رواية قيود العشق (2) الفصل الرابع والثلاثون 34 - بقلم سيليا البحيري
قيود_العشق2
فصل 34
سيليا ما زالت في حالة صدمة، تنظر إلى فنجان قهوتها وكأنها تبحث عن كلمات لترد بها، بينما زين يراقبها بقلق. الجو في المقهى يزداد هدوءًا، وكأن العالم من حولهم توقف.
سيليا (بصوت متردد وضعيف):
"زين... أنا مش عارفة أقول إيه. كلامك فجأني."
زين (يحاول تهدئتها، بصوت خافت ومطمئن):
"ما كنتش متوقع منكِ رد دلوقتي، سيليا. أنا قلت اللي في قلبي لأنني حسيت إنك تستحقي تعرفي الحقيقة."
سيليا (تنظر إليه بحيرة، وكأنها تحاول استيعاب الموقف):
"بس زين... أنا لسه خارجة من علاقة صعبة. كل اللي بفكر فيه دلوقتي هو أولادي، إزاي أوفر لهم حياة مستقرة بعيد عن أي مشاكل."
زين (ينحني للأمام قليلاً، وكلماته تخرج بصدق):
"عارف، وده اللي بحترمه فيكِ. عشان كده ما قلتش حاجة قبل كده. كنت مستني اللحظة المناسبة، ومستعد أكون صبور لو كان ده اللي محتاجاه."
سيليا (تتنهد، وتحاول أن تجد كلمات مناسبة):
"مش عارفة يا زين... مش عارفة إذا كان عندي مساحة لأي حاجة تانية غير أولادي. أنا مش جاهزة إني أفكر في مشاعري."
زين (بابتسامة خفيفة رغم الألم في صوته):
"مش هضغط عليكِ، سيليا. أنا قلت اللي عندي عشان أكون صريح معاكِ. القرار في إيدك، وأنا مستعد أستنى مهما أخذ منكِ وقت."
سيليا (تنظر إليه بشيء من الامتنان):
"شكراً على صراحتك، زين. بس في حاجات لازم أوضحها لنفسي الأول."
زين (ينهض من مقعده بلطف، ويضع النقود على الطاولة):
"خدي وقتك، سيليا. أنا هنا لو احتجتي أي حاجة."
سيليا (تنظر إليه وهو يغادر، تتردد قبل أن تناديه):
"زين..."
زين (يلتفت وينظر إليها):
"نعم؟"
سيليا (بتردد):
"شكراً."
زين (بابتسامة دافئة):
"على الرحب دائماً."
يغادر زين المقهى، تاركًا سيليا وحدها مع أفكارها المتشابكة، وهي تحاول أن تفكر في ما قاله وكيف يمكن أن يؤثر على حياتها وحياة أطفالها، سيليا جالسة وحدها، نظرتها بعيدة وكأنها في عالم آخر
*********************
فأوضة المعيشة في فيلا عيلة جاد. الجو متوتر ومشحون بالغضب. الأب كريم قاعد على كرسيه الكبير، وشه مكفهر جدًا ومليان غضب. الأم ثريا واقفة جنبه، عينيها مليانة حزن وعتاب وهي باصة لجيسي اللي قاعدة على الأرض قدام أبوها، بتعيط بحرقة وبتتوسل له. جاد واقف بعيد، ساكت لكنه بيتفرج على المشهد بانزعاج.
جيسي (بتعيط وبتتوسل):
"يا بابا، والنبي ما تخلينيش أتجوز حامد! مش هعرف أعيش معاه، مستحيل أكون مبسوطة معاه! أرجوك، فكر فيا وفي مستقبلي!"
كريم (بغضب وبيخبط بإيده على دراع الكرسي):
"مستقبلك؟! إنتِ اللي ضيعتِ مستقبلك بإيدك! إزاي سمحتِ لنفسك توصلي للي إنتِ فيه ده؟! إحنا دلوقتي لازم نلحق الفضيحة قبل ما تكبر وتبقى على كل لسان!"
جيسي (بتحط إيديها على وشها وهي بتعيط):
"بس حامد مش الحل يا بابا! أرجوك، خليني أشيل غلطتي بطريقة تانية، بس بلاش تخليني أعمل حاجة هتدمرني أكتر."
ثريا (بحزن وهي بتحاول تهدي كريم):
"كريم، جيسي لسه صغيرة وما كانتش فاهمة اللي بتعمله. يمكن نلاقي حل تاني..."
كريم (بيقطع كلامها بغضب):
"ثريا! ما تحاوليش تبرري لها. الموضوع خلص، حامد وافق على الجوازة، وما عندناش أي خيار تاني. يا تتجوزه، يا الفضيحة هتلاحقنا كلنا!"
جيسي (بتقوم من مكانها وبتتوسل أكتر):
"يا بابا، أنا غلطت، وأنا معترفة بغلطتي، بس مش من حقك تاخد قرار يضيع حياتي كلها! خليني أتحمل اللي عملته بنفسي، بس بلاش تجبرني على الجوازة دي، أرجوك!"
كريم (بيقوم من مكانه بغضب، وببص لها بحدة):
"هتتحملي غلطتك؟ إزاي؟! إنتِ عارفة المصيبة اللي جبتِها على دماغنا؟! لو كان عندك ذرة إحساس، ما كنتيش عملتي كده أصلاً! الجوازة دي هي الحل الوحيد، والنقاش انتهى!"
جاد (بيخطو خطوة لقدام، وبيتكلم بهدوء):
"يا بابا، يمكن لازم ندي جيسي فرصة تفكر في طريقة تانية. الجواز غصب عنها ممكن يعقد الأمور أكتر..."
كريم (بيبص لجاد بغضب):
"جاد، ما تتدخلش! إنت شايف اللي حصل، وعارف إن لازم نتصرف بسرعة قبل ما الناس تبدأ تتكلم!"
جيسي (بتنهار على الأرض تاني، ومسكه رجليه وهي بتتوسل):
"يا بابا، أرجوك، ما تدمرش حياتي أكتر ما هي مدمرة. فكر فيا مرة واحدة، أرجوك!"
كريم (بياخد نفس عميق، لكنه بيكمل بصرامة):
"جيسي، قراري خلص. الجوازة هتتم، ومافيش مجال للكلام. قومي جهزي نفسك."
ثريا (بتحاول تتكلم):
"كريم، والنبي فكر..."
كريم (بصوت قاطع):
"ثريا، الموضوع خلص. مش عايز أسمع كلمة واحدة زيادة."
المشهد بينتهي وجيسي بتعيط بحرقة، وكريم بيمشي وهو غضبان جدًا، وجاد واقف متجمد في مكانه، مش عارف يعمل حاجة عشان يساعد أخته
**********************
كريم (بعصبية وهو ينظر إلى جيسي):
" فاكرة يا جيسي؟
فاكرة إزاي كنتِ بتعاملي سيليا؟ البنت اللي كانت زي الملاك، طيبة ومتربية، وهي الوحيدة اللي تحملت جاد وإهماله ليها ولأولادها! سيليا اللي عاشت لوحدها في مصر، بتربي ولادها، وانتِ هنا كنتِ بتتجنني عليها بالكلام وتتهميها في شرفها؟! إزاي؟!"
جيسي (بتحاول تقاطعه وهي تبكي):
"بابا، أنا... كنت ......، ما كنتش فاهمة..."
كريم (بيقطعها بعصبية):
"صغيرة؟! صغيرة إيه يا جيسي؟! كنتي بتتعاملي مع سيليا كأنها عدوة ليكي! إزاي؟! كانت بتستحملكوا، عمرها ما فتحت بقها بكلمة وحشة، ومع ذلك كنتي بتتكلمي عنها بكل وقاحة، كنتي بتتهميها زور! وأهي، رغم كل ده، عمرك ما شفتيها عملت حاجة غلط! سيليا بنت محترمة، وكانت أحسن منك ومن اللي حواليكي!"
ثريا (بحزن وهي تهز رأسها):
"كريم عنده حق يا جيسي. إحنا كنا بنحب سيليا زي بنتنا، كانت بتحاول دايمًا تصلح اللي بيننا وبين جاد، وإنتِ بدل ما تحترميها، كنتي بتستغلي ضعفها قدام جاد وتجرحيها بالكلام!"
جيسي (بغضب مكتوم وهي تمسح دموعها):
"سيليا دي اللي بتتكلموا عنها كأنها ملاك! لو كانت كويسة أوي كده، ليه جاد سابها؟ ليه؟!"
كريم (يصيح بغضب):
"جاد اللي غلط، مش هي! سيليا عملت اللي عليها وزيادة، كانت بتداري عليه وعلى عيوبه، بس إنتِ كنتي عمياء ومش شايفة حاجة غير حقدك عليها!"
ثريا (بحزم):
"سيليا كانت طيبة وصبورة، واللي حصل بينها وبين جاد كان غلطة من جاد، مش منها. إنتِ يا جيسي اللي كنتي بتشوفيها عدوة ليكي، مع إنها كانت دايمًا تحاول تكسب محبتك."
جيسي (بعيون مليانة حقد وكبت):
"دايمًا سيليا... سيليا... كلكوا شايفينها ملاك، بس محدش شافني أنا! محدش فكر يقف في صفي زي ما كنتوا واقفين في صفها!"
كريم (بنبرة صارمة):
"إحنا وقفنا مع الحق، والحق إنك كنتي ظالمة ومغرورة. دلوقتي شوفي نفسك، وشوفي فين غلطاتك، وسيليا اللي كنتي بتتهميها، ما وصلتش للي إنتِ فيه النهارده! إنتِ اللي دمرتي نفسك بإيدك!"
المشهد ينتهي وجيسي بتبص لكريم وعيونها مليانة غضب وحقد، وهي حاسة إن الكلام ده بيزود نارها تجاه سيليا، مش بيصحح غلطتها. كريم بيقوم من مكانه وبيمشي بغضب، وثريا بتفضل واقفة وهي باصة لجيسي بحزن
*******************
ف غرفة المعيشة في فيلا عائلة كريم. الجو مشحون بالغضب والتوتر، جيسي جالسة على الأريكة بوجه غاضب، بينما جاد يقف عند النافذة بيديه متشابكتين، يراقب الخارج بانزعاج. كريم يجلس على كرسيه الكبير بثبات، بينما ثريا تقف بجواره بوجه يحمل مزيجًا من الحزن والقلق. فجأة، يُفتح الباب، ويدخل حامد بثقة وجمود.
كريم (ينهض ويرحب بحماسة):
"أهلًا يا حامد! كنت مستنيك، يا ريت تكون الرحلة ما كانتش متعبة."
حامد (يصافح كريم ببرود وابتسامة صغيرة ساخرة):
"متعبة إيه يا عمي؟ أنا دايمًا جاهز لأي حاجة تخص العيلة."
ثريا (بحذر):
"أهلا بيك يا حامد. ياريت تكون بخير."
حامد (يلقي نظرة خاطفة عليها باحترام):
"الحمد لله، بخير يا طنط. إزاي حضرتك؟"
ثريا (بابتسامة مترددة):
"الحمد لله، تمام."
حامد (ينقل نظره نحو جيسي، التي تجلس بتحدٍ واضح، ثم نحو جاد عند النافذة):
"شكل الجو هنا مش ناقص توتر، واضح إني جيت في وقت مناسب."
جاد (يلتفت إليه بغضب مكتوم):
"إنت دايمًا بتوصل في الأوقات اللي مش مناسب فيها وجودك."
حامد (يرد بازدراء وهو يرفع حاجبيه):
"أنا مش مهتم إذا كان وجودي مناسب ليك أو لا. أنا هنا علشان أساعد عمي وأعدل اللي اتكسر."
جيسي (تتحدث بغضب وهي تنهض من مكانها):
"وأنا اللي اتكسر في حياتي مش محتاجة حد زيك يصلحه! إنت فاكر نفسك إيه؟!"
حامد (يبتسم بسخرية وهو ينظر إليها):
"فاكر نفسي الشخص الوحيد اللي يقدر يسيطر عليكِ ويعلمكِ الأدب، بعد ما عمي تعب من فشلك المستمر."
جيسي (تتقدم نحوه بغضب):
"إنت مين عشان تكلمني بالطريقة دي؟ أنا مش لعبة في إيدك، ولا هسمحلك تتحكم فيا!"
كريم (يتدخل بحزم):
"كفاية، جيسي! حامد هنا علشان يساعدنا ويستر عليكِ، بدل ما تفضحينا أكتر."
حامد (ينظر إلى جيسي بتحدٍ):
"أنا مش جاي أتحاور معاكِ، يا جيسي. أنا جاي أخد اللي اتفقنا عليه. الزواج هيتم، والموضوع منتهى."
جاد (يتحدث بنبرة غاضبة):
"مش فاهم إزاي شايف نفسك منقذ في الموضوع ده، وإنت أبعد واحد عن فكرة الإنقاذ."
حامد (يلتفت نحو جاد بابتسامة ساخرة):
"الفرق بيني وبينك، يا جاد، إنك كنت مجرد متفرج سايب الدنيا تنهار حواليك، وأنا هنا علشان أصلح اللي إنت ما قدرتش تعمل حاجة فيه."
جيسي (تصرخ وهي تشير نحو الباب):
"اطلع برة البيت ده، مش عايزة أشوفك هنا تاني!"
كريم (يصرخ بغضب):
"جيسي! امسكي لسانك، الزواج ده هيتم غصب عنك. وإنتِ عارفة إن دي الفرصة الوحيدة اللي تخرّجك من المصيبة اللي إنتِ فيها."
حامد (يعيد نظره إلى جيسي بابتسامة باردة):
"أنا مش مستني رضاكِ. القرار اتاخد، واللي جاي هيكون على مزاجي، مش على مزاجك."
المشهد ينتهي وجيسي تنظر إلى حامد بحقد وغضب، بينما حامد يبادلها نظرة ازدراء، وكريم يحسم الأمر بنظراته الحادة. ثريا تحاول التخفيف من التوتر وهي تمسك بيد كريم، وجاد يغادر الغرفة غاضبًا، تاركًا الجميع في حالة احتقان
التوتر يزداد مع دخول المأذون للفيلا. كريم يقف بثبات وحزم بجوار المأذون، بينما جيسي تجلس على الأريكة، مكسورة الروح لكنها تحاول المقاومة. ثريا تبدو حزينة لكنها لا تتدخل، وحامد يقف بثقة عند الطاولة، ينتظر اللحظة الحاسمة. جاد يقف بجانب النافذة، يراقب المشهد بعصبية دون أن يتدخل.
المأذون (بهدوء وهو ينظر إلى كريم):
"السلام عليكم، يا أستاذ كريم. إن شاء الله الأمور تكون مهيئة لعقد القران."
كريم (بثقة):
"وعليكم السلام، يا شيخ. كل شيء جاهز. نبدأ على بركة الله."
جيسي (تصرخ فجأة وهي تنهض):
"لا! مش هعمل كده! مش هتجبروني على الجوازة دي! ده ظلم!"
حامد (بهدوء وسخرية):
"ما تتعبيش نفسك، جيسي. القرار اتاخد، والموضوع انتهى."
كريم (يلتفت إليها بغضب):
"اقعدي مكانك يا جيسي! كفاية عناد، المأذون موجود والزواج هيتم دلوقتي."
ثريا (بحزن وهي تحاول تهدئة الموقف):
"كريم، يمكن نديها فرصة تفكر... يمكن الوضع..."
كريم (بحدة وهو يقاطعها):
"ثريا، مش وقت النقاش. أنا قراري واضح."
جاد (يتدخل بغضب):
"بابا، ده مش حل! إنت كده بتدمر حياتها أكتر!"
كريم (ينظر إليه بنظرة صارمة):
"جاد، أنا المسؤول هنا، وأنا اللي بحدد إيه الصح لعيلتنا."
المأذون (يحاول التهدئة):
"يا جماعة، خلونا نبدأ بهدوء. العروسة موجودة، والعريس موافق، نبدأ بالإجراءات."
جيسي (تبكي بحرقة):
"أنا مش موافقة! مش موافقة!"
حامد (يتقدم نحوها وينحني قليلًا):
"جيسي، سواء وافقتي أو لأ، الزواج هيتم. قرري إذا كنتِ عايزة تخرجي من هنا بشرفك، أو تكبري الفضيحة أكتر."
جيسي (تصرخ وهي تنظر إلى حامد بحقد):
"إنت إنسان عديم الرحمة! هتندم على كل حاجة هتعملها فيا!"
كريم (بصوت قاطع):
"شيخ، نبدأ، الوقت مش في صالحنا."
المأذون (ينظر إلى جيسي):
"يا آنسة جيسي، الزواج محتاج رضاك. لو في أي اعتراض، قولي دلوقتي."
جيسي (تبكي بصمت، ثم تنظر إلى والدتها بثقة محطمة):
"ماما... مفيش فايدة، صح؟"
ثريا (بدموع تملأ عينيها):
"جيسي، حبيبتي... أرجوكِ سامحيني."
جيسي (تغمض عينيها وتتنهد بعمق):
"اعملوا اللي إنتوا عايزينه. أنا خلاص تعبت."
المأذون (يبدأ بالإجراءات، بينما حامد يوقع على الأوراق بثقة):
"تم العقد، وألف مبروك."
حامد (ينظر إلى جيسي بابتسامة ساخرة):
"دلوقتي بقتي رسميًا مرات حامد. مستعدة لمرحلة جديدة في حياتك؟"
جيسي (ترد بصوت مكسور):
"مرحلة الجحيم؟ أه، مستعدة."
جاد (ينفجر غضبًا ويغادر الغرفة):
"إنتو فعلاً فقدتوا عقولكم!"
المشهد ينتهي بجيسي وهي تغطي وجهها بيديها وتبكي بحرقة، بينما حامد يراقبها بنظرة انتصار، وكريم يجلس بثبات كأن شيئًا لم يحدث، وثريا تقف عاجزة تمامًا عن فعل أي شيء
*******************
فأوضة المعيشة في فيلا البحيري. الجو هادئ ومريح، الجميع يجلسون في الغرفة، يتحدثون بأحاديث عائلية خفيفة. سيليا تجلس على الأريكة تحمل لينا الرضيعة بين ذراعيها، بينما زياد ومازن يلعبان بجانبها. يوسف يجلس بجوار لمار، التي تبدو حزينة وتائهة في أفكارها، أما فؤاد ونجلاء فيجلسان على الكراسي يتحدثان مع أحمد وسامر ومراد. ريان يجلس على الأرض ويلعب مع الأطفال.
سيليا (تبتسم وهي تنظر إلى لينا):
"لسة مش مستوعبة إن بنتي الصغيرة هتكمل سنة كمان أسبوع! الوقت بيجري بسرعة."
نجلاء (تبتسم وهي تراقب لينا):
"ما شاء الله، كأنها لسة مولودة من كام يوم. ربنا يحفظها ويحفظ إخواتها."
ريان (يمزح وهو ينظر إلى زياد ومازن):
"وأنا أقول ليه زياد ومازن عاملين كده! غيرانين من أختهم الصغيرة عشان واخدة كل الدلع."
زياد (ببراءة):
"مش صح! أنا بحب لينا، بس هي صغيرة مش بتعرف تلعب معانا."
فؤاد (يضحك):
"ده عادي، لما تكبر شوية هتكون هي كمان جزء من شقاوتكم."
سيليا (تفكر للحظة):
"بالمناسبة، لازم نعمل حاجة خاصة بمناسبة عيد ميلادها. حفلة صغيرة هنا في البيت مع العيلة."
أحمد (يبتسم):
"فكرة جميلة، سيليا. لو محتاجة أي مساعدة في التحضير، أنا موجود."
سامر (يمزح):
"وأنا كمان، بس على شرط... أنا مسؤول عن الكيك، بحب أختار الأنواع."
يوسف (يتحدث بهدوء):
"أكيد هتكون حفلة مميزة، بس أنا شايف إنها تبقى حاجة بسيطة عشان لينا لسة صغيرة."
سيليا (تنظر إلى يوسف ثم إلى لمار):
"لمار، إيه رأيك؟ عندك أي اقتراحات؟"
لمار (بصوت منخفض وهي تنظر إلى الأرض):
"مم... اللي تشوفيه، سيليا. أنا معاكم في أي حاجة."
مراد (يلاحظ حزن لمار ويحاول تغيير الموضوع):
"طيب مين اللي هيجيب الهدايا؟ لأن أنا مش شاطر في الموضوع ده."
نجلاء (بحماس):
"سيبوا الهدايا علينا، أنا وفؤاد هنختار حاجة مميزة للينا."
ريان (يمسك يد لينا بلطف):
"أنا هجيب لها عربية صغيرة، عشان لما تكبر تقدر تسابق زياد ومازن."
سيليا (تضحك):
"ريان، البنت لسة صغيرة على العربية. خلينا نبدأ بهدايا تناسب سنها الأول."
زياد (بحماس):
"ماما، ممكن نجيب لها لعبة كبيرة؟"
سيليا (تحتضن زياد):
"أكيد يا حبيبي. هي هتحب أي حاجة طالما منكم."
يوسف (ينظر إلى لمار بقلق):
"لمار، لو مش حاسة إنك مرتاحة، ممكن نأجل الحفلة لوقت تاني."
لمار (تبتسم ابتسامة باهتة):
"لا، الحفلة كويسة. أنا بس... محتاجة شوية وقت لنفسي."
فؤاد (يتدخل بلطف):
"لمار بنتنا، لو محتاجة أي حاجة قولي. كلنا هنا معاك."
سيليا (تحاول تهدئة الجو):
"إن شاء الله الحفلة هتكون بسيطة، لكن مليانة حب وفرحة. دي أول سنة في حياة لينا، ولازم نحتفل بيها."
المشهد ينتهي على صوت ضحكات زياد ومازن وهما يتشاجران بلطف، بينما لمار تظل صامتة وتبدو غارقة في أفكارها
******************
فأوضة المعيشة في فيلا جليل البحيري. الأجواء مريحة ودافئة. جليل يجلس على كرسيه المفضل يتصفح جريدة، بينما منار تحيك شيئًا على الأريكة. تميم يجلس بجوار ليليا على الأريكة الأخرى، يلاعب ابنتهما الصغيرة سيلين، التي ترتدي فستانًا ورديًا صغيرًا وتمسك بدميتها. ماهر يجلس على الأرض يلعب بلعبة سيارات.
سيلين (تتوقف عن اللعب مع دميتها وتنظر إلى والدها بعيون واسعة):
"بابا، أنا وحشتني مازن وزياد قوي! مش هييجوا يلعبوا معايا؟"
تميم (يبتسم وهو يرفعها ويجلسها على ركبتيه):
"مازن وزياد؟ طيب ليه ما قلتيش إنك وحشتيهم؟ أكيد هما كمان عاوزين يشوفوكِ."
سيلين (تضع يدها على خدها وتتنهد):
"بس هما ما بيجوش كتير. أنا عاوزة ألعب معاهم بالعرايس وبالبيت اللي جبتهولي يا بابا!"
ليليا (تربت على رأس سيلين بحنان):
"حبيبتي، ممكن نطلب من خالتك سيليا تيجي تزورنا هي وأولادها. إيه رأيك؟"
سيلين (تصفق بيديها بحماس):
"إيييه! وكمان نعمل حفلة صغيرة ليهم، زي اللي عملناها في عيد ميلادي!"
ماهر (يمزح وهو ينظر إلى سيلين):
"مازن وزياد مش هييجوا يلعبوا بالعرايس، دول هيحبوا يلعبوا بالسيارات بتاعتي."
سيلين (تعقد ذراعيها بحزم):
"لأ، مازن هيحب يلعب معايا بالعرايس، وزياد هيحب البيت بتاعي. وأنا هأوريهم كل ألعابي!"
جليل (يضحك وهو يخفض الجريدة):
"شكلنا محتاجين نعمل جدول ألعاب عشان مازن وزياد يقدروا يرضوا سيلين وماهر في نفس الوقت!"
منار (تبتسم بلطف):
"ده لو سيلين سابتهم يلعبوا أصلاً. شكلك ناوية تحتلي كل وقتهم، يا شاطرة."
سيلين (ببراءة):
"لا يا تيتا، أنا هخليهم يلعبوا شوية مع ماهر، بس أنا الأول!"
تميم (ينظر إلى ليليا):
"طيب يا ليليا، خلينا نكلم سيليا ونقولها إن العيلة وحشاها، وننظم زيارة قريب."
ليليا (تبتسم):
"فكرة حلوة. وكمان الأطفال هيفرحوا لما يشوفوا بعض."
سيلين (بحماس وهي تقفز من على ركبة والدها):
"بسرعة، يا بابا! كلمهم دلوقتي!"
جليل (يضحك):
"طولي بالك، يا عسل. هيتصلوا بيهم قريب. دلوقتي روحي خلي ماهر يعلمك شوية عن السيارات، يمكن تعجبك بدل العرايس."
سيلين (تدير رأسها بفخر):
"لا يا جدو، أنا بحب العرايس، ومازن وزياد كمان هيحبوهم!"
المشهد ينتهي بضحكات الجميع بينما سيلين تعود للعب بدميتها، وهي تتحدث بحماس عن الألعاب التي ستشاركها مع مازن وزياد
******************
الجميع يضحكون على حماس سيلين، التي ما زالت تلهو بدميتها. تميم يلتفت إلى سيلين بابتسامة دافئة.
تميم (بنبرة مرحة):
"طيب يا سيلين، مازن وزياد هييجوا يلعبوا معاكي، بس قوليلي، وفين لينا؟ هتلعبي معاها كمان؟"
سيلين (تتوقف عن اللعب وتفكر قليلاً، ثم تنظر إلى والدها باستغراب):
"لينا؟ دي صغيرة قوي، يا بابا! هي بتعرفش تلعب! بس ممكن أخليها تمسك دبدوب صغير كده."
ليليا (تضحك وهي تربت على ظهر سيلين):
"صح، يا سيلين. لينا لسه صغيرة، بس أكيد هتحب تشوفكِ."
سيلين (تبتسم وتضع يديها على خديها):
"هي كيوت قوي! لما كنت أشوفها مع طنط سيليا، كنت عاوزة آخدها وألعب بيها زي العروسة بتاعتي."
منار (تضحك بخفة):
"بس يا سيلين، لينا مش لعبة. دي بيبي صغيرة، ولازم نكون حنينين معاها."
سيلين (بجدية طفولية):
"عارفة، ماما. عشان كده أنا هخليها تقعد جنبي وأنا ألعب، وهديها لعبة صغيرة عشان تبقى مبسوطة."
ماهر (يمزح وهو ينظر إلى سيلين):
"بس لينا مش هتقدر تلعب معاكِ ولا مع مازن وزياد. هي هتقعد تبص عليكم بس!"
سيلين (تعبس وتنظر إلى ماهر بجدية):
"ماهر، لينا مش هتبص علينا بس! أنا هخليها تبقى مبسوطة، وأغني لها أغنية."
جليل (يضحك ويقول):
"شكل سيلين هتبقى أم ممتازة في المستقبل. لينا محظوظة بيكِ، يا سيلين."
تميم (يرفع حاجبيه بنبرة ساخرة):
"أم؟ يا بابا، دي هتبقى قائدة جيش صغير، مش بس أم!"
سيلين (تضحك وتصفق بيديها):
"أيوة، يا بابا! وأنا هخلي لينا القائد التاني!"
الجميع يضحكون على حديث سيلين الطفولي وحماسها، بينما تستمر في التخطيط للعب مع لينا، وتضيف أن لديها ألعابًا جديدة ستعجبها. المشهد ينتهي بأجواء مرحة ودافئة تجمع العائلة
******************
في غرفة المكتب في فيلا ليلى. ليلى تجلس خلف مكتبها الكبير، تمسك هاتفها بيد وترفع قلمًا بيدها الأخرى، تدونه بعصبية على دفتر صغير أمامها. ملامحها غاضبة، وعيناها تلمعان بعزيمة لا تُقهر. صوت المحامي على الهاتف واضح لكنه محايد، بينما ليلى تتحدث بحزم.
ليلى (بصوت حاد وحازم):
"أستاذ عادل، مش ممكن أسكت عن اللي حصل. البنت دي بنتي، ولولا الصدفة ما كنتش عرفت إنها لسه عايشة! أنا مش بس عاوزة آخد حقي، أنا عاوزة أعاقب الناس اللي أخدوها مني."
المحامي (على الهاتف):
"مدام ليلى، أنا مقدر مشاعرك، بس لازم نفهم التفاصيل كاملة ونجهز كل الأدلة المطلوبة. لو عاوزين نرفع قضية، محتاجين نعرف إزاي البنت اتنقلت لعيلتهم، وهل في شهود أو مستندات تثبت كلامك؟"
ليلى (بغضب مكبوت):
"أدلة؟ أنا عندي الدليل الأكبر... لمار نفسها! البنت حكت لي كل حاجة. حكت لي عن اللي شافته في البيت ده... عن معاملتهم اللي ما كانتش حتى للحيوانات! أنا مش هسيب حقي ولا حق بنتي يضيع، واللي عملوه لازم يدفعوا ثمنه."
المحامي:
"طب، لو عندك شهادة لمار، دي خطوة قوية. بس محتاجين نبني القضية بطريقة قانونية محكمة، عشان ما يلاقوش أي ثغرات يهربوا منها. هل عندك مستندات أو أوراق ممكن تساعدنا؟"
ليلى (تتنهد وهي تسيطر على غضبها):
"هبدأ أفتش في كل ورقة قديمة عندي. هجيب كل حاجة تثبت إنها بنتي. وصدقني يا أستاذ عادل، لو القانون ما أنصفنيش، أنا هعرف أجيب حقي بطريقتي."
المحامي (بنبرة مهنية):
"مدام ليلى، أنا مقدر غضبك، بس خلينا نركز على القانون. لو القضية قوية، إحنا هنكسبها. بس لازم نصبر ونتحرك بخطوات مدروسة."
ليلى (بحزم):
"ما تقلقش، أنا عارفة أنا بعمل إيه. عاوز كل حاجة تبقى جاهزة في أسرع وقت. وأول ما نبدأ، ما فيش رجوع. الناس دول لازم يعرفوا إنهم اتعاملوا مع الشخص الغلط."
المحامي:
"تمام، هنبدأ نجهز الملف من دلوقتي. وأي مستند أو معلومة جديدة توصلك، بلغيني فورًا."
ليلى (بصوت قاطع):
"هبلغك بكل حاجة. وشكرًا، أستاذ عادل. بس افتكر... أنا مش بس عاوزة حقي، أنا عاوزة عدالة بنتي."
(تغلق ليلى الهاتف بقوة وتضعه على المكتب، ثم تنهض وتنظر من النافذة. تتحدث بصوت مسموع لنفسها، ملامحها مليئة بالغضب والعزم):
"13 سنة وأنا فاكرة إني خسرتك... بس دلوقتي، هيرجع ليكي حقك، وهيرجع لي حقي فيكي. الناس دي هيتمنوا اليوم اللي خدوا فيه بنتي ما كانش موجود."
(المشهد ينتهي بينما تظل ليلى تنظر من النافذة، ملامحها مليئة بالتصميم والقوة، تخطط لخطوتها القادمة.)
****************
ليلى تقف بجانب النافذة، تنظر إلى الخارج بعينين متوترتين، وعقلها مشغول بخططها للانتقام. فجأة، يدخل ابنها الأكبر رائد، يلاحظ العصبية في وجه والدته، فيقترب منها بحذر، محاولًا أن يهدئها.
رائد (بحذر، وهو يقترب من والدته):
"ماما، إيه اللي خلاكي متوترة كده؟ في حاجة مش تمام؟"
ليلى (بغضب):
"إزاي ما يبقاش في حاجة مش تمام؟! بنتي ضاعت مني، وكنت فاكرة إني فقدتها للأبد، و دلوقتي بعد كل السنين دي اكتشفت إنها لسه عايشة، مش ممكن أسيبهم يعاملوا عيلتي كده!"
رائد (بصوت هادئ، يحاول تهدئتها):
"ماما، أنا عارف إنك متأثرة ومش قادرة تتحملي اللي حصل. بس لو سمحتي، خلينا نفكر شوية قبل ما نتصرف. ما ينفعش نتحرك بعصبية أو غل. إنتي دايمًا علمتيني إن العدل بيجي بالصبر والحساب."
ليلى (بغضب، تلتفت إليه):
"أنت مش فاهم. أنا مش عايزة صبر، أنا عايزة حق بنتي. طول العمر كنت مستنية اللحظة دي، دلوقتي هي موجودة وقدامنا، وأنا مش هسيب أي حد يظلمني أو يظلمها. لازم يعرفوا إنهم دفعوا ثمن غلطتهم."
رائد (يحاول الإمساك بيدها، وهو يحاول تهدئتها):
"ماما، أنا عارف إنك متألمة، وكلنا معاك. بس عايزك تحسي بالراحة. انتِ مش لوحدك في الموضوع ده. إحنا جنبك وهندعمك في كل خطوة. بس مهم نكون متأكدين من كل حاجة قبل ما نتحرك."
ليلى (تنظر إليه بنظرات حادة، لكنها تتنهد بصوت عميق):
"انت مش شايف إنهم ظلموني؟ ظلموا لمار وظلموا عيلتنا كلها؟ مش هسكت لهم. خلاص، أنا قررت. لما تبقى البنت دي في حياتي، مش هسمح لأي حد يمسها أو يقهرها تاني."
رائد (يجلس على الكرسي أمامها، ملامحه أكثر جدية الآن):
"وأنا معاك في كل خطوة، ماما. بس خليني أقولك حاجة، الناس دول لو حاولنا ننتقم منهم بشكل متهور، هيدافعوا عن نفسهم بكل الطرق. لازم نتأكد إننا ما نخليش في أي ثغرة. عشان لما نكسب القضية دي، نكسبها بشكل قوي وواضح."
ليلى (تهدأ قليلاً، لكنها ما زالت تشعر بالغضب):
"أنت عارف، يا رائد، إني لو كنت أعرف قبل كده إن لمار لسه عايشة، كنت عملت كل حاجة عشان أرجعها. دلوقتي مش هسمح لأي حد ياخد حقي وحقها. كل ثانية عدت عليا من غيرها، كانت جرح في قلبي."
رائد (برفق، وهو ينظر إليها بتمعن):
"وأنا عارف، ماما. وأنا مش هسمح لأي حاجة تأذيك أو تأذي لمار. بس لازم نكون ذكيين في خطواتنا، مش عاوزين نتسبب في مشاكل أكبر. دلوقتي أهم حاجة إننا نجيب كل الأدلة ونحضر القضية بشكل مضبوط هنبقى قد المسؤولية دي، وأنا واثق إنك هتحققي العدالة."
ليلى (تتنهد، وهي تضع يديها على وجهها لفترة ثم تنظر إليه):
"يا رائد، يا ابني، كل اللي عايزاه هو حق بنتي. مفيش حاجة في الدنيا تساوي الشعور ده. هنعمل كل حاجة عشان نرجع لها. وما فيش حاجة هتوقفنا."
رائد (ينظر إليها بحنان):
"وأنا معاك، ماما. هنجيب حق لمار، وأنا هساعدك في كل خطوة. المهم إننا نتصرف بحذر وذكاء."
(المشهد ينتهي بينما يظل رائد يمسك بيد والدته، ليلى تتنهد مرة أخرى، ثم تقف وتلتفت نحو نافذتها، عازمة على تنفيذ خطتها بكل حزم.)
•تابع الفصل التالي "رواية قيود العشق (2)" اضغط على اسم الرواية