرعة، ثم يساعدها في حمله إلى السيارة. طوال الطريق إلى المستشفى، جالا تبكي بصمت، ومراد يحاول تهدئتها بكلماته اللطيفة:

مراد:
"أنا هنا، جالا. كل حاجة هتبقى كويسة. باباكي هيبقى بخير، أوعدك."

ينتهي المشهد بوصولهما إلى المستشفى، حيث يهرع الأطباء لاستقبال والد جالا، ومراد يبقى بجانبها ممسكًا بيدها، يمنحها القوة التي تحتاجها في هذه اللحظة الصعبة
*********************

في  المستشفى، غرفة الانتظار. مراد وجالا يجلسان بقلق على الكراسي، بينما جالا تمسك بيدها منديلاً وتمسح دموعها بصمت. فجأة، يخرج الطبيب من غرفة العمليات باتجاههما.

الطبيب (بصوت جاد):
"حضرتك قريبة المريض؟"

جالا (تقف بسرعة):
"أيوه، أنا بنته! بابا عامل إيه، يا دكتور؟"

الطبيب (بهدوء):
"الحالة حرجة جدًا، ولازم يتعمله عملية جراحية مستعجلة لإنقاذ حياته. العملية معقدة ومكلفة جدًا، ولازم نبدأ خلال ساعات."

جالا (بذهول وبكاء):
"عملية؟... مكلفة؟ بس أنا... أنا ما معاييش فلوس كفاية!"

ينهار صوتها وتجلس على الكرسي وهي تغطي وجهها بيديها. مراد يقف بجانبها، ينظر للطبيب بعينين حازمتين.

مراد (بحزم):
"طيب، العملية دي هتتكلف قد إيه؟"

الطبيب:
"في حدود مائة وخمسين ألف جنيه، شاملة كل المصاريف."

جالا (تصرخ وهي تنهض):
"مستحيل! أنا ما معاييش الرقم ده. بابا هيروح مني..."

مراد (يقاطعها بلطف):
"جالا، اهدي. باباكي مش هيجراله حاجة، أنا موجود."

يلتفت للطبيب بثقة:
"ابدأوا العملية فورًا، أنا هتكفل بكل التكاليف."

الطبيب (يتأكد):
"حضرتك متأكد؟ لازم ندفع المبلغ على الأقل جزئيًا قبل ما نبدأ."

مراد (بلا تردد):
"أنا متأكد. كل اللي يهمني إنك تنقذ المريض."

الطبيب (بابتسامة مطمئنة):
"تمام، هنبدأ على طول. شكراً على السرعة في القرار."

يعود الطبيب لغرفة العمليات. جالا، التي كانت تقف مذهولة، تلتفت إلى مراد، ودموعها لا تزال تسيل.

جالا (بصوت مختنق):
"مراد... إنت... ليه عملت كده؟ ده مبلغ كبير جدًا!"

مراد (يضع يديه على كتفيها):
"لأنك مش لوحدك، جالا. وأنا ما أقدرش أشوفك كده وأقف أتفرج. باباكي هيقوم بالسلامة، وأنا هفضل معاكي لحد ما يخرج من هنا."

جالا (تبكي وهي تنظر إليه):
"أنا مش عارفة أشكرك إزاي... أنا عمري ما هنسى اللي عملته ده طول حياتي."

مراد (بلطف):
"مش محتاج شكر، جالا. أهم حاجة إنك تهدي وتثقي إن كل حاجة هتبقى كويسة. إحنا مع بعض."

تجلس جالا بجانب مراد، وهو يمسك بيدها ليهدئها، بينما تظل عيناها متعلقتين بباب غرفة العمليات، تحمل الأمل والخوف معًا
********************
بعد عدة ساعات ، جالا جالسة على الكرسي بجانب مراد، تبدو منهكة من القلق والبكاء. مراد يراقبها بصمت، ويداه متشابكتان أمامه بقلق واضح. فجأة، يفتح الطبيب باب غرفة العمليات ويتجه نحوهما بابتسامة خفيفة.

الطبيب (بصوت هادئ ومطمئن):
"الحمد لله، العملية نجحت. والدك بخير وخرج من مرحلة الخطر."

جالا (تقف بسرعة وهي تصرخ بفرحة):
"بجد يا دكتور؟ بابا بخير؟!"

الطبيب (يبتسم):
"أيوه، الحمد لله. حاليًا هيكون تحت الملاحظة في العناية المركزة لمدة 24 ساعة، وبعدها هنقرر الخطوة التالية. لكن الوضع مطمئن."

جالا (تبكي من شدة الفرح وهي تضع يديها على وجهها):
"الحمد لله... الحمد لله."

مراد (يبتسم بخفة ويقف بجانبها):
"شوفتِ؟ قلتلك إن كل حاجة هتبقى كويسة."

جالا (تلتفت إليه والدموع تملأ عينيها):
"مراد، أنا مش عارفة أقولك إيه... أنت السبب إن بابا لسه عايش. أنا مدينة ليك بحياتي."

مراد (بلطف وهو يضع يده على كتفها):
"جالا، مفيش داعي للشكر. المهم دلوقتي إنك تهتمي بنفسك وبوالدك. هو محتاجك تكوني قوية."

جالا (بحماسة وامتنان):
"بس أنا عمري ما هنسى اللي عملته. أنت... أنت ملاك بالنسبة لينا."

الطبيب (يتدخل بابتسامة):
"ممكن تشوفيه من بعيد، لكنه هيكون نايم ومحتاج راحة تامة. الأفضل إنكم تريحوا كمان، كان يوم طويل."

جالا (بامتنان):
"شكرًا يا دكتور. شكرًا على كل حاجة."

الطبيب (يومئ برأسه):
"ده واجبي."

جالا تلتفت لمراد بعد أن يغادر الطبيب.

جالا (بنبرة ممتنة):
"مراد، لو ما كنتش جنبي النهارده، ما كنتش عارفة أعمل إيه. شكراً ليك من قلبي."

مراد (يبتسم):
"مش مهم الشكر، المهم إنك تطمني. دلوقتي تعالي نروح نجيب حاجة خفيفة تاكليها، لأنك محتاجة طاقة عشان تكوني جاهزة لما يصحى والدك."

جالا (تهز رأسها موافقة وهي تمسح دموعها):
"تمام. بس لو سمحت، أوعدني إني أقدر أردلك الجميل ده يومًا ما."

مراد (بنظرة دافئة):
"مش محتاج أرد، بس لو كنتِ عاوزة تردي الجميل... خليكِ بخير."

ينتهي المشهد بابتسامة صغيرة بينهما، بينما يحمل مراد حقيبتها، ويوجهها للخروج من المستشفى
*******************
في  المستشفى، مراد وجالا يقفان بالقرب من الاستقبال بعد خروج الطبيب. مراد يمسك هاتفه فجأة عندما يبدأ بالرنين. ينظر إلى الشاشة ويرى اسم شقيقه "أحمد". يجيب بسرعة، بنبرة مزيج من الحيرة والقلق.

مراد (بجدية):
"ألو، أحمد؟ في حاجة؟"

أحمد (صوته متوتر):
"مراد، لازم ترجع الفيلا حالًا. الموضوع بخصوص لمار، حصل حاجة مش كويسة."

مراد (ينتفض ويعبس وجهه):
"لمار؟ إيه اللي حصل؟ هي بخير؟"

أحمد (يتحدث بسرعة):
"أنا مش قادر أوضحلك التفاصيل دلوقتي على التليفون، لكن الوضع مقلق. يوسف مش هنا، وأنا مش عارف أتصرف لوحدي. لازم تيجي حالًا."

مراد (ينظر إلى جالا بقلق ويخفض صوته قليلًا):
"طيب، أنا جاي فورًا. خليك مع لمار لحد ما أوصل."

أحمد (بسرعة):
"مستنيك."

يغلق مراد الهاتف ويبدو القلق واضحًا على وجهه. ينظر إلى جالا التي لاحظت توتره.

جالا (بلطف):
"مراد، في حاجة حصلت؟"

مراد (يحاول السيطرة على أعصابه):
"في مشكلة حصلت في البيت، لازم أروح فورًا. والدك في أمان هنا، الدكتور موجود، ولو حصل أي حاجة طمنيني فورًا."

جالا (بقلق):
"أكيد، بس أنت كويس؟ شكلك مش مرتاح."

مراد (يبتسم بخفة محاولًا طمأنتها):
"أنا بخير. خلي بالك من نفسك ومن والدك. هنحكي لما الأمور تهدى."

يهم مراد بالخروج سريعًا، لكنه يتوقف للحظة وينظر إلى جالا:
"لو احتجتِ أي حاجة، كلميني فورًا."

جالا (تومئ برأسها):
"طبعًا. روح بسرعة."

يخرج مراد من المستشفى مسرعًا، وملامح القلق ترتسم على وجهه، يفكر في السبب وراء قلق أحمد وما الذي حدث مع لمار. الكاميرا تركز على تعبيره القوي وهو يركب سيارته وينطلق باتجاه الفيلا
*****************
  داخل الفيلا، صالة المعيشة الفسيحة. الجميع متواجد، والجو مشحون بالحزن والتوتر. ليلى (عمة مراد) تبكي بحرقة وهي تحتضن لمار التي تبدو فاقدة الوعي، مستلقية على الأريكة. باقي أفراد العائلة يحيطون بها، وكل منهم يظهر مزيجًا من الصدمة والحزن. الباب الرئيسي يُفتح فجأة، ويدخل مراد بخطوات متسارعة ووجهه مليء بالقلق.

مراد (باندفاع وهو ينظر حوله):
"إيه اللي بيحصل هنا؟! أحمد قال في حاجة خطيرة تخص لمار... ليه الكل شكله كده؟!"

نجلاء (والدته، وهي تنظر إليه وعيناها مغرورقتان):
"مراد، الوضع معقد جدًا... في حاجة كبيرة حصلت."

مراد (يركز نظره على لمار المستلقية):
"لمار؟! مالها؟ ليه فاقدة الوعي؟"

فؤاد (والده، بصوت هادئ ومشحون بالحزن):
"ليلى... ليلى عرفت حاجة عن لمار، ودي مش حاجة سهلة على حد فينا."

مراد (مندهشًا وهو ينظر إلى ليلى التي تبكي وتمسك بيد لمار):
"ليلى؟! إيه علاقة لمار بيها؟ حد يفهمني!"

ليلى (ترفع رأسها والدموع تنهمر على وجهها):
"مراد... لمار... هي بنتي... بنتي اللي فقدتها من 13 سنة!"

مراد (بذهول، عيونه تتسع وهو يحاول استيعاب ما يسمعه):
"بنتك؟! لمار؟! إزاي؟! مش ممكن... أنتِ أكيد غلطانة."

تميم (ابن عم مراد، يتدخل بنبرة جادة):
"مش غلطانة يا مراد. عملنا كل الفحوصات والتحقيقات... لمار هي مريم، بنت ليلى اللي كنا فاكرين إنها ماتت في الحادث."

مراد (ينظر بين تميم وليلى، ثم إلى لمار):
"بس... بس إزاي؟! يعني كل السنين دي وهي بعيدة عنكِ؟! وكانت بتعيش إزاي؟"

ليلى (وهي تبكي وتحتضن لمار بقوة):
"ما كنتش أعرف إنها عايشة... كنت فاكرة إنها راحت مع والدها في الحادث. لكن الحقيقة كانت مختلفة، و... وها هي قدامي دلوقتي."

يوسف (الذي يقف بالقرب، صامت ولكنه متوتر):
"مراد، أنا كنت عارف إنك هتستغرب. إحنا كلنا لسه مش قادرين نصدق اللي حصل."

مراد (وهو ينظر بصدمة للجميع):
"يعني لمار... لمار اللي يوسف أنقذها من أهلها القساة... تطلع بنت ليلى؟ بنت عمتنا؟"

نجلاء (تحاول تهدئته):
"عارفين إن الموضوع صعب، بس لازم نتقبل الحقيقة. ليلى لقت بنتها أخيرًا، ده اللي يهم دلوقتي."

مراد (يقترب ببطء من لمار، ينظر إليها وكأنما يحاول رؤية ملامح ليلى فيها):
"بس... ليه فاقدة الوعي؟ هي بخير؟"

رائد (ابن ليلى، يتحدث بحزن):
"كانت متأثرة جدًا لما عرفت الحقيقة. الصدمة كانت قوية عليها، أغمي عليها فجأة."

مراد (بغضب مكبوت):
"الصدمة مش عليها بس... الصدمة علينا كلنا. حياتها كلها كانت مأساة، وطلعنا ما نعرفش عنها حاجة!"

ليلى (بصوت مختنق):
"القدر جمعني بيها أخيرًا... مش هسيبها أبدًا."

المشهد ينتهي على مراد وهو يجلس بهدوء بجانب لمار، ينظر إليها بعمق وكأنما يحاول فك شيفرة القصة التي قلبت كل شيء في لحظة
*********************
الجميع ما زال في حالة صدمة وذهول. ليلى تمسك بيد لمار التي لا تزال فاقدة الوعي، لكن وجهها يمتلئ بالغضب والدموع تنهمر من عينيها. صوتها يرتجف من شدة الانفعال وهي تتحدث عن أهل لمار (عائلتها المزيفة).

ليلى (بغضب ودموع):
"مش ممكن! مش ممكن أسامح الناس اللي عاملوا بنتي كأنها مش بني آدم. قسوة؟ لا، القسوة كلمة قليلة على اللي عملوه! كانوا يعاملوها كأنها حيوان! بنتي... بنتي كانت تعيش معاهم وتمر بكل ده وأنا كنت هنا، مش عارفة عنها حاجة!"

فؤاد (يحاول تهدئتها، بصوت هادئ):
"ليلى، أرجوكِ اهدئي. إحنا كلنا مصدومين، لكن الغضب مش هيغير حاجة دلوقتي. المهم إنها رجعتلك. لمار هنا معاكِ دلوقتي."

ليلى (بصوت مرتفع، تقطع كلامه):
"لكن إزاي أسكت؟ إزاي ما آخدش حقها؟ سنين وأنا فاكرة إنها ماتت، وهم يعرفوا إنها بنت ناس ومع ذلك يعاملوها بالشكل ده؟! مستحيل أعدي اللي حصل كده!"

جليل (يتدخل بهدوء ولكن بحزم):
"ليلى، أنا فاهم إحساسك. لو كنت مكانك كنت هعمل زيك، يمكن أكتر. لكن خلينا نفكر بعقلانية. إحنا لازم نركز على لمار دلوقتي. صحتها أهم من أي انتقام."

ليلى (تنظر إلى جليل بغضب ودموع):
"بس، جليل! بنتي اتعذبت... اتعذبت! وهما عايشين حياتهم ولا كأنهم عملوا جريمة. ما ينفعش نسيبهم كده. لازم يتحاسبوا على اللي عملوه فيها!"

فؤاد (يضع يده على كتف ليلى):
"أختي، إحنا معاكِ. مش هنسيب حق لمار، لكن الغضب مش هينفعها دلوقتي. صحتها وسلامتها هي الأولوية. البنت محتاجة تهدأ وتفهم إنك جنبها. لو شافتك غاضبة بالشكل ده، ده مش هيساعدها."

ليلى (تحاول تهدئة نفسها قليلاً، ولكن الغضب لا يزال في صوتها):
"مش ههدأ لحد ما أشوفهم بيندفعوا تمن اللي عملوه. مش بس علشاني، علشان لمار. لازم يعرفوا إن بنتي ليها ناس يحموها ويدافعوا عنها."

مراد (يتحدث بهدوء ولكنه جاد):
"عمي جليل وعمي فؤاد عندهم حق. لمار دلوقتي محتاجة حضنك واهتمامك، مش غضبك. خلينا نحط أولوية لصحتها واستقرارها، وبعدين نتصرف مع الناس دي بالطريقة اللي تضمن حقها."

ليلى (تنظر إلى مراد، تتنهد وتحاول استعادة تماسكها):
"معاكم حق... أنا لازم أكون قوية علشانها. بس وعد مني... حقها هيرجع، وأي حد آذاها هيشوف الويل."

فؤاد (يبتسم بحنو):
"وإحنا كلنا معاكِ. لكن أول حاجة لازم نعملها إننا نطمن إن لمار بخير، وبعدين نبني حياة جديدة ليها، بعيد عن كل الألم اللي عاشته."

جليل (يهز رأسه موافقًا):
"بالضبط. إحنا عيلة واحدة، ومع بعض هنحميها ونرجع لها اللي ضاع."

المشهد ينتهي على ليلى وهي تنظر إلى لمار بحب ودموع في عينيها، ثم تمسح دموعها وتهمس بصوت خافت:
"مش هخلي حد يأذيكِ تاني... وعد يا بنتي."
******************
في اليوم التالي ، في مكتب مراد في الشركة، يجلس على مكتبه مشغولاً بأوراق أمامه، لكنه يبدو شارد الذهن. يتردد للحظة قبل أن يلتقط هاتفه ويتصل بجالا.

مراد (يتحدث بلهجة لطيفة):
"ألو... صباح الخير، جالا."

جالا (بصوت خافت ومرهق):
"صباح الخير، أستاذ مراد."

مراد (بنبرة قلقة):
"كنت عايز أطمن على والدك... كيف حاله النهارده؟"

جالا (بتنهيدة خفيفة):
"الحمد لله، العملية نجحت والدكاترة قالوا إنه استجاب بشكل كويس. بس لسه محتاج فترة راحة ومتابعة."

مراد (بابتسامة خفيفة، يحاول طمأنتها):
"الحمد لله إنه بخير. كنت عارف إن كل شيء هيكون تمام. وأنتِ؟ شكلك تعبانة."

جالا (بتردد):
"أنا بخير... بس تعبت شويه من كتر القلق والسهر."

مراد (بحنان غير معتاد):
"ده طبيعي، لكن ما تنسيش إنك كمان محتاجة ترتاحي. والدك محتاجك قوية علشانه."

جالا (بصوت ممتن):
"شكرًا جدًا، أستاذ مراد... مش عارفة إزاي أشكرك على اللي عملته. لو ما كنتش اتدخلت، مكنتش عارفة أتصرف."

مراد (بحسم ولكن بلطف):
"ما تقوليش كده. أنا عملت اللي لازم يتعمل، ومش محتاج شكر. المهم دلوقتي إنك تهتمي بنفسك وبوالدك."

جالا (بتأثر):
"ربنا يخليك... بجد أنا ممتنة ليك."

مراد (بابتسامة يسمعها في صوته):
"ما تشغليش بالك. لو احتجتي أي حاجة، أنا موجود. خدي بالك من نفسك، ولو حصل أي جديد طمنيني."

جالا (بامتنان واضح):
"أكيد، شكراً أستاذ مراد."

مراد (بنبرة دافئة):
"مراد... مش أستاذ. لما نتكلم بعيد عن الشغل، ناديني باسمي."

جالا (بتردد وخجل):
"حاضر... مراد."

مراد (بابتسامة عريضة):
"كده أحسن. طيب، أسيبك دلوقتي تريحي شوية. أي حاجة محتاجاها، كلميني فوراً."

جالا (بهدوء):
"إن شاء الله... شكراً مرة تانية."

مراد (بحزم لطيف):
"ما تشكرينيش تاني. مع السلامة يا جالا."

جالا:
"مع السلامة، مراد."

المشهد ينتهي ومراد ينظر لهاتفه بابتسامة، وكأنه يشعر بشيء جديد تجاه جالا لم يعترف به بعد
*********************
في  منزل عائلة لمار ، بيت قديم وبسيط في حي شعبي. ليلى تدخل المنزل بخطوات ثابتة، والغضب يشتعل في عينيها. تستقبلها الأم حكمت بعبوس بينما يجلس الأب عماد على كرسي مهترئ يدخن سيجارة، والأخ خالد يتكئ على الحائط ببرود.

حكمت (بتجهم):
"أهلاً وسهلاً. إيه اللي جاب حضرتك هنا؟"

ليلى (بصوت حاد ونبرة قوية):
"اسكتي خالص! مش جايه هنا أسمع كلمة من حد فيكم. أنا جايه أعرف الحقيقة... إزاي بنتي وصلت لبيتكم؟ وليه ما رجعتوهاش لما عرفتو إنها مش بنتكم؟"

عماد (ببرود وهو ينفث دخان السيجارة):
"إحنا ما عندناش وقت للمسلسلات دي. اللي حصل حصل، خلاص... مالكيش عندنا حاجة."

ليلى (تقترب منه بغضب):
"اسمع يا عماد... لو فاكر إني هسيب حقي، تبقى بتحلم. إنت وهو عيلتكم كلها تتحاسبوا على اللي عملتوه. عايزة أعرف كل حاجة دلوقتي وإلا هخلي الدنيا تولع فيكم!"

حكمت (بغطرسة زائفة):
"وإنتِ فاكرة إننا خايفين منك ولا من تهديداتك؟ إحنا اللي ربينا البنت وكبرناها لما محدش كان عارف هي فين."

ليلى (بسخرية غاضبة):
"كبرتوها؟! بتتكلمي عن نفس الناس اللي كانوا بيعاملوها زي الخدامة؟ اللي أكلوها الضرب والإهانة؟! فاكرة إنكم تخرجوا منها كده بالساهل؟"

خالد (بتوتر يحاول التصنع بالهدوء):
"إحنا عملنا اللي علينا. هي كانت عندنا عشان الظروف جابتنا كده. مش ذنبنا إنكِ ضيعتها."

ليلى (تلتفت إليه بحدة):
"ظروفي؟! أنت آخر واحد ممكن يفتح بقه. أنا عايزة أعرف... إزاي بنتي وصلت لكم؟ مين جابها هنا؟"

عماد (يبدأ في التلعثم):
"كان... كان في حادث. لقيناها صغيرة لوحدها. قولنا نربيها بدل ما تضيع في الشارع."

ليلى (تقاطع بغضب):
"تربوها؟ ولا تستغلوها؟! كنتوا عارفين إنها بنت مين، مش كده؟ كنتوا عارفين إنها بنتي وما رجعتوهاش عشان طمعانين! صح؟"

حكمت (تنفعل لكنها تحاول الدفاع عن نفسها):
"وإيه يعني؟! كنا محتاجين حد يساعدنا في البيت. البنت مالهاش مكان تروحله!"

ليلى (بغضب يزلزل المكان):
"اللي عملتوه ده مش مساعدة، ده جريمة! استغليتوها، خدعتوها، وسرقتوا بنتي مني. لو فاكرين إنكم فوق القانون، يبقى غلطانين!"

خالد (يبدأ في إظهار علامات الخوف):
"إحنا... إحنا ما كناش عارفين إنها بنتك من الأول. لما عرفنا... كنا خايفين تقولوا إننا خطفناها!"

ليلى (تنظر لهم باشمئزاز):
"خايفين؟! خايفين على نفسكم، لكن ما فكرتوش في طفلة بريئة ضيعتوا طفولتها؟! أنا هفتح عليكم أبواب جهنم. المحكمة هتعرف كل كلمة، والشرطة كمان. عماد... حكمت... خالد... جهزوا نفسكم للحساب!"

حكمت (تنهار بخوف):
"ما تعمليش كده، إحنا غلطنا... بس ما كانش قصدنا نضرها!"

ليلى (بنبرة صارمة):
"الضرر حصل، واللي عملتوه لازم يتعاقب عليه. هتشوفوا إزاي القانون هيجيب حق بنتي!"

المشهد ينتهي بخروج ليلى من المنزل، وعائلة لمار  تبدو مرعوبة وتعلم أن نهايتهم اقتربت
*******************
في كافيه هادئ في حي راقٍ، سيليا تجلس على طاولة قرب النافذة، تتناول قهوتها بهدوء، بينما زين يجلس أمامها، يراقبها بصمت. الجو دافئ، لكن التوتر واضح في نظراته. سيليا لا تلاحظ تغيرًا في تعبيراته، وتبقى مستغرقة في أفكارها.

زين (بصوت هادئ ولكن متردد):
"سيليا، في حاجة كنت عايز أقولها لك من وقت طويل."

سيليا (تنظر إليه بدهشة، ثم تبتسم بهدوء):
"ممكن تقولها دلوقتي. إحنا في مكان هادي."

زين (ينظر إليها مباشرة في عينيها، ويحاول أن يتماسك):
"أنا... حبيتِك من أول ما شوفتك. مش قادر أستمر من غير ما أقول لك الحقيقة."

سيليا (تفاجأ، عيونها تتسع، ثم تجذب نفسًا عميقًا):
"ماذا؟!"

زين (يخفض رأسه قليلاً ثم يرفع عينيه لتلتقي بعينيها مجددًا، بصوت خافت):
"أنا حبيتِك، سيليا. من زمان، ومهما كان الوضع، كان عندي إحساس دائم إنكِ ممكن تحسي بي يومًا ما."

سيليا (تتجمد في مكانها، تنظر إليه وكأنها لم تفهم ما قاله، ثم تفتح فمها ولكن لا تستطيع الكلام):
"زين، لا يمكن..."

زين (يحاول أن يبدو مطمئنًا رغم التوتر الظاهر عليه):
"عارفة إن ده مش وقت مناسب، وإنك مش في حالتك الآن، لكن لازم تعرفي الحقيقة. حبيتِك من غير ما تطلبي، ومن غير ما أعرف إذا كان ممكن يحصل بينا شيء ولا لأ."

سيليا (تشعر بصدمة، ولا تعرف كيف ترد، تتنفس بصعوبة، ثم تقول بصوت منخفض):
"أنت حبيتِني؟"

زين (ينحني قليلاً للأمام، ويقول بصوت محاولات تقليل التوتر):
"أيوه، وأنا مش ندمان على شيء. كنت حابب تبقي هنا، معايا."

سيليا (تهز رأسها ببطء، عيونها تملؤها الصدمة، وكأن كلمات زين تهزها من الداخل، بينما فمها يظل مفتوحًا قليلاً):
"أنا... مش قادرة أستوعب ده."

المشهد ينتهي هنا، وتظل سيليا تجلس في صمت، عيونها تبتعد عن زين وكأنها تحتاج وقتًا لفهم ما سمعته، بينما زين يراقبها بحزن عميق، يدرك تمامًا أن كلمات قلبه لم تذهب سدى ولكن كان يجهل رد فعلها.

 •تابع الفصل التالي "رواية قيود العشق (2)" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent